Dr.Hwang | الطَبِيبْ هوانغ

By candyskz

401K 22.9K 72.4K

يَبحَث الفَتى الاستُرالي عَن جامِعة وَ عَمَل بَعد ان تَم طَردُه بالكَثير مِن المَرات. يُساعِدُه صَديقَه هان و... More

تَعريفْ
Part. 1
Part. 2
Part. 3
Part.4
Part.5
Part.6
Part.7
Part, 8
Part.9
Part.10
Part.11
Part.12
Part.13
Part.14
Part.15
Part.16
Part. 17
Part.18
𝑃𝑎𝑟𝑡.19
Part.20
𝙋𝙖𝙧𝙩.21
Part.22
Part.23
Part. 24
Part.25
Part.26
Part.27
Part.28
Part.29
Part.30
Part.32
Part. 33
Part. 34
Part.35
Part.36
Part.37
Part.38
Part.39

Part.31

12.4K 551 1.6K
By candyskz

- خِطة؟ -

كانَ يُحاصِرَني خَوف وَ حُزن واجِم، مِن أين أنام؟ لَقد أعياني اللَيل وَ أضاعَني ثُمَ أبكاني وَ كَأنَّهُ لا نِهاية لِهذا الدَرب الطَويل المُتعِب.

كُنت مُشَتت، لَكِنَّه اعادَني بَعدما طَرَق لَيلاً، كُنت اُهلِن يَأسي على صَدرَه .. صِحت بِه مِن غَضَبي وَ حُزِني عَليه، لَكِنَّه أخَذني بينَ أحضانَه كَ حِضن اُم لِطِفلها وَ أنا المُذنِب.

لا استَطيع لَومَه على تَجاهُلَه لي، الرَجُل المُحِق لَقد اهلَكت فُؤادَه مَعي. سيَكون مِن المَخطئ أن أقول بِأنَّه هوَ سَبب حُزِني او حَتّى التَذمُر على نِسيانَه لي.

لَقد نامَ قَلبي وَ استَيقظ عَلى صَوت دَقات خافِقَه. شُعور الدِفئ وَ الراحة احتواني لِاوَل مَرة، استَطعت النَوم وَ كَأنَني على غَيمة. هُناكَ مَشاعِر تَربُطَني فِيه على الدوام، رُبَما حُب او فائِض الأمان نَفسَه.

السَاعة السابِعة صَباحاً ..

أنا مُستَيقظ مِنذُ مِدة بالفِعِل، لَكِنَنَي لا اُريد أن أتحَرَك مِن مَكاني. لَيسَ كَسلاً بَل الطِفل العملاق الذي يَنام خَلفي يُعانِقني بِكلتا ذِراعَيَه وَ يُخِفي وَجهه في جانِب عُنقي.

أحبَبَت دِفئَه جِداً، رائِحَتَه وَ يَداه حَولي، لا يَشبهَه احَد، وَ كَأنَّه ملاك بِأجِنَحة بَيضاء خَلقَه الإلَه وَ جَعلَه فَريداً مُمَيزاً عَن الآخَرين، وَ كَأنَّه اتَى بِه لِيُحيي شَيئ ماتَ بِي مُنذُ سَنوات.

اُغلِق عَيناي اُدير جَسدَي بِانكِماش لِضيق المَكان تِجاهَه. ضَيَقت ذِراعيِّ احِشرُهِم فِي صَدرَه اتمرَغ في دُفئَه، وَ حِينَ قابَلني وَجهه الملائِكي تَساءَلت كَيف يُظلِم لَيلي وَ عَيناه قَمرَي كانَت مُشِّعةٌ هُنا؟

يَنام بِسلام كَ حارِس تَعِب المُحارِبة وَحدَه وَ عَيناي عَلَقت تَنظُر لَه عَن انشِات بَعيدة، استَنشِق أنفاسَه الساخِنة التي كانَت تَخرُج بِوَتيرة بَطيئة.

شَعرَت بِغُيوم عَيناي فَور ان تَساءَل قَلبي لِما عَلى هذا الرَجُل ان يُحارِب مَأساه لِوَحدَه؟ لِما لا قَدَر لَه؟ لِما الذَنب عَلى عَين مُنذُ أنَّ رَأتَه تأرَقت؟ لِما يُراهِن عَلى لِين قَلبي اَكاد انفَجِر!

مُجَدداً اُشَدد إغلاقَ عَيناي وَ اقتَرِب لِدَفن نَفسي بينَ دِفئَه وَ أحضانَه، اُصَلي بِداخِلي راجِياً أن يَجِد راحَتَه و يَزداد قُوة وَ أن لا يَتَجاهَلني إن استَيقَظ ..

- طَوارِئ !! -

قَفَزَ جَسدي تِلقائِياً لِشُعوري بِشَيئ استَقَر فَوقي وَ لم يَكُن سِوى هيونمي السَمين، آيــش هَذا الدِب، اُنظُر كَيف يَتَمشى فَوقي وَ كَأنَي سُجاد أمامَه! تِـشه

رَفعت رَأسي وَ رَمقتَه بِنَظرة مُحَذِرة فَوَقف يَنظُر لي بِغبَاء بِوَجهه المُمتَلِئ ذَلِك، بَدأ بِاصدار خَرير وَ يَتمرَغ بِجانِبَ فَخذي. كَشرت ملامِحي انظُر بِاستِعلاء

تَجاهَلتَه وَ اعَدت رَأسي انظُر لـ هيونجين، وَجَدتَه غارِق في سوابِع احلامَه حَرفِياً وَ كَأنَّه لَم يَنام لِعدة أيام، يَبدو انَّهُ مُرتاح رُغمَ ان قَدَميه خارِجة مِترين عَن الاريكة.

- 𝑚𝑒𝑜𝑤 𓃮-

تَنهَدت بِوَجه مُسَطَح عِندَما بَدأ هيونمي بالصِراخ، قَلَّبت عَيناي ثُمَ اقتَربَت مِن رَجُلي الوَسيم، سَرقت قَبلة مِن شَفتَيه قَبل ان اسحَب يَداي خِلسة وَ بِحَركة خَفيفة اتسَلل لِلهَرب.

