28 سبب // PJM KSG

By LoloRv5

70.6K 4.9K 6.4K

ثمان و عشرونَ سبب و القناعة واحدة...!! More

28 سبب
P-2 ~28~
P-3~28~
P-4~28~
P-5~28
P-6~28
P-7~28
P-8~28
P-9~28
P-10~28
P-11~28
P-12~28
P-13~28
P-14~28
P-15~28
P-16~28
P-17~28
🥺🫂❤️
P-18~28
P-19~28
P-20~28
P-21~28
P-22~28
P-23~28
P-24~28
P-25~28
P-26~28
P-27~28
28~The Final

One Shot

4.9K 239 422
By LoloRv5



في إحدى العصور المَلكية ازدَهرت مملكة بارك التي امتَدَ حكمَ هَذهِ المملكة لعصور طَويلة حكمها العديد مِنَ الملوك حيثُ يرثونَ الحكم مِنَ الاجداد و الاباء الى الابناء و هَكذا حتى أصبحَ اسمَ العائلة الملكية بارك اسماً عَريقاً مبنياً على الحكمِ العادل

آخرَ الحاكمين لهذهِ المملكة كانَ مِن نَصيب المَلك بارك جيمين الذي تَولى الحكم في سنٍ صَغير و السَبب لوفاةِ والديه كِلاهُما اُصيبا بمرضِ الطاعون و انتهى بالصَغير بارك جيمين ليتربى على يَد الخادمة التي لطالما عاشت مُخلصة لوالديه لا يثقونَ بِغيرها

تمكنت مِن تَربيته تربية صَحيحة لكن من ناحية أخرى لم يَتبع نَهجَ اجداده بالحكمَ العادل انما المَلك قَد عانى مِن صعوبة شَديدة بعدَ وفاةِ والديه باتَ يرى الجميع يُشيرونَ نَحوه باصابعَ تحملَ المسؤولية و الابتعاد عَن فترة المُراهقة و الاصدقاء و كلَ ما يُحبه و هواياته

تحملَ المسؤولية في سنٌ صَغير مملكة و شؤونها جميعها تَقع على عاتقه بينما بقية الاولاد مثله يَلعبون و يَدرسون مُحاطينَ بعائلاتهُم جميعَ ذَلك أثرَ بِنَفسيته تقبلَ حكمَ المملكة لكن عاشَ شَخصٌ مُنعزل لا يُخالط أي شَخص ليسَ لديهِ اصدقاء مُقربين

لا يُجيدَ التعبير عَن مشاعره شَخصٌ جامد و قاسي جداً العقاب بالنسبةِ له أسهلَ ما يكون حتى إن لم يكن الشَخص مُخطئاً بَل مشكوكاً به فسيتلقى عقابه كيفما اختارَ المَلك و المَلك جيمين يَهوى أن يَكونَ العقاب قاسياً لذلكَ كلِ فَرد مِنَ المملكة يخشونه

لا يذكرونَ اسمه حتى همساً فيما بينهُم فالاخبار تَصلَ إليه لذلكَ حتى العائلة فيما بينهُم لا يتحدثونَ بِشأنه راضونَ بالحياة كما تَكون الأهم أن يُحافظوا على ارواحهُم الجميع كانَ مستقيماً لا أحد يعبث أو يُفكرون بالأمر حتى حكمَ هَذا الملك كانَ الاقسى

الاشخاص الذينَ يَعيشونَ في القصر يَرونَ إنَ في داخله روحٌ شريرة سوداء تتحكم به بسببِ طباعهِ الحادة و نظراته التي لم تتغير ولو للحظة بَل كانت عِبارة عَن برود و سخط لا يتهاون معَ أي خادم و الذي ينسى عمله يُجلد بأمرٌ منه فهوَ لا يَعرفَ الرحمة

بعدَ كلَ الذي فقده في طفولته ولدَ منه ذلكَ الرجلَ القاسي لذلكَ عوضَ ما فقدهُ الآن فهوَ يختارَ نِساءه بِعناية يُمتع نَفسه لليلة واحدة معها ثمَ الليلة التي تليها سَتكون فتاة أو امرأة أخرى و يتمَ اختيارَ نساءه مِن خِلال الخادمة الكبيرة التي ربته فهيَ ستتلقى العقاب أيضاً لو لم تَفعَل

رغمَ انها مَن ربته و أصبحت أماً له افنَت حياتها لأجله إلا إنهُ لا يملك ذرةِ حُب تِجاهها و يُعاملها كما يُعامل أي خادمة أدنى بكثير منه و السَبب لأنهُ شَخص قَد انعدمَ الحب و المشاعر بداخله البرود يُسيطرَ عليه ولا يَجدَ ما يُحبه حتى المُتعة الليلية هيَ اشباع لرغباته لا اكثر

ذلكَ الشَخصَ السوداوي هَكذا يتمَ نعته مِن قبلِ الخدم حتى أنهُ ذاتّ مرة سَمِعَ بذلكَ اللقب و عاقبَ قائله بالموت حتى حَرصَ الجميع على عدمِ نَطقه مرةٌ أخرى و أكثرَ مَن تتلقى سوءَ مزاجه المتواصل هيَ الخادمة الكبيرة لكن تُحاول ان تتماشى معه لأنها تُحبه كولدها

هُناكَ الفتاة سولا و أختها الصَغيرة ايلا هاتان الفتاتان تنبعث منهُما السعادة و البهجة جميعَ مَن في المدينة يُحبهن و يُقدمونَ لهن المُساعدات الكافية لكونهن مِنَ الطبقة الفقيرة لكن ذلكَ لم يؤثر عليهن ولم يسلب سعادتهن بَل تقبلن واقعهن و يعيشن بكلِ جهد

الفتاة سولا ذاتَ التسعةَ عشرَ عاماً اسمها الحقيقي كانغ سولقي و اختصارَ اسمها هوَ سولا هذه الفتاة محبوبة جداً مِن قبلِ الجميع فعلياً لدرجة ناسَ مدينتها يُلقبونها بالملاك لحسنِ اخلاقها و الجمال الذي تملكه لم يَرونَ بمثله تقدمَ لها الكثير لكن رَفضت

و السَبب لأنها تُريد أن تعيشَ معَ أختها حتى تكبر تخشى إن وافقت على الزواج مِن أحد هؤلاء الأغنياء أو حتى الفقراء الذينَ تقدموا لها لن يوافقوا على أن تعيشَ أختها معها أو يوافقون و بعدَ الزواج يؤذونها وضعت الكثير مِنَ الاحتمالات لذلكَ تركت الحب و الزواج بعيداً عنها

بقيت الفتاة العازبة التي يهواها و واقعاً بحبها الجميع عندما تمر مِن أي مكان كان فكلَ ما سَيفعلونه أنهُم يتأملونَ تفاصيلَ الجمال تلك المرسومة بِعناية فكلَ شيء بِها مثالي لدرجة يظنونها مِن احدى القصص الخيالية أو ملاك يتجول فيما بينهُم بالفعل

مِن إحدى صِفات سولا هيَ انها كانت خجولة جداً جداً تشعرَ بالخجل حتى مِن القاءِ التحية على الذينَ تعرفهُم فكيفَ بالغرباء الذينَ يتغزلون بِها رجالاً و نساءاً و كلَ ردة فعلها هيَ أنها تُنزل رأسها تبتسم و يتورد خديها دونَ أن تُجيب هشة داخلياً و لطيفة جداً

أما الصَغيرة إيلا ذاتَ السبعِ سنوات معرفٌ عنها أنها مُشاكسة جداً جداً عكسَ شَخصية أختها سولا بَل هيَ صَغيرة جريئة جداً لا يُخيفها مُطلقاً أن تخوضَ عِراك معَ الاطفال و حتى الرجال إن تَعرضوا لها أو لأختها كانت الشخصية القوية التي لا يردعها شيء

تراها أختها سولا على أنها طفلة مجنونة بسببِ جرئتها و اسلوبها معَ الغير كما أنها لا تَخجل الحديث معَ أي شَخص لديها لسان سليط و سرعة بديهية هائلة لن ينطقَ الشَخص حَرف إلا و ردعته بالآلافَ الحروف لن تتركَ المجال للتفاهم لكن مِن ناحية أخرى بسيطة جداً

جميلة كجمال أختها سولا تحزن إن تَقدمَ أحدهُم لخطبتها فهيَ أكثرَ ما تَخشاه فقدانَ أختها الكبيرة و في الحقيقة لا تعتبرها أختاً بَل أماً ربتها و تعبت لأجلها مِنذُ إن كانت في المهد و حتى هَذهِ اللحظة تعلقت بِها و تماشت معَ قساوةِ الحياة و الفقر بسببِ أختها فقط

احدهنَ تهوى الأخرى كثيراً لا يسيرن إلا و هُنَ ممسكتين ايدي بَعضهُما الاختَ الكبيرة معَ الأختَ الصغيرة واجهنَ صعوبةِ الحياة معَ بعض لدرجة إنَ كلَ شيء باتَ جميلاً بسببِ دعمهن لِبعض يملكنَ الاصدقاء لكن ليست تلكَ العلاقة القوية انما سطحية يتفقد احدهُم الآخر و يمرحون معاً أما بقية وقتهن هوَ للعمل و كسبِ المال

الاختين تسكنان في منزل صغير جداً فيهِ غُرفة واحدة مطبخ و حمام يستأجرنه بمبلغ مُناسب بالنسبةِ لهن عندما يكون لديهنَ المال أما إن لم يَكن فسيواجهنَ المتاعب و المشاكل معَ المستأجر لذلكَ تُحارل سولا جاهدة في كسبِ المال و جمعه حتى نهايةِ الشهر لتسديدَ الايجار هكذا هيَ حياتهن تندمج ما بينَ السهولة و الصعوبة

انحنت ايلا تَربط اربطة حذائها تستعد للخروج برفقةِ أختها لأجلِ العمل بعدَ إن انتَهت استقامت و أخذت خطواتها نحوَ السرير ارتَدت معطفها و القفازات أيضاً ارتدت قبعةَ الفرو على رأسها هكذا أصبحت دافئة و لن يمسها البرد "أختي أنا جاهزة" حدقت سولا نَحوها أومأت لها جمعت تلكَ الدفاتر الصغيرة قامت بصنعهُم

"هَيا قبلَ أن نتأخر" سارتا الاختين معاً غادرتا الغُرفة تُساعدها إيلا في حملِ بعضَ الدفاتر خرجتا مِنَ المنزل تُحاول سولا أن تُسرع قَدرَ ما استطاعت بمُجرد خروجهن بدأ الجيران بالقاءِ التحية عليهن و سولا تستقلَ التحايا بوجهٍ مُبتَهج يملؤه الحب و الحياة تنحني و هيَ تُحيي شخصٌ تلوَ الآخر مِنَ الرجال و النساء

"متى سيتوقفون عن القاء التحية كلَ يوم ألا يشعرونَ بالضجر؟" تَذمرت إيلا مِن تلكَ الحالة المستَمرة كلَ يوم دقتها سولا بيدها و عضت على سُفليتها تُحذر اختها مِنَ التَذمر تخشى أن يسمعوها و يأخذون موقفاً منها ظلت إيلا على عبوسها لا تهتم اكملتا سيرهن تذهبان على الاقدام الى السوق كونه قريب من منزلهن

خِلالِ دقائق وصلنَ الى السوق و بالأخص المكان الذي تبيعَ فيهِ سولا القصص التي تكتبها فهيَ بارعة بذلكَ جداً و تلكَ موهبتها تجدَ لقمة عيشها مِن خِلال كتابةِ تلكَ القصص فبعضَ الناس منهُم الكبار و الاطفال يُحبونَ قصصها و طريقة سردها المُميزة علاوةٌ على ذلك تبيعَ دفترَ القصة الواحدة بثمن رخيص

وضعت سولا مجموعةَ الدفاتر على الأرض رتبتهُم جيداً ثمَ جَلست هُناكَ قصص قد كتبتهم سابقاً وام تُباع و الآن لديها قصص جديدة تأمل أن تُباع "ايلا يجب علينا بيعَ القصص ايجارَ المنزل لم يكتمل بعد و إن لم نَفعَل المالك سيطردنا حتماً" خاطبت سولا أختها بِبؤس شَديد عبست ايلا فما باليدِ حيلة

في القصرِ المَلكي المُظلم هذه اسمى تسمية يُمكن أن تُطلق على القصر لشدة تعاسته و حكمه المستبدَ على كلِ شَخص كبير أم صَغير يعيشون على كتمِ السنتهُم فلا يثق أحدهُم بالآخر فالذي يأتي بكلمة عَن الملك سيجدَ نفسه في اليومَ ذاته على خشبةِ قطعِ الرأس لذلكَ يلتزمون بِما هُم مُلزمون بِفعله في كلِ يَوم

يُطيعونَ الملك حقَ الاطاعة و ينصاعون للحرفَ الواحد ليسَ هُناكَ أي شخص حتماً يُمكنه أن يُعارِضَ قرارَ أو حكمَ الملك بارك جيمين الذي هوَ بالنسبةِ للجميع إن كانوا في داخلِ القصر أو خارجه فهوَ الملكَ الطاغي المضطهد لا توجد كلمة كافية لتصف كم هوَ ظالم ولا يُلبي رغبات سِوى لنفسه ولا أحد آخر

تَقف الخادمة الكبيرة المدعوة بالخادمة اوه هُناكَ بعضَ تعابيرَ القلق على وجهها مُتَرددة مِن الوقتَ الضيق الذي يُداهمها يجتمعن بعضَ الخادمات حَولها "سيدتي ماذا سَتفعلين؟ هَل لديكِ الوقتَ الكافي للبحث؟ أم سَنموتَ جَميعنا؟" سألتها احداهن و الخوف يُلعثمها تُنصت الخادمة اوه إليها سئمت مِن تلكَ الحالة لكن مُجبرة

"لا أعلم سأفعَل ما يتوجب عليَ فعله و لنرى كيفَ سينتهي هَذا اليوم" نبست بقلةِ حيلة و اضطراب شَديد حدقت نحوهن لثوانٍ ثمَ تركتهن و أخذت خطواتها مُتوجهة الى جِناحِ المَلك بارك جيمين يُصيبها الصداع لمُجرد التَفكير أنها سَتُقابله قهوَ ليسَ دائمَ الاستقبال ففي بعضَ الأحيان يطردها بِقسوة و اهانة

وقفت أمامَ الباب طَرقته و انتَظرت حتى سمحَ لها فتحَ الخادم خاصةَ المَلك البابَ و دَخلت تُنزل رأسها مِن أهمَ قواتينَ الملك ألا يَنظر أحدهُم بعيناه فتلكَ جرأة وقحة بالنسبةِ للملك ولا يجد فيها الخشيةِ منه لذلكَ أمرَ بأن يُنزلَ جميعهُم رؤوسهُم كيفنا كانوا بالصمت أو الحديث أكلمت السيدة خطواتها حتى وقفت أمامه و انحنت

يُحدق المَلك بارك جيمين نَحوها و هيَ تنحني بدرجة كاملة هكذا هوَ الاحترام و الخوف بالنسبةِ له "ماذا تريدين؟" سألها بِتلكَ النبرة الحادة و النظرات الثاقبة فيها برود شديد كلماته تخرج خالية مِنَ الاحترام و التمهل "جلالتك سأخرج للبحثِ عَن جواري لك" أخبرته عما هيَ ذاهبة لفعله طالبة الاذنَ منه تجنباً للعقاب

ظلَ الملك يُحدق نَحوها بيده كأسَ نبيذ مُعتق بسنين لكن معَ ذلك لا يثملَ الملك و يبقى بواعيته "مِنَ الأفضل أن تجدي و ضعي بالحسبان قد يكون هَذا آخرَ يَوم بحياتكِ" انصتت السيدة الى كلامه الذي يُفزع قلبها لا تعلم لِمَ هذهِ المعاملة القاسية منه و هيَ مَن ربته تناست ذلك و اكتفت تومئ انسحبت شيئاً فشيئاً ثمَ استقامت و غادرت

تسيرَ السيدة مُسرعة فكلَ دقيقة تضيعَ منها فهذا يعني أنها تَضع نَفسها في عدادِ الموتى نزلت الى الأسفل مُسرعة دخلت الى المطبخ "هيا يا فتيات لنُغادِرَ القصر بحثاً عن الجواري" امرت خادمتين أومأن لها ارتدينَ المعاطف سريعاً و غادرن المطبخ و القصرَ أيضاً استقلن عربةَ الخيل و انطلقنَ الى وجهتن

مرَ الوقت و سولا تَضع يَدها على خَدها حتى الآن لم تَقومَ بِبيع ولو قِصة واحدة و ذلكَ حطمها و ترى نَفسها مرمية في الشارع لأنَ هَذا ما سيفعلهُ المُستأجر حقاً تُحدق ايلا نَحوها تَشعر بالحزن ترى كيفَ أنَ أختها تُحاول جاهدة نَهضت و أخذت خطواتها "الى أين؟" سألتها سولا بِتلكَ النبرة المُحبطة استَسلمت بِلحظة

"سأذهب لاتجول لعلي أجد مَن يشتري" اجابتها الصَغيرة أومأت سولا لها سَتُبقي عَيناها عليها سارت الصَغيرة بينَ الناس تُحدق نَحوَ هَذا و ذاك تراهُم يشترونَ الكثير مِنَ الاشياء لكن ليسَ قصصَ أختها و هَذا يُغضبها تتمنى لو تقومَ بضربهُم و اجبارهُم على تفريغِ جيوبهُم أمامَ أختها سولا لكن تبقى هذه مُجَرد أفكار

السيدة اوه معَ خادمتيها في السوق حتى الآن وجدت تسعِ جاريات وافقنَ على العمل لدى الملك كما شُرِحَ لهن وما سيكون دورهن كلِ ليلة تُخبرهن السيدة ولا تُجبرهن إن رَفضن "سيدتي الوقتَ ينفذ منا ولا أظن أننا سنجدَ الجارية العاشرة" نبست احداهن بخوف و ذلكَ يزيدَ قلقَ السيدة و يربكها أكثر و أكثر

