أكاديمة إيزيل || Ezel Academy

By ManarMzd

66.1K 5.2K 2.4K

أكايديمية تضم مختلف الأجناس، حيث يجتمعون لتحقيق هدف واحد، ألا وهو «الحصول على القوة» حيث أصبحت هذه الأخيرة أ... More

-إهداء-
-1-
-2-
-3-
-4-
-5-
-6-
-7-
-8-
-9-
-10-
-11-
-12-
-13-
-14-
-15-
-16-
-17-
-18-
-19-
-20-
-21-
-22-
-23-
-24-
-25-
-26-
-27-
-28-
-29-
-31-
-32-
-33-
-34-
-35-
-36-
-37-
-38-
-39-
-THE END-
-0¹-
-0²-
-0³-

-30-

1K 97 19
By ManarMzd

يخطئ القلب لحظة فيعاقبه العقل سنين ...
🏹🖤🏹🖤🏹🖤🏹🖤🏹

خرجت من المبنى السكني وتصادفتُ مع ميليسا تقف في مدخل المبنى الأول، تجاهلتها أصعد السلم نحو غرفتي لكنها تبعتني في صمت، وقفت أمام باب غرفتي دون أن أفتحه، إلتفت وجدتها تشهر عن مخالبها في وجهي "كيف تجرؤين على فعل ذلك بالآلفا!!" هددتني بصوت مبحوح "بدل ما تضيعين وقتكِ في تهديدي، الفاعل الحقيقي ينام بهدوء الآن!" حاصرتني مع الباب و حافظت على نفسي الهادئة.

إختفيت لأظهر وراءها "أنصحكِ بالإبتعاد عني!" قلتها بينما أسحبها من ياقتها الخلفية، أبعدها عن الباب، دفعتني بشدة نحو الحائط لأتأوه بألم، أشهرت عن مخالبي أيضا أوجهها نحو رقبتها "سأدق عنقكِ إن لم تبتعدي!" قهقهت هي بصوت مرتفع "اوهوو القطة الجبانة تهدنني!" إبتسمت بسخرية "قطة جبانة أفضل من كلبة مصعورة!" هاجمتها ألصقها بباب غرفتي بينما أزأر بغضب، لتزمجر هي في وجهي "ما الذي يجعلكِ تشكين بي؟" سألتها وأنا أضع مخالبي ضد رقبتها "تلك الفكرة لن تكون إلا فكرتك!" دفعتني عنها ترددت للخلف، لكني إستعدت توازني.

"وإن قلت لكِ أنها ليست أنا!" ركضت نحوي تحاول جرحي بمخالبها الذئبية "لن أصدقكِ!" تفاديتُ كل هجماتها، أمسكت بيدها و رفعتها فوق ثم أنزلتها لتصطدم بالأرض بشدة.

"أنا بريئة!" صرخت بينما ألكمها على وجهها الجميل دفعتني بقدمها لأسقط أرضا وتعتريني، إختفيت أظهر في الجهة الأخرى وقفت هي تلعنني "تبا لكِ وللأسود!" جرت نحوي تهاجمني مجددا "لما أنت ملتصقة بي كالبقة، قلتُ لكِ أنها لم تكن أنا!" لكمتها بقوة مما جعلها تطير إنشات و تصطدم بالجدار خلفها.

أدمت شفتها إعتدلت في وقفتها تنفض ثيابها، وتغادر الطابق، عند رؤيتها للأنوار تضاء من داخل الغرف "لا زلت لا أصدقكِ!" عدلت سترتي وفتحت باب غرفتي أستلقي عليها بكسل.

لم يكن علي فعل مقلب كذاك!

«حمقاء» وها هي ذي فارلا تسجل دخولها «فارلا أنا خائفة!» تجمعت الدموع في عيناي أريد البكاء «سيكون كل شيء بخير، لا تخافي أنا معكِ!» بدأت البكاء بصمت وأنا اغرس رأسي في وسادتي، تطور الأمر إلى شهقات «لا أحب العنف!» صرخت داخليا لتهدأني فارلا «الخطأ ليس خطأك، كنتِ تريدين المزاح فقط!!» لا أعلم لما أبكي، لكنني لا أريد كسب أعداء، لست شخصا محبا للنزاعات والشجارات!

«فارلا!» ناديتها بعدما هدأت نوبتي «أجل حبيبتي!» إبتسمت على ردها الحنون «أنا لست شخصا سيئا صحيح؟» شعرت بها تبتسم وتقترب من عقلي «بل أنتِ ألطف من بالكون» إبتسم وبدأ شعور الراحة يتسلل إلى قلبي.

