Dr.Hwang | الطَبِيبْ هوانغ

By candyskz

401K 22.9K 72.4K

يَبحَث الفَتى الاستُرالي عَن جامِعة وَ عَمَل بَعد ان تَم طَردُه بالكَثير مِن المَرات. يُساعِدُه صَديقَه هان و... More

تَعريفْ
Part. 1
Part. 2
Part. 3
Part.4
Part.5
Part.6
Part.7
Part, 8
Part.9
Part.10
Part.11
Part.12
Part.13
Part.14
Part.15
Part.16
Part. 17
Part.18
𝑃𝑎𝑟𝑡.19
Part.20
𝙋𝙖𝙧𝙩.21
Part.22
Part.23
Part. 24
Part.25
Part.26
Part.27
Part.28
Part.29
Part.31
Part.32
Part. 33
Part. 34
Part.35
Part.36
Part.37
Part.38
Part.39

Part.30

9.7K 540 1.4K
By candyskz

⟱☟⟱

⚡︎𝑑𝑒𝑗𝑎 𝑣𝑢 ⚡︎

و يَسأل نَفسَه: لماذا يحبُّه رَغمَ اعترافه بأن هواهم محال .. مُحال ؟
ورَغمَ اعْتِرَافِه بِأَنَّه وَهُمُ وأنه صُبح سَرِيعُ الزوال ورغم اعترافه بأنه طيف وأنه في الحُب بعضُ الخَيال ورغم اعترافه بأنه حُلم

يُطارَد بِه وليسَ حِلم يُطال، لِما إذا كانَ شيئًا بعيد المنال -؟-

هاجِس » أفكار ثابِتة تَتَسلَط على النَفس وَ تَجعَل الإرادة عاجِزة عَن مُقاوَمتها، مِثل قَلق فِكري او وَسواس لَعين، هَلوَسة القَلق بِشَأن ابسَط الاشياء، الا يَقولونَ كانَ ضَحية هواجِسَه؟

لَقد صَدقوا بِأنَّهُ ضَحية حَقاً، ضَحية ذُكرَياتِه وَ عَدَم نِسيان الماضي، إنَّهُ مِثل نَدبة لا هيَ زائِلة ولا هيَ راضية انْ تُشفى وَ عِندَما تُحضِر لها دَواءاً تَبدأ بِجَعلَك تَتَلوى مِن الالَم، تَرتَطِم جَميع المَشاعِر بِداخلَ المَرء ثُمَ يتوَقَف عن البَحث عن حَلول اُخرى. 

يَرفُض ان يَعود لِلوراء فَيبكي، وَ يَخاف ان يَتقَدم فَيتألم اكثَر، عالِق في المنتَصَف، فَـ يَدع كُل شَيئاً في صَدِره خامِداً، مِثل سَيف عالِق في حُنجرتَه لَكِّنَه يَدَعي انَهُ بِخَير.

وَقَف أمامَ صَدِيقَه عاجِزاً عَن الكلام، فَفَي رَأسِه الصَغير ذَلِك كانَت حالات الطَوارِئ وَ زمامير الانِذار مُضائَه، داخِلَه عِبارة عَن فَوضة عارِمة !

جَفِلت عَيناه مُحاوِلاً تَبرير ما تَفوَه بِه قَبل قَليل :
" مَهلاً، هان انا لَم أقصِد ذَلِك! "

" لا أعلَم مالذي دَهاك، لَكِن ما تَفعلَه ليسَ صَحيحاً "

وَبَخه هان فَنظَر لَهُ بِخَيبة يُغَمغم :
" ليسَ وَ كَأنني اتلاعَب بِه .. "

رَفع الآخر حاجِبَيه ليَقول بِأنفِعال :
" بَلى، أنتَ تَبدو كَذلِك فيلكس ! "

" هان !! "

" تارة تُقَبِله ثُمَ تُريد الهَرَب وَ تارة تَنام مَعه ثُمَ تَرفُضَه! "

فَتَح فاهَهَ أثَر صَدمَته وَ لقد كانَ عاجِزاً تَماماً. كَيف لِصَديقَه ان يَقِف ضِدَه في مَوقِف كَهذا؟ لَقد وَجد ذَلِك غَير عادِلاً، كُلاهُما يَقِفان ضِدَه وَ لَم يَسألَه احَدُهِم لِما!

اكتَفى بِأن يَصمُت فَ هَز بِرَأسَه و اكمَل مَزج خَلطة الكوكيز مَعاً بِقَهَر، مِما جَعل هان يُدرِك ان كلامَهُ كانَ غَير لَبِقاً مَع طِفلَه. تَنهَد يُهَدِء مِن رَوعَه ثُمَ صَمت لِوَهلة قَبل ان يَقول بِعُتاب :

" فيلكس، أنا اعلَم ما مَريت بِه وَ اعلَم انَّهُ لَم يَكُن بِهَين ابداً، لَكِن صَدقني، هيونجين لَيسَ ناكيوم بَل هوَ عَكسه تماماً، إن كُنت لا تَثَق بي، فَثِق بي هَذِه المَرة "

اهتَزَت شَفتَيه وَ لَم يُريد آن يَتحَدث فَأكمَل تَعنيف الخَليط بالوَعاء مُنزِلاً رَأسَه، أما هان كانَ يَنظُر لَهُ بِأسى وَ لَم يُريد الضَغط عَليه لِذا حاوَل ان يَنصحَه بِلُطف :

" فيلكس، أعطِي نَفسَك فُرصة وَ اعطِه فُرصة، كُلاكُما ضَحايا حُب كان كاذِب، عالِجوا انفُسَكُم بِبَعضِكُم البَعض "

لَم يُجيبَه المِعني بَل استَمر بِأنشَغالَه او لِنقل انهُ يتَصنع ذَلك. تَنهَد ثُمَ وَقَف يَنظُر لِقَصير القامة، لَقد شَعَر بالذنب نَوعاً ما لَكِن مَع ذَلك لازال يَرى ان ما يَفعلَه فيلكس خاطِئاً.

أبقى أنظارَه عَليه و عِندَما لَم يَجِد رَد اراد ان يَدَعه وَ شَأنِه، استَدار حامِلاً نَفسِهِ و خَرَج مِن المَطبَخ في جَميع الاحوال كانَ يَتوجَب عَليه الذَهاب كونَ لينو ارادَ الخُروج مَعَه لِلذهاب في مَوعِد صَغير.

ارتَدى مَعطفَه و ارادَ الخُروج مِن المَنزِل بالفِعِل لَكِنه تَذكَر أنَّهُ نَسيَ مفاتِيحَه لِذا عاوَد إغلاقَ باب المَنزِل و عادَ ادراجِهِ، التَقط المَفاتيح مِن الصالة ثُمَ التَفت ناوِياً الذَهاب.

لَم يَعُد يُسمَع بالمَنزِل سِوى صَوت تَعنيف فيلكس للوِعاء الذي بيَدَه وَ صَوتَه المُهتَز الذي خَرَج بِحِنق مُعاتِباً : " ألا يُدرِك احَد أنني أنا هوَ المُتأذي بِهَذِه العلاقة؟ "

" أحَقاً لَم يُدرِك واحِداً مِنهُم تِلكَ الهالة المُقَزِزة بَيني وَ بينَ والِدتَه ؟! بالطَبع لا ، هُم يُدرِكون أخطائِي فَقَط ! "

" تِلكَ العَجوز الشَمطاء، سَيدة مِلعَقة، والِدتَه التي قابَلتها اليَوم هيَ ذاتَ السَيدة التي ارسَلت لَعين إلى مَنزلي يُهَددني بِالابتِعاد عَن أبنها "

" أبَنها الذي كُل قِطعة بِداخلي هيَ مِنهُ، ذَلِك الذي احبَبَتُه وَ تَمنيت ان يَنتهي الطَريق بِه مُقَفلاً، تُهَددني للابتِعاد عَنهُ "

لِما؟ لِأنهُ رَجُل مُحتَرَم وَ لَه شَأن كَبير بالمُجتَمع، و بالطَبع اعتَقدت انني اركُض خَلف ثَروَته اللعينة "

" رائع! رائِع اليسَ كَذلك!؟ "

وَضَع الوِعاءَ بِغَضَب على المِنضدة و رَمى المِلعقة بِجانِبَه لِيتناثَر الخَليط بِكُل مَكان. فَرد ذراعَيه امامَه يَتكأ عَليها و انزَل رَأسَه لِيَبدأ جَسدَه النَحيل بالاهتِزاز.

