Cockpit | Tk

By vatimvk

99.4K 7.7K 7.7K

قمرة القيادة cockpit أنا جيون جونغكوك و هدفي هو الوصولُ لقمرة القيادة.. " لم أكن أعلم أنَّ صعودي للسماء قد يج... More

+Cockpit+intro+
+Cockpit+1+
+Cockpit+2+
+Cockpit+3+
+Cockpit+4+
+Cockpit+5+
+Cockpit+6+
+Cockpit+8+
+Cockpit+9+
+Cockpit+10+
+Cockpit+11+
+Cockpit+12+
+Cockpit+13+
+Cockpit+14+
+Cockpit+15+
+Cockpit+16+
+Cockpit+About Persona+
+Cockpit+17+
+Cockpit+18+
+Cockpit+19+
+Cockpit+20+

+Cockpit+7+

3.7K 337 353
By vatimvk

استقرتْ الطائرةُ أخيرًا و ما عادتْ تهتز، لكنَّ كلُّ شيئٍ باتَ مشوشًا لجونغكوك في الفينةِ التي تمَّ سحبهُ فيها من خِصلات شعرهِ الناعم ، استغرقهُ الأمرُ عدةَ دقائقٍ و هو يحدقُ في وجهِ الشخصِ الذي تجرأَ على هذا الفعل، و صدمتهُ في أنهُ كانَ أندرو الذي لم يملَّ طوالَ الوقتِ من تهديدهِ و التصرفِ بحقارةٍ معه!، فكيفَ لهُ أن يقدِمَ على شدِّ شعرهِ و النعقِ بوجهه إذًا؟!..

ساعدتْ شيلدون تايهيونغ كي يستقيمَ من الأرضِ و هي تعطيهِ نظراتٍ تربتُ عليهِ دون الحاجةِ لفعلها حرفيًا ، اكتفت بالهمسِ لهُ ما إذا كانَ بخيرٍ أم لا ؟، و هو أومأ لها بضياعٍ و وجهٍ لا يبشرُ بالخير..

" أيها الحقير كيف تجرأ؟! "

اِلتفتْ كلًا من تايهيونغ و شيلدون سريعًا لصاحبِ الصوتِ العالي ، و الذي كوَّرَ قبضتهُ استعدادًا لضربِ أندرو الغاضبِ في وجهه..

كانَ أندرو كذلك سيرفعُ يدهُ ليتفادى الضربةَ و يدخلَ في عراكٍ مع جونغكوك لولا تدخل تايهيونغ..

" توقفا! ، ما الذي تفعلانه؟! "

صوتهُ كانَ أقربَ للتمتمةِ لأنَ جميعَ الركابِ قد لفتهم صراخُ جونغكوك ، عوضًا عن أولئكَ الذين هم بالدرجةِ الأولى و الذين شهدوا الموقفَ بالكامل..

لم يدعْ تايهيونغ فرصةً للعتابَ لهم، و نظرَ لشيلدون التي أومأت لهُ و راحت تمسكُ بقبضةِ أندرو و تُحكمُ أعصابهُ عن الإنفلاتِ لأنهم في بيئةِ عملٍ و ليسَ في ضواحي أحدِ الأحياءِ الشعبية!..

أما عن تايهيونغ فأمسكَ بيدِ جونغكوك دونَ التفوهِ بحرفٍ معهُ، فالطريقةُ التي كانَ يطحنُ بها يدهُ كفيلةٌ بإخراجِ بعضٍ من غضبه عليه، و اتجهَ نحوَ الركنِ المخصصِ لهم..

فتحَ الستارَ ببعضٍ من العنفِ و دفعَ جونغكوك أمامهُ و من ثمَّ أغلقها و التفتْ و في رأسهِ ألفُ طريقةٍ لذبحِ جونغكوك! ، لا يكادُ يستوعبُ ما كان سيحدثُ قبلَ قليلٍ لولا تدخلِ أندرو و الدفاعِ عنهُ و حمايته!..

" لماذا جعلتني أسكتُ له؟!، هذا السافلُ قد شدَّ لي شعري ، ألا يعلمُ مـ.."

" ما الذي كنت تنوي فعلهُ لي قبل قليل ؟ "

تفوهَ تايهيونغ في هدوءٍ يبترُ حديثَ جونغكوك التافهِ و المتكبر..

لم يبدو على جونغكوك أمامهُ أيُّ علاماتٍ من الندمِ أو بصيرةٍ لهولِ ما كانَ سيرتكبه!، وهذا قد أغاظَ تايهيونغ و كثيرًا خاصةً من بعدِ جوابِ جونغكوك..