رن الجرس معلنا أول حصة دراسية، دخلت و هالة من الكآبة تحيطني، إستقبلني صديقي بإبتسامة لكن عندما رأى عيناي منتفختان عبس وقال "ما الذي حدث لكِ هرتي؟" إبتسمت بثقل "لا شيء مهم!" جلست بجانبه أضع رأسي على الطاولة "لقد هاجمتني ميليسا البارحة!" همهم "هل علي الإعتراف بأني الفاعلة؟" رفع لي رأسي بيده ونبس "إن إعترفتِ فلن يرحموكِ، عليك الإنكار حتى الموت، لم تكوني في الكافيتيريا لذا لم تحضري الصراع بين مصاصي الدماء والليكان!" إتكأت على يدي أستمع لتقريره.

-الليكان يشكون بمصاصي الدماء كونهم قادرين على تنويم الآخرين مغناطيسيا، ونشب بينهم قتال حاد في الكافيتيريا، وإنتهى بالألفا بضرب الأمير الثالث حتى الإغماء، وهما الآن في مكتب المدير، سيتطور الأمر إلى تحقيق من قبل الأساتذة حول ما حدث، سيستخدمون قواهم، لذا عليك التحكم بذكرياتك وأفكارك ونبضات قلبك، لتتجاوزي تحقيقهم!

-إمسح ذاكرتي!

-ماذا؟

-إمسح ذاكرتي حول ما حدث، وضع مكانها ذكريات أخرى بريئة، لا أضمن نجاحي في التحقيق، وعند نهايته، عاود سرد ما حدث!

-لا أنكر أنه حل جيد!

نظر لي مباشرة في عيني، شعرت برجفة في عمودي الفقري، فلم أتواصل معه بصريا بهذا الشكل من قبل، تلونت زرقاوتيه بألوان الطيف شعرت بالدوار لثواني، ضاق تنفسي وتسارعت نبضات قلبي، إضافة إلى أن رؤيتي باتت مشوشة وضبابية.

شعرت بالشلل في أطرافي، ثم زال كل هذا فجأة، رمشت بإستمرار، رأيته يحملق بي بثبات، أبعدت وجهي عنه "توقف عن النظر لي بهذه الطريقة أنت تربكني!" شعرت به يبتسم "تبدين جميلة اليوم!" عبست "كاذب، أنا أبدو جميلة كل يوم!" قهقه بصوت مرتفع لأبتسم بهدوء.

إقتحم الفصل مدير الأكاديمية، مستذئب، ذو شعر أبيض وبشرة حنطية وقوام مستقيم، أكتاف عريضة، وملامح صارمة، دخلت خلفه فتاة ترتدي بدلة سوداء كلاسيكية تمسك شعرها الأحمر للخلف، نظرت لنا بحدة، تلاها دخول سيدة بملامح لطيفة تحاول جعلها حادة، وملابس كلاسيكية تمثلت في تنورة ضيقة رمادية وسترة بيضاء بحواف رمادية وخطوط رفيعة مماثلة اللون.

نظرت لنا الواحد تلو الآخر وقد لمعت عيناها السوداوان باللون الأحمر القرمزي "بريؤون!" تمتمت وخرجت من الفصل، تبعتها حمراء الشعر التي قامت بتدوين شيء ما على دفترها، والذي يفترض أنها أسماؤنا، و خلفهم المدير بعدما ألقا علينا نظرة حادة.

إبتسم أزرق العينين وسحبني من يدي بعدما رن الجرس "دائما ما تبهرينني بأفكاركِ!" توقفنا في رواق فارغ، نظرت له بإستفهام، أما هو فكان ينظر لي بثبات، آلمني رأسي وإجتاحتني رغبة في التقيؤ مع ظهور ذكريات مشوشة في عقلي، عن شيء ما كمقلب في ألفا الليكان!

"تبا، ما الذي فعلتُه!" إبتسم لي يجرني من يدي نحو غرفة تغيير الملابس حصة قتال، والتي للمؤسف أننا في إختبار قدرات، تبا!

غيرت ملابسي ولاقيت المستجد في الحلبة المغلقة، وقفت بجانبه، لمحت من بعيد لِـيا التي تجاهلت تلويحي لها، وسارت كأنها لم ترني "ما خطبها؟" سألت نفسي بصوت مرتفع "تتجنبك بسبب الشائعات!" تجعد حاجباي في تساؤل "أي شائعات؟" سألته ليجيبني بينما يمدد عضلات يده "يشاع أنكِ عاهرة تنام مع المستجدين!" همهمت وقمت بالتمديد العضلي أقلده "دعهم يقولون ما يشاؤون!" اومأ "أجل فتبا للآخرين!" إبتسمت، لقد تغيرت مذ عرفت هذا الشاب.