" لِما قَلبي يؤلِمني هَكذا؟... "

انهار هَذا الشَاب الصَغير، لقد وَلِد دونَ حَظ، مُتامَسك هوَ  ليسَ مِن النَوع الذي يَنهار بُسرعة لَكِن الاشياء التي حَدثَت مَعه في آخر فَترة كانَت كَثيرة، خاصَةً ما حَدَث مَعه بَعد عَودتَه مِن كَندا :

عادَ الى مَنزِلَه الدافِئ وَ لَقد كانَ سَعيداً، الفَراشات الوَهمية تَتطاير أمامَه بِشُكل لامِع لَكِنها تَحولت الى غُربَان سَوداء فَور ان صاحَ جَرس المَنزِل.

اعتَقد انهُ رُبما هيونجين نَسيَ شَيئاً فَفَتح الباب دونَ تَفكير لَكِنه تَفاجأ بِرَجُل ذو لِباس اسوَد و جَسد كَبير، شَعرَ بالقَلق مِن ان يَكون مُتَسوِل و كادَ ان يُغلِق الباب

في ذاتَ اللحظة مَد الرَجُل نَحوَه هاتِف اسوَد قَديم، قَطَب حاجِبَيه و بِتَرُدد مَد يَده ليّأخُذ الهاتِف و يَضعه على اذنَه بَينما عَيناهُ المُهتَزة مُتعلقة على غَريب الاطوار الذي يَقِف أمامَه

امالَ رَأسَه بِرَيبة قائِلاً بِصَوت مُتسائِل :
" مَرحباً؟ .. "

" اوو~ مَرحباً أيُها الغَريب "

قَطَب حاجِبَيه بِغرابة لِذَلك الصَوت الانثوي المَخَدوش وَ انتظَر لِتُكمِل: " كَيف حالَك؟ اه دَعني اُجيب عَنك بالطَبع بِخَير و أبني الغَبي يُهدِر مَالَه عَليك "

" عُذرَاً؟ "

قَهقهت بَعد سؤالَه لِتَقول بِصَوت غَليظ : " سَوف اختَصِر، مِن الافضَل ان تَبتَعِد عَنهُ، الرَجُل الذي أمامَك مَعهُ ظَرف و هَدية اُخرى جَميلة اختار ما بَينهُم "

اغلَقت الخَط بِوَجهه لُيعيد رَأسَه للخَلف بِعَدَم استيعاب وَ يُبعد الهاتِف عَن اذنَه، تَحرَك الرَجِل ليُخرِج مِن جَيبَ سترتَه ظَرف و مَده نَحو فيلكس.

سَأل المِعني بِاكتِفاء مِن صَمت الرَجُل : " ماهذا؟ "

قالَ بِصوت مُتَضخِم : " افتَحَه "

قَلَّب فيلكس عَيناه و التَقط الظَرف ليُقَلِبَه بِينَ يَداه وَ فور ان استَوعَب ان بِداخِلَه مال رَماه على الصَدر الرَجُل وَ هَدر بِه : " هَل تَمزَح مَعي؟! "

بَقيَ الرَجِل صامِت لَكِنه ابعَد سِترَته ليَظهر على جانِب خُصرَه مُسَدس، انزَل فيلكس ناظرَيه ثُمَ اعادَهُم لَه ليَقول بِتَهجُم : " هَل تُهَددني بِه؟ "

رَد الرَجُل بِبَساطة : " أنا اُحَذرِك فَقط "

شَخر فيلكس بِعَدَم تَصديق: " ضَع تَحذيرك بِمُؤخَرِتك "

صَفَع الباب بِوَجهه وَ هَروَل الى الصالة، انحَنى فَوق الطاوِلة و التَقط هاتِفَه بِأيدي تَرتَجِف يُحاوِل وجود ذَلِك الاسم. ضَغط عَليه ليَضع الهاتِف على اذنَه و لَم يَسمَع سِوى صوت طَرقات قَلبَه

ثَواني كانَت بالنِسبة لَه آخِر دقائِق مِن عُمرَه. فَور ان فُتِح الخَط قالَ بِلَهفة وَ فَزَع : " هيونجين!؟ "

اتاهُ صَوت مُتسائِل : - فيلكس؟ -

صَمت يَبتلع لُعابَه وَ لَم يُجيب مِما اثار رَيبة هيونجين:
- هَل انتَ بِخَير؟ -

نَظَر المِعني أمامَه بِضَياع قَبل ان يَقول بِصَوت مُزَيف :
" آه اجَل ماذا عَنك؟ "

عَكف المِعني حاجِبَيه بِشَك لِيُجيب :
- بِخَير .. -

" هَل وَصلت الى المَنزِل؟ "

- لا، لازِلت على الطَريق -

بَدأ بِقَضم اظافِرَه و حَرك حَدقتَيه بِعَجلة في الفَراغ، اخذَ ثواني قَبل ان يَسأل بِتَرُدد: " هَل .. تَستطيع أن تَبقى مَعي الى ان تَصِل؟"

- بالطَبع، هَل يُخيفك شيئ؟ -.

وَ مِنذ ذَلِك اليَوم و فيلكس يُحاوِل الابتِعاد عَن هيونجين، يَحوم حَولَه، يَطمَئِن على احوالَه لَكِن مَن بَعيد و لِحُسن حَظه انَّ هيونجين يَتجاهلَه اصلاً وَ لَم يَعُد يَأتي الَيه او يَخرُج مَعه.

لَكِن يَبدو انَّ حَظَه لَن يُحالِفَه طَويلاً او رُبما سَوف تَأتي ضَربة تَجعلَه اكثَر البَشر حُظوظاً، رُبما ذَلِكَ لِأنَّ لَديه ناسَ تُحبَه بِصدق وَ تُريد مُساعدتَه وَ حِمايتَه ايضَاً.

« 📞 «

" لينو؟ أنا اسِف لَن استَطيع القُدوم، لَقد طَرَق امر مُهم عَلّي حَلَّه "


⚡︎    ☘︎    ⚡︎


  𝐻𝑦𝑢𝑛𝑗𝑖𝑛

كُنت اقود في طَريقي لِلعَودة إلى المَنزِل لَكِن اتاني اتِصال عاجِل، لِذا دَوَّرت وَ عُدت أدراجي في طَريقي الَيه. صَوتَه لَم يَكُن مثل طَبيعَتَه مَرِح بَل كانَ نَوعاً ما مُذَبذب.

بَدا وَ كَأنَّه مُتَحير بالاتِصال بي، أعني استَطعت فِهم مُنذ ان قالَ "أنا أسِف على ازِعاجَك لَكِنني بِحاجة للتَحدُث مَعك في مَوضوع هام"

لا بُد انَّ فيلكس افتَعَل مُصيبة مُجَدداً. زَفرت أنفاسي بِثقلَ بَعد ان رَكنت سيارَتي جانِباً، دَعكت عَيناي بِخُمول قَبل ان التَقط هاتِفي وَ مَحفظتي ثُمَ نَزلت

اغلَقت الباب وَ حَشرت قَميصي داخِل بِنطالي اُرَتب ملابسي وَ اُتَمتم : " لِنَرى ما المُصيبة هَذِه المَرة "

بَحثت بِعَيناي عَن المَقهى وَ لَقد كانَ أمامي على الطَرف الآخر. جَرَّيت أقدامي الى التَقاطِع الآخر وَ مِن هُنا بَدأ الناس بِالتَعرُف عَلي وَ إلقاء التَحية، - لَطيفين -

دَخَلت المَقهى ابحَث بِعَيناي عَن طاوِلَتَه وَ لَقد وَجدتَه. مَشيت بِاتِجاهَهَ وَ فَور ان وَصلت وَقف لِيَنحني لي لَكِنني اشَرُت لَه بِيَدي ان يَجلِس : " اجلِس "

سَحبت كُرسي وَ اخذت مَجلِساً امامَه، و هو هَز بِرَأسَه وَ قالَ بِاحتِرام مِثل عادتَه التي اُحبِها : " شُكراً لِقُدومَك "

ابتَسمت بِخفة وَ امعَنت النَظر فِي ملامِحَه، استَطعت رؤية القَلق وَ الغَلبة على وَجهَهَ، نَويت التَحدُث الَيه لَكِن قاطَعني النادِل حَيث وَقف بِجانبي يَنتَظر طَلبي.

نَظرت الَيه وَ قُلت بِهُدوء: " قَهوة مُثَلجة "

اومأ لي بِابتِسامة فَأعدت نَظري الى القابِع امامي وَ سَألتَه بِذات النَبرة : " إذاً، ارَدت التَحدُث الي؟ "

قَضَم شفتَه السِفلية مِن الداخِل ثُمَ نَظَر لي بِملامِح مُتهَكِمة، لا اقُل انني لَست مُستغرِباً هالَته لَكِني انتَظِر ان يُخرِج ما بِداخلَه. هيَ ثانية فَقط حَتى بَصق كلامَه بِوَجهي  :

" فيلكس يُحِبَك .. "

حَسناً، كانَ ذَلِكَ مُفاجِئاً. انظِر داخِل عَيناه وَ يَبدو انَّهُ يَعنيها حَقاً، لَكِن لا اعلَم لِما لِوَهلة داهَمني شُعور الشَك، شُعور بِأنَّه يَفعل ذلك فَقط لِكَي اُعيدَه الى شَقتَه.