" لم أستطع التحملَ وودتُ تقبيلَ تلكَ الشفتينِ المغـ.."

برودةٌ قد سرتْ على خدهِ الذي لُطمَ بفعلِ يدِ تايهيونغ مجددًا لليوم! ، لكنها هذهِ المرةَ كانت بفيضِ سخطٍ و نفورٍ منه إلى حدٍ غيرِ معقول!..

أمسكَ بكتفا جونغكوك بهستيريةٍ نالتْ منهُ و راحَ يتمتمُ بجنون..

" ما الذي تعرفهُ عني ها ؟! ، أيُّ مصيبةٍ قد افتعلتها في حقِّ نفسي كي ألقاكَ أخبرني ؟! ، من أنتَ حتى كي تحاولَ تقبيلي و تشويهَ عِفتي؟! ، لما تُصرُّ على جعليَ لا أطيقكَ أكثرَ بينما أنتَ تريدُ مني العكس؟! ، هل لديكَ عقلٌ حتى لتعي تصرفاتك من لحظةِ قدومكَ إلى هنا!؟ "

و معَ انتهاءِهِ من الكلمةِ الأخيرةِ فتحت شيلدون الستارَ و عندما رأت المنظرَ ركضتْ تزيحُ يدا تايهيونغ عن جونغكوك الذي شحُبَ لونهُ و كادَ يختنقُ لأنَّ تايهيونغ كان يضيقُ الخناقَ على رقبته!..

" تايهيونغ تمالك أعصابكَ أرجوك! "

هتفت شيلدون و هي تحاولُ التربيتَ على ظهرِ تايهيونغ المزمجرِ من الغضب، و الذي شعرَ بدمعةٍ تتمردُ من عينهِ اليسرى لكنهُ مسحها سريعًا قبلَ أن يلاحظَ أحدهم..

إلا انَّ جونغكوك قد استطاعَ رؤيةَ عينا تايهيونغ تلمعُ و أحسَّ أنهُ قد تمادى كثيرًا ، و هذا جعلهُ نادمًا و كارهًا لفعلته، رغمَ كونهِ يتوقُ لها مع شخصٍ أخاذٍ كتايهيونغ، أو إن صحَّ القولُ أكثرَ مع تايهيونغ فقط لا غير..

تايهيونغ و منذُ أولِ ثانيةٍ مرَّ على مرآى جونغكوك كان كمنَ سحبَ منهُ روحهُ و عقلهُ و قلبهُ و كلَّ كيانهِ ، و هو ذاتهُ لا يدري كيفَ تأثرَ و وقعَ في الحبِ سريعًا معه؟!..

يعلمُ أنهُ أهوجٌ و خطِلٌ لكنهُ يحاولُ التعاملَ و يحاولُ أن يكونَ الأفضلَ دائمًا!..

كان جونغكوك كمن لديهِ عقدةُ نقصٍ يريدُ الحظي بانتباهِ الجميعِ و حبهم ، و كالأناني يريدُ كلَّ ما هو عندَ غيرهِ لهُ و كلَّ ما لديهِ أيضًا له..

لقد تعودَ على الدلالِ و أنَّ كل ما يتمناهُ سيكونُ من نصيبهِ حتى لو اجتمعتْ الأرضُ كلها على عكسِ ذلك..

جونغكوك لا يصطنع!..

جونغكوك تَهيأَ و نُشئَ على هذا الشكلِ و هذهِ طبيعتهُ و تصرفاته..

هَوْجاء..

امتلأَ جونغكوك بعلاماتِ الحزنِ عندما رأى تايهيونغ غاضبًا منهُ ولم يُسرهُ ما كان سيقدمُ عليهِ..

فتحَ أندرو بترددٍ الستارةَ و هو ينظرُ بطرفِ عيناهُ نحوَ جونغكوك الواقفِ محنيِّ الرأس أمامَ شيلدون التي تهدأَ من روعِ تايهيونغ، و عندما رفعَ جونغكوكَ نظرهُ و رأى أندرو تذكرَ خُصلاتِ شعرهِ الثمينةِ التي تمَّ سحبها بواسطةِ يدِه!..

و لمْ يكنُ على أندرو سوى كتمُ صريخهِ من قبضةِ جونغكوك التي توجهت نحوَ وجههِ و التي كانت مليئةً بالغضبِ و الإنتقامِ و الغيرة!..

غيرةٌ من الفكرةِ التي طرأتْ ببالهِ عن ما إذا كان أندرو واقعٌ في الحبِّ مع تايهيونغ لهذا منعهُ من تقبيله؟..