"أظنني وجدت إسما لك!" نظر لي بعيون لامعة "حقا؟!" اومأت بحماس "لكنني لن أقوله حتى يحين الوقت المناسب!" زفر بإحباط، حضر المدرب جيوفاني على عكس عادته متأخرا ومبتسما.

"بلا مقدمات، سنقيم نزالات بين الطلاب، الفرق أنها ستكون دموية، ولن تنتهي إلا بالإستسلام أو أن يكون الخصم غير قادر على الإستمرار!" شعرت بهالته ترتفع من جانبي وإبتسامة شيطانية رسمت على وجهه مع نية قتل طغت على المكان "إشتقت لتكسير بعض العظام!" إرتجفت للحظة، أتمنى أن لا يكون خصمي!

لحسن الحظ هو ليس كذلك، فميليسا هي خصمي، علينا إنهاء نزال البارحة "إقضي عليها هرتي!" شجعني بنفس الإبتسامة المظلمة، لينتابني شعور بتعطش للدماء فجأة، صعدت على الحلبة.

«ناوليني السيطرة بسرعة» زئرت فارلا بقوة داخل عقلي مما جعلني أنصاع لها بسرعة، عيناي الآن متوهجة باللون الأصفر الذهبي ومخالبي بارزة و أنيابي ملتصقة بشفتي، بينما أزأر بإستمرار نحو ميليسا، التي تنظر نحوي بتفاجؤ.

فأنا لا أدع فارلا تسيطر علي إلا نادرا، ولا أحد رآها أو تعامل معها مسبقا، سيطرت أخيرا هي على تفاجؤها فلم يسبق لها التعامل مع أسد من قبل، نظرت نحو الحشود رأيته يبتسم نحوي ويحرك شفتيه يحاول إيصال رسالة ما نحوي عرفت قصده، لذا أطلقت هالتي بأكملها.

مما جعل ذئبة ميليسا تتراجع للخلف بحذر، لقد ناولتها السيطرة كما فعلت مع فارلا، الصراع بين اللبؤة وأنثى الليكان يبدأ الآن.

لا أعلم ما الذي تريد فارلا فعله، لكنني أثق أننا سنفوز، لم يسبق رؤيتها غاضبة بهذا الشكل، لا بد وأنها تلقت إهانة!

سارعت الذئبة في مهاجمتي لكن ما فعلته فارلا هو الإختفاء والظهور في الجهة الأخرى من الحلبة، مما جعل الأخرى تتعثر في الهواء وتزمجر بغضب، إستدارت تعاود الهجوم، وكذلك إختفيت مجددا وظهرت فوقها قمت بركلها على رأسها أغرسها في الأرض كما تفعل المطرقة للمسمار، سمعت صوت طقطقة عظام، لقد كسرت لها عمودها الفقري!

زمجرت الذئبة بألم ولم تتحرك من مكانها، أنى لها ذلك!

وقفت فارلا على رأسها وإنخفضت لمستواها، تنظر لها بالعيون المصفرة المشعة بغضب، ضد العيون الرمادية المشوشة بسبب الألم!

قامت بلكمها بقوة، مما جعل الأخرى تسعل دماءا، لكمة أخرى، تليها لكمات متتالية كل لكمة أقوى من سابقتها.

وقفت تنظر لها من فوق بإشمئزاز، لتركلها بعيدا، جعلت تلك الركلة الذئبة تطير وتلتصق بالحائط، وتنزلق لتقع على الأرض غير قادرة على الحراك فقط تنظر بعين واحد نحو فارلا وهي تتقدم نحوها ببطئ شديد بذات النظرة المخيفة على عينيها.

صفر المدرب جيوفاني بسرعة واقفا بينهما، لتزأر فارلا في وجهه وتعيد لي السيطرة!

إلتفت بعد ما ألقيت نظرة أخيرة على ميليسا، توجهت لصديقي الذي ينظر لي بإبتسامة واسعة متحمسة "كان عليكِ قتلها!" إبتسمت بتوتر "هذا مخالف للقوانين!" وضع يده على رأسي ينظر في عينياي مباشرة "لبؤتك مدهشة!" إبتسمت بخجل على إطراءه وقد شعرت بفارلا تلعب بذيلها بمرح بينما تستلقي على بطنها بكسل، لقد أعجبها تلك المنافقة.

