حي المغربلين

By shiamaasaeed

986K 38.1K 2.5K

رواية حي المغربلين.. بداية الرياح نسمة عاصفة بإسم الحب _ صباحية مباركة علي عيونك يا شكولاته. الأمر صعب و مخجل... More

شخصيات الرواية
اقتباس 1
اقتباس 2
اقتباس ٣
الفصل الاول الجزء الثاني
الفصل الثاني
الفصل الثالث 1
الفصل الثالث ٢
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
مش بارت
اقتباس نار 🔥
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرين
الفصل الحادي والعشرين
الفصل الثاني والعشرين
الفصل الثالث والعشرين
اعتذار
الفصل الرابع والعشرين
الفصل الخامس والعشرين
الفصل السادس والعشرين
الفصل السابع والعشرين
الفصل الثامن والعشرين
هام
الفصل التاسع والعشرين
الفصل الثلاثون
الفصل 31
الفصل 32
الفصل 33
قلب القمر 3
حي المغربلين
الفصل الرابع والثلاثون
اقتباس 🔥
الفصل الخامس والثلاثون
الفصل السادس والثلاثون
الفصل السابع والثلاثون
الفصل الثامن والثلاثون
الفصل التاسع والثلاثون
الفصل الأربعين والأخير
شر الحليم إذا عشق
الجديد

الفصل الأول الجزء الأول

38.6K 969 60
By shiamaasaeed

الفصل الأول الجزء الأول.
#بداية_الرياح_نسمة
#حي_المغربلين
#الفراشة_شيماء_سعيد

بأحد الأحياء المصرية القديمة المعطرة برائحة المحبة، بيت بجوار بيت بينما حائط فاصل، أصوات البائعين ترن المكان مع نسمات الهواء بنهار سبتمبر بالسادسة صباحاً.

على بعد مسافة قصيرة بناية عريقة بها بقايا تراث أجدادنا، العمارة الخاصة بالحاج منصور الجنايني الذي يسكن بالطابق الثاني.. و الأول مخصص لمحلات العطارة، و الطابق الرابع خاص بالسيدة جليلة و أخواتها.

بالطابق الرابع شقة جليلة.

بغرفة بسيطة جداً مريحة للنفس البشرية بلونها البنفسجي و رائحة البخور اللذيذة المنتشرة بالمكان، مقسمة على فراشين و خزانة للملابس و مكتب خاص بالمذاكرة، على الفراش الأول فريدة فتاة بجمال أجنبي و ملامح مميزة رغم بساطتها، وجه أبيض مستدير و عيون عسلية فاتحة تميل إلى اللون الرصاصي بشفاه وردية بارزة إلى حد ما، غارقة بالنوم بوضعية الجنين تضم وسادتها لصدرها.

أما الفراش الثاني خاص بتوأمها فتون نسخة طبق الأصل بالمظهر الخارجي، تحمل بكفها هاتفها المحمول مع إبتسامة واسعة هائمة تزين وجهها، تعشق عابد إبن الحاج منصور و تتحدث معه سرا عبر تطبيق الماسنجر.

ابتلعت تلك الغصة المريرة مع قراءتها لرسالته:

_ صباح الورد على عيونك يا فريدة.

ردت عليه:

_ صباح النور يا عابد يلا قوم بقى عشان تفتح الوكالة قبل ما عمي منصور يصحى.

أغلقت المحادثة و هاتفها بالكامل ثم ضمته إلى صدرها بألم قلب حطمه العشق، تعيش معه بشخصية شقيقتها لأنها تعلم حب الجميع لها و لشخصيتها المرحة البعيدة كل البعد عن هدوئها و وحدتها هي.

انتفضت من الفراش مع وصلة الشتائم اليومية من جليلة لها و لفريدة،.. بهدوء أعصاب فتحت فريدة عينيها بملل من روتين حياتها اليومي، أبتسمت بوجه نسختها الثانية لترد إليها فتون الإبتسامة هامسة حتى لا يصل الصوت إلى جليلة المقتربة من الباب:

_ قومي بسرعة نروح نصلي الضحى قبل ما جليلة تدخل.

