Dr.Hwang | الطَبِيبْ هوانغ

By candyskz

401K 22.9K 72.4K

يَبحَث الفَتى الاستُرالي عَن جامِعة وَ عَمَل بَعد ان تَم طَردُه بالكَثير مِن المَرات. يُساعِدُه صَديقَه هان و... More

تَعريفْ
Part. 1
Part. 2
Part. 3
Part.4
Part.5
Part.6
Part.7
Part, 8
Part.9
Part.10
Part.11
Part.12
Part.13
Part.14
Part.15
Part.16
Part. 17
Part.18
𝑃𝑎𝑟𝑡.19
Part.20
𝙋𝙖𝙧𝙩.21
Part.22
Part.23
Part. 24
Part.25
Part.27
Part.28
Part.29
Part.30
Part.31
Part.32
Part. 33
Part. 34
Part.35
Part.36
Part.37
Part.38
Part.39

Part.26

8.1K 535 1.8K
By candyskz

في جزء مفقود، لهيك رجعت كتبته و غالباً غيرت الاحداث لاني مش متذكرتها

༒ 𝔇𝔬𝔫'𝔱 𝔩𝔦𝔢 ༒

هان جيسونغ :

لَقد استَيقظت على صَوت صراخ هاتِفي لِلتو، اعتَدلت مِن فراشي اتفحص ما إن كان فيلكس قَد رأى رَسائلي او اتَصل، نَحن دائِماً نتراسَل في الصِباح للتَأكُد بِأن احدُنا لَم يُفرِط في النَوم.

لَم اجِد ايِّ رَداً مِنه فَـ أبقَيت هاتِفي بِيَدي انظُر هُنا و هُناك بِتَفكير، هَل يُعقَل أنَّهُ غاضِب مِني اممم هَل قالَ لينو لَه شَيئاً؟ أنا لا اعلَم حَقاً، لا استَطيع التَفكير بِشيئ علاوَة على ذَلك لقد فَتحت عيناي للتو.

عَلى أية حال، سأقوم بِتَجهيز نَفسي للذهاب الى العَمل، سَأجِدَه هُناك حتماً، إن لَم يُجيبني سَوف يُجيب هيونجين، بالتَأكيد لا يَجرئ عَلى تجاهُله بَل سَيَقفز مِن سريرَه و إن كان في غيبوبة.

_____ 𓂻 _____

قَد اتيت الى المَشفى للتَو وَ فور ان قابَلت سونغمين سَألتَه عَما اذا كانَ قَد رأى فيلكس، اكتَفى بالنَفي بِرَأسه بِأنَّه لا يَعلم و لَمْ يَراه. ازداد قَلقَي و اكمَلت سيري الى غُرفة تَبديل الملابِس

دَخَلت شارِداً ليَقفز بِوَجهي تشانغبين:
" صَباح الخَير "

كَشَرت ملامِحي بِسَبب صِراخَه واضِعاً يَدَي على اذنَي :
" ماهذا النَشاط مُنذُ الصَباح "

"آ~ه أنها أيدي السَيدة سيو "

كنت قَد سَألته أعني تشانغبين يَكون صاخِب وَ مَرح فَقط عِندَما تَكون والِدتَه بالمنزل، نادِراً جِداً تواجُدَها مَعه مُنذُ انها تُقضي جَميع اوقاتِها و ايامها مَع هيونجين.

مَشيت مُنزَعِجاً قَبل أن ادرَك شَيئ فَالتَفت لِاسأله مُجدداً :
" هَل هيَ بالمنزَل؟ "

اجابني بِبلاهة : " اجَل لِما؟ "

" الَم تَذهب الى مَنزِل هوانغ؟ "

زَم تشانغبين شَفتَيه بِتَفكير قبل ان يسرد لي ما اخبرتَه بِه والِدته:
" لا، اعني البارِحة لَم تَذهب، لقد اخبرها انَّ لا داعي لِذلك بَدلاً من ذلك سَوف تَزورَه مساء اليوم "

هَمهمت وَ التَفتت الى الخِزانة الخاصة بِي، فَتحت الباب وَ ارَدت اخراج ملابسي. آ~ه بُت اشعُر بالقَلق. أعني فيلكس فَتى وَقح و أيضَاً يُجيد الفنون القِتالية لا احَد يَستطيع ان يُؤذِيه جَسدياً

- عَدا هيونجين -

الكُل يَخاف هيونجين حَتى قابِض الارواح يَخاف مِنه-
مَهلاً .. هيونجين! أجَل! مُنذُ ان ذَهب مع هيونجين لَم يَعُد يُجيب، هاتِفه مُغلَق الى الآن!

لَحظة لَحظة !
والِدة تَشانغبين لَيست في مِنزل هيونجين وَ آخر شَخص رَأيتَه مع فيلكس هوَ.

انَفجرت عَيناي فَور ان استَوعبت أفكاري وَ على الفَور صَفعت باب خِزانتي لِاخرُج راكِضاً مِن الغُرفة. امُل ان لا يَحدُث ما اشعُر بِه! مُجَرِد تَخيُل الأمر يَجعَل رُكَبي تَرتَعش.

- إلَهي ساعِدني -

خَرجت مِن المَشفى هَرولة مُتَجهاُ الى مَنزِل فيلكس، هوَ ليسَ بِبَعيد فَقط بِضعة شوارِع وَ سأكون هُناك. استَطيع ان اركُض بِأسرَع ما لَدي، لا بَل أسرَع، إنّ كُنت اريد ان ابقى على قَيد الحياة يَجِب ان اركُض!

ها !! وَصلت الى شارِع فيلكس وَ تِلقائياً تَدحرجت قدامي بِسَبب انحِدار الشارِع الى الاسفَل. اتَعثرت بِخفة وَ ذَلِك لِأنني ضَربت فرامِل أرجُلي للتَوقف امام المَبنى

- اللعنة انقَطعت انفاسي -

صَعدت الدَرج عَلى مَلئ وَجهي وَ توَقفت امام بابَ شَقته، قُمت بِالنَقر على الجَرس وَ انتَظرت قَليلاً، لَم يُجب احَذ، عاوَدت رَن الجَرس و انتَظرت مُجَدداً وَ اللعنة فيلكس افتَح الباب!!