حتى و إن كان تايهيونغ غيرَ راغبٍ بها ! ، ما مصلحتهُ من منعهِ بنفسهِ و التدخلِ في غيرِ شؤونه؟!..

عصفتْ التخيلاتُ بعقلِ جونغكوك و راحَ يخلعُ بيدهِ خصلاتِ أندرو الذي شعرَ بها تُقتلعُ من فروتهِ و بجونغكوك يهمس..

" لا تتجرأ على أن تمدَّ يدكَ عليَّ مجددًا ، لأنهُ صدقني سيصلُ الأمرُ لأكثرَ من الطرد! "

" جونغكوك! "

التفتَ جونغكوك نحوَ مصدرِ الصوتِ و ارتختْ يدهُ حولَ شعرِ أندرو..

" اتركه! "

نفى جونغكوك برأسهِ بكلِّ غيرةٍ و عاندَ متفوهًا كالأطفال..

" جونغكوك آسفٌ لكَ لكنهُ غيرُ آسفٍ لهُ تايهيونغي ! "

هتفَ جونغكوك في وجهِ تايهيونغ الذي أبعدَ يدَ شيلدون عنهُ و هددَ بسبابتهِ مجددًا..

" اتركهُ حالًا أخبرتك! "

أزال جونغكوك يداهُ بالكاملِ عن أندرو و تركهُ و هو يصارعُ الألمَ في عيناهُ، و سريعًا عندما حررهُ فتحَ الأدراجَ يلتقطُ منها الثلجَ المعبئ في حاوياتٍ تحفظُ البرودةَ و راحَ يضعها على مكانِ الألمِ فقبضةُ جونغوك لم تكن تمزح!..

" جونغكوك يعتذرُ من تايهيونغي "

تجاهلَ تايهيونغ اعتذارَ جونغكوك و راحَ يطمئنُ على أندرو وسطَ غيرةِ جونغكوك منهُ و اعتذارهِ المتواصل ، و من ثمَّ اتجهَ تايهيونغ ينجزُ عملهُ كمضيفٍ و يسيرُ في أنحاءِ الطائرةِ يلبي مطالبَ الركاب و جونغكوك يتبعهُ متفوهًا بكلِّ كلماتِ الإعتذار التي يعرفها..

..

كانت هذهِ لربما المرةُ المئةُ و الستونَ التي يقولُ فيها جونغكوك بأنهُ آسفٌ و هذا إن لم يخطأ تايهيونغ العد!..

قد شعرَ بالوَصَبِ يفتكُ برأسهِ من تمتمةِ جونغكوك المتكررةِ لذا سريعًا و عندما دخلَ ركن المضيفين و أغلقَ الستائرَ عليهما قد أسكتْ فمَ جونغكوك بيدهِ و كتمَ فاههُ بقوة..

" توقف توقف لقد فهمت! ، لقد فهمت! "

فشعرَ بفمِ جونغكوك يتوسعُ من تحتَ يدهِ التي تكتمهُ بابتسامةٍ و على الفورِ أبعدها متنهدًا بقوة..

" أنتَ لستَ منزعجًا مني؟ "

بالطبعِ تايهيونغ كان منزعجًا منهُ و يودُّ لو أنَّ باستطاعتهِ العودةَ بالزمنِ ليفكر ألفَ مرةٍ قبل اختيارِ هذا العملِ الجحيمي بسببِ جونغكوك!..

لكنهُ أومأَ بكذبٍ يجيبهُ كي لا يدخل في نقاشٍ أكبرَ و يخسرَ آخر خلايا العقلانيةِ لديه..

فجأةً قد صدحَ صوتٌ ملأَ أنحاءَ الطائرةِ من صخبهِ و كانَ مزعجًا للآذانِ بحق!..

عوضًا عن شكوى الركابِ الذينَ ارتفعَتْ أصواتهم تواليًا مع بكاءِ الطفلِ الصغيرِ التي انفجرَتْ عيناهُ كينبوعٍ ماءٍ لا يجف!..

" ابقى هنا لا تتحرك! "

نبهَ تايهيونغ جونغكوك بتشديدٍ في نبرةِ صوتهِ و أعادَ التفوهَ بغلظةٍ للتأكيد..

" إياكَ أن تعيدَ الكرةَ و تقومَ بمصيبةٍ جديدة! "

هذهِ المرةَ رفعَ سبابتهُ و حركها كثيرًا و كان يشيرُ للمحيطِ لتذكيرِ جونغكوك بما فعلهُ قبلَ بدإِ الرحلة ، و جونغكوك أومأَ بطاعةٍ و ابتسامةٍ كالعادةِ و تفوهَ بشيئٍ من السخفِ الذي يمقتهُ تايهيونغ و اكتفى بتجاهلهِ فقط..

