The flower Of The Fragrance...

By zohhalll

23.2K 3.8K 1.7K

||زهرة عطر الملوك|| السرقة والاِقتباس تعرض صاحبها للمسائلة القانونية. " لا يجب أن تجلس هكذا أنت ولي العهد" "ح... More

1-نَتَانْيَالْ
2_أَمِيرِيَّ
3- سِرْ
4- المَاضِي(1)
5- المَاضِي (2)
6- مَأْدُبَةٌ أَمْ أَنَّهَا طَلَبُ الإِمْبَرَاطُورْ
7-رَفْضاً عَلَنِياً
8-إِيرْلِي
9-مِلْكِيَّ
10_ سَيِدَتِي
11- الكِذْبَةُ الأُولَى
12- فَارِسٌ مُهْمِلٌ
13- لِأَجْلِكِ
15-دَعْوَةٌ خَاصَةٌ
16-صَدِيقَةٌ كَاذِبَةٌ
17- عَشِيقَةٌ
18-تُشْبِهِينَ الأَرْنَبَ
19-مُرَافِقَتِيَ
20- إِمْرَأَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَطْ
21-قُبْلَةُ شِفَاءٍ
22-بِيَاتْرِيشَا
23-كُونِي بِخَيْرٍ سَنَلْتَقِي مُجَدَدًا
24-حَفْلُ شَايِّ الأَمِيرَةِ
25-لَطِيفاً وَ قَاسِياً
26-المَارْكِيزْ مِيلِيتْيَا
27- لَنْ تَصْعَدَ العَرْشَ أَبَدًا
28- خِلاَفُنَا
29-طِفْلَةٌ سَيِّئَةٌ
30-المَأْدُبَةُ

14-أَنَا وَقِحَةٌ

536 93 51
By zohhalll



أَنَا وَقِحَةٌ


قابلت ماريانيال نتانيال في اليوم الذي يليه كما وعدته
لم يغب عنها سعادته و أيضا تصرفاته اللبقة التي أصبح يظهرها أمامها ،كما وعد هو أيضا أحضر لها كتابا عن الحرب و تحدثا عنه .
ظلت ماريانيال طوال أسبوعين و أكثر تلتقيه في حديقة الورود بعد هروبها من الحارس الذي يتتبعها ،أخفت الأمر عن أوليفر رغم علمها أنه لا يضغط عليها إلا أنها تدرك جيدا أنه يعلم بتحركاتها عاد مقابلتها لفارس النور، لأنها تعلم جيدا أنه إذا كان قد علم بمقابلتها لهذا الفارس لظهر ذلك في تصرفاته أو أنه قد لحق بها ليخبرها أمام الفارس أن لا تقابله مجددا ،
أوليفر لا يمكن إلا أن يواجهها بإكتشافه لهذا الأمر و يضعها أمام الأمر الواقع.

كل ما عرفته عن نتانيال أنه ليس مجرد فارس بسيط في النور إنه أكثر من ذلك لم ترغب في سؤاله خوفا من أن يتطرق هو أيضا لسؤالها عن إسمها و حياتها ،لم تَخْلُ لقاءاتها به عن تلك المشاعر التي أصبحت تشعر بها عند لقاءه السعادة التي تغمرها و ضربات قلبها التي تزداد في حضوره و أيضا كم أصبحت تحب نظراته المعجبة نحوها تلك العيون السوداء التي ما إن تستقر على شفتيها كأنه يسألها عن قبلة يعبر بها عن إعجابه ، و أيضا أنها هي التي لم تتقبل أن يتم إغاظتها إلا من أوليفر هاهي تتقبل شخصا آخر يرمي عليها كلمات يضحك هو و تعبس هي.

هاهي الآن تدخل حديقة الورود كأيامها السابقة و هاهو دائما قبلها ككل الأيام الماضية يستقبلها بإبتسامته الرجولية المعهودة التي تظهر أسنانه اللؤلؤية و كأنه أول مرة يراها .