" آاااه "

رَكلت الباب بِقَدمي بِنَفاذ صَبر، الآن عَلي الرَكض مُجَدداً لِاستَقل الحافلة وَ اذهَب الى مَنزل هيونجين، او دَعك مِن ذَلك، سيارَة اِجرة سَتكون اسرَع! مُجَدداً اضَع اقدامي خَلفي وَ اركَض كالمَجنون ابحَث عن سيارة.

لا اعرِف أي صَبر هذا، سَوف انفَجر اُريد فَقط الوصول بِأسرَع ما يَمكُن، أنا اكُل اظافري هُنا وَ سائق التاكسي يَقود بِهُدوء وَ دَمٍ بارِد. إلَهي ساعِدني لا اُريد المَوت قَبل ان يَعترِف لينو لي !

" لَقد وَصلنا "

فَور أن سَمعت صَوت السائِق فَتحت الباب وَ لم اخرُج بَل قَفزت لَكِنه استَوقفني صارِخاً مِن بقعَته : " ياه ياه عَليك دَفع الاجرة !! "

اللعنة، لَقد نَسيته تماماً! عُدت ادراجي بِسرعة ولا اعلّم كَم من المال اخرَجت مِن مَحفظتي، أنا فَقط رَميت المال مِن النافِذة ليَنظُر لي بِغَضب، ارجوك قُم بِلَكمي فيما بَعد لَكِن ليسَ الآن!

- هذا إن كُنت لازِلت على قيد الحياة -

اصمُت! هَذا مُروِع حَقاً.

أنا اركُض بينَ اشجار حَديقة مَنزِله مُمسِكاً قَلبي بِيَدي، لا اريد أن أكون غَير مُحتَرم لَكِنني مُجبَر. وَقفت امام بَاب المَطبخ الزُجاجي ازفُر انفاسي قَبل ان افتَحه وَ اقتَحم مَنزلِه.

هَرعت الى الصالة لِاجد فيلكس يَجلِس على الكُرسي في المُنتَصف و هيونجين أمامَه بِمسافة قَليلة، ملامَح وَجهه لَم تَكُن سارَّة أبداً، وَقفت الهَث وَ قد قُطعت انفاسي حِين صَوب عَيناه الحادة نَحوي

- لَقد انتَهينا -


𝐻𝓎𝓊𝓃𝒿𝒾𝓃

مُنذُ البارِحة وَ انا عالِق في حُروب أفكاري، لَم يَغفى جِفني خَوفاً مِن ان استَيقظ ولا اجِدَه بِجانَبي. لَقد احكَمت اغلاق الابواب لِكي لا يَهرب مُجَدداً مِثل تِلكَ المَرة.

كُنت اشعُر بِه مُنذُ أن غادَر جَسده سريري يَتسلل للهَرب  مُجَدداً وَ نَويت الامساك بِه لَكِن استَوقفني اهتِزاز هاتِفَه المُستَمر، كانَ هان يَستمر بِارسال رَسائِل وَ مُعاوِدة الاتصال

أنَنَي غاضِب لَكِن لا اُريدَه ان يَرحَل. بِداخلي رَغبة بِإبقاءَه بِجانِبي.

وَ الآن اجلِس أمامَه وَ انتَظر اي هَمسة تَخرُج مِنهُ. انتَظر منه يُصارحني فَقط، كُنت لِالتَمس لَهُ الف عِذر وَ ارفَع عَنهُ اللوم الأمر لا يتَطلب مِنهُ الكَثير فَقط يُخبرني لِما فَعَل ذَلِك

لَقد انتَظرَت وَ امهَلتَه ايام بالفِعِل، حاوَلت ان اُلَمح لَه و اُبادِر لَعلَّه يُخبرني وَ في كُل مَرة كانَ يَكذِب بِها كُنت اعذِرهُ وَ اُعطيه فُرصةً اُخرى، لَقد فَهمت انَّهُ خائِف وَ هذا ما زادَني غَضباً ايضَاً

لَكنني لا ارى فائِدة من انتِظاري سِوى انَني اغرَق في غَيِّهب افكاري، كُلما انتَظرت كُلما زادَ يَأسي وَ انخَذلت اكثَر لا وَ اضافة الى ذَلِك مُشَوَش.. لا أفهَم سَبب رَفضَه لي.

‎كُلَما نَظرت اليه كُلما زادَ غَضَبي، هَل يَراني مُغفَل امامه؟ يَكذَب وَ يَخدَعني لا  وَ يَتلاعَب بِمشاعري، فَوق ذَلِكَ كُلَّه يَقوم بِرَفضي ثُمَ يَأتي إلي وَ يُقَبلني لا بَل يُخبرني أننا لَسنا أحباء

-وَ ماذا عَن مَشاعِرنا لَيلة أمس؟ -

لا اعلَم، ها انا اشعُر بِعُروقي تَنتَفض مُجَدداً اُميل رَأسي وَ ادفَع بِجَسدي عَن الكُرسي إلى الإمام مائِلاً الَيه. شَعر هوَ بي لِيُحَرَك عَيناه بِعَدَم ثُبات يَرمُش بِكثرة.

‎ سَألتَه صارِماً رُغم حِفاظي على هُدوئي : " الا تَعتَقِد انهُ حانَ وَقت اخبِاري؟"

ارتَبك بِعيناه قَبل ان يَسأَل بِرَيبة :
" عَن ماذا؟ "

‎اخَذت نَفساً بِتَنهد وَ حاوَلت جاهِداً صَب كامِل تَركيزي عَلى الصَبر الذي باتَ يَنفِذ مني. بَللت شَفتاي عاكِفاً حاجِبّيِ بِخفة وَ قُلت بِذات
النَبرة سابِقاً :

‎" ما تُخفِيه عَني "

‎ارتَفع صَدرَه وَ يَبدو انهُ يَشعُر بِالضِيق فهوَ صَمت يُشابِك يَداه مَعاً وَ يعتَصِرَهُم بِشدة بَينما يتَجوَل بِحَدقتَيه في كُل مَكان بِجَسدي عدا عَيناي كَمَن يُحاوِل مَنع دُموعَه مِن النُزول.

