Dr.Hwang | الطَبِيبْ هوانغ

By candyskz

401K 22.9K 72.4K

يَبحَث الفَتى الاستُرالي عَن جامِعة وَ عَمَل بَعد ان تَم طَردُه بالكَثير مِن المَرات. يُساعِدُه صَديقَه هان و... More

تَعريفْ
Part. 1
Part. 2
Part. 3
Part.4
Part.5
Part.6
Part.7
Part, 8
Part.9
Part.10
Part.11
Part.12
Part.13
Part.14
Part.15
Part.16
Part. 17
Part.18
𝑃𝑎𝑟𝑡.19
Part.20
𝙋𝙖𝙧𝙩.21
Part.22
Part.23
Part. 24
Part.25
Part.26
Part.27
Part.29
Part.30
Part.31
Part.32
Part. 33
Part. 34
Part.35
Part.36
Part.37
Part.38
Part.39

Part.28

10.9K 577 1.9K
By candyskz

احبكم أستمتعو ♡

𐦐 𝐹𝑖𝑥 𝑖𝑡 𝐹𝑒𝑙𝑖𝑥 𐦐
⚠︎

لَطَالمَا كُنْت بارعًا فِي التَّخَفِّي ، لََا أحد يَشعُر إِلى أيِّ دَرجَة أنَا مُفكَّك ومشتَّت ، إِلى أيِّ حدٍّ يُؤْلمني حُزْنِي وتقْتلني أَيامِي البائسة ، كان لُزُوم عَلِي الصَّمْتِ ، لِأنَّ لََا أحد يَفهَم مَا أُعانِيه ، لََا أحد يَهتَم أساسًا.

ولأنَّني لََا أَجِد اَلكلِمة المناسبة لِشَرح جَحيمِي اَلذِي يُمَزقنِي ، مَا أنَا عليْه الآن ما هيَ إِلَّا تراكمات حَياتِي كُلهَا. لَم أَبكِي فِي المواقف الصَّعْبة اَلتِي كَانَت تدْفعني لِلْبكَاء مِن قِبل،

صَمدَت كمَا لَو أَنهَا لَم تُؤثِّر عَلِي ، تَحملَت حَتَّى اَنفجِرث ، أنَا لََا أَعرِف كَيْف كان لِحضوره أن يَخلُق مِنِّي شخْصًا آخر ، شخْصًا لََا يَتَذكَّر أَنَّه حزين، طُول سِنيني اَلتِي قَربَت أن تُصْبِح اثنان وَ عِشرون!

لَم يَجعلْنِي أيُّ شَخْص أَشعُر بِالسَّعادة وَ الراحة كَما فَعَل هوَ، إِلى الآن أَتذَكر شُعوري فِي أَوَّل شُهُور تَحَدثنَا ، كُنْت أَرفُض أن أُصدِّق أَنَّهُ حَقيقِي وَ الى الآن لازِلت لا استَطيع التَصديق!

لَم يَجعلْنِي أحد أَبتَسم لِهَذا اَلحَد ، لَم أَتُوق وأتلَهَّف لِشَخص مِن قَبلَه، لَم اُفَكِر في أيِّ شَخْص فِي غِيابه كمَا كُنْت أَفَكِر بِه طوال غِيابه هوَ بَل كانَ يُلازِم عَقلي اربع و عُشرون ساعة!

أُريد فقط الاطْمئْنان عليْه، أَتلَهف لِلْحدِيث إِلَيه رُغمَ عِلمي بِأنَّهُ غاضِب مِني وَ يَتَجاهَلني لِانني لَم اُبادِلَه الحُب ايضَاً، لكِنّي لََا أَستطِيع وَهذَا يَقتُلني.

حقًّا! الى الآن لَم أَتمَكن مِن إِيضَاح مَشاعِري تُجَاهَه، كُلُّ الطُّرق تَدلنِي إِلَيه لَيْس هُنَالِك مفرُّ مِنْهُ حقًّا ! عَليَّ أن اِعترَف أَننِي تَجَاوزَت اَلحَد المسْموح بِالنَّظر إِلَيه، حَيث تُداهِمُني رَغبَة كَبِيرَة بِتقْبِيل وَجهِه فِي كُلِّ مَرَّة أَرَاه بِها!

لَمَّ اِعْرِف مَا هُو اَلشَّي اَلذِي شَدنِي إِلَيه عَيْناه ؟ شَفَتاه ؟ اِبْتسامته ؟ مَلامِحه؟ وَجهُه ؟ شَعرُه؟ كُلُّ مافيه يجْذبني، جميع تفاصيله الصَّغيرة والْكبيرة تُعْجبني، ابتَداءاً مِن رَفعة حاجِبَه الى شَخصيتَه المُمَيزة.

بَدأَت أعجَب بِه وَ شيئاً فَشيئاً تَزداد مَشاعري هَيَجان على الرَّغْم مِن المشاكل اَللتِي مررْنَا بِهَا وَعلَى الرَّغْم مِن بَعْض الأحاديث اَلتِي قد قُلْناهَا لِبعْضِنَا البعْض وكانتْ مُعضَّم الأحاديث جَارِحة إِلى أَننِي لَم أَستطِيع الابْتعاد عَنْه

رُغمَ مَعرفتي بِأنَّه مِن المُستَحيل الارتبِاط بِـ شَخصاً مِثله إلا ان هُنَالِك شيٌّ يَربُطني بِه كُنت لََا أَعرِف مَا هُو وَ اليَوم اتضَح لِي انهُ القَدر.

أَننِي احبَبَتَّه وَ فَضلّتَه على الآخرين ولَّاكنَّ قُرْب النَّاس مِنْه يشْغلني كثيرًا ويشتِّت تفْكيري أنَا قَادِر على الاعتِراف لَه لَكِن لَا افعَل لِانني لِفَرط خَوفي اخاف مِن ان اخاف !

اِعترَف أَننِي أُغرِمت بِتفاصيله وَأحِب أيْضًا عِنْدمَا يُشارِكُني هوَ حُزنَه وَفَرحه وهمومه ومشاكله، اُحِب عِندَما يُخبِرَني بِمشاعره، لَقد مَررنا بالكَثير مَعاً

مِثل ان يُشارِكُني مشارِيع عَمَله وَ خِططَه، مُضحِك قَول ذَلِك، لَقد اختَطفنا مَعاً وَ عِشنا مُغامرات عِندَما انا هَربت من خَطيبي وَ هيونجين وَقَف امام الصحافة يُمَثل بِأنهُ اكثَر الرِجال طَبيعة.

بالتَفكير بِكُل هَذا الآن ابتَسَم. بَيني وَ بينَه ليسَ يوم او يَومان بَل اسابِيع جَمعتنا حَدَث بِها الكَثير جَعلتنا مِرتَبطين بِبَعضنا البَعض مِثل عُقدة مُتَمكنة.

كُنت خائِف مِن البَوح بِمَشاعري لَه، فهوَ في اغلَب الاحيان لا يَبدو حَقيقاً، لِما قَد يَحِب شَخص كاذِب مِثلي؟ وَقح وَ عَنيد لا يَملَك حَتّى شَهادة دِراسية و التي هيَ ابسَط الأشياء.

لِما قَد يُحبِني أنا؟ هوَ ليسَ شَخصاً عادِيّاً بَل أنَّهُ كَالسلام الداخِلي، انَّهُ مِثلَ وَحي قادِر على شِفاءَ الآخرين، فَقَط هوَ قادِر على تَغيير ما عَجِز الآخرون ان يُغَيروه بي مِنذُ سَنوات!

أنا مُقَيَّد بِقيود صَنعتَها لِنَفسي، قُيود سَميكة مَوادُها ذِكريات لَم استَطِع تَركها وَرائي وَ المَضي قَدَماً. قُيودي سَبَبُها أشخاص خَذَلوني وَ لَم استَطيع التوَقُف عَن حِبَهم.

مِن عَلاقات انهَيتُها وَ لَم تَنتهي بَل بَقيت في جُوفي تَخنقني وَ كَأنها تُلقِّني دَرساً بِأن لا اخوض أُخرى. تُذَكرني بِماضي حالِك الظلام، مواقِف مؤلِمة أحكَمت الاغلاق على فِكري وَ قَلبي.

وَ الآن اُحاوِل فَكَّها لِاجلَّه، فاليَوم اثبَت لي أنَّهُ إن وَقَف العالَم ضِدي سيَكون هوَ مَعي رُغمَ اخطائِي، انهُ سَوف يُحاسِبني بِأكثَر الطُرُق انصافاً دُونَ حاجة للتَعميم عَن انني مُخطأ!!

" حِزامَك .. "

ايقَظني مِن شُرودي صَوْتَه لِكي أعي على نَفسي انَنَي احاوِل النُزول مِن السيارة وَ لَم اقوم بِفَك حِزامَ الآمان خاصَتَي. هَذا ما يَفعلَه بي طَوال وَقَت، هوَ حَقاً بارِع في ذَلِك.

صَفعت جَبهَتي بِغباء وَ مَددت يَدي لِفَك الحِزام ثُمَ نَزلت وَ اغلَقت الباب بِهُدوء خَلفي. وَقفت مَكاني انتَظرُه. لا اُخِفي انَّ هَذا الرَجُل يَبدو دائِماً رائِعاً حَتّى في اشَد حالاتِه وَ هوَ مُتَمَلِل.