" لا تقلق ، زوجكَ يُعتمدُ عليه! "

لكنهُ و حقًا كانَ لا ينوي فعلَ شيىٍ هذهِ المرة، و استمرَ في الوقوفِ بهدوءٍ و هو يتخيلُ ردَّ فعلِ تايهيونغ المسرورِ حينما يعودُ و يجدَ أنهُ مؤدب!..

..

مرتْ قُرابةُ النصفِ ساعةٍ على بكاءُ الطفلِ الذي انفطرتْ عيناهُ بالدموعِ و لم تهدأ لدقيقةٍ واحدة، و قد ملَّ جونغكوك من الإنتظارِ الطويلِ في مكانهِ لكنهُ في النهايةِ تجرأَ و نظرَ من فتحةٍ صغيرةٍ خلفَ الستار..

عندها وجدَ الطاقمَ الثلاثيَ قادمٌ إليهِ و تكسو ملامحهم معالمُ الضجرِ و التوتر، فتحَ لهم الستار و ركعَ على قدميهِ لتايهيونغ مثلَ الأمراءِ و استقامَ سريعًا بعدها مغلقًا الستارَ بوجهِ أندرو بعدَ أن دخلت شيلدون..

أزاحَ أندرو الستارَ دالفًا بضيقِ صبرٍ و حنق..

و تجاهلَ الجميعُ التعليقَ على فعلةِ جونغكوك الطفوليةِ تلك فبالفعلِ هم يمتلكونَ طفلًا آخر في الطائرةِ يصعبُ التعاملُ معهُ و قد ضاقَ الأمرُ بهم ذرعًا لإسكاته، لكنهُ لم يفعل ، و جميعُ المسافرينَ لم يترددوا بإلقاءِ شكاويهم و لومهم على المضيفينَ دون ذنب!..

تفحصَّ تايهيونغ المكانَ بعيناهُ يمررها و يتأكدُّ بأنهُ سليمٌ كما تركه ، و عندما وجدَ كلَّ شيئٍ بخيرٍ أسندَ ظهرهُ على الحائطِ براحة..

انتظرَ جونغكوك المديحَ من تايهيونغ لكنهُ عبسَ عندما لم يفعل..

" أخبرتكم منذُ زمن ، علينا الإقتراحُ على شركاتِ الطيرانِ أن تُنشأ قسمًا خاصًا بالأطفالِ الرضعِ و دونَ الثلاثةِ سنواتٍ و يكونُ عازلًا للصوتِ ! "

هتفت شيلدون بإرهاقٍ من تكرارِ و مواجهةِ نفسِ المشكلةِ في أغلبِ الرحلاتِ تقريبًا..

" أقترحُ أن يُمنعَ الأطفالُ من السفرِ بتاتًا من الأساس ، تلكَ هي صُلبَ المشكلة "

علقَ أندرو بتنهيدةٍ عميقةٍ و يائسة..

أما عن تايهيونغ فبقيَ صامتًا و مازال يَستندُ على حائطَ الطائرةِ بتعبٍ و يُنصتُ إليهم..

" أقترحُ أن تفتحَ النوافذُ و يزالَ العازلُ الزجاجيُ منها "

لم يتردد جونغكوك في المشاركةِ بحديثهم و إبداءِ رأيهِ بحماسةٍ و طلاقة ، و ثلاثتهم قد التفتوا إليهِ متسائلين عن هذا الإقتراحِ الغريب؟..

" ما دخلُ هذا بالأطفال؟! "

استفسرتْ شيلدون بحيرةٍ من أمرها و راحَ أندرو يحدُقُ معها في وجهِ جونغكوك ينتظرُ الإجابةَ بينما تايهيونغ يستمعُ بأذنيهِ فقط..

" سألقيهم منها خارجَ الطائرةِ ببساطة! "

صاحَ جونغكوك بنبرةٍ لطيفةٍ و مضحكةٍ و مثَّلَ أنهُ يُمسكُ كتلةً في الهواءِ و كأنهُ الطفل و يلقيهِ من علوٍ شاهق!..

بالتأكيدِ كانَ يمزحُ بعادتهِ المرحةِ مما جعلَ أندرو و شيلدون بعد عدةِ ثوانٍ أن يتخيلا المشهدَ في الحقيقةِ و كيفَ أن جونغكوك سيقذفُ كلَّ الأطفالِ من النافذةِ واحدًا تلو و الآخر لأنهم يبكون..

