صفـــاء الــــــــروح.

By slamamimouna

18.3K 1.4K 755

تمهيد / في هذه الرواية لا تتوقع أن تجد بطلًا خارق القوى، ثريًا ثراءً فاحشًا، ولا بطلة جميلة جمالًا خارج أسوار... More

المقدمة
الفصل الأول
الفصل الثاني
©️
الفصل الثالث
💛💞
الفصل الرابع
الفصل الخامس
©️
الفصل السادس
©️
©️
الفصل السابع
©️
الفصــــــــــــــــل التاسع
©️
الفصل العاشر
©️
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
تنويه 📌
الفصل الرابع عشر
©️
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر.
الفصل التاسع عشر
©️
الفصل العشرون
©️
الفصل الواحد والعشرون.
الفصل الثاني والعشرون
تنبيه..
الفصل الثالث والعشرون
الفصل الرابع والعشرون
الفصل الخامس والعشرون
اقتباس
الفصل السادس والعشرون
إقتباس 😍
الفصل السابع والعشرون
اقتباس على الماشي.. 👈👉🤭
الفصل الثامن والعشرون
اقتباس يا شباب... 🔥🔥
الفصل التاسع والعشرون
إعلان... 📌
☘️إعلان☘️
اقتباس ممنوع على السناجل 🤭😏
الفصل الثلاثون
الفصل الواحد والثلاثون
تنبيه للغوالي...📌
الفصل الثاني والثلاثون
الفصل الثالث والثلاثون
الفصل الرابع والثلاثون
Note.
اقتباس على الماشي.. 😎👇
الفصل ال35
طلب صغير 👌👈👉☺️
الفصل ال36 ج1

الفصل الثامن

337 39 17
By slamamimouna


لا تنسوا ذكر الله
"استغفر الله العظيم واتوب إليه"
"اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين 🥀"
.
.
.
.
.

الفصل الثامن...

أرتعــد جسد الحاجة "كوثر" بشدة، و أرتفعت دقات قلبها فزعاً و خوفاً على بكرها من ابن خاله؛ فهيئتــه المشتعلــة من الغضب أمام خالته "زهية"، توحي بأن ابنها لن يخرج سالماً من تحت يديه.

تعرف ابن أخاها جيداً، رغم رزانته و سماحة قلبه، إلا أنه عند نقطة المساس بأهل بيته و عرضه، ينسى كل ذلك، و يتحكم غضبه فيه؛ فهو تنطبق عليه المقولة الشهيرة: "إتقِ شر الحليم إذا غضب."

حاولت أخماد لهيب غضبه بكلماتها التي صبغتها بالود المصطنع:
- لا داعي لكل هذا الغضب يا ابن أخي.
ضغطت على كلمة "يا بن أخي" لكي تجعل قلبه يرق من ناحيتها، فتستطيع بذلك إنقاذ ابنها المستهتر اللعوب.

و استطرت بنبرة لينة، جاهدت على إخراجها من بين شفتيها المرتجفتين:
-تعرف ابن عمتك "سمير" يحب المزاح فقــط.

لكن كما يقول المثل "جاء يكحلها عماها"!، فقد زادت كلماتها من إهتايجــه، و بدأ عقله يوسوس و يرسم له العديد من السيناريوهات، فقام بركلِ المقعد الصغير القابع بجانب الطاولة، صارخاً في وجه "زهية" لتقص عليه ما فعله ابن عمته العزيز!

انتفض جسدها من قوة اصطدام المقعد في الجدار، و كذلك حدث مع الباقين؛ فأسرعت تقص عليه ما حدث قبل ساعات، و هي تدعو الله في سرها أن يمر الأمر دون خسائر فادحة!
******

"قبل وقت..."

كانت "زهية" متوجهة إلى غرفة الجلوس الخاصة بالرجال لتنادي "فِراس" كما طلبت منها شقيقتها "نادية"، و لحظها السيء ظهر لها فجأة المدعو سمير بإبتسامته السمجة، و نظراته الخبيثــة، فأَرتد جسدها بتلقائية من هول المفاجأة.