«أطبقي فمكِ!» أمرتني بشبه إبتسامة لازالت مخدرة تلك المتعجرفة «لستِ شاذة، حمدا لله!» سخرت منها لتقطع تواصلي معها بفظاظة، لا تتغير!

"علي ملاقاتها!" إبتسمت على حماسه بينما اجلس على الأرض أرتشف من قارورة الماء، مسحت فمي ورددت عليه "إن رغبت ذلك!" همهم بتفهم «من قال أنني لا أرغب في ملاقاته؟» فاجأني صوتها بعدما نهضت تعتدل في نومتها «ألم تقولي أنه لا يروق لكِ؟» سألتها بحيرة «جاهلة!» شتمتني بلا سبب وعاودت قطع إتصالها معي، أعجز عن فهمها!

"لها كبرياء من فولاذ!" أثنى مجددا، والإعجاب باد عليه من لمعة عينيه، لا أستطيع التوقف عن الإبتسام، بالرغم أنه لا يمدحني، إلا أنني أشعر بالفخر لإمتلاكي لبؤة قوية مثلها!

"ذلكَ ما يميزها!" تمتمت بشرود بينما أتذكر أول مرة قابلتها فيه، لم تكن لطيفة.

FLASH  BACK:

«منرفا!» ناداني صوت ما لذا خرجت من غرفتي أستجيب له "نعم!" صرخت لعل الذي ناداني يخرج من مخبئه!

وصلتني قهقه بعيدة، إلتفت برأسي وقد بدأ الخوف يتسلل إلى قلبي «أنا داخلكِ يا غبية» توردت وجنتاي بخجل وإتسعت عينياي بحماس «من أنتِ؟» سألت بلهفة، ولا أزال واقفة أمام باب غرفتي «قرينكِ جئت لأحذركِ من مستقبلك الخطير!» بصوت خشن تحدث من بداخلي، لأشهق بفزع، لتندلع ضحكة أنثوية بدت قريبة جدا «لبؤتكِ أيتها الحمقاء الصغيرة» إبتسمت بود نحوها مع علمي أنها لا تراني.

«أنا أشعر بكِ كما تفعلين أنتِ!» أجابت عن تساؤلي بتلقاية، وقد بت أراها بشكلها، قطة كبيرة بنية مائلة للبرتقالي تجلس وتنظر لي بعيونها القططية الصفراء بمتعة، شهقت بإعجاب مجددا وصرخت «أنتِ جميلة!» شعرت بها تبتسم وترفع رأسها بغرور «أسمع هذا كثيرا!» قهقهت على لطافتها.

أمالت رأسها للجانب «أخشى أن حماقتكِ ستكبر معكِ!» وإختفى خيالها من أمامي بت أصرخ داخليا أبحث عنها «لدي إسم يا صغيرة!» صمتت أنتظر منها أن تكمل جملتها «فارلا!» إبتسمت لكنها إختفت مجددا.

AND Back.

"دوركَ!" أخبرته وأنا اراه يتقدم نحو الحلبة، خصمه كانت عنقاء، وقد جهزت هذه الأخيرة أجنحتها الحمراء الملتهبة و الكبيرة، أعلن المدرب بداية المباراة، فور ما تقدمت تلك العنقاء تصرخ به توقفت، أو تجمدت كما تجمدنا جميعا، لا أستطيع الحراك، ولا احد قادر سوى هو، تحرك ببطأ شديد وعيون مشعة، نحو خصمه، المعلقة في الهواء دون حركة، أمسك برقبتها يخنقها وهي لا تتحرك رما بها بعيدا، إستطعت التنفس أخيرا، نظرت له بصدمة، ثم لمن حولي.

كانوا متفاجئين، لكن على عكسي، لقد رأو الأمر سريعا، أما أنا رأيته بكل وضوح، كان بطيئا، بطيئا جدا، كأنه تعمد جعلي أراه.

ذلك لم يكن سوى تحكما بالزمن!

لقد أوقفه، وهاجم العنقاء، كان ذلك سلسا، وغير متوقع!

إنتهى نزاله بسرعة متوقعة، بينما كنت شاردة الذهن "أنتِ بخير هرتي؟" سألني لأومئ "آه، أجل أنا كذلك!"

تعثرت في إجابتي، لكنني بخير، لم أكذب!

"أرأيتِ ذلك؟" سألني لأومئ "أهذه إحدى قدراتكِ أيضا؟" همهم لي لأصمت بتفكير، هو لا يقهر!

