أكاديمة إيزيل || Ezel Academy

By ManarMzd

66.2K 5.2K 2.4K

أكايديمية تضم مختلف الأجناس، حيث يجتمعون لتحقيق هدف واحد، ألا وهو «الحصول على القوة» حيث أصبحت هذه الأخيرة أ... More

-إهداء-
-1-
-2-
-3-
-4-
-5-
-6-
-7-
-8-
-9-
-10-
-11-
-12-
-13-
-14-
-15-
-16-
-17-
-18-
-19-
-20-
-21-
-22-
-23-
-24-
-25-
-26-
-27-
-29-
-30-
-31-
-32-
-33-
-34-
-35-
-36-
-37-
-38-
-39-
-THE END-
-0¹-
-0²-
-0³-

-28-

1.2K 108 51
By ManarMzd

أبدو باردة، باردة وغير مهتمة بشكل غريب بينما داخلي أرتجف حبا، أنا الوحيدة التي تحب بهذا الشكل، طريقتي خطأ لكني شعوري صحيح للغاية... 3\>
🥨⚡🥨⚡🥨⚡🥨

°::FLASH BACK::°

كان يوما عاديا كغيره، شمس ساطعة تضرب زجاج تلك النوافذ المغلقة المحافظة على دفئ ما بالداخل، ستارة باللون العنابي مع شراشف على حوافها ذهبية اللون، غرفة صغيرة تضم شابة بعيون مميزة، واحدة باللون البني الفاتح والأخرى بالأسود القاتم، شعر بني فاتح مع غرة تنسدل بنعومة على وجهها المدور بتقاسيم مثالية.

تململت هذه الأخيرة في فراشها مستيقظة بملامح ناعسة، وشعر فوضوي مبعثر، لحسن الحظ أن لا أحد يشاركها غرفتها وإلا لكان مفزوعا من المنظر الذي يقابله من فظاعة.

قامت بترتيب شكلها وإرتداء الزي الرسمي للأكاديمية، مع ممارسة الروتين الممل ككل صباح.

دعمت ملابسها بسترة جلدية تقيها من البرد الصباحي رافعة شعرها على شكل ذيل حصان قصير، إبتسمت لنفسها برضى على إنعكاسها في المرآة.

حملت ما تحتاجه لهذا اليوم الدراسي وغادرت الغرفة صاحبة الباب الأسطواني الطويل مغلقة إياه بالمفتاح جيدا فقد سمعت أن امس تمت سرقة غرفة إحدى الفتيات، وضعت المفتاح في جيبها رفعت رأسها تنظر لرقم الغرفة سبعة وثلاثين.

كان لها حصة تاريخ مع جوديث، فهدة راقية، سارت في تلك الأروقة المفروشة بسجاد أحمر قاني المشرشف بالأخضر في جوانبه، تلك الثريا تنسدل من السقف العالي جدا، الستارات العنابية التي تغطي الأشعة الصباحية للصباح، حيت الطالبات بعضهم بإبتسامة، ولم يخلو الأمر النظرات المتعالية والمستهزئة، المضطربة، بينما كانت متخالفة العينين تحيي الجميع بإبتسامة، كانت معروفة كونها الأسدة الوحيدة في الأكايديمة.

دخلت صف التاريخ الذي هو ملل نوعا ما، تلاه ترجل جوديث، قدمت هذه الأخيرة تحيتها الصباحية للطلاب وباشرت في شرح مضمون الدرس، ألا وهو ثقافات العرق المقدرس (التنانين)، تثاءب البعض، أما التنانين الحاضرة فقد بثت هالاتها في تفاخر عما تقرأه المدرسة على مسامعهم.

توقفت عن الشرح للحظة، مع ظهور علامات الإضطراب على وجهها متمتمة ببعض الكلمات "لا أمانع حضوره!" أنهت جملتها قاطعة بذلك التخاطر العقلي.

نظمت أوراقها وإعتدلت في وقفتها، وقد زادت حدة الهالة من حولها، فتح الباب بهدوء تلاه دخول شاب بعينين زرقاوين غامقتين، بشرة سمراء مثيرة، تفاحة آدم بارزة من رقبته، تتحرك إثر بلعه لريقه، مسح المكان بعينيه بنظرة ثاقبة، وأنهى تفحصه على جسد معلمته، إرتفعت شفتاه في إبتسامة جانبية وسار كالرجل الآلي نحو مكان فارغ في الأخير ولم يزل يديه من جيوبه، متجاهلا نظرات الآخرين له، التي تثقب خده وظهره.