اتبَعَه بِعَيناي يُغلِق الباب وَ يَتَجنب النَظَر لي بَل عَيناه الناعِسة رَماها امامَه دونَ وِجهة وَ بِإهمَال ثُمَ مَشى مُعَلِقاً سِترته على اصبَعه فَوق كِتفه للخَلف.

مَشيت خَلفَه ايضَاً وَ لَم اعُد ارى اي شيئ بِسَبب طَولَه وَ عِرض مَناكِبَه. انا فَقط لَمَحته يَمُد ذِراعَهَ بِخفة وَ يَرمي المُفتاح للحارِس. لِوَهلة استَغرَبت سعادة الحارِس..

فهوَ التَقط المُفتاح و نَظَر لَه بِقمة سعادتَه وَ كأنََه واقِع في حُبَه، لِكَن بَعد ان مَررت مِن امامَه اتضَح لي انَ هيونجين وَضعَ لَهُ المال في حَلقة المَفاتيح. - نَبِـيل - ولا يَتوَقف عن كَونه كذَلك.

ابتَسَمت بِخِفة وَ اشعُر بِأنَنَي مُحَرر تَماماً، حَسناً ليسَ تَماماً لَكِن اكبَر جِزء مِني. لَقد استَطعت ان اطمَئِن على والِدَتي وَ هيَ بِخَير الآن، مَرَضُها كانَ اكبَر هُمومي وَ الآن اُعفيت عَنهُ.

لَم أَستطِيع رُؤيَة أُمِّي وَذلِك لِأنَّه تُوجب عَليهِم إِدْخالهَا إِلى العناية المشدَّدة حسب طلب اَلطبِيب وسيم هُوَانغ، لِذا لَم اكُن قادِر على الاطمئِنان لَكنني واثِق من انها بِخَير.

أوليفيا جَميلَتي، لَقد اصَرت على البَقاء بِجانِب أمي لَكِني حاوِلت اقناعها وَ اخبَارها انَّها سَوف تُرهِق نَفسها هَكذا لِان لَن يسَمحوا لها بالدُخول، بَل عَليها ان تَنتَظِر امام البابَ طوالَ الليل.

لَكِنها لَم تَستَمِع لي، بَل اصَغَت الى هيونجين عِندَما اخبَرها بِهُدوء بِأنَنَي مُحِق وَ إن كانَت خائِفة مِن الابتِعاد سَوف يَستأجِر لها غُرفة بِاقرب فندق للمَشفى لِتذهب و ترتاح بِه و مِنهُ تَكون قَريبة من امي.

وَلَقد فَعلَ ذَلِك، فهوَ اخبَر سونغمين بِأن يَبحث عن اقرَب فندق، كانَ هيونجين مُصِّر على ايصالها مُنذُ انها لا تَعرِف الاحياء هُنا. ذَهبنا مَعها الى الفُندق وَ في حِين تَأكُدي من انها سَتكون بِخير قامَ هيونجين بِدفع الاجرة لها.

بالطَبع لَم يَدعني ابقى مَعها لِكي لا اهرُب ... رُغم ذَلك أنا حَقاً مُمتَن لَهُ وَ بِشدة. اقِف خَلفه اِنْتظَره يَفتَح باب الغُرفة. أنَا بِقُمة سعادَتي لِدرجة أَننِي أَشعُر بِدغْدَغة الفراشات دَاخِل أمْعائي وَذلِك كُلُّه بِسَبب طويل القامة اَلذِي يَقِف أَمامِي .

اُنظُر إِلى عَرْض أكْتافه وَأنَا وَاثِق أنَّ عَيْناي تُحوِّلَان إِلى قُلُوب حَمْراء ذُو لَمعَة الماسيَّة . الابْتسامة لََا تَتَوقَّف عن الظُّهور على وَجهِي لِدرجة أنَّ وَجنَتِي آلَمَتني.

هيونجين فقط اُنظُر إلَّي الآن ، أَصبَحت مُدْمِن بِيَوم ونصْف ، أنَا حقًّا مُنْدَهِش كَيْف اِسْتطَاع خَلْق تِلْك المعْجزة بِداخِلي ، بِفتْرة قَصِيرَة اِسْتطَاع أن يَنمي مَشاعِر حُبٍّ بِداخِلي لَه !

اُدخُل خَلفَه وكأنَّني هَائِم عَيْناي أبتْ أن تَتركَه ، بل تُشاهِده كَيْف يَرمِي المفاتيح بِعشْوائيَّة وَيسقِط على الأريكة مُوَسعا بَيْن قدميْه وَيرمِي رَأسُه لِلْخلْف مُغْلقًا عَيْناه.

رُغمَ انَّ ملامِحَه مُنهَكة الى انهُ مُثير وَكَأنَّه كُتلَة مِن جَمْر ! بَقيَت أَقِف مَكانِي وَذلِك لِأنَّ بُقعَتَي هِي أَفضَل زَاوِية ل تَأملُه لِساعَات طَوِيلَة .

اِبْتداءًا مِن فَكِّه اَلْحاد إِلى عُنُقه اَلطوِيل نُزولا إِلى عَرْض أكْتافه وَذلِك اَلقمِيص اَلذِي تَجعَّد بِخفَّة بشْكلَا يليق بِه.

" هل ستبْقى عِنْد اَلْباب ؟ "

قفز جَسدِي بِخفَّة عِنْدمَا صدح صَوتُه وكسْر زُجَاج تَأملِي . هذَا الرَّجل حقًّا - أَعنِي كَيْف رَآنِي وعيْنَاه مُغلَقَة ؟ هل هَذِه حاسَّته العاشرة ؟

- أُجِب سُؤَاله -

مَاذَا أُجيبه أَيهَا الأحْمق ! ؟

نَظفَت حَلقِي اَرمَش عِنْدمَا أَعَاد رَأسُه بِبطْء وفتْح عَيْناه لِتخْرج مِنهَا سِهَام قَاتِلة تَختَرِق وَجهِي ، حَدَّق بِي رافعًا حاجبه الأيْسر

- بدأ تَفعِيل وَضعِية الشَّمْعة -

هَذا ما تُجيد فِعله انت.

أَخذَت نفسًا عميق قَبْل أن أَخطُو نَحوُه وَهُو تَبعنِي بعينَاه إِلى أنَّ وَصلَت إِلَيه ، وَضعَت يَدَاي على رَكبِه قَبْل أن أَنزَل بِبطْء وَاجلِس القرْفصاء بَيْن قدميْه. اِنْزِل عَيْناه نَحوِي وَبقِي على وضْعيَّته تَارِكا كفَّيْه أَعلَى فخْذيْه.

شَعرَت بِالارْتباك فَجأَة لِتواجدي أَمَام جلالَته وَعظمَة سُوداويتيَّه نَظرَت إِلى صَدرِه أُتمْتِم : " هيونجين ..."

لَم يُجيبَني بل بَقِي يَنظُر إِلى بِصَمت وَ بِأعيُن ناعِسة. اِبتسَمت بِخفَّة مُسْتذْكرًا جميع مَا فَعلَه لَيٌّ ثُمَّ قَلَّت بِخُفُوت: " اعلَم انكَّ مُنهَك، ارَدت شُكرَك فَقط "

زَفَر انفاسَه بِثقل وَ حَرَك شَفتَيه: " انا استَمِع "

زَممت شَفتي وَ قَلت بِاسى استَرجِع ذِكرياتي امامَه : "مُنْذ عاميْنِ اِنْهارتْ حَياتِي حَولِي . . "

صَمتَت قليلا أَكمَل بِشرود مُبْتَسِم : " لَكنَّك أَعدَّت بِنائِهَا فِي يَوْم . . "

" كُنْت أَفقِد اِنْتمائي لِكلِّ شَيْء ... لَكنَّك أَعدتْنِي إِلَيه "

اِرْفع عَيْناي نَحْو حدقتَيْه الهلاليَّة اهتِف لها بِصدق : " اِعترَف أَننِي أَخطَأت كثيرًا بِحَقك ... وَأنَا حقًّا آسف ، أنَا اِعتذَر لَك بِكلِّ مَا بِي مِن جَوارِح وصدْق "

تَوقفَت لِوهْلة عِنْدمَا قُطْب حاجبَيْه بِخفَّة وَنبَس بِأكْثر نَبرَة هُدوءًا : " لََا تَتَأسَّف إِنَّ كان ذَلِك بِسَبب والدَتك "

نَفيت رَأسِي اِبْحث عن شَيْء يَصفنِي : " اَلذِي اِعْتَاد القلق . . يُعتَقَد أنَّ الطُّمأْنينة كمين . . "

" أَنْت تجْعلني أَتَساءَل لِمَا قد تُحبُّني بِجميع أخْطائي ورغْم وقاحَتي ... "

نَظرَت دَاخِل عَيْناه لِأقول بِشَيء مِن الإحْباط : " هيونجين أَنْت لََا تَبدُو حَقيقِيا ... أتيْتني مَثَّل حُلْم أَخَال أن اِسْتيْقظ مِنْه وأفْقد نَفسِي "

" مَاذَا أَفعَل إِنَّ كان فَرْط أفْكاري يُتْعبني دائمًا؟ "

" أَعلَم أَنَّه همُّك حُبِّي ، لَكِن خَوفِي أَقوَى مَنِي . . "

تَوَقفت عَن الكلام عِندَما دَحرَج سَوداويتيه بِبُرود وَ نَبس بِتَنهد: " جَيد أنكَ تَعلَم "

دَفَع بِجَسَده و وَقف ثُمَ جَرَّ قَدَميه مِن امامي وَ ذَهَب تارِكاً إياي خَلفَه. رَميت يَداي على الاريكة وَ مَعهم رَأسي، انهُ أمراً صَعب وَ مُرهِق لَكِنني لا اتخلى بِسُهولة.

