Every night

By Marceline__vk

610K 46.1K 35.2K

بِمرور لَيلَةٍ وَرَاءَ لَيلَة، تَجرَّعَ الحاكِم السُّمّ الحُلوُ ذُو الطَّعمُ المُر جُرعَةً تلو جُرعَة آخذاً... More

البارت الأول
البارت الثاني
البارت الثالِث
البارت الرابع
البارت الخامس
البارت السادس
البارت السابع
البارت الثامِن
البارت التاسع
البارت الحادي عشر
البارت الثانِي عشر
البارت الثالث عَشر
البارت الرابع عَشر
البارت الخامس عَشر
البارت السادس عشر
البارت السابِع عَشر
البارت الثامن عَشر
البارت التاسع عشر
البارت العشرين
البارت الواحد و العشرين
البارت الثاني و العشرين
البارت الثالث والعشرين
البارت الرابع وَ العشرين
البارت الخامس والعشرين
البارت السادس و العشرين
البارت السابع والعشرين
البارت الثامن والعشرين "الأخير"

البارت العاشر

21.4K 1.5K 1K
By Marceline__vk


هولا ؟

. . . . .

لَم يَفهم جونغكُوك مقصد تايهيُونغ تَماماً، فَأبعد سَيفهُ مِن فَوق قَلبهُ لِيمد لهُ يَد العونِ لِلوقف، فَحدق بِها تايهيُونغ لِوهلة قَبل أن يَضع يَدهُ بِيد الأخر وَ يَتم سَحبهُ لِلوقوف عَلَى قَدميه

حَدق تايهيُونغ بِيد الحاكِم المُمسكة بِيده، وَ هي ذاتِها المُتَضررة، مِما لطخت دِمَاؤُهَا يَدهُ هو الأخر، فَسَخر مِنهُ الغُرابي لِمُلاحظتهُ أن لا جِفنَ قَد رَف لِتايهيُونغ أثناء ما يَنظر إلِيها "تَدفقُ دِماءُ الحاكِم بِحد ذاتهُ بِسَببك يُثير ...صَحيح؟"

"صَحيح ...لكن سَيكون أشد إثارة أن تَدفق مِن مَكان أخر، كَعنقك أو قَلبُك مثلاً"

فَضَحك الشاحِب، بل وَ بِشدة ...فَسَحب الأسمر ناحيتهُ يَهمس قُرب إذنهُ "إذاً سَتحتاج الكَثير مِن المجهود .."

"صَدقني ...لن أبذل سُوى ما بَذلتهُ لِضَرب يَدك، أي يعني القَليل"

"أذاً مُتحَمس لِأرى سَيفك يُوجَّه ناحَية فؤادي، أو عُنقي يا تايهيُونغ"

. . . . .

كَلِمات تايهيُونغ كانت لا تَزال تَدور فِي رأسهُ، خصوصاً تِلك التي قال بِها أن أبيهُ دُرِب عَلَى يَد تابِع، هل كان مُحق ! وَ كيف قد عَلِم ! بل وَ كيف لَم يَقل أحداً ذَلِكَ غيرهُ لهُ ! ولا حَتى أبيهُ بِحد ذاتهُ !

فَأكل الفضول قَلبهُ، وَ نَهش عَقلهُ، لِذا هو طَلب مِن دِيفيد أن يَستدعيه لِجَناحه ليلاً، فَنَفذ حارسهُ آوامرهُ، وَ أتجه لِجناح الجارِيات ما أن حَل اللِيل، حِيث كان تايهيُونغ هُناك بِينهن، يَتشارك أطراف الحَديث مَعهن وَ يَضحك رِفقتهنَ

بأستثناء مَن تُلاحقهُ بِأعينها الحاقِدة، وَ يَعلم هو .. يَعلم عَن أن الحِقد أتجاههُ مِنها، وَ كِيف أصبح يَتفاقم ..وَ لِماذا، لَكنهُ لا يَهتم، فَأن أهتم ...هي سَتختفي