:‎وَ بَعد لَحظات فَرَد كَفيه على ساقِيه مُجِيباً بِشَيئ مِن التَهجم
‎" توَقف عَن قَول ذَلِك، انا لا اُخفي عَنك شيئ "

‎ارتَفع حاجِبي الأيسَر مِن تِلقاء نَفسَه، انبِس بِاستِخفاف
‎" حَقاً؟ "

بَدء بِخَدش ساعِدَه قائِلاً بِنَفاذ صَبر وَ ذاتَ التَهَجُم
‎" هيونجين أنا حَقاً لا اُخفي شيئ- "

‎" كاذِب "

‎قاطَعتَه بِحَزم وَ لَم اكُن غاضِباً، لازِلت مُحافِظاً على هُدوء أعصابي ولازِلت مُصِّر على اعطِائَه فُرصة لمُصارَحتي، لا اُريدَ ان اراهُ كاذِب او ان اكرَهَهُ بِسَبب ذَلِك.

ان الاعجابَ بِهِ شَيئ جَميل، لازِلت انتَظر ان يصارِحني .

‎بَعد لَحظات طَويلة مِن صَمته عُدت الى الخَلف رمَيت ظَهري عَلى الكُرسي وَ قُلت بِصَبر : " انِّي مُصِّر على اعطائَك فُرصة لِتأتي الي وَ تُخبِرُني بِنَفسك

‎صَمَتت عِندَما وَجه عَيناه نَحوي بِسُرعة البَرق ثُمَ اكمَلت بتَهكم : " لِا تَجعلني انتَظِر كَثيراً"

‎تَحوَلت نَظراتَه الى اُخرى مُندَهِشة، رُغمَ انهُ كانَ بارِعاً في اخفِاء تَعَابير وَجهَهَ الى ان عَيناه كانَت بِصَفي، مُنذُ انني لا انظُر الَيه بشل سَطحي مِثل الآخرين وَ انِما الى اعماقَه قَررت حَدَقتيه بِاخبِاري عَما يَخفي بِداخَلَه.

‎انظُر الَيه بِوَجه صامِد وَ ابدو انني خالي مِن اي مَشاعِر في وَقت كانَ هوَ يُحَرِك شَفتَيه وَ بَدا عاجِز عَن تَكوين جُملة مُفيدة، فهوَ يَبدو بِأنََه في مَعركة مَع ذاتَه الآن وَ يُحاوِل جاهِداً لِاخباري

:‎ لَكِنَّه وَقف بَعد لَحظات وَ لَم يَخرُج مِن فَمه سِوى تَلعثُم
" ليسَ لدي ما اُخبِرَك بِه و الآن دَعني اذهَب "

كُنت اشعُر بِأنني اُريدَ لَكمه حَقاً لكني مُجَدداً قُلت بِاصرار تام وَ صَبر: " بَلى يوجَد "

"يوجَد الكَثير فيلكس، لِذا اجلس مكانَك مُجَدداً "

نَفى بِرأسَه وَ لقد افقِدني عَقلي، صَكيت على أسناني لِاضرُب عَلى الطاوِلة بِحِنق وَ اصرَخ بِه : " الا تَدُرِك انَنَي اجلِس امامَك بالفِعِل و اُخبِرَك انني اعلَم؟ "

جَفِل هوَ واضِعاً يَديه عَلى رَأسَه ليَقول بِانفِعال قَبل أن يَجلِس :
" انتَ لا تَعلَم شَيئ! "

وَقفت لِشُعوري بِأنَّ الدِماء تَغلي بِجَسدي. كانَت رَغبة جامِحة تُراودِني بِكَسر عِظامَه فَلم اشعُر بِنَفسي الا وَ انا اهَجُم عَليه مُمسِكاً بِوَجهه بِكفي أسألَه بِهَستيرية :

" بالطَبع لا اعلَم شيئ فيلكس "

لَقد اظلَمت الدُنيا امام عَيناي وَ لم اعُد ارى سوى غَضبي. كُنت ارى انه يُغلِق عَيناه بِشَدة مُتحاشياً النَظر لي يَرتَجِف وَ يمسِك بيدي مُصدِراً أنين خافِت لَكِنَّ عَصَبيتي طَغت عَلي لم اشفِق عَليه

انتَشلني مِن تَركيزي أصوات اقدام اتَت راكِضة وَ لم يَكُن ذَلِك سِوى هان. تَسمَّر مكانَه موَسِعاً عَيناه وَ لَقد شَحب وَجهه، يَبدو انَّهُ أتى ركُضاً، هَل أتى لِدَعم صَدِيقَه بالاكاذيب؟

" سَ- سَيد هيونجين "

تَعثَر في كلامَه وَ انحَنى لي عَلى عَجلة قَبل يُعاوِد الوقوف وَ يَنظُر لي بِتَرجي، تَركت وَجه فيلكس وَ لَقد سَمعت اصوات انفاسَه التي حَبسها طوال الوَقت. التَفتت الَيه اُهَسهِس مِن بينَ أسناني :

" يَبدو أنكَ سَوف تَركض كَثيراً هان جيسونغ "

صَرخت بِهُم وَ لَقد اضَعت السَيطرة على أعصابي تَماماً :
" لاني لا اعلَم عَنكُم شَيئ وَ لِأنَّ لِسانَك اللعين هَذا يَستمر بالكذِب"

" وَ اللعنة فيلكس لِما عَلَّي أن اعرِف مِن شرطي انكَ مَطلوب! "

نَظر لي مُوَسعاً عَيناه بَعد ما كانَ يُغلِقها بِشدة، وَ فَجأة هَزَّ رَأسَه يُومِأ بِشِدة بِأنَّه سَوف يُجيبَني، انسَحبت مُبتَعداً عَنهُ وَ بَقيت بالقُرب مِنهُ مُحاوِلاً تَهدِئة هَيجان أنفاسي، لَم يَمكِث طَويلاً حَتّى فَتَح ثِغرَه

قالَ بِصَوتٍ مُتَقطع : " لَقد حَدث سوء فِهم - "

صَمت يَلهَث لقد بَدا لي وَ كأنَّه سَوف يُصاب بِنَوبة رَبو. عَقدت حاجِبِّي وَ
كُنت انظُر الَيه بِأسى،ة لم اراهُ في عَيني فقط بَل عَقل وَ قَلب يُشاهِدان، واحِدَهُم يُريد العَدل وَ الآخر يُريد مُسامَحته.