جَلَست لِآخُذ هيونمي بينَ يَداي قَبل ان اقِف. حَملتَه على ساعِدي بِشَعر مُبَعثَر مِثل ملابِسي وَ وَجه مُنَفَخ. وَضع يَداه على كِتفي وَ نظُر خَلفي حَيث يَنام هيونجين وَ لَم يَتوَقف عن المُواء.

مَسحت على رَأسَه أسير بِه الى المَطبخ اُحادِثَه بِصَوت مُنخَفِض :
" شش والِدَك نائِم "

دَخلَت المَطبَخ بِخَطوات كَسولة وَ بالكَاد اشحَط قَدَمي الصَغيرة على الارَض. كُنت قَد وَقَفت أمام الثلاجة لِاخراج مُعلبات طَعام هيونمي، وَ عِندَما رَأيت انعِكاسي فَزَعت

" ماهذا؟ أشبَّه الفَزاعة ! "

وَقَفت اُعَدِل شَعري، أعني مِسكين إن استَيقظ وَ رآني هَكذا سَوف يُغمى عَليه مُجَدداً. مَسحت وَجهي وَ فتَحت الثلاجة اُخرِج طَعام طِفلي، اعتَقد انَني سَوف اُعِد الفِطار الى ان يَستَيقظ هيون.

فَتحت مُعلبات الطَعام خاصتَه وَ وَضعتها لَه في طَبقه لِيُباشر بالاكل و انا عُدت لِارى ماذا سوف اُحضِر، بَدأت بِاخراج البَيض وَ ما تَبقى مِن وَجبات خَفيفة اعدَدتُها مَساء البارِحة .. أنا لَم أتذوق مِنها حَتّى.

على أية حال، سَوف تَكون مِن نَصيب هيونجين اليَوم.

بِملابِسي المُبَعثرة بَدأت بِاعداد الفُطور وَ كُنت حَذِر جِداً بِغَسل الخُضروات جَيداً وَ وَضع شَيئ بَسيط من البهارات مُنذُ انَّ هيون لَديه حَساسية.

تَأكَدت مِن أنَنَي قَلَّبت الخُضروات جَيداً و وَضعت البَيض داخِل وِعاء مُمتَلئ بالماء وَ بالطِبع لَم انسى احضِار سَلطة افوكادو. حَسناً لَم يَكُن لدي الكَثير وَ على الاغلَب هَذا رُبع ما يَفطره في مَنزِلَه عادتاً

- الَا يَأكُل قِطعة جُبن وَ حبة زيتون مَع عَصير بُرتُقال؟ -

هَل يَبدو لك هَكذا بِجَسده ذلك؟ ليَكُن أعني هَذا ما حاوَلت فِعلَه الآن. اليسَ هوَ رَجُل رِياضي، رَكض في الصَباح وَ نادي في المَساء، أشياء كَهذِه، أيِّ حَياة الاغنياء، ما أدراني...

- مُعَقدة -

اجَل، اتساءَل كَيف يَشربون المَشروب الاخضَر ذَلِك، بِرَبك مَن هذا الذي يَشرَب سَبانخ مَع كيوي وَ خيار مُنذُ الصَباح؟ لا بُد ان الذي اختَرَع اشياءَ كَهذِه فَقد حِس التَذوق خاصَتَه فَقرر خَبص الاشياءَ مَعاً، لَن تَفرِق مَعه.

- رَكِز في تَقطيع الافوكادو-

أنا اُحاوِل فِعل ذَلِك لَكِن مُواء هيونمي مُزعِج لا اعلَم ما خَطبَه لَقد وَضعت لَه الطَعام قَبل عِدة دَقائِق بالفِعِل وَ الآن عادَ للتَذمُر، سَوف تَنفَجر مِعدتَه !

" هيونمي تَوَقف عَن ذَلِك، لا أستَطيع تَرك ما بيَدي الآن ! "

" هيونمي؟ "

التَفتت بِرَأسي بِفَزَع أنظر خَلفي بَعد ان صَدَح صَوتَه في الارجاء. لَقد استَيقَظ... يَقِف عِندَ باب المَطبخ يَتكأ على طَرَفه وَ جِزئَه العُلوي عاري بَينما يُجَفف وَجهه وَ عَيناه مُعَلقة علي.

- اللعنة .. -

حَسناً تَنَفَس- استَدرت الى الطَعام قَبل ان احرُقَه وَ تَحدَثت بَِطبيعية: " هَل ايقَظك هوَ؟ "

سَألتَه مُتَصِنعاً عَدَم ادراك اي شَيئ. بَدوت مُنشَغل بِتَحريك الطَعام لِكَنني كُنت اضَع تَركيزي عِندَه وَ انتَظر إجابة مِنهُ، لَقد مَرت لَحظات وَ لَم يُجيبَ -؟-

بَقَت عَيناي تَتَدحرَج هُنا وَ هُناكَ بِتساؤل الى ان تَجمد في زاوية ما، نَظَرت الى مِعَدتي لِاجد ذِراعَيه تَلتَف حَولي. احتَضني مِن الخَلف يَضَع ذَقنَه على كِتفي يُجيب بِصَوت اجِش :

" لَم اجِدَك بِجانِبي "

انقَبضت مِعدَتي بِخِفة لِمَلمَس بَشرتَه الحِنطية الناعِمة وَ صَوتَه بِجانِبَ رَأسي. كانَ لَطيف رُغمَ انَني فَهمت ما كانَ يَرمي الَيه بِجُملَتَه تِلك، لَكِن لا استَطيع لَومَه، ليسَ ذَنبَه.

استَمريت بِتَقليب الطَعام وَ هوَ لَم يَتوَقف عَن الالتِصاق بي، بَل بَقيَ يُغَمغِم وَجَهه وَ يَداه حَولي. لَن اكذِب وَ اقول انَ ذَلِك لا يُعجِبني، بالعَكس اكاد اذوب مَلابِسي و انفَجِر ضاحِكاً للدَغدَة التي يَصنعوها فَراشات مِعدَتي!