اكتَفيت بالنَظر داخِل عَيناه ليَزفُر هوَ بِإحِباط وَ يَقول مِن تِلقاء نَفسَه : " اعلَم انكَ لازِلت لا تَثَق بي، لَكِن صَدقني انا لا اكذِب عَليك "

صَغرت عَيناي اُمعِن النَظَر فِي أمرَه فِي حِين كانَ هوَ يُحرِك حَدقتيه على عَيناي بِكُثرة، عُدت بِظهري للخلف أسأله بِصَوت ساكِن تَماماً : "ما السَبب الذي يَجعلني اُصدَقك؟ "

ارتَبك وَ حرَك شَفتَيه بِصَمت قَبل ان يُغلِق عَيناه وَ يُخرِج كلامَه قَسراً : " والِدتَك - اقصِد السَيدة هوانغ "

تَشكلت بينَ حاجِبيّ عِقدة تِلقائياً وَ تهجَمت نَبرة صَوتي :
" مالذي تَهذي بِه؟ "

فَرد يَداه على الطاوِلة يُشير لي بِأن اهدَء وَ قالَ بِصَوتٍ مُنخَفض: "مَهلاً، هيونجين عَليكَ ان تَكون هادِء لِكي تَفهمني "

هَل هوَ مَجنون؟ كَيف يُريدني أن اهدَأ؟! علاوة على ذَلِك ما دَخل فيلكس وَ مَشاعِرَه بِوالَدتي؟ حَملَقت بِه وَ اشَرت لَه بِرَأسي بِأن يُكمِل وَ هوَ بَلل شَفتَيه يَسألني :

" اتَذكُر ماحَدَث في اوَل علاقتَك مع السَيدة يونا؟ "

سَألَني وَ أنا أومأت بِأجَل بِغرابة، لازِلت لا افهَم ما الرابِط لَكنني استَمعت الَيه بِتَركيز عِندَما تَحدث بِجَدية تامة: " مُنذُ فَترة حَدَث شَيئ مَع فيلكس وَ لم استَطيع فِهم كُل شَيئ مِنهُ "

صَمت قَليلاً لِيُكمِل بِتَفكير : " لَكِن ما استَكشفتَه هوَ انَّ والِدتَك ارسَلت احَدهُم لِكي يُهَدد فيلكس بالابتِعاد عَنك، كَما حَدَث سابِقاً "

رَمى كلامَه في وَجهي بِهَمس وَ انا لَم اعُد استوَعِب اي شَيئ مِما قالَه، تِلقائياً اندَفع جَسدي إلى الأمام بِـ غَلَيَّان : " ماذا؟! "

أومأ بِأسَف وَ اكمَل بِصَوت مُنخَفِض :
" لِهَذا هوَ لا يعتَرف وَ يتهَرَب مِنك "

سَألت بِضيق : " هَل اخبَرَك مَتى حَدث ذَلِك ؟ "

خَدَش حاجِبَه لِيَسرد لي وَ يُشير بيَده بِعَشوائية على الطاوِلة : " حَسناً ... هوَ لَم يُخبِرني ولا يَبدو انَّهُ يّنوي عَلى ذَلِكَ لَكِنني سَمعته يُحادِث نَفسَه اليَوم بَعدما تَشاجرنا "

ادَرت رَأسي وَ لَقد كُنت مُمتَلئ وَ مُكتَفي بالفِعِل، لَقد طَفح كَيلي، اجتاحَت جَسدي رَغبة بِأن اقلِب المَكان رَأساً على عُقب وَ أن اُفرِغ جامَ غَضبي بِأي شَيئ يَأتي أمامي.

- هَل هذا ديجافو؟-

أنَّهُ كَذَلِك... ذاتَ الافكار وَ ذاتَ الشَخص الذي اخبَرني في تِلك المَرة وَ ذاتَ المَكان أيضَاً إنَّما الشَخص الذي تَدور القِصة حَولَه مُختَلِف مِثلَ مَشاعِري تَماماً

في هَذِه المَرة اشعُر بِأنَّني اكثَر مَسؤولية و إنني اُريد حِمايَتَه بِكُل ما املِك، لَسْت أَدرِي كَيْف أَصبَحت عالقًا بِه إِلى هذَا اَلحَد ، ثَمَّة شَيْء يُشْبِه الأغْلال لَكنَّه يُقيِّد قَلبِي

كَيف يُغَادِر من كان مَسجُوناً وِحدتَه؟ كَيْف أُصبْتَ بِه وَأنَا اَلفَطِن الحذر؟ والْمصاب بِه كَيف يُشفى؟ لَست أَدرِي على أيِّ رف وَ في اي زاوية تَركَت اِنْتباهي فِي ذلك اليَوم اَلتِي اِقْتحَمَ فِيهَا حَياتِي !

ونشر كُلَّ هذَا الدَّمَار، قد كُنت أَتجَنب المحَبَّة طَوَال حَياتِي ، كُنْت أَعلَم أنَّ قَلبِي أَكبَر مِنِّي ، وَإِنهَا لِكارِثة أن تَكُون شخْصًا عَاطفِيا ومنْطقيًّا فِي آن وَاحِد!

- لَكِن سُحَقاً، تَم اصطيادُنا -

اُدَحرِج حَدقتَيِّ هُنا وَ هُناكَ بِتَفكير مُفرِط، عَلي إيِجاد حَل. اللعنة هيونجين كَيف لَم تَنتَبِه لَه؟ لا بُد انَّ ذَلِكَ حَدَث باليَوم الذي اتَصلَ بي وَ بَدأ بِقَول أشياء غَريبة الى ان وَصلت الى المَنزِل.

اُغلِق عَيناي بِحَسرة شَديدة على غَبائي اُمسِك جوانِب صُدغي بكَفي. آ~ه فيلكس، بالطَبع لَن انتَبَه لَهُ وَ هوَ لَديه عَينان تُقَرِب اجَلي، انا انسَى أسمي أساساً حِينَ يندَه عَلي كَيف لي ان اُرَكز في اشياء اُخرى؟

" هَل لَديك خِطة؟ "

قاطَعني صَوت هان لِانزِل يَدي عَن جَبهتي وَ أنفي بِرَأسي بِـ لا. شَرَد كُلانا في زَاوية ما نُفَكِر في حُلول ما، عَلى الاغلَب لا نَستَطيع حَل المُشكَلة مَعه لانَّه لَن يَتحَدث وَ سَوف يُصِّر على عَدم اخبارُنا.

- هُناكَ سُؤال عالِق هُنا.. -

نَظَرت نَحوَ هان وَ سَكَتتُّ لِحِيرة أفكاري، لَكِن في لَحظة هَرَب السؤال مِن فاهِي سَهوة، عِندَما تَطرَقت لِمعرفة الجَواب مِن هان :

" كَيف .. تَعرِف انَّهُ يُحبِني؟ "

ابتَسَم ابتِسامة مُنكَسِرة مُجِيباً: " عِندَما يَعتَرِف لِاحَد يُحِبَه يَقوم بِإعداد مِئة قِطعة كوكيز، انها مَشاعِرَه السَعيدة لَكِنَّه يَعتَقد بِأنُّه تَوتر وَ صُخب داخِلي "

انزَلت رَأسي بِخفة وَ سَألَت بِتَرَدد: " هَل هوَ ... يُعِد كوكيز الآن؟ "

أومأ مُجِيباً بِحَيوية : " مِئة قِطعة "

زَممت شَفتاي الى الداخِل مانِعاً نَفسي مِن الصِراخ وَ حاوَلت ان ابقى عاقِلاً لَكِن دونَ سَبب اكمَل هان بِصَوت مُتَبسِم :

" ثَرثر بِأشياءَ لَطيفة لَقد ذَكرَني بِنَفسي، حِين قالَ بِأنَّ كُل قِطعة مِنهُ هيَ مِنك وَ أنَّهُ تَمنى ان يَنتهي الطَريق بِك مُقفَلاً "

صاحَ قَلبي يُقيم احتِفال عالِمي وَ مَشاعِري فاضَت بِداخلي، شَيئ اشبَه بِفَتح النوافِذ لِاستِقبال النَسيم البارِد حَدث في صَدري، رَغبة جامِحة بِأن آخِذَه بينَ يَداي بِحُضن فِيهِ كَسر ضُلوع

اُريدَ ان اضُمَه الى قَلبي بِشدة، وَ كَأنَّه أمانة وِضِعت في عُنقي، كَـ لؤلؤة اوصاني كُل العالَم على حِمايَتَها، اشعُر بِنَوبة حُب لَهُ تَجعلُني اصِل فَوق السُحاب.