- اصلِّح ما هَدَمتَه فـيلكس -

سَأفعَل، لَكِن دَعني استَحِم اولاً !
رِحلَتي هَذِه سَوف تَستَغرِق أيام طَويلة وَ ليسَ لَيلة او لَيلتين. قَد تَنقَلِب الادوار بَيننا الآن، هوَ المُتجاهِل وَ أنا الذي يَركُض خَلف الاعتِراف.

انتَحِب قَبل ان ارفَع رَأسي و اقِف، نَظَرت في ارجاء الغُرفة وَ لَم اجِدَه... جَريت اقدامي وَ سِرت الى الحمام نَظَرت هُناك وَ لَم يَكُن، بَحثت عَنهُ بالمَطبخ و بالصالة لَكِنني لَمْ اجِدَه

" ياه مَتى ذَهَب؟ .. "

قُلت بِرَيبة اعني انا لَم اشعُر بِه حَقاً عِندَما ذَهب!
ثُمَ ألى أينَ في هَذا الوَقت؟ الآن الساعة واحِدة مساءاً تَقريباً وَ الشوارِع تَبدو مَهجورة، خالية تَماماً! ...


➶ ◷

لَقد مَرَت ساعَتَين على انتِظاري لَه. قُمت بِتَوضيب الغُرفة و شاهَدت التِلفاز، عَبَثت في هاتِفي، ثَرثرت مَع اوليفيا وَ الآن اكاد انهي حَمامي بَل انتَهيت بالفِعِل وَ هوَ لَم يَأتي.

اُجَفف شَعري بِعَشوائية وَ لا اكذِب انَنَي اشعُر بالانتِعاش الآن، لَقد نَزلَ مِني كِيلو غرام اوساخ وَ غُبار حَتى انَّ وَجهي ازداد بَياضاً.

نَظَرت الى نَفسي في المرآة، شَعري الاشقَر مُبَلل وَ انفي احمَر بَينما بَشرتي تَلمع اثَر النَظافة. ابتَسمت لِنَفسي وَ مَددت يَدي التَقطت فُرشاة الاسنان.

بَدأت بِغَسل أسناني وَ أنا اُحَدِق فِي المرآة لا اعلَم ما المُثير للاهتِمام بِذَلك لَكِن على أية حال غَسَلت فَمي وَ اثناءَ ذَلِك سَمعت ضَوضاء ما بالخارِج.

توَقف لِوَهلة انصُت جَيداً اُدَحرِج عَيناي بِتَفكير. اعتَقد ان هيونجين اتى بالفِعِل، او رُبما هَذِه خِدمة الغُرف -؟-

غَسَلت فَمي بِسُرعة و فِرشاة الاسنان ثِمَ وَضعتها مكانها لِاُجَفف فَمي وَ اخرُج مِن الحَمام. وَقَفت عِند العَتبة ابحَث عَنهُ لِاراهُ يَستَلقي على السِرير بِإهمال على مِعدتَه يَضَع ذراعيه حول رَأسَه

لَم يَكُن يَرتَدي ملابِس سِوى بِنطالَه الاسوَد. يـاه لِما هوَ مُهمِل لِنفَسَه؟ الا يَرى ان الطَقس بارِد؟. قَبل ان اقولَ اي شَيئ توَجهت نَحو بآب الشَرفة لِاغلاقَه فَأنا تَركته مَفتوحاً لِتهوية الغُرفة قَليلاً لَكِن الآن اشعُر بِلَسعة النَسيم البارِد.

اغلَقت السَتائِر ايضَاً و انزَلت ذِراعيِّ بِتَنهُد قَبل ان التَفت إِلَيه. حَدَقت بِظَهره العارِي لِوَهلة قَبل ان اخطو نَحوَه و اجلِس على طَرَف السَرير بِجانِب خِصرَه.

مَددت يَدي لِاضَعها على كِتفَه مِن طَرَفي، مُجَرَد ان لامَست بَشرتَه لَفح الهواءَ صَدري لِاغلَق عَيناي اُقّلّبهُم الى الاعلى مَع رَفع رَأسي بِخِفة. هَل هذا ما يُسَمى بالادمِان؟

بَللت شَفتَاي ادنو الَيه، شَممته عَن قُرب وَ ابتَسمت لِرائِحة بَشَرَته، مَهلاً .. هَل ذَهَب ليَشرب؟ أعني استَطيع شَم رائِحة الكُحول انها مِثل ... مِثل ويسكي؟؟

ابتَسمت قاطِباً حاجِبيّ بِغرابة، لِما الرائِحة تَجعلَه مُثيراً؟
هَمَيت ادفَع شَفتاي اقرَب لِحفرة كِتفه وَ اضغَط بِهُم بِقَبلة طَويلة. اُغلِق عَيناي وَ أنا هوَ الذي ارتَعَش !

- حاوِل التّنَفس دونَ ان تَنفَجر -

كَيف افعَل؟ اشعُر بِأنَنَي افقِد عَقلي، احاوِل التَحرُك لَكنني بَقيت عالِقاً اُريد المَزيد. اشعُر بالخَجَل و هَذا غَريب، كَأنني اُحَلِق مَعه الى الغُيوم، مُجَدداً لا يَبدو حَقيقي هَل مِن المُمكِن التحَدُث اليه حَتى؟؟

لَقد احبَطت هَذا الرَجُل. ابعَدت شَفتاي اضَع جَبهَتي على ظَهرَه مُنادِياً بِقَلق : " هيـونجين .. "

خَرَجت مِنهُ هَمهمة بَسيطة بِصَوت مَخدوش جَعلني اشعُر بالقَلق، رَمَشت عِدة مَرات قَبل ان اُتحَرَش بِه لِسَماع صَوتَه:

" هيـون.."

تَمتم بِنَبرة غاضِبة ثَمِلة : " لا تُنـادِني هَكـذا... "

الَهي لِما هوَ لَطيف؟ حَسناً، هُناكَ احتِمالـين، واحِد وَ هوَ انهُ صاحَ الى ان خَدَش حُنجَرَته او أنهُ بَكى... كِلتا الاحتِمالين يُؤلِمان قَلبي فَأنا مَن تَسبب بِاحباطَه.

عَكفت حاجِبي بِاسى وَ فَرقت بَينَ شَفتاي هامِساً:
" يا وَحيـدي ...لا استَطيع المُحارَبة دونَـك "

حَرَك رَأسَه يَنفي ليُغمغم مُجَدداً بِكلام صُعِب عَلي فِهمه:
" لا تُحبني سِراً أنا امقِت الاسرار "

لَم افهَم تَماماً ما قالَه فهوَ يَدفِن وَجهه بينَ ذِراعَيه وَ كلامَه يَتداخَل في بَعضَه بِسَبب انهُ ثَمِل. لَكِنني افهَم انهُ مُستاءَ مِني لِذا قَبَلت كِتفَه مُجَدداً و قُلت بِصدِق :

" هيونجيـن أنا آسِف "

" لِما؟ هَل ستَهرُب مُجَدداً؟ "

فَتحت فَمي وَ لَم اعرِف هَل اضحَك ام احزَن، لَقد سَبَبت لَهُ عُقد غَريبة، اصبحَ يَعتَقد انَني سَأهرُب مُجَدداً في كُل مَرة اعتَذِر لَهُ بِها. ياه انا حَقاً آسِف لا اعلَم مالذي عَلّي قَولَه.

" هيونجين، انظُر الي "

مَسحَت على ظَهرَه وَ نادَيته لَكنه نَفى، عَلى الاغلَب لا يُريدَني ان ارى وَجهَهَ الملائِـكي لَكِنني مُصِّر، اخافُ ان يَكونَ تَشاجَر مَع احَدهُم وَ لِذلك يَخفي وَجهه عَني.

حَركت يَدي على كِتفَه وَ سَألته بِمُسايرة: " لِما لا؟ "

لَم يُجيبَني فِأكمَلت مُحاوِلاتي وَ كَأنَني اُحادِث طِفل:
" الا تُريد رؤيتي؟ ... هَل اذهَب؟ "

ابعَد يَدَه مِن جانِب رَأسَه وَ تَمتَم بِإنزِعاج:
" في كُل مَرة انظُر الى وَجهَك اُسامِحَك كالابلَه "

زَميت شَفتاي اضحَك عَليه بِصَمت. كَيف لِشَخص بِهَذه الهالة الكَبيرة ان يَكون طُفولي بِشَكلاً ظَريف؟ اُريد ان اعضَهُ بِشدة لَكِنني خائِف مِن رَكلة طائِشة تَتسبب في مَوتي.

توَقفت عَن الضِحك وَ قُلت بِحُزن :
" ما السَيئ في ذَلِك؟ ... "

تَحرَك فَجأة لِاتمَسَك بِالسَرير بِفَزَع. كادَ ان يَرميني عَلى الارَض. عُذراً سَيد عُملاق لَكِن الَم يُخبِرَه احَدُهُم ان يَرحَم الناس ضَئِيلة الحَجم مُقارَنة بِه؟ لِوَهلة اعتَقدت انهُ يُهيئ نَفسه لِلَكمي.