طالعهــا بنظرات منحطة، بثت الاشمئزاز في جسدها، و بدون وعي منها، رفعت يدها تتحقق من وجود نقابها على وجهها، متناسية أنها تضعه منذ الصباح، تحسباً لظهوره الغير مرغوب فيه، لتقوم فقط بإنزالــه حينئذاً.

تحدث إليها بنبرة لعوبة، و لازالت عيناه تجوب جسدها بطريقة مستفزة:
- أوه انظروا من هنا! خالة ابن خالي العزيز... ألن يحن قلبك علينا؟!

رمقتــه بنظرة غاضبة متقززة، ثم تابعت طريقها دون أن تعره أي إهتمام، فقــام بالقبض على ذراعها، مديراً إياها إليه بحِدة، فباغتته - بدورها - بصفعةٍ قويةٍ على وجهــه، و جذبت ذراعها من قبضته بعنف.

جز على أسنانه بشدة من فعلتها، و حاول رد الصاع صاعين، فهدرت في وجه بصوتٍ مكتومٍ كي لا يصل إلى مسامع شقيقها و ابن أختها، و عيناها تطلق شرارت من العداء و الغضب، رافعةٍ سبابتها أمامه بتهديدٍ صريح:
- آخر مرة تضع يداك النجستين على جسمي يا هذا، أو تفكر حتى بالاقتراب مني أيها المخ**

استطردت بصلابة و كبرياء:
- لو كنت آخر شخصٍ في الدنيا لن أقبل بك.

ثم قامت بمسح ذراعها بنفور، كأن لمستـــه شيء قذر، فأحمر وجهه من الغيظ، و أنتفخت أوداجه من الغضب، لكنه حاول كبته في داخله، فآخــر شيء يرغب به الآن الدخول في صراع مع ابن خاله الرجعي!

تابعت خطواتها بإنزعاج، و لم تلحظ نظراته التي ظلت تراقبها بغضب و توعد.
********

انتفض "فِراس" من مكانه كالملسوع، و انفجرت براكين الغضب داخله، بعد أن أستمع لما قصته عليه خالته.

و قبل أن تحاول والدته و زوجة خاله تهدأته أسرع باتجاه الحديقة الخلفية، أين ترك "سمير" يدخـــن بليته.

تبعته عمته "كوثر" بذعر تجلى على تقاسيم وجهها، التي جار عليها الزمان، خائفةً على فلذة كبدها، الذي فشلت في تربيته، و تعليمه القيم الأخلاقية، و كذلك لحقت به زوجة خاله و والدته، التي أكثر من تعلم إلى أين ممكن أن يصل غضب ابنها:

"- يا إلهي! ألا يا يجب أن نلحق به قبل أن يضيع نفسه بسبب شخصٍ كذاك."

هتفت "مريم" بخوف من تهــور ابن عمتها، و شقيقها!

رغم الذعر الذي عصف بقلب "زهية" ،إلا أنها قالت بشمــاتة، و هي تقعد على الكرسي، ضامة يديها إلى صدرها:
- فليعد تربيته، فقد نست الحاجة كوثر - في غمرة انشغالها بالناس - أن تربيه

- سأذهب لأخبر أبي، هو الوحيد الذي يستطيع أن يسيطر على غضب أخي "فِراس"
هتفت "ريما" بصوت مرتجف من هول الأحداث، متوجهة نحو والدها لتخبره بما يجري، لعل وعسى ينقذ ما يستطيع إنقاذه
.
.
.
.


.
.
.

«قام بجرها من شعرها بعنف وقسوة، إلى درجة أنها شعرت بأن خلايا دماغها تنسحب منه. حاولت بيأس تحرير خصلاتها من يديه؛ إلا أنها لم تستطع. فكيف بكفها الضعيف والنحيل أن يجابه قوته المتوحشة؟!
دموعها الساخنة التي تحرق وجنتيها، كانت الشيء الوحيد الذي يخفف عنها ذلك الألم الفظيع الذي يضرب...»