ما إن توقفت أمامه حتى تشارك كلاهما الكرسي الخشبي الذي أصبح شاهدا على لقاءاتهما المتكررة و أحاديثهما التي لا تنتهي رغم أن نتانيال هو الأكثر حديثا منها ، اليوم أيضا يتغلب عليها بكمية الأحاديث و الثقافة التي يمتلكها حتى القصص التي يتحدث بها الفرسان في الحرب لم يبخل عليها بها.

صوت الخطوات الراكض القادم من الطريق العشبي خلفهما و هو ينادي قطع محادثتهما رغم ذلك لم يتوقف نتاتيال عن كلامه إلا أنه بداً متوتراً ومتردداً حتى أن عيناه إرتعشت للحظة لاحظت ماريانيال ذلك إلا أنها لم تعر له بالاً، تجاهل الصوت كأنما لم يسمعه إلا أنه كان قريباً و مسموعاً.
الصدمة عندما توقف فارس من زيه يبدو أنه من فرسان النور يلهث وينادي ألقى تحية سريعة نحو نتانيال.

" سموك ...سموك "

أهذا ما سمعته من الرجل الواقف أمامهما كان صحيحاً ،الصدمة كانت كافية بالنسبة لها للجمها ليس عن الحديث فقط و لكن أيضا عن الحركة.

" سموك هناك أمر طارئ "

" غادر "

" لكن... "

" قلت غادر "

صرخ بها نتانيال في الرجل اللاهث، تلك الصرخة كانت كافية لجعلها تقف على قدميها منتصبة أمامه تلقي عليه تحية بنصف إنحناءة ترفع فستانها من على إحدى الجوانب وكل حركتها سريعة،حاولت قدر الإمكان إخفاء صدمتها مما علمته الآن لكنها لم تفلح و ظهر ذلك جلياً في يدها المرتعشة و نبرة صوتها المتعثلمة.

" أ ..أعتذر سموك على أخذ وقتك "

" تعالي إلى جانبي "

قام بالتربيت بيده على المكان الذي كانت تجلس عليه بجانبه وهو يقرأ وجهها المصدوم مما سمعته.

" أعتذر سموك يجب أن أغادر "

ركضت بخطوات سريعة من أمامه دون أن تنتظر رده لكنه كان الأسرع حيث قام بسحبها من معصمها.

" هل أنت غاضبة ؟ "

كان هذا أغبى سؤال من الممكن أن يُطْرح عليها و هي في قمة غضبها.
مع هذا فقد ردت بكلمات مهذبة قدر الإمكان بصوت هادئ يخفي رجفتها الداخلية .

" لا يحق لي أن أغضب، سموك هو الأعلى هنا و يمكنه أن يفعل ما يشاء "

" لا تعاملينِ بهذه الطريقة ؟ "

" آسفة إن كان أسلوبيَ سيئا سموك "

" توقفِ عن قول مثل هذه الكلمات الرسمية أنت الشخص الوحيد الذي كان لطيفاً وصريحاً "

قال كلماته بنبرة محبطة تخفي داخله خيبة أمله التي تلقاها من إنفعالها الذي ظهر بوضوح على ملامح وجهها وصوتها رغم أنها حاولت إخفاءه أمامه إلا أنها لم تفلح،لقد فكر في ردة فعلها عندما تتعرف على هويته الحقيقية من قبل توقع أن ترتبك،أن تفرح أنها تعرفت على ولي العهد كصديق بدلاً من فرد من العائلة المالكة ،توقع الكثير إلا ردة الفعل هاته التي كانت قاسية جدًا عليه،ردة فعل جاحدة له،لقد مسحت كل الأيام الماضية ولقاءتهما اللطيفة بمجرد إكتشافها لهويته.

" لقد كنت جاهلة لسموه "

" هل أنت غاضبة لأنني أخفيت أنني ولي العهد أم أنك غاضبة لأنني ولي العهد ؟ "

" لسموه كل الحق في التصرف كما يرغب "

" تباً..تباً ...ماريانيال لا تعاملنِ بهذه الطريقة "

هذه كانت المرة الأولى التي تسمع فيها إسمها منه بصوته الخشن والغاضب كان لطيفاً وحلواً، ربما أيضا تكون مرتها الأخيرة.