اثناءِ سيرَ ايلا حدقت أمامها ابصرت تجمعَ النساء تَسمع اصواتهن لكن لا تَفهم ما يَجري اقتَربت أكثر و أكثر حتى وقفت معهن تُحدقن نَحوَ السيدة و باقي النساء تُحاول أن تفهم ما يَجري "أنا حقاً سعيدة و أخيراً حصلنا على عملٍ في القصر مُقابل مبلغ باهض يُمكننا مِن شراءِ ما نَريد و الأهم نشتري منزلاً"

نبست احدى الفتيات مِنَ الجواري التسع وسعت ايلا عيناها للمبلغ الذي لم تُقدره كم لكن يكفي أنهُ يشتري لهنَ منزلاً وما صدمها أكثر هوَ العمل في القصر "هذا صحيح لكن سمعتُ مِنَ السيدة التي اختارتنا إننا لن نكونَ قادرات على العمل في القصر ما لم نجدَ الجارية العاشرة ولا أظن أننا سنجدها فالاغلب يعملن"

نبست الواحدة الأخرى و كلِ حَرف يَتردد الى مسماعِ ايلا و بالنظر إليهن استطاعت أن تعرف مَن السيدة التي تختارَ الجواري لذلكَ رَكضت نَحوها حتى وقفت قُربها رَفعت يَدها و شَدت ثَوبها انزلت السيدة نظريها نَحوَ الأرض لترى الصَغيرة "سيدتي ماذا يَعني جواري؟" سألت أولاً لكي تطمئن إنهُ عمل مُناسب

ظَلت السيدة تُحدق نَحوها لا يُمكنها أن تُخبرها ما يَعني الجواري لكونها طِفلة لكن باتَ لديها فضول "لِمَ تسألين؟" سألتها السيدة و تناست الصغيرة سؤالها اهتمت للعمل و السيدة "لديَ أخت بِحاجة الى عمل أرجوكِ هَل يُمكنكِ اختيارها؟" عندما قالت ذلك لم تبدو هُناكَ أي ردة فعل على وجهَ السيدة و الخادمتين

"كم عمرَ أختكِ وما هوَ العمل الذي ترضى به؟" سألت السيدة تستفسر أولاً قبلَ أن تضمَ أي جارية "أنها في التاسعة عشرَ مِن عمرها تقبل بالعمل كبائعة و أيضاً التنظيف و إن كانَ يُعجبكِ فهيَ تكتبَ القصص يُمكنكِ أن تشتري منها" عندما أفصحت الصغيرة عَن عمرَ أختها الصغير وجدتها السيدة غيرَ مناسبة

لكن مِن ناحية أخرى الوقتَ يُداهم و إن لم تأني بالعشرِ جواري سينتهي عمرها لذلكَ نَظرت للخادمتين وجدت تعابيرَ وجوههن يرجونها لكي توافق على اختيارها حتى و إن كانت صَغيرة ففي العادة السيدة لا تختار إلا مَن هنَ فوق الخمسِ و العشرونَ عاماً لا تريد أن تظلمَ الفتيات القواصر فلا يزالن في مرحلة المراهقة

لكن الحفاظ على حياتها يُجبرها على أن تَكونَ أنانية لذلكَ انصاعت خلفَ رغبتها و رغبةَ الخادمتين "حسناً أينَ هيَ أختكِ؟" سألتها السبدة فارتَسمت ابتسامة عريضة على وجهِ ايلا لذلكَ امسكت بيدَ السيدة و أخذت خطوات مُسرعة تُكاد أن تُحلق فقط لكونها استطاعت أن تُساعِدَ أختها في جلبِ المال

عندما اقتربن اشارت ايلا بيدها نحوَ أختها "إنها تلك الجالسة على الأرض سأناديها" نبست ايلا تركت يَد السيدة و رَكضت نَحوَ أختها وسعت السيدة و من معها مِنَ النساء الجواري أو الخادمات اعينهن بذهول شديد فتاة جميلة و تلكَ الكلمة عاجِزة حقاً عن وصفها كما يَجب و مِنَ الظُلم أن تكونَ جارية و تُفسَد كغيرها

"اختي انهضي تلكَ السيدة تريد أن تتحدث إليكِ أنها مِنَ القصر و تريدكِ أن تعملي هُناك" خاطبت ايلا أختها بِحماس شَديد اربكت سولا ولم تتركها تستوعب إلا و نَهضت تنصتع خَلفها "ايلا تَمهلي" تريد أن تتركها للحظة لِتَفهم ما يجري لكن ايلا ترفضَ ذلك و تسرع بِها الى السيدة قبلَ أن يتمَ اختيار فتاة غيرها

وقفتا الاختين أمامَ السيدة "هذهِ أختي سولا" نبست الصَغيرة تحدق السيدة نَحوَ سولا بدهشة اقشَعرَ جسدها لشدةِ الكمال الذي في وجهها و كامِلِ جسدها و حتى شَعرها الذي كما لو أنهُ خَلِقَ مِنَ الحَرير "م..مرحباً سولا" تلعثمت السيدة و أيضاً حالها يَصف حال الخادمتين و الجواري التي معهن الدهشة واضحة جداً

"مرحباً بكِ سيدتي" اجابتها سولا بنبرة عذبة جداً و هدوء لم ترى بمثله غرقت السيدة بِها لدرجة لا تعلم كيفَ تعود الى واقعها لتتأكد مِن أنها حقيقة أخذت أنفاسها بنتظام و استعادت شُتاتَ نَفسها "أخبريني ما هوَ العمل الذي توافقينَ عليه و ما الذي لا توافقينَ عليه؟" سألتها السيدة تأخُذ احتياطاتها أولاً

وجدت سولا سؤالها غريباً لكن لا تجدَ مانعاً مِن اجابتها "اقبل بأي عمل لكن أرفض العمل الغير اخلاقي" مِن جوابها عَرفت السبدة أنها فتاةٌ عفيفة لا تبيعَ نَفسها لأجلِ المال و هَذا لا يُساعدها مُطلقاً لأنها إن عَرضت عليها سَترفض لا مُحالة لذلكَ تحمحمت السيدة "ما رأيكِ بعمل الجارية؟" سألتها بِما تراه عن الجواري

عقدت سولا حاجبيها بِخفة "الجواري؟ ماذا تعني؟ ما هوَ هذا العمل؟" سألت لكونها لا تَعرف أيَ شيء مُطلقاً عن حياةَ القصر و جوابها مُفيداً جداً للسيدة لذلكَ شَعرت بالراحة و ابتَسمت "تعني خادمة تنظيف و هذهِ الأمور التي تخدمَ جلالةَ الملك" عندما اجابتها السيدة لم ترى سولا مانعاً أو عيباً في ذلك الأهم أنهُ عمل جيد

كلتاهن التزمنَ الصمت تحدق السيدة نَحوها حتى الآن تُفسر ما مقدارَ الجمال الذي تَحمله هذهِ الفتاة "إذاً سولا هل توافقين على أن تكوني الجارية العاشرة و بمبلغ شهري باهض سنتحدث عنهُ لاحقاً؟" سألتها السبدة ولم تُجيب سولا انكا نَظرت لأختها وجدتها تومئ بِحماس "سمعتُ المبلغ سيشتري منزلاً لنا" همست الصغيرة لها

ابتَسمت سولا و عادت تُحدق نَحوَ السيدة فرصةَ عَمل مُناسبة أتتها ولا يُمكنها رَفضها "حسناً سيدتي أنا موافقة" عندما حصلت السيدة على موافقتها اكتملَ العدد و كُتِبَ لها عمراً جديد لذلكَ زفرت انفاسها بِراحة "إذاً هَيا يا فتاة الى القصر سأخبركن بالتفاصيل و القوانين و نحنُ في طريقنا لذلكَ انصتن جيداً

الملك شخصٌ قاسي و مُخيف جداً جداً جداً لذلكَ احفظن ما أقوله و تماشين معَ مطالبه و تحملت قسوته مهما كانت و بالأخر هوَ ملك و نعلم جميعنا كيفَ علينا أن نحترمه و نخشاه" آخرَ ما قالتهُ السيدة تعرفهُ سولا جيداً لكن باقي القوانين تجهلها و ستتعرف عليها اثناءَ ذهابهن الى القصر لذلكَ تأمل خيراً في أولِ يومٌ لها

اخذت الخادمة الكبيرة اوه خادمتيها و الجاريات العشر اوقفت لهن عرباتَ الخيل و انطلقن جميعهن عائدات الى القَصر شَعرت السيدة بالراحة أتت بالعدد المطلوب و تأمل أن يَكونَ راضياً و في الحقيقة لا يهتمَ الملك لمظهرِ النساء أو أيَ شيء آخر الأهم بالنسبةِ له أن تُشبِع رغباته و تُطيعه بالحرفِ الواحد

خِلالَ وقت وصلن الى القصر نزلت السيدة و الحاريات بعدها حدقنَ سولا و أختها ايلا حولهن منذهلات لذلكَ القصرَ الشاهق بارتفاعه و بناءه العصري الذي يَفوقَ الخيال و كميةَ العاملين به مِنَ الخدم و الحراس و الحدائق المذهلة التي تُحيطَ القصر مِن كلِ جانب "سولا هذا مُذهل أريدُ العيشَ هُنا" نبست الصغيرة بِهمس

ابتَسمت سولا هذا ما يدورَ في ذهنها أيضاً اكملن سيرهن يتبعن السيدة اعينهن تَتفقد كلَ ما حولهن و كأنهن دخلن الى عالمَ الخيال يظنن إنَ هذهِ هيَ حياةَ الرفاهية التي تنتظرهن و ينتظرنها بِفارغِ الصَبر احداهنَ تهمس للأخرى عَن مدى حماسها و رغبتها في العيشِ هُنا و الأهم أن يَلتقينَ بالملك بارك جيمين

اثناءَ سيرهن بدأت الخادمة الكبيرة تتمهل في سيرها مرتبكة بِشدة هذا ليسَ ما كانت تريده فهيَ الآن ترى المَلك جيمين أمامها بكاملِ غضبهِ الجامح و تحتَ قدمه رأسَ أحد الرِجال يسحقُ عليهِ بقسوة لدرجة إنَ رأسه يكادَ يَنفجر ابتَلعت السيدة ريقها و الجاريات ينظرن أمامهن و من ضمنهن سولا و أختها الصغيرة

حدقَ الملك جيمين نحوهن رَفعَ سيفه و غرزه بِعنقَ الرجل فعلَ ذلك و هوَ يَبتَسم تَوقفت سولا و الفزع على وجهها وسعت عَيناها و هيَ تحدق بعينا المَلك أما باقي الجواري و السيدة فهن يُنزلن رؤوسهن طبقن ما اوصت السيدة به خلالَ عودتهن في الطريق لكن سولا و لشدة فزعها تناست كلَ شيء و اصابها الرعب

رَفعت يَدها و غَطت عَينا أختها لكي لا ترى هَذا المشهد المروع و يبقى بذاكرتها انما اكتَفت سولا لوحدها تَنظر للملك بِنَظرات خَوف و هوَ يَنظر لها بِنَظرات قسوة و جبروت سَحبَ المَلك سَيفه مِن عنقِ الرَجل الدماء تسيل مِن طرفِ السيف و تسقط على الأرض كُلما أخذَ خطوة تِجاهَ سولا و من معها

ابتَلعت سولا ريقها و سرعان ما استَرعبت أنزلت رأسها تحتضن أختها بداية ليست موفقة مُطلقاً فهيَ لا تَعرف ما هوَ القصر و ما حقيقةَ الملك "جلالتك لقد أتيتُ بالعشرِ جواري" نبست الخادمة الكبيرة هيَ الآن لم يَعد لديها أي قَلق مِن ناحية الجواري حَدقَ المَلك نَحوهن واحدة تلوَ الأخرى يَنصاعن كأي خادمة عملت لديه

تَركهن الملك و أخذَ خطواته مُتوجهاً الى القَصر أخذت السيدة أنفاسها و رَفعت رأسها "هَيا لنتبعه الى جِناحه يَجب أن يختارَ احداكن لتكونَ الأولى" خاطبتهن و أخذت خطواتها جميعهن فهمن إلا سولا لم تَفهم و باتَ قلقها يزداد لم تطمئن كلَ ما فعلته أخذت أختها و ذهبت خلفَ الخادمة الكبيرة تأمل أن يسيرَ كلَ شيء على ما يرام

دَخلت السيدة الى المطبخ قبلَ أن تَذهب الى الملك جيمين عليها أن تشرح بصورة واضحة ما واجبهن تِجاهه لذلكَ أبقت إيلا خارجاً لكونَ الحديث لا يناسب طفلة العشرِ جاريات جلسن الى طاولة واحدة تترأسهن الخادمة الكبيرة أم الخدم القدماء و الجواري فهن يقفون حولَ الطاولة جميعهُم منذهلون بجمالِ سولا

"اسمعن طالما وافقتن و دخلتن الى القصر هذا يعني لا رجعةَ مِن ذلك الجواري القدماء يعرفنَ جيداً من تتراجع فهيَ ستكون تحتَ عدادَ الموتى لذلكَ انصتن جيداً" عندما قالت السيدة ذلك ادركت سولر أنها وضعت نفسها في مأزق و تمَ استدراجها بالخداع و ليست قادرة على التراجع لأنها رأت ما فعلهُ الملك دونَ أن يَرفَ لهُ جفن

"أنتن جميعكن الآن جاريات لدى الملك وما يعني ذلك هوَ أن تُطيعيه و تخدميه ليلاً فقط و ذلكَ يشمل راحته مثلَ التدليك و تجهيزَ الطعام هذان لا يرغب بِهُما دوماً لكن ما يريده وما أتيتُ بكن لأجله هوَ المعاشرة اعتادَ الملك أن يكونَ معَ جارية في كلِ ليلة تحقق رغباته لذلكَ هذه مهمتكن و يجب عليكن ان تنالم رضاه و إلا الموت"

الجاريات التسع يُنصتن و يفهمن كونهن بالغات و اغلبهن فوقَ الخمسِ و العشرونَ عاماً إلا تلكَ الصغيرة ذاتَ التسعة عشرَ عاماً لا تعلم ما تعني بكلامها و كيفَ لها أن تسلم نَفسها هكذا بكلِ سهولة و لأجلِ ماذا؟ لأجلِ المال "لكن سيدتي أنتِ أخبرتِني أنَ مهمتي ستكون التنظيف فقط لم تُفصحي عن هذا الأمر!"

نبست سولا و الخادمة الكبيرة كانت تَنتَظر اعتراضها "ليست مشكلتي في أنكِ لا تعرفين ما تعني الجارية لذلكَ لا يحقَ لكِ الاعتراض نفذي أو موتي" قالت السيدة أخرَ ما لديها و ابعدت حدقتيها عنها ظلت سولا بدهشة شديدة و عقلها يُخبرها أنها لا يُمكنها أن تَفعلَ شيء كهذا حافظت على عفتها لسنين و الآن ستكون عاهرة لدى الملك

دَفعت سولا كرسيها و نَهضت "كلا..لا أريدُ هذا العمل لن أكونَ جارية" رَفضت رَفضاً قاطعاً تَرفع صوتها و هذا الرفض ليسَ مِن مصلحةِ السيدة تركتهن سولا و أخذت خطواتها و فجأة قاطعت طريقها احدى الخادمات تَربط ذراعيها أمامها "دلعكِ هذا غبي ولا أحد منا يُطيقه ولا أحد منا يهتم لرأيكِ السخيف

غادري هذا الباب و سيذهب الخبر الى الملك و ستموتين بلحظتكِ و هذا جيد فأختكِ الصغيرة تلك يُمكنها أن تكونَ جاريةَ الملك ما رأيكِ يا حُلوة؟" كلَ الكلام الذي قالته بِما يَخصَ أختها اوقفها و رسمَ الصدمة على وجهها هَل الفسوق يصل الى هذهِ الدرجة في هذا القصر لا تعلم حقاً بما ورطت نفسها هكذا دونَ تَفكير

"سولا عودي الى مقعدكِ" امرتها السيدة الكبيرة حدقت سولا نَحوها بدت تعابيرَ وجهها أنها تكاد أن تُجهش باكية لكن تماسكت قدرَ ما استطاعت هددوها بأختها لذلكَ ما بيدها حيلة سِوى العودة الى مقعدها جلست و حدقت نَحوَ السيدة بعيون دامعة "لن اُسامحكِ" اكتَفت بِتلكَ الكلمات و السيدة سمعتها جيداً و لم تردَ بكلمة

"لا أحد منكن بِحاجة الى التعليم بكيفية مُعاشرةَ الملك لذلكَ انهضن لنذهب الى جلالته" نبست السيدة و نهضت اومأن لها و نهضن أيضاً يتبعنها نهضت سولا خائفة مِنا هيَ به تتمنى لو كانَ كابوساً سيئاً غادرن المطبخ فركضت ايلا نَحوَ أختها و أمسكت بيدها تبتسم لها "هَل العمل يُناسبكِ؟ هَل هوَ مُتعب أم سَهل؟"

طرحت الصغيرة الاسئلة على أختها و الخادمة الكبيرة تُنصت ابتسمت سولا بزيف "سَهل" كذبت و في داخلها همٌ فضيع لا تريدَ أن تُفكر بكميةِ القذارة التي ستواجهها سلكت سولا خطواتها تتبع الخادمة و الجاريات كُلما حدقت حولها وجدت القصر مُظلماً لا بهجةَ فيه و كأنهُ يشبهَ الملك و قلبه المليء بالحقد

دخلت الخادمة و معها الجاريات يُنزلن رؤوسهن وقفن واحدة بجانبِ الأخر أمامَ الملك بارك جيمين انحنين أمامه بانحناءة كاملة تفعل سولا ما يفعلنه و هذه الرسمية لا تُجيدها مُطلقاً لذلكَ استقامت قبلَ أن يأذنَ الملك و في بعضَ الاحيان لا يأذن حدقت نَحوه فالتفتَ الملك برأسهِ مُحدقاً نَحوها اقشعرَ جسدها لبرودِ نظراته

انتَبهت إنهن لم يستقمن بعد ارتبكت بِشدة ولا تَعلم ما عليها فعله ظلَ الملك يَنظر لها لكن نظراته تدلَ على الغضب الشديد مِن عصيانها له تدراكت سولا الوضع و عادت تنحني اغمضت عَيناها بِقوة و شدت على ثوبها الخوف الشديد يتملكها الأمرَ مُشابه لخوفِ فتاة مِن والدها بعدَ اقترافها الخطأ و الآن سولا تكاد تفقد وعيها