تَبسَمت بِخفة أسألَه مُطَأطِأً رَأسي أسألَه : " هَل نِمت جَيداً؟ "

هَمهَم بِأجَل وَ سَحب يَداه مِن حَولي ليَنحني وَ يلتَقِط هيونمي. وَقَف بِه بِجانِبي ما اثارَ فَزَعي لِاقول بِشَيئ مِن الانفِعال : " هيون لا تَقِف بِه بِجانِبي! "

بَقيَ واقِفاً بِجانِبي يَنظُر لي نَظرات غَير مُتَبَيِّنَة. رَأيت بِطَرَف عَيني زَاوية شَفتَيه تَرتَفع بِمُكر، اطفَأت المَوقِد وَ نَظَرت الَيه مُتَسائِلاً بِعَدَم فِهِم :

" ماذا~؟! "

بَلل شَفتَيه يُناظِرني وَ اصابِعَه تُداعِب رَأس هيونمي وَ مِن ثُمَ عَلَق بِصَوت خافِت بَطيئ مَسحُوب بِخَدشٍِ عَميق :

" يَنتابُني شُعور بِالتِهام ثُغرَك .. "

ضَرَب قَلبي بِعُنف عِندَما نَبث بِذَلِك وَ لِشدة ارتِباكي تَمتَمت بِانزِعاج: " ابتَعِد الآن ، إن طارَ وَبَره فِي الطَعام سيَمرض كُلانا "

انزَلَه أرضَاً وَ عاوَد الوقوف بِجانِبي، أمالَ رَأسَه يِحَملِق بي وَ أنا تَصنعَت عَدَم الاهِتمام رُغمَ ارتِجاف قَلبي. وَ بَعد لَحظات مِن تَأمُلَه بي سَأَل بِاهتِمام وَ ذاتَ النَبرة سابِقاً :

" كَيف خَطَر لَك؟ "

عَكفت حاجِبيّ بِعَدَم فِهم وَ القَيت نَظرة عَليه :
" مالذي تَقصِدَه؟ "

تَبَّسم مِحياه المَكار قَبل أن يُعيد صِيغة السُؤال :
" مِن اينَ اتَيت بِإسِم هيونمي؟ "

رَمشت عِدة مَرات وَ ادَرت وَجهي عَنه مُعطِياً إياه ظَهري. اخَذت اُقَلِب بينَ صَفحات عَقلي ابحَث عَن إجابَة مُقنِعة لَكِنَني لَم اجِد فَاجبتَه بِغَباء قائِلاً :

" جِزء مِن اسمَه يَنتَمي لِوالِدَه وَ لي "

لَم اُدرِك ما تَفوهت بِه الا بَعدما سَمعت مَعزوفة قَهقهاتِ رُجولية مِن خَلفي وَ حُضن مُفاجِئ عَنيف اعتَصرَ جَسَدي بِه، إلَهي .. كَم هَذا مُحرِج ..

دَفَن وَجهه فِي عُنقي وَ انا حَنيت اكتَافي وَ امَلت رَأسي مُحبَطاً مِن نَفسي بَينَما استَمَر هوَ بِأخذي يَميناً وَ شِمالاً وَ لقد كانَ سَعيداً، مُجَرَد رؤيَتَه يَضحَك يَجعلني ابتَسم مُتناسياً إحراجي.

- لَطيف -

بَعد ان اكتَفى مِن خَضي هُنا وَ هُناك تَحدث امام إذني تَماماً:
" فيلكس لِما لا- "

فَتحت ثُغري مُقاطِعاً اياه بِصِراخ :
" آمُل انكَ لا تُفَكِر بِشَكل سَخيف حَول اننا نُنجِب اطفال ! "

ضَحِك مُجَدداً بِجانِبَ إذني وَ شَدني الَيه :
" لَم اقُل شَيئاً، انتَ مَن اقتَرحَت "

ضَربت وَجنَتي بِلساني مِن الداخِل بِعَدَم تَصديق، ياه هَل يُريد المَوت؟ لَقد جَعَل الأمر يَبدو وَ كانني انا مَن فَكرت بِذَلك! هَذا الثَعلب المَكار! عُدت للخَلف بِظَهري مُحاوِلاً دَفعَه عَني

لَكِنه قَهقه مُجَدداً بِغرور : " لِما تُمانِع؟ انظُر لي، أنا رَجُل وَسيم، ذَكي فُكاهي وَ شُجاع حَتى انَنَي غَني جِداً "

رَفعَت حاجِبّي مُستَنكِراً كَلامَه تَماماً : " هوانغ مُتَغطرِس طاووس هيونجين، اُنظر الى رَقبة الناقة خاصَتَك يُكاد يخَرَج رَأسك مِن السَقف، انظر الى غُرورَك، الَهي لَقد اصابَتني قَشعريرة! "

حَسناً كُنت اغيظَه لا اكثَر وَ هوَ يَعلَم ذَلِك، اعني بالطَبع لَديه كامِل الحَق بِأن يَكون مَغرور وَ واثِق مِن نَفسَه فَجميع الاوصاف التي عَدها هي تَتطابَق معه تَماماً ولا شَك في ذَلِك!

فَاجأَني عِندَما لَفني الَيه بِغتة مُمسِكاً بِـ حَوضي، لَم يَترُك اي مَجال للادرِاك كَونَه رَفعني و انا حَلقت مَعَه بِسُهولة حَتى جَعلني اجلِس على المِنضدة و وَقف هوَ بينَ قَدَمي

اقتَرَب مِني بِشَكلاً مؤذي يَضَع يَداه على جوانِبي وَ تِلكَ الابتِسامة على وَجهَهَ، دَحرَج سَوداويتيه على خاصَتَي وَ سَألَني بِمُكر :

" أحَقاً؟ الَم تُعجَب بي أبداً؟ "

صَوت ازدِراء ريقي باتَ يُسمَع، وَمشت أُبصِر بِعَيناه وَ فَجأة وَجدتني غَريق نَبضات قَلبَه تَتَزعزَع، رَفعت يَداي اضَعها على مناكِبَه العَريضة استَنِد عَليهِم بِرِقة وَ خِفة.

تُهت انا وَ عَقلي بينَ شَوارِع قَزحية عَيناه فَتركت زمام الأمور لِقَلبي فَبعيداً عَن مُعاناتي رَغبت ان اُزهِر مِن جَديد وَ هوَ الوَحيد الذي قادِر على ذَلِك.