و فجأةً قد ضحكا كلاهما بشدةٍ جعلتْ من عينا جونغكوك تلمعانِ و يبادلهما الضحكَ بنفسِ القوة..

متناسيًا مثلًا غيرتهُ من أندرو و غضبهُ منهُ قبل ساعة..

أما عن تايهيونغ فكانَ يتأملُ ضحكةَ جونغكوك السعيدةَ رغمَ كلِّ ما سببهُ في البدايةِ و ربما ما سيسببهُ لاحقًا ،و كأنهُ لا يعرفُ مشاعرًا غيرَ الفرحةِ و البهجة ، أو لا يتركُ مجالًا لنفسهِ للإبتئاسِ و الضيق ، و أنَّ ما يفعلهُ من تصرفاتٍ غريبةٍ هي في الحقيقةِ بنظرهِ طبيعيةٌ و اعتيادية؟ ، فأسرَّ تايهيونغ في نفسهِ أمنيةً ما، رآها تحلقُ حولَ هالةِ جونغكوك ، و ضحكَ بخفةٍ بعدها مشاركًا الجميع الضحك..

انتبهَ لهُ جونغكوك على الفورِ و قدْ أُسرَ للمرةِ الألفِ بسببِ ضحكةِ تايهيونغ الرقيقةِ المنغَّمةِ و المرغوبةِ لسمعه..

برقتْ عيناهُ بحبٍ و لم يكتمْ رأيهُ لنفسهِ و تفوهَ و هو يُمثلُ أنهُ أصيبَ بنوبةٍ قلبية..

" آّه، يا إلهي! ، أخيرًا رأيتكَ تضحكُ مرةً أخرى قبل أن أموت! "

و على الفورِ انقلبَ وجهُ تايهيونغ للجديةِ بطريقةٍ مخيفةٍ بعدما تذكرَ أنهُ لا يجبُ إعطاءُ أي فرصةٍ مهما كانت صغيرةً لجونغكوك الذي دونَ شيئٍ يستمرُ بنسجِ حياةٍ معه!..

فما بالهُ إذا ابتسمَ بوجههِ أو عاملهُ بطبيعيةٍ بدل الطرق الرسمية؟!..

" لم أكن أضحكُ على الحُمقِ الذي قلته! "

" صدقناك "

تفوهتْ شيلدون تغيظُ تايهيونغ لكنها حصلتْ على نظرةٍ حادةٍ منهُ و بعدها التفَ بوجههِ بعيدًا عنهم متمتمًا..

" نكاتهُ سخيفةٌ على أيِّ حال "

وفجأةً إزدادَ نحيبُ الطفلِ بشكلٍ فظيعٍ صمَّ آذانهم من علوهِ!..

" غيرُ معقولٍ أن نستكملَ الرِحلةَ بهذا الصداع! ، سأموتُ صرعًا! "

اشتكى أندرو بأنينٍ و أغلقَ أذناهُ بكلتا يداهُ و الجميعُ قد فعلَ عادا جونغكوك..

" الطعامُ حتى لم يستطع اسكاته! ، و والدتهُ مسكينةٌ لا تعلمُ ما به "

أردفتْ شيلدون بيأسٍ و هي تنزلُ بجسدها أرضًا فقدْ سأمت الوقوف..

" أينَ مضيفوا هذهِ الرحلة؟! "

صدحَ صوتُ الركابِ العالي و الذي أصبحَ يتهاتفُ بضجيجٍ و ينادي و كأنَّهم السببُ في إغضابِ الطفلِ إلى هذا الحد!..

كانت شيلدون ستستقيمُ بيأسٍ لتذهبَ لهم و يتبعها الآخرون لكنَّ ما جعلها تتوقفُ هو تلفظُ جونغكوك..

" سأذهبُ لهُ أنا ! "

اكملت شيلدون استقامتها من الأرضِ و بسرعةٍ اقتربَ أندرو قربَ جونغكوك ليوقفَ تهورهُ و موقفهُ المرتجلَ الذي لا داعي له..

أما عن تايهيونغ فقدْ هزَّ رأسهُ يُمنةً و يسرةً و هو مغمضُ العينينِ بقلةِ حيلةٍ من هذا الشابِ الميؤوسِ منه..

" إياكَ و الذهاب "

أخبرهُ بهدوءٍ لكنْ و كأنَّ على سمعِ جونغكوك جدارٌ منيعٌ يعيقهُ عن الإنصاتِ لأوامرهم و تنفيذها كأيِّ بشريٍ طبيعيٍ دونَ عناء..