وَضَعت يَدي عَلى قَلبي اتنهَد بِراحة ثُمَ حَملقت بِظَهره العَريض. لَا بَأس إن نِمت فَوقَه اليسَ كَذلك؟ اعني في جَميع الاحوال لَن يَشعُر بِثقلي، بِدونَ حَسَد ...

كُنت اُقَرر النَوم فَوقَه لَكِنه مُنهَك وَ فَوق ذَلِك ثَمِل، هوَ حَتّى لَم يَخلع حِذائَه ولا بِنطالهَ الرَسمي. اتساءَل اينَ تَرَك قَميصَه، لَم اراهُ في الارجاء -؟-

امَلت رَأسي لِأقول بِجَدية :
" هيونجين لا تَنام الآن بَدِل ملابِسك اولاً "

" انا مُرتاح هَكذا، لا تَتَصنع الاهتِمام "

اجابَني بِبُرود وَ هذا لَم يَعجِبُني، اُريد رؤية وَجهه وَ الآن فَقُلت مُجَدداً بِنَفاذ صَبر : " لا تَنام هَكذا انتَ لَم تَخلع حِذائُك حَتى! "

" إن لَم تَخلَعهُم سَوفَ افعَل أنا "

قُلت مُجَدداً بِتَهديد عِندَما لَم اجِد إجابة مِنهُ. انا اعنيها حَقاً فَلا اُمانِع مِن تَجريدَه مِن ملابِسَه، لَقد رَأيت جَسدَه على أية حال ولا ارفِض رؤيتَه مراراً وَ تِكراراً !

لَكِن مؤسِف، هوَ رَفع ذِراعَيه يَستَنِد بِهم بِجانِبه قَبل ان يَرفَع جَسَدَه العُلوي وَ يَستَقيم، اعطاني ظَهرَه وَ لَم يَتسنى لي رؤيَتَه، ياه.. هَل يتَعمَد فِعِل ذلك ام هوَ يُريد تَجاهُلي فَقط؟؟

جَلسَ على طَرَف السِرير لِوَهلة يَمسَح وَجهَهَ بِخُمول. ثُمَ وَقَف وَ مَشى بِخَطوات ثابِتة يَعرِف وِجهَتَه، انتَشَل سِروال نَومَه وَ خَلع حِذائَه بِمُقدمة قَدمَه ثُمَ بَدأ بِفَك حِزام بِنطالَه

اُقسِم مَن يَراه لا يَقول أنَّه ثَمِل ولا يَشعُر بِذَلِك حَتّى!
لا اُصَدِقه ! اتبَعه بِعَيناي كَيف يُنزِل بِنطالَه ليَظهَر جَسدَه الرُجولي وَ اقدامَه السَميكة وَ ذَلِكَ ... المارِد الكَبير

لِما يَنُبض قَلبي هَكذا؟

بَللت شَفتاي وَ وَقفت لِاخطو نَحوَه عِندَما رَأيتَه يُقَلِب السُروال باحِثاً عَن الجِهة الصَحيحة، لَيسَ لِاجل ذَلِك تَماماً لَكن لِنقل انه كَذلك. وَقَفت امامَه و مَددت يَدي بِرِفق اخُذ مِنهُ السروال قائِلاً بِهُدوء :

" دَعني اُساعِدك .. "

نَظَرت الى ما بِيَدي بَينما اقُلبَه الى الجِهة الصَحيحة وَ أسألَه مُتَصنعاً عَدَم الاهتِمام حَقاً : " هيونجين؟ ... اينَ تَركت قَميصَك؟ "

رَفَع ذِراعَه يُعيد شَعرَه لِلخَلف قائِلاً :
" لا اذكُر "

توَقَفت يَداي عَن الحَركة وَ حَدَقت بِنطالَه اُحاوِل فِهم اجابَتَه، مَهلاً- مالذي يَعنيه بِـ لا اذكُر؟ هَل هَذا يَعني انهُ قامَ بِخلع ملابِسَه في مكاناً آخر ام يَتَهيأ لي ذَلِك؟!

- لَا يَستَطيع فِعلها مِع احَد يا أحمَق -

رَفَعت رَأسي بِغتة لِتلكَ الفِكرة التي اقتَحمت عَقلي.
نَظَرت بِرُعب اتفَحَص وَجهَهَ، عَيناه الحادَة حوافُها مُخمَلي تَنظُر لِي بِبُرود، شَفتَيه حَمراءَ بِشكلاً طَفيف ولا يوجِد اثار على انهِ قَبَّل احَدُهُم.

حَتّى أنَنَي تَفحصت عُنقَه نُزولاً إلى صَدرَه العَريض، وَ لَم اجِد شَيئ. زَفرت بِراحة لَقد اشعَل اللهيب بِداخِلي خِلال لَحظة! عِدت الى تَقليب بِنطالَه وَ طَأطأت رَأسي اُخفي انَني مُنزَعِج.

كِدت اُتَمتِم بِشتائِم تَليق بِقَضيبَه لِكَنه اوقَفني عِندَما تَسللت يَدَه اسفَل ذَقني ليضَع انامِلَه هُناك وَ يَجِذب رَأسي نحوَه الى الاعلى يُجبِرُني على صُنع تواصُل بَصَري مَعَهُ.

ارمُش بِكثرة في حِين هوَ يَنظُر لِي بِعُمق وَ ثُبات. ثواني كانَت تُعد دَقائِق بالنِسبة لي، شَعَرت بِأنَني مَكشوف وَ ارَدت ان ابتَعد عَن يَدَه لَكنَّه احكَّم الامساكَ بِي وَ اعادَ وَجهي الَيه

نَظَر لي بِعَيناه الداكِنة ثُمَ نَبس بِهُدوء مُخيف :
" هَل ملامِحك هَذِه سَببُها الغِيرة؟ "

حَركت حَدَقتي عَلى عَيناه بِعَدَم ثُبات وَ اجَبت بِـ صَدّ :
" لا يوجَد سَبب لِافعَل ذَلِك "

ادَرت وَجهي عَنهُ وَ مُجَدداً وَضع ابهامَه اسفَل شَفتي وَ اعادَ يَرفع وَجهي الَيه. نَظَرت لَه بِضيق بَينما هوَ انزَل رَأسه بِسبب فارِق الطول بَيننا ليَرمي بِوَجهي كَلامَه الساخِر :

" كُن صادِقاً مَع نَفسَك على الأقل "

شَعرَت بالإهانة لِكلامَه، حَسناً أنا كاذِب، وَ اللعنة انا اشعُر بالغِيرة عَليه، لا احتَمِل رؤية جَسدَه يَندَمِج مَع جَسد آخر لَعين ليسَ خاصَتي، كَيف لي ان افعَل!؟ قَلبي ليسَ مِن حَجَر!!

صَكيت على اسناني احبِس الكلامَ داخِل جُوفي، اكتَفيت بِأن انظُر الى عَيناه فَقط. لَكِنني ايضَاً نَدمت، فهوَ ابتَسم بِاستهِزاء وَ انزَل يدَه ثُمَ عَبَر مِن جانِبي !

ارتَجفت عَيناي قَبل ان التَفت وَ انفَجَر في ظَهرَه :

" هيونجين لا تَفعَل هَذا مَعي! اسميها تَناقُض اسميها عَدَم نُضِج او كَما شَئِت! لَكِنني وَ اللعنة لا اُريد رؤيتَك تُضاجِع جَسداً آخر !! "

صَمتت مُدرِكاً ما تَفوَهت بِه، قَلبي يَنبُض بِشدة وَ صَدري يَعلو وَ يَهبُط. لَقد صحتُ بِه عَن غَير قَصد، لَقد دَفعَني غَضَبي لِذَلك، تِلكَ الحَرقة بِداخلي تَدفعَني إلى البُكاء!

انظِر الَيه وَ شَفتاي تَرتَجِف بالفِعِل، وَ هوَ وَقفَ في المنتصف ليَقول بِنبرة مُميتة آلَمتَني : "لا تَهمِل شَيئاً تَغار ان تَراهُ في يَـد غَيرَك"

تَركَت ما بيَدي يَقع على الأرض بِاهمال وَ خَطوت نَحوَه بِلَهفة لِاقف أمامَه. امسَكت وَجهَهَ وَ انزلتَه الي لِأقول بِانفِعال مُنكَسِر :

" انظُر لي هيونجين، هَل يَبدو وَ كَأنني اُهمِلَك؟! "

تَشكَلت عُقدة بِينَ حاجِبَيه وَ صاحَ في وَجهي بِغَضَب :
" انتَ مُتناقِض فيلكس، تَخلِق لي اجنِحة ثُمَ تَبترها! "

ابعَد يَداي عَنهُ و صَمت قَليلاً ليُكمِل بِذات الغَضَب ؛
" لَقد احبَبَتك بِجَميع الطُرُق، وَثقت بِك وَ مَيزتَك عَن الآخرين! لَقد كَذَبت عَلي و تَقبلت ذَلِك! لازِلت اقِف أمامَك احاوِل الحِفاظ عَليك وَ لَكِن افعالَك فيلكس "

" افعالَك لا تُبَين انكَ تُريدَني ابداً "

سَكَت لِلَحظة وَ لَقد بَرَزت عُروقَه لِشدة عَصَبيتَه. جَعلني اُخفي رَأسي خَوفاً مِنهُ عِندَما دَوى هَدير صَوتَه تَزامُناً مَع صَفعَه لِباب الحَمام ليَهتَز المَنزِل وَ مَعهُ اقدامي :

" انا لا اطلُب مِنكَ ان تُرِد هَذا كُلَّه لي! لَكِن لا تُجازيني بالهَرَب، وَ اللعنة توَقَف عَن كونَك مُتناقِض !! "

انكَمشت عَلى نَفسي احاوِل احتِواءَ جَسدي مِن غَضبَه، لَقد تَحوَل الى وَحَش لَم اعَهدَهُ هَكذا! صَمدت بِأعجوبة أمامَ هالتَه وَ اكتَفيت بالصَمت فلا يوجَد كلاماً لِاقولَه ولا الكلامَ يُريد الخُروج مِني اصلاً.