نَظَرت الَيه انفي بِرَأسي وَ الابتِسامة تَعتلي شَفتي:
" لَا اعرِف شَخص لَم يُعجَب بِك .. "

بَرَقت عَيناهُ وَ اصبَحت هلالية، تَحرَك يُعَدِل وَقفتَه اقرَب الي وَ قالَ بِصَوتٍ هادِل يُشير بِعَيناه على قَلبي : " إنَّهُ يَخصِني "

اُقسِم بالذي خَلقَه بِأنَّه يَمتَلِك صَوت وَ عَينان تُخَدِر الحَواس الخَمس. لَيتَه يُقَبلني لِانطُق. فَفي شِفاه حُسْن قَدَّ لَرُبما يَجعل مِن ذاتي خاضِعاً لَه، ليسَ رُبما بَل انا عَلى يَقين مِن ذَلِك.

مِلت عَلَيه بِخفة وَ ابتَسَمت بِثمالة اتَدلل عَليه :
" خُذَه إذاً "

ابتَسم يَدفَع وَجهه اقرَب الي، وَ بِتَمهُل شَديد انتَشل فَمي بينَ خاصَتَه، تَراقَصت العَصافير وَ الفراشات حَولي فَوقَ خُيوط الشَمس الذَهبية. ابتَسَمت وِسط القَبلة بِجَزَل اسحَبُه إلي اكثَر.

- هذا افضَل صَباح شَهدتَه فِي حَياتي -


𖧱 𖧀


كانَ ضائِع بينَ مَلائات سَريرَه. نائِم بِشَكِلاً مُبَعثر لَكِنه قَفَزَ يَفتَح عَيناه بِفَزَع وَ عَدَم استِيعاب، قد ايقَظه صِراخ صَوت جَرَس مَنزِلَه دونَ انقِطاع.

استَقام بَغتة وَ تَعثر في غَطاء سَريرَه لُيهرول نَحوَ الباب عَلى مَلئ وَجهُهِ، فَتَح الباب يَنظُر بِأعيُن شِبه مُغلَقة وَ لَم يَكُن ذَلِكَ سِوى صَديق صَديقَه.

قالَ بِاشراق وَ ابتِسامة بَلهاء : " صَباح الخَير "

حَدَق بِه المِعني مُطَوِلاً هوَ بالكاد يَرى أمامَه. عِندَما تَعرَف عَليه قَلَّب عَيناه وَ تَرك الباب المَفتوح ليَعود الى الداخِل بَينَما يُبَرطِم قائِلاً :

" أيِّ خَير هَذا؟ لِوَهلة اعتَقدت انك المَباحِث، كُدت اقفِز مِن النافِذة "

دَخَل الآخر وَ اغلَق الباب خَلفَه يَقول بِعَدَم اكتِراث : " اغسِل وَجهَك وَ تَعال لنتَحدث "

لَم يَستَمِع لَه صاحِب الشَعر الاسوَد بَل رَمى نَفسه على الاريكة وَ تَمدد عَلى مِعدتَه ناوِياً اكمال نَومَه : " بِماذا نتَحدَث؟ "

قَلَبَ اَلْمَعْنِيّ عَيناه وجَلس على الأريكة ثُمَّ أصرَّ يُهَدد : " تشوي سان قُلت لَك يَجِب عَلينا التَحدُث "

خَرَجت هَمهمة بَسيطة مِن سان دونَ اي اهتِمام : " همم~ "

نَظَر ذَلِكَ الذي يَجلِس على الاريكة بِوَجه مُسَطَح قَبل ان يُحَرِك فَمَه بِضَجَر : " وويونغ "

لَم يَلبِث لِلَحظة حَتّى قَفَزَ سان مِن على الاريكة ليَجلس وَ يَنظِر لِ هان بِاهتِمام : " ما بِه؟ "

رَفَع هان كِتفَيه وَ اجابَ بِبُرود اعصاب : " لَا شَيئ "

سَكت قَليلاً ليُكمِل بِأختِصار : " هيونجين يَحتاج مُساعَدتك "

نَظَر سان بِأعيُن فارِغة وَ لَقَد استَغرَق لَحظات حَتّى استَوعَب ما قالَه شَبيه السناجِب. عَبَس وَجهَهَ حِينها وَ اردَف : " يَحتاج مُساعَدَتي أنا؟ ههه لَقد اصبَحَت شَيئاً في المُجتَمَع اخيراً "

مَدَح نَفسه بِسُخرية وَ شَبيه السناجِب باتَ يَقِل صَبْرَه. زَفَر الهَواء مِن انفَه مُغلِقاً عَيناه ثُمَ شَرَح :

" هُناكَ اشخاص يُراقِبوه وَ لَقد تَم تَهديدَه بالفِعِل ليسَ هوَ فَقط بَل فيلكس أيضَاً "

" ما اللعنة؟ "

" لِهَذا نَحتاج مُساعَدة مِنك او بالاصَح عَن طَريقَك نتَحدث مَع رَئيس الحَرَس خاصَتك لِتَعيين واحِداً رُبَما "

نَظَر سان يُفَكِر بِجَدية وَ لَقد شَعَر بالسوء. فَهوَ يَعرِف أنَّ شُركتَهم لا تُعَيين إلا مَجموعات وَ لِشَركات او مُستَودعات لِلحراسة و ليسَ اشخاص مُنَفرِدة.

رَمَش يَنظُر لِلارض وَ هان كانَ يَنتَظِر الجَواب المُناسِب فَقَط. تَوَجب عَليه الانتِظار لِلَحظات الى ان وَجد سان صيغة لِجُملَتَه :

"ذَلِك، رَئيسنا لا يَضَع سِوى مَجموعات حراسة على بضائِع فَقط لَكِن سَوف ابحَث لَكُم عَن احَداً آخر !"

أومِأ هان بِرَأسَه بِتَفَهُم مُنذُ انَّهُ يَعلم بالفِعِل وَ اجابَ بِوِّد : " لَيسَت مُشكِلة، حَسناً إذاً ... اُريدَك في مُهمة اُخرى ".

في بُقعةٍ اُخرى او بالاصَح في حَي ما في ذاتَ المَدينة لَيس بِبَعيد كَثيراً. شارِع مَليئ بالحَياة وَ النَاس ، الازهار وَ رائِحة القَهوة المُنعِشة ايضَاً.

دَخَل لِلتَو شاب كانَ قَد فَكر خَمسون مَرة امامَ الباب وَ حَسم امرَه ثلاثون مَرة ثُمَ تراجَع وَ قَرر عَشرة مرات لَكِن انتهى بِه المَطاف بِأن يَقتَحم المَقهى فقط.