انتَشلني صَوته حَيث اكمَل بِحرقة : " هيونجين انا لَم ارِد ان اؤذيك ... صَدقني لم يوَظفني احَد الا وَ عامَلني كَ عبيد، مرات كَثيرة اشتَغلت بِها بِجهد و لم يُعطوني حَقي "

زَفر أنفاسَه وَ كامِل جَسده يَرتَعش، يُحكم اغلاقَ شَفتَيه وَ صاح بِصَوتٍ شَجي : " وَ هان لَم يَفعَل شَيئ .. "

رَفعت حاجِبّي مُستَنكراً لَكِنَّه نَظَر لي بِحَرقة يَستجوبِني : " اتذَكُر ذَلِك اليوم؟ عِندما اُختِطفنا؟ "

رَمشت احَملِق بِه ولا اعلَم الى أين يُريد أن يَصل بِكلامَه، تَركتَه لِيُكمِل بِتَهكم : " قُلت لي أنكَّ سَتفعَل ذاتَ الشَيئ لو أنا كُنت المُختَطف "

" وَ هان لَم يَفعل شَيئ سوى انَّهُ ساعَدني عِندَما بَصق الجَميع بِوَجهي "

انهى كلامَه بِصراخ وَ انفِعال لاغلَق عَيناي شاعِراً بالصُداع، كُنت اعلَم انَّ هُناكَ سَبب وراءَ فَعلتَه وَ ما يَجعلُني غاضِب انهُ لَم يَأتي الي وَ يُخبرني، هوَ لا يُدرِك خُطورة الأمر، لا بُد انهُ يعتَقد انني اُبالِغ

لَكِن الحَقيقة هيَ إن تَم كَشفه مِن قِبَل الرَقابة، اولاً سَوف تُغلَق مَشافي مؤبداً لِاعمال غَير قانونية، سَوف اُقاضى وَ هوَ سَوف يُسجَن هوَ في تِهم احتيال وَ لم اذكُر الغرامات المالية وَ سَحب شهادة الدكتوراه مني لإعتقادهم بِأنََني اتَستَر على مُجرم! 

أنا حَقاً مُشَوش، لا اعلَم إن كُنت سَاُصَدِق الشِرطي ام فيلكس وَ هان.
اكثَر ما يُغضبني هان، هوَ يَعلَم تَماماً العواقِب وَ على الاغلَب هوَ اخبَر فيلكس بِذَلك ايضَاً، ايِّ رُغم عِلمهم بَكمية الضَرر الهائِل الى انهم لَم يَهتمون لامري.

أخطاءَهُم كَثيرة ولا تُطاق، اوَل طَعنة تَلقيتَها كَانَت مِن شَخصْ سَلمتَه رَوحي وَ الآخر وَثقت بِه لَكنه قَرر ان يَكذِب وَ يتلاعِب بي قَليلاً ثُمَ يختَفي تماماً. رَفعت رَأسي بِضيق قَبل ان اُنزِله وَ اجلِس على الكُرسي مُقابِلاً لَه.

رُغمَ مَعرفتي لجواب السؤال الذي سَوف اسألَه اياه الآن الى اننَي سَوف افعَل ذَلِك. اغلَقت عَيناي ازفُر بِثقل، كُنت أُهَيئ نَفسي لِسماع جوابَه، وَ اللَعنة فيلكس لا تَجعلِني ادفِنَك حَيَّاً هُنا.

اعَدت شَعري لِلخَلف قَبل ان اُبَلل شَفتَّي وَ أسألَه بِإنصاف :
" هَل ارَدت قَتل الرَجُل مُتَعمِداً؟ "

ابقَيت عَيناي مُعَلقة عَليه انظُر الى حالَه الذي اصبَح يرثى لَه. جَسدَه الصَغير مُنكَمش على نَفسه، يَستمر بالضَغط بِقوة على ساعِدَه. اللَعنة اُحاوِل أن اكون مُنصِفاً قَدر الإمكان ها أنا اُبقي عيناي مِترقباً جوابَه.

لكس، سَوف اُصدَقك اعِدُك، كُل ما احتاجَه هوَ جوابٌ دونَ أكاذَيب. لا اعرِف المَعنى وراءَ كُل ما يَجري الآن، لَكِنَنَي عَلى يَقين بِأن امقِت الكَذِب وَ بِشدة، بِشدة !

انتَظرت لِلَحظات كانَت ساعات بالنِسبة لي، انظُر لَه بِتَرقُب كَأنَنَي مُختل عَقلياً وَ اللَعنة السابِعة هوَ لا يُجيب، صَوت طَحن أسناني باتَ يُزعِجني، تَحركت نَحوَه لِاقف أمامَه

رَأيت هان بِطَرف عَيني يُهيئ نَفسه لِاقتِراب، لَكِنني رَفعت كَفي ليَبقى واقِفاً مكانَه. احكَمت يداي عَلي رُكبي اضغَط عَليهُم بِشدة لا اُريد اذيَتَه مُجَدداً، انحَنيت أمامَ وَجهه لِأسألَه بِسكون تام :

" فيلكس جاوِب على سؤالي فَقط "

حَملقت بِوَجهه الذي كانَ يُخفيه خَوفاً وَ لَقد سَمعت صَوت هَمسٍ بَسيط : " لَم احاوِل قَتل احَد .. "

- مَن اُصَدِق الآن؟ -

لَقد اخبَرني الشِرطي  دونَ ذِكر أسماء انَّ مُمَرِضاً حاوَل رَمي عامِل مِن الطابِق الثالِث بِسَبب تَشاحُنات حَدثت بَينهُم، كَشف لي عَن اسم المُتَضرر وَ لقد اتضَح انَّهُ في المَشفى خاصَتي.

لَقد دُهِشت حِينها، هَذِه اوَل مَرة تَزورني الشِرطة في مَنزلي لِاجَل اشياء كَهذِه، مُنذ أنَنَي حَريص وَ صارِم مَعهُم لا احَد يَتجرء على افتِعال مَصائِب كَهذِه. لَقد طَلب مِني الشِرطي بالتَحري عَن الشَخص

مُضحِك اليسَ كَذلك؟ أنا يَجِب ان ابحَث بينَ طاقِم عَملي مَن هوَ المُجرِم المُتَخفي، وَ أنا هوَ الَلعين الذي كانَ يُعطيهُم كامِل الحُرية وَ الثِقة. أنا هوانغ لَعين هيونجين أقوم بِمُراقبة الجَميع بَدلاً مِن التَركيز عَلى عَملي.