ارَدت الصِراخ لَكِن الوَقت وَ المَكان لَم يَكونان مُناسِبان، انتَفضَت قَدَمي تِلقائياً لِتَهتز الطاوِلة لَكِنني تَصنعت عَدم الادرِاك وَ تَجاهَلت نَظرات هان المُتسائِلة نَحوي.

" لَم يَسبِق لي وَ إن رَأيتَه هَكذا .. لِذا أرجوك لا تَخذِلَه "

رَفعت رَأسي عِندَما ضَربَ رَأسي كلامَ هان، وَيلاً لَه كَيف يَجرُء؟ كَيف لي ان اخذُلَه و انا الذي يَتبَع هواهُ اينَما هَب؟ انا الذي اُقَبِّل كُل شَيئ تَلمِسَه يَداه الصَغيرة؟

اليسَ طَبيعي ذَلِك؟ بَلى انَّهُ كَذِلك لِأنَّه فيلكس
نَظرت لِاعيُن هان مُباشَرة مُستَغرِباً انهُ لا يَسمَع ضَرب الطُبول فِي خافِقي. أبقَيت عَيناي مُعَلقة على خاصتَه وَ قُلت بِكامِل يَقيني:

" هان، أُنظُر الى عَيناي .. إنها مُمتَلِئة بِه "

أبتَسَم بِصِدق وَ رَفَع ذِراعَه ليَضعها على الطاوِلة و يَرفَع كَمه الى الأعلى، انزَلت حَدقتاي عَن عَيناه وَ نَظرت لِِما ارادَ ان يُريني، لَقد اُصيب بِقَشعريرة.

عُدت بِظَهري اتَكأ عَلى الكُرسي لِأسأل :
" ماذا سَنفعَل مَعَه؟ "

نَظر القابِع أمامَي بِتَركيز لِلجهة اليُسرى ثُمَ اردَف:
" عَلينا حَصرَه "

دَوَّرت عَيناي بِعدَم فِهم : " كَيف؟ "

اقتَرب بِكُرسيه ليَقول بِتَركيز : " فيلكس عِندَما يَشعُر بِأنَّهُ مُحاصَر ولا يوجَد مَهرب يَقوم بِبَصق كُل شَيئ كانَ قَد كتَمه، حَتّى اسرار والِدَه و خاصَةً إن كُنت انت "

اجبَرني عَلى الابتِسام اثناءَ سؤالي :
" بِماذا سَوف نَحصره؟ "

" بِالغيرة، أنتَ فَقَط استَمِر بِتجاهِلَه وَ حاوِل الاختِلاط مَع النِساء بِطَريقة حَميمية، فَقط وَ سَوف يَأتيك مِن تِلقاء نَفسَه "

وَيحَك. أعني هان يَعرِفَه جَيداً و يَعرِف نِقاط ضَعفَه و اينَ يُصيبَه لَكِن صَدقني لا اُريد الخُروج مِن المَشفى بِكَدمات زَرقاء، سَوف يُمارِس مهاراتَه القِتالية عَلِّي وَ انا طَبيب مُحتَرَم.

- مِن مؤخِرَتي -

حَسناً، لا بَأس استَطيع السَيطرة عَليه لَكِن السؤال الذي يَطرَح نّفسه مِن أين سَوف اجلِب اُنثى خارِج المَشفى استَطيع الاقتِراب مِنها دونَ ان تَلتَصِق بي فَيما بَعد؟

خَدشت حاجِبيّ مُنادِياً: " هان .. "

" اجَل؟ "

صَغرت عَيني اليُسرى أستَرسل : " هَل يُوجَد داخِل عَقلك شَخص استَطيع هَضمَه قَليلاً؟ "

نَظَر يَميناً وَ شِمالاً ثُمَ تَجَمَد قائِلاً بِدَهشة :
" سان ! "

اغلَقت عَيناي بِغَباء أقول بِإنزِعاج :
" قُلت لَك شَخص استَطيع هَضمه لا شَخص اُريد ضَربَه "

نَفى بَيداه مُوَسِعاً عَيناه : " مَهلاً لا لا ! أنا قَصدت سان، أعني مِن المؤكَد انَّهُ يَستَطيع مُساعدتَنا بِهَذه الاشياء "

هَذا مَنطِقي. عَلِّي فَقط التَأكُد مِن أنَنَي استَطيع لَمس أي شَخص آخر غَير ملاكي دونَ ان اُصاب بِنَوبة. اُريد رؤيَتَه الآن، هَل يَبلي جَيداً يا تُرى؟

- فالنَقتَرِب وَ ما ابعَدُنا -

اخَذت اطرُق بِاصابِع يَدي عَلى الطاوِلة لِتَخطيط طَريقة لِلتَسَلُل
- مَهلاً أنا المُدير هُنا-، مَددت يَدي لِجَيب سُترَتي وَ اخرَجت مِنها مَفاتيح شَقة هان.

وَضعتها عَلى الطاوِلة أمامَه وَ لَقد لَمعَت عَيناهُ بِوضوح لَكِنَّه تَماسَك وَ اكتَفى بالنَظر لي قائِلاً : " أنا لَم أفعَل ذَلِك لِاجل ان تُزيل العُقوبة عَني .. انا- "

قاطَعتَه عِندَما أومأت بِرَأسي بِأنني افهَمه ولا داعي لِتَبرير فَعلتَه، وَ لِأنَّه يَعلم بِأنَنَي اُحِب مَلاكي اتى الي لِاجل حِماية فيلكس وَ مُساعَدتَه، لِأنَّه يَعلِم انني لَن اَرُدَّهُ خائِباً.

أبتَسمت لَهُ قَبل ان ادفَع الكُرسي خاصَتَي وَ اقِف واضِعاً يَداي بِجَيب معطَفي، نَظَرت الَيه بِجانِبية وَ قُلت بِدفئ : " شُكرَاً لُمُساعَدتي "

فَتَح فاهَهَ وَ وَقف بِهَول : " فالواقِع شُكَراً لَك !! "

تَبَّسمت مُجَدداً على شَكلَه اللطيف وَ هَززت بِرَأسي قَبل ان اخطو إلى الأمام مُتَوَجِهاً نَحو سَيارَتي. خَرجت مِن المَقهى اوَزِع ابتِسامات بِبلاهة لِلمَارِّين أمامي.

- هَل تَجمَع حُسنَاوات؟ -

لا، بَل أنا ذاهِب لُلحُسن ذاتَه، ذاهِب لِلحُور الذينَ يُجيدون إرباكي، لِتَقبيل تِلكَ الأعيُن النواعِس وَ الشَفتَين، الشَفتَين الذينَ مِن نَبيذ عَتيق وَ كَيف يَهْوون بِي سُكارى.

صَعدت في سَيارَتي وَ ادَرت المُحَرِك لِلانطِلاق. الساعة الآن هيَ السابِعة مَساءاً أيِّ لازال مَعي وَقت لِلاقتِحام وَ الزِيارات المُفاجِئة، آمُل ان لا يَطرُدني فَقط.

التَفكير بِه شَيئ مُعَقَد لَكِن في ذاتَ الوَقت لَطيف، مُحتال هُوَ يَستَحوِذ عَلى عَقلي ثُمَ يَنظُر لي بِبَراءة و كَأنَّه ليسَ هوَ الفاعِل. لَم اكُن اتوَقع أنْ اُحبَّهُ لِهَذه المَرحلة التي وصَلت لها.

لِأوَل مَرة احبَبَت الطُرق، خاصَةً هَذه الطَريق، خَمسة دَقائِق فَقط وَ سَوف اصِل الى وِجهتي. غَريبة هيَ الصُدف حَقاً، مَن اعتَقد أنَّ بِيَوماً ما يَقطِن اُسترالي في حَيّاً كَهذا؟.

كُنت قَد وَصلت الى بِداية الحَي وَ دَخلت الشارِع. بَدأت بِإخفِاض سُرعَتي تَحسُباً لِأي طِفل يَظهَر أمامي مِن العَدَم. بَعد مَسافة ليست بِطَويلة قُمت بِرَكن سَيارَتي امام المَبنى خاصَتَه.

سَحبت المَفاتِيح وَ فَككت حِزام الأمان اُنزِل رَأسي بِخفة وَ انظُر الى الأعلى بِاتِجاه نافِذة مَنزِلَه، الأضواءَ لازَلت مُنارة أيِّ لازال مُستَيقظاً، لَملَمت أشيائي وَ نَزَلت.