- يا الله، هذه الرواية أصابتني بتبلد في المشاعر؛ لا أعرف كيف تفكر كاتبة هذه الرواية وأمثالها؟! نفس الحوار أقرأه في معظم الروايات. البطل يعامل البطلة ككيس بصل، ويسحق كرامتها كما يُسحق الصرصور تحت نعل أمي. ثم بعد ذلك تسامحه بكل بساطة، ويعيشون في «ثبات ونبات، ويخلفون صبيان وبنات!»

- لماذا تحدثين نفسك؟ هل بدأت شخصيتك المجنونة تمشي على الأرض؟
قاطع وصلت انتقاداتها اللاذعة و الساخرة، صوت شقيقتها "نسرين" الساخـــر

نظرت "صفاء" إلى شقيقتها الواقفة عند باب الغرفة، تضم ذراعيها إلى صدرها بتهكم، و ترفع حاجبها بسخرية.

- شيء لا يخصك يا ملكة الوشايين!
غمغمت "صفاء" بإستفزاز، و عيناها عادت لتجوب أسطر الرواية بإهتمام... تضحك تارةً، و تعبس تارةً أخرى، تحت أنظار شقيقتها الصغرى الحانقة.

مطت "نسرين" شفتيها بعبوس طفولي:
- لا أعرف ما يجعل عروق جنونك تظهر، لكن أمي تسألك اذا كنتِ تريدين مرافقتها مع امرأة عمي و خالتي صفية للمعايدة؟

أجابت عليها دون أن تكلف نفسها عناء النظر إليها:
- لقد أتفقت مع "حنان" و "وئام" على الذهاب معاً.

و عند نهاية كلامها، تفاجأت بجلوس شقيقتها بجانبها، تسألها بعيون تلمع من الفرح:
_ حقاً! هل نستطيع أنا ولبنى الذهاب معكن؟

دفعتها صفاء بخفة من جانبها، قائلة بإستنكار من طلبها:
- تذهبين معنا! بالطبع لا! هل جننت لأبلي نفسي بكما؟

مدت "نسرين" شفتيها بعبوس لطيف، هاتفة برجاء وتوسل:
- أرجوكِ خذينا معكِ! أقسم لكِ لن نسبب لكِ أي مشاكل.

رفعت "صفاء" حاجبها بتهكم، و هي ترمق بحنق ذلك الوجه البريء، الذي تضعه شقيقتها، كلما أرادت تنفيذ رغبتها.

طبطبت بيدها بخفة على وجنتها، قائلة بسخرية:
- أختي الحبيبة! نحن نتشارك نفس الدماء، ثوب البراءة الذي تلبسينه في كل مرة تريدين فيها تحقيق رغبتك، لا يتماشى معي يا.. أختي العزيزة... فلقد سبقتك إليه!

تحولت قسمات وجه "نسرين" إلى البرود واللامبالاة، كأنها لم تكن القطة الوديعة منذ ثوانٍ، فتابعت "صفاء" كلامها، متوجهة نحو الحمام لتجهز نفسها، بعد أن رمقتها بغيظ:
- اخدعي والديّ به، وليس أنا يا واشية!

رمت عليها "نسرين" الوسادة الصغيرة بإنفعال طفيف، لتسميتها لها بالواشية الصغيرة:
- أوف! توقفي عن مناداةِ بهذا اللقب اللئيم يا لئيمة!

- لا! فهو أكثر لقب يناسبك يا.. واشية !
ردت عليها بإبتسامة مستفزة، و لم تتعب نفسها بالألتفات خلفها.
.
.
.
.
.