مُنذ أن هَرب مِن مَنزلي وَ أنا اضَعَه تَحت المُراقبة، يَستمر بالتَخفي وَ الاختِفاء، دائِماً مُرتَبك وَ مُبَعثر لَم تَكُن تَعجِبني تَصرُفاتِه ابدَاً، إلى أن ذَهبت الى مَخفر الشُرطة وَ سَألت عَنه.

لَن أخبركم عَن المُفاجآت التَي صَفعت وَجهي الفَين صَفعة، وَقفت اتلَقى الصَدمات بِصَمت تام ولا اجِد مَجال للاستِعياب، عِبئ ثَقيل وَ مَشاعر مُختلطة اشعُر بِأنني اقطَع اميال وَ في النِهاية الوِجهة خاطِئة. عَبَث.

لَقد خَُذِلت بِشكلاً مؤذي، لا اعلَم ماذا فَعلت لِاستَحِق هذا. لِما دائِماً كَسر قَلبي اهوَن؟  اُبصِر بِه وَ يَصعَب علي حالَه، لا اعلَم ان كانَ علي الوثوق بِهُم ام انهُم سَوفَ يَهرُبان سَوياً لَكِني ذَهبت مُتَجهاً الى مَكتَبي اُحضِر بَعض الاوراق.

عُدت اليهم مُجَدداً وَ بالاخص نَحوَ فيلكس، وَضعتَهم أمامَه على الطاوِلة و مِن ثُمَ عاوَدت الوقوف أمامَه حَيث كُنت اقِف، أما هان تَصنَّم يَنظُر للورَقة بِأعيُن تَرتَجف، اجَل هوَ خائِف

رَفَع رَأسَّه ليَنظُر الى الوَرقة ثُمَ لِي، وَ دَحرَج عَيناه بِارتِباك نَحوَ هان يَطلُب المُساعدة مِنه، لَكِن هان بَقيَ واقِفاً بَدلاً مِن الاقتِراب. فهوَ يعلَم جَيداً ان تَقدم سَوف يُزيد الأمر سوءاً.

بَقيت اتَرَقب تَحدِيقاتِهم بِبَعضهم البَعض لِوَهلة، ارى فيلكس يَنظُر بِتَرجي وَ هان فَقَط يَنفي مُجَبراً. عِندَما لَم يَجِد جَدوى نَظَر لي بِأعيُن راجِية، ماذا؟ هَل تَطلُب مِني المُساعدة الآن فيلكس؟ الآن؟

هَرَب بِعَيناه ليَسألني بِصَوت مُرتَجِف :
" ما هيَ.. هَذِه الوَرقة؟ .."

اعتَقدت انهُ قَرأ مُحتواها بالفِعِل اتضَح انهُ لَم يَفعَل. اخَذت الهواء الى صَدري بِثقِل قَبل اتنهَدِ و اُجيب موبِخاً إياه : " هذا ضَبط الشِرطي، أقرأه إن ارَدت حَينها سَوف تَفهم غَضبي سَيد فيلكس "

عاوَد نَظرَه الى الوَرقة وَ حَمَلق بِها. هان لَم يَصبُر وَ اتى رَكضاً ليَنحني فَوق فيلكس وَ يَقرأ مَعه :

⌈.       ⌉
الجِهة الشاكِية : داك يونغ
الجِهة المَشكو مِنها : لَم يَتِم ذِكر أسماء مُحَددة حَسب طَلب الجِهة الشاكية

الشَكوى : تَرهيب العُمال - إقلاق الراحة العامة - مُحاوِلة اغتِيال
شَهدت اهالي الحَي الشَعبي - ihwa mural - الساعة ٢:١٥ عَلى اصوات صاخِبة وَ لَقد شَهِدوا حالة ذَعر بِسَبب مُحاوِلة اغتِيال مِن احَد السِكان الى عامِل بِناء. لَقد قَدمت الجِهة الشاكية تَقرير طِبي وَ شَكوى مُطالِباً بِغرامة مالية لِلعَوض عَن الضَرر مِن الاسامي التَي تَم ذِكرها - الطَبيب هوانغ سام هيونجين -

في حال عَدَم دَفع الغرامة سَوف يَتِم مُقاضاة المُتَسبب في الضَرر وَ هوانغ سام هيونجين... الى آخرِه

⌊_ _⌋

رَفعوا أنظارِهم نَحوي بَعد أن انتهوا مِن قِراءة الضَبط، لَقد قرأوا المُقَدِمة فَقط، لَم يَروا بَعد كَم هيَ الغرامة المالية وَ في حال لَم يَتِم دَفعها سَوف يُسحِب فيلكس الى السِجن، المُدَة لا تَقل عن خَمس سنوات.


استَطيع مُساعدتَه في تَوكيل مُحامي وَ دَفع المَبلغ، لَكِن الى ذَلِك الوَقت عَليه ان يَبقى اسفَل ظِلي. امُل انهُ لَم يَخبُر احَداً آخر سِوى هان، بُتُ اخافَ ان اسألَه فهوَ لا يُجيب إلا بالاجوِبة التي لا اُريد سَماعُها.

اوقَفني مِن تَحديقي بِه بِحِدة، حيِنَ وَضَع رَأسَه بينَ كَفيه بِعَجز، لَست سَعيد بِرؤيتَه هَكذا لَكِنني لا استَطيع مُسامحتَه بِسُهولة. تَجاهَلت عَجزَه نَظرت لَهُم بِعَدم رَغبة وَ سألت:

" مَن يَعرِف غَيرَكُم؟ .. "

نَفى هوَ بِرأسَه وَ هان قالَ بِخُفُوت تام :
" لا احَد .. "

جَيد على الاقَل هَذا. شَرَدت بالارض سارِحاً بِافكاري، كَيف سَوف اُبقيه في المَشفى مَع الرَقابة؟ انهُ وَضع خَطِر ولا اُريد تَركه امامهم عَدا ذّلِك انا واثِق ان عُدت لَن اجِدَه في انحاءَ كوريا كلها

آ~ه فيلكس لا تَتَوقَف عَن جَعلي مُلَعّوَج

ليسَ لَدي وَقت للتَفكير بَل عَلي اولاً انهِاء عملية كَندا.
لِاجل الحَظ لَم احجُز التَذاكِر بَعد. وَقفت واضِعاً يَداي في جَيب سِروال نَومي وَ قُلت بِنَبرة ساكِنة:

" احضِر امتِعَتك "

وَجهت كلامي الى فيلكس، فلا يَبقى لي حَل سِوى ان آخُذَه مَعي. سَوف احجِز لَهُ تَذكرة. لَن يذهَب مَعنا الى المَشفى بَل سوف يَبقى في الغُرفة الى ان نَعود مِن العَملية.