لقدْ اندفعَ للخارجِ دونَ أن يتركَ لهم حتى مجالًا لمنعهِ!..

و عندما أرادَ أندرو الذهابَ و اللحاقَ بهِ قبلَ أن يتهورَ التفتَ لهُ جونغكوك و أخبرهُ بتحذير..

" لا تحاول حتى لمسي! "

و اتخذَ طريقهُ ناحيةَ الطفلِ و هوَ يتخيلُ في عقلهِ مشهدَ احتضانِ تايهيونغ لهُ بقوةٍ و اعتبارهِ بطلًا في ناظريهِ إن استطاعَ إسكات الطفل و إراحةَ مسمعهم! ، بل و عزمَ على أنهُ الشخصُ الذي سيفعلها حقًا ليحظى بثناءِ الجميعِ و على وجهِ الخصوصِ المضيفُ الجميلُ الذي لا يكادُ يحتمله!..

العويلُ كان يزدادُ أكثر و أكثر كلما اقتربَ ناحيةَ الطفلِ و أقبلَ عليهِ ، لم يكنْ يدري في الحقيقةِ ما الذي يجبُ عليهِ فعلهُ لكنهُ اتبعَ حدسهُ و دونَ مقدماتٍ وقفَ أمامَ الطفلِ الذي بدى أنهُ يملكُ من العمرِ السنتينِ و راحَ يخرجُ لسانهُ يذبذبهُ في الهواءِ بمرحٍ حتى أنَّ بعضًا من لعابهِ قد ملأَ وجهَ الطفلِ و يدَ والدتهِ التي تحملهُ و تنظرُ لجونغكوك بغرابةٍ على الحمقِ الذي يفتعله!..

ظنَّ جونغكوك أنَّ الطفلَ سيهدأُ على الفورِ ما إن يبدو أمامهُ كالغبي لكنهُ و على غيرِ الذي توقعهُ راحَ يشدُ شعرهُ الأشقر بكلتا يديهِ الصغيرتين و يصيحُ بنفورٍ و زيادةٍ على زيادة!..

" لا لا أرجوكَ ، يجبُ عليكَ أن تهدأَ من أجلي "

شعرَ جونغكوك بالتوترِ و الجزع ، و أحسَّ بأنَّهُ فشلَ في مهمتهِ التي ألقاها على نفسهِ من تلقاءِ نفسه، و بالتالي رأى أنهُ فشلَ أيضًا في كسبِ إعجابِ تايهيونغ لمرةٍ واحدةٍ منذُ اللحظةِ التي رآهُ فيها إلى الآن ، هو لا يطيقُ الإنتظارَ لسماعِ مديحٍ من تايهيونغ حتى لو مرَّ على لقائهِ بهِ فقط بضعةُ ساعات!..

كانَ المعنيُّ الذي لا يفارقُ عقلَ جونغكوك البتةَ يشاهدهُ من خلفِ الستارِ هو و باقي الطاقمِ معه، صفعَ الثلاثةُ ناصيةَ رؤسهمْ بيأسٍ و حاولَ تايهيونغ تمالكَ ذاتهِ من أن لا يثورَ و يذهبَ لسحبِ جونغكوك من أذنيهِ في مشهدٍ قاسٍ و غيرَ حضاريٍ أمامَ المسافرين..

اكتفى بتقليبِ كفهِ على الأخرى و التنهدِ بعمق..

لكنَّ شيلدون ضربتْ بيدها الحائط ورائها و نطقت بضيق..

" كيفَ سمحنا لهُ بالذهابِ و هو من كان يريدُ إلقاءِ الأطفالِ من النافذةِ قبلَ قليل! ، إنهُ لا يملكُ أسلوبًا للتعامل! "

أومأ أندرو برأسهِ موافقًا رأيها و أضاف..

" أخشى أنهُ سيتشاجرُ مع الطفلِ و والدتهِ إن نفذَ صبرهُ و يتسببَ بطردنا جميعًا من وظائفنا حقًا! "

طغى على الطاقمِ جوٌ من المأساةِ و الضغطِ و الشعورِ بالثقل، كانَ يجوبُ بعقلهم أنها رحلتهم الأولى فقط للعملِ مع جونغكوك! ، لكنهُ قد استهلكَ كلَّ طاقاتهم مع الطفلِ الذي ينوحُ دونَ أدنى سبب!..

لكنَّ الفرقَ بينهُ و بين جونغكوك أنَّ جونغكوك بالغٌ لكنهُ غيرُ راشد! ، درسَ و تفوقَ في دراستهِ للطيرانِ كما يزعمُ لكنهُ لا يعرفُ حتى شيئًا عن أخلاقياتِ العمل!..

