كانت اوريانا تسير في الممرات ثم سمعت تهامس الخدم ، لكنها تجاهلتهم ببساطة
و من محاسن الصدف ، انها التقت روزاليندا امامها ، القت روزاليندا التحية بكل ودية و ضحكة وردتها اوريانا بذات الودية
قالت روزاليندا بسعادة بينما تحتضن ذراع اوريانا: توقيت رائع يا اميرة ! كنت اتوجه لجلسه مع السيدات الان .. رافقيني !
وافقت اوريانا على عرضها لانها لم تملك ما تفعله ... سرعان ما توجهت مع روزاليندا لموقع الاجتماع في احد اركان القصر
كانت في حجرة جميلة للغاية ، مرتبة و ذات رائحة منعشة
من الواضح ان ايزابيلا من اقامتها ، لكن ان تقيم مثل هذه الجلسة الصغيرة و لا تدعو اوريانا الاميرة لهو امر بالغ الوقاحة !
لكن لا احد يهتم حقاً ، عندما اتت اوريانا مع روزاليندا تفاجئت ايزابيلا لكنها ابتسمت و رحبت بالاميرة بحرارة ، سرعان ما عرفتها على الحضور
قالت اوريانا بابتسامة ساحرة و ملامح بديعة: يسرني مقابلة جميلات المملكة و نبيلاتها .. انا الاميرة اوريانا فرانس من مملكة شارلوت ، خطيبة ولي العهد
شددت على الجملة الاخيرة بتفاخر ، سرعان ما استقبلت اول كلمة من شخص متوقع ، كريستا قالت بكل عنفوان و هيام تملكه: شرف كبير مقابلتك يا اميرة ، انا كريستا راتري من دوقية راتاري
كانت حقاً فاتنة و تبدو لطيفة و مهذبة ، استلطفتها اوريانا بسبب ذلك ، سرعان ما عرفت اختها الصغرى عن نفسها: و انا شقيقتها الصغرى ، ادعى ارابيلا راتاري
عرفت التوأمان عن نفسيهما ايضاً ، حيث قالت الكبرى بينهما بابتسامة: انا اديلايد برنارد و هذا اختي التوأم الصغرى اديليا
اومئت لهن اوريانا بابتسامة ، سرعان ما دعت ايزابيلا الجميع للجلوس و تبادر اطراف الحديث البسيطة
كانت دايانا الوحيدة الهادئة بحكم شخصيتها الضعيفة ، فيبدو انها لا تنخرط كثيراً معهم
لكن كريستا تحدثها و يبدو انهما على علاقه جيدة .. قالت روزاليندا بابتسامة قوية: كالعادة انت لطيفة يا ليدي كريستا .. اتعلمين يا اميرة اوريانا ان ليدي كريستا كانت المرشحة للزواج من الامير الاول قبل مجيئك ؟
تفاجئت كريستا ثم قالت بسرعة: ليدي روزاليندا ! حديثك حول هذا الامر امام الاميرة ... انه قليلاً
قاطعتها اوريانا لانها كانت تبدو مرتبكة: لا بأس عندي ليدي كريستا .. لا يمكنني التحكم بحياة الامير الخاصة ، ماضيه له و لكن حاضره و مستقبله مشترك بيننا !
أخرَسَتْ كل الافواه بهذه الكلمات .. اوريانا تعلم ان عليها لعب دور الحكيمة في هذه المواقف ، عدم الانفعال و التظاهر بالهدوء و السكينة هو الحل حتى لا تخرج اي شائعات لا ضير منها
ابتسمت روزاليندا ثم القت المزيد من الكلمات بلا مبالاة: ماذا عنك يا اميرة ، اتملكين اي ماضي مشوق ؟؟
لفت هذا الكلام انتباه الجميع ، بينما توترت اوريانا ثم ابتسمت و قالت: يا الهي ماهذا السؤال الغريب يا ليدي ؟
قالت روزاليندا باستخفاف: هيا ليست مسألة ملحه حقاً ، مثلاً لديك دايانا كان لها علاقه بأخي قبل ان ترتبط بالامير الثاني
انتسكت دايانا بينما قالت كريستا بحدة: ليدي روزاليندا ! انت تبالغين
هنا تدخلت اديلايد بمنتهى المكر: لا داعي لهذا الانفعال كريستا ، الجميع في المجتمع النبيل يعلم بهذا .. و هو امر طبيعي فهما كانا على وشك ان يخطبا لولا قرار الملك المفاجئ
اكملت اختها التوأم بموافقة: هذا صحيح ، و نحن جميعاً انسات و صديقات .. نحن ايضاً نعلم بمقدار حزن دايانا و نود ان نساعدها لكن لا شئ بيدنا.