اغلَقت الباب اُعيد شَعري الى الخَلف ثُمَ التَفتت لِادخُل مِن بابَ المَبنى، صَعدت الدَرج بَينما اُدَندن بِالحان حُب لَعلها تَصِل لَهُ قَبَل وصولي.

وَقفت أمامَ بابَه وَ طَرقت عَليه ثلاث مَرات مِثل عادَتي لَكِن فاجَأني فَتَحه لِلباب بِثواني وَ خُروجَه بِتَهجُم صارِخاً : " لِما عُدت!؟- "

اعَدت رَأسي لِلخَلف ليُنزِل يَدَه وَ يَنظُر لي بِدَهشة كانَ مِثل لَحظة إدراك أنَّهُ صاحَ على الشَخص الخَطأ. يَبدو انَّ احَدهُم قَد طَرَق الباب قَبلي وَ فيلكس اعتَقد انَّهُ هُوَ مُجَدداً

فهوَ انزَل يَدَه عَن مَقبَض الباب وَ رَماها بِجانِب ساقَه ليَقول بِنَبرة غَير سارَّة: " أعتَقدت انكَ هان "

أشارَ لي بيَدَه أن ادخُل وَ تَنحى هوَ جانِباً. خَطوت للداخِل بِمَزاج حاد لِمَعرفِتي انَّ انزِعاج فيلكس ليسَ مِن هان وَ إنِما مِن عاهِر ارسَلته تِلكَ العَجوز مُجَدداً.

- هَدِء مِن رَوعك -

زَفرت أنفاسي دونَ ان اُصدِر لَها صَوت وَ سَألَت مُتَصنِعاً عَدَم المَعرِفة: " هَل تَشاجَرت مَعه؟ "

صَفَع الباب خَلفي وَ لَم يُدَقق على حِذائي، حَسناً فيلكس ليسَ بَخير أبَداً. تَبعته بِعيناي حَيث مَشى أمامي الى الصالَة بَينما يَقول بَِنبرة عُدوانية :

" حِمار، أنا حَقاً غاضِب مِنهُ ولا اُريد رؤيَتَه أمامي، مِن الافضَل لَك وَ لَهُ ! ان تُعيدَه الى مَنزِلَه لِانني لَن استَقبِلَه اليَوم وَ إن فَعلت سَوف اقوم بِجَريمة قَتل! "

التَفت لي بِنهاية حَديثَه و حَسناً، هوَ حَقاً غاضِب الآن. هَذِه اوَل مَرة اراهُ يَفقِد أعصابَه بِها، وَ لِانني اتَيت لِلتَخفيف عَنهُ لَم اُبالي لِصراخَه عَلي بَل خَلعت حِذائي وَ توَجهت نَحوَه

وَقفت بِالقُرب مِنهُ مُنادِياً بِهُدوء:
" فيلكس "

نَظَر لي بِتَهَجُم وَ صاح بِـ : " ماذا!؟ "

اقتَربت نَحوَه اكثَر وَ حاوَلت احتِضانَه لَكِنَّه عادَ خُطوة للخَلف وَ قالَ بِقَهر : " هيونجين إن كُنت اتَيت لِكَي تَنام مَعي وَ تَتَجاهلني في الغَد، ارحَل! ارحَل وَ الآن! "

اشارَ لي على الباب وَ أنا نَفيت بِرَأسي ولا زِلت مُحافِظاً على هُدوئي : " أنا لَم آتي لِاجل ذَلِك "

نَظَر لِي مُباشرة وَ انفَعَل صارِخاً : " لِما إذاً؟! ماذا تُريد مِني؟! "

أمعَنت النَظَر بِعَيناه وَ لَقد فَهِمت سَبب غَضبَه، أنَّهُ يَشعُر بالحُزن، ثِمَة شيئ خَدش مَشاعِرَه و جَعلَه يُنهِك عَيناه العَسلية بالبُكاء. شَعرت بِأنَنَي انا المُذنِب وَ انا السَبب في حُزنَه.

اقتَرِبت خُطوة إِلَيه وَ مَددت يَدي بِهُدوء امسَح عَلى شَعرَه عِندَما غَيَّمت عَيناه مُهَددة بِامطار قادِمة. لَكِنه ابعَد رَأسَه عَن يَدي وَ قالَ بِحُنجرة مَخدوشة :

" هيونجين لِما اتيت؟ "

ابعَدت يَدي هامِساً لَه : " أرَدت رؤيَتَك فقط "

شَعرت بِقوامَه تَتَجمَد أمامي وَ هُدوء سَكَن ملامِحَه فَجأة، انْزَلَ رَأسه و عَيناه الحائِرة نَظَرت الى الارض بِعَاطفية. حَملقت في فَروة رَأسَه وَ اكمَلت بِذات السُكون :

" لَم اُكن آتي فَقط لِأخذ غَرضاً مِنك، بَل أتيت لِشُكرَك "

عَكَف شَفتَيه وَ لَم يُجيب لِذا اكمَلت بِتَفهم و مُسايَرة :
" انا لا اُريد ازعاجَك فيلكس، ان كُنت تُريدَني ان ارحَل قُل فَقط وَ سَوف اُنَفِذ "

ابقَيت عَيناي على هالَته الصَغيرة أمامي وَ عُدت خَطوة للخَلف عَنه قائِلاً : " إن كُنت لا تُريدَني أن المَسك، فَلَن افعَل، انتَ لَست دُميَتي فيلكس و انا آسِف ان جَعلتك تَشعُر بِذَلِك "

زَفَر بِإحباط قَبلَ أنْ يَرفَع يَداه وَ يُمسِك اطرافَ سترتي ثُمَ يَسحبُني إِلَيه لِلاقتِراب مِنهُ مُجَدداً دونَ ان يَرفَع رَأسَه. وَضَع جَبينَه في مُنتَصَف صَدري وَ لَم يَقُل شَيئ.

جَذبت رَأسَه اقرَب الي وَ احتَويتَه بِدفئ اُقبَل فَروة رَأسه الصَغير قائِلاً بِدفئ : " مَن أطفَأ لَمعان مَجَرتي؟ .. "

هَممت اُميل نَحوَه بِخفة : " همم؟ "

اهتَز جَسدَه النَحيل بينَ يداي دَليلاً على انَّ مَدينَتي امطَرت، اغلَقت عَيناي وَ شَددت يَداي حَولَه أُعاتِبَه بِأسى : " لِما البُكاء الآن؟ مالذي احزنَكَ هَكذا؟ "

اخَذت امسَح على رَأسه وَ اُقبِلَه بِكُثرة، اُخبِئ جَسدَه بينَ احضاني وَ هوَ يُغَمغم وَجهه بِصَدري لِتَصدر مِنهُ صَوت شَهقات مَكتومة، سُحَقاً كَم أخاف على خافِقَه الصَغير مِن الحُزن.

هَمست بِجانِب اذنَه لَعلَه يُجيبَني:
" يا مَلاكي، لا تُحـارِب فُـؤادي بِـ مَدمَعـك "

" اُنظُر لي "

اسمَعهُ يَستنَشِق ماءَ أنفَه وَ يَقول بِصَوت خافِت مَبحوح :
" اُقسِم أنَنَي حاوَلت عَدَم الوقوع لَك، لَكِنني فَشلت وَ بِشدة"

عادَ ليَجهَش بالبُكاء في حِين قَلبي ارادَ الخُروج مِن حِجرَه. امسَكت رَأسَه و ابعدتَه عَني لِأُكوِب وَجهه الصَغير و ارفَعَه الي اُجبِرَه على النَظَر داخِل عَيناي. لَقد اعتَرف!!

حَملقت بِوَجهه بِهَوَس وَ هو ابقى عَيناه مُغلَقة وَ فَقط شَفتَيه هيَ مِن تَهتَز. دَفعَت بِوَجهي نَحوَه اُقَبِل جَبينَه، اُقَبِل جِفنَيه وَ وَجنَتيه المُبتلَة، اُقبِل ارنَبة انفَه المُدورة وَ شَفتَيه لَم تَسلم مِني.

وَضعَت قَبلة عَليهُم لَعلَها تَكون طَريقة لِإيصال كلامَ خافِقي لِقلَبَه، إن لَم تَكفيه عَيناي لَديه رَوحي وَ إن لَم تَكفيه رَوحي لَديه تَضحية فُؤادي، حَتى إن لَم يَكفيه ذَلك، انا كُلِّي لَهُ.

