في غرفة زياد
لازال زياد في غرفته ، فبعد خروج فراس و يزيد من المنزل ، هو لم يخرج من غرفته الى الآن ! أي انه لا يعلم بكونهم قد خرجوا من المنزل أصلاً !
متسطحاً على السرير ، يتقلب يميناً و شمالًا، لم يزره النوم الى الآن ! فهو كلما اغمض عيناه ، أتته صوره يزيد و يداه التي كانت ممتلئه بالدم !
ابعد زياد فراشه عنه و اعتدل بجلوسه ، متأفئفاً !
زياد : اووففف ..... يكفي تفكير .. يكفي ... اريد ان انام !
زياد
ربما عندما لكمته، عض على لسانه ، لهذا خرج الدم ! ..... انه حقاً يبدوا شاحباً ، كما قال فراس ! .... و ذلك الفراس .... ماذا سأفعل بشأنه ! هل حقاً سوف اوافق على ان اكون ابنه ! .... هل جننت انا ؟! .... و لكن ربما هذا افضل ...... في النهايه انا لن اعتبره ابي حقاً .... حتى انني اخبرته بأنني لن اناديه ب " أبي " ، و لكن ... ان كان يريد ابناً .... لما لا يتزوج .... او يتبنى طفلاً ! ..... هل بسبب امواله الطائله ، هو لا يعرف ماذا يفعل في الحياه ! لذا قال في نفسه لما لا اتبنى اخاه التوأم ! ااااخ ما هذا الحظ الذي جعلني اقابل شخصاً مثله ! انه اكثر شخصاً مستفز قابلته بحياتي !
و لكن يجب ان اتحمله بسبب الجهاز الذي يحيط رسقي ! و ايضاً يزيد يظن بذلك بأنه نجى مني .... و هو سعيداً بأنه سيذهب ليأخذ والداه بالأحضان !
* رمى بظهره مجدداً على السرير ، و ظلَّ ينظر الى السقف ، و دوامه الافكار لا زالت تدور برأسه ! مانعاً اياها من النزول بأعماق قلبه !!
.
.
.
.
.
.
.
في المستشفى
يجلس يزيد و فراس امام الطبيب الجالس خلف المكتب ، و يتحدث إليهم بهدوء ، محاولاً ان لا يخيف كلاهم ، و بالأخص يزيد !
الطبيب ابتسم : فكما اخبرتكم .... انه من الجيد بأن المرض في بدايته .... و الحد لله بأنك لم تتأخر في المجيء الى المستشفى ! ...... و ان شاء الله مع العلاج و تتبع حالتك اول بأول .... ستتعافى بإذن الله .
فراس ابتسم و نظر الى يزيد ، رغم انه لازال قلقاً على حالة الآخر ، و لكن تلاشت ابتسامته ما ان تحدث يزيد الى الطبيب قائلاً
يزيد : ان عمي و جدي توفيا بسبب هذا المرض ايضاً ! ..... فكيف سأنجوا انا ؟!
الطبيب لازال مبتسماً : بالثقة بالله أولاً ... ثم بالعلاج .... ربما جدك و عمك لم يعالجا المرض في بدايته .... و ايضاً ... الأعمار بيد الله .... فربما يموت شخصاً دون مرض او سبب ... وكم مريض عاش العمر بأكمله ! ..... و هناك من كان مرضهم منتشراً بالجسم و مستحيل علاجهم .... و لكن بالدعاء و الثقه بالله ... نجوا و تشافوا ... بسبب من ؟ ... بسبب رب المعجزات .. الشافي وحده .... نحن الاطباء بيدنا العلاج ... و لكن بيد الله الشفاء ..... تفائل و ثق بالله .... و ابتعد عن الحزن و التفكير و القلق .... خذ علاجك بإنتظام .... و اترك الامر لله وحده .
* ابتسم يزيد بإطمئنان، فهو شعر براحه و سكينه ايضاً ، نظر الى فراس الذي ابتسم هو ايضاً عندما رأى التفاؤل بعين يزيد .
يزيد ابتسم : و لكن لن ابيت في المشفى أليس كذلك ؟!
الطبيب : لا .... فقط ستاخذ العلاج معك .... و تأتي كل اسبوع ... لعمل الفحوصات .
يزيد ابتسم اكثر : جيد ..... فهذا ما كنت قلقاً بشأنه !
ضحك الطبيب : كما اخبرتك ... خذ علاجك بإننظام .... و لا تفوت موعد الفحص كل اسبوع .... حتى لا نضطر ان نجعلك تبيت هنا .