دَخَل بَعد عِناء طَويل مَع نَفسه ولازال مُتَرِدد. وَقَف بالقُرب مِن باب المَقهى مِن الداخِل يَنظُر بِأعيُن شِبه واسِعة - لِما هوَ مُتَوتر هَكذا؟ -

ابتَلع لُعابَه و بَدَء بِخَلع كُفوف يَديه الصوفية بَعد ان وَضَع الشَمسية جانِباً. أمعَن النَظَر يَميناً وَ شِمالاً وَ ما كانَ يُريبَهُ ان المَقهى فارِغاً .. حَرفياً !

اعتَقد أنَّه اتى في وَقت خَاطِئ او رُبما المَقهى مُغلَق لَكِن لِما الباب مَفتوح؟ افكار مُبَعثرة جَعلَت عَقلِه مُثَقَل، انحنى يَلتَقط الشمسية ناوِياً الخُروج مُجَدداً

لَكِن استَوقَفه صَوت يَعرِفَه جَيداً حَيث قالَ بِاشراق وَ لُطف : " مَرحباً هَل استَطيع مُساعَدتَك؟ "

رَمش المَقصود عِدة مَرات بالارض قَبل ان يَعتَدل بِتَمهُل ثُمَ يَقِف وَ يُنَظِف حَلقَه قائِلاً بِخُفُوت : " مَرحباً .. "

اتَسعت عَيني الشاب الاستُرالي وَ اصبَحَ داخِلَه صاخِباً، لِوَهلة اعتَقد ان ما تَراه عَيناه هيَ مُجَرَد احلام يَقظة لَكِن لا ..

نَظَر لَه بِغَباء وَ تَمتَم بِبلاهة : " او .. واو .. اعني لَقد أتيت.. "

دَحرج سونغمين عَيناه بِرَيبة و الآخر ابتَسم فَجأة بِعَرض مُظهِراً صَف اسنانه البَيضاء وَ قالَ بِلُطف شَديد : " هيي~! انا اسِف قَد جَعلتَك تَنتَظر لَكِنني لَم اسمَع جَرَس الباب "

خَدَش ذَلِكَ الجَرو زاوية حاجِبَه وَ اجابَ بِقهقهة طَفيفة : " آه، لا بَأس .. "

امعَن تشان النَظَر بِه لِوَهلة ثُمَ قَفَزَ فَجأة يَسير مِن خَلف المِنضدة الى ان خَرَج مِنها، بَدأ بِمَسح طاوِلة مُدَورة لِشَخصين بَينَما يَسأل بِعَجلة :

" هَل تُريد شُرب القَهوة هُنا؟ "

" فالواقِع ... اجَل، قَهوة مُثَلجة "

توَقف تشان عَن تَنظيف الطاوِلة و نَظَر لـ سونغمين بِابتِسامة جَعلتَه يُكاد يَقَع في الحُفرة جانِب شَفتَيه، لَم يَتوَقف هُنا بَل قالَ بِمَرح لَطيف:

" بالطَبع أيُها السَيد الصَغير، رَجاءاً اخلَع مَعطفك و استرِح هُنا "

شَعَر سونغمين بالغَرابة قَليلاً وَ تَمتَم في سِرِّه : " لَست مُعتاد على اللطافة .. "

خَلع مَعطَفه و قامَ بِتَعليقَه ثُمَ خَطى الى الطاوِلة حَيث اشارَ لَهُ تشان وَ جَلس هُناك يَنظُر بالارجاء، لازال مُستَغرَباً لِما المَقهى فارِغ هَكذا؟ أنَّهُ دائِماً مُمتَلِئ.

لَم يَجلُس لِوَحدَه كَثيراً كَون تشان قَد عادَ بالفِعِل وَ مَعه قَهوة مُثلجة وَ بِسكويت، وَضعهم على الطاوِلة امامَ سونغمين قائِلاً : " آمُل ان تَستَمتع بِهُم "

اكتَفى سونغمين بالابتِسام وَ عِندَما انتَبه ان تشان كادَ ان يَذهَب قالَ بِعَجلة في بِداية حَديثَه ثُمَ تلاشَت :

" غَريب! هَذِه اوَل مرة ارى فُيها المَقهى .. فارِغ "

التَفت الَيه تشان وَ اجابَ بِاحباط : " آ~ه لا تُذَكِرني "

شَعَر سونغمين بالقَلق فَسأل بِحَذَر : " هَل حَدَث شَيئ سَيئ؟ "

تَنَهد تشان وَ اوشَك على التَحدُث : " ليسَ تَماماً - هَل استَطيع ان اجلِس؟ "

سَأل قَبل ان يُخبِرَه بِما يَحدُث وَ سونغمين أومأ لَه بِـ اجَل. سَحَب الكُرسي حينها و جَلس مُقابِل لِـ سونغمين وَ بَدأ يُثرثر :

" صاحِب المَشفى الطَبيب ذَلك ... نَسيت اسمَه، لا يُهِم، هذَا الرَّجل يَقُوم بِالْحفْلات ويدْعو اَلجمِيع بِغضِّ النَّظر عن هُويَّتك . والْيَوْم افتَتَح حَفلَة تَنكرِية لِذَلك نِصف سيؤول عِندَه الآن "

كانَ سونغمين مُنشَغِل في قَهوتَه لَكِن عِندَما سَمِع ما نَبس بِه تشان توَقف فَمَه عن الشُرب وَ نَظَر لِصاحِب الشَعر الاشقَر مُفَكِراً - هَل رُبما يَقصِد الطَبيب سونغ-دو؟

ضَيق عَيناهُ قَليلاً و سَأل : " هَل تَقصِد مَشفى فرع سيوؤل الثالِث؟ "

" اجَل ذَلِك ".

بالعَودة الآن الى ذَلِك المَنزِل البَسيط حَيث كانَ يَجلِس بَطلنا وَ يَستمتع بِـ فُطورَه مَع سَليط اللسان وَ هيونمي. في كُل حِين وَ آخَر يَتحدَثان بِ أمور عَشوائية لِكي لا يُصبِح الصَمت سَيدُهِم.