"دِيفيد؟" الجارِيات تَسائلن لِرؤيتهنَ حارِس المَلك، فَتبسم لَهنَ وَ وسع أعينهُ ما أن سُحب مِن أحداهن لِيجلس بِينهنُ، فَضحك تايهيُونغ عَليه وكيف أن وجنتيهُ أحمرت خَجلاً لِجلوسهُ بِينهنَ فَقد كانت جارِيات القَصر جَميلات بِشكلٍ لا يوصف بِالتعبير

"دِيفيد يا مِسكين، إلا تَنوي الزواج ؟" أحداهن تَسائلت، فَضحك دِيفيد بِأحراج يَقول كَنوع كِنَ التَهرب مِن أن يُجيب بِأجابة صَادِقة "مَن سَيعتني بِسموه حِينها ؟" وَ أعينهُ لِديفيد لا إرادياً ذَهبت لِتايهيُونغ، الذِي رَفع حاجبهُ مُستنكراً لِلما نَظر أتجاههُ خَلف قولهُ، فَهو قُطعاً لن يَعتني بِالملك ! بل وَ لِما سَيفعل !

"وَ هَذَا المُراد يا رَجل ! أعتقهُ وَ نعدك أن نَهتم بِه عَلَى أحسن وجه"

"صَحيح، خصوصاً لِيلي هُناك ...أنها مُستعدة أن توهبه رُوحها لا أهتمامها وَ جَسدها وَ شعورها فَقط" تايهيُونغ إغاظها بِضحكة، فَتوتر كُل مِن الجارِيات لِذَلِكَ، فَكُلهنَ يَعلمنَ أن تايهيُونغ وَ لِيلي عَلَى خِلاف، وَ الأجواء بِينهما مَشحونة لِلوقت الحالِي، بِأسباب كُلهنَ يَجهلنها، فَلَم يَسبق لِلأثنين وَ أن كانوا بِوضع مُوتر كَهذا !

فَرَدت لِيلي بِالمُقابِل بِغضب أَحبهُ تايهيُونغ فَهو يَستمتع بِإغاظة الناس وَ أستفزازهُم "لا بأس مَعي فَسموهُ يَستحق كُل شَيء لكن ما لِي بِتقديم ما قُدم مِن غيري قَبلي ؟"

"هاه !"
"مَن قَد قَدمت لِلملك ما ذَكرهُ تايهيُونغ !!"

تَهامسن الجارِيات فِيما بِينهنَ وَ الصَدمة تَحتل وجوههم، فَضحك تايهيُونغ بِخفوت لِذَلِكَ، وَ قرر العبث أكثر فَقال لَهن مُشيراً لِديفيد المُراقِب بِصمت بِينهن "اسألوا دِيفيد، هو أكثر مَن يَعرف عن المَلك وَ عن مَن آتاهُ وَ مَن يَنام لديهُ يا فَتيات !"

"تايهيُونغ !!" دِيفيد أنتحب فَضحك الأخر وَ تَحرك تاركاً إياهُ بِين بَحر اسئلة آتي مِن الفتيات وَ يغادر جناحهنَ لِحيث ما جَناح المَلك، هو يَعلم أنهُ أرسل دِيفيد لِيستدعيه، كما أنهُ يَعلم لِما ..بل وَ هو مُتأكد لِما

وَ أثناء ما كان يَسير مِن رِواق لأخرى ...ألتقى بِأحد الامراء مِن إخوة جونغكُوك، وَ الذِي هو أصغر الأمراء، لُوكاس

"أوه أنتَ ذاتك !" الأمير هَتف يَقول، فَعقد تايهيُونغ حاجبيهُ يَتسائل "ذاتُ مَن ..سُمو الأمير ؟"

"ذاتُ الذِي آتى لِيأخذ تِلك الجارِية التي لَوت كاحِلها !" وَضح الأمير مِقصدهُ فَأومأ تايهيُونغ لَهُ مؤكد بِأبتسامة فَأكمل الأمير "لَقد شَددت أنتباه الجَميع حِينها ! بدايةً مِن المَلك وصولاً لِلوزراء !"