عَم السُكون فَجأة وَ لَم اسمَع سِوى هَيجان انفاسَهِ. انزَلت يَدي بِتَرَدد و هوَ آخذ يُهدَء انفاسَه مُدرِكاً انهُ على وَشك تَخطي الحاجِز بَيننا. اعادَ شَعرَه للخَلف وَ زَفر بِعُنف ليُكمِل بِهُدوء مُخيف :

" اخبَرتَك أن لا تَختَبِر صَبري، لِما تُعانِد؟ "

ابتَلَعت لُعابي بِصُعوبة وَ قُلت بِصَوت خَرج يَرتَجِف عِنوة:
" أنا لا اتَقَصَد فِعِل ذَلك... "

حَملَق بِي بِعَيناه الهائِجة وَ سَأل بِخُشونة :
" ماذا اذاً؟ "

رَمَشت شاعِراً بِارتِجاف قَلبي، ابتَلَعت الكلامَ ولا اعلَم لِما تَهتز شَفتاي. رَغبة جامِحة داهَمتَني بِأن انفَجِر باكِياً، فَوَقفت امامَه عاجِزاً دونَ قوة ارمُش لِمَنع مِياه عَيناي مِن الهُطول.

انزَلت رَأسي وَ لَقد فَشلت اشَدَّ الفَشل بالتَماسُك امامَه. هيونجين أرجوك لا تُجادِلني الآن حَولَ حُقوقي، تَقبَل أنـكَّ لي وَ قَد انتَهى! لا اُريد البُكاء الآن.

خَرَج مِني بالغَصب صَوت شَهقة كُنت قَد حاوَلت كَبتها. وَ اهتَزيت بِخفة عِندَما خَطى نَحوي فَجأة. وَضَع كَفَه على رَأسي وَ جَذبَني آلى صَدرِه، عانَقتَه بِقوة وَ كَأنني ظَمئت الى حُضنَه مُنذُ سَنوات !

مَسَح على رَأسي وَ لَقد فاضَت مَشاعِري مِني، فَقُلت بِصَوتاً يَهتَز: "أنَّني اُناضِل لَكِن لا جَدوى ... "

" لِما تُناضِل لِوَحدَك فيلكس؟ "

آتاني سُؤالَه مِن فَوق رَأسي لِابتَعد عَنهُ بِبُطْئ. نَظَرت آلى عَيناه وَ قُلت بِشَيئ مِن الخَجَل : " لا اُريد ان تَأتيك مُصيبة بِسَببي.. "

نَظَر قاطِباً حاجِبَيه ليَقول بِجَدية :
" انتَ مَوجود فيلكس هَل تَعتقد ان هُناك مُصَيبة اكبَر مِنك؟"

اغلَقت عَيناي بِأسَـف فهوَ مُحِق ... لَقد تَسببت بالكَثير مِن المشاكِل لَه في الاونة الآخيرَة. لَكِن لِلاسَف يوجَد .. اجوبُ بِعَيناي في جَميع الاماكِن عَدا عَيناه وَ أومأ بِرَأسي بِاجَل، مُترَدد وَ بِشدة

اعادَ رَأسَه بِخفة الى الخَلف وَ لَم يَفهم على ماذا أومأت. استَغرَق ثواني حَتى رَفع يَداه بِاستسلام مِني. زَممت شَفتاي بِتأنيب ضَمير و هوَ يَبدو انَّهُ فَقد الأمَل مِني تماماً.

وَضَع يَداه حَول خَصره ليَقول بِاكتِفاء : " فيلكس بِحَقك، مالذي تُخفيه أيضَاً؟ "

نَظرت الى جِهة اليسرى بِذَنب مُحاوِلاً اخفاء الأمر بِلَطافة لَكِنَّه رَجُل حائِط، وَجه سبابَته الطَويلة في وَجهي وَ هَدد بِجَدية تامة : " انظُر، اُقسِم أنَني ادفنك حَي هُنا "

أومأت عَلى عَجلة خَوفاً وَ لِلتو ادرَكت انهُ يَقِف امامي بِلباسَه الداخلي طَوال الوَقت فقط. خَدَشت جانِب حاجِبي لِاقول مُتَهرِباً مِن استِجوابَه :
" ارتَدي ملابِسَك سَتَبرُد .. "

نَظَرت لَهُ بِلَمحة سَريعة وَ ابعَدت عَيناي. حَسناً هوَ اكتَفى مِني بالفِعِل نَظراتَه تَقول كُل شَيئ لي. نَظفت حَلقي اسعُل بِخفة وَ هوَ هَز رَأسَه بالنَفي مِثل - لا فائِدة مِنكَ -

التَفت يُعطيني ظَهرَه وَ لَقد أراد ان يَخرُج الى الشَرفة مَا جَعلني اقَفِز بِعجلة مُنادِياً : " لا تَخرُج هَكذا ! "

قَصَدت انهُ سَيُصاب بِنَزلة بَرد لَكِنه نَظَر لي بِغَباء قائِلاً:
" لَن اخرُج بِمُؤخرتي لِلعَلن "

قَطَبت حاجِبّي بِاستِغراب، اذاً مالذي سيَفعلَه هُناك؟
راقَبتَه مِن بَعيد حَيث ابعَد السِتارة بِاصبَعه و نَظَر مِن خَلفها. دَعوني اُخَمِن، حاسَتَه اخبَرتَه بِأنَّه مُراقَب.

خَطوت نَحوَه لِأسألَه مُتَصنعاً عَدَم المَعرِفة:
" امِن خَطِباً ما؟ "

مَد ذِراعَه دونَ آن يَلتَفت يُشير لي بِيَده بِأن أبقى مَكاني، وَقَفت رافِعاً حاجِبَيّ استَمَع الى اجابَتَه : " احَدهُم يحوم حَولنا "

خُذ، كُنت اعرِف بالفِعِل فَهَذا الرَجل لا يتوَقف عَن تَفعيل حواسِه قَبل الكَمين. غالِباً هَذا صَحفي يُريد تَصويرنا مُجَدداً، مؤسِف لَقد اتى بالوَقت الخاطِئ نَوعاً ما.

اتخَيل ان قامَ بِتَصوير مؤخَرة هيونجين وَ نَشرها على الجرائِد. اُقسِم سَوف اُصَفِق لَه بِحرارة ثُمَ اصفِقَه صَفعَتين بِخَلف يَدي تَجعلُ مَكان فَمه في خَلفية رَأسه الاسطواني !

- مُسـتَفِـزون جِـداً -

لَكِنْ لَحظة ... الَم يَكُن ثَمِل مُنذُ دقائِق؟
لا اذكُر انهُ قامَ بِشُرب القَهوة او الاستِحمام لِكي يَصحى-؟-

كَشرت ملامِح وَجهي بِتساؤل وَ نادَيتَه :
" هيونجين؟ "

التَفت الي وَ همهم بِـ أجَل لِأسألَه بِريبة :
" الَا تَشعُر بِأنكَ ثَمِل؟ "

اجابَني بِبَديهية :
" نِصف نِصف لِما؟ "

حَملقت بِه بِغباء يا الَهـي كَم هوَ رَجُل غَريب الاطـوار.

يَبدو انهُ واعِياً تَماماً على ما يَحدُث لَكِن هُناك جِزء مِنهُ ثَمِل وَ اعتَقد انَّ ذَلِكَ الجِزء هوَ مَزاجَه رُبما؟.. لا اتَمَكن مِن رِؤية وَجهَهَ جَيداً كونَه وَقف مُعطياً ظَهره لِباب الشَرفة.

فَطوال الوَقت لَم يَكُن هُناك ضَوء بالغُرفة سِوى ضَوء القَمَر و ضَوء انارات الشارِع مِن الخارِج، لَسنا في ظلام حالِك ولا في نور شَديد بَل وَسط بِحيث نَستَطيع رؤية بَعضنا البَعض.

وَ حَسناً يَبدو أن لَيلَتي هَذِه لَن تَمُر بِسلام ...
عَيناي لا تَتَوَقْف عَن التِهام تَفاصيل جَسدَه خاصَةً وَ هوَ يَقِف بِظله اسفَل ضَوء القَمَر دونَ ملابِس مُظهراً رُجوليتَـه وَ بُنيَتَه المَتينة.

التَفت وَ اُحاوِل استِجماع قُوتي. كَم هوَ امر مُرهِق لَو يَعلَم. فَركت يَداي مَعاً وَ قَررت الذَهاب الى النَوم قَبل افتِعال اي كارِثة اُخرى. جَريت اقدامي على الارض وَ ذَهبت الى السرير

" هَل ستَنام هَكذا فَجأة؟ "

كُنت قَد جَلست هُناكَ لِلَحظة قَبل ان اتمَدد على جانِبي اُعطي هيونجين ظَهري نَويت النَوم لَكِن اتاني صَوته يسَألني بِغباء وَ يَبدو انهُ استَغرب ذَهابي الى السِرير بِذلك الشَكل، لَكِنني لَم اُبَرر لَه اكتَفيت بِأن اُهمهِم لَه بِأجَل وَ أغلَق عَيناي لِلذهاب الى النَوم.