لم ينبس ببنت شفة، سوى بعد حمحمة جوديث طالبة منه إظهار بطاقة الطالب، كونه غير مألوف ولم يعتد حضور حصهها.

-لم يصنعوا واحدة لي بعد!

صرخت بعض الفتيات بإعجاب من نبرة صوته العميقة، بينما هو تظاهر كأنه لم يسمع غاضا تفكيره عن التعليقات الأنثوية.

"ليسوا معتادين على التأخر في الإجراءات إلا إذا كان هناك خطب!" تراجع للخلف مستندا على ظهر الكرسي ينظر للمدرسة بإستعلاء "ليس لي فصيلة ولا إسم!" همهمت بفهم وتابعت الدرس بينما حملق فيه البعض بعلامة إستفهام كبيرة.

جال بعينيه في الأفق، وقعت زرقاواه على زوج من العيون الغير متطابقة التي تحدق فيه بشرود، لم يزح قدحيتيه عنها، حتى إبتسمت له بإتساع ملوحة بيدها ناطقة بين شفتيها بكلمة -مرحبا بك-

(تشه) ساخرة خرجت منه بعدم إكتراث، نظر حيث تركز جوديث كل إهتمامها على ذلك اللوح الأبيض الذي به بعض الكتابات الغريبة، ليس هذا ما توقع أن يجده في الأكاديمية العظمى!

رن الجرس صاحب الصوت المزعج إلى أن الجميع يحبه، هللوا بفرح متزاحمين للخروج من ذلك الباب.

هبط هو درجات المدرج بهدوء بعد ما خف الزحام قليلا، إصطدم شيء ما بصدره، أخفض رأسه ينظر لمن أعاقه، وقد كانت صاحبة العيون المختلفة، إبتسمت بإضطراب مجددا نحوه وتأسفت "أردت أن أقيس طولي معك، شعرت بالفضول!" دقق في تقاسيم وجهها المدور أنفها صغير شفتاها متوسطتان ورديتان، إبتسمت مجددا وأنسحبت نحو الباب تبتسم للجميع الذين يلوحون لها، مشى خلفها يسمع محادثتها مع إحدى الفتيات الشقراوات، علم من هالتها أنا جنية.

"المدرب جيوفاني لن يكون رحيما معكِ هذه المرة!" تذمرت الشقراء حول حالة صديقتها "لا أحب الركض، أنا شخص كسول كما تعلمين!" تأوهت الأخرى وبدا أنها تذكرت شيئا مهما "نسيتُ أنكِ تعشقين المواد الأدبية المملة!" زفرت الأسدة بملل لضرورة خوضها هذا النقاش مجددا "كم مرة أخبرتك أنني أحب المواضيع المتناقضة! كالذاكرة والخيال مثلا، هي شيقة إن تعمقت فيها صدقيني!"

قلبت الأخرى عينيها بملل "كتناقض عينيكِ!" إبتسمت الأخرى على هذا التعليق، هي تحب عينيها، بينما يعتبرها البعض غريبة ومخيفة، هي مميزة وهذا يعجبها.

دخلوا صالة تغيير الملابس للإناث، إستوقفه عن تتبعهما صوت صراخ الفتيات، إلتفت بهدوء وكأن شيئا لم يحصل، لقد إندمج مع حديثهما ونسي نفسه، تجعدت حاجباه بعبوس وتساءل داخليا 'ما هو التناقض الكامن خلف الذاكرة والخيال؟' دخل غرفة تبديل الأولاد وسحب البدلة الرياضية المطاطية التي تناسب جميع انواع الحركة.

بعد دقائق إسطف الجميع أمام المدرب جيوفاني العابس الذي ينظر للفتيات يبحث عن شخص معين، جاء من يبحث عنه يركض من الصفوف الخلفية، إبتسمت للمدرب بتوتر ملوحة له بتورط.