يزيد تنهد و لكن ابتسم رغم ذلك : حسنا
.
.
.
ها هم يزيد و فراس يخرجون من المستشفى ، متوجهين نحوه السياره السوداء ، التي فتح السائق بابها الخلفي ، فدلف يزيد ، و بعدها فراس ، ثم اغلق السائق الباب ، و ها هو يسرع نحوه مقعد القياده.
.
.
داخل السياره
يضع يزيد كيس الأدوية بحضنه ، و ينظر بداخله ، متفقداً الأدوية بهدوء .
فراس إلتفت الى يزيد : هل تريد ان اخبر والداك غداً ؟
يزيد إلتفت الى فراس : ل— لا .... ألست سأجلس في منزلك لأسبوع ... لذا ... بعد اسبوع نخبرهم !
* يعلم فراس ان يزيد قال ذلك ، لأنه يريد ان يجلس اكثر مع زياد ! فقال مبتسماً
فراس: حسناً ... كما تريد ... و لكن يجب ان تأخذ ادويتك بإننظام .... هل تعدني ؟
يزيد ابتسم : اعدك .
* يشعر يزيد بالتفاؤل بعد حديث الطبيب ! شعر بالأمل ينغرس بقلبه ، و يبدوا بأنه يريد ان يكسب رضى زياد من جديد !!
فراس : يزيد
* إلتفت يزيد مرة اخرى الى فراس منتظراً منه ان يتحدث .
فراس أكمل بقلق : حاول ان لا تبقى مع اخيك وحدك .... ربما سيحاول الشجار معك ..... او قول شيئاً يضايقك .... فكما قال الطبيب ... يجب ان لا تفكر مثيراً او تحزن نفسك !
يزيد تنهد : انا سأحاول ان اجعله يسامحني هذه المرة فعلاً ! ...... يجب ان اتحدث معه ...... و هو لن يؤذيني ابداً .... بالتأكيد لن يؤذيني !
فراس ابتسم ابتسامه صغيراً : اجل ... انت محق .... الاهم الآن هو صحتك .... ( ثم ابتسم بصدق ) الحمد لله ان المرض في بدايته ، من الجيد بأنك اخبرتني!
يزيد ابتسم : شكراً لك س— سيد فراس
فراس عقد ما بين حاجباه : ماذا ؟! ... سيد فراس ... انا خالك ! خالك ! ... نادني خالي فراس !
يزيد ابتسم اكثر : شكراً لك .. خالي فراس
فراس ابتسم : اجل ... انها اجمل هكذا !
.
.
.
.
.
في منزل فراس
فتح باب المنزل ، و دلف منه فراس و يزيد الذي قال بهدوء قبل ان يتجه نحوه الدرج
يزيد : تصبح على خير
فراس بصوت منخفض : لحظه .... اتبعني ... سوف أريك شيئاً
* استغرب يزيد و لكن تبع الآخر بصمت ، صاعدين الى الاعلى ، ثم توجهوا نحو الجهه الاخرى ، ليست الجهه التي بها غرفه يزيد و زياد !
اتجهو نحوه غرفه فراس ، فتح فراس الباب و دلف الى الداخل ، سامحاً ليزيد بأن يدخل هو ايضاً ،
اتجه فراس نحوه الطاولة الجانبيه للسرير، ثم فتح الدرج الأول ! و اخرج منه جهاز التحكم عن بعد ! هو نفس الجهاز الذي تسبب بصعق زياد في الصباح !!
رفع فراس الجهاز الى الاعلى كي يريه يزيد ، ثم اعاده بمكانه في الدرج الاول ، و بعد ان اغلق الدرج ، تحدث بهدوء الي يزيد الذي لازال ينظر إليه بإستغراب !!
فراس : اردت ان أريك مكانه .... انت بالطبع عرفت ما هذا ..... ربما تحتاجه يوماً ... هو لا يفتح الجهاز الذي على رسقه ، فالجهاز يفتح فقط بكلمه سر ، و لا يعرفها غيري ، و لكن انت تعلم ما وظيفه جهاز التحكم هذا ؟!
يزيد عقد حاجبه و قال مستغرباً : ل— لما سأحتاجه!
فراس لازال يتحدث بهدوء : انا قلت .. ربما ... ربما تحتاجه .
يتبع ....
رايكم ؟
توقعاتكم ؟
دمتم بخير 💕💕