فَتحَت عَيناي عِندَما شَعَرت بِثقلَه على السِرير خَلفي، يَبدو انهُ يَشعُر بالتَعَب ايضَاً. تَمنيت لِمَرة فَقط ان يَقِف حَظي مَعي وَ إن لا يَقتَرِب مِني، عَبَث..

وَسَعَت عَيناي بِخفة عِندَما زَحَف مِن خَلفي وَ تَسلل كَفَه اسفَل مِعدتي ليُدخِل ذِراعَه بالكامِل حيث تَخرُج مِن امامي، لَف كِلتا ذِراعَيه حولَ مِعدَتي وَ جَذبَني بالكامِل اليَه يَحتضنني مِن الخَلف او بالاصَح ..

- يُلحِم جَسدَك مَع خاصَتَه -

اجَل .. اشعُر بالكَهرباء تَضرُب عامودي الفِقري وَ ذَلك عِندما حَشَر وَجهه بِجانِب عُنقي وَ هَمَس بِنَبرة مُخمَلية : " ألَن تَتَمنى لي ليلة سَعيدة على الاقَل؟ "

اُغلِق عَيناي بِشدة احاوِل التماسُك امامَ صَوتَه وَ جَسدَه ثُمَ ارفَع يدي و اضعها على ظاهِر كَفه امامَ مِعدَتي، اتلَمس عُروقَه البارِزة بِمُقَدِمة اصبَعي وَ اُجيبَه بِسَكينة :

" شُكراً لِاجل اليوم مُجَدداً ... اتمنى لَك لَيلة سَعيدة "

هَمهم بِجانِب إذني مُسَبباً دَغدَغة مُحَببة لي. اُخَطط لِلهَرَب مِن بينَ يَديه لَكِنني لَست قادِر عَلى ذَلِك. فَـ مُؤخِرَتي مُلتَصِقة تَماماً بِـ قَضيبَه أيِّ أي حَركة او احتِكاك سَوف تُسَبب بكوارِث لِكُلينا !

زَفَر انفاسَ كَلِماتَه ضِد بَشرتي يُغمغم :
" لَن تُكَافِئـني؟ .. "

شَعَرت بِارتِعاش قَفصي الصَدري عِندَما ادخَل كَفَه اسفَل ملابِسي يَتلَمِس مِعدَتي. استَجمعت انفاسي وَ سَألت بِهَمس :

" بِمَـاذا اُكافِئَـك؟ ... "

شَدَدت يَدي على كَفَه بِـ تَجنُش عِندَما دَفَع رُجوليتَه ضِدي لاشعُر بِه اكثَر. حَسناً لَست قادِر على الهَرَب ولا اُريد رَفضَه بَعد الآن، تَسري بِداخلي شَهوة تَخنِق انفاس الراحة بِصَدري ولا يَعفيني مِنها سَوى مُلامسة رُجولَتَه..

في حِين كُنت مُستَسلِم لَه زَفر هوَ انفاسَه بِجانِب عِنقي :
" كافِئني بِما اُحِب .. "

قَضَمت شَفتي وَ لَقد قَفَز صَدري تِلقائِياً عِندَما ارتَفعت يَدَه مِن اسفَل ملابسي وَ بَدأ بِلَمس حَلماتي بِرقة، تَركتَه يتَسَكع بِجَسَدي فَكُل شِبر بي يُطالِب بِه راجِياً.

بَدأَ بِنَثر قَبلاتَه على عُنقي بِبُطئ وَ يَدَه لَم تَتَوقف عَن التَمسيد عَلى صَدري. كُنت ولازِلت ارتَعَش بِينَ يَداه وَ بِينَ شَفتَيه، وَ الآن اغلُق فَمي مانِعاً اصدار أيِّ تاوَه مِني..

بُتُ اشعُر بِلِسانَه الساخِن فَوق جِلدي، يُمَرِرَه كَمن يَتلَذذ بِقطعة حَلوة جاعِلاً اتخبَط بِشَكلاً مُبَعثَر وَ انكَمِش على نَفسي تِلقائِياً بِسَبب شَرارات يُسَبِبُها لي.

" بادِلني جُنوني فيلكس .. "

يَهمِس بِصَوتٍ هادِل وَ انا اغَدو قابِ الانفاس. اُقَوِس ظَهري لِلخَلف بِسَبب قَرصَه لنَهدي وَ تِلقائِياً اندَفعت مؤخَرتي ضِد قَضيبَه بِقوة وَ هذا ما ارادَه .

وَضَعت يَدي فَوق خاصَتَه احاوِل ابعادُها عَني لَكِنه سَحَب ذِراعَه فَجأة وَ عَلى بِغتة اعتلاني ليَتمَركَز بيَديه جانِب رَأسي، نَظَرت لَهُ بِملامِح مَليئة بالنَشوة و كُنت مُحرَج لِاجل ذَلك.

لَكِنهُ نَظَر لي بِأعيُن لامِعة وَ سَرَد :
" يَصعَب عَليّ إخفَـاء الأمر فيلكس "

ابتَلَعت لُعابي مُغلِقاً عَيناي لِأقول بِعَدَم قوة :
" لا تَخفي ذَلِك هيونجين، دَع عِتابَك في فَمي وَ افرِغ غَضبَك بي .. "

دَحرَج سَوداوِيَتَيه عَلى أنحاءَ وَجهي وَ فَمي قَبل ان يَندو الي. اغلَقت عَيناي بِادمان عِندَما بَدأ بِجَعل عُنقي مَقبرة لِقبلاتَه، يَرمي بِداخِلها كُل كَلِمة عَجِز عَن قَولها لي.

أما يَدَيه، فهيَ تَتَلمَس كُل جِزء صَغير بي، وَ بَعد وَهلَة جَرَدتني مِن ملابِسي بِانفِعال، فلقَد ازعجَه انهُ لَم يَستَطيع رؤية جَسَدي بِوضوح كما يَحلو لَهُ.

لا أعلَم بِأي طَريقة اُداري بِها جَسَدي عَن ناظِرَيه، اشعُر بالخَجَل الشَديد وَ اكْادُ أن ادوب في فِراشي. مَهما حاوَلت اخفاءَ عُضوي وَ صَدري يَقوم بِابعادَ يَداي وَ يَعود لِتَقبيل شَفتاي!

كُنت اتَلوى اسفلَه بِألَم ولَم استَطيع مَنع نَفسي عَن الحِراك بِكُثرة. احاوِل التِقاط الهَواء فَور أن يُبعَد شَفتَيه عَن فَمي، لَكِنه لا يَضَع مَحالً لي، لَقد لَعق صَدري جاعِلاً إياي اتهاوى

" هيــون ... أرجوك "

انكَمشت عَلى نَفسي بِألَم بَعد ان تاوَهت بِأسمَه مُجَبَراً، وَ هوَ اكمَل ما يفعلَه بَينما يَسأَل بِمُكر : " ارجوك ماذا؟ "

تَحَرَك يَزحَف الى الاسفَل وَ توَقف أمامَ مِعدَتي، اخرَج لِسانَه وَ بَدأ بِصُنع دوائِر حَول سِرتي جَعَلت مِعدتَي تَنقَبِض مِثل جَسدي وَ انتَحَب بِصُعوبة مُمسِكاُ بِشَعرَه :

" هيــون ~... تَوَقف عَن ذَلِك "

" أنا لا افعَل شَيئ "

اجابَني بِهَمس وَ اوشَكت على ان اُكَذِبَه لَكِنني انتَفَضت بِقوة عِندَما لامَس لِسانَه الساخِن جِزئي كُدت ان اتنفَس لَكنه قَطَع الهَواء تَماماً حِينَ حَشرَه في جُوفَه !!

اصبَحت اتاوَه بِخلاعة اسفلَه دونَ قَصداً مِني. فَما يَفعلَه بي امراً جُنونياً! اُمسِك بِشَعرَه بِكفي وَ الآخر تَركتَه على كِتفَه، جَسَدي يرتَعِش وَ يهتَز بِشَكلاً هَستيري لَم اعُد قادِر على السَيطرة عَليه!

اغلَقت اقدامي لِشُعوري بِأنَنَي قادِم وَ فَرَدت عُنقي مُخرِجاً أنين ساكِن مِن بينَ أسناني، توَقَفت انفاسي عِندَما زادَ مِن حَركَته وَ فَجأة ... ارتَعَش جَسَدي بِوضوح

ابعَد فَمَه عَني وَ انا انزَلت رَأسي انظُر الَيه. شَعرت بالاحراج الشَديد فَلقد امتَلئ جانِب فَمَه بِسَببي، وَضعت يَداي عَلى وَجهي وَ بَدأت بالبُكاء حَقاً :

" أنا .. آسِف حَقاً ... الَهي هَذا مُحرِج "

شَعَرت بِيَداه حَولي وَ صوتَه الذي داهَمَ داخِلي بِاثارة :
" لا تَخجَل مِن يَنبوع عَسلَك الابيَض "

نَبَض قَلبي بِوَجنتي لِكلامَه المَعسول ثُمَ ابعَدت يَداي عَن وَجهي كونَ كَفيه امسكوا بِخاصَتَي، توَجَه بِهُم اعلى رَأسي وَ احكمهم بيَد واحِدة هُناكَ اما الاُخرى انزَلها للاسفَل وَ أمَر بِلُطف :

" فَرِق بينَ قَدَميك .. "

شَعَرت بالتَرُدد وَ قُمت بِفَتحهُم بِشيئ بَسيط، جُملَتَه هَذِه تَعني بِأن ذَلكَ الضَخم قادِم! نَظَرت لَهُ بِخَوف ليقطب حاجِبَيه وَ يُناظِرني بِاستَغراب.