"جلالتك هؤلاء جارياتكَ العشر" نبست الخادمة الكبيرة شتت انتباهه عن سولا حدقَ الملك نحوها أخذَ ثوانٍ ينظر إليهن "استقمن" أمرَ لي ينظر الى وجوههن استقامن جميعهن لكن ينزلن اعينهن فلا احد منهن تنجرأ على النظرِ بِعيناه تطبيقاً لأوامره "هَيا ابدأن بالتعريف عن انفسكن الاسم و العمر" امرتهن الخادمة الكبيرة

بدأت الاولى بهن تُعرف عن نفسها و عمرها ينصت الملك إليهن و بعدَ انتهائهن مِنَ الكلام يجب أن ينطقن جلالتك فتلكَ هيَ قوانينه الدقيقة "ادعى هيونجو و عمري سبع و عشرون جلالتك" عرفت الخامسة عن نفسها و استمرَ التعريف و كالعادة جارياته بذاتِ العمر فهوَ المناسب له لكي يحضى بمُتعة دقيقة معهن

وصلَ التعريف الى سولا حدقت نَحوَ الملك في الحقيقة تريد رؤية تلكَ العالة الجذابة التي يملكها رغمَ قساوته و كيفَ هوَ وسيم الى تلكَ الدرجة الخيالية قساوته تزيده طابع فريد انيق غيرَ مألوف "اسمي سولا و أنا في التاسعة عشرَ مِن عمري" عرفت عَن نفسها و بمُجَرد إن افصحت عَن عمرها حدقَ نَحوها

في العادة لا ينظر الى النساء مهما كانَ اختلافها لكن الآن ما يجعله يَنظر أنها تتمرد "جلالتك" نبست سولا فهيَ تذكرت أنها لم تَنطق تلكَ الكلمة ثمَ أنزلت رأسها تغاضى الملك عنها "جلالتك اختَر جاريتكَ الأولى" نبست السيدة تَشعر بالراحة أنهُ اقتَنعَ ولم يُعارض حتى بالصغيرة منهن حلَ الصمت يُحدق نَحوهن

يُحاول أن يَختارَ جاريته الأولى ذَهبت حدقتيه نَحوَ سولا "أنتِ" اختارَ جاريته حدقت السيدة نَحوها بدء باحدى الجاريات المُقاربة لعمره زَفرت سولا أنفاسها لكونها لم تكن المُختارة "حسناً جلالتك اترك باقي الاختيارَ لي" خاطبتهُ السيدة هكذا هوَ دوماً المخطط في الأول يختارَ هوَ و من ثمَ يكونَ الاختيار الباقي للسيدة

انحنين جميعهن أمامه ثمَ اشارت الخادمة لهن سِرنَ واحدة تلوَ الأخرى و الأخيرة هيَ سولا بينما يوشكن على المُغادرة حَدقَ المَلك خلفَ سولا الفتاة الاصغر مِن بينهن مُستَغرباً إنَ السيدة قَد أحضرت فتاة قاصِرة و مِن ناحية أخرى لاحظَ إنَ تلكَ الفتاة قَد تمادت كثيراً لم تُقَدِمَ الاحترام لم يظهرَ على وجهها الخوف انما كانت تسترقَ النظر لكلِ ما حَولها

"سولا" رَكضت ايلا نَحوَ أختها احتَضنتا بَعضهُما لم تعتادَ الصغيرة على أن تَكونَ بمفردها لعدةِ مرات "هَل وافقَ الملك على عملكِ في القصر؟" سألت الصَغيرة متحمسة جداً لسماعِ جوابَ أختها ظَلت سولا تُحدق نَحوها لثوانٍ ذَهبت افكارها بالمصيبة التي ورطت نفسها بِها ولا مخرجَ لها رغمَ وجودَ العديد مِنَ الابواب

طَردت سول الأفكار مِن ذهنها و ابتَسمت لأختها تومئ لها "أجل لقد وافق" شَعرت الصغيرة بالسعادة العارمة "مرحى أنا سعيدة لاجلكِ أختي" نبست و عانقتها بكلِ قوة ابتَسمت سولا بينما تُربت على كتفِ أختها لا يسعها سِوى أن تبذل جهدها و التضحية لأجلِ أختها و مستقبلها على الأقل تأمن لها منزلاً من عملها

"سولا تعالي معي لكي اُريكِ غُرفتكِ" خاطبتها السيدة حَدقت سولا نَحوها تَرمي بالذنب عليها لأنها مَن اوقعتها بشباكِ الكذب و ما بيدَ سولا سِوى اتباعها ذَهبت معها و الخادمات أيضاً نَزلت بهن مِنَ الطابق العلوي الخاص بالملك الى الطابق السُفلي الخاص بالجواري تُحدق سولا و أختها لمدى روعة القصر و اتساعه

دَخلت السيدة بهن الى رواق فيه غرفٍ مِنَ الجوانب غُرفة تُقابل غُرفة "الجانب الايمن لا يسكنه أحد لذلكَ اخترن غرفكن لا تتسابقن و تتشاجرن على الغرف جميعها بداتِ الحجم أما الجانب الايسر تسكنه و الجواري الاخريات هُنَ هُنا منذُ سنين لذلكَ سيقومن بارشادكن و تعليمكن ما تجهلنه من ناخيةِ القصر و من ناحيةِ الملك

عندما تتقدمن في الرواق سيلاقيكن المزيد من الاروقة و الغرف و فيهن الجواري ايضاً المهم من ذلك ستتعرفن الى كلَ شيء و تتأقلمن و الأهم من ذلك اتباعِ القوانين تجدنها مكتوبة خلفَ بابِ غرفكن اقرأنها جيداً لكي لا تموتن و الآن انصرفن الى غرفكن" قالت الخادمة الكبيرة ما تريده و جميعهن يُنصتن

سارت سولا معَ الجواري تُمسك أختها كُلما حاولت أن تختارَ غُرفة دفعتها احدى الجواري لدرجة أنهن لم يتركن لها مجالاً و بدت سولا مستغربة مندهشة مِن سوءِ تصرفهن معها و الخادمة الكبيرة كانت تنظر الى ما يفعلنه معها تدرك جيداً أنَ تلكَ الفتاة سَتُحارب مِن قبلِ الجواري لكونها الاصغر منهن جميعاً حتماً

وقعَ نصيبَ سولا على آخرِ غُرفة لم يَكن لديها مُشكلة الأهم أن تجدَ مأوى و ترتاح معَ أختها دخلن الى الغُرفة شَهقت الصَغيرة تسع عيناها لاتساعِ الغرفة و ذلكَ السرير الكبير و كلَ شيء فيها مُذهل و انيق "أختي هَل هذهِ الغرفة حقاً لنا؟" نبست الصغيرة تتسائل بِذهول تُحدق سولا حَولها تُلقي نظرةَ الذهول

"اظنُ ذلك" نبست و هيَ لا تُصدق أيضاً أنَ هذهِ الغرفة قَد تَكونَ لها فذلكَ كثير جداً ولا يخطر سِوى بالأحلام رَكضت الصغيرة بكلِ حماس و سعادة قفزت الى السرير مُبتَهجة وجدتهُ دافئاً و ناعماً حتى الاغطية بطابع مُختَلف "أختي أنا أحبُ ذلكَ كثيراً و أحبُ القصر" بدأت كلماتها تتطاير بعشوائية دونَ ادراك

ابتَسمت سولا و أخذت خطواتها تتعرف الى الغُرفة التي بحجمِ منزل بالنسبةِ لها الاثاث مُنظمة و مُصممة باحترافية تعجز عن وصفها كلَ شيء جاهز لا ينقصها شيء لكن بتذكرِ أنها ستكون جارية تُقدم نَفسها للملك تلاشت ابتسامتها و دبت الهموم داخلها يصعب عليها ذلك لا تَعرف كيفَ تتعامل معَ الوضع

حتى أنها لا تعرف العلاقة بينَ الرجل و المرأة مِن ناحية المعاشرة هيَ لا زالت صَغيرة تجهل كلَ شيء قضت حياتها معَ أختها فقط تَنهدت و جَلست بطرفِ السرير هرعت أختها لتُعانقها مِنَ الخلف تجهل ما يحصل معَ أختها تظن أنَ الحياةَ السعيدة قَد كُتِبت عليهن منذُ هذهِ اللحظة و الأهم أن تكونا معَ بعضهن

مَرَ الوقتَ مِنَ النهار استدعت الخادمة الكبيرة الجاريات الى الغداء اجتمعن جميعهن الى طاولة واحدة في المطبخ الضجيج يعمَ المكان مِن ناحية اصواتهن و اصوات الصحون و الملاعق بدى الأمر كما لو أنهن عائلة واحدة تترأس الطاولة الخادمة الكبيرة و مِنَ الجهة الأخرى رئيسةَ المطبخ و مِنَ الجوانب الخادمات

"أنتِ هَل حقاً عمركِ تسعةَ عشر؟" سألت احدى الجاريات القديمات انتَبهت سولا لها لكونها الوحيدة بِهذا العمر لذلكَ أومأت لها "أجل" نبست بِهدوء نبرتها عَذِبة جداً و كونها تجتمع معَ نساء لا تعرفهن بدت خجولة و مرتبكة "لماذا تتصنعي البراءة؟ انظرن هَل لاحظتن تصنعها؟" جميع من تجلس الى الطاولة ينظرن إليها

"واضحٌ أنها سافلة تُجيد جذبَ الانتباه و تُحاول السيطرة على الوضع لِتصبحَ المُفضلة" نبست احداهن مِنَ الجواري القُدامى حبست سولا انفاسها لا تدرك لِمَ بدأت تنعتها هَكذا لكن لديها ما لم تفهمه "ماذا تَقصدين بالمفضلة؟" سألت سولا و هيَ بِقمةِ هدوئها الجذاب تلكَ الامور كبيرة عليها لتفهمها مِن أولِ حديث

"لن أشرحَ لكِ فلا يجب على القواصر أن يعرفن ذلك سأكتفي بأخبارِ الجاريات الكبيرات فقط" اجابتها الجارية فهيَ تَعلم العديد عَن خدمةِ الملك لكونها الاقدم لسنين و بنوايا سيئة قَررت عدم اخبارِ سولا و في الحقيقة ما تعني بالمفضلة هوَ أن يقومَ الملك باختيار جاريته المُفضلة التي حتى الآن لم يَجدها وما وجودهن سِوى للمتعة

التَزمت سولا الصَمت حديثَ الكبار ذلك لا تريدَ أن تَعرفَ عنه التواجد هُنا يُضايقها و بالنسبةِ لها جيدٌ أن أختها ليست معها لكي لا تضطرَ لسماعِ بمثلِ ذلكَ الحديث انشغلن بتناول الطعام بينَ لحظة و أخرى الخادمة الكبيرة كانت تَنظر نَحوَ سولا الفتاةَ المسكينة بينَ كومةِ ثعابين و هيَ تدرك ذلكَ جيداً لكن ما عساها أن تَفعل

مَرَ الوقت حتى المساء استَعدت أول جارية و هيَ التي اختارها الملك لتكونَ الأولى تَقف الخادمة الكبيرة أمامها "أنتِ تعلمين ما عليكِ فعله صحيح؟" ابتَسمت الجارية تومئ للخادمة الكبيرة "بالتأكيد سَيدتي سيحضى الملك بليلة لا ينساها و ربما سأكون مُفضلته" ابتَسمت الخادمة الكبيرة لجوابها الجريئ و ثقتها

سَمحت لها الخادمة الكبيرة بالانصراف الى جِناحِ الملك انحنت الجارية أمامها و ذهبت و هيَ بكاملِ تشوقها لقضاءِ ليلة معَ الملك الذي لطالما دارَ الحديثَ عنه في البلدة التي تعيشَ بِها سَتُحاول جاهدة في أن تُرضيه لكي تَكونَ مُفضلته و اختياره الصائب لكونه اختارها الأولى مِن بينِ العشرِ جاريات مِنَ النساء

طَرقت الجارية سون الباب و دَخلت تُنزل رأسها انحنت أمامه أغلقت الباب و أخذت خطواتها نَحوه نَظرت إليه وجدته جالساً بطرفِ السرير خاصته يُباعد بينَ ساقيه و بيده كأسَ النبيذ خفقَ قَلبها لمظهره المُثير و الجذاب بِجنون سارَ عقلها ليأمرها بأن تَخلع كلَ ما ترتديه و نَفذت ذَلك بِلمحةِ بصر غيرَ قادرة على التحكم بِنَفسِها

أصبحت عارية بأكملها أخذت خطواتها و جَلست تجثو أمامَ ساقيه حَدقَ المَلك نَحوها بِنظراتهِ المُثيرة لا يُتعب نَفسه و ينطق بِما عليها فعله فكلِ جارية تَفعل ذاتَ الخطوات تَخلع بِصَمت و تبدأ بتنفيذِ رغباتَ الملك و اطفائها قدرَ ما اراد لذلكَ بدأت ليلتهُم الحميمية سلمت نَفسها له و هيَ بكامل ارداتها قدمت كلَ ما يريد و أكثر
.............................

بِحلولِ الصباح تمتد طاولةَ الإفطار التي في المطبخ و يجتمعن الجواري و الخادمات سوياً يتناولن الطعام "سون هَيا أخبرينا كيفَ كانت ليلتكِ معَ الملك؟" سألنها الجاريات القُداما و الجدد فضوليات ابتَسمت الأخرى رَفعت يَدها و ابعدت شَعرها عن عنقها عمَ ضجيجَ ذهولهن كانت هُناكَ اثارٌ منه على عنقها

"ليتَ تلكَ الليلة لم تَنتهي أنا حقاً حتى الآن لا اُصدق أرغبُ بالمزيد منه جلالةَ الملك شَخصٌ مُثير و عنيف و أيضاً قاسي للصراحة لقد عاقبني بشدِ شَعري فقط لأنني طلبت أن ارتاحَ لثوانٍ ذلكَ أغضبهُ جداً لكني كنتُ بارعة لذلكَ ارضيته و قدمتُ لهُ نفسي و بكلِ ما يُريده لذلكَ أنا راضية و راغبة بتكرارِ الليلة بفارغِ الصَبر"

اخبرتهن الجارية سون عما جَرى و جميعَ الخادمات و الجاريات يخرج منهن صوتَ الذهول و الضِحك "نحنُ نحسدكِ متى سيحينَ دورنا" نبست احداهن مِنَ الجواري الجدد كانت سولا مُتجمدة في مكانها مندهشة خائفة مِن قسوةِ الملك لا تَعلم ما عليها فعله "سيدتي هَيا ارجوكِ اختاري احدانا لأجلِ الليلة نحنُ لا نُطيقَ صبراً"

طَلبت احدى الجاريات مِن الخادمة الكبيرة نظرت إليهن فعمَ الصَمت أخذت ثوانٍ في صَمتها "سولا سَتكون جاريةَ الملك لهذهِ الليلة" اعلنت عم سَتخدمَ الملك وسعت سولا عَيناها أما الاعتراض و الغضب بدى على وجوهِ بقيةِ الخادمات "ك..كلا أرجوكِ أنا لستُ مُستَعدة" رَفضت سولا و هيَ تتوسل بذلكَ الهدوء و ابسوتَ الناعم الانثوي رفضها ذاك لم يُعجِبَ الجواري القُداما و الجدد

"الاعتراض يؤدي بكِ الى الموت لذلكَ اصمتِ و نَفذي" خاطبتها السبدة بِحدة شَديدة التَزمت سولا الصَمت مرتَعبة ابتَسمت احدى الجواري بجانبيه "لم يَسبق للسيدة اوه إن غَضِبت مِن أي خادمة منا لكنكِ اغضَبتِها فقط لكونكِ طفلة مستفزة نفذي ما أمرتكِ به و إلا سَنُعاقبكِ نحن ثمَ جلالةَ الملك الذي لا يَرحم"

نظراتهن و حديثهن معها كالسكين و هيَ كانت الاضعَف مِن بينهن ولا مُعيلَ لها لذلكَ رضيت و هيَ صامِتة دَفعت الخادمة الكبيرة كرسيها و نَهضَت اخذت خطواتها تُغادر المطبخ تُحدق سولا خَلفها تجدها اسوءَ امرأة التَقت بِها طِوالَ حياتها انشغلن يتناولنَ الإفطار و بعدَ انتهاءهن نَهضن "سولا أنتِ مَن ستغسلينَ الصحون"

نبست الخادمة حدقت سولا نَحوها ثمَ الى تلكَ الصحون الكثيرة جداً و ليسَ ذلكَ فقط بل و حتى صحون الخدم الرجال و كل من تناولَ الإفطار "ل..لكن هذا كثير" لا يُمكنها أن تَفعلَ ذلكَ لوحدها فهيَ حتى الآن لا تَعرف كيفَ تَعمل أو أينَ يضعون ادواتَ المطبخ و غيرها "لماذا تُعارضين؟" صَرخت بِها غاضِبة

اخذت كوبٌ صَغير نُحاسي و رمتهُ عليها قامت سولا بِحماية نَفسها بِتخبئة وجهها بذراعيها لم تنطق تلكَ الخادمة كلمة انما ما فعلته كافياً لكي تُنَفذ دونَ اعتراض سخرن باقي الخادمات منها ثمَ تَركنها و غادرن في كلِ مَرة يتقاسمنَ العمل الكثير لكن الآن وقعَ على عاتقِ سولا غَرقت عَيناها بالدموع للحالة التي وصلت لها

لا تريد كلَ هذا لا تريدَ المال تريدَ فقط أن تَعود معَ أختها الى منزلهنَ الصغير نَهضت بقلةِ حيلة بدأت تَجمعَ الصحون تُفرغ بعضها و تضعهُم في الحوض دَخلت ايلا راكضة نَحوَ أختها لذلكَ سارعت سولا لمسحِ دموعها و رسمِ الابتسامة "أختي هَل ستعملين؟" سألتها أختها الصَغيرة أومأت سولا لها