" كم كنت غبية و أنا التي كانت تظن بأنك لم تسألني عن اسمي إحتراما لخصوصيتي...
أنت تعرف من أكون ؟ "

أطلقت ضحكة ساخرة و هي تسحب معصمها من يده بقوة آلمت يدها و قبل أن تخطو خطواتها نحو المدخل وقف أمامها يعترض طريقها مجدداً كجدار قلعة حجري.

" هل سأراكِ مجددًا ؟ "

" أنا وقحة إتجاه الأشخاص الذي يستغلون جهليَ و لذلك لا أتمنى رؤيتك مجدداً "

إنسحبت من أمامه بطريقة حتى هي لم تعرف كيف إستطاعت الخروج من هناك.

" تبًا ..تباً "

الشتائم التي أطلقها بعد خروجها لم تكن كافية لإخراج غضبه ،كان بحاجة لقتل ذلك الذي دخل الحديقة في وقت كان فيه ممنوعاً دخول أي أحد آخر غيره و ماريانيال.

خرج بخطوات سريعة يتجه لمقر فرسان النور و قبل أن يصل كان الفارس في إنتظاره ،للتنفيس عن غضبه سحبه من تلابيب سترته مسدداً له لكمة أوقعته أرضًا.

تحدث نتانيال بنبرة آمرةٍ غاضبة ،

" خمسون لفة حول المقر "

" لماذا سموك ؟ "

" مئة لفة حول القصر الإمبراطوري "

توسعت عيون الفارس في رهبة مما سمع ما الذي فعله لكل هذا ،ليته لم يسأل و اكتفى بالخمسون لفة حول المقر ، وقف بسرعة يتجه نحو العقاب الذي لا يعرف سببه .

نتانيال الذي عاد أدراجه نحو مكتبه الحكومي دفع الباب في عصبية إنتفضى لها ذلك الذي كانت تحيط به كومة من الوثائق .

" أخفتني سم... "

اللكمة التي تلقاه منه جعلته يقع جالسا على الكرسي الذي كان عليه قبل دخول الأمير.

" أيها الوغد ألم أقل لك ألا تجعل أي أحد يدخل إلى الحديقة عندما أتواجد معها ؟ "

أمسكه من رقبته يسدد له لكمة أخرى أسقطته مع الكرسي الذي كان عليه.

تسائل من خلالها أرغان الذي كان يمسح الدم من على فمه في إستغراب ،أنه كان هنا منذ الفجر يراجع الوثائق الحكومية الخاصة بولي العهد و لم يخرج حتى أنه لم يذهب إلى المقر من أجل تدريباته اليومية مع الفرسان ،كل هذا و هو يرى ذلك الوحش الذي يزفر أمامه ،صدره يعلو و يهبط كأنه أتى راكضا فقط ليسدد له لكمتين ويسكت دون أن يعلمه خطأه.

اعتدل أرغان في وقفته ، هذب ملابسه التي أصبحت مجعدة بسبب سقوطه، إقترب بخطوات حذرة نحو الأمير الذي كان لا يستطيع الوقوف في مكان واحد من شدة غضبه.
و سأل بصوت هادئ

" ماذا حدث سموك ؟ "

أطلق نتانيال ضحكة شريرة جعلت أرغان يعود خطوة إلى الوراء

[ ربما أخطأت في سؤاله الآن هل كان علي أن أنتظر ]

" لو اهتممت قليلا وشددت الحراسة على الحديقة لما كنت الآن تسأل مثل هذا السؤال ؟ "

" هل علمت الماركيونيس أنك ولي العهد ؟ "

لا إجابات تلقاها أرغان من الوحش الذي كان يجوب الغرفة ذهابا و إيابا، كل ما سمعه هو تلك الأنفاس الخشنة و صوت الخطوات الذي يدق الأرض .

كيف لا يمكن أن لا يدرك أرغان هذا الأمر ،يكفي أن الأمير الآن في أعنف حالات غضبه بعد أن كان في الأيام الماضية سعيداً لقربه من الماركيونيس ،ظن أرغان أنه سيرتاح قليلاً من الضغط لكن حالة ولي العهد أمامه الآن جعلته يدرك أن الضغط بدأ لتوه.

" عليك أن تجد حلاً سريعاً لأستطيع رؤيتها "

" الآن هي لن ترغب برؤيتك "

" سواء كانت ترغب برؤيتي أم لا فهذا ليس من شأنك "

كانت ملامح أميرة غاضبة عندما تحدث بهذه الكلمات وهو ينظر إليه بعيونه السوداء الباردة.

" هل هي غاضبة لأنك ولي العهد أم لأنك أخفيت عليها أنك ولي العهد ؟ "

توقفت خطوات نتانيال عند سماعه لسؤال أرغان لقد طرح عليها نفس السؤال ولم تجبه إلا أنه نفسه لا يعلم لما سألها مثل هذا السؤال.

" ما الفرق إذا كانت في كلا الحالتين لا تريد رؤيتي ؟ "

" طبعا هناك فرق "

" ماهو... إذا كنت أنا بنفسي سألتها هذا السؤال ولم تجب "

" إذا كانت غاضبة لأخفائك أنك ولي العهد فهي لن تهتم و ستسامحك بعد أيام و لكن إذا كانت غاضبة لأنك ولي العهد نفسه فهي لن ترضى أبدا و لن تتمنى رؤيتك مجددا "

" هل تقصد ؟ "

توقف نتانيال في منتصف استفساره لم يستطع إكمال تخمينه ،لقد كان صعبا عليه قولها.

" طبعا سموك معرفتك بها لا تتعدى الشهر "

" أيها الحقير ألا يمكن أن تجعل فمك يقول كلمات محظوظة ؟ "

" سموك إنها الحقيقة "

" توقف عن قول الهراء و فكر بطريقة تجعلني أقابلها بها ..حسنا ... سأذهب للدوقية .. "

قال هذا الإقتراح و هو يتجه نحو الباب يقدم على هذا الفعل.
قفز أرغان بذعر يعيق خروجه.

" سموك إنتظر سنجد حلا مناسبا لا يمكنني أن أجعلك تذهب للدوقية ماذا إن كان الدوق الأكبر لا يعرف لقاءها بك ؟ "

" لا أهتم بذلك "

" سموك عليك أن تهتم لأن ذهابك للدوقية لن يجعلها تود مقابلتك هذا أولا أما ثانيا سوف تخسرها إذا علم الدوق الأكبر و ثالثا سموك هو الخاسر الوحيد في هذا الموضوع "

ضيق عينيه في أرغان الذي كان يسد الباب بجسده يركز بكلماته التي لفتت انتباهه .

" إذا لم تجد حلا لهذا الموضوع لن تغادر المكتب الليلة أبدا "

" سموك هل هذا عقاب ؟ "

" برأيك من أخطئ اليوم لولا إستهتارك في الحراسة لكنت الآن معها و ليس هنا أفكر في حل لأخطائك "

" أنا ... "

كاد أرغان أن يقول أنه هو من يفكر في حل و ليس سموك لكنه إحتفظ بأفكاره داخله لا يريد أن يزيد من إنفعال ولي العهد نحوه.

" فكر في حل يجعلني أقابلها بصفتي ولي العهد "

عم الصمت في الغرفة و أخذ كل منهما مكانا ،نتانيال الذي كان فقط يقلب الوثائق الحكومية التي أمامه تائه لا يعلم ما تحتويه ،توقف عقله في ردة الفعل التي أصدرتها أمامه لم تعطه فرصة واحدة ليبرر سبب فعلته، الصدمة التي ظهرت على وجهها اللطيف الذي أصبح شاحبا بعد سماعها كلمات الفارس و رعشة يديها و حتى صوتها المتعلثم
كل هذه التفاصيل جعلته يدرك أمرا واحدا.

[ هل ما تعرفه عن ولي العهد يجعلها تظهر بذلك المظهر الخائف ؟ ]

[ هل أنا مخيف ؟ ]

" ما رأي سموك في حفل عيد ميلاد الإمبراطور الذي سيكون بعد عشرين يوم ؟ "

" أنا لا أستطيع الإنتظار حتى يوم واحد و أنت تقول عشرين يوم "

تحدث و هو يضرب سطح المكتب بقبضته، نهض أرغان من مكانه اتجه نحو المكتبة التي كانت خلف نتانيال أخذ منها كتابا سميك الحجم و عاد نحو كرسيه يقلب الصفحات كل هذا تحت أنظار نتانيال الذي كان يتمنى قتله في هذه اللحظة.

" أميري ما رأيك في مسابقة الصيد لولي العهد لم نقم بها منذ ما يقارب الثلاث سنوات الماضية التاريخ المدرج في الرزنامة هنا هو الأسبوع الماضي ؟ "

عند هذا الإقتراح انتبه نتانيال لمساعده أرغان الذي كان لا يزال يقلب في صفحات الكتاب السميك بين يديه.

" ماذا إلم تحضر... ما الذي ستفعله النساء في مسابقة ولي العهد للصيد "

" حضورها سيكون مع الدوق الأكبر سموك هذه فرصة لتجعل منها مرافقة لك لن تستطيع رفض طلب ولي العهد أمام الكثير من الأشخاص..سموك هناك من النساء من تجيد الصيد "

" و ماذا إن رفضت ستكون فرصة لأن أقتلك كم أتمنى فعل ذلك "

" ما رأي سموك ؟ "

تغاضى أرغان على تهديدات القتل التي حصل عليها من أميره وركز على سماع إجابة ولي العهد.

" فلتكن المسابقة بعد ثلاثة أيام "

" رجاء سموك فلتكن الأسبوع القادم هذا غير كاف هناك الكثير من العمل توزيع الدعوات و تحضير غابة ولي العهد و تأمينها و... "

" قتلك سيكون أكثر أمر أستمتع به لكن للأسف أنت مساعدي ..أرسل دعوة خاصة لها "

" ما رأيك أن تكتبها بنفسك ؟ "

" يبدو أنك لا تريدها أن تحضر ؟ "

أرغان بإقتراحاته هاته أراد فقط إستفزاز ولي العهد بسبب اللكمتين التي تلقاه منه، لن يستطيع أخذ حقه إلا عن طريق بعض الكلمات البغيضة التي تثير جنون الأمير .

ِ

********

ماريانيال لم تعرف كيف خرجت من القصر الإمبراطوري الآن هاهي تستقل العربة من أجل العودة للدوقية .
لم تتوقع مثل هذا الموقف المحرج و السيء حتى في أسوء كوابيسها، طوال الفترة الماضية كانت تقابل ولي العهد بصفته فارسا بسيطا تضحك و تمزح تتبادل معه الأحاديث و تناقشه .

" لقد أعددت له أكلا و قبلت منه هدية "

" غبية غبية ماريانيال "

لأول مرة تصف نفسها بكلمات سيئة كهذه الغباء و الجهل لم يكونا أبدا صفات في قاموسها.
اليوم هي كانت جاهلة بولي العهد، اليوم كانت غبية لأنها شعرت في الأيام الماضية بالذنب لكونها لم تعرف عن نفسها لكن كيف لها أن يغيب عن ذهنها أنه قد حصل على تقرير مفصل عن كل حياتها.

ضحكت بكل أسى على نفسها ،على أنها كانت تشعر بالذنب و امتلكت ضميرا كان يرن كالجرس داخل قلبها يحثها على إخباره في كل لقاء لهما .

" لقد كنت خائفة من أن أخسر مثل هذه العلاقة التي لا تمتلك أي مسمى "

فجأة شعرت بقطرات تبلل خدها ،رفعت أصابع يدها و ما أدركته كان الأسوء ،إنها تبكي ،

" دموع ! "

ما زاد الأمر سوءا قلبها الذي كان ثقيلا و كأن فوقه حِمْلا كبيرا لا تستطيع تحمله.

" لقد وصلنا سيدتي "

سمعت طرقات على باب العربة إنتشلتها من شروها لتتسائل بصوت هامس لا يسمع.

"بهذه السرعة لما بدا الطريق قصيرا بشكل استثنائي اليوم ؟ "

مسحت تلك الدموع التي كانت شيئا لم تعرف لما قد حصلت عليه هل لأن قلبها من تألم .

الأمر الأهم في هذه اللحظة أن لا تجعل أي شخص يعرف بما حدث حتى أوليفر إرتاح قلبها عندما فكرت في أنها لم تتسرع و تخبره بلقاءاتها بالفارس شكرت تفكيرها و رجاحة عقلها .

لن تسمح أبدا أن يتم إستغلالها من قبل أي شخص لتدمير عائلتها ،حتى إن كان هذا الشخص هو ولي العهد الذي أخفى شخصيته.

دخلت القصر بخطوات سريعة حاولت قدر الإمكان أن لا تظهر أنها مهتزة أرادت فقط أن ترتمي على سريرها و تختفي كل المشاعر التي تملكتها في هذه اللحظات بعد إستيقاظها ،تحتاج حاليا إلى أن تغلق على نفسها وسوف تعود كما كانت عندما تشرق الشمس من جديد.

لكن أمنيتها لم تتحقق كأن الراحة التي طلبتها كانت كثيرا عليها ،لأن فيليب الذي يقف أمامها يقرأ ملامحها الجامدة بدا مذعورا و كأنه يراها بهذا المظهر للمرة الأولى ،
حقا إنها المرة الأولى.

" سيدتي هل أنت مريضة هل نطلب الطبيب ؟ "

" أنا بخير "

أجابته دون أن تتوقف حتى أنها مرت من أمامه لا ترغب في رؤيته و لا حتى سماع صوته اللحوح.

" وجهك شاحب و عيناك حمراء يجب أن
نعلم الدوق .. "

" لن يعرف الدوق الأكبر بأي شيء أنا أحذرك "

كانت نبرة باردة و حادة جعلت من فيليب و كل من كان حاضرا في تلك اللحظة داخل الممر أن يشعر بالقشعريرة لصوتها الذي لم يهتز وهي تهدده ،لطالما كانت سيدتهم إمرأة لطيفة ، ناعمة و حنونة في تصرفاتها إتجاههم ، لكنها قاسية عندما لا يتم تنفيذ أوامرها .
تركته خلفها لا يعرف ما إذا كان إخفاء هذا الأمر عن الدوق الأكبر خطأ أم صوابا .
في كلا الحالتين بالنسبة لفيليب هو أمر خاطئ، لذلك فهو سوف ينتظر حتى يرى حالتها غدا إن ساءت سيخبر سيده.

دخلت غرفتها و إرتمت في سريريها تحتمي به ،تجر أذيال الخيبة المؤلمة التي تعرضت لها
هل تلوم جهلها أم تلوم غبائها

" ليتني لم أعد من أجل الشال في ذلك اليوم "

لا تعرف كم من الوقت و هي على السرير تتقلب يمينا و يسارا ،تتطلع إلى السقف من حين لآخر.
لملمت شتات نفسها و دخلت الحمام تأخذ فترة راحـة داخل الحوض ترخي جسدها الذي أهلك اليوم ،علَّ و عسى يختفي الثقل الذي يحيط قلبها.

لا تعرف لما هي غاضبة أبسبب أنه ولي العهد ،أم لإخفاءه أنه ولي العهد، أم أنها تحطمت توقعاتها بشأنه وتمنت لو كان فارسا فقط بعيدا البعد عن حدود النبلاء وحياتهم وقواعده الصارمة.

" ليته فقط كان "

همست تحت أنفاسها بكلمات أمنية لن تتحقق أبدا.


*******************
************
*****

رأيكم يهمني صوت وتعليق لطيف.




Continue Reading

You'll Also Like

16.8K 481 24
before you read this book read my abuse first
939K 58.9K 37
النيران أشبه بالدمار، تحرق كل ما تطوله ألسنتها، وكأنها غير باقية للحياة، لكن ماذا لو كانت تلك النيران مُتيمة بالعشق!! حينها سيختلف المعنى وستتغير ال...
439K 24.3K 166
Featured at Wattpad's Editor Picks list. Luna, an overworked Engineer, had an unfortunate end. Her spirit, feeling wronged, fights Death for a second...
86K 766 12
အသက်ရွယ်ကန့်သက်ချက်တွေ လွန်လွန်ကြူးကြူးပါဝင်လို့ ကိုယ့်ဟာကိုယ် ဆင်ခြင်ဖတ်ပါ။