" هَل اتوَقَف هُنا؟ "

سَألَني بِحَذَر وَ لَست اكذِب ان قُلت انَنَي خائِف مِنهُ تَحديداً، فَفي آخر مَرة كانَ شُعورَه جَحيماً، لا اعلَم كانَ ذَلِك وَقتها بِسَبب غَضبَه ام لا، لَكِنني لا اُريد ذَلِكَ الالم..

عَجِزت عَن رَفضَه خَوفاُ مِن اُحزِنَه اكثَر، فَاستَمريت بالنَظَر الى عَيناه وَ بَعد لَحظات مِن صَمتي نَبس مُجَدداً بِتَفَهُم : " تَعلم انكَ تَستَطيع رَفضي "

أومِأت لَه بِأجَل وَ اشَحت عَيناي بَعيداً عَنهُ لِاقول بِخُفوت بالكاد يُسمَع: " كُن .. لَطيفاً ... فَحسَب "

ابتَسم بِجانِبية قَبل ان يَمُد يَدَه بِينَ افخاذي وَ يُبعِدَهُم بِرِفق. اصبَحَ خافقي شَديد الصُخب، اغلَقت عَيناي بِخَوف وَ حَفرت يَداي على الملاءات بِاعلى رَأسي.

شَعَرت بِه يُدخِل مُقَدِمتَه وَ لقَد كانَ كَبيراً كاللعنة، اخرَجَه وَ عاوَد ادخالَه بِخفة لَكِن هَذِه المَرة كانَ نَوعاً ما ساخِن وَ ناعِم. كُنت اشعُر بِه يَقتحم دَاخِلي شَيئاً فَشيئاً

الى ان اصبَح يُلامِس احشائِي وَ جِدران جوفي بِ طَراوة، فَتَحت عَيناي على كَف هيونجين حَيث انحنى فَوقي وَ اطلَق سراح يَداي، قادَ ذِراعي نَحوَ كِتفَه وَ جَعلني اتَشبَث بِه .

" احتَويه بِداخِلَك فيلكس "

هَمس امامَ وَجهي وَ شَدد عَلى أسمي. بَعدها بَدأ بالتَحرُك اسفَلي، كانَت حَرَكتَه البَطيئة تَجلعني اخرِج اصواتَ كَعاهِرة تَتَلَذذ بِقَضيب مِن حَديد، اشعُر بِمُتعة لِدرجة انَني اكَلت شِفتي

الفَراشات تَطاير داخِل مِعدَتي، شَرارات كَهرُبائية وَ ذَبذبات يُرسلها جَسَد هيونجين لي، يُزيد مِن سرُعتَه و انا اُحكِم يَداي على اكتافَه وَ اتمايَل مُستَمِتعاً بِذلكَ الشعور الذي يُخلِقَه بي.

يستَمِر بالدَفع داخِلي وَ بَعد كُل فَترة تَزداد سُرعتَه، الى ان اصبَح يتحَرك بِسُرعة بِداخلي جاعِلاً إياي اُطالِب بالمَزيد مِنهُ، دُونَ وَعي مِني اتاوَه مُطالِباً بِه :

" هــيونجين .. "

اخرَج انيابَه بِابتِسامة لاهِثة لِتَظهَر عَيني الثَعَلب مِن اسفَل شَعرَه الرَطِب، قَطرات عَرق وَجهه . هيَ ثانية قَبل ان اصَيح وَ أحفر يداي على اكتافَه، اللعنة لَقد وَصَل الى مِعَدتي تَقريباً!

" لَم اتعَمَق بَعد "

قالَ بِاستهزاء لِاوَسع عَيناي وَ انتحَب :
" يُكاد ان يَصِل الى حَلقي !! "

قَهقَه بِرُجولية و استَمَر بالدَفع داخِلي. شَعَرت بِانني قَد وَصلت الى ذَروَتي، ماهيَ إلا لَحظات حَتَّى ضَربَ ذَكرَه مَنطَقتي مُتَسبِباً بِارتِعاش وَ ارتُجاف اقدامي، شُعوراً اكثَر لِذة عِندَما انتَشر سائِلَه بِداخِلي.

شَهقت ابحَث عَن الهَواء وَ هوَ توَقف تارِكاً سام بِداخلي، اخرَج لِسانَه يلهَث بَينما قَطرات عَرَق وَجهه وَ شعرَه الذي اصبَح مُبتَل تَتَساقَط فَوقي.

وَجه حَدَقتيه نَحوي ليَقول مِن بينَ لِهاثَه: " لَذيذ.. "

غَطَيت وَجهي بِكلتا كَفاي وَ اُقسِم انَني لَم يَسبُق وَ إن شَعرَت بالخَجَل مِثل الآن، رُبَما لانها مَرتي الثانية مَعَه، او رُبَما لِانني لَم احظى بِعلاقة جِنسية مَع احداً غَيرَه.

فِي حين كُنت أخفي وَجهي شَعَرت بِأنَنَي تَحت الانقاض، لَقد ارتَمى فَوقي وَ اعتَقد انهُ نَسيَ أشياءَه بِداخِلي، نَظَفت حَلقي وَ قُلت بِصَوت مُهتَز:

" الَن ... تُخرِجَه؟ .. "

" لا يُريد الخُروج "

قالَها بِكُل بَساطة وَ كَأنها شَيئاً طَبيعياً، حاوَلت ان اكونَ طَبيعياً وَ انزَلت يدي لِاضعها على مؤخِرة رَأسَه امسح عَليه بِلُطف بَينما اُشاهِد جَسدَه فَوقي وَ بينَ اقدامي.

- مَهلاً، لَن يَنام هَكذا! -

" ه-هيونجين.. "

تَلَعثَمت في مِناداتي لِأسمَه اعتَصِر جَسدي بِسبب ثِقلَه فَوقي. هَمهم لي لِاضع يَداي على اكتافَه اردِف بِسُكون : " هل سَتنام هَكذا؟ "

مُجَدداً يُهَمهم لي بِعَدَم اهتِمام وَ انتَحِب اشكو :
" هيونجين... راعي صُغر حَجمي مُقارنةً بِك! "

" أنا احتَضِر .. "




صَبـاحَ اليَـوم التَالـي :

فَتحَ عَيناه على أشِعة آلتي تَناثَرت تُقَبِل اهدابَه الشَقراء. تَقلَب في سِريرَه بِشَيئ بَسيط مِنذُ انَّه ليسَ هُناكَ مَكاناً اوسَع لِلحَرَكة بِسَبب ألَم جَسَدَه.

اغلَق عَيناه مُجَدداُ بِتَعَب يَدفِن وَجهَه في وِسادة هيونجين، اعتَقد انهُ يَستَطيع النَوم لَكِن صِراخ الجَرَس جَعلَه يَفتَح عَيناه بِفَزَع وَ يَرفَع رَأسَه، لَقد عَنى انهِ سيَفتَح الباب لَكِن تراجَع عِند ادراكَه انهُ عاري تَماماً!

اعادَ رَأسَه مَكانَه وَ غَطى جَسدَه جَيداً عِندَما سَمِع الباب يُفتَح. اعتَقد انَّهُ هيونجين لَكِن اتَت ضَوضاء غَريبة جَعلتَه يَقطب حاجِبَيه وَ يُحَدِق بِجهة الباب بِتَرَقُب.

دَخلت مُوَظفة الفُندُق بِطاوِلة مِن طَعام الإفطار وَ تَزامُناً مَع ذَلِك كانَ هيونجين قَد خَرَج مِن الحَمام يُجَفف وَجهَهَ، غَطى فيلكس نَفسَه جَيداً و فَقط عَيناه بَقت بالخارِج.

« صَباح الخَير سَيدي «

قالَت بِاللُغة الفَرنسية ليُومأ لَها هيونجين بِرَأسَه بِوَجه خالِياً مِن المَلامِح. تَركَت الطاوِلة عِندَ السَرير وَ استَدرات ثُمَ خَرَجت. ابعَد حِينها فيلكس الغَطاء عَن رَأسَه وَ نَظَر لِـ اسوَد العَينين بِتَوَتر

نَوعاً مَا يَبدو غَريباً. ثُمَ مَتى استَيقظ؟ يَبدو انهُ استَحَم فَشَعره لازال مُبَلل و لَقد ارتَدى ملابِسَه بالفِعِل. استَغرَب فيلكس ذَلِك وَ لِما لَم يوقِظَه ايضَاً.

تَبِعَه بِعَيناه الواسِعة بِتَرَقُب يُحاوِل فِهم هالَتِه هَذِه.
فهوَ ابتَعد مِن امامَ باب الحَمام وَ مَشى نَحوَ الطاوِلة، حَمَلق بِها بِفراغ و التَقط قِطعة مِن الجِبن بِاصابِعَه ثُمَ رَماها داخِل جوفَه.