مَسحت دَمعه بيَدي وَ نَظرت لَهُ بِابتِسامة دافِئة :
" يا صَغير، إن وَقعَت سَأكون اوَل مَن يُمسِك بِك "

" عانِقني دونَ ان تَخاف، تَعال إلي صَدقني أنا آخِر مَن يَرُدَك خائِباً، فيلكس أنا اُريد حِمايَتَك، اُريد ان اُحبِك بِأكثَر الطُرُق أناقة "

صارَحتَه بِصدِق ليَفتَح عَيناه بِبطئ وَ يَنظُر لِي. استَطعت رؤية انعِكاسي على زُجاجِ عَيناهُ، إلَهي انَّ سِهامَه تَختَرق الحَجَر فَرِفقاً بِبَشراً خُلِقَ مِن طِين مِثلي. كَيف لي أن اصمُد أمامَ اعترافَه؟

أرَدت كَسر ضُلوعَه في عِناق مَليئ بالحُب لَكِنَّه فَجأة اختَفى مِن بينَ يدي. استَنفر جَسدَه مُبتَعداً عَن احضاني وَ دونَ سابِق إنذار رَفع مِلعقة خَشبية امامَ وَجهي لِاعود بِدوري للخَلف ، ياه مِن اينَ اخرَجها!؟

وَقف في وَضعية القِتال وَ حَسناً يَبدو انهُ عَلى وَشك بَصق كلامَه كَ مُغني راب دونَ ان يَتنفس، صَغرت عَيناي وَ امَلت رَأسي بِتَركيز لِكَي افهَم الكوارِث التي سَتَخرُج مِن فَمه بِسرعة البَرق الآن

كما خَمت، هي ثانية حتى صاحَ مُهَدداً بِأنفِعال :
" هوانغ مُتَغطرس هيونجين! لا تَتحايل علي مِثل كُل مَرة، انتَ لَن تَمسك بي حِين اقَع، لَازِلت تَتجاهلني الى اليَوم انتَ حَتَّى لَم تُدرِك انَنَي بَدأت اتهَرب مِنك، لَم تَعُد تُنادي سّندريلا خاصَتَك لَقد اصبَحت انا السَيدة المِلعقة الآن! انتَ غاضِب انا اتفَهَم ذَلِك لَكِنني غاضِب ايضَاً مِن تلكَ اللعينة وَ ذلك العاهِر الذي هَددني بالمال لِكَي ارحَل!! انا غاضِب مِن كُل شيئ وَ غاضِب اساساً لِانني اُخفي عنك امر شهادتي !! "

شَهق في آخر حَديثه كَونه لَم يتنفس وَ وَقف مُنصَدِم يُحَملِق بي، انزَل المِلعقة عِندَما رآني اخطو نَحوَه بِبطئ، ذَلِك لَقد قالَ شَيئاً لِلتَو انا واثِق مِن انَني سَمعته بِشَكلٍ صَحيح

" هـ هيونجين.. "

تَلعثَم بِإسمي يَعود لِلخَلف لِأسألَه بِاستِفهام ساكِن : " ماذا قُلت لِلتو؟ "

رَمش بِكثرة وَ اجابَ بِتَوتر : " يَبدو انَني قُلت الكَثير .. "

نَفيت بِِسُكون مُشيراً بِاصبَعي : " آخِر جملة قِلتها، ما كانَت؟ "

مَد يَديه امامَه في وَضعية الدِفاع وَ لَقد ارتَخت رُكَبَه، لازال يَعود لِلخَلف وَ يُتَأتَأ بِكلام غَير مَفهوم الى أن ضَربَ ظَهرَه  بالخِزانة خَلفَه ليَتوقف هُناك وَ يُصيح بِهَلع :

" هيونجين أرجوك استَمِع لي، الَهي تَبدو مُخِيفاً "

لَم يَكُن يُمازِحني، هوَ خائِف حَقاً وَ جَميع عَضلات جَسدَه تَرتَجِف، وَقفت أمامَه انظُر الى عَيناه بِجُمود لَم ارمُش حَتَّى كُل ما خَرج مِني هوَ صَوتٍ خالي مِن نَبرة :

" فيلكس.. إن لم تَتَكلَم سَوف اسحَب حُنجرتَك بيدي هَذِه "

رَفعت كَفي أمامَه مُهَدداً  لِيُخفي رَأسَه اسفَل ذِراعَيه، هَرَبت مِنهُ شَهقة مُنكَسرة قَبل ان يُنزِل ذِراعَيه وَ يَقف مُقابِلاً لي، كانَ يتَصنع القوة لَكِن ارتِعاش جَسدَه يُخبِرني كُل شَيئ.

مَسح ماءَ عَيناه بِعُنف قَبل ان يَجهُر بِبُكاء :
" هَل تُريدَني ان اُخبِرَك حَقاً؟! لا اعلَم ان كُنت جاهِز لِسماع ذَلِك .. "

" لَكِنني وَ اللعنة سَئمت الهَرب مِن واقِعي، سَئِمت اخفاءَ حَقيقتي وَ مَشاعِري،  لا أنامَ وَحدي، يَنام مَعي نَدمي وَ خوفي، عِتابي عَلى نَفسي في كُل لَيلة الوم بِشَتم نَفسي لَكِن طَفَح كَيلي !! "

توَقف ليَجهَش بالبُكاء بِحَرقة ثُمَ يُكمِل : " هيونجين انا لا املِك شهادة طَب، لَقد كَذبت عَليك طوالَ تِلكَ الفَترة وَ لَقد قَررت الهَرب مِنك، لَكِنني لَم استَطِع اُقسِم انَني لَم اجرُء، خُفت ان افقِدَك فأقتُل نَفسي "

وَقفت مَيتاً لا استَوعِب شَيئاً عَقلي يَرفِض استِقبال الكلام الذي يَخرُج مَن فَمه انا فَقط انظُر لَه بِفراغ، هَل تَعرِف ذَلك عِندما تُغمِض عَيناك مراراً وَ تِكرارً ولا يَتغير المَشهد؟

انا لا اُريد اغلاقها، لازِلت لَم ارمُش حَتَّى رُغم أن عَيني بَدأت تؤلِمني. لَقد قالَ أشياء جَميلة لَكِن أيضَاً اشياء ثَقيلة على مسامِعي، لَيتني لَم أسمعها، أو رَبما هُناكَ حِكمة.

لازِلت اقِف صامِداً، اعصابي هادِئة تماماً اقنِع ذاتي بِذَلك، لا اُريد ان اغضَب الآن عَلَّي التَفكير بِعَدل وَ حُكمة. اُدَحرِج حَدقتِّي عَلى انحاء وَجهه وَ هوَ جَفِل يَنظُر لِعيني اليُمنى بِوَجه مَلئَه الرُعب

اقتَربت خُطوة نَحوَه قائِلاً بِسكون تام : " لا تّخَف "

ارَدت ان اُطَمِنه لَكِنَّه قَفز يَلتَصِق بالخِزانة خَلفَه يَتلعثَم خِشية :
" عَـ عَينك، هيونجين ارجوك لا تَقتَرِب اكثَر "

قَطبت حاجِبي وَ رَفعت يَدي اتلَمس عَيني، نَظرت الى كَفي وَ لَم اجِد شَيئ. شَعرت بِأنَني مُشَوش فَرمشت بِكثرة انزِل يَدي وَ اعيد عَيناي نَحوَه مُستَفهماً :

" لا تَملِك شهادة طب .. وَ لَقد قَررت الهَرب مِني هَل صَحيح ما قلتَه للتو؟ "

سَألتَه عَن الكلام الذي قُلتَه لِيومأ لي بِتَرُدد. خَدشت طَرف عَيني قَبل أجِد قَبضتَي تَختَرِق خَشب الخِزانة بِجانِب رَأسَه، لَقد انتَفضت اعصابي و هوَ  صاحَ بِهلَع. عُدت للخَلف احاوِل تَهدأة الأمور :

" لَن أؤذيك، أنه، آ-ه افقد اعصابي "

" هـ هــيونجين اعلَم انكَ غاضِب وّ بِشدة الآن، لَكِن انظُر لي ها انا اقِف امامَك و اُخبِرَك، صَدقني لَقد تَعبت تأدية دَور اللامُبالي، اُريد ان اُخبِرَك بِحُبي دونَ حواجِز بَيننا، اُريد ان استَطيع تَقبيلك دونَ الشعور بالذنب "

وَ إن رَأيتَك تَكذِب لِلمرة الالف فيلكس، إن كُنت سَتعتَرِف هَكذا في كُل مَرة فَأنا لست اُمانِع. لَقد بَدوت صادِقاً في كُل كَلمة، رُغمَ ارتِجاف جَسدَك وَ ضَيق نَفسَك، الَم حَوضَك الذي اشتَدَّ عَليك لازِلت تَقِف أمامي وَ تُصارِحني