في بيت "فِراس"، و في الحديقة الخلفية

كــان "سمير" متكئاً على الشجرة يدخن سيجارته بشراهة، و الغيظ يقتله لما فعلته "زهية" معه قبل ساعات، تمنى لو استطاع أن يلقنها درساً لن تنساه أبداً

"- لا زال في العمر بقية، سأنتقم منها شر إنتقام!"
تمتم في سره بغل، و عيون متقدة من الشــــر.

أشعل سيجارة أخرى، بعد أن دهس على الأول بقدمه، و لم يكد أن يضع الثانية، حتى فوجئ بلكمة طرحته أرضاً بقوة، و قبل أن يعي من صاحبها، أنهالت عليه اللكمات و الشتائم من كل صوبٍ و حدبٍ.

حاول جاهداً تخليص نفسه من بين يدي ابن خاله؛ لكن هيهات هيهات، فمن أمامه الآن ليس ابن خاله الهادئ و الرزين! من أمامــه الآن رجل شرقي انتهك عِرضــه، و يا ويل لمن سولت له نفسه التعدي على حرمات غيره، عندها يستحق ما يحدث له.

صرخت والدته الحاجة "كوثر" برعب، و هي ترى إبنها ممداً على الأرض، مدرجاً بتلك الدماء التي غطت وجهه كلياً، و ابن أخيها جاثياً فوقه، يكيل له الضربات

- أبتعد عن ابني أيها المتوحش، سيموت بين يديك.
صاحت عليه من بين دموعها المنهمرة، محاولةً بيديها الضعيفة جره من قميصها.

تسمرت قدمي والدته و زوجة خاله، من ذلك المشهد المخيف أمامهما، فهما لأول مرة يريان هذا الجانب المظلم من "فِراس".

لم تستطع والدته "نادية" البقاء ساكنة دون أن تفعل شيئاً، على الرغم من أن ذلك السمير يستحق ما يحدث له، إلا أن دموع الحاجة "كوثر" الحارة مست أمومتها؛ فلو كان ابنها في نفس الموقف لجن جنونها.

اقتربت من ابنها بسرعة، منادية عليه بصوتها الدافئ الحنون، ظنناً منها أنه سينصاع لها كعادته؛ لكن - للأسف - غضبه قد أعم عيناه، و صم أذناه من الإستماع لأي صوت، حتى لو كان صوتها!

و قبل أن تعيد رجاءها، جاء شقيقها "محمد" مسرعاً مع ابنه "سفيان" ليبعدا "فِراس" عن ابن عمته، إلا أن الأخير ظل متشبثاً به كالعلقة؛ فأعاد نداءه عليه بإعلى صوته، حتى وصل صداه إلى بيت الجيران:
- "فِرررراس"! يكفي بنيّ! سيموت في يدك.

توقف "فِراس" بعد أن أيقظه صوت خاله من غيبوبة الغضب التي تملكت منه، نفض جسد "سمير" من يده كالخرقة البالية، بعد أن شوه تقاسيم وجهه كله.

كانت أنفاسه تعلوا بشدة من المجهود الذي قام به، رمق "سمير" - الذي كان يتلوى من الألم على الأرض - بإشمئزاز، هادرٍ بصوتٍ قوي:
- اسمع يا عديم الرجولة، خالتي و أخواتي خطٌ أحمر، أياك ثم أياك أن تسول لك نفسك المريضة أن تقترب منهن، صدقني إذا تجرأت يداك القذرتين على لمس احداهن او غيرهن سأقطع يدك، دون أن يرف لي جفن.

ثم وجه أنظاره إلى عمته - التي كانت تسند ابنها لكي يقف، بعيون محمرة- قائلاً بنبرة حاول صبغها بالهدوء:
- أعذريني يا عمة... بيت أخاكِ سيظل مفتوحاً لكِ مادمت حيٌ، لكن ابنك هذا ممنوع منعاً باتاً من أن تطأ قدمه عتبة الباب.