"ماذا عن إسمي؟" إبتسمت بينما أتخطاه نحو غرفة تبديل الملابس "لن اخبرك!" رد لي إبتسامتي وأشار بيده باعتا رسالة -لاحقا-

غيرت ملابسي الرياضية إلى المدرسية الموحدة، دلفت للكافيتيريا التي تعج بالفوضى، والنظرات الحاقدة بين الليكان ومصاصي الدماء، ترجل أزرق العينين من الباب وبدا انه يبحث عني بعينيه، وقفت ألوح له بيدي، ليتوجه نحوي بإبتسامة ويبدو أنه يحمل بجعبته شيئا ما.

"يا هرة، بما أنه تم إثبات براءتنا، لما لا نلعب مجددا؟" قهقهت "لديك فكرة صحيح؟" أومئ لي وسحبني من يدي لنخرج من الكافيتيريا.

"لقد لاحظت نظرات الإعجاب بين جوديث والمدرب جيوفاني، لما لا نجمع بينهما؟" ضحكت بصخب "أنت مجنون!" ليبتسم بحماس.

"بالطبع سنضيف التوابل صحيح؟" سألته ليكتفي بالإبتسام، مما جعلني أحترق حماسة.

أنهينا الغداء، وتوجهت لمكتب المعلمين، طرقت على ذلك الباب الخشبي البني الثقيل، فتح الباب مرأة بشعر أخضر وملامح عابسة، إبتسمت ولوحت لها بتوتر "مرحبا!" زاد عبوسها "ما الذي تفعلينه هنا؟" سألتني لأبلع ريقي "أبحث عن المدرسة جوديث، أحتاجها لأمر شخصي!" قلت دفعة واحدة، لتخرج المعنية، من بين نظرات المدرسين الفضولية، إبتسمت لي بلطف وقادتني خارج هذا الرواق الموتر!

"إذا ما خطبك منرفا، تبدين مصفرة!" إبتسمت على لطفها "أنا أردت سؤالك، عن كيفية التسارع، نظرا لأنك فهدة فلم أجد شخصا جديرا بالسؤال غيرك!" لمعت عينيها لوهلة، وإبتسمت لي بإتساع "ليس بالأمر الصعب، عليكِ فقط أن تشعري بالهواء من حولك، وتضعي ثقتك الكاملة بكيانك الآخر!" همهمت بتركيز، في الحقيقة هذا الأمر دائما يقلقني، ففارلا بطيئة نوعا ما، هذا هو الوقت المناسب لإيضاحه!

خرجنا للساحة الخلفية، وهناك أطلقت جوديث العنان لفهدتها، والتي تبدو، أمم دعوني أصفها لكم بدقة، بنية مرقطة بنقط سوداء مقعرة بالبني والمائل للصفار الباهت، عيون زرقاء مشعة بنظرة قططية خبيثة، قوائم رشيئة وخفيفة، أشارت لي برأسها، ووصلني تخاطرها في عقلي:

-أخرجيها، لم تفعلي ذلك من قبل صحيح؟

أخبرتني «فارلا تريدين الركض؟» سألتها، ليصلني صوتها المتثائب «من أين جئت بهذا فجأة؟ أترين أنني أريد الركض؟» إبتسمت بسخرية، تبا لهذا الموقف «فارلا، هذا مقلب آخر، أرجوك أخرجي لتستنشقي بعض الهواء النقي!»  شعرت بها تقلب عينيها وتعتدل في نومتها متقلبة للجهة الأخرى وتبدل اليد التي تستند عليها «وهل شكوتُ لكِ؟» صفعت نفسي داخليا «إنقلعي!» قطعت تواصلي معها مبتسمة في وجه المدرسة، فاتحة معها تخاطرا.

-فارلا كسولة جدا، هي لا ترغب بالركض معذرة!

-واضح جدا أنها كسولة، لكن عليها إثبات حضورها!

بلعت ريقي في إضطراب وقد خطرت ببالي فكرة «فارلا، عليكِ تمديد عضلاتكِ، أنسيتِ الموعد الذي خططتِ لخوضه مع الفتى الجديد؟» فور نهاية قولي رفعت قوائمها الكسولة، ونظرت لي بعيون مشعة «ناوليني السيطرة» إبتسمت بنصر، أعيرها زمام القيادة.

شعرت بجلدي يتمدد وعضلاتي تتمزق، ومع طقطقة عظامي التي يعاد تشكيلها، لم اتحول منذ مدة معتبرة، هذا مؤلم!

وقفت فارلا على قوائمها الأربعة السمينة، بفروها الأصفر البني الناعم، وأذنيها الصغيرين اللذان تخرج منها شعيرات بنية طويلة، تمنحها منظرا لطيفا، عيون صفراء حادة بإحاطة سوداء كالكحل، زئرت وتمددت بكسل، تقدمت تقترب من الفهدة التي تنظر لها بدهشة، وقد بدت ضئيلة مقارنة بفارلا العملاقة!

