الفصل الثامن عشر.

212 17 19
                                    

فصل اليوم حزين يا جماعة.. حضروا مناديل ورقية...

لا تنسوا ذكر الله، والصلاة والسلام على رسول الله ﷺ ✨
Vote and comment!
Enjoy!

الفصل الثامن عشر.

بعد أن تفقدت زهية طعامها، عادت لتواصل حديثها مع صفاء، التي لا زالت على حالتها المصدومة من آخر كلمة أرسلتها لها. وربما؛ لولا تلك الرسالة التي أرسلتها الآن، لظلت على حالتها حتى يتفقدها سكان البيت. حقا لا يستطيع أحد توقع أفعال ولا أقوال زهية.

«هل لا زلت هنا؟»

ردت عليها صفاء بعد أن استعادت ثباتها الانفعالي:
«وهل استطعت تحريك قدمي بعد ردك الغريب ذاك!»

«وماذا توقعت مني أن أقول؟»

«أي شيء، عد ذلك الرد البارد!»

«عزيزتي صفاء، إذا لم يقنعك كلام رب العالمين، كيف لي - أنا عبدته الضعيفة- أن أقنعك بالحجاب، حتى لو كنت داعية؟! على كل حال سأرسل لك ما سيقنعك، بإذن الله. »

لحظات وكانت صفاء تستقبل رسالة زهية، والتي تحمل الآية الكريمة التي ستكون المنطلق لبداية تغيرها الجذري:
«يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا»

ارتفعت نبضات قلبها عندما مرت عيناها العسلية على كل حرف من حروف الآية الكريمة، كأنها لأول مرة تقرؤها.

شتت أنظارها في أرجاء الغرفة، وهي تشعر بطوفان من المشاعر يهاجمها بقوة، فشلت في تحديد ماهيته. أتراه الخوف من عقاب الله لتركها فرضا من فروضه؟ أو انشراح قلبها لفكرة تنفيذ أمره دون جدل أو نقاش؟

عادت ببصرها لشاشة الهاتف، تقرأ الآية مرة أخرى، لكن هذه المرة بصوت مرتفع قليلا، أرسل قشعريرة في أذنها. توقفت برهة تتأمل الآية «ذٰلك أدنىٰ أن يعرفن فلا يؤذين»، فقد لامست قلبها وجعلتها تعود بذاكراتها إلى أحداث الأمس، تسأل نفسها بجدية:
«ماذا لو كانت ترتدي حجاباً، هل كان سيتعرض لها ذلك الشاب؟ وحتى لو كنت ترتديه، أتراه سيبصق تلك الكلمات البذيئة على مسامعها، أو يكتفي بمضايقتها فقط؟»

وفي زحمة أفكارها، لم تدرك أن زهية أرسلت لها رسالة أخرى، تخبرها فيها بكلمات مختصرة، بأنها ستتصل بها لاحقا.

لقد كانت ضائعة بين نفسها القديمة، التي تصر عليها أن تبقى على ما هي عليه، وألا ترهق نفسها بالتفكير في شيء ليست مستعدة له. وبين ذاتها التي تحسها على الإسراع وارتداء ثوب العفة؛ فالعمر قصير، والموت أقرب لنا مما نتصوره!
.
.
.
.
.
.

صفـــاء الــــــــروح. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن