وراء الباب المغلق

By kina309

306 49 0

عزيزي القارئ .. كانت فرحة إصداري الأول لا توصف عام 1999.. بل ولم أكن أصدق نفسي وأنا أحمله بين يدي وأتصفحه عال... More

مقدمة
أكثر بقع العالم عزلة
مغالطات منطقية
الموت الأسود
للخيال أنواع
دراكيولا
رحلة إلى أعماق الكون
عالم التشاؤم
ذو القناع الحديدي
مخطوطة غير عادية
أشهر مجهول
من ملفات الطب النفسي
الحاكم بأمر الله الفاطمي
الذي عبر المحيط
الأخير

قصة الزمن

70 8 0
By kina309

الزمن حسب ما تذكره الموسوعات هو: (الفترة الفاصلة بين حدثين متعاقبين أو أحداث متعاقبة).. تعريف بسيط للغاية وواضح.. ولكن.. متى بدأ الزمن بالضبط؟!.. قد يبدو السؤال بسيطا أيضا للوهلة  الأولى.. إلا أنه ليس كذلك على الاطلاق.. فقد حير الناس منذ بدء الخليقة ولم يتمكن أحد من إيجاد الجواب الشافي له.. لقد قال البعض أن الزمن بدأ مع نشأة الكون.. وآخرون قالوا أن بداية الزمن كانت مع نشأة كوكب الأرض.. أو مع ظهور الحياة على سطحه.. أما بالنسبة للعلماء فقد ذكر بعضهم -وعلى رأسهم (أينشتين)- أن الزمن لا يبدأ ولا ينتهي أصلا.. فهو أزلي.. تماما كالطاقة التي لا تفنى ولا تستحدث من عدم.. إلا أن جميع هذه الإجابات غير مؤكدة.. أو على الأقل غير دقيقة.. فالواقع أن لا أحد يعلم متى بدأ الزمن.. ولكن الأمر المؤكد أن المصريين القدماء أول من درس الزمن ووضع تاريخا رسميا له.

‫ كان هذا مع تطور الحضارة المصرية القديمة وظهور عدد من علماء الفلك الذين راحوا يدرسون حركة النجم المعروف باسم (الشعري اليمانية) (Sirius) وهو ألمع نجم في السماء.. ومع دراستهم هذه حدد الفلكيون المصريون القدامى عام (4241) قبل الميلاد.. وهو أول تاريخ رسمي معروف ومثبت في تاريخ البشرية.. كما اعتبروا ظهور النجم (الشعري اليمانية) هو بداية كل عام.. ثم بدأ الفلكيون بحساب أيام هذا العام.. فوجدوا أنها 365 يوما.. هي أيام السنة التي نعرفها في عصرنا هذا.. وهكذا جاءت فكرة العام.

‫ أما بالنسبة للشهر.. فقد كان فكرة البابليون.. وذلك حين استخدموا القمر لحساب الشهور.. واعتمدوا تماما على الشهور القمرية.. مما سبب لهم الكثير من الارتباك لعدم انتظام الشهور القمرية.. فقسّم المصريون القدماء السنة إلى اثني عشر شهرا

كمحاولة منهم لتعديل أسلوب البابليون المربك في تقسيم الأشهر.. وجعلوا عدد أيام كل شهر ثلاثين يوما..أي أن السنة عندهم كانت 360 يوما فقط.. أما الأيام الخمسة المتبقية.. فاتخذوا منها عيدا يحتفلون به ولا يضيفونه إلى عمر الإنسان.

‫ ثم جاء (يوليوس قيصر) بعد ذلك.. ودرس التقويمين البابلي والمصري.. وبعد أن اجتمع مع الفلكيين في قصره.. أصدر تقويمه الذي قسم فيه العام إلى اثني عشر شهرا.. يحوي بعضها 30 يوما.. والبعض الآخر 31 يوما.. واستثنى شهر فبراير بجعل أيامه أقصر.. بحيث يضيف إليه يوما كل أربع سنوات ليحل مشكلة ربع اليوم الذي كشف الفلكيون وجوده في كل عام.

أما بالنسبة لفكرة الأسبوع.. فهي من ابتكار اليهود.. ففي قصة الخلق في التوراة أن الله خلق العالم في ستة أيام.. ومن هنا استخدم اليهود هذه الأيام الستة مع إضافة يوم سابع للراحة.. وقسموا السنة إلى 52 أسبوعا.. وقد انتشر اليهود في العالم.. ورحلوا من مكان إلى آخر مع المحافظة على تقسيمهم للزمن.. فانتشر معهم الأمر وأصبح هناك ما يعرف بالأسبوع في كل أنحاء العالم.. وكان ذلك قبل ميلاد المسيح بعدة قرون.

ثم أتى دور تقسيم الزمن إلى أيام.. وكان ذلك أسهل بكثير من تقسيمه إلى سنوات وشهور وأسابيع.. فاليوم هو أوضح وحدة للزمن.. إذ يبدأ مع شروق الشمس.. ويمتد حتى شروقها التالي..  فشعرت جميع الشعوب والحضارات بهذه الوحدة البسيطة من الزمن وأطلقوا عليها اسم (اليوم).. ولكنهم اختلفوا فيما بينهم في تقسيم هذه الوحدة
إلى وحدات أصغر.. ففي البداية قسم الناس اليوم إلى أبسط نصفين.. ليل ونهار.

‫ ثم جاء البابليون مرة أخرى.. وقسموا اليوم إلى اثنتي عشرة فترة زمنية متساوية أطلقوا على كل  منها اسم (الساعة) وقسموا الساعة إلى ثلاثين دقيقة.. وهذا يعني أن ساعتهم كانت تساوي ساعتين من وقتنا هذا.. وعلى الرغم من أن هذا التقسيم انمحى منذ أمد بعيد جدا.. إلا أننا اليوم  وبعد تقسيم الزمن إلى 24 ساعة.. ما زلنا نستخدم النظام البابلي.. فما زالت كل الساعات تحمل 12 رقما بدلا من 24 رقما!!.

‫ وقد اخترع المصريون القدماء الساعة الشمسية واستخدموها في تعديل النظام البابلي.. وذلك بتقسيم اليوم إلى 24 ساعة.. وهو التقسيم الذي نستخدمه في يومنا هذا.. وقسموا بعدها الساعة إلى 60 دقيقة.. والدقيقة إلى ستين ثانية.. و.. هكذا كان الزمن.. من سنة.. إلى شهر.. إلى أسبوع.. إلى يوم.. فساعة.. فدقيقة.. فثانية.

وعلى الرغم من كل هذه التقسيمات.. ظل الوقت غامضا للناس لا يعرفه سوى الخبراء والمختصين الذين يجيدون استخدام الساعات الرملية والشمسية والمائية وغيرها لمعرفة الوقت.. إلى أن جاء القرن السادس عشر.. ففي بدايات ذلك القرن ظهرت أول ساعة ميكانيكية ذات عقارب من النوع الذي نستخدمه في أيامنا هذه.. وتعد تلك  الساعة إحدى أعظم وأهم اختراعات البشرية.. لأنها منحت الإنسان العادي القدرة على قراءة الوقت ببساطة دون الحاجة إلى سؤال الخبراء.. ومع مرور الزمن تطورت الساعات وانتشرت في كل مكان.. فظهرت الساعات الكهربائية في القرن التاسع عشر والالكترونية في القرن العشرين.

‫ و.. لم تنته قصة الزمن عند هذا الحد.. ففي عام 1905.. نشر (آينشتين) نظريته النسبية والتي اعتبر فيها الزمن البعد الرابع للمادة.. فقد وجد أن  الأبعاد الثلاثة المعروفة (الطول، العرض، الارتفاع) لا تكفي لتفسير كل الظواهر الكونية وقوانين الطبيعة.. لذا أضاف الزمن إلى هذه الأبعاد الثلاثة.. وأثبت أن الزمن هو البعد الرابع.. وتوصل إلى معادلات قلبت قوانين العلم رأسا على عقب وأعطت مفهوما جديدا للزمن.

‫ وفى تلك النظرية.. استخدم (آينشتين) لأول مرة ذلك المصطلح العجيب المثير (الزمكان).. والمصطلح ببساطة يعنى السفر عبر الزمان والمكان في آن واحد.. أو السفر عبر الزمن كما نعرفه في قصص الخيال العلمي.. وفي ذلك الوقت كان السفر عبر الزمن يعتبر ضربا من الخيال فجره الأديب الإنجليزي الرائع (هربرت جورج ويلز) عندما نشر رائعته (آلة الزمن) عام 1895.

‫ ففي نظريته المدهشة التى حيرت علماء جيله.. أثبت (آينشتين) أن الزمن بعد رئيسِ فى القياسات الجادة فى الرياضيات والفيزياء.. وباعتبار الزمن بُعدا.. فهو ككل الأبعاد الأخرى.. يمكن السير فيه إلى الأمام والخلف أيضا.. ومع هذه النظرية الجديدة.. لم تعد فكرة (آلة الزمن) مجرد خيال محض.. بل أصبحت احتمالا علميا منطقيا رغم معارضة عدد كبير من الناس لها بسبب نظرية فلسفية شهيرة أقرب إلى أن تكون علمية.. أو لنقل إنها المنطقة التي يتصادم فيها الفيزياء مع الفلسفة.. وأطلقوا على تلك النظرية اسم (السببية)!!.

وتلك النظرية تعتمد على أن العالم كله وحدة واحدة.. فلو تمكن أحد من السفر عبر الزمن إلى الماضى وأحدث تغييرا ما مهما بلغت بساطته.. فسيؤدى هذا إلى حدوث موجة متزايدة من التغيرات على مدى السنوات التالية يمكن أن يتغير معها تاريخ العالم كله.. مما يهدد وجود المسافر نفسه فى المستقبل!!!.. فلنفترض مثلا أن أحد العلماء عاد إلى الماضي وقتل (هتلر) بسبب أطماعه وسياساته التوسعية.. فهل يمكن أن ينتهى الأمر عند هذا الحد؟!.. مستحيل!!.. فموت (هتلر) سيغير مصير العالم كله وتوازناته العسكرية وأعداد سكانه وقدراته التكنولوجية والعلمية.. مما يعنى أن آلة الزمن التى استخدمها المسافر لن تتاح له فى الغالب.. مما سيمنعه من السفر وتغيير الماضى.. نعم.. دائرة فلسفية غريبة معقدة لا يمكن حسمها أو فهمها أو الاقتناع بإمكانية حدوثها!!.

‫ ثم.. ماذا لو سافر آخر وأنقذ (هتلر)؟!.. وجاء بعدها ثالث لينفيه إلى دولة أخرى.. عندئذ سيرتبك التاريخ كله في كل حادثة ومع كل مسافر عبر الزمن إلى الماضي على نحو أشبه بالعبث.. كلام منطقي للغاية كما ترون رغم كل المعادلات الرياضية التي تؤكد أن فكرة السفر عبر الزمن حقيقة علمية لا جدال فيها.. إذا.. كيف سيكون المَخرج من هذه الورطة؟!.

‫ لقد ظهرت إجابات عديدة.. ربما أهمها أن الإنسان لو قدر له أن يسافر إلى الماضي.. فسيسافر كمشاهد للأحداث فقط.. وليس مشاركا فيها.. والأمر شبيه بما يحدث حين نرصد النجوم في السماء.. فعندما نشاهد نجما يبعد عنا 100 سنة ضوئية مثلا.. فنحن في واقع الأمر نشاهد ما كان عليه ذلك النجم منذ 100 سنة وليس ما هو عليه الآن!!!.. أي أننا نشاهد ماضي النجم وليس حاضره.. ولو افترضنا أن ذلك النجم مأهول بحضارة عاقلة.. وأن لدينا راصدا متطورا جدا.. فهذا سيعني أننا سنستطيع أن نرصد في حاضرنا تاريخ النجم وماضيه.. وهذا -مع شيء من المرونة- نوع من السفر عبر الزمن.

‫ لذا لو توفرت لنا مستقبلا التكنولوجيا اللازمة للسفر إلى الماضي.. فسنشاهد الماضي بالفعل.. ولكن كما نشاهد فيلما على شاشة التلفاز.. ولن يكون باستطاعتنا أبدا التدخل فى الأحداث وتغييرها.. إلا أن هذا لن يجيب على كل شيء.. فماذا عن السفر إلى المستقبل؟!.. ماذا لو سافرت إلى عام 3000م مثلا؟!.. إنه المستقبل بالنسبة لك.. لكنه الماضي بالنسبة للبشر عام 3100م!!.. أي أنك بهذه الطريقة ستغير الماضي لبشر المستقبل!!.. إنها قضية شائكة معقدة بالفعل كما ترون وتبدو أنها بلا حل.

‫ لكن.. لا توجد مشكلة هناك.. فكل الأحلام العلمية بدأت هكذا.. شبه مستحيلة.. ثم تتحقق بعد دراسات وأبحاث طويلة.. هذا ما يحدث باستمرار.. وما سيحدث دوما.. ومازال العلماء يجاهدون.. ويعملون.. ويحاولون حتى لحظة كتابة هذه السطور.. ويبقى الزمن سرا من أسرار الكون رغم كل تقدمنا واكتشافاتنا العلمية.

Continue Reading

You'll Also Like

32.2K 734 74
معرفتي الاولى بتكون جداً مختلفة وتمس بعض من الواقع لا كثيراً ..اذا كان فيه تشابة لأي رواية او أسماء أبطال فهذا من باب الصدف لا اكثر 🤍.. مهم مهم "ل...
6.7K 171 14
كتاب ربَّ خرافة خيرٌ من ألف واقع ...
156K 13.9K 160
قصص قصيره ولطيفه تحكي عن علاقة اخوه تجمع سبع فتيان لا تربطهم صلة دم او اي شي فقط جمعهم الحب الاخوي والعاطفة تجاه بعض تراه ترهم يحبوا بعض وتاره يتشاجو...
567 18 4
هذه رواية عن الحب، والصداقة، والأمومة، والفقد، والفراق، والوجع، والألم.. آهٍ، وآهٍ، وآه من هذه الرواية! هدفها الأول هو إظهار معاناة النساء الأفغان، ح...