ذلكَ يُسعد الصغيرة كونَ أختها حَصلت على عمل لكن لا تَعلم أنهُ يُدَمرها "سأساعدكِ" نبست الصَغيرة و هيَ بحماسٍ شَديد ركضت و هيَ تُحاول سحبَ الكرسي قدرَ ما استطاعت وضعته بجانبِ أختها ثمَ صعدت واقفة عليه ضَحكت سولا بِخفة للطافةِ أختها بدأن بغسلِ الصحون فتذكرت ايلا في هذهِ الاثناء أمراً

"أختي قبلَ قليل رأيتُ الملك أظنهُ عاقبَ امرأةٌ ما" عندما قالت الصَغيرة ذلك و بريبة نَظرت سولا لها "لماذا؟" سألتها إن كانت تَعرف ما سببَ العقاب "لا أعلم لكن أظنها تأخرت قليلاً في جلبِ إفطاره لذلكَ عاقبها هكذا سمعت" بدت سولا مُندهشة سببٌ بسيط دَفعه بكلِ قسوة تِجاهَ الخادمة لكي يُعاقبها دونَ أن يرأفَ بِها

بذكرِ مدى قسوةِ المَلك تَرددت سولا كثيراً و تملكها الخوف هيَ لا تَعلم ما نمطَ القصر و كيفَ عليها الالتزام كما يلتزمَ الخدم لذلكَ تخشى أن تُعاقب على يَده حتى الموت فتعيشَ أختها الصغيرة وحيدة ولا مُعيلَ لها لذلكَ الندم يتأكلها كيفَ وثقت باكرأة غريبة و تبعتها الى مكان تجهله جيدٌ أنها حتى الآن لم تمت

مَرَ الوقت مِنَ النهار وجدنَ الخادمات و الجواري ممن يشعرنَ بالغيرة من سولا لكونها قاصر فتاة لا زالت في بداية عُمرها لم يمسها أي رَجل فرصتهن في تحميلها مسؤولية القصر و جَعلها تَقوم بالعمل بدلاً عنهن استغلنها بالخوف كما لو أنها رجلٌ آلي لديهن لم يتركنَ شيئاً إلا و امرنها بفعله لدرجة أنها اُهلِكت لشدةِ التَعب

بحلولِ الليل و لهذهِ الليلة سولا هيَ المُختارة و الآن جالسة بطرفِ السَرير تُحدق نَحوَ أختها التي تَغطَ في نَومها تُلامس شَعرها بِحنان "ايلا أختكِ ليست سَيئة" همست و عَيناها بدأت تَغرق بالدموع كُلما اقتَربَ الوقت شَعرت بالخوف دفئت أختها جيداً تَركت قُبلة على جَبينها ثمَ نَهضت اخذت خطواتها و غادرت الغُرفة

عندَ خروجها وجدت جاريتين احداهن منَ القُدامى تُدعى هيري و الجارية الجديدة سون التي قضت ليلة معَ الملك حدقن كلتاهن نَحوَ سولا و الى ما ترتديه ابتَسمت هيري بِجانبيه ساخرة "هَيا يا طفلة اذهبي الى الملك فهوَ يَنتَظركِ" عندما قالت ذَلك حَدقت الجارية سون نَحوها و مِنَ النظرات فهمت ما تؤول إليه هيري

تحبس سولا انفاسها بذكرِ كلمة طفلة فهيَ حقاً كذلك لم يَسبق لها إن كانت معَ رَجل وما بيدها حيلة سِوى أن تومئ تركتهن سولا و ذهبت بخطواتها الى جِناحِ الملك في الطابق العلوي الجاريتان تحدقان خَلفها "غداً سنسمع عَن عقابها الشنيع فالملك لا يُريد أن تأتيه جاريته هكذا" نبست هيري ابتَسمت سون فهيَ فهمت ذلك مُسبقاً

اقتَربت سولا مِن جناحِ الملك وقفت أمامَ الباب و هيَ تُنزل رأسها شَعرت بالاختناق و يَداها تَرتَجف لا يُمكنها فعلِ ذلك و التفكير يدورَ في ذهنها عَن مدى قساوةِ الملك و ربما سَتكون هذه آخرَ ليلة لها وضعت يَدها على المقبض فتحت الباب و دَخلت حَدقت حَولها الى ذلكَ الجِناح الخيالي و الواسع بِجنون لا تستوعبه

أغلقت الباب و أخذت خطواتها تناست المَلك و بدأت عيناها تُخبرها عَن مدى روعةِ المكان الذي دَخلت إليه لأولِ مَرة و هيَ تَسير دونَ ادراك ارتَطمت بالطاولة فعادت الى واقعها حبست انفاسها و حَدقت نَحوَ المَلك العاري الصَدر و الذي يَجلس بطرفِ السَرير بيدهِ كأسَ النبيذ هذا ما يَفعله دوماً لكي يَرى جواريه يخضعنَ له

وقفت سولا في مكانها هُناكَ مسافة متوسطة بينها و بينَ سَريرَ الملك رَبطت ذراعيها للخَلف كلَ ما بها ناعماً حتى بِوقوفها ضمت شَفتيها لثوانٍ لا تَعلم ما عليها فعله داخلها يَرفض تَسليمَ نَفسها لكن هُناكَ جانب يُخبرها أنها سَتموت همهمت تأخذَ الأمر بروحها الحُلوة "جلالةَ المَلك هَل أنتَ جائع أم أسكبُ لكَ الماء؟"

سألت بكلِ احترام انصتَ المَلك إليها شَربَ ما تَبقى مِن نَبيذه و وضعَ الكأس على الطاولة عادَ للخَلف استلقى و وضعَ الغطاءَ عليه يُغمِضَ عَيناه ظَلت سولا واقفة بمكانها مُستَغربة بعضَ الشيء أخذت خطواتها و صوتَ كعبَ حذائها مسموع "جلالةَ المَلك هَل سَتنام؟" تسأله ولا تَعلم لا أحد يَتنفس أمامه إلا بأذنه

لا تَجدَ مُجيباً منه لذلكَ اقتَربت مِن سَريره سَحبت الكرسي و هيَ تُصدر ضَجيجاً لم يسبق لجناحه إن ترددَ الضجيجَ فيه فلطالما كانَ هادئاً كهدوءَ الملك بعدَ سَحبها للكرسي جَلست عَليه و اختارت الجهة التي يَستديرَ الملك نَحوها "إن شَعرتَ بالجوع أو أردتَ أن أجلبَ لكَ شيئاً أخبرني" نبست سولا تتحدث براحة

فَتحَ المَلك عَيناه و نَظرَ نَحوها و النظرة كانت كافية لتحبسَ سول انفاسها و تعودَ بِظهرها للخَلف تَلتَزمَ الصَمت شابكت أناملها بِبعض تدور بِعيناها حولها بعيداً عَن عَيناه المُخيفة عادَ المَلك يُعمِضَ عَيناه و بمُجَرد إن فَعلَ ذلك عادن تُحدق نَحوها في داخلها سَعيدة للغاية لأنه لم يَلمسها و ظَلت مُحافظة على نَفسها
................

حَلَ الصباح يَتدلى رأسَ سولا و هيَ تَغط في نَومها و بحركةٍ ما فَزعت مُستَيقظة مِن نَومها نَهضت مُسرعة حَدقت نَحوَ السَرير لم تَجدَ المَلك و الصباح قَد حَل و الساعة مُتأخرة تَركت كلَ شيء خَلفها و رَكضت نَحوَ الباب فتحته و غادرت تَركض السعادة في تُلاحقها لأنَ الليلة انتَهت و هيَ لم تُصبح جارية للملك

"سولا" أتى صوتَ احدى الجواري يُناديها تَوقفت كانت على عَجلة شديدة لكي ترى أختها الصَغيرة "اذهَبي الى جِناحَ الملك حالاً" أمرتها إحدى الخادمات لكن سولا لم تَفهمَ السَبب "لكن لَمَ؟؟ بدت مرتبكة قليلاً فملامحَ الخادمة لا تبدو و كأنَ كلَ شيء على ما يُرام "لِمَ تسألين اذهبي و حسب!" صاحت بِها الخادمة تركتها و غادرت

عقدت سولا حاجبيها مِن قسوتهن معها تَنهدت و أخذت خطواتها الى حيثُ جِناحَ المَلك بارك جيمين طِوالَ سَيرها كانت تُفكر حولَ الذي يُريده الملك منها عندما دَخلت الرواق و اقتَربت مِنَ الجناحِ الملكي ابصَرت جميعَ الخادمات يجتمعن واقفات بانتظام أمامَ المَلك استَغربت و أكملت سَيرها نحوهن

فسحن الخادمات الطريقَ لها و كانَ ذلكَ غريباً بالنسبةِ لها أيضاً فمعهن دوماً ما تَكونَ الأخيرة لكن الآن يُرسلنها نَحوَ المُقدمة عندما وقفت سولا أمامَ الملك جيمين رأت البغض و الكرهَ في عَيناه اشاحت بحدقتيها نَحوَ الخادمة الكبيرة ابصَرتها تجثو على ركبتيها و حتى الآن لم تَفهم ما الذي يجري فنظرات الخادمة غاضِبة

"لقد اخترتكِ جاريةَ المَلك لِمَ لم تُرضيه؟" رَفعت الخادمة الكبيرة صَوتها تَصرخ بِها ارتَعبت سولا و باتت نَظراتها ما بينَ الملك و الخادمة الكبيرة و الآن ادركت اجتماعهُم هذا هيَ سببه هيَ التي اخطأت "أ..أنا آسفة" اعتَذرت سولا عَن خطأها لكونها لم تُحاول أن تكسبَ الملك بكونها جارية له تُحقق رغباته

"اجلدها خمسونَ جلدة" أمرَ الملك بنبرةِ برود احد خدمه لكي بقومَ بجلدِ الخادمة الكبيرة عندما تحدث هكذا اخطاء فالسيدة اوه من تتحملَ المسؤولية و بمثلِ هذهِ الاخطاء قَد حدثت للمرةِ الأولى ففي كلِ مَرة تُشرف على الجواري و تُعلمهن كيفَ عليهن ارضاءَ الملك لكن سولا قَد سلمتها للجارية هيري

و الاخرى لم تُعلمها انما ارسلتها بنوايا سيئة ظنت أنَ الملك سَيُعاقب الخادمة الكبيرة و يُنهي حياةَ سولا لكونهن لم يتقبلن وجودها معهن و السبب لكونها الاصغرَ سناً و الاكثرَ جمالاً لدرجة أنها أصبحت حديثَ الجميع بِمُجَرد دخولها للقَصر رجالاً و نساءاً و هذا ضايقَ البعضَ منهن و قَررن التخلصَ منها سَريعاً

بدأ الخادم بجلدِ الخادمة الكبيرة بكلِ قَسوة ولم يَسع الجميع سِوى أن يُحدقن نَحوها بِحزن يسمعن تألمها غَرقت عَينا سولا بالدموع لكونها السبب في ذلك سقطت تلكَ الدموع على خَديها و حَدقت نَحوَ المَلك الذي لا رحمةَ لديه كيفَ عليها أن تَمنعَ كلَ هَذا هيَ لا تَعرفَ شيء أو كيفَ عليها التعاملَ معَ المَلك

تَجرأت و أخذت خطواتها نَحوه صَعدت تلكَ الدرجات الثلاث "سولا" نادتها الخادمة الكبيرة فذلكَ المكان ممنوع على أي شَخص كان لا يخطيه سِوى المَلك لكن سولا تكسرَ القوانين و هيَ لا تَعلم إنَ ذلكَ ممنوع ً سيؤدي بِحياتها لم تُنصِتَ للخادمة الكبيرة و خطت حتى وقفت أمامَ عَرشه تَفصلها بضعِ خطوات

"تَوقف ما خَطبكَ معنا؟" نبست و هيَ تَبكي وجهت حديثاً بصيغةِ الأمر تِجاهَ الملك و هوَ وحده الأمر و الناهي سولا تتمرد و هَذا يُزيد مِن خطرِ الموت على حياتها هَكذا باتَ تفكيرَ كلَ شَخص واقفٌ أمامَ الملك حتى الخادمة هيري تُحدق بِدهشة و يُعجبها ذلكَ كثيراً فبعدَ قليل سَتقودها ادى حبلِ المشنقة و ستتخلص منها

حَدقَ المَلك نَحَوها جبروتٌ في عيناه و انعدامَ الرحمة هكذا عَرفهُ الجَميع "اجلدها خمسون أخرى" أمرَ الملك كُلما تَمردت سولا وقعَ العقاب على الخادمة الكبيرة هيَ مَن تتحمل مسؤولية كلِ حَرف تَنطقهُ سولا "سولا عودي لمكانكِ و اعتَذري" صَرخت بِها الخادمة تبكي لشدة الألم الذي تَشعرَ به بعدَ جلدها بِقسوة

"تَوقف" صَرخت سولا بالمَلك فَقدت اعصابها غاضِبة جداً لا ترى مِن حَقه أن يُعاملهُم هَكذا استطاعت أن تتلاعب بهدوءِ المَلك و فجرت بركانَ غضبه لذلكَ نهضَ و أخذَ خطواتهِ نَحوها رَفعَ يَده على وشكِ أن يَضربها ليُريها كيفَ تتمرد هَكذا لكنها خبأت وجهها بينَ ذراعيها احتَمت منه تبكي بنبرةِ طفلة بالفعل

مِما جَعلَ المَلك متَجمداً بمكانه اكتفى يَرفعَ يَده لم يَلمسها يُحدق نَحوها و كيفَ تختبئ منه أغلقَ يَده و انزلها شيئاً فشيئاً تلاشت تعابيرَ الخادمة الكبيرة بعدما كانت تبكي و ظلت تُحدق نَحوَ المَلك ثمَ نَحوَ سولا رغمَ أن الخادم يَقوم بجلدها لكن لم تَعد تَشعر ما يَحدث أمامها جذبَ كلَ ما بِها كلَ ما يَرتسم على وجهها هيَ الصَدمة

رَفعت سولا رأسها شَيئاً فشيئاً تُحدق نَحوه بِخوف و بُكاء "لا تَغضب منا" نبست تلكَ الكلمات و هيَ تَشهق باكية تَظنَ الأمرَ بهذهِ السهولة يُحدق المَلك نَحوها شَدَ على قَبضته "غادروا" صَرخَ بكلِ حنق و غضبٌ جامح ارتَعبت و ارتَعبَ الجَميع سارعوا بالمُغادرة واحداً تلوَ الآخر تَراجعت سولا للخَلف خَوفاً منه

نَهضت الخادمة الكبيرة الخمسونَ جلدة لم تَكتمل حتى سقطَ العقابَ عنها عندما أمرَ المَلك بِمُغادرتهُم جَميعاً أخذَ خطواته مُسرعاً فقدَ أعصابه لكن تَوقفَ لوهلة و استدارَ حَدقَ نَحوها و هيَ تَسيرَ أخرهُم نَظرَ الى جَسدها و الى انحناءة خصرها صِفته جذاب لدرجة أنهُ جذبَ ملكاً تغمرهُ القسوة ولا يَلحق أنما يَلحقونَ به

خرجن الجواري يتحدثهن فيما بينهن و كم كانَ الموقف مُرعباً تَوجهن نزولاً الى المَطبخ و الخادمة الكبيرة معهن يُساعدنها على السَير لكونها تَشعر بالألم في ظَهرها دَخلن الى المطبخ اجلسنها على الكرسي و هرعن لجلبِ المسكنات و الماء يَشعرن بالسوء تِجاهها كانت السيدة بالكاد تُصبر نَفسها مِن عدمِ الانهيار

دَخلت سولا الى المَطبخ تُريدَ الاطمئنان على السيدة و تطمئنَ على حالها حَدقت الجارية هيري نَحوها ضغطت على اسنانها بِغضب "أنتِ" نبست غاضِبة جداً و أخذت خطواتها تَوقفت سولا بمكانها تشدَ على ثَوبها لا زالت دموعها تُذرف على خَديها تَعلم إنَ الجميعَ الآن يَرمونَ بالسببِ عَليها لكونها لم تُحقق رّغبةَ المَلك

وقفت الجارية هيري أمامها و رَفعت يَدها على وشكِ أن تَصفعها لكنَ الخادمة الكبيرة أمسكت بمعصمها حَدقت هبري نَحوها "الملك لم يَضربها فمن أنتِ لِتتجرأي على ضَربها؟" خاطبتها بِغضب ثمَ نَفضت يَدها كانت للكلمات التي نَطقتها الخادمة الكبيرة معنى عميق جداً جَعلَ الجَميع يُفكر مرةٌ أخرى و بذهول

لِمَ المَلك لم يُعاقب سولا لأنها لم تُحقق رغبته لِمَ لم يَضربها حتى الموت عندما تَمردت و أمامَ الجَميع حَدقت السيدة اوه نَحوَ سولا "أنتِ لم تُخطئي الذنب ليسَ ذَنبكِ أنتِ لا زلتِ صَغيرة ولا تفقهينَ شيئاً لذلكَ انسَي ما حَدث" بدت سولا مُندهشة لأنَ السيدة لم تَكن غاضِبة بَل بكاملِ هدوئها الغريب فقط هوَ نَظراتها تِجاهها

"مندُ الآن فصاعداً قَررَ المَلك اختيارَ جواريه بِنَفسه لذلكَ كوني جاهزة في أي لحظة و علمي نَفسكِ كيفَ تُرضينه" خاطبتها السيدة ولا زالَ ذلكَ يُخيفها رُبما سَيقع الاختيارَ عليها مرةٌ أخرى بسببِ أنها لم تُرضيه أنزلت سولا رأسها راضية لم تَعد تريد لأي شَخصٌ آخر الأذى هيَ الآن تعلمت الكثير عَن قسوةِ المَلك

"اسمعن جميعكن مُنذُ الآن فصاعداً سولا ستكون خادمة المَلك هيَ فقط لوحدها ما يَعني ذَلك أنها لن تَعمل معكن و التي تُجبرها على العمل سَتُعاقب مِنَ الملك هَل ما أقوله مفهوم؟" خاطبت السيدة اوه جميعَ الخادمات هكذا فجأة اصدرت قرارها دونَ سَبب يُذكر منها أومأن جميعهن لها و بدت سولا مندهشة أكثر