بدأت تلك الفهدة بالسير ثم الهرولة لتركض بسرعة وسط تلك الساحة التي تعج بالطلاب!

زئرت فارلا بكسل، وأطلقت العنان لنفسها، وهاهي تركض مخلفة صوت إرتطام قوائمها بالأرض الإسمنتية، دون ان أنسى هالتها المرعبة التي غطت الأكاديمية، خرج الجميع من المباني ينظرون لتلك اللبؤة التي تركض بكسل في الساحة، وتنشئ تواصلات بصرية مع كل شخص بثقة وكعلامة (أنظروا إلي أيها الحثالة) أنا اعرف فارلا وأنا على علم تام بطريقة تفكيرها!

بدأت بالإستعراض وهاهي دي تركض بتفاخر ترفع رأسها، تكاد رقبتها تقتلع من مكانها، تحركت تلك الشعيرات على أذنها بفعل الرياح المرتطمة بها، زادت من سرعتها تحاول اللحاق بالفهدة التي إبتعدت بالفعل، دخلت فارلا الغابة تتبع رائحة الفهدة، توقفت عند شمها لرائحة أخرى، وقد تعرفت عليها فورا، رغم انها ضعيفة وتكاد تنعدم، وقفت بمحاذاة الشجرة تنتظر ظهوره، لم تكن له رائحة، يبدو انه يجعلها هي فقط قادرة على شمها، ليسعها العثور عليه بسهولة!

كان المدرب جيوفاني بملابسه الرياضية وملامحه العابسة ينظر للفهدة التي إختبأت وراء شجرة ما، أخفضت فارلا من هالتها كي لا يشعرا بها، وصلها حوارهما الذي يحمل رومنسية معوقة نوعا ما.

"مدرب جيوفاني، مالي أراك في الغابة؟" سألته بخدود متوردة نوعا ما "أقوم ببعض التمرينات، كي ابقي حواسي متيقظة!" إبتسمت وقد زادت حمرتها "أنت رجل مواظب!" ظهر تورد طفيف على خديه بسبب إطرائها "ماذا عنكِ؟" توقفت لوهلة تتذكر لما هي هنا "لقد سألتني منرفا عن السرعة والتسارع، كنت اركض رفقة لبؤتها، لكني لا أراها الآن، أهي بطيئة لهذا الحد؟" زفرت فارلا بسبب هذه الإهانة الواضحة.

"لكن حواسها مدهشة، ربما هو امر ممارسة فقط، فأنا لا اراها تركض ابدا!" إبتسمت هي "كسولة!" إبتسم بالمقابل، بقيت فقط تنظر له من الأسفل بعيون مدبلة، هي واقعة له دون أدنى شك، إنخفض عليها بإبتسامة لعوبة طابعا قبلة، أو نصف قبلة، ربما هي ما يشبه القبلة، أي قبلة هي هذه؟

على جبينها بلطف وهدوء شديدين إنسحب بعدها تاركا تلك الفهدة مخدرة تماما "عليكِ العودة لديكِ صفوف!" لوح لها وإستدار مبتسما، هي فقط بقيت متصنمة في مكانها، لا تقوى على الحراك، ووجهها سينفجر من الآحمرار والحرارة، ضحكت داخليا على هذه المراهقة الكبيرة.

"لقد قبلني!" تمتمت بذلك تمسك بجنيبها، هو لم يفعل ذلك حرفيا يا آنسة!

"شفتاه كانت هنا!" عاودت التمتمة بجنون لأرد داخليا 'تقريبا، شفتاه لم تلمسكِ حتى!' شخرت ضاحكة بعدها منسحبة تاركة لها الخصوصية، وأرى ما الذي فعله أزرق العينين بالمدرب، يبدو ان فارلا نسيت منحي السيطرة، فها هي تدخل الرواق بهيأتها، وتبحث عنه من بين الروائح الكثيرة، أما الآخرين فقط يفسحون لها المجال، ينظرون لها بدهشة "ضخمة!" سمعت صوتا متعجبا من الخلف وغيره من الأصوات.

لكن ما جعل فارلا تغضب هو تعليق إحداهم "أليست سمينة نوعا ما؟" إنفجرت بالضحك، فارلا ليست سمينة، بل بدينة جدا، لم اتوقف عن الضحك ليصلني صوتها الغاضب «أنا لست سمينة، وأنتِ توقفي عن الضحك، غبية!» واصلت خطواتها بثقة، ولا ازال اضحك وهي تغلي «فروي كثيف، أين ثقافتكم ومعارفكم حول الأسود، مجموعة حمقى!» لا زالت تبرر سمنتها، وأنا سأموت من الضحك.