لَا استَطيع صَدك بَعد أن اخبرتَك بِأن عَليك مُصارَحتي بَدلاً مِن الكَذِب عَلي. انتَ تَفعل ما اقولَه لَك دَليلاً عَلى انكَ تُحاوِل التَمسُك بي فيلكس، لَقد نَجحت بِذَلِك صَغيري

حَتَّى وَ إن اتَيتَني مُتأخَراً أنا سَعيد بِذَلك، أنا أقَدِر هَذا حَقاً. أنا لَست مُغَفلاً، بَعد تِلكَ الحادِثة مَع الشرطة اتَصلت بالمُحامية وَ طَلبت مِنها شهادة طب فيلكس مِن جامِعتَه، اتضَح انَّه لَم يذهَب للفحَص النِهائي لا اعلَم ما السَبب

لَست اهتَم بِالشهادة بِقَدَر اهتِمامي لِاعترافَه. تَقربَت مِنه وَ هوَ اوشَك على الدُخول في خَشب الخِزانة، امسَكت يَده الصَغيرة بينَ خاصِتي موقِفاً إياه لِأسألَه سؤالٍ مُهم باتَ عالِقاً في جوفي

" لِما لَم تَهرُب؟.. "

رَفع عَيناه الباكِية نَحوي بِاتِساع لِيُجيب بِصَوتٍ مَبحوح :
" لَم استَطع، كُان كافِياً أن تَلمِس يَدي يدك، تَنزَع مِني تَعب قَلبي وَ تُخلِق بي حياة مُشرِقة اُخرى "

" في كُل مَرة انظُر الَيك، كُنت احتاجَ الى إعادَة تَنظيم قَلبي وَ انفاسي، هيونجين أنا حَقاً آسِف عَن كُل شيئ بَدر مِني "

أنظر إليه فيرعبني حَجِم العاطِفة التي أحملها لَهُ، يُرعِبني التَفكير فيما قد أفعله من أجلَه، وجودَه هوَ الشَيئ الوَحيد الذي يَمنعني مِن الانهيار، تَباً لِمالي وَ كُل ما أملك، فأنا لا اشعُر بِأنَنَي على قَيد الحَياة إلا مَعه

لَم يَتمَكن احَد مِن إحياءَ قَلبي كَما فَعل هوَ. مَددت يَدي لِأخذَه بينَ احضاني، اتاني بِتَرَدد يَرتَعش وَ ارتمى بينَ يَداي يُخَبي نَفسَه مِني، لَقد تماسَك طوالَ الوَقت وَ انهار امامي.

أنا هنا حِينَ تَخونك الشوارِع والطُرقات حِينَ تَفقِد القُدرة على فِهم الأشياء من حَولِك وتَغدو بِلا وِحهة وأصدقاء .. هاك كُلي واتكئ عَلي. إن ضاقَت بِكَ الشوارِع اتَجِه نَحوي، سأكونَ دائِماً هُنا لِاجلَك.




𓀣♡𓀢




صَوت ارتِطام حَبات المَطَر ضِد زُجاج الواجِهة الكَبيرة الخاصة بالشِرفة، يَستمع الى وُقوعها أؤلئك الذينَ يَجلِسان على الأريكة في الصالِة اسفَل اضواءَ خافِتة

الصَمت يَعِم بَينهُم بَعد نِقاش وَ عِراك طَويل بِشَكِلٍ محرِج. فَـ اسوَد العَينين يَجلِس بِشَكلٍ مُريح على الاريكة فاتِحاً اوَل ازرار قَميصَه و يَحتَسي شرابَه بِمَزاجً جَيد.

وَ ذَلِك، صاحِب البَشرة الطُفولية الصافية يَجلِس ضامَاً ساقَيه مَعاً وَ يُمسِك بِكلتا كَفيه كوبَه، على جانِب كَبير البُنية وَ يَستَرِق النَظر خِلسة في كُل فَترة وَ فَترة بِعَينيه المُنَّفخة

تارَة يَنظُر لَطَريقة جُلوسَه و فَردَه لِذراعَه على كِتف الاريكة وَ تارة يَنظُر لِيراه يُدير رَأسه بِخفة لِلِجهة اليُسرى حَيث النافِذة و يَبتسَم بِجانِبيه. فَـ يَتساءَل لِما اصبَحَ الوَضع بَينهُم مُريب وَ مُحرِج؟

لِما يَبتَسِم دونَ سَبب هَكذا؟
نَفخ وَجنَتَيه لِشُعورَه بالضَغط، انحَنى بِجزئَه العُلوي بِخفى فَوق ساقيَه يَخدِش جانِب قَدَمه وَ يَسأل بِصَوت خافِت ذَلِكَ الذي يَقبَع امامَه جانِباً:

" هَل يَدَك بِخَير؟ "

ادارَ هيونجين وَجهَهَ بِغتة يَنظُر الى فيلكس مُباشرة ثُمَ ليَدَه وَ يُجيب بِبَساطة : " اجَل "

أومِأ فيلكس وَ صَمت لِوَهلة يَنظُر الى الشَرفة ثُمَ يَسأَل بِشُرود: " هَل كانَت تِلك ... والِدَتَك؟ "

اجابَ هيونجين: " كانَت، لا اراها كَذلِك "

امالَ فيلكس رَأسه الى كِتفَه وَ سَكَت، لا يَبدو انَّ العلاقة بينَ هيونجين وَ والِدتَه جَيدة، اذاً لِما هيَ تُهَدِده بالابتِعاد عَنه؟ هَل لِانها رُبما لا تُريد انَ يَتلقى هيونجين الحُب مِن احَدُهُم ام لِكَي لا يَحصِل احَد على ثَروته؟

جَميع تلكَ التَساؤلات تراكَمت فِي رَأسَه لَكِنها اختَفت عِندَما شَعَر بِأنامِل هيونجين تُداعِب طَرَف كِتفَه، ادارَ رَأسَه نَحوَه وَ نَظَر لَه دُونَ وِجهة او سَبب فَوَجدَه يُميل رَأسه و يَتَأمَله

شَعر المِعني بالارتِباك فَرَمش عِدة مَرات وَ ابعَد ناظِرَيه يُتمتم:
" لِما تَنظُر هَكذا؟ "

ارتَفعَت زاوِية شَفتي هيونجين يُعيد السؤال بِنبرة هادِلة :
" كَيف انظُر؟ "

حَملَق فيلكس في كوبَه وَ ارادَ ان يُجيبَه بِـ - وَ كَأنكَ عاشِق لي - لَكِنَّه صَمَت، فَكم مِن مَرة اخبرَه أنَّهُ يُحِبَه الى لَحظتهُم هَذِه؟ كَثيراً، لِذا سَوف يَكون مِن السَخيف قَول أشياء كَهذِه.

اخذَ رَشفة مِن كوبَه يُخفي ابتِسامتَه التي داهَمت وَجهه فَجأة، لَقد اصبَحَ خَجول وَ هذا ليسَ مِن عادَته، الامر يَبدو غَريباً لَكِن نَوعاً مَا، جَميلاً هوَ كَيف يَندَمِج الشُعور مَع فراشات مِعدَتَه.

يُنزِل الكوب عَن فَمَه وَ تَضرُب عَينَه على هاتِف هيونجين الذي وِمض عَلى الطاوِلة أمامَه، استَطاع ان يَلمَح انها اخبار جَديدة فَادار رَأسَه نَحو هيونجين وَ سَألَه بِفُضول :

" كَم يَوم تَبقى لِذَهاب الرَقابة؟ "

اجابَ هيونجين بِسُكون: " اربَعة أيام "

قَلَّب فيلكس عَيناهُ بِضَجَر ليَتَفِق مَعه هيونجين مُعَلِقاً :
" لا استَطيع التَحرُك إن لَم يَذهبوا "

" هَل تَقصِد بِسَبب مَشفى ذَلِك الوَغد؟ "

سَأل فيلكس بِضيق وَ هيونجين أومِأ بِرَأسَه لَكِن ذَلِك زادَ فُضولَه اكثَر، امالَ جَسدَه بِخفة نَحو اسوَد العَينين وَ استَرسَل بِملامِح لَطيفة:

" صَحيح، لَقد قُلت اننا سَوف نَضَع خُطة لَكِن لَم تَقُل ماهيَ "

تَوَقف هيونجين عَن مُداعَبة كِتف فيلكس وَ رَفع عَيناه نَحوَه لِيُجيب عاكِفاً حاجِبَيه : " عَلي وَضع الخِطة مَع فَريقي، شَخصين لَن يَكونا كافيين، فَعلى واحِدُنا الدُخول كَ مريض ليَرى مالذي يحدُث حَرفياً بالداخِل "