"لِمَ سولا ستخدمه؟ لم تستطع ارضاءه بِليلة فكيفَ تريدينَ منها خدمته طِوالَ الليلِ و النهار؟" تَدخلت الجارية هيري كلامَ الخادمة الكبيرة لا يُعجبها مُطلقاً حَدقت نَحوها بنظرات غاضِبة "لماذا تستمرينَ بالاعتراض؟ مَن أنتِ؟" وبختها بصوتٍ مُرتَفع اكتَفت هيري تَنظر للخادمة الكبيرة بِبرود تكره و بِشدة اوامرها

"اتبعيني" نبست السيدة اوه أومأت سولا لها و تبعتها ظلن الخادمات جميعهن يحدقن خَلفها بِغَضب شَديد "أنا لن أتركَ تلكَ الطفلة تُملي عَلينا و ترفعَ مِن مكانتها" نبست الجارية هيري غاضِبة و المكانة التي تَقصدها هوَ كونَ سولا خادمة المَلك بالنسبةِ لجميعهن يتمنين أن يكونن خادمات للملك أو جاريات

"انصتي جيداً منذُ الآن فصاعداً ستكونينَ خادمةَ المَلك سَتتعلمين كلَ شيء عَن خدمته و مِن ناحية أخرى سَتكونينَ جاريته أيضاً انتَظري دَوركِ حتى يَختاركِ لذلكَ افتحي عقلكِ جيداً و تَذكري لا مخرجَ لكِ مِن هَذا القصر إن اردتِ الخروج موتي فهذه الطريقة الوحيدة" أخبرتها السيدة اون بكلِ ما عليها فعله

تُنصت سولا لها الخوف و عدم الرضى و كلَ شيء تَملكها اختارت السجنَ بِنَفسها دونَ أن تتحقق لذلكَ رَضيت مُجبرة لأجلِ أختها الصُغرى تَركتها السيدة و صَعدت الى الأعلى أتت ايلا تَركض "أختي" احتَضنت ساقيها و رَفعت رأسها تَبتَسم "هَل العمل جيد؟ هَل أنتِ سَعيدة؟" تُحدق سولا نَحوَ أختها بكلِ احباط

"أجل جيد و سَعيدة" ما عساها سِوى أن تَكذب امسكتا بايدي بَعض و تمشيتا الى غُرفتهن "أينَ كنتِ؟" سألتها سولا فهيَ لم تراها منذُ ليلةِ أمس رَفعت الصَغيرة رأسها و هزته بِخفة تبتَسم "كنتُ العبُ في الجوار" أومأت سولا و اكملن سيرهن حتى دخلن الى الغُرفة هُنا تَشعر سولا بالارتياح بعيداً عَن ضَجيجهُم المُرعب

مَرَ الوقتَ مِنَ النهار طُرِقَ بابَ الغُرفة وَهضت سولا لفتحه فابصَرت الخادمة الكبيرة فسحت لها المجال لدخولها اخذت الخادمة خطواتها تُحدق ايلا نَحوها "تعالي الى هُنا و اختمي هذهِ الوثيقة" أمرتها السيدة اوه استَغربت سولا و تبعتها وقفت السيدة قُربَ الطاولة وضعت الوثيقة و قدمت لها حِبرَ الختم

"ما هذهِ الوثيقة؟" سألت سولا تستفسر قبلَ أن تُطيحَ بِنَفسِها بِمصيبة أخرى "اختمي ولا تسألي هذه قوانين نَفعلها معَ كلِ جارية لتكونَ عبدةَ لنا" كلامَ السيدة كانَ متسلطاً جداً و حاداً ظَلت سولا تُحدق نَحوها لثوانٍ ثمَ وضعت ابهامها في الخبر و ختمت الوثيقة بكونها جارية و خادمة رسمية للقصر أخذت السيدة الوثيقة و غادرت

"أختي ما الذي يَحدث؟" سألت ايلا بينما تَسير نَحوَ اختها انتَبهت سولا لها حملتها و توجهت بِها نَحوَ السرير جَلست بِطَرفه و اجلست اختها على ساقها مسحت على شَعرها و قبلت جبينها "لا شيء أنا الآن لديَ عمل رسمي و سأبذل جهدي" ذلكَ الجواب اسعدَ الصَغيرة لذلكَ احتَضنت اختها تبتسم سولا لاجلها
.......................

مَرَ حوالي ثلاثةِ اشهر منذُ إن بدأت سولا عَملها في القَصر كجارية و خادمة للمَلك خِلالَ هذهِ الفترة تَعلمت الكثير مِنَ الخادمة الكبيرة اوه و بعضَ الخادمات اللواتي يُساعدنها أصبحت بارعة جداً لدرجة أنَ البعض يُنادوها بِخادمةِ الملك الذكية ليسَ ذلكَ فقط بَل تَعرفت للكثيرين و اغلب مَن في القصر وقعوا في حُبها

كونها أصغر خادمة في القَصر أصبحت مُدللة لدى بعضَ مَن يُحبونها اشتَهرت بمدى جمالها الخلاب و الفريد و جميعهُم اقسموا على أنهُم لم يَروا بمثلِ جمالها الذي يسرقَ تقولهُم كُلما مَرت مِن أمامهُم رغبوا بالنظرِ لها مُطولاً حتى تختفي مِن أمامهُم اشتَهرت سولا بِلُطفها معَ الجميع رغمَ عملها فهيَ تُساعد الاخرين في عَملهُم

اعتادت على القصر و تماشت معَ الجانب الجيد و السيء منه و الأهم مِن ذلك و الذي جَعلهت براحة شَديدة أنَ الملك لم يختارها حتى هذهِ اللحظة كجارية اه لذلكَ عُرِفت سولا مرةٌ أخرى كالجارية العذراء و هذا يؤدي الى تساؤلاتَ الجميع و هوَ لَمَ لم يختارها الملك كجارية لَمَ لم يُعاقبها كبقيةِ الذينَ يتمردون!

تَجلس سولا في الحديقة وسطَ العشب معَ أختها الصُغرى تلعبان و احداهن تضرب كفها بكفِ الأخرى سولا لا زالت قاصر لذلكَ لا زالَ اللعبِ كالأطفال يحذبها هكذا تقضي وقتها تضحكان الاثنتان بصوتٍ مرتَفع تصرخان عندَ خسارةِ احداهن و الانظار تُطيلَ نحوهن و هذا لا يمنعهن عن اللهو مُطلقاً

في هَذهِ الاثناء مِنَ اللعبِ المُتواصل فتحَ الحراس بوابةَ القصرِ العملاقة حَدقت سولا و اختها نحوها فابصرت المَلك جيمين قَد دَخلَ معَ حَشدٍ مِنَ الجنود "أختي أينَ كانَ الملك؟ فأنا لم آراهُ منذُ ايام" سألت الصَغيرة أختها حَدقت سولا نَحوها "لقد ذَهبَ الى جبهةِ الحرب التي تُشن على احدى الممالك انهُ مكان بعيد جداً"

لم تَفهم ايلا ما تعني لكلامها اشاحت سولا بحدقتيها نَحوَ الملك ابصرتهُ نزلَ مِن خيلهِ الاسود و أخذَ خطواتهِ حاملاً سيفهِ بيده و لم تَعدى ترى الخدم سِوى ينحنون سمعاً و طاعة بخوف و تركيز شديدة على كيفية انحناءهُم كما يَجب و  إلا سيموتون ظَلت سولا تتبعهُ بِنظراتِها حتى دَخلَ القصر فاستقامَ الجميع

"هَيا عليَ أن أذهب لقد بدء العمل" نبست سولا و نَهضت عبست الصَغيرة لقد قَضت اياماً معَ أختها و الآن سَتعود لتهتمَ بالملك و خدمته "لا أريد" تَذمرت بِعبوس ضَحكت سولا أمسكت بيد أختها و ركضتا هكذا ضحكت الصَغيرة و عادت الى مزاجها السعيد اكملن يركضن الى القصر و كل من ينظر اليهن يضحك

بعدَ إن تَركت سولا أختها تَلعب معَ بناتِ الخادمات صَعدت هيَ الى الأعلى لكي ترى ما طلباتَ المَلك تَوجهت الى الرواق الذي فيهِ الجِناحَ المَلكي اثناءَ اقترابها مِنَ الباب تَوقفت أمامها و حبست أنفاسها حَدقت نَحوَ الحارس و هيَ تسع عَيناها يُمكنها سماعِ صُراخَ المَلك الغاضِب دونَ رَحمة لا تَعلم مَن في الداخل لكنها شَعرت بالخوف

امتَنعت مِنَ الدخول و تَجمدت بمكانها هيَ و الحارس احدهُما يُخبِرَ الآخر الموقف مُرعب استدارت سولا للخلف عندما سمعت صوتَ الخطوات فوجدتهت الخادمة الكبيرة "ما الذي يَحدث؟" سألت فهيَ قَد سَمعت الصُراخ و أتت مُسرعة "ل..لا نعلم" اجابتها سولا بِتَعلثم لشدةِ خَوفها ظَلت السيدة تُحدق نَحوها

"هَيا ادخلي" أمرتها السيدة و بمُجردِ سماعِ سولا لذلك شَهقت و هَزت رأسها رافضة "ك..كلا لن أفعل سيقتلني أرجوكِ اخدميه بدلاً عني" ارتَجفَ صَوتها و هيَ تتوسلَ السيدة و ذلكَ يُغضب الخادمة اوه كثيراً "لن أقولَ كلمة إلا و اعررضتِ نَفذي ما امرتكِ به و ادخلي حالاً" صَرخت السيدة بِها التَزمت سولا الصَمت

نظرَ الحارس لسولا شَعرَ بالآسف تِجاهها "ادخلي" نبست الخادمة اوه أنزلت سولا رأسها و العبوس على وجهها أخذت خطواتها نَحوَ الباب و هيَ بالكاد تَتنفس فتحته و يدها ترتجف حقاً لا تَعلم لِمَ السيدة تَضعها بمواقف صعبة هكذا و تُضحي بِها ظَلت الخادمة اوه تَنظر خَلفها ولا تعايير ترتسم على وجهها

دَخلت سولا الجِناح فابصرت إنَ مَن يصرخَ الملك بِهُم هُم اربعة مِن قادةِ الجيش و على ما يبدو أنهُم اخفقوا في الحرب لذلكَ الملك جيمين كانَ في اقصى غضبهُم لدرجة أنهُ اصدرَ عقابه بحقهُم و هوَ السجن حتى يَعفوا عنهُم وقفت سولا خَلفه بينما هوَ يَقف أمامَ القادة و صُراخه يُملئ الجِناح و عروقَ عنقه بارزة

شَعرت سولا بالحزن تِجاهَ القادة "ج..جلالةَ المَلك" وسطَ صُراخه نبست سولا بتلعثم فحلَ الهدوء سَريعاً اكتفى المَلك يُحدق نَحوهُم ولم يَستديرَ نَحوها أخذَ ثوانٍ "غادروا" امرهُم بِنبرة أكثرَ هدوءاً انحنوا القادة أمامه و ساروا واحداً تلوَ الآخر حتى غادروا الجِناح لم يَنظر الملك لسولا انما سارَ نَحوَ عَرشه بِهدوء

يسمع صوتَ حذائها و هيَ تتبعه ثمَ تَوقفت في المكان المُعتاد الذي يَقفَ بهِ الخدم جَلسَ على عَرشه و حتى الآن لم يَنظرَ إليها ربطت سولا يَداها للخلف تُهمهم مستغربة هدوءه رغمَ أنها ظنت أنها ستكونَ الخامسة معَ القادة و تُعاقب حتى الموت "هَل أنتَ جائع؟" اينما رأته سيكونَ ذلكَ أولَ سؤال تسأله إياه بالفعل

لم يُجيبها المَلك ولم يَنظر انما يتجاهل وجودها بينما هيَ تَنظرَ إليه و تَنتَظر "كيفَ كانت رحلتك؟" لا تَعلم ما عليها قَوله وما الذي عليها فعله و رُبما كلمة منها ستكون في عدادِ الموتى و ختى بذلكَ السؤال لا زالَ تجاهله كما هوَ و أكثرَ هدوءاً ابتَسمت سولا بِخفة و أخذت تنظرَ إليه و الهدوء يُحيطهُم لكن همهمتها مسموعة

"أنا سَعيدة لأنكَ عدتَ سالماً" نبست سولا وعلى مبسمها ابتسامة خفيفة جميلة و بالذي قالته حَدقَ المَلك نَحوها أخدهُما يَنظر للآخر في الحقيقة لم يَسمع إن كانَ هُناكَ شخصٌ ما سعيداً لعودته فالجميع يكرهه و يرتاحونَ لرحيله و حتى إن قادوا بمثلِ تلكَ الكلمات ستكون بِنوايا سيئة كاذبة أما سولا فقالتها بِصدق

"مم رغمَ أنكَ قاسي معنا قليلاً لكن في الحقيقة اثناءَ غيابك أدركتُ أنَ لا أمانَ لنا و القصرَ فارغ لذلكَ أنا حقاً سعيدة جداً لأنكَ عُدتَ سالماً يا جلالةَ الملك" اشارت سولا بابهامها و السبابة عَن القليل مِن قسوته و كانَ المَلك يَنظرَ إليها عفوية جداً و صَريحة لا تترك شيء داخلها لم ترى جانبه القاسي فقط بَل رأت الاثنان

"لي ثلاثةِ أشهر هُنا و كُلما اسألك عما تُريد لا تُجيبَني و حتى لا تَنظرَ نَحوي مم لكن لا بأسَ بذلك سأذهَب لأجهِزَ لكَ ما تريده ارتاحَ قليلاً حتى أعود" صوتها عذب جداً و كلماتها دافئة ما تسيرَ سولا على نهجه هوَ ألا نُعامِلَ القاسي بالقسوة لكي لا يزدادَ الطبعَ سوءاً فبداخلِ كلِ قاسي قلبٌ دافئ يحتاج الى مَن يَحتضنه

انحنت سولا أمامه نّظرت إليه فابعدَ نَظراته عَنها استدارت و اخذت سولا خطواتها عدى وشكِ أن تُغادِرَ الجِناح عادَ المَلك يُحدق خَلفها نَزلَ بحدقتيه الى انحناءة خصرها النَحيل التَفَ بوجههِ جانباً و وضعَ يده على عَيناه يدعكهُم بِشعورِ التَعب و الارهاق قضى ليالي بعيداً عن مكانِ راحته و هوَ حقاً بِحاجة للراحة

نَزلت سولا الى الأسفل سارت بينَ الخدم مِنَ الرجال و النساء الذينَ يخدمونَ في القصر دَخلت الى المَطبخ نَظرت السيدة اوه إليها "سيدتي هَل غداءَ الملك جاهز؟" بدت نَبرتها أكثرَ راحة و ذلكَ ما كانت تنتظره الخادمة اوه "دقائق و سيكون جاهزاً لِنَنتظر قليلاً حتى يستحمَ الملك و يكونَ جاهزاً بعدها يُمكنكِ الذِهابَ إليه"

أومأت سولا لها بابتسامة كانت هُناكَ النظرات الخبيثة التي تَخرجَ مِن هيري تِجاهَ سولا تكرهُ و بشدة أنها لا زالت على قيدِ الحياة رغمَ أنها لا تقومَ بواجبها على أكملِ وجه ولا تلتزم بالقوانين "الملك كانَ غاضِباً أخبرينا ما السبب؟" سألتها هيري انتَبهت سولا لها ابتَسمت بِخفة "لا أعلم" رغمَ أنها تَعلم لكن لن تُفشي ما يدورَ في جِناحِ الملك

ابتَسمت السيدة اوه بِخفة التصرفات التي تَخرجَ مِن ذاتِ سولا تَجعلها محلِ ثِقة ظَلت الجارية هيري تَنظر اليها بِحقد تركيزها الشَديد بِتجنبِ الاخطاء لا يَنفعها فهيَ تُحاول جاهدة في ايقاعِ سولا بأي طَريقة كانت الآن تتجاهلها لأنها تريدَ ذَلك تُعطيها المزيد مِنَ الوقت و بعدها ستلعب معَ بعضِ الخادمات لطردها

مَرَ الوقت صَعدت سولا و هيَ تَحملَ الصحون معها الطعام كانَ شهي جداً و مِن رائحته استطاعت تمييزَ ذَلك تَوجهت الى جِناحِ المَلك و الابتسامة لا تُفارق وجهها فَتحَ الحارس لها الباب فَدخلت حَدقَ المَدك نَحوها انحنت برأسها له و أكملت سَيرها وضعت الصحون على الطاولة و بدأت بِترتيبهُم بِشكلٍ جَيد

و بعدَ إن انتَهت حَدقت نَحوه "جلالةَ المَلك الغداء جاهز" نبست بِصوتِها العذب الطفولة انصتَ المَلك إليها أخذَ ثوانٍ ثمَ نَهض أخذَ خطواته نَزلَ و تَوجهَ الى الطاولة سَحبَ كرسيه و جَلس عادت سولا للخَلفِ قَليلاً ظَلت تَنظرَ إليه بينَ حينٌ و آخر بينما يأكل الهدوء يُحطيهُم تراه يأكل ببطئ لا يُظهر ردةَ فعل

راقبتهُ سولا كثيراً و أخذتها الأفكار بعيداً تَفقدت جانبَ وجهه و أكثرَ ما يبرزَ منه هوَ فكهِ الحاد تتسائل إن لمسته هَل سَيجرحها! حَركت حدقتيها الى شَعره الحريري القاتِمَ اللون و باستمرارها بالنَظرِ أصبحت هُناكَ رغبة مُلحة في أن تَلمسَ شَعره لذلكَ تَبعت رَغبتها تلك رَفعت يَدها و تَقربت حتى لمست بعضَ الخصلات

تَركَ المَلك الملعقة مِن يَده و التَفتَ يُحدق نَحوها نظراته كانت مُخيفة لذلكَ شَهقت سولا و عادت للخَلف انحنت بِخوف "أعتذر" بالكاد نَطقت تلكَ الكلمة دَفعَ المَلك كرسيه و نَهض أخذَ خطواتهِ نَحوها أمسكها مِن ياقة ثَوبها و جذبها نَحوه "هَل عليَ قَطعَ يَدكِ؟" خاطبها بِحدة و نَظرات تُرعبها هَزت سولا رأسها