النفاق كثير في هذا التجمع ، لكن الجميع يرتدون اقنعتهم من اجل المصلحة
تعلم دايانا هذا جيداً ، عندها ابتسمت كريستا ثم اقترحت على اوريانا بهدوء: ما رأيك ان تعرضي الامر على الامير الاول ؟
نظر الجميع نحو اوريانا و هي شعرت بالتوتر ، لكنها ابتسمت بغرور ثم قالت: لا تقلقن بخصوص هذا الامر يا آنسات .. فأنا سأفعل ما في وسعي
استغرب الجميع من كلامها ، سرعان ما ضيقت روزاليندا عينيها ثم قالت: يبدو ان الاميرة تملك شيئاً في جعبتها ..
ابتسمت اوريانا ثم قالت بلطف: ما رأيك انتي ؟!
كان جوابها مضللاً بما فيه الكفاية .. مادامت تأخذ حذرها فكل شئ سيكون بخير .. ثم عادت المحادثات المنافقة للبدء مرة اخرى
حرب النبلاء الباردة لن تنتهي ابداً ، بصراحة اوريانا كانت حائرة قليلاً في مسألة تقديم الهدايا و الرسالة الغريبة التي وصلت من لانس الى ان اكتشفت ان هناك رسالة اخرى بين طيات الهدايا
لانس حذر اكثر مما كانت تتوقع ، كأنه يعلم ان احداً ما سيقرأ ربما الرسالة قبل ان تصل الى يديها و لعله ذات الشخص الذي بدأ يبعث رسائل مزيفة بإسم ابن دوق مملكة شارلوت ليان ...
لكن .. لو وصل الخبر ان هناك من يزيف رسائل بإسم ليان ستقلب المجتمع النبيل في شارلوت
ببساطه لان ليان هو اكثر من مجرد ابن دوق .. انه ارشيدوق المملكة و قائد حراس الملك و احد اللوردات المعروفين فلو وصلت مثل هذه الانباء و ان هناك من يزيف رسائل باسمه فحتماً سيتم اعدام ذلك الشخص و لو اكتشفوا انه من مملكة ماريانا ستقع خلافات كثيرة و ربما تلغى خطبتها على اثرها.
الرسالة التي ارسلها لانس تضمنت كون رايان الى جانبها .. اذاً عليها سؤال رايان بعض الحقائق ..
~*~
وقعت على سريرها من التعب بعد ان انتهت تلك المحادثه ..
لكن لم تلبث قبل ان تدخل وصيفتها روي مع مجموعة من الخدم يحملون الفساتين .. سرعان ما قالت روي بصرامة: سيدتي .. انهضي فلا وقت لدينا قبل مأدبة العشاء .. عليك الاستحمام ثم لديك جلسة عناية و تصفيف للشعر و التجهيز ، سنراجع قوائم القواعد الملكية و القوانين الدولية مع الاستعدادات .. هيا رجاءاً
كان واضحاً ان اليوم لن ينتهي .. لذا نهضت اوريانا ثم بدءت بجدولها المزدحم
خرجت باطلالتها الرائعة التي تخطف الابصار لجمالها .. كانت ملامحها منزعجة بعض الشئ لكنها لم تدنس ذلك الجمال الملائكي الذي تحمله الاميرة الشقراء
التاج الذي اهداه الملك لها صباح اليوم توسط رأسها .. فستان ابيض فوقه وشاح باللون الابيض ايضاً هو ما ارتدته مع مجوهرات ذهبية مزينة بالماس ..
كانت تبدو كزهرة بيضاء حقاً ، و عيناها اوقدتا نورها الخلاب اللافت للنظر
تلك الحدقة الخضراء اللافتة للنظر كانت تحمل نصف جمال اوريانا ، زينتها رموش كثيفة و حاجب مرسوم باحترافية ..
سارت اورينا نحو قاعة المأدبة .. كانت متوترة و تمسك اعصابها بصعوبة
عندما دخلت القاعة ، نظر الجميع اليها ببعض النظرات الفاحصة من اسفلها حتى اعلاها ...