في ثانية ظهر خلفها وقد كان يخنقها بالقلم على رقبتها متمتما "لو كانت معركة حقيقية لكنتِ ميتة الآن!" أطلق الخناق عليها لتسعل بألم والإبتسامة لم تفارق شفتيها وتكلمت بإيجابية "لحسن الحظ أن هناك 'لو'!" عبس المدرب مجددا وتكلم بصوت مرتفع يلفت إنتباه الجميع "كم مرة علي إخباركم أن لا تخفضوا من دفاعاتكم!" صمتوا فها هي ذي عتاباته الموجهة لهم بإستمرار بسبب تلك اللبؤة الشقية.

"منرفا تقدمي!" أمرها لتنفذ بهدوء لم يبعد القلم من يده فهو يستعمله لإطلاق تعاويذ النار الخاصة به، لكنه فاجأها برميه أرضا متكلما جالبا إنتباه الجميع "هاجميني وكأنكِ تودين قتلي!" وقف بإستعداد لكنها إضطربت قائلة "لن أود قتلك أنت مدربي!" ضرب جبينه بقلة حيلة "تخيلي أني عدوك وهاجميني!" نفت له بإبتسامة "ليس لي أعداء!" زفر بقلة حيلة.

"ماذا لو كنتُ الفتاة التي سرقت قبلة حبيبكِ الأولى؟" قهقهت بمرح "ليس لي حبيب!" تجعدت ملامحه وقد بدأ الغضب يتصاعد وذلك ظاهر من إحمرار وجهه.

"لِيا تعالي، منرفا عودي لمكانك!" نفذوا ما طلبوا منه، تقدمت الجنية الشقراء منه.

إستعد في وقفته مخاطبا ليا "أنا من سرقتُ مشطكِ ليلة البارحة!" خرجت أجنحة الجنية منها وقد كانا محمران وقفزت تدور عليه في دوائر تنثر غبارها فوقه، أحاط نفسه بدوامة نارية يبعدها عنه، خرجت الأعشاب من تحت الأرض الإسمنتيه موجهة بقمم حادة كخناجر نحو المدرب، إبتسم موقفا تلك العصي الخشبية بجدار نارية حرقها جميعا.

"فلننتهي هنا، أسلوبك جيد، منرفا تعالي، طبقي جميع قدراتك علي، أريني ما تجيدين فعله!" همهمت بفهم ووقفت بإعتدال، مستخرجة مخالبها الشفافة وأنيابها الطويلة، زئرت في وجهه متقدمة منه بسرعة هائلة تلكمه بينما يصد قبضتها بكفوف ملتهبة، لكنها لم تتأثر بالحرارة، وواصلت ضربه وركله.

ظهر من خلفها، لكنها فاجأته بتبديل أماكنهما لتكون هي خلفه بداله، تعلقت بقدميها في خصره وأمسكت برأسه تقلبه ليصبح هو أرضا وهي فوقه، تتوضع مخالبها فوق صدره.

لقد هُزم المدرب!!

وقفت تنفض الغبار عن ملابسها بإبتسامة فخورة بينما تمد اليد الأخرى لجيوفاني أمسك بها، ونهض ينفض ملابسه، عادت هي تسطف أمام الآخرين، ليبدأ هو بطرح أسئلته.

"ما الفرق بين نزالي وليا، ونزالي مع منرفا؟" صمتوا لتجيب إحدى الحضور "منرفا هزمتك!" أيدها الجميع، ولم يرد المدرب عرفوا أن إجابتها خاطئة "لم تستعمل سحرك!"  أجابت ليا ليبتسم المدرب ويرد "بلا، لقد كنت احيط نفسي بحقل مغناطيسي، يحرص على عدم إقترابها مني! وهزيمتها لي يعني أن الحقل المغناطيسي تم إحباطه، السؤال الآن، كيف تم آحباطه؟"

-عنصر المفاجأة!

بحث جيوفاني بعينيه عمن أجاب ولم يكن سوى المستجد أزرق العينين "ممتاز، ذكرني بإسمك!" سأله ليصمت الآخر "لا إسم لي!" بدى أن جيوفاني تذكر شيئا ما أومئ له ونظر لمنرفا التي تنظر نحو الآلي وتبتسم.

-تقدم، وأنتِ أيضا منرفا.

عندما إمتثلا لأوامره طلب منهما القتال.