"ليسَ لديَ نوايا سيئة أنا فقط...مم أنا.." لا تَعلم كيفَ عليها أن تُبررَ له رغبتها بلمسِ شَعره دَفعها المَلك للخَلف "غادري" أمرها بِقسوة أومأت سولا له تَركته و غادرت مسرعة فهيَ لا تريد أن تُضحي بحياتها و فضلت أن تتركه لوحده ظَلَ المَلك يُحدق خَلفها و بسرعةِ سَيرها تَمكنَ مِنَ النَظرِ الى انحناءة خصرها و جَسدها النَحيل

نَزلت سولا تَركض لا يُمكنها أن تُنكر كم هيَ خائفة وما فعلته بدى لها جنوني للغاية هيَ حتى لا تَعلم متى أعطى عقلها الأمر بلمسِ شَعره "أختي" نادتها ايلا فهيَ كانت بانتظارها انتَبهت سولا لها نِصفَ عقلها لم يَكن معها لدرجة أنها بالكادِ تُركز "ما خطبكِ؟ لِمَ صوتَ أنفاسكِ مسموع؟" سألتها الصَغيرة مُستَغربة أمرها

أخذت سولا ثوانٍ تَنظر إليها تُحاول أن تُبعِدَ الأفكار عَن ذهنها "مم لقد كنتُ أركضُ على الدرج" أومأت الصَغيرة و أمسَكت بيد أختها تَرفع رأسها و تُحدق نَحوها "هَل لديكِ عَمل أم سَتبقينَ معي؟" نَظرت سولا إليها راسمة ابتسامة خفيفة "الملك لا يطلبني كثيراً لذلكَ سأبقى معكِ" قفزت الصَغيرة وجودها معَ أختها يُسعدها لذلكَ حظين بِبضعِ ساعاتٍ معاً

مَرَ الوقتَ مِنَ النهار و حتى الليل بعدَ وجبةِ العشاء ذَخلت إحدى الجاريات الى المطبخ ترتدي ملابسَ نومٍ حريرية التي في الأسفل قصيرة و فوقها الرداء طَويل بِلون أحمر نبيذي نَظرنَ جميعهن إليها "كيفَ أبدو لقد اختارني الملك برأيكن هَل سَيُرضيه مظهري؟" مِن نبرتها يتضح كم هيَ سعيدة ولا تُطيقَ صَبراً

"أجل أنكِ في غايةِ الروعة أظنَ الملك سيختاركِ كجاريته المُفضلة" اجابتها إحدى الجاريات مِمن حظيت بليلة معَ المَلك تُنصت الخادمة الكبيرة اوه إليهن دوماً ما يتحدثن عَن اختيارِ الملك لجاريته المُفَضلة "سعادتي بالغة أنا حقاً اشعرُ بالتَميز لأنكَ المَلك قَد اختارني للمرة الثانية" يحسدنها جميعهن و يدركن ذلكَ جيداً

نَظرت سولا إليها مِن رأسها و حتى ما ترتديه لم تَكن هُناكَ تعابيرة على وجهها حَدقت الخادمة الكبيرة نَحوَ سولا لاحظت كيفَ تَنظر الى الجارية و في عَيناها الحديث "يا لحظكِ اختاركِ جلالةَ الملك لمرتان هذا يعني أنهُ مُعجبٌ بمهارتكِ بينما هُناكَ طفلة بيننا لم يختارها حتى هذهِ اللحظة واضحٌ أنهُ مشمئزٌ منها ولا تُناسبه"

نبست الجارية هيري و بالحديث نظرنَ جميعَ الخادمات نَحوَ سولا فجميعهن يدركن أنها الوحيدة العذراء مِن بينهن و التي لم يختارها الملك حتى هَذهِ اللحظة رغمَ مرورِ ثلاثِ اشهر على وجودها في القصر كجارية و خادمة للملك نظرت سولا الى الجارية هيري تعابيرَ وجهها شَرحت كلَ شيء و حتى تشابك اناملها بِبعض

"يبدو أنَ هُناكَ مَن انزعج!" نبست احداهن ضحكن فشعرت سولا بالإحراج و مِن غيرَ المناسب التواجدَ معهن لذلكَ دَفعت كرسيها و نَهضت تركتهن و غادرت المطبخ تُحدق السيدة اوه أمامها بِصمت ضحكن الخادمات و جلست الجارية مكانَ سولا تنتظر حتى يحينَ وقتها استمرن بالحديث عن سولا و سخريتهن منها

تسيرَ سولا في الرواق بِبطئ خطوات تعابيرَ وجهها فيهِ بعضَ الحزن ولا تَعلم ما خَطبها في السابق لم يَكن حديثهن يؤثر بِها لكن الآن بدى يُحزنها ولا تستطيعَ الصمودَ أكثر في جلوسها معهن اثناءَ سَيرها نَظرت الى الجدار رأت لوحة مرسومة بِعناية شديدة و لادق تفاصيلَ الجمال التي خُلِقت في وجهِ الملك بارك جيمين

تَوقفت أمامها تَرفع رأسها و تُحدق رَبطت يَداها خَلفها بطريقة طفولية جداً تأملت اللوحة كثيراً حتى أكسبت عقلها ما يكفي مما تراه عَن الملك "حتى في اللوحة تبدو قاسياً و مُخيفاً" نبست بِهدوءِ نَبرة عَذِبة جداً ضَمت شَفتيها انزلت رأسها و أكملت خطواتها البطيئة تتجول لوحدها و الأفكارالكثيرة  تُلاحقها

اثناءَ سَيرها تَوقفت فجأة تُحدق أمامها عندما رأت المَلك قادماً نَحوها و هوَ الآخر لم يُكمل سَيره و تَوقف يُحدق نَحوها يجب أن يَمرَ مِن جانبها لأنَ جِناحهِ الخاص يَقع خَلفها ابتَسمت بِخفة و رَكضت نَحوه في كلِ حركة و تصرفٌ منها فذلكَ يؤكد له أنها تختلف عَن نساءِ القَصر فهيَ طفلة بَلغت لتوها ولا تفقه أيَ شيء

وقفت أمامه تلهث أنفاسها بِخفة "هَل أنتَ بِحاجةِ شيء يا جلالةَ المَلك؟" ليسَ لديها كلمات جديدة سِوى تلك لدرجة أنَ الملك لم يُجيبها اكتفى يَنظر بِبرود لا يوجد أي تعابير على وجهه تُحاول سولا البحثَ في ذهنها عَن كلامٍ تَقوله و يكن مُناسباً لكي يُجيبها ولو لمرة واحدة "إن أردتَ شيء أخبرني فأنا مُتَفرغة حقاً"

كلامٌ آخر خَرجَ منها ولا تَجدَ مُجيباً لها سِوى التجاهل تَغيرت تعابيرَ وجهها و كأنهُ أحزنها "ه..هَل أرافقكَ الى حِناحك؟" قالت تلكَ الكلمات بِهدوء شَديد أناملها تتشابك لشدةِ الارتباك نظرةِ برود أخيرة تلقتها مِنَ المَلك ثمَ تَركها و أخذَ خطواته

"لِمَ لا تُجيبني؟" نبست بحزن مُنذُ دخولها القصر و حتى هَذهِ اللحظة لم تسمع منه سِوى بضعِ كلمات و هيَ غادري و بقيةِ حديثهِ معها هوَ التجاهل لدرجة ذلكَ أصبحَ أحد التساؤلات في ذهنها لِمَ يَتجاهلها هَكذا صحيحٌ أنهُ باردٌ معَ الحميع لكن يُمكنها أن ترى أنهُ يتحدث معَ بقيةِ الخدم حتى انهُ يصرخَ بهم و يُعاقبهم لكن معها لا يفعلُ شَيء

تَوقفَ المَلك لسؤالها لعدة مرات قَد طرحت هَذا السؤال لكن كلَ ما يَفعله هوَ الانصات و التجاهل لذلكَ أكملَ سَيره و كأنَ جناحه أصبحَ في نهايةِ الأرض بدأ يسمع صوتَ خطواتها و هيَ تتبعه رغمَ أنه لم يطلبها تَوقفَ لوهلة فتصرفاتها باتت اُغضبه استدارَ نَحوها تَوقفت سولا حابسة لأنفاسها تَعلم ما تَفعله يُعتَبر تَمرد

"غادري" أمرها بِغَضب جَمدها عَن الحركة تَركها و أكمل سَيره عقلها المُتَمرد يأمرها ألا تُنصِتَ له و تتبع ما يقوله لها لذلكَ رَكضت خَلفه أنها كالطفلة التي تلتصق بِما تُريد وقفت أمامها تمنعَ سَيره تَوقفَ المَلك قاطِباً حاجبيه لا أحد مُطلقاً و بالفعلِ مُطلقاً قَد نجرأ و قطعَ طَريقه فحتى أعداءه لم يَفعلوا لكن سولا فَعلت

"لِمَ تُعاملني هَكذا؟" تَذمرت بِعبوس تَفرض وجودها أمامه هيَ فقط تَختلق ذَلك لأنها لم تَرى الاهتمامَ منه "إن لم تبتعدي سأقطع رأسكِ" حَذرها يصرخُ بِها و بِمُجَرد نطقهِ للكلمة الأخيرة رَفعت سولا كتفيها رافضة و عابسة غاضِبة هيَ أيضاً "لن أبتَعد" أصرت عنيدة جداً حالها كحال أختها الصغرى عقلها لم يَكتمل بَعد

أخذَ المَلك خطواتهِ نَحوها رَفعَ يَده على وشكِ ضَربها هكذا يُعامل أي امرأة أو رَجل يعصيان أوامره و في الغالب لا يُتعِبَ نَفسه و يأمر بموتهُم صَرخت سولا بِخفة و غَطت وجهها بكفيها امتَنعَ المَلك مرةٍ أخرى عَن ضَربها أنزلَ يَده رَفعت سولا رأسها "هزيلة" نبسَ المَلك أخذَ خطواته دَفعها حتى اسقطها أرضاً تَركها و غادر

تأذت في معصمِ يَدها اذلكَ تأوهت أمسكت معصَمها و نَظرت خَلفَ المَلك حاولت جاهدة ألا تَبكي لكن لم تَستطع و ذَرفعت دموعها قُهِرت داخلها و باتَ بُكائها كالطفلة نَهضت تَتوجه الى الدرج لم تَشعرَ بالألم بسببه و كانَ ألمِ معصَمها أولَ ألم تشعره منه و ليسَ معصَمها فقط بَل دموعها أيضاً لها معنى آخر
.....................

حَلَ الصباح تَجلس سولا على الدرج و بِجانبها أختها تُمسك الصَغيرة معصمَ سولا بكلِ خفة لكي لا تؤذيها "هَل يؤلمكِ كثيراً؟" سألت ايلا بكلِ عبوس لا يُرضيها أذى أختها ابتَسمت سولا بِخفة و هَزت رأسها "كلا أنا لا أشعرُ بالألم" كذبت بِما قالته فمعصمها حتى الآن لا زالَ يؤلمها ظلت الصَغيرة عابسة الوجه

دَخلَ المَلك الى القَصر معه بعضَ الوزراء صَعدوا الى الأعلى حَدقت سولا نَحوهم و هيَ لا زالت تَجلس في بدايةِ الدرج حَدقَ المَلك نَحوها ابعدت عَيناها عَنه و لفت وجهها جانباً نَحوَ سورَ الدرج نَهضت ايلا و انحنت للمَلك هَذهِ هيَ القوانين لكن سولا لم تَفعَل و ذلكَ جَذبَ انتباهَ الوزراء باتَ أحدهُم يُحدق نَحوَ الآخر

مُندهشون كيفَ لخادمة لا زالت جالسة ولم تُقدم الاحترام و الطاعة لجلالةَ الملك و جميعهُم يَعرفون مَن لم يَفعلَ ذَلك سَيُقطَع رأسه تَوقفَ المَلك قُربها لاحظَ كيفَ لم تنحني و تُديرَ وجهها الى الجهة الأخرى و كأنَ لا أحد أمامها عيناه غاضِبة و عقدةِ حاجبيه تَشرحَ ذَلك اشاحَ بحدقتيه نَحوَ معصمها الذي تَلفه

تَركها و صَعدَ الى الأعلى يَتبعه وزراءه و كُلما يَمرونَ مِن جانبها يُحدقونَ نَحوها مستَغربون عندما رَحلوا حَدقت الصَغيرة نَحوَ أختها "لماذا لم تَنحني للمَلك؟ ألا تخافي أن يُعاقبكِ؟" نبست و هيَ مُدَهشة تَعقد سولا حاجبيها "كلا أنا لا أخافُ منه" نبست بِتَذمر تَرفع صَوتها مِما أصابَ الصَغيرة بالدهشة لردةِ فعلها

اجتَمعَ المَلك جيمين معَ روؤساءه في جِناحهِ المَلكي تناقشَ معهُم حولَ الصراع ما بينَ مملكته و المملكة المُجاورة هُناكَ حروباً تُشَن و يُحاول المَلك جيمين جاهداً كسبَ الحربَ لصالحه لذلكَ النقاش كانَ غاضباً بعضَ الشيء يصرخَ بهم ولا يسمحَ بابداء ارائهُم فكلمته و رأيه هُما اللذان يُنفذان فقط وجودَ الرؤساء للسمع و الطاعة

بعدَ ذلكَ الاجتماع و بمرورِ الوقت أتى وقتَ الغداء دَخلت الخادمة و خَلفها سولا تحملان الصحون تَوجهن الى الطاولة كلَ شيء يَفعلنه بِهدوء تُحاول سولا تفادي النَظرَ إليه و حتى هَذهِ اللحظة لا زالت غاضِبة و كأنها تَنتَظر منهُ اعتذاراً رغمَ تيقنها أنهُ يقتلها و لن يَفعَل في اثناءِ انشغالها بالتَفكير سَقطت الملعقة منها

نَظرَ المَلك نَحوها بِبرود حَبست الخادمة انفاسها تَسع عَيناها في مثلِ هَذهِ الحالة كُنَ يَتلقينَ العِقاب لكل فعل منهن رداً مِنَ الملك بِما هوَ أقسى لكي يسيرَ الجميع على نَهجَ الخوف مِن ملكهُم و يُطيعوه جَميعهُم لدرجة أصبحوا لا يأتونَ بسيرته حتى داخِلَ عقولهُم لذلكَ طالت نَظراتِ الخادمة نَحوَ سولا تَنتَظر اعتذارها و خَوفها

لكن سولا كانت في غايةِ الهدوء كلَ ما فعلته أخذت الملعقة مِن على الأرض و أكملت ما تَفعله أبعدَ المَلك حدقتيه عَنها و استمرن بِما يَفعلنه ولا زالت الخادمة منَدهشة تريدَ أن تَعودَ الى المَطبخ لكي تُخبِرَ الخادمات عَن تَصرفِ سولا و كيفَ المَلك قَد تَجاهل و كأنَ لا شَيءَ قَد حَصل بَعدَ انتهاءهن تنحينَ جانباً

سَحبَ المَلك الكرسي و جَلسَ الى الطاولة بدأ يأكل غداءه و الاثنتان تلتزمان الهدوء أما في الحقيقة عقلَ سولا مُنشَغل بالتَفكير تجده متَسلطاً مُتَكبراً شخصٌ عديمَ المشاعر لا يَعرف ما مهنى الرأفةَ بالآخرين تَشعرَ كما لو أنهُم عبيدٌ لديه يتحكم بهم لدرجة لا يُمكنهُم التَنفسَ بِراحة و الخوف يملئ قلوبهُم و الوضعَ مُزري

عادت سولا مِن شرودها عندما سَعِلَ المَلك نَظرت إليه بدى لها أنهُ اختَنقَ بِطعامه أنزلت حُدقتيها لم تَهتَم "أينَ الماء؟" صَرخَ بِغضب و ارتعبن الاثنتان بذاتِ ردةِ الفعل وسعت الخادمة عَيناها أدركت أنها نَسيت أن تُحضِرَ الماء معها

"أ..أنا آسِفة جلالتك..ل..لقد نَسيته" عندما قالت ذَلكَ بِتَلعثم نَظرت سولا إليها لم تَعلم أنها نَسيت الماء غَضِبَ المَلك لاهمالها خصوصاً و أنهُ اختَنقَ بِطعامه دَفعَ كرسيه و نَهضَ يأخُذ خطواتهِ نَحوها و عندما اقتَربَ شَدَ شَعرها و رَفعَ رأسها نَحوه

"هَذا لكي تَتذكري مرةٌ أخرى أن تُحضري الماءَ معكِ" بعدَ انتهاءه صَفعها بِقوة عادت الخادمة للخَلف و انزلت رأسها تُظهِر طاعتها له وسعت سولا عَيناها رأت كيفَ يكونَ العِقاب عندما يُخطئ الخَدم لم يَكتفي المَلك بِصَفعة واحدة بَل استَمرَ بضربِها حتى يكونَ منبهاً لها و ينعدم نسيانها و تُحاول الخادمة أن تبقى صامدة

"تَوقف" نبست سولا و اسرعت نَحوه ستموتَ الخادمة تَحتَ يَده إن لم توقفه و لكونها لم ترى عِقابٌ مِنَ المَلك تَدخلت و حاولت مَنعه و ذلكَ أثارَ خَوفَ الخادمة "لا يَحقُ لكَ ضَربها" و هيَ تُحاول منعه تُخاطبه بِتلكَ الكلمات نَظرَ المَلك إليها بِغضب أمسكَ معصمها بكلِ قوة صَرخت سولا "آه معصمي"

تأوهت بألم و بكت بِسرعة تلكَ الخادمة التي تَعرضت للضَربِ الشَديد لم تَبكي لكن بمَجَرد إن أمسكَ المَلك بمعصمِ سولا الذي هوَ بالأصل مَن سببَ الألمَ لها في الليلة الماضية عندما دَفعها و الآن لذلكَ بكت ولم تحتملَ أكثر مِما جَعلَ المَلك يَنظرَ إليها بِنظرة تَغيرت كلياً و بدأ يُرخي قبضته مِن على معصَمها