"وماذا عن الأمراء ؟" تايهيُونغ سألهُ بِعبوس صَغير، كَنوع مِن أن يُمازحهُ، فَضحك الأمير بِخجل يَغمز لهُ ويقول "ثِق بِي، حَتى الأمراء" وداخلياً ...تايهيُونغ يَعلم، يَعلم أن ما لَديهُ يَشد المُستقيم والغِير

"هل تُخيط فَقط لِلملكات وَ الأميرات؟"
"لِما ...هل سُموه الصَغير يُريد أن أخيط لهُ بعض الثياب ؟" وَ لدى قولهُ، كان جونغكُوك هُنا، يَقف خَلف تايهيُونغ تَماماً ...فَأبتلع أخيهُ الأصغر رِيقهُ يَنحني فَوراً وَ يخفض رأسهُ لِلأخر

فَقلب تايهيُونغ أعينهُ لِكُل هَذَا الخضوع وَ الخوف مِن قِبل الأمِير لِمن يَعلم أنهُ خَلفهُ تماماً، فَهو سَمع صَوت خطواتهُ الآتِية بِالفعل، وَ عَلِم بِمجيئهُ، عَكس الأمير المُنحني أمامه، فَقد كان مُندمجاً بِالحديث مَعهُ حَد أنهُ لَم يُدرك أو يرى مَجيء المَلك !

"ماذا تَفعل هُنا ...لُوكاس" جونغكُوك سألهُ، بِنَبرة تَبدو بارِدة لِلأمير ...لكن لِيس لِتايهيُونغ، الذِي يَعلم أن ما خَلف ظاهِرها البارِد غَضب، فَهو يَعلم أن الحاكِم هُنا مُدرك لِشيء وَاحد

وَ هو أن تايهيُونغ مُلفت لِلجميع وَ مَرغوباً أيضاً !

"لَـ...لقد أتيت لِأخبرك أنهُ يَتوجب عَلينا أن نُقيم وَلِيمة تَليق بِأستقبال مَلِك فَرنسا فَهو سَيصلنا بِحلول الغد سُموك"

"لما ...لِما لَم يُخبرني أحداً بِذَلِكَ اليوم بِقاعتي !" جونغكُوك تَسائل مُستغرباً، بِينما أعينهُ مَشغولة بِمَن لَم يَلتفت إليهُ، ذُو التَعبير الذي لا يُقرأ ..

"لا أعلم سُموك، سألتهم أن أمرتهم في أن يحضروها، فَقِيل لِي إنك لَم تَفعل لِذا أنا أتيت لِهذا"

"حسناً، سأوصِي دِيفيد أن يَتكفَل بِالأمر، أذهب الان لُوكاس" فَأومأ لُوكاس وَ تَحَرك يَمتثل لِأوامر أخيهُ الأكبر ثُم يُغادر الرَواق تَماماً

فَتحرك جونغكُوك هو الأخر يَأمر مَن بَقيَّ مَحلهُ "ألحقني" فَيأخذ تايهيُونغ نَفسهُ قَبل أن يُومأ وَ يَلحقهُ بِخطوات مُتباطئة لِكي يُتاح صُنع مسافَة بِينهما ..