وبدأوا بالتمتمة .. الجميع حاضرون في القاعة و يبدو انها اخر الواصلين .. لاحظت نظرات الملك نحوها .. كانت حادة قليلاً و مرعبة
لذا شعرت بالارتباك و التلبك .. سرعان ما بدأت الامسية بهدوء ، و كانت الامور تبدو طيبة ، حيث انتهت اول حفلة من حفلات الاسبوع الذهبي
عادت اوريانا بعد تلك الامسية مرهقة من كل تلك المجاملات .. لكن الصدمة انها حين دخلت حجرتها وجدت ما لا تتوقعه
كانت الفساتين اللتي اهداها لها لانس مع المجوهرات ، اغلب فساتينها الاخرى مخربة تماماً و مجوهراتها محطمة و كأن زلزالاً عم الحجرة
المفروشات و الستائر بديعة الجمال تم تخريبها بشتى الطرق ، الغرفة بدت كأنها مهجورة من ثلاثين عاماً !
خفق قلب اوريانا بشدة .. حاولت الهدوء اولاً ، لمَ لا يوجد اي خدم هنا ؟! اين وصيفتها ؟!
الوضع صار اسوء .. في البداية هل بقي اي فستان صالح للاستعمال ؟! ستكون مشكلة لو لم يبقوا اي فستان فاخر و الايام القادمة كلها حفلات
حالياً هذه اكبر مشكلة .. خرجت من الغرفة ثم نادت على بعض الحرس و الخدم ليتفقدوا الحطام ..
~*~
في خضم هذه الاثناء .. كان الملك يمسك برايان بقوة و لم يسمح له بالافلات من تحت ناظريه لثانية
رايان يعلم ان شيئاً سيصيب اوريانا .. لابد ان والده لاحظ انه يهتم بأوريانا ، و في هذا الوقت انتشرت الشائعات و بالفعل قد وصلت لمسامع الملك ، حول كون اوريانا تتلقى الكثير من الرسائل من قبل رجل من مملكة شارلوت
و لاشك ان الملك يحاول جعل اوريانا تواجه الصعوبات لانه مستمتع بالحدث
سرعان ما دخل البرت مساعد الملك للقاعة التي يجلس فيها الملك مع اعلى اللوردات
همس شيئاً للملك ليصك الملك على اسنانه ثم يقول: هاري .. فالتتفقد الوضع ..
نهض هاري ثم انحنى بينما يقول: حاضر ..
لكن سرعان ما وقف رايان ثم اعترض قائلاً: جلالتك ، هل لي ان اذهب لتفقد الوضع بدلاً عنه ؟!
تفاجئ هاري اثر كون رايان شخص ذاتي مكتفي باعماله فقط و لا يتدخل باعمال الاخرين ابداً
اجاب الملك بضجر بينما ينظر لعيني رايان بحدة: هل اخطأت السمع ؟ اظن كلامي واضحاً .. قلت هاري و ليس رايان .. لا تتدخل فيما لا يعنيك ايها الامير الثاني
اصبح الجو مرتبكاً كما كانت ملامح رايان تظهر الانزعاج ، هرب هاري من المكان خشية التورط ان بقي اكثر
بينما عاد رايان للجلوس مع مزاج سيء ، ابتسم الملك بمكر ثم قال بسخرية: مادمت متفرغاً ايها الامير الثاني فالتخرج مع مخطوبتك قليلاً فالجو صحو و يساعد على الهدوء
كانت تعابير رايان عبارة عن ابتسامة مع عيون سوداء و غضب شديد مكبوت ، سرعان ما نهض ثم قال: اذاً .. بعد اذنك ، سأغادر ..
كان الملك يظهر ابتسامة مستمتعة ، بعد رحيل رايان خاطب الملك الملأ بينما يحرك الكوب في يده: أمراء سريعوا الانفعال حقاً ..
ابتسم الدوق هورد شقيق الملك الاصغر ثم قال: اراهن انهم يشبهون جلالتك في هذه الصفة
توقف الملك عن رج كوبه ثم قال بابتسامة ساخرة و عيناه الحادة حدقتا بأخيه كصقر: أاعتبرها مجاملة ام اهانة ايها الدوق ؟!
ارتبك الدوق ثم قال بابتسامة متكلفة: يبدو ان جلالتك يأخذ الامور بجدية زائدة ..!