و عند نهاية حديثه، أستدار مغادراً البيت بغضباً، دون أن يأخذ معه متعلقاته، تاركاً الجميــع يحدقون في أثره بإستياء.
أرادت والدته أن تتبعه، لكن منعها شقيقها من ذلك، قائلاً بتنهيدة حارة:
- دعيه يا "نادية"، فهو بحاجة للأختلاء بنفسه.

غمغمت بحزن، و لا زالت عيناها تتبع أثره، دون أن تحيد:
- و لكن...

قاطعها شقيقها بحزم:
- لا يوجد لكن يا نادية! هو ليس طفلاً، سيعود عندما ينفث عن غضبه.

لمست زوجته "فاطمة" ذراعه، ليطمئن قلبها، فنظر مرة أخرى إلى شقيقته بحنـــان:
- لا تقلقي عزيزتي، سيذهب

صمتت بشجِـــنٍ، و غصة من الألم على فلذة كبدها تخنق فؤادهــا.
.
.
.
.
.
.
.
.
في بيت "وئام"

رن جرس الباب بدون إنقطاع، كأن أصبع الذي على الباب قد التصقت بالجرس، فأسرعت والدة "وئام" - الخالة "راضية" - نحو الباب لفتحه، هاتفة بإنفعال طفيف:
- أنا قادمة يا من على الباب
ثم أكملت متمتة بحنق:
- لا أعرف أين يذهب هؤلاء الأولاد عندما يدق الجرس، كأن الأرض تبتلعهم

نظرت من العين السحرية للباب، فلم تجد أحداً هناك، فأستدارت عائدة ظنناً منها أن الطارق قد رحل، و لم تكد تخطو خطوتين حتى عاد رنين الجرس يدوي في الارجاء، فقامت بفتحه بسرعة، لعتقادها أن أطفال الحي قد عادوا للعبهم السخيف.

و قبل أن تقوم بأي رد فعل، تفاجأت بكائن أنثوي يحتضنها بشدة، قائلاً بلهجـــة سعيدة:
- عيدك مبارك خالتي الحبيبة

بادلتها الخالة "راضية" الاحتضان بحنان، بعد أن تعرفت على صاحبة الصوت، قائلة بحبور و فرح:
- و مبارك عليكِ بنيتي، ينعاد علينا وعليكِ أيام عديدة و مديدة

تابعت الخالة "راضية" بمرح:
- أيُ ريحٌ رمتـــكِ علينا؟!

ضحكت "حنان" بصوتٍ مرتفع، وصل صداه إلى القابعة في غرفتها، تحضر نفسها للخروج.

تحدثت "حنان" - من بين ضحكاتها- بمرح مماثل:
- ريح الجوع خالتي الحبيبة، فأنا اتضور جوعاً، و بالطبع لن أقول لا لطاجين اللحم الذي تعدينه كل عيد

لوت الخالة "راضية" شفتيــها، قائلة بإشمئزاز مصطنع:
- أدخلي أدخلي يا مفجوعة... همكِ دائماً على بطنك!

قرصتها "حنان" بخفة على وجنتيها:
- كلامك صحيح يا رورو

"- ألن تنتهي وصلة عشقك لطعام؟"

ألتفتت "حنان" إلى "وئام" الواقفة في منتصف الرواق بملامح ذابلة، و وجهٍ شاحباً من المرض.

دنت منها بخطوات سريعة، قائلــة بقلق من منظرها الواهـن:
- "وئام" هل أنتِ بخير؟ وجهك يبدو شاحباً، لا تقولي أنكِ لا زالتي مريضة، و تريدين الخروج هكذا؟ صحتك أهم من...

قاطعتها "وئام" بسرعة، قبل أن تلاحظ والدتها الأمر، و تمنعها من الخروج، قائلة بهدوء، نجحت بالتحلي به:
- أنا بخير الآن، كان مجرد مغث طفيف.