فَتوقف المَلك فَجأة عَن مِشيهُ، لِيفعل تايهيُونغ المَثل مُحدقاً بِظهرهُ العَريض، فَألتفت الغُرابي لِلعسلي يَقول "أمشي إلى جانِبي" فَرَمش تايهيُونغ مَراتٍ عَديدة لِهذا، فَأن يَكن أن يَسير خَلفهُ ؟ إلا أنهُ لَم يَعترض، بل مَشى إلى أن أصبح بِمستوى مُقارِب لِمن اومأ راضياً وَ أكمل سِيرهُ

وَ أثناء سِير كُل مِنهما بِتلك المَمرات الشِبه مُضيئة وَ التي لا تَخلوا مِن الحَرس سَأل جونغكُوك "أين دِيفيد" فَلِتوهُ فَقط قَد لاحظ عَدم تواجد حارِسهُ مَع الفَتى أو حَتى خَلفهُ

حِينها ضَحك تايهيُونغ بِخفة مُتَذكراً شَكل الحارِس الخجول بِين جارِيات القَصر وَ أستغرب جونغكُوك ضِحكتهُ يَنظر إليهُ فَتمتم "ماذا ؟"

"عَليك أن تَمنحهُ بَعض المسَاحة البَعيدة عَنك سُموك، فَديفيد مَحروم، كَحال مَلكهُ" تايهيُونغ تَواقح مُجيباً، فَتَوقف الحاكِم عن السِير مُجدداً، فَفعل تايهيُونغ المَثل وَ هذه المَرة ...كان الرواق خالِي مِن أيُ حارِس، فَقد وَصلوا لِجناح الحاكِم الخاص

"كَحال مَلكهُ ؟" جونغكُوك رَدد مِن بَعدها، لِيعقد تايهيُونغ يَداهُ خَلف ظَهرهُ وَ يومأ بِأبتسامة صَغيرة، لِيسأل الحاكِم مِن جَديد عَن مَقصدهُ فَهو لَم يَفهمهُ تماماً "وَ ماذا تَعني بِـ'مَحروم' تَحديداً ؟"

"عَنيت ...دِيفيد يَحرسك طِيلة الوَقت، ولا يَنام سُوى قليلاً، لِذا لِيس لَديهُ الوقت حَتى لِأن يُحب، أو لِأن يَهتم بِنفسهُ، لِذا ما رأيُك بِـ.." وكان تايهيُونغ لِيُكمل، وَ لِيقترح بِأن يَمنح دِيفيد مساحَة، إلا أن الحاكِم أندفع ناحيتهُ، يَأخذ يَداهُ لِفوق رَأسهُ وَ يُثبتهُ بِوضع ساقهُ بِين أفخاذ الأسمر، مِما جَعلهُ يَشهق بِنوع مِن الحِساسية، فَسَاقُ المَلِك بِمكان لا يَجب عَليها أن تَكون بِه ..

"أنا عَنيت ...ماذا تَقصد بِـ'كَحالُ مَلكهُ' همم؟" جونغكُوك تَمتم بِصوت أشبهُ بِالهمس، وَ يَقترب أكثر حَد خَلق اصطدام طَفيف بِين أرنبة أنفهُ بِأرنبة أنف تايهيُونغ، يُحدث بِذَلِكَ تَمازج لِأنفاسهُم ..

"عَـ..عنيت .." لَم يَكن الأسمر قادِر، لِيس وَ جونغكُوك قَريباً مِنهُ هَكذا، فَتنهد يُحاول أن يَفلت مِن قَبضة المَلك، لَكن لَم يَكن قادِر، فَفي نِهاية الأمر جونغكُوك أضخم مِنهُ بل وَ أقوى، بُنيتهُ لا يُمزح بِها

"عَنيت ماذا يا مَلاك ؟" جونغكُوك هَمَس مُتمتع، فَطلبهُ الأشقر "أ.أفلتني وَ سَنتحدث" حِينها نَفى الحاكِم بِأبتسامة أتسعت يُخبره "لِنتحدث هَكذا"

"الوَضع غير مُريح"
"حقاً ؟ فَكرت بِهذا ...وأنتَ مُحق، فِراشي أكثر أريحية، صَحيح ؟"

"سُموك .." تايهيُونغ نَدههُ بِنوع مِن قِلة الحِيلة فَلِما هو هَكذا ! حِينها ضَحك المَعني علماً مِنهُ أنهُ أضجرَه إلا أنهُ أستمر عَلَى هَذَا الأسلوب "ماذا يا تايهيُونغ ماذا !"