الوضع ازداد توتراً عندما وضع الملك كوبه على المائدة ثم تحدث بنبرة تخفي في طياتها بعض التهديد: اتمنى ان لا تصدر الكثير من هذه الكلمات بعد الان .. انا اخذ الامور دائماً على محمل شخصي
خفف الدوق البيرتو راتاري والد كريستا الجو بقوله: فالنعد اهتمامنا للمواضيع الاهم .. هل وردت اي اخبار من الامير الاول جلالتك ؟!
ضحك الملك ثم قال: ولي عهدي مهتم بارسال رسائل الغزل لمخطوبته اكثر من اهتمامه بارسال تقارير عن مهمته !
ضحك الماركيز ايرينيالد والد دايانا بخفة عند سماعه لذلك التعليق ، سرعان ما تسائل الماكيز ماركوس برنارد والد اديلايد بشك بسيط: بالحديث عن خطيبة الامير .. كيف وجدتها يا مولاي ؟!
هدئت تعابير الملك ثم قال بينما يمسك كوب الخمر مرة اخرى: مازالت في مرحلة الاختبار ~
اكمل الدوق للبيرتو قلق زميله بقوله: جلالتك .. نحن مهتمون براحة الامير مثلك ، لكن ان لم تكن تلك الاميرة بالمستوى المطلوب لمملكتنا الن يكون من الافضل عدم توريط ولي العهد معها ؟!
وضع الملك قدماً فوق الاخرى بينما يقول باستعراض : معك حق في هذا بالطبع .. عادةً كنت سأحصل على اراضي شارلوت و مزارعها الخصبة بالقوة ، لكن مادامت هناك طريقة بهذه السهولة من اجل الحصول عليها فقد قررت اختيارها ... مع ذلك لم اكن لافكر بالامر لولا كون اميرة شارلوت ترضي تطلعات لانس العالية
تحدث الدوق هورد ڤريتا بانزعاج بسيط: بالفعل قد تكون الاميرة بديعة و مناسبة للزواج .. لكن جلالتك كل لوردات المجتمع العالي رافضون للفكرة بما فيهم نحن .. بدلاً من جعل امرأة غريبة تصبح ملكة لا بل امبراطورة لبلدنا .. الن يكون من الافضل تنصيبها كملكة اقل و جعل امرأة مناسبة من مجتمعنا تصبح الامبراطورة التي تقف بجوار الامير لانس مستقبلاً ؟
كان الملك يتوقع ردود فعل عدوانية ضد اوريانا بالطبع .. لكن لم يتوقع ان تكون عدوانية جداً ، لربما الشائعات المنتشرة حالياً عنها هي السبب
سيكون لانس بمنتهى الغضب عندما يعود ، لا بل قد يقوده غضبه لإعدام من نشر تلك الاشاعات
هذا ان لم يقدم على شئ مجنون كإعدام احدى الدوقيات .. عموماً لن يتدخل الملك بهذا لانه وجع رأس في نظره
لكنه حتماً يرغب برؤية الى اي درجة يمكن لاوريانا ان تجعل لانس يثور من اجلها ~!
هنا حيث قال الملك بهدوء: أقلت سهواً اني سأعيدها ؟ ام اني بدون ان اعي قلت ان لانس سيتزوج مرتين ؟! لمعلوماتكم ايها اللوردات .. خطبة لانس و اوريانا ليست "سياسية" كما تظنونها جميعاً
رمى الملك الفتيل الذي سيشعل الاجواء الاحتفالية في الامسية القادمة .. تفتحت عيونهم بشكل مضحك و ظهرت ملامح الاستغراب جلية ، في الواقع احدهم اختنق بالخمر من الصدمة !
ايعقل ان الامير لانس .. يكن مشاعر حب لاميرة شارلوت ؟! هذا فاق التصورات !
امتدت انظارهم نحو الملك مباشرةً و ابتسامته العابثة .. بات الامر واضحاً ، جميعهم يعلمون ان ملكهم سيقدم كل شئ من اجل ولي العهد .. و ان كان ولي العهد واقع في حب اميرة شارلوت اذاً فلا طريقة متاحة للتخلص من الاميرة اوريانا !
لكن ابتسامة الملك العابثة لا تساعد على فهم الموقف المعقد ..
~*~
كانت كريستا تبكي بينما آريا والدتها تحاول تهدئتها ، دخل عليهم والدها الدوق البيرتو ليشاهد الموقف الغريب و يتسائل بسرعة: ما بها كريستا ؟!