اقتربت منها والداتها بفزع، ظهر على تقاسيم وجهها الحنون، و هي تتفحص وجهها بلهفة:
- ماذا يؤلمك؟ و لماذا لم تخبريني بمرضك؟

ثم تابعت بنبرة مرتجفة من الخوف عليها:
- هل عاد لك ألم بطنك؟ أخبرتك ألا تأكلي اللحم، تعلمين كم يسبب لكِ التعب، سأقوم بإيقاظ والدك لنذهب إلى المستشفى

و قبل أن تتحرك والدتها لتنادي والدها، أمسكتها "وئام" بلطف، مترجية إياها بصوت طغى عليه الأعياء:
- أرجوكِ "أمي"، دعيني أذهب، صدقيني أنا بخير

ضيقت والدتها عيناها بتشكك، فتابعــت "وئام" بوعدٍ لها:
- أعدكِ إذا شعرت بالتعب أعود إلى البيت، ها ما رأيك؟

وافقت والداتها على مضضٍ، و لكنها أشارت إلى "حنان" - التي ظلت تراقب عناد صديقتها- بحزمٍ امومي:
- اتصلي بي يا "حنان" إذا ازدادت حالتها سوءاً؛ أعلم أن ابنتي المصون ستكابر، و لن تأبهى لصحتها

رفعت "حنان" يدها إلى رأس، مؤدية تحية الشرطة:
- علم و ينفذ سيدتي
و أكملت بمرحها المعتاد:
-ضعي في بطنك لحمة... أقصد بطيخة باردة!

-" نكتة غير مضحكة"
غمغمت بإمتعــاض، بعد أن وضعتها والدتها في يدي من لا ترحم!

رفعت "حنان" حاجبها، قائلــة بلا إهتمام:
- لا أنتظر رأيك، المهم أن تعجب رورو حبيبة قلبي.

ضحكت الخالة "راضية" على مناقرتهما لبعضهما البعض، داعية الله في قلبها أن يحفظهما من كل سوء. اردفت بهدوء و لا زال الخوف على ابنتها ينهش قلبها:
- هيا أذهبا بسرعة، كي تعودا بسرعة، و لا تنسيا أن تسلما على "صفاء"
- إن شاء الله.
أجابتاها في نفس الوقت، ثم تحركتا نحو بيت "صفاء"، بعد أن إتصلت بها "حنان"، و أخبرتها بقدومهما.

.
.
.
.
.
.
.

قاعداً على الأرضية المغطاة بالزرابي المختلفة الألوان، يسند ظهره على الحائط المزخرف، و يرفع رأسه إلى الأعلى، مغمض العينين، و يحرك شفتيه بكلمات مبهمة بعقلٍ شاردٍ في ملكوت آخر.

"- تــرى إلى أين أودى بك غضبك هذه المرة يا بنيّ...؟!"

.
.
.
.
.
يتبع 🥀💛

⚠️ أعتذر عن التأخير في تنزيل الفصل، كان شغف الكتابة في رحلة، بالكاد استطعت ان احثه على العودة 😁

أيضاً أعتذر إذا وجدتم اي أخطاء إملائية في الفصل، لم اقم بتدقيقه جيداً...

أراكم في الفصل القادم... و اه كدت أن أنسى لا تنسوا الضغط على النجمة 🌟 👇... فضلاً وليس أمراً

Continue Reading

You'll Also Like

4.6K 192 29
نهضت اميليا و تطلعت خلال النافذة و احاطت جسدها النحيل بذراعيها ثم قالت بتوتر و ضيق: " اعلم ان ذلك صعبا عليك ............... لكن............ واجهي الا...
4.6K 300 22
وما الحياة الدنيا إلا انتظار رجوعك. فتاة حالت الدنيا بينها وبين احبابها، فهل يعطف عليها القدر يوماً؟
12.6K 534 17
خربشات قديمة على دفاتر فى الماضى ..اردت مشاركتها ..
1M 21K 13
افوت بشارع اطلع مِن شارع وماعرف وين اروح المنو اروح ويضمني عنده صار بعيوني بيت خالته وساسًا ما عندي غيرها حتى الجئ اله اابجي واصرخ شفت بيتهم مِن بع...