"عَنيت إنك مَحروم لِأنك .."
"لِأنني أنتظر مَجيئك لِبين ذِراعِي بِكامِل رَغبتك وَ خضوعك الصادِق، وَ سَأبقى حَتى تَأتي فَأفرغ بِك عَدد كُل المَرات التِي رَغبتُك بِها فَحرمتُ ذاتِي وَ أبقيتها مَحرومة"

حِينها صَمت ...صَمت كُل مِنهما لِهذا، فَتنهد الحاكِم وَ أفلت الفَتى لِعدم تَلقيهُ إجابة فَطلبهُ "أدخل" قاصداً الغُرفة، فَهمهم تايهيُونغ وَ دَخل أولاً ..

لِيندهش قَليلاً، فَقد كان أثاث غُرفة الحاكِم قَد تَغير لِأخر، أخر مُختلف عَن الرَمادي السابِق، لِأخر بِألوان مُشابهة لِألوان غرفتهُ الصَغيرة !!


"أعجبك ؟" جونغكُوك تَسائل لِمُلاحظتهُ إندهاش تايهيُونغ، الذِي نَظر إليهُ مُفكراً ...هل هِي صِدفة ؟ أن ألوان الأثاث تُشابه خاصة غُرفتهُ ؟ فَتذكر أن الحاكِم لَم يَراها لِغرفتهُ، لِذا لا بُد وَ أنها صِدفة، لكن مع ذَلِكَ ...هو سَيتأكد بِطريقة غِير مُباشرة

"أنها ...الواني المُفضلة" تايهيُونغ صارحهُ، فَأضاف "أنها صِدفة صَحيح ؟"

وَ مع أن جونغكُوك باتَ يَعرف الأخر قليلاً، وَ يَعلم أن سؤالهُ هَذَا لِيتأكد أن كانت صَدفة أو لا، وَ لَم يَكن سؤالاً عَفوياً أبداً، إلا أنهُ أستخدم أسلوبهِ عَليه، وَ قال رافعاً كَتفيهُ "رُبما ؟ مَن يعلم .."

فَعَلم تايهيُونغ ...عَلم أن الحاكِم طَبَق أسلوبهُ هو عَليه، فَضحك لِهذا مُشيحاً وجههُ بعيداً عنهُ، فَتنهد جونغكُوك لِهذا ...وَ تَحرك لِلداخِل حيث ما خزانتهُ يَردف "تَفحص الغُرفة كيف ما تَشاء، سَأستحم وَ بِين ما أفعل سَيكون الطعام قد وصل، أستقبله لِأجلي"

وَ هُنا ...
تَذكر حِينما أستقبل الطَعام بدلاً مِنهُ تِلك المَرة، وَ خَلفهُ بِوقت ...أتت لِيلي، لِذا هو لَم يَكبح نَفسهُ مِن أن يَسخر مِمن خَلع ثِيابهُ العلُوية "أستقبله وَ أستقبل لِيلي مِن بعدهُ ، صَحيح ؟"

حِينها ضَحك الغُرابي مُلتفتاً وَ مُتسائلاً "لما هل تُغيظك لِيلي ؟"

"بل أنا مَن أفعل، سُموك" رَد وَ الثِقة لا تُفارق أعينهُ أو حَتى نَبرتهُ لِوهلة، حِينها هَمهم الغُرابي مُقترباً، وَ أعين تايهيُونغ أحتارت أين تَتمركز، أعين الأخر أم عُري جَسدهُ أم أيديهُ خوفاً مِن أن تُمسك بِه ..

"وَ بِماذا أنتَ تُغيظها ؟" وَ أثر السؤال، تايهيُونغ عَلم أن الأخر يُريدُ أن يَقول أن لِيلي تَحقد عليهُ لِأنهُ كَثير المَجيء لِجناحهُ، وَ لِأنهُ يَستدعيهُ كثيراً، وَ أمر كَهذا يَتمناه الكَثير، لكن ..