" أنتَ تَضحَك الآن، لَكِنك لا تَعرِف كَيف هُوَ شُعور أن تَختفي مِن أمام الشَخص بِلَحظة ! "

كانَ فيلكس يُخبِر هيونجين مُغامراتِه بالهَرب من الرَقابة وَ التَحاشي مِنهُم وَ كَيف كانَ يَرمي نَفسه اسفَل السَرير وَ خَلف الطاوِلة و داخِل الخِزن للاختِباء مِنهُم.

أما هيونجين كانَ يَنظُر لِطَبَقه وَ يبتسم مُعلَقاً :
" لِما؟ انتَ جَيد في ذَلِك "

رَمقَه فيلكس يُميل رَأسَه بِانزِعاج مُصطنع :
" بِرَبك؟ أنا اُخبِرَك عَن مُعاناة حَقيقية ! "

قَهقه هيونجين بِخفة وَ قَبل ان يَتمكن مِن الرَد كانَ قَد صاحَ هاتِفَه و وَمضت شاشته تُخِبرَه بِمَن هوَ المُتَصِل. سَكت فيلكس ايضَاً يَنظُر بِفُضول وَ تَرقُب

دَحرَج عَيناه عن فيلكس و وَجهها ليَرى اسم المتصل، عِندَما قَرأءه رَقَّص حاجِبَيه قائِلاً بِسُخرية : " لا بُد أنَّهُ انهى عَمَل يوم الاثنين القادِم"

زَم فيلكس شَفتَيه وَ لم يَفهم مَن المَقصود فانتَظر الى ان يَرفَع هيونجين هاتِفَه وَ يُجيب : " سونغمين ؟ "

- مَرحباً، اسِف لِازعاجَك -

" لا عَليك، ماذا هُناك؟ "

- مَشفى الطَبيب سونغ-دو يُقيمون حَفلة تَنكُرية اليَوم الساعة التاسِعة وَ النِصف، الحَفلة أسلوب مَفتوح، أيِّ للجَميع -

ضَيق المِعني عَيناه بِتَفكير وَ همهم ليُكمِل سونغمين :
- رُبما نَستَفيد بِشَيئ، هَل تَفهمني؟ -

" سَوف اتَصِل بِك بَعد نِصف ساعة "

- حَسناً ! -

اغلَق هاتِفَه و وَضَعه على الطاوِلة ثُمَ اعادَ ظَهرَه يَتكأ على الكُرسي وَ يَنظُر بِشُرود بِوَجه فيلكس الذي سَأَل بِحَذَر وَ فُضول : " هَل كُل شَيئ على ما يُرام؟ "

هَز هيونجين رَأسَه و اجابَه بِشُرود : " لَقد اخبَرني سونغمين لِلتَو انَّ مَشفى ذَلِك المَعتوه يُقيم حَفلة تَنكرية "

قَطَب فيلكس حاجِبَيه وَ سَأل بِغرابة :
" لِما قَد تُقيم مَشفى حَفلة تَنكرية في وَقتاً كَهذا؟ "

رَفَع هيونجين حاجِبَيه مُصَغِراً عَيناه بِشَك :
" لا بُد انَّ لَهُم غَرضاً مِنها "

نَفى فيلكس بِرَأسَه وَ سَأل بِانفِعِال : " كَيف؟! أعني انها حَفلة، مُجَرَد مصاريف وَ خسارة اموال لا اكثَر ! "

امالَ هيونجين رَأسَه جانِباً وَ اجابَ بِعَكس فيلكس :
" هَذا ما تَعتقدِه انت "

" وَ مالذي بِاعتِقادَك انت؟ "

بَلل المِعني شَفتَيه قَبل ان يُحاوِل الشَرح بِأعيُن عابِسة :
" عِندَما تُقيم الشَركات الكَبيرة حَفلات فَهيَ تَفعَل ذَلك لِغَرضين، واحِد لِجَلب اسهُم وَ شُركاء جُدد و اثنان للتَعرُف على رؤوس ذو فائِدة اكثَر "

رَفَع فيلكس اكتافَه بِاحتِجاج : " هَذِه الشركة لَكِن حَديثنا عن المَشفى "

أمعَن هيونجين النَظَر بِأعيُن فيلكس وَ قالَ بِاختِصار :
" طَبِق المِثِل عَليها "

" الا تَجِد ان الاحتِفالية لا تَتطابِق ابداً مع المَشفى؟ "

" بَلى أنَّهُ كَذَلك، قَد يَعتَقد الجَميع ان الوَغد قامَ بِصُنع شيئ جديد و مُميز، مُختَلِف وَ رائِع لَكِن خَلَف الكواليس هوَ فعل ذَلك لِغرضاً واحِد و هوَ جَمَع ناس لِتهريب و بيع اعضائِهم"

فَتَح فاهَه بِصَدمة على كلام الرَجُل البارِد أمامَه وَ عَلق بِعَدَم تَصديق : " هذا مُريع !! "

وافَقه هيونجين الرَأي بِمُنتهى الهُدوء و ذَلِكَ اثار فُضول فيلكس، مِن الطَبيعي ان تَتسائَل مِن اينَ لَه ان يَعلم بِهَذِه الاشياءَ او رُبَما ما الذي جَعلَه يِخَمِن ذَلِك -؟-

زَم شَفتَيه قَبل ان يَسألَه بِاهتِمام :" مِن اينَ تَعرِف هَذِه الاشياء؟ "

رَفَع هيونجين كِلتا يَداه و وَضعهم خَلف رَأسَه يُجيب بِبَديهية:
" أنظُر، اجمَع ، فَكِر ثُمَ حلل "

صَغَر فيلكس عَيناه وَ حاوَل تَطبيق كلامَه ايِّ جَعل نَفسه مكانَ هيونجين وَ فَكر بِطَريقته هوَ، أن نَظَر الى المَرضى الذينَ اتوا الى مَشفاهُم بالفَترة الاخيرة سيَجد انَّ اغلَبهُم مِن عِندَ الطَبيب سونغ دو

وَ ان جَمَع الحالات سيَجد ان الحالات غَريبة وَ الاصابات لَيسَت طَبيعية مِثل حادِث او شَخصْ وَقع في مكاناً ما وَ فَتَح نِدبة فِي جَبينَه، هيَ ليسَت كَذلك بَل انها نُدب داخلية !

