*ادرة الذات*
الفصل الأول
*نحن نتحدث عن هذا الموضوع لأننا في زمن ضعفت فيه العزائم*
*انشغلت الأمة وشباب الأمة بأمور تافهة وخزعبلات ومناهج هزيلة لا تسمن ولا تغني من جوع*
*حتى تخرج أجيال وشباب غير محصن بالعلم وغير قادر على حمل راية الدين وغير قادر على مواجهة التحديات والصعوبات والمستجدات*
شباب لا يستطيع *مواكبة العصر*
*لذلك نحن مطالبون جميعاً أيا كان موقع المسلم في المجتمع فهو مطالب بتقويم ذاته وإدراتها وإصلاح شؤونها*
ولسنا مبالغين إذا قلنا إن حاجتنا إلى الإدارة الذاتيه كحاجتنا إلى الأكل والشرب والماء
*وخاصة من أوكل إليهم تعليم الناس وإرشادهم*
*إدارتك لذاتك أخي*
*يحقق لك يقظة روحية وفكرية*
*وبهذا تمثل نموذجاً للإسلام فريداً*
*لأن الإسلام يا أهل الإسلام يريد فرداً يحمل وجداناً يتذوق الجمال ويكره القبح*
*فرداً يتصور الصواب من الخطأ*
*فرداً يسل سيف الإفصاح والتبيان لا سيف الهدم والطغيان*
*ويرمي المرجفين بسهام اللسان وبصدق الأفعال وبناء الأوطان*
*إدارتك لذاتك أخي الحبيب*
*تهدف إلى تكوين شخصية مسلمة تستوعب حضارة العصر يفقه الدين ويفهم مستجدات العصر والمتغيرات*
*متفائل غير متشائم*
فهل أنت على استعداد بأن تكون ذلك الفقيه والفاهم والمتفائل والمتحضر
*نعم تستطيع أن تكون ذلك*
*مادام النجاح هدفك والتميز طريقك*
*مادمت صاحب إرادة وقوة وحزم وشدة ومثابرة على العمل فأنت لذلك أهل*
*إدارة الذات هي سر من أسرار نهضة الأمة وهي الروح التي تحيي الجسد*
*لذلك أقول أيها الإخوة والأخوات*
*إن أمة تحيط بها ظروف كظروف أمتنا لا ينفعها أن تتسلى بالمسكنات وتتعلل بالآمال والأماني*
*وإنما عليها أن تعد نفسها لكفاح طويل عنيف بين الحق والباطل بين النافع والضار*
*بين سالك الطريق وناكبه*
*بين المخلصين الغيورين وبين الأدعياء المزيفين*
*وليس للأمة عدة في هذا السبيل الموحشة*
*إلا شبابها ورجالها وبناتها ونساؤها*
من أصحاب الهمم العالية
*والعزائم القوية*
وبغير ذلك يكون الفشل حليفاً لأبنائها