تايهيُونغ لَم يُغذي غرورهُ، بل غَذى غرورهُ هو "لِأنني تايهيُونغ، لِأن كُل رَجل أو إمرأة سَيَرغب وجودي، سَيرغب إمتلاكي، سَيَرغب أهتمامي"

وَ حَركة كَهذه كانت مَكشوفة بِالنِسبة لِمن لَم تَنخفض شَفتاهُ مِن أبتسامتها، فَسأل "حقاً ؟" فَأومأ الأخر، لِيتنهد الحاكِم وَ يُغادِر المَكان لِحيث ما حَمامهُ مُقرراً أن يُنهي الحَديث لِهُنا، فَتايهيُونغ لَن يُحب غرورهُ أن ظَهر ..

غرورهُ بِمَن هو، وما هِي مَكانتهُ و كَم أن قَدرهُ مُرتفع، ماذا قادِر أن يَفعل، وَ بِكيف أنهُ وَ أن طَلب المُستحيل لَكان طَلبهُ مُستجاب ..

حِينها تَحرك تايهيُونغ دَواخل الغُرفة لِبقاءهُ وَحدهُ، ولا يَعلم ..لا يَعلم لِما كانت أعينهُ تَبحث عَن الرَسمة التي رَسمها جونغكُوك لهُ عِند مَجيئهُ الأولِي لِهُنا، إلا أنهُ وَ عَلَى أيُ حال بَحث دون تَفكير

فَوجدها بِالفعل، فَقد كان هُناك مَرسم صَغير بِأحد زوايا الغُرفة، وكانت مُتواجدة قُرب رَسمة الأفعى السَوداء المُلتفة حول القَلب الدَامي وَ التي رَسمها هو ..

لِيقرر رَسم أُخرى، فَأخذ بَعض الألوان يَدمجها جالساً أمام لَوحة فارِغة يَبدو أن المَلِك حَضرها لِيرسم، فَبَاشَر الرَسم لِتَضييع الوَقت، وَ مَضى الوقت، وَ آتى الطَعام وَ لاحظ أنهُ لَم يَأتي عَلَى يَد المُدبرة، أي يَعني أن الحاكِم لن يُكرر تِلك الحَركة مُجدداً، وَ يَستدعي لِيلي بِينما هو هُنا ..

"أتمنى أن لا تَكون أفعى .." صَوت جونغكُوك صَدح أرجاء الغُرفة، فَنَظر تايهيُونغ ناحيتهُ عَلَى الفَور، وَقد كان قَد خَرج تواً مِن حمامهُ، مُرتدياً ثِياب خَفيفة مُعاكسة تماماً لِتلك التي يَرتديها مِن بِداية يَومهُ حَتى نِهايتهُ بِينما يُجفف خصلات شَعرهُ المُبَللة ..

لِيعيد تايهيُونغ أعينهُ ناحِية لوحتهُ مُكملاً رَسمها، بِينما جونغكُوك باشَر بِسحب أحد مَقاعد طاوِلتهُ لِيأكُل، فَالجوع داهَم بَطنهُ ..

"شارِكني" دَعى الأسمر لِكي يَأكُل مَعهُ، إلا أن تايهيُونغ نَفى قائلاً "لقد أكلتُ وَجبتي بِالفعل" فَهمهم المَلك مُكملاً أكلهُ وَ أستمر تايهيُونغ مُكملاً رَسمهُ ..