وَ إن فَكَر بالامَر سيَجد انَّ هُناكَ ثِمة مؤامرة تَدور اسفَل الطاوِلة، الآن يُريد ان يُحَلل ايِّ أشخاص ليسوا مَريضين لَكِن مُصابين، اغلَبهُم يَأتون مُعَقدين وَ خائِفين، اليست تِلكَ دلائِل كافية؟؟

ابتَسم فَجأة بِجانِبية و قالَ ضاحِكاً :
" انتَ حَقاً ثَعلب، سَوف استَخدِم هَذِه الطَريقة "

رَفَع هيونجين حاجِبَيه وَ انزَلهم قائِلاً بِثقة :
" أنتَ ذَكي كِفاية صَغيري لا تَحتاجُها "

زَم فيلكس شَفتَيه للداخِل مانِعاً فَمَه مِن الصَراخ، بَدلاً مِن ذَلِك ارادَ ان يُغيظ رَجُلَه العملاق و اللهو مَعه قَليلاً فَوَضع كِلتا مرفَقيه على الطاوِلة و وَضع وَجهه بينَ كَفيه وَ سَأَل بِخُبث :

" هيـون انتَ تَتكلم اللغة الانجليزية صَحيح؟ "

لَعق المِعني شِفته السِفلية فَور ان سَمع اختِصار اسمَه وَ اجاب بِابتِسامة لَعوبة : «  yes darling «

وَصلت ابتِسامة فيلكس الى اُذنَيه لَكِنه صَمد وَ قرر ان يُكمِل فَسألَه بِابتِسامة ماكِرة : " كَيف تَقول امي اذاً؟ "

قَطَب المِعني حاجِبَيه وَ وَجه عَيناه لِلجهة اليُسرى مُجيباً بِرَيبة :
" my Mother? "

ضَحِك فيلكس فَجأة مُردِفاً بِحماس :
" طَريقة اُخرى "

" my Mom? "

" اممم غَيرُها! "

قَلَّب هيونجين عَيناه وَ اجابَ بِعَدَم صَبر :
" Mami?"

رَمى فيلكس شَعرَه الوَهمي للخَلف مُجِيباً بِاستِعلاء وَ تَكابُر وَ كَأنَّ هيونجين نَاداه بِذَلك : " اجَل صَغيري؟ "

ضَرَب هيونجين وَجنَته بِلسانَه مِن الداخِل وَ حَسناً كانَت هَذِه إهانة بِالنِسبة لَه، لَقد فَهِمَ انَّهُ يُريد الوصول الى شَيئاً ما لَكِن ليسَ لِهَذِه الدَرجة.

اخرَج فيلكس لِسانَه وَ بَدأ بالضِحك و التَصفيق فلَقد نَجح بِذَلك حَقاً. أما هيونجين بَقيَ يَتبعه بِعَيناه وَ يبتسم بِخفة فَقَط، لَم يُريد ازعاج فَرحته لِذا صَمت لَكِن فيلكس صاحَ يُغيظَه :

" هَل تَشعُر بالغَضَب؟ اوه نوو~ "

ارتَفعت زاوية شَفتَي هيونجين وَ قالَ بِبَساطة :
" مُنذُ يَومين كادَ ان يَصِل الى حَلقك، اوليسَ كَذَلك؟ "

اختَنق فيلكس بِلُعابَه فَجأة وَ قَلبَه اصبَحَ يَنبُض في وَجنَتَيه. استَقام هيونجين بِبُرود اعصاب وَ ابتِسامة الشَماتة على ثُغرَه، تَوَجه نَحو الخُزن و التَقط كَأنَ ماء لـ يَملئَه

عادَ الى فيلكس و وَقَف خَلفَه يَمد لَه كَأس المَاء، التَقطه الآخر بِكلتا يَداه وَ شَرِبَه دِفعة واحِدة، انزَله يَلهَث وَ بُقبضة يَديه الصَغيرة مَسَح دُموع عَيناه اثَر سُعالَه.

أما هيونجين وَضع كِلتا كَفيه على اكتافَه وَ انحنى يَهمِس بِجانِب اذنَه : " والِدَك يَقول، لا تُثَرثر بِأشياء تَندَم عَليها لاحِقاً "

حَشَر وَجهه في جُوف عُنقَه و طبع قَبلة هُناكَ، لَقد قَصَد ذاتَه بِقَولَه - والِدَك - وَ ذَلك جَعل فيلكس يَذوب عَلى كُرسيه خَجلاً و احراجاً وَ رُبما ايضَاً لِانَّهُ وَجَد ذَلِك مُثيراً.




السَاعة الحادِية عَشَر




𝐻𝓎𝓊𝓃𝒿𝒾𝓃

كُنت قَد اتَصلت بِـ سونغمين وَ اخبَرتَه أن يَذهَب الى مَنزلي مَع هان وَ لينو، أنا في طَريقي الى هُناك ايضَاً مَع فيلكس. سَوف نَجتمع مَبدئياً لِنَرى مالذي عَلينا فَعلَه في فُرصة كَهذِه.

لَيسَ لدينا مُتَسع مِن الوَقت وَ لسنا كامِلي العَدد لَكِن اعتَقد انَّ الاشخاص المُهمين مُتواجِدين الآن وَ هذا يَفي بالغَرض، لِنَجمع افكار اولاً ثُمَ نوَزِع الادوار اليسَ كَذلك؟

- اجَل كَذَلك-

" لِما نَجتَمِع في مَنزِلك؟ "

تَسلل صَوت سِندريلا الى اذني وَ هذا ليسَ اول سؤال يَسألَه، اعتَقد هَذا رَقم مِئة و سَبعة مُنذُ ان انطَلقنا الى الان. عَليِّ إجابَتَه في جَميع الأحوال فَقُلت مُسايراً :

" لِأنَّهُم مُعتادون على ذَلِك "

مُجَدداً يَسأل : " مَن سَيأتي غَير هان؟ "

وَ انا اُجيب مُحافِظاً على هُدوئي :
" سونغمين، سان وَ رُبما تشان "

" اوه .. "

هَذا كانَ آخِر ما خَرَج مِن ثُغَرَه قَبل ان يَأخُذ يَدي الحُرة مِن فَوق المَسنَد وَ يَلعَب بِاصابِعَي، لَطيف رُغمَ ثرثرتَه، لا اعلَم كَيف اُقنِع عَيناي ان تَنتَبِه للطَريق بَدلاً مِن النَظَر إِلَيه.