وَقفَت وَ اوشَكت عَلى تَركهُم لِوَحدَهم، ثِمة كلام بَقيَ عالِقاً في جِوفي فتَوقفت مكاني مُعطِياً إياهُم ظَهري. نَظرت لِلعَدم وَ قُلت بِخَيبة : " كُنت لَفعلت ذاتَ الشيئ الذي فَعلَه هان، لَكِنك لَم تَدع مَجال لي "

صَمتت ناوِياً إخفاء خَذلتي لَكِن الكلام ابى ان يَصمُت :
" لا تَرمي اللَوم عَلي، ثُمَ إياك أنّ تَأتي إلي إن كُنت خَيارَك الثاني "

جَررت قَدَميِّ إلى غُرفَتي ارَدت الاستِحمام لَعلَّ ثِقل الجِبال يِزاح مِن عَلى كاهِلي. لَقد اقسَمت يا قَلبي أن لا تَقع، ماذا حَدث لِقَسمك؟ هَل انتَ مَعهُم عَلي أيضَاً؟

بالِمُناسبة، سَوف اُحاسِبَه على هَروبَه فيما بَعد



~~



صَعدَ الى غُرفَتَه وَ دَخل الى حمامَه اسفَل المِياه الساخِنة بِرَأس مُثقَل، أما هان فَور ان اختَفى ظِل هيونجين هَرَع الى فِيلكس ليَجلس امامَ اقدامَه وَ يُكَوِب وَجهَهَ بِلهفة :

" فيلكس، انا اسِف حَقاً، انهُ خَطأي "

هَمس بِأسى مُعتَقداً انَّ ما حَدَث الآن هوَ بسببَه، كانَ عَليه شَرح الامر ل- هيونجين في بادِء الامر، فَهيونجين ليسَ من الناس الذينَ لا يُساعِدون لكنه لَم يَكُن شُجاع كِفاية لِاخبارِه بالحَقيقة.

مِثلَ حال فيلكس تَماماً، كانَ لا يَأخُذَه على مَحمل الجَد ولا كلام الناس عَنهُ بِأنَّهُ صارِم لَكِن الآن تَحديداً عَرِف انَّ هيونجين ليسَ بِمزحة وَ ليسَ بِشَخص يُستَهان بِه -كما كانَ يَفعل-.

اغلَق عَيناهُ بِحَسرة وَ تَمتَم لِصَديقَه:
" لا تَتَأسَف انا هوَ مَن سَبب كُل ذَلك، سَوف اذهَب قَبل ان يَكتشف شهادَتي"

انهُ يَشعُر بالخَجَل مِن نَفسِهِ ليسَ من هان فَقط بل هيونجين. فهوَ يراهُ الآن مُجَرَد كاذِب وَ مُخادِع، لَن يثَق بِه مُجَدداً وَ لن يَستَطيعان التَحدُث كما اعتادا سابِقاً.

كانَ يتَساءَل لِما هيونجين لَم يَطردَه و يَنهي الامر فَحَسب لَكِن بالنَظر الى العَقد الآن وَ شُروطَه فهم ان هَذِه هيَ طَريقتَه بالمُعاقبة، فما فَعله كانَ اسوَء مِن طَرد او صفعة يذهَب المها بِثواني.

قَد يَرى فيلكس انها عُقوبة لَكِن بالنِسبة لِهيونجين كانَت انقاذاً لَهُ، فَمُدير غَيرَه كان ليُسلمَه للشرَطة على الفَور وَ يأخُذ مُكافأة بِملايين، لَم يَفعَل وَ ذلكَ لانهُ لَم ينسى مُساعدة فيلكس لَهُ في كَثير من الاشياء.

السَبب الرَئيسي هوَ انهُ اتبَع قَلبه فَهواهُ بِأنه يُسامِحَه لانهُ يُحِبَه، هَذا لا يَعني انهِ سامَحهُ بالفعِل بَل هوَ يَشعُر بالخَذلان وَ كَأن العالَم ضِدَه، عَقله كانَ رافِض تماماً ان يَتم اخلاء سَبيل فيلكس ببساطة

لِذا قَرر ان يَكون مُنصِفاً لِاجل الجَميع. لِكي لا يُحزِن قَلبَه ولا يَخذِل عَقله ولا يَكسر فيلكس او يَضعَهُ في مازِق لا مَخرَج لَهُ، أما عَن هان هوَ قرر مُعاقبَته بشيئ آخر.

" فيلكس استَمِع لي "

قالَ هان فَجأة ليَنظر لَه المِعني بِأعيِن دامِعة. اكمَل ما ارادَ قَولَه بِهَمس: " اعتَذِر مِنهُ بِصِدق "

" لَن يَنفَع .. "

تَمتم فيلكس فاقِداً الامل، لكن هان اصَرَّ عَليه مُجَدداً:
" صَدقني يَنفَع، يَجِب عَليك ان تَكون صادِقاً في اعتذارَك فقط"

نَظر لَهُ يُفَكِر في كلامَه و لَم يَجِد مِنهُ مَنفعة، لَكِن ان اتينا للصَح هان مَعهُ كامِل الحَق مُنذُ انهِ يَعرِف هيونجين مُنذ سنوات و يَعرِف تماماً انهُ شَخص ذو قَلبٍ ابيَض.