-أتريد رؤية مهاراتي؟ أم علي هزيمتها بأقصى سرعة؟

سأل ليصمت المدرب هنيهة "بأقصى سرعة!" رفع يده كإشارة للإستعداد، لم تتغير وقفة الآخر أما منرفا فقد بدأ العرق يتصبب من جبينها، من هذا الشخص؟ عديم الهالة التي تصدر منه نية قتل واضحة جعل منها ترتعش.

أدرك المدرب ما الذي على وشك أن يحدث "قتال سلمي، يمنع إلحاق إصابات بالخصم!" نظر له المعني ولم يكن ينظر له حقيقة، بل كان يرميه رصاصا.

"ليس هنالك قتال سلمي في العالم، حتى ذلك القتال بين ضميرك وعقلك!" بلع المدرب ريقه، ما الذي تورط به "حاول أن لا تؤذيها!" نظرت له منرفا وقد بدأت قدماها ترتعشان ومخالبها تقطر سائلا حارا، أُفرز من دون إرادتها، نتيجة إضطرابها.

لقد ظنت أنه بشري للحظة.

فور ما أنزل جيوفاني يده، كانت منرفا أرضا و خصمها يعتليها بنفس النظرات الثاقبة، لم يتسنى لأحد رؤية ما حدث، كان سريعا بسرعة الضوء ربما.

تزعزت النظرة في عينيها، تشعر بألم شديد في ظهرها إثر إصطدامها بالأرض الإسمنتية الصلبة وهذه الأخيرة تذوب بفعل السائل المفرز من قبل مخالبها، إحمر وجهها و أزرق العينين لم يتزحزح من فوقها، فقط ينظر، وكأنه يحلل خلايا وجهها في عقله كل خلية على حدة ويدرسها بهدوء.

"لقد فزتَ إبتعد عني، فأنت تؤلمني!" وقف ينظر لمدربه الذي يبلع ريقه بإستمرار قال بإستعجال "جيد، كان هذا جيدا، جيد جدا!" بلل شفتيه بلسانة بينما ينظر للأفق في لحظة تفكير "سنقيم سباق خمسمئة متر الآن!" تذمر البعض لكنه نفى لهم بقسوة.

يضع شيئا واحدا في رأسه، أن يحلل قدرات هذا المستجد!

إتخد الجميع مكانه، بهيأتهم البشرية لكن حيواناتهم هي الحاضرة، فعيون منرفا تشع بلون أصفر مائل للذهبي بينما تصدر زئيرا غاضبا، دليل على أن لبؤتها تشعر بالإهانة!

نظرت إلى جانبها، كان ينظر أمامه بكل تركيز، أمال رأسه نحوها علق بسخرية "ركزي على مسارك يا هرة!" زئرت في وجهه بقوة، بينما تنخفض في وضعية أخذ المكان، ترتكز على ركبتها اليمنى في الأمام واليسرى على الأرض في الخلف ويديها أمامها على الأرض، صفير جعل منها ترفع من ركبتها اليسرى على الأرض، وصفير آخر جعل منهم ينطلقون بسرعة هائلة.

كانت تعلم أن الفهود هم أول من سيصلون لخط النهاية، تخطاها الأغلبية وهي تجاهد لتزيد من سرعتها.

«فارلا ما خطبك؟» سألت لبؤتها التي تنقص من سرعتها بشكل غير طبيعي «شيء ما غير صحيح، أشعر أن طاقتي تُمتص» هلعت لكنها لم تظهر ذلك وواصلت المجاهدة في الإستمرار، نظرت لمن حولها وقد كان الجميع تظهر عليهم علامات الفزع.

أصوات اللهاث باتت مرتفعة «فارلا ناوليني السيطرة» صرخت منرفا لتلبي الأخرى طلبها وإنطلقت منرفا بسرعتها الخام.

متجاوزة الجميع، لمحت خط النهاية وإبتسمت لأن لا أحد أمامها، تفاجأت بأن الطالب الجديد يقف مستندا على عمود الإنارة يتظر للمتسابقين نظرة فارغة.