ابتَسم فيلكس فَجأة بِسُخرية ليَقفِز حاجِب هيونجين الايسَر تِلقائِياً مُستَنكِراً ما اثارَ أيضَاً رَغبة سَليط اللسان بالضَحِك اكثَر. بَدأ يُقَهقَه بِخفة وَ اسوَد العَينين يَترَقب فَقط

بَعد لَحظة سَألَه : " ما المُضحِك؟ "

وَضَع فيلكس كوبَه عَلى الطاوِلة وَ اعادَ ظَهرَه ليَتكأ على الاريكة وَ يوَسِع بينَ قَدَميه يُقَلِد طَريقة جُلوس هيونجين وَ يَرفَع حاجِبَه الايسَر ايضَاً قائِلاً بِغُرور وَ عَجرفة بِصوت عَميق :

" عَلى واحدَنا الدُخول بَينهُم، تَهريب الاسلَحة وَ الفُقاعات مِن واجِبُنا "

قَطَب هيونجين حاجِبَيه وَ قَهقه بِرُجولية على تَمثيل فيلكس:
" فُقاعات؟؟ "

ضَحِك وَجهه الطُفولي ليَقول بِغَباء :
" اجَل "

" اَتَقصِد المُفَرقعات، أيِّ الدِنَاميت؟ "

شَعر فيلكس بالاحرِاج كَونه اخطَأ باللفَظ، غَطى وَجهه بِكَفيه بِنُعومة يَضحَك بِحَياء، مما دَفع هيونجين ان يَضَع كوبَه على الطاوِلة ايضَاً و يَنحني الى الامام لِزاوية الاريكة المُقابِلة لَه

وَضَع كَفيه على جوانِب مِعدة فيلكس وَ انتَشلَه ليَجعلَه يَتمَدد فَوقَه، فَتَح المِعني عَيناه فَجأة و كَردة فِعِل فَرَد يداه على صَدر هيونجين يَتكأ عَليه يَدفَع نَفسه بِخفة كونَ وَجهه كانَ قَريب جِداً مِن خاصَة اسوَد العَينين

امالَ هيونجين رَأسَه بِخِفة يَبتَسِم بِحُب وَ تَأمُل، مَد يَدَه يُبعِد بِاصبَعه غِرة فيلكس عَن عَينه بِرِقة وَ يَسألَه بِنَبرة حَلوى : "لِما انتَ لَطيف؟"

جَعَد فيلكس انفَه يُجيب بِعَجرَفة : " أسأل والِدَتي "

قَهقه هيونجين مُجَدداً بِرُجولية ليُغلِق فيلكس عَيناه بِشدة يَقضِم شَفته السِفلية وَ يَضرُب بِقَبضتَه صدرَه العَريض عِدة مَرات، لَم يَحدُث شَيئ انها فَقط تَأثيرات مَعزوفات الطَبيب هوانغ.

احتَج هيونجين بِمُزاح : " ياه لِما تَضرِبني؟ "

زَم فيلكس شَفتَيه وَ عَكَف حاجِبَيه بِعاطِفية مِثل عَيني القِط الراجِية، وَ سَأل يُتَوِه هيونجين : " هَل تُريد تَذوِق الكوكيز خاصَتي؟ "

أومأ لَه بِأجَل مُسايِراً فهوَ لا يُحِب اكَل اشياءَ كَهذِه لَكِن لِاجِل طِفله، وَ الذي امالَ جَسدَه مِن فَوق خاصة هيونجين صانِعة احتِكاك بينَ جانِب حَوضَه وَ عضو الآخِر

انتَشل قِطعة كوكيز مِن الطَبق مِن عَلى الطاوِلة وَ اعادَ جَسدَه ليَصنع احتِكاك آخر، ضَحِك بِمُكِر وَ وَضع قِطعة الكوكيز امامَ فَم هيونجين يُحاوِل اقناعَهَ :

" تَذوَقها، هيَ حَقاً لَذيذة "

اغلَق المِعني عَيناه يُغلِق فَمَه وَ يُضم شَفتَيه للداخِل، هَل سَخر مِنهُ للتو؟ فالواقِع اجَل لَكِن هيونجين لا يُمانِع بَل هوَ سَعيد آن فيلكس لَم يَعُد مُنغَلقاً مَعه.

ابتَسم فيلكس مُجَدداً يَحشِر القِطعة داخِل فَم هيونجين عُنوة:
" كُل "

قَضَم هيونجين مِنها ليَسحبها فيلكس وَ يَأكُل ما تَبقى مِنها فَوق اسوَد العَينين. في حِين يَنظُر هوَ لِلكوكيز التي صَنعها كانَ المِلقي اسفَلَه يَتأمَلَه بِهُيام وَ على وَشك الانقِضاض عَليه بِأي لَحظة.

لَعق هيونجين شَفتَيه بَعد ان ابتَلَع ما فِي فَمَه ليَقول بِنَبرة لَعوبة: " لَذيذة "

نَظَر لَه فيلكس يُرَقِص حاجِبَيه بِاستِعلاء، لَكِن هيونجين كَانَ يَعلَم بالفِعِل هوَ فقط لا يَستَطيع اخبارَه ان هان قالَ لَه، فيلكس يُعِد مِئة قِطعة كوكيز احتِفالاً و حُباً بِه.

نَقر هيونجين ارنَبة انف ذَلِكَ المَشغول بِطَعامَه ليَقول مِن العَدَم :" انتَ حَقاً بارِع صَغيري "

توَقف فَم فيلكس عَن المَضَغ وَ لَقد شَعر بشرارة الكَهربة التي تَسربت الى صَدرَه. عاوَد مَضغ مافي فَمَه وَ ضَرب هيونجين على صَدرَه ثُمَ تَحرَك ناوِياً الابتِعاد عَنه

امسَكه هيونجين بِاحكام مِن ذِراعه قَبل ان يَذهَب قائِلاً بِعَجلة : " حَسناً حَسناً سِندريلا لَا تَغضب "

نَتر فيلكس يَدَه و استَقام بِاكتِفاء : " انظُر لِنَفسك رَأس الحَطَب "

عاوَد هيونجين سَحبَه وَ جَعله يَقَع على جانِبَه فَوَقه ليَتمكن مِن احتِضانَه مِن الخَلف دونَ ان يَهرُب مِنه مُجَدداً. لَفَه بِذراعَيه العَريضة بِاحكام

فيلكس لَم يُمانِع بَل حَشَر جَسده بينَ احضانَه مُمسِكاً بِذراعيِّ هيونجين الذينَ اصبحوا امامَ صَدرَه وَ ضَمهم الَيه اكثَر. غَمغم اسوَد العَينين وَجهه في عُنقَه الناعِم وَ هَمس :

" انتَ سِندريلا خاصَتي "

اغلَق فيلكس عَيناهُ لِتلكَ القَشعريرة المُحَببة التي اصابَتَه، احكَم الامسِاك بِاذرِع هيونجين وَ اغلَق عَيناه المُنهَكة هامِساً :

" عِدني بِأنَّ تَكون طَمأنينَتي إن تَملَكني الخَوف "

ابتَسم هيونجين ليَغُمرَه اكثَر وَ يُقَبِل جانِب عُنقَه :
"أنا أعِدَك مَلاكي "





𓀥𓀣𓀢𓀥𓀣𓀢𓀥𓀣𓀢𓀢𓀣𓀥𓀢𓀣𓀥𓀥𓀣𓀢𓀥𓀣𓀢𓀥𓀣𓀢𓀥𓀣𓀢𓀢



آنيو، اسفة اذا كان في اخطاء، اسفة اذا كان بلى طعمة، و اسفة اذا ما كان فيه أحداث

كونو بخير

ً

Continue Reading

You'll Also Like

23.2K 1.5K 23
اذ كانت عيناي هيه سبب حبك لي اذن اتمنا ان يصابا ب العمى
240K 7.7K 9
كانوا خمس أولاد إستطاعوا النجاة حتى مع ندوبهم الكثيرة لهذا ظنهم الجميع شياطيناً.. حتى أنا روبين ديميرو الفتاة الَّتي كان من المفترض أن تكون حياتها ه...
149K 3.9K 28
❝ إذا زوَجـتُك لا تُمـتِعُك يا اخَـي ، انا سـأفَعل ❞ بـارك بيـكهيون. أحـببُت اخـي حُـباً مُـحرم قـذراً بِـه مـن الدنـاسَه والنجـاسه والقـذاره كـماً...
467K 17.3K 31
" أتعلم ما هو أكثر شيئ مثير بك ؟ نظاراتك ، هي تجعلني أود مضاجعتك بشدة " - جونغكوك تايهيونغ مدرس جامعي تخرج هذا العام ، لتكون تجربته الأولى مع جامعة...