الأمر يَبدو وَ كَأنَ هيونجين يَتجاهَل احَدهُم..
كانَ ذَلِكَ واضِحاً لِـ فيلكس، ابعَد الغَطاء عَنهُ ليَظهُر عُنقَه الذي اصبَحَ رَسمة فَنية ذَات الوانٍ فَلكية بِأسم الرَسام هوانغ هيونجين.

اخَذَ نَفساً عَميقاً قَبل ان يَضَع كَفيه الصَغيرة حَولَه و يُحاوِل سَحب جَسَدَه ليَجلس عَلى السَرير وَ يُغطي نَفسَه تارِكاً صَدرَه عارِياً لِأعيُن هيونجين.

نَظَف حَلقَه قَبل ان يَقول بِصَوت شِبه مَبحوح :
" صَباح الخَيـر .. "

بَقيَت عَيناه بالاعلى تُشاهِد هيونجين يَقِف امامَه بِمسافة ليَست بِبَعيدة، يَصُب كامِل تَركيزَه عَلى الطاوِلة بِملامِح فارِغة. هوَ فَقط يَقوم بِاختيار قِطع الجُبن الصَفراء وَ يأكُلها.

استَغرَب فيلكس وَ لَقد كانَ مُتَأكِد مِن انهُ يَتجاهَلَه، فهوَ اكتفى بالهمهمة فَقط وَ لَم يَنظُر إِلَيه حَتى، هَل هوَ غاضِب مِن شَيئاً ما؟ ام انهُ في مَزاجٍ مُعَكَر؟

فيلكس لا يَعلَم حَقاً لِوَهلة شَكَ بِذاتَه، لَكِنه لَم يَفعَل شَيئ، هوَ استَيقَظ للتَو وَ آخِر ما يَذكُرَه انَهما سَقطوا بِاحضانَ بَعضهُما البَعض دونَ قوة وَلا حِيلة، مالذي حَدَث؟

جَمَع الغَطاء حَول جَسدَه و انْزَلَ قَدَميه يُهَيئ نَفسَه لِلوقوف، كَشَر ملامِح وَجهه بِخِفة ليُصدِر تاوَه طَفيف دونَ وَعي مِنهُ. صَوتَه الذي اصبَحَ ناعِم فَجأة قَد رَنَّ في اذنين مَن يَقِف عِند طاوِلة الطَعام.

توَقَف فَمَه عَن مَضغ الطَعام لِوَهلة لَكِنه جَمَع نَفسَه وَ حَسم أمرَه فَأكمَل انتِشال اشياءَ صَغيرة مِن على الطاوِلة مِثلَ العَصافير، اما فيلكس بَعدَ مُعاناة استَطاع ان يَقِف عَلى قَدَميه

هوَ لا يَشعُر بالالَم تَماماً، لَكِن قَدَميه غَير ثابِتة تَستَمِر بـ الارتِعاش وَ تُعطيه شُعور بِأنُهُ سَوف يَقَع على وَجهَهَ في أي لَحظة. خَطى يَمشي بِحَذر نَحوَ هيونجين ليَقف مُقابِلاً لِجانِبَه.

أمالَ رَأسَه يَنظُر لَهُ بِتَمَعُن بِأعيُن الدُمى الواسِعة تِلكَ، وَ عِندَما لَم يَتلقى أيِّ اهتِمام مِن رَجُلَه الوَسيم بَرز شَفتَيه الى أمام وَ تَمتَم بِإحباط:

" أ لازِلت غاضِبً مِني؟ "

نَفى هيونجين بِاخراج ضَوضاءَ مِن شَفتَيه تَعني « لا «
احتارَ فيلكس في أمرَه فاقتَرَب اكثَر ليَضَع كَفَه على ذِراع هيونجين وَ يُرخِي رَأسَه بِشَكلاً جانِبي بِجانِب كَفه يَقول بِدلال طَفيف :

" تَبدو وَ كَأنَّك تَتَجاهَلني ... "

هيونجين كانَ يُحَضِر رَدود بالفِعِل لَكِن حَركات فيلكس الرَقيقة الطَعام يَقِف في مُنتَصف حَلقَه وَ لِكَي لا يَبدو انهُ شَمعة قَد تَتَحول الى الذَوبان امامَ سِندريلا ابتَلعت سُعالَه وَ لَم يَتبقى حَل سوى ان يَصمُت

عَلى الأقل سَوف يَبدو صارِماً هَكذا.

أما فيلكس بَعد أن غَمغم وَجنتَه في جانِب ذِراع هيونجين وَ لَم يتَلقى إجابة مِنهُ قَرر أن يُحارِشَه قَليلاً، فَابعد رَأسَه عَن ذِراعَه وَ بيَدَه الصَغيرة شَدَه مِن ملابِسَه لِكي يَنحني هيونجين بِشَكلاً جانِبياً الَيه

رَفَع قامَتَه القَصيرة بِخِفة وَ دَفع شَفتَيه ليَترُك قَبلة صَباح لَطيفة على خَد هيونجين الذي يُكادَ يَنفجَر. بَعد ثواني انْزَلَ نَفسَه وَ احكَم الامساك على الملاءة فَوق جَسدَه ثُمَ قالَ بِجانِب اذنَّه بِرِقة :

" هيــون، سَوف أستَحِم انتَظرني لِـ نَفطر مَعاً "

شَعَر بالاحباط حَرفياً عَندِما لَم يَتلقى أي رَدة فِعِل ولا حَتى رَمشة عَين، جَر الملاءة مَعَه و مَشى بِخَطوات عَرجاء الى الحَمام، دَخَل وَ اغلَق الباب خَلفَه يُتمتم بِكلام يوبِخ بِه رَأس الحَطَب بِانزِعاج.

أما في الخارِج، احَدهُم مَشى الى المَطبَخ بِهُدوء.
دَخَل وَ اغلَق الباب مِثل اي بَشَر طَبيعياً، تَوَجه نَحو الحَوض، وَضَع يَداه الكَبيرة هُناك و انحَنى فَوقه بِسلام تام

فَجأة شَهَق ليَبصق الطَعام الذي بَقيَ عالِق في مُنتَصَف حَلقه وَ يَبدأ نَوبة سُعالَه الحادة. اخذَ يَشتم مِن بينَ انفاسَه المَسلوبة وَ يُزَمجِر :

" مـا هَـذا ؟! "

" اللعنـة عَلـى مؤخِرَتَـك فيلكـس !! "

في ذاتَ اللَحظة كانَ احَدُهُم يَقِف أمام المِرآة و فَكَه لامَس الارَض بالفِعِل. يُحَدِق بِعُنقَه بِهَول : " كُل هَذِه علامات!!! "

" هوانغ هيونجين! سَوف اركِل قَضيبَك اللعين ذَلِك! "

" كَيف لي ان اُغَطيها!؟ أ كُل هَذا فَم!؟ "

صاحَ بِإنفِعال ينتَحِب أمامَ المرآة، فالعَلامات كانَت كَبيرة و واضِحة جِدا على عَنقُه، حَتى الكَفيف يَشعُر بِها. وَ لِلَحظة دَبَ الرُعُب اوصالِهِ لِفكرة رَماها عَقلَه الطائِش

" هَل يُعقَل أنهُ لا يَذكُر ماحَدَث بَيننا عِندَما كانَ ثَمِل ؟! "

" لِهَذا السَبب يَتَجَاهلني!؟ "

„ Shit ... „




𓀥𓀤𓀣𓀢 𓀥𓀤𓀣𓀢 𓀥𓀤𓀣𓀢 𓀥𓀤𓀣𓀢 𓀥𓀤𓀣𓀢 𓀥𓀤𓀣𓀢

آنيونغ صِغاري. هدول انا قاعدة ارقص بعد الكوارث الي سببتها 🙃

رَأيكم بالبارت؟

تحليلاتكم؟

برأيكم هيونجين نسي فعلا؟

الى لِقاء آخر اطفالي🤍

Continue Reading

You'll Also Like

44.2K 2.4K 8
{ Sexuel contact} جنيرالٌ مخدرمٌ أنتَ أوقعتنِي بينَ سلاسلِ عشقكَ الأبدية و أنا مجردُ أنثى عذراء سقيتُ بعسلِ علاقتناَ الآثمة و بللت إطار علاقتنا بدمو...
23.4K 2.2K 22
إيثان يعيش حياة هادئة ومملة بحثا عن العمل. ولكن يومًا ما، يصبح خادمًا شخصيًا لفتى عصبي ومتقلب المزاج. كيف تتطور العلاقة بينهما هل يتقبل إيثان ان يت...
131K 7.4K 62
ترجمة للكاتبة : _microcosmo_ كيم جونغكوك صغير عائلة كيم، والذي يكبره ستة إخوة يفرطون في حمايته ويكونون صارمين في بعض الأوقات. كيف ستكون في حياته معهم...
15.2K 723 8
- كل شيء برفقتك لا أريده أن ينتهي 𝒆𝒗𝒆𝒓𝒚𝒕𝒉𝒊𝒏𝒈 𝒘𝒊𝒕𝒉 𝒚𝒐𝒖 𝒊 𝒅𝒐𝒏'𝒕 𝒘𝒂𝒏𝒕 𝒊𝒕 𝒕𝒐 𝒆𝒏𝒅 - عندما لا تعرف إلى أين تذهب ، إتجه نحو...