اجابت الام مع نبرة غاضبة قليلاً: اتصدق تلك الاميرة الوقحة ؟! لقد قامت بتوجيه كلام سيء لكريستا لانها كانت المرشحة السابقة للزواج من الامير ! علينا الذهاب و رد كلامها الجارح ، لن اغفر لها ما قالته لابنتي .. لقد سخرت من الدم الملكي لماريانا علانيةً !
جلس الاب بجانب ابنته التي تبكي بحرقة ، سرعان ما سألها بقلق و غضب: مالذي حدث ؟! اشرحي لي ..
قالت كريستا بين دموعها و شهقاتها: كنا .. نشرب الشاي مع الاميرة ايزابيلا كالمعتاد .. و كانت تتحدث معي بلطف و مع الجميع ايضاً ، لكن عندما قالت روزاليندا انني كنت المرشحة سابقاً للزواج من سموه لاحظت نظراتها المنزعجة و بعد الامسية امسكتني و قالت .. قالت انني مجرد عضوة قذرة من المجتمع النبيل و اني لا اساوي شيئاً بجوارها .. و ان ولي العهد تخلى عني لاني وقحة و لا املك اي اداب او معرفة .. و انه اختارها لجمالها و ذكائها .. كما قالت انني لا املك دماء ملكية و ان دمي وضيع و مختلط ..
استمرت كريستا في البكاء بينما والدها كانا في اشد حالات الغضب .. سرعان ما هوَّن الاب على ابنته و هو يكبت غضبه: اهدئي يا صغيرتي .. انها فقط تغار من جمالك ، كما انها تقول هذا الكلام لان جلالة الملك بنفسه غير راضٍ عنها .. و ايضاً لابد انك سمعتي الشائعات عنها ، انها تتراسل مع رجل اخر بغياب الامير الاول ، انها ليست سوى محظية عديمة اخلاق !
هونت الام بينما تعانق ابنتها بلطف: عزيزتي والدك معه حق ، توقفي عن البكاء ستحمر عيناك و تفسد جمالك و غداً هناك امسية كبيرة .. اليس واضحاً ان الاميرة هي عديمة الاداب ؟! لقد تأخرت عن الامسية بطريقة فظة و كأنها تود ان تبين انها مالكة القصر !
بدأت كريستا بمسح دموعها و والدها يهونان عليها و يسمعانها المديح و الكلام العذب .. بعدها طلب منها والدها ان تستريح في غرفتها من اجل الغد
بينما جلس الدوق البيرتو مع زوجته آريا و الاثنان في حالة غضب و نفور.
سرعان ما قالت آريا بانزعاج: اتصدق عدم اللباقة ؟! كيف تجرأ على السخرية من ابنتي و اميرتي الجميلة ؟! مالذي ستفعله عندما تصبح ولية العهد اذاً ؟! لا يمكننا السماح لمثل هذه المرأة بالسيطرة على المناصب المهمة في دولتنا !
البيرتو جلس بنفاذ صبر ثم قال: و هل ترين بيدي اي شئ لفعله ؟!
آريا صرخت بانزعاج و وجد: اجل كان بيدك ! لكنك ضيعت الفرصة ! اخبرتك ان تقترح موضوع الخطبة بصورة جدية على جلالته من اجل ان نربط كريستا بالامير تماماً .. لكنك استمررت بتأجيل الامر !
نهض البيرتو بغضب ثم وبخ قائلاً: و هل ترينني في موقف يسمح لي بمثل هذه العروض ؟! ما لم يقل جلالته شيئاً فلا يمكنني فتح فمي بالطبع !
اجابته آريا بصراخ و قد احمر وجهها من الغضب: لا بل كان بامكانك فتح الموضوع و لو بالمزاح ! لقد توسلت الملكة الملعونة تلك حتى تصل كريستا لسرير الامير و بالتالي تم افساد كل شئ بسبب ترددك ! كان بإمكان ابنتي ان تغدو الامبراطورة مستقبلاً لكنك ضيعت كل الفرص التي واتتنا !
صرخ البيرتو بغضب شديد: آريا !!!
انتفض جسد المعنية ببعض الخوف قبل ان يقول زوجها: توقفِ عن الالحاح على امور انقضت ! علينا ان نفكر في طريقة للتخلص من اميرة شارلوت .. بطبيعة الحال كل النبلاء معارضون لتلك الخطبة ، ستكون الامور بخير ان استمررنا بالضغط على جلالته
~*~