سَحبت سولا يَدها و هيَ تُجهش باكية تَركته و أخذت خطواتها لم تَرحل لوحدها بَل أمسكت بيد الخادمة أخذتها و غادرت ظَلَ المَلك يَنظرَ خّلفها يُمكنه سماعِ بُكاءها كلَ ما يراه فيها أنها تملك عقليةَ طفلة لا تفقهَ شيئاً لا تتحمل لكن تُجيدَ العناد و التجاهل ترى الحياةَ على أنها ضحك رغمَ قساوتها و عقليتها لا تتماشى معَ عقليتهُم

دَخلت سولا الى غُرفتها و أغلقت الباب سارت نَحوَ السَرير و جَلست بطرفه أمسكت معصَمها أنزلت رأسها و بكت لا تَعلم ما خَطبها لا شيءَ تراهُ منه سِوى القسوة و الذل و معَ ذَلك تَبكي بسببه كانَ عقلها الطفولي يَرسمَ لها مُخيلة وردية لكن الواقع وجدتهُ أسود وما تِلكَ المُخيلة سِوى تخيلات اطفال لن تَكونَ حقيقة

ظَلت سولا تَنتَحب معَ معصَمها أدركت مؤخراً أنها أصبحت مُهملة لأختها تتركها تَلعب معَ اولادَ و بناتَ الخادمات ولا تَعلم كيفَ تُقضي وقتها ارتَمت سولا للخَلف تَستلقي على ظَهرها تَذرفَ دموعها و تَسيلَ مِنَ الجوانب تمنت لو أنها ظَلت تَعيشَ في ذلكَ المنزل هُنا لم تَجدَ اختلافاً سوى اختلاف واحد وهوَ أن لا أحد يَرحم

مَرَ الوقتَ مِنَ النَهار طَرقت الخادمة بابَ غرفةِ سولا شَهقت الأخرى و استيقَظت مِن نَومها حَدقت نَحوَ الساعة لاحظت قَد مَرت ساعات طَويلة نَهضت مسرعة عندما طُرِقَ الباب مرةٌ أخرى فتحته و هيَ تُحاول أن تستعيدَ وعيها "أنتِ الملك يطلبكِ أسرعي قبلَ أن يَقطعَ رأسكِ" خاطبتها الخادمة بِحدة ثمَ تركتها و غادرت

أغلقت سولا الباب أخذت نَفساً عميقاً سارت نَحوَ المرآة وقفت أمامها رَتبت شَعرها المُبعثر كذلكَ ثَوبها بدت فضولية لكونَ المَلك يَطلبها للمرةِ الأولى لذلكَ بعدَ إن انتَهت غادرت عُرفتها تَسيرَ في الرواق و أي خادمة تَمر تُحدق نَحوها اعتادت سولا على ذَلك لذلكَ لم تَعد تُعيرَ اهتماماً لذلكَ أمسكت السور و صَعدت الدرج

بعدَ ذَلك تَوجهت الى جناحِ المَلك فَتحَ الحارس لها الباب دَخلت و هيَ تُنزل رأسها العبوس يَرسم ملامحها و هادئة جداً نَظرَ المَلك إليها و هيَ آتية نَحوه وقفت أمامه انحنت ثمَ استقامت و ظَلت صامتة وجودها يُخبره أن يَقولَ ما لديه لذلكَ الآن كِلاهُما صامتان في العادة المَلك يَسمع الخدم يأخُذونَ بِما يأمرهُم

"أنتِ..." لم يُكمِلَ المَلك حتى رَفعت سولا رأسها عاقدة لِحاجبيها "اسمي سولا و ليسَ أنتِ" تَذمرت بِعبوس و ملامحَ الوجه طفولية جداً ظَلَ المَلك يُحدق نَحوها "قلة أدبكِ هَذه سَتجعلكِ تَفقدينَ لسانكِ" خاطبها بِبرود شَديد قسوة أشد ولا مُبالاة اخافها كلامه و زادَ حزنها أكثر أخذت في صَمتِها ثوانٍ تُنزل رأسها

"أنا صَغيرة و الجميع هُنا كِبار و أنا لا اُجيدَ مُعاملةَ الكبار" صوتها بِنَبرة غيرَ ناضجة بعد لكن عذبة التواجد هُنا في قَصر جميعهُم يكبروها سناً وجدته صَعباً للتأقلم ولا تَعرف كيفَ تتعامل معهُم خصوصاً و جَميعهُم تخللت القسوة في قلوبهُم ظَنت أنها سَتكون الصَغيرة المُدللة لكن واجهت العكس و التهجم مِنَ الجميع

هُناكَ صِحة في كلامها كونَ هُناكَ فجوة عُمرية كبيرة لذلكَ ظَلَ المَلك يَنظر إليها "أنتِ هُنا ليسَ لكي تُعاملي انما لتصمتي و تخدمي" نطقَ بِقُبح لا يُفرقها عَن غَيرها ارتَبكت سولا لأول مَرة تسمعَ هكذا كلاماً قاسياً منه انحنت بِرأسها الخوف لازمَ قَلبها "أنا آسِفة" اعتَذرت عَن تصرفاتها الوقحة و تدخلها بأموره

"غادري" أمرها فما لديه قَد قاله انحنت سولا أمامه بانحناءة كاملة نَظرَ المَلك الى معصمها و بعدَ إن استقامت ابعدَ حدقتيه استدارت سولا و غادرت الجِناح عادَ المَلك يُحدق خَلفها نَزلَ بِنَظره الى خصرها الذي نُحِتَ دونَ بذلِ جهد منها بعدَ إن غادرت مَدَ المَلك يَده و أخذَ كأسَ النَبيذ ارتَشفَ و أغمضَ عَيناه يُسند رأسهِ للخَلف

نَزلت سولا الى الأسفل لم تُكمل حتى نِصفَ الدرج حتى جَلست غَطت وجهها بِكفيها و بَكت كلَ ما حَولها باتَ مُتعباً و هيَ ليسَ لها القدرة على التَحمل القصر لا يُناسبها و كلَ ما تريده العودة الى منزلها الايجار و عملها بِبيعِ القصص تلكَ الحياة كانت مُريحة و هادئة بالنسبةِ لها لكن الآن لا تَجدَ الراحة بَل الكره و القسوة

"لماذا تَبكين؟" رَفعت سولا رأسها لذلكَ السؤال ابصرتها الخادمة الكبيرة اوه مَسحت دموعها بسرعة و هَزت رأسها "لا شيء" مهما أخبرتها عَن رغبتها في المُغادرة لن تَسمحَ لها الخادمة الكبيرة و ستُهددها بالموت و أختها لذلكَ لم تُفصح ظَلت السيدة اوه تُحدق نَحوها تَنتَظرها حتى تهدأ فهناكَ ما تُريدَ قَوله

"عندما تهدأي سأتي لرؤيتكِ" نبست السيدة بكلِ هدوء ثمَ تَركتها و صَعدت ظَلت سولا تُحدق نَحوها بِفضول لا تَعلم لِمَ لم تُخبرها فهيَ هادئة الآن كا يَحدث معها مِن حزن تنساه بسرعة و تهتم للحدث الأهم هكذا هيَ عقليتها تختلف عَن عقليتها فهُم يهتمون لاحزانهُم و الألم الذي تَلقوه تَنهدت سولا لكونها تَعلم أنها ستواجه العمل

مَرَ الوقت مِنَ النهار و حتى المساء قضتهُ سولا معَ أختها الصُغرى حتى تَعبت و غَطت في نَومها و قبلَ أن تَخلدَ سولا الى النَوم طُرِقَ بابَ غُرفتها نَهضت تأخُذ خطواتها بِهدوء حتى فتحته ابصرتها الخادمة الكبيرة اشارت لها لتَخرج و فَعلت سولا ما طلبته تبعتها و اغلقت الباب وقفن أمامَ بعضهن الفضول ينتابها

"هُناكَ خادمة ولدها مَريض جداً هوَ ليسَ معها بَل في المنزل معَ والده و أخته الصغرى لذلكَ الخادمة بِحاجة الى اجازة لكي تَذهب الى طفلها قبلَ أن تَفقده" أخبرتها الخادمة الكبيرة تُنصت سولا و شَعرت بالسوءِ و الحزن فهيَ لديها أخت و مَرت بمثلِ هَذهِ الحالة "يا للمسكين أتمنى أن يَكونَ بخير قريباً"

نبست سولا بكلِ آسف "لا نريد امنياتكِ أريدكِ أن تَذهبي الى المَلك و تَطلبي منه أن يَسمحَ للخادمة باجازة لبضعِ أيام" عندما طَلبت الخادمة الكبيرة منها ذَلك وسعت سولا عَيناها بِدهشة "ل..لكن ألستِ أنتِ مَن عليكِ أن تَقومي بذلك كونكِ المسموعة كلمتها" نبست و هيَ تدرك جيداً أنَ الأمرَ صَعب ولا يُمكنها فعلِ شَيء

"كلا لستُ أنا" نبست الخادمة الكبيرة اكتَفت سولا تَنظرَ إليها تملكتها جَميعَ المشاعر "هَيا اذهَبي إليه أنهُ في جناحهِ الخاص" أمرتها السيدة أوه لم تتركَ لها ثانية للتَفكير و الاستعداد ابتَلعت سولا ريقها أنهُ لأصعبَ ما تمرَ به طِوالَ حياتها خصوصاً ترى الأمر مِنَ الناحية السيئة بعدَ إن حَذرها و تكونَ مكانتها خادمة فقط

غادرت الخادمة أوه شَعرت سولا و كأنَ الهواء انقطعَ عنها أخذت خطواتها مُجبرة الهدوء يُحيطها كلِ خادمة و جارية في غُرفتها صَعدت الى الطابق العلوي تَذهب بِها قدميها الى جِناحَ الملك جرأتها باتت ضئيلة الخوفَ منه هوَ أكثرَ ما يسيطرَ عليها وقفت أمامَ بابِ جناحه العملاق رَفعت يَدها و طَرقت الباب

ارتَعبت عندما سَمعت المَلك يَسمحَ لها بِنبرة لا تخلوا مِنَ البرود وضعت يَدها على المقبض فَتحت الباب و دَخلت حَدقت نَحوه ابصرتهُ جالساً على اريكته الفاخرة اغلقت الباب خَلفها و بدأت تأخُذ خطواتها لم تَعد تَسمع صَوتَ خطواتها بَل صوتَ دقاتِ قَلبها الخائفة اشاحت بحدقتيها نَحوَ الطاولة أمامه هُناكَ زُجاجاتَ النبيذ معَ الكأس

وقفت أمامه و انحنت يَنظرَ المَلك الى النبيذ الذي يَتحرك داخلَ كأسهُ الزجاجي "جلالتك" نبست بِهدوء هُناكَ اهتزاز خفيف لكونها خائفة لم تَسمع مُجيباً منه سِوى أنهُ أخذَ رُشفة مِن نّبيذه نَظرت إليه تراه لأول مَرة بِمظهَر عشوائي قميص اسود مفتوحٌ بعضَ ازراره شعرهُ مُبعثر بِبنطالهِ الأسود يُباعد بينَ ساقيه قليلاً

تُفاحة أدم ترتفع و تنخفض كُلما ابتَلعَ النبيذ "هَل يُمكنَني اخباركَ أمراً؟" سألتهُ أولاً صوتها ناعم يميل الى الطف دونَ جهد يُنصِتَ المَلك إليها تسأله و هوَ ليسَ الراغب بالانصياع لها فاعتادَ دَوماً هوَ السائل و هُم المُنَفذون مكانته أعلى مِن أن يُحادثهُم شَعرت سولا بالحيرة لا تَعلم هَل عليها التَحدث أم تَظلَ صامتة

"هَل أتحدث أم لا؟" سألتهُ مرةٌ أخرى و بدت تَتذمر قليلاً نَظرَ المَلك إليها "لكنكِ تحدثي و تذمرتي فلِمَ السؤال؟" عندما قالَ ذَلك ابتَسمت سولا و أنزلت رأسها هَذهِ المرة ارتباكها لأنها خَجِلة يَنظر المَلك الى شَفتيها و كيفَ رُسِموا بابتسامة منذُ مُدة طَويلة لم يَرى شَخصٌ يَبتَسمَ له حتى و بعلمه أنهُ شخصٌ قاسي لا يَرحم

"مم جلالتك هُناكَ خادمة طفلها مريض جداً و هيَ بِحاجة الى أن تَذهبَ إليه قبلَ أن تسوءَ حالته لذلكَ أتيتُ إليكَ لكي تسمحَ لها بإجازة لبضعةِ أيام حتى يتحسنَ طفلها" أخبرته عما هيَ آتية لأجله في العادة مثلِ هَذهِ الطلبات تَطلبها الخادمة الكبيرة و يواجهها المَلك بالرَفض لكن الآن يُنصت دونَ ردةِ فعل على قراره

تَنتَظر سولا لثوانٍ و هيَ تَنظرَ له مظهره الفوضوي ذلك لا تَعلم كيفَ توصفه فهيَ حتى الآن لم تَتعرف على كلمةِ المُثير كلَ ما تَشعرَ بهِ الآن أنَ رَجلاً استطاعَ جذبِ انتباهها مَدَ المَلك يَده ارتَطمت بِزجاجةِ النَبيذ تَدحرجت و سقطت على الأرض لم تَنكسر انما انسكبَ النَبيذ تَنهدَ المَلك لأنهُ كانَ مُشَتتَ الذهن

"سأنَظفه" نبست سولا تَركته و ذَهبت الى الحمام خاصته نَظرَ المَلك خَلفها هُناكَ الكثير مِما يَدورَ في عقله ابعدَ حدقتيه سَكبَ لِنَفسهِ النبيذ مِن زجاجة أخرى يُحاول تشتيتَ نَفسه عما يُفكِرَ به لثوانٍ عادت سولا جَلست حيثُ انسكبَ النَبيذ و هوَ قُربَ ساقيه بدأت تُنَظِفَ المكان حَدقَ المَلك نَحوها رأى كيفَ يَتدلى شَعرها الطويل

تَستخدم يدٌ واحدة و الأخرى تَسندها على اريكته كونها مُصابة اشاحَ المَلك بحدقتيه نَحوها لاحظَ اناملها الصَغيرة الناعمة لم يَسبق لأي أحد إن فعلَ ما تَفعلهُ سولا الآن عادَ يَنظر إليها الأمرَ مُشابه عندما يأتينَ الجواري و يجلسن عاريات عندَ ساقيه هَكذا باتَ يُفكر و لكي يَمنع نَفسه وضعَ الكأسَ بِقوة على الطاولة و نَهض

رَفعت سولا رأسها ابصرته قَريباً جداً منها تَركت مِن يَدها و نَهضت واقفة أمامه ارتَبكت مِن قُربهُم فحتى الخطوة لا تَفصلهُم يَنظرَ المَلك إليها التوتر لديها شَديد ولا تَعلم ما عليها فعله رَفعت رأسها التَقت عَيناها بِعيناه لكن لا تراهُم جيداً بسببِ شَعره المُبعثَر ابتَسمت بِخفة اكسبت نَفسها الجرأة و رَفعت يَدها شيئاً فشيئاً

تَوقفت لوهلة قبلَ أن تَفعلها "هَل يُمكنني خدمتك و اُبعدَ شَعركَ عَن عَيناك؟" سألتهُ أولاً لكي لا يُحتَسبَ تمرداً منها لم يُجيبها المَلك انما اكتفى يَنظر بِبرود فتلكَ نَظرته الاعتيادية لم تَنتَظر رده و رَفعت يَدها ابعدت باناملها خصلاتَ شَعره أنزلت يَدها و هيَ سَعيدة تَرغب في أن تَلمسهُ أكثر لكن وضعت حدوداً

"جلالتك" نبست بِهدوء شَديد و كأنَ الحديث أصبحَ يدور في ذلكَ البُعد الصَغير بينهُما تتمنى لو تسمعَ منهُ جواباً لكن جوابه هوَ نظراتَ عَيناه "هَل تسمح للخادمة بإجازة؟" تَغرق بِخجلٍ شَديد مرتها الأولى في الحديث معَ رَجل و بِهذا القُرب و ليسَ أي رَجل بَل هوَ المَلك استطاعت أن تراه بِجوانب مُختَلفة

أومئ المَلك لها أي وافقَ دونَ اعتراض أو سؤال ابتَسمت سولا لا تَعلم لِمَ يُمكنها سماعِ نبضاتِ قَلبها انجرَ المَلك خَلفَ كلَ ما بِها و ذلكَ أغضبه لذلكَ ابتَعدَ عَنها و أخذَ خطواتهِ نَحوَ السَرير "غادري" أمرها بِحدة تلاشت تعابيرها و تملكها الخوف انحنت برأسِها و أسرعت تُغادرَ الجِناح ارتمى المَلك فوقَ سَريره

اثناءَ قطعَ سولا لمسافة في الرواق حَدقت أمامها ابصرت احداهنَ قادمة نَحوها غَيرت سولا مِن سَيرها حتى وقفت أمامها "الى أينَ أنتِ ذاهبة؟" سألتها رغمَ أنها تَعلم الى أين عقدت الأخرى حاجبيها مِن تَدخلَ سولا "المَلك اختارني جاريته لهذهِ الليلة لذلكَ أنا ذاهبة إليه" اجابت و هيَ تتباهى بذلك لسبب واضح

ظَلت سولا تَنظرَ إليها باتَ هَذا الأمر يُزعجها "لقد كنتُ في جناحِ المَلك و طَلبَ مني أن أخبركن أنهُ لا يُريد أي جارية و لقد خلدَ للنَوم لتوه لذلكَ لا أنصحكِ بازعاجه رُبما تُعاقبين" مَنعتها سولا مِنَ الذهاب الى المَلك رغمَ أنَ كلَ هَذا لم يَحدث و في الحقيقة هوَ الآن بحاجة الى جارية ظَلت الأخرى تُحدق نَحوَ سولا

صَدقتها لذلكَ تَركتها و عادت ادراجها الى الأسفل أخذت سولا نَفساً عَميقاً لم تُراجع سَببِ فعلتها هَذه إنما رَغبت بذلك و فعلتها لذلكَ الآن تَبعت الخادمة سَتذهب الى غُرفتها حيثُ أختها لكن قبلَ ذَلك سَتُخِبرَ الخادمة الكبيرة عَن موافقةِ المَلك بالسماحِ للخادمة لكي تَذهب الى منزلها و ذلكَ حقاً يسعدَ سولا كثيراً
.................