فلَا تَأخُذه عَزَّة النَّفْس أَبعَد مِمَّا يَنبَغِي عِندما يَعتذر شَخصاً ما الَيه، بَل هوَ يُقَدِر ذَلك رُغمَ بساطة الكَلمة، فعِنْدمَا يَعتَذِر إِلَيه إِنسَان بِصدق بِغض النَظر عما كان مُخْطِئ اوَ أنَّه على حق يُسامِحه

الاعتذار بالنِسبة له مِثل انَ الشَخص أَرَاد أن يَقُول لَه أنَّ علاقتهما أهمَّ مِن كِبْريائه! أنَا آسف تَعنِي أحْيانًا أَننِي أُريد الاحْتفاظ بِك بِغضِّ النَّظر عن أيِّ شَيْء حَدَث

لِذا هيونجين يُسامِح وَ يُرَمم كِبرياءَ مَن اعتَذر بِصدِق على الفَور. عَلى الجَميع ان يَعرِف أن الاعتذار لا يرتبط فقط بالإيذاء المُتعمد أو المقصود. عليك أن تُقدِّم الاعتذار إذا تسبَّب شيء ما فعلته في ألم لشخص آخر

حتى لو كان كل ما فعلته غير مقصود. هذا لأن الاعتذار يفتح لك أبواب التواصل، مما يسمح لك بإعادة صياغة علاقتك مع الشخص الذي تعرَّض للأذى.

تَماماً هذا ما ارادَه هان مِن فيلكس وَ سوَف يشرَح له كَيف يعتَذر بِصدِق. لَكِن الآن سَوف يسألَه عَن شيئ واحِد لِلتأكد من ان اعتِذارَه سيَجدي نَفعاً.

رَمش عِدة مرات مُحاوِلاً صياغة السؤال بِشكلاً صحيح:
" هَل ... هوَ يُحبِك؟ "

اغلَق فيلكس عَيناهُ بِشدة لتَهرُب مِنهُ دَمعة يَهِز بِرأسَه بِأجَل وَ يجهَش بالبُكاء مُتحَدثاً بِنَدم : " لَقد اعتَرف لي عِدة مرات لَكِنني رَفضته "

نَظَر لَهُ هان بِاسى و عاطِفة ثُمَ اخَذه بِينَ احضانَه يمسَح على شَعرَه لينفَجر فيلكس بينَ شهقاتَه : " لَقد وَثق بي .. لَكِنني خَذلتَه"

هَذا اكثَر ما يُؤلِمَه ان هيونجين احبَّه بِصدق و ساعَده لكن بالمُقابِل هوَ خَذله و كانَ على وَشك ان يهجرَه حَتّى. انفَجَر باكِياً على كِتف هان كَ طِفل عاقبتَه امهُ.

احَدُهُم كانَ يستَمع الى كلامَه وَ صَوت شَهقاتَه مِن اعلى الدَرَج، يَنظُر الى الفَراغ وَ لَقد كانَ نَوعاً ما هادِءاً تَماماً، ليسَ لِرؤيتَه لِفيلكس يبكي بَل لِسماع صَوْتَه و كلِماتِه الصادِقة التي تَدُل على نَدمه و انهُ كانَ مُجبِر.




الساعة التاسِعة وَ النِصف:

رَكن سَيارتَه في ذَلك الحَي الفَقير. كانَ الصَمت المُميت وَ التَوتر مُسَيطراً على ارجائِهم رُغم صُخُب اطفَال الحَي الذينَ تَوقفوا عن لَعِب كرة القَدم وَ اهاليِهِم الذينَ قَطعوا احادِيثُهم مُحَدقين بِتلك السيارة الفاخِرة.

على ذَلِكَ الكُرسي حَيث كانَ يَجلِس فِيلكس بِصَمتٍ تام، ملامِح مُنهَكة وَ اعيُن حوافها مُخمَلي اثَر البُكاء، يَنظُر بالارجاء بِخُمول شَديد كَمن لَم يَنم لِايام عَديدة.

بِجانِبَه ذَلِكَ الرَجُل بِانفاس مُثَقلة وَ مُزاج حاد يَضَع يَده على المَقود وَ ينتَظر من فيلكس ان يَنزِل. يُحَدِق بالارجاء وَ لَم يَنطُق بِحَرف موجهاً لِلمَدعو سَليط اللسان.

كُلاهُما في حال يُرثى لَه، صَمت قاتِل بَينهم كَسرَته حُنجرة فيلكس المَبحوحة حين سَأل : " الَن تَنزِل؟..."

" سَوف انتَظر هُنا "

اجابَه بِبُرود دونَ النَظَر الَيه ليومأ المِعني بِرَأسَه و يَفتح الباب ليَنزل بِوَجه خالي من اي تَعبير، جَر خَطواتَه بِقلة حِيلة وَ لقد كانَ ذاهِباً لِاحضار اشياءَه بَعد ان اخبَره هيونجين انهُ سَوف يَأخُذَه معه.

بَقيَ هيونجين مكانَه وَ لم يُحَرِك ساكِناً، بَل انتَشل هاتِفَه ليَتصل بِسونغمين وَ فور ان رَفع الآخر الخَط اتاهُ صَوت هادِء مُخيف:

" هَل الجَميع جاهِز؟ "

- اجَل، نَحنُ بانتِظار هان فَقط لكنه في طَريقه على اية حال-

" حَسناً "

اغلَق هاتِفَه دونَ وداعاً وَ رماه عَلى الكُرسي. في ذاتَ الوَقت كانَ سونغمين يَقِف مع مَجموعته امامَ المَشفى، حَدق بِهاتفه بِرَيبة و وضَعه داخِل جَيبه يُتَمتم لاصدِقائَه :

" رِفاق، إن كُنتُم تُريدون العَودة الى هُنا سالِمين لا تَفعلوا الاخطاء "

نَظروا لِبَعضهم البَعض وَ اوّل شيئ خَطر على عُقولِهم هوَ انّ مُديرَهُم في مَزاج سَيئ، ايّ ان الخَطئ الواحِد يُكلِفك الكَثير، عَدا ذلك هوَ سوف يتَذمر على اي شيئ بَسيط ليُفرِغ غَضبَه.