كُنت اُجاهِد وَ لو يَعلم كَم هوَ امراً مُرهِق. دَقائِق كانَت لَيست بِطَويلة لَكِن بالنسبة كَذلك حَتى وَصلت الى مَنزِلي وَ رَكَنت سيارَتي فِي الساحة.

نَزلت وَ كُنت مُتوَجه لِجهة فيلكس بِنِّية فَتَح الباب لَه لَكنه قَد نَزِل بالفِعِل وَ اغلَق الباب بِحَذَر ثُمَ وَقف جانِباً يَنتظرني، ذَهبت بِاتجاهَه و مَشيت مَعه الى بابَ مَنزلي.

فَتحت الباب وَ دَخلت و لقد سَمعت صَوت سونغمين يُحادِث السيدة سيو عَن تشانغبين وَ كَم هوَ مُزعِج و صاخِب بالعَمَل. نَظَرت الى فيلكس فوَجدته يَبتَسِم ايضَاً.

دَخلت الصالة ليَصمُت سونغمين وَ تَأتي السَيدة سيو نَحوي، وَضعت كَفها الدافِئ على وَجهي و جَذبتني نَحوها لِتُقَبِل خَدي ثُمَ تُعاتِب :
" يَبدو انكَ استَغنيت عَني "

نَظَرت خَلفي وَ يَبدو انها تَعتقد انني استَبدلتُها بِـ فيلكس.
لِتَفادي أفكار كَهذِه جَذبتها مِن كِتفها الى حُضن جانِبي وَ قَبلت جَبينها قائِلاً :

" لا اجرُء على ذَلِك حَتّى "

هَمهمت بِسُخرية قائِلة : " مُخادِع، ثُمَ لِما لَم تُخبرني انَّ اصدِقائك سيَجتِمعون هُنا؟ "

حَسناً، ها نَحن ذا، ابتَعدت عَنها اخدِش طَرَف اذني :
" كانَ قرار مُفاجِئ "

كادَت تُوبِخني لَكِن عَيناي جَعلتها تَصمت حِين تَبعت فيلكس الذي سارَ بِكُل هُدوء وَ ذَهب ليَجلِس بِجانِب تشان، فَور ان فَعل وَضع الآخر كَفه على فَخذ سندريلا خاصَتَي و هَذا لَم يَروق لي.

عَكفت حاجِبي و وَضعت يداي داخِل جَيب بِنطالي اسألُهم بِجَدية: " اعتَقِد غالِبكم يَعلم ما يَحدُث في المَشفى مؤخَراً "

أومأ الجَميع و مُنهم تشان غالِباً اخبرَه سونغمين و شَرح لَه كُل شَيئ، عَلى أية حال. اكمَلت حَديثي بِسُكون : " لَدينا حوالي تِسع ساعات تَقريباً لِوضع خطة "

" الَن نَنَتظر هان؟ "

سَأل سونغمين لَكِن جَرَس المَنزِل اجابَه بالفِعِل.انتَظرنا السيدة سيو ان تفتح لَكِن يَبدو انها مُنشغلة بالمطبخ و عِندَما لَم تفعل وَقف فيلكس بِحركة ساكِنة و قالَ بِخُفُوت:

" سَأفتَح أنا "

أومأت لَه بِرأسي و ضَمَمت يَداي الى صَدري بِصَمت انتَظر عَودتَه. نَوعاً ما اطالَ وَ الغَريب انَّهُ عادَ وَحدَه بِملامَح مُعَكرة، حَتّى انَّهُ رَمقني بِنَظرة مُنزَعِجة و نَبس بِعَدم سرور :

" لَم تُخبِرنا أنَّ هُناك ضَيف آخَر قادِم "

وَقف بِجانِب الاريكة حَيث يَجلِس تشان و حَملَق بِي بِنظرات غَريبة، قَطَبت حاجِبَي بِعَدم فهم وَ اشَرت لَه بِعَيناي - ما خَطبَك؟ - رَقص حاجِبَيه و اشارَ بِرَأسه ان اُنظُر خَلفي

لَم اُعطي اي لَعنة الى أن سَمعت صَوت اُنثوي ناعِم آتياً مِن خَلفي. التَفتت الى الخَلف بِتَرُدد و بُطئ فَوجدت هان وَ بِجانِبَه سان في الوَسط كانَ هُناك مَخلوق لا يبدو مِثلنا

فَتاة نَحيلة بِشَعر طَويل عيون خَضراء داكِنة وَ جَسد ممشوق عَليه ملابِس لا اعلَم انَّ كانَ مِن الصَحيح نَعتها بالملابِس فهيَ تَبدو ك قطع اقمِشة بالكاد تُغطي فخذيها.

مَهلاً! هَذا ليسَ ضيفي انا لا علاقة لي بِها، انا ذاتَ نَفسي لَم اكُن اعلَم انها آتية مَعهُم على الاقَل ام يُخبرني احَد ...







________________________

البارت ليه كمالة عن قريب

Continue Reading

You'll Also Like

467K 17.4K 31
" أتعلم ما هو أكثر شيئ مثير بك ؟ نظاراتك ، هي تجعلني أود مضاجعتك بشدة " - جونغكوك تايهيونغ مدرس جامعي تخرج هذا العام ، لتكون تجربته الأولى مع جامعة...
804K 18K 54
قصه بلغه المصريه العاميه ♕عن بنت مجنوونه معروفه بخفه دمهاا وجملها تسحر من ينظر إلي عيناهاا سوف تقع في حب الفهد هل سيحبهاا بعد ان يعلم بأسرارها التي ت...
14.3K 693 8
- كل شيء برفقتك لا أريده أن ينتهي 𝒆𝒗𝒆𝒓𝒚𝒕𝒉𝒊𝒏𝒈 𝒘𝒊𝒕𝒉 𝒚𝒐𝒖 𝒊 𝒅𝒐𝒏'𝒕 𝒘𝒂𝒏𝒕 𝒊𝒕 𝒕𝒐 𝒆𝒏𝒅 - عندما لا تعرف إلى أين تذهب ، إتجه نحو...
124K 4.1K 25
"سببان جعلاني مضطرباً طوال الستة أشهر الفائتة لكن كل شيء انتهى الان انا سأنهي الامر بطريقة صحيحة اليوم هو يوم الحسم يوم اعلان قراري النهائي" جيكوك...