يستمرُ بصنعِ المشكلاتِ و التجاوزِ على تايهيونغ بالتحديدِ و إقلاقِ راحتهِ و راحةِ الطاقمِ و الركاب ، هو ذكيٌ في مجالهِ و تخصصهِ بالفعلِ لكنهُ بعيدٌ كل البعدِ عن أيِّ قانونٍ من شأنهِ التحكمُ بهِ أو بغاياتهِ السخيفة!..

لقدْ فعلَ جونغكوك كلَّ شيئٍ مع الطفلِ حتى أنهُ شدَّ ربطةَ عنقهِ و ضيقَ على عنقهِ الخناقَ قليلًا و أخرجَ لسانهُ و كأنهُ مات كي يضحك الطفلُ لكنهُ لم يعلم أنَّ الكائنَ الصغيرَ أمامهُ يراهُ بما يُماثلُ مشاهدَ الرعبِ بالنسبةِ لسنهِ..

اكتفى الطاقمُ بالصمتِ و مشاهدةِ محاولاتِ جونغكوك التي تبوءُ بالفشل ، و قرروا رفعَ أيديهم عن ما يحدثُ فبالأساسِ ليسَ و كأنَّ الأمرَ بيدهم؟ ، مشاكلُ الراكبينَ التي لا تتدخلُ بها شركةُ الطيرانِ ليسَ لهم شأنٌ بها كذلك..

لكنهم لا ينكرون أنَّ الصداعَ قدْ فتكَ بعقولهم و الرحلةُ لا تزالُ طويلةً و مرهقة ! ، حتى بعد النزول في محطةِ وقوفٍ و التي هي اسطنبول في تركيا ، سيكونُ لديهم من الراحةِ فقط ثمانِ ساعاتٍ و ستكتمل الرحلةُ مباشرةً إلى جزر المالديف و التي تكونُ هي الوجهةُ الرئيسية..

و وسطَ كلِّ هذهِ الأفكارِ انتبهَ أندرو و شيلدون لشرودِ تايهيونغ على غيرِ العادة ، بدى و كأنهُ أبعدَ من الموقفِ الذي يشاهدونه سويًا ، هو يرى جهودَ جونغكوك مع الطفل ، لكنهُ يُفكرُ لأبعدَ منها..

تبادلَ أندرو و شيلدون النظراتِ في ما بينهم و عندها أومأَ كلاهما دليلًا على تبادلِ نفسِ الخاطرة..

و دونَ انتباهٍ من تايهيونغ أمسكتْ شيلدون يدَيهِ بينَ كفاها و راحتْ تمسحُ على يدهِ بحنان..

" تايهيونغ ، ما بك؟ ، لما أنتَ حزين؟ "

نظرَ لها تايهيونغ بهدوءٍ و من ثمَّ أنزلَ بصرهُ نحوَ يداهُ التي بين خاصتها و تنهد..

" أمازلت تفكرُ في فعلةِ جونغكوك المتهورة؟ "

تحدثت بترددٍ ليرفعَ رأسهُ سريعًا و ينظرَ لها فعلمتْ أنَّ هذا حقًا ما يشغلُ تفكيره..

" كنتُ سأكرهُ نفسي حقًا إن فعلها "

تحدثَ بنبرةٍ أقربَ للرجفةِ و شعرَ بالغصةِ تكسو حلقه..

" تايهيونغ توقف عن التفكيرِ في كريستوفـ.."

وفي أثناءِ حديثِ أندرو الغاضبِ على تايهيونغ قاطعهُ صوتُ بشريٍ كان جهورًا و مخيفًا أقربَ للزئير!..

يشتمُ بجميعِ الألفاظِ و ينعتُ بقبيحِ الصفاتِ على جونغكوك الذي يبادلهُ الصراخَ الشديد!..

الطفلُ انعدمَ صوتهُ بالفعلِ لكنْ بالمقابلِ قد حلَّ محلهُ ضجيجٌ لا يضاهي مقدارَ ذرةٍ منه!..

و كانَ السببُ في هذا أنَّ جونغكوك و عندما أصابهُ اليأسُ لحلِّ المشكلةِ خطرَ ببالهِ أمرًا كان يقومُ بهِ عندما كان طفلًا و حينما يذهبُ برحلةٍ في إحدى طائراتِ والده..

كانَ الأمرُ مزعجًا للمسافرين لكنهُ لم يصلْ و لو لمرةٍ أنَ صرخَ أحدٌ عليهِ كما حدثَ الآن!..