بحلولِ الصباح قامت الخادمة الكبيرة باستدعاءِ الخَدم جَميعهن و تَوجهت بِهن الى الجِناحِ المَلكي هُناكَ حيثُ أمرَ المَلك لا أحد يَعلم ما يَحدث سِوى انهن خائفات بَعضَ الشيء وقفن أمامه بانتظام تَقف سولا بجانبِ السيدة الكبيرة و الملك أمامهن "الجواري اللواتي أتيتِ بهن لا نفعَ منهن لذلكَ سَتُعاقبين"

خاطبها المَلك بِنبرة قاسية غاضِبة تُنزل الخادمة الكبيرة رأسها لا تَعلم ما الذي حَدث "عذراً منكَ جلالةَ المَلك لكن مَن التي خالفت؟" تُحاول السيدة أوه أن تَعرف شابكت سولا اناملها بِبعض بدأت تُدرك ما الذي يَحدث و من هوَ السبب "الجارية تلك لم تأتني ليلة أمس" أشارَ نَحوَ الجارية التي اختارها بِنَفسه

وسعت الأخرى عّيناها و هَزت رأسها "كلا جلالتك لقد أتيت لكن أخبروني أنكَ لا تريد أن يُزعجكَ أحد و خلدتَ الى النَوم" بَررت الجارية له حقيقةَ ما حَدث عقدَ المَلك حاجبيه هُنا شَعرت سولا بكاملِ جَسدها يَرتَجف "و من الذي أخبركِ؟" سألها فهوَ لا يَذكر أنهُ طلبَ شيئاً كهذا بَل كانَ بانتظارِ جاريته

التَفتت الجارية جانباً و حَدقت نَحوَ سولا رَفعت يَدها و اشارت له "سولا هيَ مَن أخبرتني بذلك" المَلك و جميعهن نَظرنَ الى سولا التي تُنزل رأسها "هَل صحيحٌ ما تَقوله؟" سألها المَلك و سولا وقعت في مَوقف لا تُحسدَ عليه تَنظرَ الخادمة الكبيرة إليها تَنتَظر جوابها ففي الليلة الماضية هيَ الوحيدة مَن كانت معَ المَلك

هَزت سولا رأسها بالنَفي "ك..كلا لم أخبرها بذلك أنها تَكذب" نَفت ما قالتهُ للجارية ليلةِ أمس و ذلكَ بسببِ الخوفَ الشَديد هوَ مَن استدعاها لتكذب وسعت الأخرى عَيناها "جلالةَ المَلك صدقني أنها تكذب أقسمُ لك هيَ مَن منعتني مِنَ الذهابِ إليك" أصرت الخادمة على الحقيقة و اكتفى المَلك يَنظرَ إليها بغضب

"سولا اللعنة عليكِ قولي الحقيقة" صَرخت الجارية بِها تَعلم خلفَ كلِ هَذا عقابٌ عسير لذلكَ تُحاول تبرئة نَفسها و تحملَ سولا مسؤولية كذبها و نيلها العقاب لكن لم تَفعَل و أصرت على كذبها "اقطعوا رأسها" أمرَ المَلك جيمين أن يقطعوا رأسَ الجارية لكونها لم تتبعَ المطلوبَ منها اجهشت الأخرى باكية و تطلبَ العدالة

اجهشت سولا باكية لا يُمكنها أن تسلبَ روحاً ظُلماً لذلكَ تَقدمت خطوة و حتى هَذهِ اللحظة لم تَرفعَ رأسها "ل..لقد كذبت فأنا مَن منعها مِنَ الذهابِ إليك" افصحت سولا عَن الحقيقة فدهشن جَميعهن و نظرنَ لها بِحقد ظَلَ المَلك يُحدق نَحوَ سولا صَدقها في المرةِ الأولى لظنهِ أنها لن تَكذب لكن ظَهرَ لهُ عكسَ ذَلك

"و لِمَ كذبتِ؟ لِمَ مَنعتِها؟" سألها المَلك و أنها لأقسى نَبرة سمعتها حتى الآن تُشابك سولا يداها بِبعض تُحاول ألا ترتجف يُريدَ السَبب و هيَ بِنَفسِها لا تَعلم "أنا آسفة" اكتَفت تَعتذر تبكي كالطفلة و بدى ذلكَ مُضحكاً و ساخراً لجميعِ الخادمات لكن بالنسبةِ للمَلك بُكائها المُختَلف هَذا يَجعلهُ عاجزاً أنهُ كمن أب عجِزَ عَن ضربِ طفلته

نَظرت السيدة أوه الى المَلك أخذَ دقائق و هوَ لم يُصِدرَ حكمه بينما عندَ الجارية صدره دونَ تَفكير "عاقبوها بالسجن" ها هوَ قَد أفصحَ عَن عِقابها لا استثناء عَن غيرها سِوى باستثناء بسيط هُن يقطعَ رؤوسهن بينما هيَ السجن فقط نَظرت سولا إليه بعيون غارقة بالدموع "لا أريد أنا أخاف" نبست و اجهشت باكية تدعكَ عينها

ضَحكنَ الخادمات بِسُخرية مِن اعتراضها في العادة يصرخن و يتوسلن لكن يبقى عقابه كما هوَ و هيَ الآن تطلب بسهولة أنها لا تريد نَظرَ المَلك إليهن واحدة تلوَ الأخرى بينما السيدة نَظرت الى سولا "غادري" نبسَ المَلك جيمين موجهاً أمره الى سولا حَدقت نَحوه لم تَفهم كيفَ عليها أن تُغادر "هَل سَتُعاقبني؟"

حَركَ المَلك رأسهِ بالنَفي نظرنَ الخادمات احداهن للأخرى ارتسمت الخيبة و الغضب على وجوههن "أعدكَ أنني لن أكذبَ بعدَ الآن أنا لا أحبَ الكذب" هُناكَ ابتسامة خفيفة على وجهها معَ دموع انحنت أمامه امتناناً "هَيا" نبست الخادمة الكبيرة إليها و الى جَميعَ الخادمات انحنن أمامَ المَلك انحناءة كاملة بعدها غادرن

"هَل رأيت كيفَ تلكَ السافلة اتهمتني زوراً؟" نبست الجارية غاضِبة تتحدث الى هيري الجارية الأكبر "لا تتركِ الأمر يَمرَ هَكذا إن لم يُعاقبها المَلك فعاقبيها بطريقتكِ" حاولت أن تُقنعها بِخُبث أومأت الأخرى و نزلن الى الأسفل تَوجهن الى المَطبخ دَخلن و انتَظرنَ دخولَ سولا فجميعهن غيرَ راغبات بِما فعلته

دَخلت سولا و معها الخادمة الكبيرة "أنتِ ايتها العاهرة كيفَ تتهمينني كذباً" تَهجمت عليها بصراخ حاولت ضَربها لكنَ الخادمة جذبت سولا مِن معصمها اوقفتها خَلفها و منعت الجارية "إياكِ" حَذرتها بِحدة خافت سولا مِن ردةِ فعلهن و نظراتهن تِجاهها "سيدتي ألم تَري كيفَ كادت أن تَتسبب في قتلي و اتهمتني كذباً"

تَرفعَ الجارية صَوتها لن تتركَ حقها و الضجيج يَعمَ المطبخ "لقد اعتَرفت بِخطئها و أنتِ الآن حية لذلكَ لا تُفكري بِلمسها" لم يَكن الحديث موجهاً لها فقط بَل لجميعِ الخادمات تَراجعت الجارية تَنظرَ لسولا بكره الصَغيرة ايلا كانت تَقف في بابِ المطبخ و تُحدق نَحوهن كيفَ يُعاملن أختها بِحقارة و على وشكِ ضَربها

رَكضت نَحوهن وقفت بينهن "ايتها الخبيثة القذرة لا تَصرخي بأختي" صَرخت بهن غاضِبة نَظرن لها ضَحكت الجارية بِسُخرية رَفعت يَدها على وشكِ ضَربها سَحبتها سولا و احتَضنتها قاومت الصَغيرة أختها حتى استطاعت أن تَنفذَ بجزءٍ مِن جَسدها "سافلة" صَرخت و بصقت عَليها ايلا تختلف كثيراً عَن أختها فهيَ لا تتهاون

"توقفن و الى عملكن" صَرخت الخادمة الكبيرة بهن تراجعن يَلتزمنَ الصَمت تبكي سولا بِخوف شَديد تحتضن أختها بينما الصَغيرة لو يتركوها لاحرقتهن جَميعاً "هَيا الى غُرفتكِ" أمرتها الخادمة الكبيرة أومأت سولا لها حَملت أختها الصُغرى و أخذت خطواتها التَفتت ايلا نَحوهن "غيورات خبيثات هَيا اعملن"

بَدت كما لو أنها تأمرهن جُنَ جنونهن ففي الحقيقة هُن حقاً غيورات خبيثات اشارت لهن الخادمة الكبيرة لكي يُكملن عملهن قبلَ أن يَتلقينَ العقاب فذهبت كل منهن الى عملها لكن يتوعدن سولا بكلِ ما هوَ اسوء لو عاقبها المَلك سَيكون أهون بكثير ليست واحدة أو اثنتان بَل جَميعهن يكنن الكره تِجاهها ولا يتقبلنها

يَجلس المَلك على عَرشه يُسند رأسهِ للخَلف و يُغمِضَ عَيناه يَضرب بمؤخرة رأسهِ بالعرش و بِخفة عقله يَعجَ بالتَفكير للامُتناهي سَمعَ صوتَ بُكاء فجأة ففتحَ عَيناه بسرعة حَدقَ أمامه لم يَرى أحد و كلَ ما سَمعه كانَ مُجَرد تَخيل بدى غاضِباً أخذَ كأسَ النَبيذ و شربه رُشفةٌ واحدة رأسه سَينفجر ولا يَعلم ما السَبب

تَضع سولا أختها بِحضنها و تَمسح على شَعرها تُحدق الصَغيرة نَحوَ أختها تراها شديدة الحزن "سولا ما بكِ؟" سألتها بِعبوس شَديد لا تقوى على رؤيتها هَكذا نَظرت سولا إليها "لقد كذبت" اجابتها فهيَ عندما تَصل الى حالة سيئة تبدأ بالشكوى لأختها "لماذا؟ و على من كذبتِ؟" رأت ايلا أن ما فعلته أختها خطئاً

"كذبتُ على الملك بسببِ سوءِ فهم حدثَ بيني و بينَ الخادمات لكني اعتَرفتَ له عن كذبي" تَشعرَ الصَغيرة بالأسف رَفعت يَدها تكوب خَدَ أختها "لا بأسَ حبيبتي أنتِ لستِ سيئة مم و اعتبري الكذبة كذبةٌ بيضاء و الملك سامحكِ" تُحاول أن تُهونَ عليها بكلامها اللطيف ابتَسمت سولا بِخفة و عَيناها دامعة

مَرَ الوقت مِنَ النهار تَسيرَ الصَغيرة ايلا لوحدها وقفت أمامَ بابَ الجِناحَ المَلكي رَفعت رأسها تَنظر للحارس "أريدُ الدخول" ابتَسمَ الآخر للطفها أومئ و فتحَ لها الباب أخذت الصَغيرة خطواتها و دخلت نَظرَ المَلك إليها كانت صَغيرةَ الحجم جداً أصغرَ مِن أختها لكن تملكان ذاتَ ملامحَ الجمال المُميزة لكن ايلا أكثرَ جرأة

وقفت الصَغيرة أمامه انحنت باحترام أولاً أنهُ الملك القاسي الذي سَمعت عنه "مرحباً" نبست بنبرتها الطفولة و الناعمة جداً ظَلَ المَلك يَنظر إليها لا يُجيب "أنا أختَ سولا" عَرفت عَن نَفسها و كانَ للملك القدرة على معرفتها بسببِ الشبه الكبير بَينهن "أتيتُ لاخباركَ أنَ أختي سولا لا تَكذب و هيَ حقاً لطيفة"

لا تريد أن يرسمَ صورة سيئة عَن أختها لذلكَ بَررت الحقيقة له "أختي ليست سيئة أنها مجرد حمقاء لا تَعرف كيفَ تَتصرف لكن معَ ذَلك هيَ لا تَكذب" يُنصت المَلك لها وجدَ هَذهِ الصَغيرة أكثرَ جرأة مِن أختها و تجيدَ الكلام أكثر"سامحها أرجوك و سأتأكد مِن أنها لن تفعلَ ذلك مرةٌ أخرى صدقني"

يكتفي المَلك بالإنصات جريئة لدرجة كلامها ذو ثقة عجيبة انحنت الصَغيرة أمامه باحترام ثمَ أخذت خطواتها تُغادر الجِناح يُحدق المَلك خَلفها مَنذهل بَعضَ الشي مِن مقدارِ الاختلاف بينَ الأختَ الكبرى و الأختَ الصغرى لا يَعلم ما الذي حَدث لِتنعكسَ طباعهن أخذت الصَغيرة مكاناً لها في ذهنه و اشغلته

حتى المساء خَرجت سولا مِن غُرفتها بعدَ إن نامت أختها لا زالت حتى هَذهِ اللحظة يائسة حزينة و مُحرجة مِن نَفسها للذي فعلته بشأنِ كذبها و اتهامها لغيرها ظُلماً أخذت خطواتها تُحاول أن تُغيرَ مِنَ الاجواء التي حبست نَفسها داخلها باتت تَتفقدَ القصر هُناكَ بعضَ الخادمات يَمرونَ مِن أمامها تمشت كثيراً

حتى صادفت السيدة أوه تَوقفت سولا و انحنت أمامها ثمَ استقامت "هَل أنتِ بخير؟ سألتها الخادمة الكبيرة رأت في عيناها و وجهها ملامحَ التعب ابتَسمت سولا بِخفة و أومأت لها لكن في الحقيقة هيَ ليست كذلك "هَل يُمكننا التَحدث؟" طَلبت منها السيدة أوه أومأت سولا سارتا الاثنتان تَذهب بِها الى مكان منعزل

دَخلن الى المكتبة الكبيرة و الفخمة جَلسن على الأريكة حَدقت السيدة نَحوَ سولا "سأسألكِ لكن أريدكِ أن تُجيبي بصراحة" بَدت سولا فضولية مرتبكة أومأت لها بِخفة "لِماذا مَنعتِ الخادمة مِنَ الذهاب الى المَلك رغمَ أنكِ تَعرفينَ جيداً أنَ ما فعلتيه قَد يؤدي بِحياتِنا جَميعاً" سؤالها كانَ مُناسباً لكن جَعلَ سولا تلتزمَ الصَمت

أخذت ثوانٍ شابكت أناملها بِبعض "المَلك لا يختارني" اكتَفت بتلكَ الكلمات فَقط ظَلت السيدة تُحدق نَحوها جوابها مُفاجئاً بَعضَ الشيء "لكنكِ لم تكن تريدي أن يقعَ اختياره عليكِ لم تَكن تريدي أن تُصبحي جارية له؟!" تُنزل سولا رأسها و تنصت الى السيدة "لا زلتُ لا أريد لكن أريدُ أن أعرف لِمَ لا يختارني"

السيدة فضولية أيضاً بِهذا الشأن ليست هيَ فَقط بَل الجَميع يرغبونَ في معرفة لِمَ المَلك لا يَختارها "إن كنتِ تريدي أن تَعرفي ففي الغَد سأسأله" حَدقت سولا بِدهشة نَحوَ السيدة و اربكها بعضَ الشيء "أخشى أن يَغضبَ منكِ" لا تريد أن تُفرطَ بِها لمجرد سؤال لكن السيدة مُصرة على ذَلك "كلا لن يَغضب سَنعرفَ السَبب في الغد"

رَبتت السيدة على كتفها ثمَ نَهضت "هَيا لنخلد الى النَوم" نَهضت سولا أيضاً مُبتهجج بعضَ الشيء و مُمتَنة للسيدة لكونها تُساعدها و تحميها غادرتا الاثنان المكتبة عادت سولا الى غّرفتها و الأفكار تتبعها تُفكر منذُ هذهِ اللحظة ماذا سَيكون جوابَ المَلك استَلقت بِهدوء في سَريرها احتَضنت أختها و أغمضت عَيناها.......!!!

♔ انتهى البارت الاول من رواية ٢٨ سبب 👋🏻

♔ رأيكم بالبارت بالجزء الاول من البارت؟

♔ مرحبا اميراتي الحلوات الفترة طويلة صح؟ 😭 ما تعرفون شكد اشتاقيت لكل شي يخصكم تعليقاتكم و تحليلاتكم اسفة ع هذي الغيبة الصراحة النية كانت ون شوت بس للاسف و لأنها المرة الاولى لي ما قدرت استمر لان لو استمريت يحتاج شهر او اكثر يلا يخلص و انا ما حبيت اطول اكثر لان جد جد اشتاقيت مو متعودة ع هالمدة الطووويلة المهم يا بنات ممكن هالرواية نغيرها و تصير تو شوت يعني جزئين او ممكن تكون رواية قصيرة من عدة بارتات المهم من كل هذا اسفة لان فشلت و كثير كانوا منتظرين الون شوت ان شاء الله اتقنه اكثر و اعوضكم مستقبلاً حالياً خلونا بس ع الرواية الكاملة 😅

☾ اتمنى تستمتعوا و تحبوا الرواية ☽

☾ احبكم هوواية اميراتي العسولات ☽

☾ اراكم في الجزء الثاني ☽

Continue Reading

You'll Also Like

1.5M 46.2K 32
(ROMANTIC) JEON JUNGKOOK. KIM RIMASS. ••••• ~+18~ «هُو خَطِيئَة إِقَْترَفْـتُهَا، إِلاّ أَنّ فِتْنَته تُبِيحُهَا» _مَا نَقُومْ به مُـح...
104K 6.8K 51
-أعد لي خاتَمي - أعطني قلبكِ -القصة تتحدث عن:- -بارك جيمين شاب السادس و العشرون عاماً ميزته لصٌ بارع يُمكنه خطف الأنفاس بلمحه بصر لقبه "نشال المملكة...
17K 1.3K 12
لديك ٢٤ ساعة أعثر عليها جونغكوك ! Jeon jungkook
989 153 10
" J " - 30,march,2020