عندما تجاوزت الخط، وقفت في الجهة الأخرى مقابلة له «فارلا لست مرتاحة لهذا الشخص!» أخبرت لبؤتها لتصرخ الأخرى «ناوليني السيطرة للحظة أظن أني أرى شيئا» لمعت عيون منرفا المتضادة باللون الأصفر الذهبي وهي تنظر نحو ذلك المتملق الهادئ «هو من كان يمتص طاقتنا، أترين تلك الطاقات في الأرض التي تتصل بقدمه!» بلعت منرفا ريقها و قالت «يمتصها من الأرض مباشرة!» أومئت لها الأخرى «أجل، لكن عند وقوفنا خارج المضمار إستعدت طاقتي، أي أنه يمتص طاقة مجال معين!» همهمت الأخرى ولا زالت حذرة، فالغموض لم يزل حول هذا الشاب.

بعد مرور الجميع لخط النهاية، إلتفوا حول المدرب الذي يبدو مصفرا "لقد تم تحطيم رقم قياسي، فقد قطع صديقنا الجديد المضمار في زمن قدره 0.000001 ثانية، هنيئا له!" وإلتفت مغادرا بينما يفك أزرار قميصه العلوية بدا أنه على وشك الإختناق.

كما أن لا علم له بخصوص الطاقات المسلوبة!

Menerva:

عدنا لغرفة تغيير الملابس إرتديت تنورتي وسترتي والجوارب الطويلة، وسارعت بالخروج دون إنتظار لــِيا فعلي ملاقات الشاب بلا إسم، والحديث معه، أمره لا يعجبني، ولا يمكنني الصمت عن شيء لا يعجبني.

الوقت الآن موعد الغداء لذا فالجميع في الكافيتيريا، سارعت قبل أن يبدأ الزحام ويصعب علي إيجاده خاصة أنه بلا هالة ورائحة، ولا يصدر صوتا عند تحركه.

جلت بعيناي بحثا عنه، وقع نظري عنه يحمل صينية في يده وعلبة عصير في اليد الأخرى ويتخذ من طاولة عشوائية فارغة دون الطاولات الأخرى مجلسا له، حملت صينيتي وسارعت نحوه، وضعتها فوق الطاولة الخضراء وسحبت الكرسي وجلست أنظر له وأبتسم، رغم أنني احترق من الغضب الغير مبرر.

-ماذا تكون؟

-كل شيء!

-من أنت؟

-لا أحد تحديدا!

شتمت داخليا عن إجاباته الساخرة كيف يكون كل شيء ولا أحد بذات الوقت "أأنت قادم من مصحة ما؟" سخرت بحدة "ربما الأمر كذلك!" ضربت رأسي بالطاولة، إستوقف تذمري أصوات كثيرة وقريبة من خلفي، رفعت رأسي.

اوه لا.

نظرت لموقع الطاولة وقد كانت بجانب النافذة الثالثة على اليسار، أوه تبا.

نسيت أن هذه الطاول لليكان تبا تبا تبا!

"هاي أنت فلنغادر!" وقفت اتوجه إليه أسحبه من يده، بينما أبعث بإبتسامات متوترة لمجموعة الشباب والفتيات من السنة الثالثة "خطأ تقني نعتذر نسيت انها طاولتكم!" رفع نظره لي وهو يمضغ قطعة الخبز بهدوء مستغرقا كل وقته في مضغها، بدأ يستفزني.

"لن أنهض!" صدمت لوهلة وتجمدت إبتسامتي قلت من بين شفتي "هذا ليس وقت عنادك، فلتنهض، سنجد لنا طاولة أخرى!" بلع قطعة الخبز بشكل مستفز، نظرت لتلك المجموعة التي تقتلنا في عقلها الآن.

"وما الخطب في هذه؟" أود صفعه بشدة، بدأ الهواء يثقل من حولي، أوه لا! هم ينقلون رسائل مهددة لنا عبر هالاتهم المخيفة.

"هي ليست لنا!" أجبته بينما أشده من مرفقه مجددا أحاول جعله يقف "لا أرى إسم أحد عليها!" كنت سأجيب لكن شخص مفتول العضلات شبيه الغوريلات في حجمه وملامحه، هو ليس ليكانا، الليكان وسيمون، بل هو عملاق بشع، يستخدمه الليكان لصالحهم، فمثلا هم يختلقون المشاكل لكن هو من يعاقب!