وَ بِما أن أعين المَلِك لَم تَنخفض مِن عَليه، بل وكأنها تَود أن تَحفظ شَكلهُ بِكل الأوضاع، لَمح الألوان التي يَستخدمها، وكانت أحمر، وَ هُناك الأسود، رِفقة الذَهبي وَ الفِضي، مِما أنتابهُ الفضول عَن ماذا يَرسم هذه المَرة ؟

"ماذا قد عَنيت بِأن أبي تَعلم المُبارَزة عَلَى يَد مَن هو أقوى مِنهُ لكن كان تابعاً لا مَلكاً ؟" وَ هُنا ...تَوقفت يَد تايهيُونغ المُمسكة بِفُرشاة الرَسم عَن التَحرك لِوهلة، قبل أن يُكمل دون أن يُجيب حَتى !!

"أخبرني أبي أن إتقانهُ لِأستخدام سِلاحهُ آتى مِن بَعد تَعليم جَدي لهُ، بل وَ الجَميع يَعلم ذَلِكَ .."

"الشيء الوحِيد الذِي أكتسبهُ المَلك الراحِل جيُون مِن والدهُ هو كِيفية طَعن القلُوب وَ تَمزِيقها دون رَحمة" وَ مُبهم ...مُبهم هو رَد تايهيُونغ لِحد جعل جونغكُوك يَتسائل ...هل هو يَقصد طَعن القلُوب الحقودة أم الطِيبة ؟

"ماذا تَعني بِكلامك هَذَا ...تايهيُونغ" وَ كما هي العادَة، جونغكُوك سَيسألهُ، فَبِالكَثير مِن الأحيان يَغدو تايهيُونغ غامِض حَد عَدم مَعرفة ما خَلف هَذَا الغموض مَهما حاولت

"لا أعني شِيء لكن ...تَستطيع أن تَسأل سُمو المَلكة ماڤيت، وَ سَتأكد لَك صِحة كَلامي بِشأن أن أبيك المَلك تَعلم المُبارَزة عَلَى يَد تابع لكن .."

"لكن ؟" الحاكِم رَدد مِن بعدهُ مُستقيماً آخذاً خطواتهُ الهادئة عَكس ضَجيج عَقلهُ ناحيتهُ، لِيكمل الأسمر بِينما يُدير اللوحة التي أتمم رَسمها تواً لِكي يَراها الغُرابي "لكن خَجل مِن التَصريح بِكون مَهاراتهُ أكتسبها عَلَى يَد تابع لا حاكِم مِثلهُ، لِذا بَقيَّ الأمر سِراً كَحال الكَثير مِن الأمور"

وَ ما أن أكمل جُملتهُ ...أنتقلت أعين جونغكُوك مِن عَليهُ لِما رُسم عَلَى تِلك اللوحة مِن أمر تَوسعت أعينهُ أثرهُ، فَقد كانت رَسمة مُشابِهة لِرسمتهُ الخاصَة، ذاتُ الرَسمة التِي رآها تايهيُونغ بِخزانتهُ، رَسمة يَرسمها الأثنين مِن أمر حَدث عَلَى أرض الواقِع وَ أمام أعينهُم

. . . .

الصورتين ذولا احسهم يعطون هالة التايكوك هنا بكُل ليلة

Continue Reading

You'll Also Like

604K 99.1K 70
(يا إيها الناس أتقو الله بالنساء اوصيكم بالنساء خيراً) لم يستوصوا بنا خيراً يا رسول الله لقد كسرو القوارير والافئدة
623K 42.2K 20
حُب جونغكوك لتايهيونغ لم يعد مُزحةً بعد الان .. Cover by @me
328K 17.7K 22
"مُكتَمِلة " ... "لآ آحـتآج شـيئآً غـيرك في هذه آللحـظـة لن آحـتآج لغـيرك لبــقية حـيآتي " .............. آلمـُسـَيطـِر:تايهيونغ الخاضع:جونغكوك ...
12.4K 641 15
قُصة حُب بيِن بائعِ زَهرة التوليِب وفتىَ الغُرفة البيِضاء أيُفيد الاعتذار؟ أن أتيتُ مُعتذراً بَعد فوات الاوآن؟ أتُحِلَ المَغفِرة لِمن كان يَتصارعُ م...