ببساطةٍ لقد سحبَ ورقةَ الإرشاداتِ الخاصةِ بالطائرة ، و طواها يشكلها على شكلِ طائرةٍ ورقيةٍ صغيرة..

و عندها قد بدأ الطفلُ يهدأُ تدريجيًا عندما أخرجَ جونغكوك أصواتًا كمحركاتِ الطائرةِ و حركها أمامهُ في كلِّ الجهات ، حتى تركها من يدهِ تطيرُ بينَ المسافرينَ إلى أن سقطتْ على رأسِ شخصٍ أصلعَ من الدرجةِ الأولى..

امتلأَ المحيطُ بضحكاتُ الطفلِ الذي ما إنْ سمعهُ الركابُ سعدوا و ظنوا أنهم سيحظونَ بالراحةِ و أخيرًا!..

لكنَّ انتفاضةَ الرجلُ الأصلعِ و استقامتهِ من مكانهِ بصراخٍ على جونغكوك جعلتْ من بعضهمِ يصفعُ جباههم بجنون!..

كانَ الأصلعُ رجلًا ضخمًا و يملكُ حاجبينِ متصلينِ و كأنهما حاجبٌ واحد ، و أنفٌ كبيرٌ كبطنهِ الكبيرةِ التي تتدلى منَ القميص..

و كالنارِ في الهشيمِ اشتدَّتْ مصارعةٌ بالكلامِ بينهُ و بينَ جونغكوك الذي يردُّ عليهِ الكلمةَ بعشرةٍ من أمثالها..

كانت الفوضى تنطقُ باسمها ! ، و كانَ على الثلاثةِ مضيفينَ تأجيلَ حديثهم و الذهابِ فورًا لحلِّ المصيبةِ الجديدةِ التي وقعت على رؤوسهم!..

و عندما اقتربوا من جونغكوك ، إذا بهم يسمعونهُ ينعقُ في وجهِ المسافرِ دونَ التفكيرِ بمنطقيةٍ في امتصاصِ غضبِهِ و تمريرِ الأمرِ دون مشاكل!..

" أيها الحقيرُ اللعينُ السافل! ، هل تتهمني برميِ الطائرةِ الورقيةِ عمدًا فوقَ رأسكَ الجرداء و كأنها حقلٌ تالف؟! "

.

.

.

_________________________________________

' 2837 كلمة '

الشروط : 125 ڨوت ، 250 تعليق..

* صورة مسربة لركاب الطائرة *


ثالث تحديث سريع في هذا الشهر ، أول أخباركم كيف؟ ايش مسويين؟😔💛..

البارت الجاي جونغكوك بيولعها🫣..

لا تنسوا تعطوا أرائكم عن البارت و السرد و التفاصيل و توقعاتكم للجاي و حققوا الشروط..

هي ذي المرة أصعب لكنكم حققتوا زيها البارت إلي طاف، فشدوا الهمة💪..

و أتمنى أشوف تعليق من كل واحد فيكم عشان ما يعجبني إنه ناس قليلة بس هي إلي تتكفل بتحقيق شروط التعليق..

و ركزوا الله يخليكم في الرواية أنا من قبل بارتين كنت كاتبة وجهتهم لجزر المالديف و الناس إلي حسبوا أبو جونغكوك إلي شد شعره! ، كيف بالله صارت؟ قعدت أضحك كثير بسببكم😭..

يلا طولت عليكم ، دمتم بخير حبايبي💛..

Continue Reading

You'll Also Like

1.1M 90.6K 77
‏لَا السَّيفُ يَفعَلُ بِي مَا أَنتِ فَاعِلَةٌ وَلَا لِقَاءُ عَدُوِّيَ مِثلَ لُقيَاكِ لَو بَاتَ سَهمٌ مِنَ الأَعدَاءِ فِي كَبِدِي مَا نَالَ مِنَّيَ م...
244K 7.3K 28
مالك اكبر مصنع سيارات وصاحب اكبر شركه استيراد قطع غيار يقع فى حب السكرتيرة
445K 10K 38
للعشق نشوة، فهو جميل لذيذ في بعض الأحيان مؤذي مؤلم في أحيانا اخرى، فعالمه خفي لا يدركه سوى من عاشه وتذوقه بكل الأحيان عشقي لك أصبح ادمان، لن أستطع ا...
391K 30.4K 52
أفعى رقطاء هـيَ لاا تَهاب أحدًا تَدس نفسها وسط المخاطر لتَرد ثأرًا مدفون لِثلاثُ عقود من السنين أكبر مخاوفها هيَ عدم الخوف وعدم ذرف الدموع عيناها مل...