"إنهض وإلا ألصقت وجهك بصحنك العفن!" إستمر الغريب بتناول طعامه بكل أريحية وهدوء "إجلسي!" أمرني وقد توسعت عيناي بدهشة "لا يمكنني إرفع رأسك وأنظر لعلك تدرك حجم المشكلة التي نحن بها!" صرخت بصوت هامس، لكنه بسرعة سحبني من يدي وأجلسني بجانبه مما جعل صينيتي تسكب بعض الحساء وتستقر فوق الطاولة.

بلعت ريقي لكنه أخد الملعقة وبدأ في إطعامي كالأطفال "ليس عليكِ الخوف من الكلاب يا هرة!" زمجرات مرتفعة صدرت من تلك المجموعة لتتقدم شابة تتمايل بإغراء، تحركت شفتيها المزموتتين تهدد الجالس بجانبي "إنهض وإلا دقيت عنقك!" نظر في عينيها بتحدي "لا!" لم تفتح فمها وصوت قَدِمَ من الخلف "ما الذي يجري هنا؟!"

أشعر أنني سأبلل سروالي، فها هو زعيم العصابة ينظر لنا بحاجب مرفوع، كم هو وسيييييم! أنا معجبة به بالمناسبة!

أخرجت الملعقة من فمي وإنتصبت واقفة "سنغادر، شكرا على إستضافتنا!" بدل ما أكون أسحبه لنخرج عاود إجلاسي على المقعد، ليزيد توتري، ما الذي يريد إثباته هذا الوغد، نظرت له بإلحاح.

"لقد جلس على طاولتنا، ونعتنا بالكلاب!" إشتكت تلك المثيرة، ليهمهم رئيسهم وينخفض لمستوانا، إخترق عطره أنفي، وقد كدت أطلق خرخرة مستمتعة، لولا كبرياء فارلا!

"من أنت؟" سأله لينظر له الآخر بتعالي مماثل "ليس من شأنك!" إنطلقت قهقهة من الخلف، وقد إبتسم الليكان بسخرية "أين هالتك؟" إبتسم الغريب بإستمتاع "أتريدها؟" أومئ له الآخر.

إختنقت من قوة الهالة الصادرة بجانبي، وقد ظهرت نفس علامة التعجب على القائد من خلال تصلب ملامحه، المشكلة أن الهالة يزيد ضغطها كل ثانية "هي لا تنتهي!" صرخت إحدى الفتيات، لتزيد إبتسامة أزرق العينين "ما رأيك بنزال؟" طرح الليكان "على أساس ماذا؟" سأل الآخر ويبدوا أنه مستمتع "الذي يفوز يحتفظ بالطاولة!".

-أمتنع إذا!

-ما الذي تريده؟

-الأكاديمية بأكملها!

صمت حل على الكافيتيريا، فالجميع يراقب هذه المحادثة من أولها بالمناسبة!

-لك ذلك لكن بشرط!

-على حد علمي أنا من يضع الشروط!

-لكنكَ من إقتحمت أكاديميتنا، أيها الغريب!

-وأنتَ من قدمت إلي أيها الكلب!

زمجر في وجهه وقال بصوت ليس ملكه، وقد إسودت عيناه، ذئبه حاضر "بما أنك تريد الأكاديمية، فعليك قتال كل من فيها، لتثبت إستحقاقيتك!" تقوس ظهري بفعل الهالة القوية الصادرة منه، تدفقها يزداد بلا توقف!

-لا بأس!

علت قهقهات وتعليقات ساخرة مثل: "حتى لو كان إمبراطورا يستحيل عليه هزيمة كل هذا العدد!"

-لكن إن فزنا، ستغادر الأكاديمية!

-لا مانع!

"أنتَ واللبؤة ضد ألفي وسبعمئة متحول ومتحولة، أول مرة في تاريخ الأكاديمية سيكون ممتعا!" إبتعد الليكان بمجموعته صارخا بكل من في الكافيتيريا "إجمعوا طلاب هذه الأكاديمية، سنخوض نزالا ضد بشري ذي هالة مرعبة!"  قهقهات عالية دوت في المكان بينما هو إستمر في الأكل.

"لقد أقحمتني بأمر لا يعنيني!" قلت بتذمر فلم أتوقع أن أكون بصفه أو أن أقاتل حتى "بلمحة بصر أصبح جميع من في الأكاديمية عدوي!" صرخت بقلة حيلة وتذمر "ألم تريدي التحدث إلي؟" نظرت له بسخط أريد ضربه بشدة "أردت التحدث لا القتال مع الأكاديمية من أجل الأكاديمية، سخيف!" أنزلت رأسي على الطاولة، سأموت في عز شبابي تبا لك!