يبدو أنها إلتقطت رائحته الخفيفة، فها هي ذي تزيد من سرعة مشيها وتدخل إحدى القاعات بعشوائية، وقد كان يرتدي سترته بهدوء، رفع رأسه ينظر للمقتحم، وقد كنا نحن، الباب صغير نوعا ما وفارلا لا تستطيع الدخول قررت إغاضتها «لو كنتِ انحف قليلا، لإستطعت لمس عضلاته!» زئرت في وجهي لأنفجر ضحكا «أخبرتك ان فروي كثيف، ولو دخلت سأعبر، لأنه مجرد شعر زائد، عديمة التحضر!» كتمت ضحكتي بصعوبة.

حاولت العبور لكن مؤخرتها وساقيها الخلفيين علقوا حرفيا، ولا تستطيع التراجع ولا التقدم «تبا، لما فروي كثيف هكذا؟» واصلت تقنع نفسها لأنفجر ضحكا وقلت بعد أن هدأت «فارلا، الكل يعرف أنه ليس فروا عداكِ!» شهقت بعنف «أتظنين انها براغيث؟» زادت وتيرة ضحكي، لا أستطيع التحمل «بل أظن أنها دهون وعليها أن تحرق!» زئرت فيَّ مجددا «فروي خشن نوعا ما، إنقرضي أنتِ وظنونك الحمقاء التي تشبهك، غبية!» قطعت تواصلها معي بكل وقاحة، وواصلت محاولة الدخول إلى أزرق العينين الذي يحاول دفعها للخارج، بينما هي تقاوم للداخل.

"يا هرة أنتِ ضخمة، أعيدي منرفا لحل هذا المأزق!" زئرت في وجهه، إعتربتها إهانة، فهو يطردها ويفضلني عليها، صمتت لبرهة، لقد فهمت الموقف خطأ!

«خدي جسدك، وإستمتعي!» تبا! أشعر أنني اتعامل مع مراهقة، وليس مع لبؤة ناضجة!

"مرحبا!" حييته بعدما عدت لهيأتي أرتب شعري ليبتسم لي بحماس "لم أتوقع ان لبؤتك بهذا الحجم!" بادلته إبتسامته بينما نخرج من القاعة "هكذا جميع الأسود، يمتازون بحجمهم الكبير!" همهم لي بتفهم لأضحك بعدما تذكرت القبلة "ما بال تلك القبلة؟" سألته ليضحك بخجل "شعرت انه من غير اللائق تقبيلها!" إبتسمت، هو شهم نوعا ما!

"أتريد ان تعرف إسمك؟" توقف عن المشيء ينظر لي بعدم تصديق "أحقا عثرت على واحد؟" أومئ "لست انا، بل فارلا!" إبتسم بعدم تصديق اخذته من يده، أجره بعيدا عن المباني وبعيدا عن الغابة، تجاوزنا تلك الأشجار لنصل إلى المفترق المائي، الذي يعلوه جسر لطيف صغير، ناولت السيطرة لفارلا دون إرادتها.

قابلته بعينان متوهجتان، وملامح باردة، هذه هي فارلا!

-أهلا!

-أتريد أن تعرف إسمك؟

-ألن نتعرف أولا؟

-ألا تعرفني؟

-كل ما اعرفه، أنكِ لبؤة وإسمك فارلا، أرغب بالمزيد إن لم يكن لديك مانع!

بدأ جليدها يذوب قالت بعدما إلتفتت وجلست على الجسر الخشبي المصبوغ بالأبيض تاركة قدميها يتدليين في لحظة من الصمت.

بقي هو واقفا على رأسها لتصرخ هي بلا مبرر "أنا اخبرك أن تجلس منذ خمس ثواني لما لا تزال  واقفا على رأسي مثل الأحمق!" إندهش هو من إنفعالها "لم اعرف سوى الآن، لا بد وأنكِ دعوتني في عقلك!" تأوهت وقالت مبتسمة "لكنك أحمق مع ذلك!" قهقه بمرح وجلس بمحاذاتها "حقا؟" سألها بحاجب مرفوع والإبتسامة لا تزال تعلو محياه "أجل كثيرا!" قهقه مجددا "كيف عرفتِ!" إبتسمت دون ان تلتفت له، تنظر للسمكات التي تسبح في ذلك الفضاء المائي بحرية.

"من وجهك، فهو يبدو أحمقا بشكل لا يصدق!" إنفجر ضاحكا لتنظر له مستغربة من سبب ضحكه هكذا.