هوَ الآن يتَذَمر بالفِعِل لِما فيلكس اطال، لَم يَعلم انَّ المِسكين كانَ يَضع قِطعتين الملابِس التي يَملكها في حَقيبة صَغيرة بِكَسل شَديد، يَجِر قَدميه الصغيرة و يسير بِظهر مُنحني

اوقَفه امامَ الباب مُواءَ ذلك الكائِن اللطيف، حَمَله على يَدَه ليُقَبله عِدة مَرات وَ يسير بِه خارِج المَنزل، اقفَل الباب خَلفه و مشى الى الباب المُجاوِر

رَن الجَرس و انتَظر قَليلاً لِتفتح لَه أمرأة عَجوز ذو ملامِح وَدودة.انحنى لَها بِخفة قائِلاً بِصَوته المَبحوح: " مَرحباً، ارَدت سؤالَك ان كانَ لا بَأس ان اترُك هيونمي هُنا لمدة يومين "

كانَ يَقصِد القِط وَ هيَ بِصَدر رَحِب ابتَسمت لتَمد يَدها وَ تأخُذَه من حِضنه قائِلاً بِدفئ : " بالطَبع بِني "

" شَكراً، اعتِني بِه جَيداً مِن فَضِلكِ "

انحَنى لها مُجَدداً وَ جَر قَدميه يَنزِل الدَرج عائِداً الى سيارة هيونجين،   كانَ ينظُر لِكل شيئ بِوَجه باهِت الى ان وَصل الى السيارة و فَتح صَندوق السيارة يَرمي حَقيبته بِاهمال.

صَعد مُجَدداً وَ وَضع حِزامَه بِسُكون ليَنطلق هيونجين مُباشرةً الى المَطار. صَمَت مُميت يَجلِس بَينهم، يُريد ان يَعفوا عَنهُ وَ يَتكلمون قَليلاً لَعلهُم يُصلِحون ما حَدَث بَينهم.

لَكِن لا جدوى واحِدهُم عالِق في الارَض لا يَجروء على رَفَع رَأسَه فَلقد اضاعَ كُل شيئ ثَمين يَملكه في لَحظة وَ الاخر كانَ ضَحية حِصارة مَشاعِرَه تَرَك الغَضَب يَستحوي عَليه

كلام كَثير عالِق في حَلقه كُلما حاوَل ان يُعاتِبَه يَصمُت، في ناحية لا يُريد الضَغط عَليه اكثَر وَ مِن ناحية اُخرى يُريد ان يُخبِرَه عما يؤلِمَه وَ ما يَخدِش رَوحَه

وَجهه عابِس يَنظُر الى الطَريق كَمن يَبحث عن اي سائِق يفعَل خَطئ لِكي يُحاسِبَه، لا يَستطيع مُحاسبة فيلكس، كُلما نَظَر الى وَجهه كُلما زادت رَغبتَه بِأن يَشفِق عَليه.

هوَ صَمت صَمت لَكِن بَعد نِصف ساعة مِن حالهِم هذا لم يَستطيع كَبت الكلام في حَلقَه فَخرَج مِنهُ ذَلة :

" لَقد اتَيتَك مُرَتب فبَعثرتني "

نَظَر فيلكس الى النافِذة مُتجاهِلاً كَلامَه لَم يَكُن ليَجد رَداً على كلامَه على أية حال، هوَ فَقط يُحَدِق بالطَريق وَ يُجيب بِداخِلَه :
- وَ انا اتَيتَك تائِهاً فَاحتَويتَني .. -

" لَقد احبَبَت احادَيثَك الكاذِبة "

مُجَدداً هيونجين يَرمي كلام على مَسامِعَه وَ هوَ يستَمع الَيه رُغمَ انهُ بَدا وَ كأنَه ليسَ هُنا اساساً، كانَ يَكتَفي بِأن يُجيب بِقَلبه فقط:
- لَم تَكُن كاذِبة .. -

" مُنذ ان التَقيتَك لَم اُعد اُحِب العَزلة "

- مُنذِ ان التَقيتك بَدأت احِب الثَرثرة -

" لَم اكُن لِامُانِع لّو انكَ اتَيت الي "

كانَ هادِءاً الى الآن لَكِن هُناك حَرقة داخِلَه جَعلتَه يَضرِب على المَقود بِحِنق مُهَسهِساً : " لِكن سُحقاً! سِحقاً انا حَتى لَست قادِر على مُعاتبَتك "

" هيونجين أنا آسِف، حَسناً؟!"

صاحَ بِها بِنَفاذ صَبر لّعلها تُهدِء هيونجين فّهُما على طَريق سَفر الآن ولا يُريد ان يَرتكِبا حادِث. هيَ لَم تُهدِئِه تَماماً على أية حال لَكِنه صَمت مُعتَقداً ان لا جَدوى مِن الكلام

مُجَدداً يَعتَرف لَه وَ الآخر يَبدو انهُ ليسَ مهتم اصلاً، كلامَه ذَهَب هَباءاً. بالطَبع كَيف سَيشرَح لَه انهُ يَحترق ولا اثَر لِلدُخان؟ لَقد فَقد الامَل مِنهُ، الى هَذِه اللحظة و هوَ يهتَم بِه لَكِن - عَبث -

الى الآن وَ كَفى...

تَحَدث بِنتر وَ على وَجهه ملامِح مُشمئزة
" لَقد فزت فيلكس، حَقاً انا اُهَنئِك "

" عَيناك لَم تَكذِب، انتَ لَم تُبادلني الشُعور يَوماً ... بَل تلِك اللمعة كانَت انعِكاس عَيناي "



!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

المهم احب اغيظكم

🤍🫂

Continue Reading

You'll Also Like

23.2K 1.5K 23
اذ كانت عيناي هيه سبب حبك لي اذن اتمنا ان يصابا ب العمى
295K 11.5K 71
ملك للسيد جيون ... luvlytaekook {{مكتمله}} .. نفسك مضطهد . ربما تظن نفسك تعيش الاسوء .. تظن نفسك مظلوم .. تظن تندب حضك كل يوم لاعناً قدرك . قد تظن نف...
10.8K 1.5K 6
"مِن مَن تهرب القطة الصغيرة؟" توقفت لوڤينا عن السير لتنظر خلفها بحدة عندما تقابلت عينيها مع أعين إبن جيون و الذي يكون من العائلة المعادية لعائلتها عا...
128K 7.3K 62
ترجمة للكاتبة : _microcosmo_ كيم جونغكوك صغير عائلة كيم، والذي يكبره ستة إخوة يفرطون في حمايته ويكونون صارمين في بعض الأوقات. كيف ستكون في حياته معهم...