"ليس عليكِ القتال، سأقتلهم بمفردي!" نية قتل صدرت منه "توقف توقف، أنت ستنازلهم، لا قتل بالموضوع، ولا حتى إصابة، عليك فقط إثبات أنك قوي!" نظر لي بعيون باردة تشعرك أنها تسترق النظر لروحك، قشعرت لثانية "أتشكين بي؟" نفيت له "لم أقصد، أعلم أنك قوي، أقوى مخلوق عرفته في حياتي، لكن لا يمكنني نكران أنني خائفة على الآخرين منك، وخائفة عليك منهم ومن نفسك!" صدرت منه قهقهة وهو ينظر لي.

صمتتُ وفتح فمي بدهشة، هو يضحك! يستطيع الضحك! وضحكته أجمل ما سمعت أذناي! وما أبصرت عيناي مبسما كهذا في حياتي!

وقعت عيناه علي ولم يكن ينظر ببرود، فقد شعت زرقاواه ببعض اللمعان الخافت "لم تمض أربع ساعات منذ عرفتني، أو رأيتني فأنت لا تعرفينني، لكنك خائفة علي، مضحك جدا!" إستمر بالضحك الهستيري بينما أنظر له بشرود، لم أعرف أنه وسيم!

"لكنني تحدثتُ إليك، أي أننا أصدقاء!" أنفجر ضاحكا مجددا مما جعل الحرارة تصعد إلى وجهي، الأمر يشعرني أنني مهرج يلعب بالكرات ويلقي النكات السخيفة.

"ما المضحك بالأمر؟" سألته بينما أمضغ لقمة الخبز، نسيت أني جائعة!

"ما الذي تعنيه الصداقة بالنسبة لكِ؟" توقف عن الضحك وسألني بهدوء، لم أجب بسرعة فقد بقيت أفكر، صدقا ما هي الصداقة؟

-لا أعلم، إكتساب صداقات مختلفة هو أمر يجعلني سعيدة، أحب التحدث مع الآخرين، هي مميزة مقارنة بالروابط الأخرى، كالرفيق والأخوة، يمكنك أن تكون صديق الجميع دون إستثناء، على عكسهما، أن تصادق أشياءك ونفسك، عائلتك رفيقك، أليست جميلة الصداقة؟

-ومن الأجمل أن ينفرد الشخص بنفسه!

-إذا كنت وحيدا، فهذا يعني أنه لا وجود لك!

-أنا أعرف مقولة أنا أفكر إذا أنا موجود!

-بالنسبة لي علاقاتك مع المجتمع هي التي تحدد وجودك! على سبيل المثال إن توفيت وأنت وحيد، من سيذكرك؟ من سيحضر جنازتك؟ على عكس لو كونت صداقات، سيحزنون لأجلك، ويتذكرونك!

-ما الفائدة من البقاء في دائرة تعج بالناس فقط لأجل أن يتذكروك؟ ولا تعرفهم فقط تتبادل معهم كلمة صباح الخير!

-لا طبعا! أن تكون صديقا لأحدهم، هو أن تكون قادرا على مشاركته ايامك، مشاعرك، أفكارك، وحياتك!

-أليس هذا ما يخص الرفيق؟

-لا، الرفيق هو شخص من إختيار الأباطرة، تكون مجبورا على مشاركته حياتك، أما الصديق فأنت تختاره، بما يناسبك، معتقداتك، وروحك!

-لم تقنعيني!

-سأفعل في المرة القادمة!

-من قال أنه هناك مرة قادمة؟

-صداقتنا!

-هراء!

نهض بصينيته لكنها إختفت من بين يديه، تجاهل الأمر مكملا سيره يخرج إلى الساحة الأمامية.

تجاهلته وواصلت تناول طعامي، لقد شغلني بالحديث وها هو بارد الآن، تبا!

إختفت صينيتي أيضا، تجاوزت الحشود أبحث عن لـِيا، أغفل عنها لثانية فتختفي، تجاهلت النظرات المسلطة علي من قبل الآخرين، أنا حديث الساعة الآن.