"أنت احمق!" أعلنت مجددا بينما تواصل النظر للسمكات بإعجاب "أتحبين السمك؟" سألها لتنفي "أحب حريتها!" همهم "من قال أنها حرة؟" تنهدت "لا احد يتحكم بها، لا احد يخبرها ان تقوم بفعل الأشياء، هي فقط تحرك زعانفها يمينا وشمالا!" إستند على العمود المثبت للجسر وهو ينظر لوجهها بوضوح "أفهم انك لا تحبين ان يتم التحكم بك!" اومئت بصمت "أنا ايضا احب ان اتصرف بتلقائية!" إبتسمت

-في معظم الأحيان يكون تهورا!

-لكنه ممتع!

-إذا مت، فهل سأعود على شكل سمكة؟

-إن كنتِ سمكة، فسأكون المحيط!

نظرت لعينيه الزرقاوين بثبات دون أن ترمش:

-إيزيل!

-ما هذا؟

-إسمكَ، تأكدت الآن أنه يناسبك اكثر من غيرك!

-لما؟

-من الأزل، ومعناه المالا نهائية، أنت غير محدود القوى، وتفضل ان تكون كبيرا كالمحيط، إضافة إلى أنك ذكي، لن تكون سوى إيزيل!

-إيزيل!

-أجل، إيزيل!

-أحببته!

صرخ بسعادة وإبتسامته قد إتسعت أكثر "بديهيا لأني من منحته لك!" إنفجر ضاحكا مبعثرا لها شعرها بطفولية "أشكركِ!" إبتسمت له "أشعر بالسوء لقولي كلماتها المبتذلة، تلك الغبية، لكننا اصدقاء ليس عليك شكري!" عبست لنعتها لي بالغبية، لكنني إبتسمت وأنا أرى وجه إيزيل المشرق بسعادة، لم أره يلمع هكذا من قبل.

"أنا مدين لكِ!" نفت له "هذا مجرد إسم أنحن مدينون لأهلنا لمنحهم لنا أسماءا؟ هو حقك، وعليك الحصول عليه!" قهقه "أنتِ حكيمة على عكس ما تبدين!" عبست بإستفهام "كيف أبدو؟" إبتسم وهو ينهض "غبية!" جعل ذلك منها تنهض وتركض خلفه "سأقتلك أقسم!" ركض هو بين الشجيرات والأعشاب "إنها الحقيقة، إضافة إلى أنكِ سمينة!" زاد التوابل في الخلطة، لتصرخ هي بينما ترمي الأحجار بعشوائية عليه.

-فروي كثيف أيها الأحمق عديم الذوق!

♧︎︎︎
♧︎︎︎
♧︎︎︎
♧︎︎︎
🥀
♧︎︎︎
♧︎︎︎
♧︎︎︎
♧︎︎︎

مرحبا! ✌

لقد عدت، معظمكم خائف من ان أختفي مجددا، لكنني هنا، فإطمئنوا! 🫂

أريد ان ارى حماسكم في التعليقات، ذلك يجعل مني متحمسة لكتابة المزيد في وقت قصير😚

أخبرتكم، أني أنشره فور ما افرغ من كتابته!

ميليسا~

النزال~

التحقيق~

المدير~

جوديث وجيوفاني~

القبلة~

إيزيل~

فارلا~

هل هي سمينة ام فروها هو الكثيف؟

Tamara Manar Mzd 💫🥀

Continue Reading

You'll Also Like

3.5K 137 39
لست أُجيد انتقاء العناوين لذلك... خذ نفساً عميقاً.. اختر عنواناً تراه مناسب لكل جزء! سأترك المهمه لك.. سأثق بك كما فعلت دائماً
10.2K 906 19
"لكلاً منا جانبه المظلم أما هي فلا تمتلك غيره" **** الفكرة اصلية تماماً اي تشابه بينها و بين اي قصة أخري فهذا محض صدفة ، جميع الحقوق محفوظه لي انا ال...
351K 15.9K 42
تحكي قصتنا عن فتاة اعجبت باحد الدكاتره الجراحين وشأت الصدف ولعب القدر ان يكون هو ابن عمها وشيخآ لعشيرتهم التي لم ترا م̷ـــِْن صغرها بسبب المشاكل هل ي...
321K 25.9K 71
التزمتُ بكلّ القواعد كدمية معلقة بخيوطٍ يحرّكها الجميع كما يريدون... لم أجرؤ على تخطي الحدود المرسومة لي يوماً... اعتدتُ دوماً أن أكون لطيفة... ول...