علي الإتصال بعائلتي وتوديعهم، فنهايتي ستكون بعد خمس دقائق، رغم أنني أثق بذلك المغفل وقوته، ولكن لا يمكنني نكران أن طلاب الأكاديمية أقوياء أيضا وماكرون، يمكنهم مفاجأتي بضربة قاضية من الخلف!

زفرت بحدة أتوجه لمبنى الغرف، سأحبس نفسي في غرفتي، لا دخل لي بالنهاية!

مشيت في ذلك الرواق أجر قدميّ من التعب، لا أعلم لما أنا مرهقة، أخرجت المفتاح وضعته في القفل، أصدر صوتا  دلالة على فتحه، رميت حقيبتي على السرير البني بعشوائية، ودخلت كي أستحم، المياه الساخنة وهي تصطدم بجسدي جعلت عضلاتي تسترخي نوعا ما!

خرجت بعد فترة من الوقت، أوه وها هي ذي الجنية المرشدة تنتظرني "منرفا النزال سيبدأ بعد فترة، ويطلب حضورك إلى جانب الشاب المستجد!" مشيت للخزانة أستخرج البدلة الرياضية، سأعلن إستسلامي فور بدأ النزال!

نزلت معها بينما ندردش كالعادة، أنا وهي لا نلتقي كثيرا لذا فقد إشتقت إليها!

وصلت للساحة الأمامية للأكاديمية وقد إختفت الجنية تلقائيا، تجمهر جميع الطلاب أمام البوابة البنفسجية يدخلونها واحدا تلو الآخر، هم جادون لهذه الدرجة؟

وصلنا للبعد الآخر، ميزولا الأرض الخضراء!

لا شيء يوجد في هذا المكان سوى العشب الأخضر والشمس!

مَيَّزْته من بين الحشود بوقفته المغرورة ينظر لكل شيء بإستصغار، توجهت نحوه أعلمه بخطتي "سأستسلم فور بداية النزال!" أمال رأسه نحوي يلتهمني بزرقاوتيه، حدقت به بإصرار أجاب "لن تلحقي!" لم أفهم فقد نظر لنا الحشود وهم يزمجرون، جهزت يدي كي أرفعه كي أستسلم.

صفارة قوية، رفعت يدي صارخة بالشيء الذي أريد قوله، مغمضة عيني من كل هذا الضغط الهائل للهالات المختلفة.

-أنا أستسلم!

♧︎︎︎
♧︎︎︎
♧︎︎︎
♧︎︎︎
🥀
♧︎︎︎
♧︎︎︎
♧︎︎︎
♧︎︎︎

مرحبا~

عدت إليكم ببارت آخر وهو عبارة عن فلاش باك، للعجوز منرفا، سيكون أطول فلاش باك عرفته الروايات  (ᗒᗩᗕ)

تداخلت القصص في بعضها، صبرا فقط لتفهموا القصة!

الطالب المستجد~

منرفا المراهقة~

الأكاديمية القديمة~

مجموعة الليكان~

القتال~

أراكم قريبا~

شكرا على التصويتات والتعليقات اللطيفة~♡~

Tamara Manar Mzd🥀💫

Continue Reading

You'll Also Like

1.6K 445 26
انت لا تصنع المعجزات .. انت في حد ذاتك معجزة | | برزخية الاحوال و الميتافيزيقيا أشياء مستحيلة الوصول و الادراك ، و ان اخترت الاعتياد على حقيقة التغير...
233K 20.6K 98
عامان كاملان لم يعشهما غيره! حبيبة رقيقة لا يعرفها احد سواه! قالوا له هلوسات ولكن هل للهلوسة ان تترك في يده مايراه الجميع؟! قصة تدور بين الواقع وال...
603K 14.1K 34
من يقول إن النور لاغاب رجع ؟ ومن منّا يضمن مشاوير الطريق ! وحتى الصياد لو قضى ليله سّهر يجمع بين شبّك ومغارات الموج عودّ التيّار ولا رجع وخيب آماله و...
323K 26.1K 71
التزمتُ بكلّ القواعد كدمية معلقة بخيوطٍ يحرّكها الجميع كما يريدون... لم أجرؤ على تخطي الحدود المرسومة لي يوماً... اعتدتُ دوماً أن أكون لطيفة... ول...