حركت الأخرى رأسها بنفي قائلة بنفس النبرة الهامسة:

_ أنتي متوضية لكن أنا لسه صاحية بصي صلى أنتي و أنا هقوم اتشتم بالنيابة عننا إحنا الاتنين، عندي مشوار مهم النهاردة هقولك عليه بعدين بس أوعي جليلة تاخد خبر لتاخد عمري.

قامت فتون لتصلي الضحى مثل عادتها اليومية و تحركت فريدة للخارج، بإبتسامة مشرقة رحبت بالسلاح المنزلي الذي يسقط على وجهها بشكل مباشر بزواية عمودية، تألمت مردفة بحنق:

_ في إيه يا جليلة الشبشب لسة جديد و زغرط على وشي، إنتي عارفة تمن الماسك اللي باظ دة؟!

رمقتها جليلة بنظرة قاتلة.. و آه و ألف آه من نظرات جليلة، تعب الأيام يخفى جمالها الذي كان يتحدث عنه الكثير سنوات طويلة، أصبحت بيوم و ليلة أب و أم و رجل البيت، حركت شفتيها بحركة مصرية أصيلة ساخرة صارخة بتلك الحمقاء، تفرق بين الاثنين بكل سهولة رغم عدم وجود إختلاف واحد بينهما حتى الملابس واحدة، إلا أن لسان فريدة يميزها:

: على رأي المثل "ايش تعمل الماشطة في الوش العكر" ، أخدتي اللي ورايا و اللي قدامي على الهباب ده و سبحان الله زي ما انتي.

خرجت شهقة قوية من فم فريدة و هي تقول بنبرة خبيثة:

_ أوعي تقولي على نفسك كدة يا جليلة ده أنتي زي القمر...اااه.

الجزء الآخر من نفس السلاح المنزلي علم على وجهها، بدأ يظهر عليها الضيق من حديث شقيقتها:

_ معاكي عشر دقايق تكوني حضرتي الفطار ليكي و لأختك أنا نازلة القهوة أطلع الشقة تكون نضيفة إزاي معرفش اعمليها بلسانك.

_____شيماء سعيد_____

بالولايات المتحدة الأمريكية.

رجل عنوان للوسامة... عريض الصدر ضخم الأكتاف بعضلاته البارزة، فارع الطول، يشكل هيئة تثير الهيبة و الغموض، يقف أمام المرآة يلقي على مظهره الخارجي نظرة تقيمية، لنتعرف هنا على فاروق المسيري.

زفر بضيق مع شعوره بضمها إليه من الخلف و رأسها تتحرك بخفة على ظهره بمحاولة أخيرة منها لإغراءه ليبقى معها مدة أطول، وضع كفه على ذراعيها يتخلص من قيودها حوله، دار بوجهه المزين بإبتسامة ربما تكون شاكرة أو باردة مردفا بهدوء:

_ جوليا الشهر الذي قضيته بنعيم أحضانك لن يذهب من ذاكرتي لشهر قادم.

فخر تسرب بداخلها رويداً رويداً فهي معها أكبر شهادة بأنوثتها من فاروق المسيري، لو يعلم أن هذا الشهر أحيت به روحها من جديد لتطير و تحلق معه فوق السحاب، وافقت على الزواج رغم عدم حبها للقيود... فقط لتحصل على مذاق المتعة بأحضانه، أبتسمت إليه بسعادة واضحة و يدها تحاول فك الزر العلوي من قميص بذلته التي تأخذ لون القهوة قائلة:

_ أنا أيضا شعرت و لأول مرة أني بأحضان رجل رغم خوضي لتلك المتعة مع الكثير، ما رأيك بليلة أخيرة تكون للوادع قبل الإنفصال و رحيلك، ليلة أخرى تجمعني بك لأعيش على ذكراها.

النساء نقطة ضعف معظم الرجال إلا فاروق المسيري فهو دائماً نقطة ضعف لأي إمرأة يقترب منها أو يرغب بالاقتراب منها، فتح ذراعيه لها بكل رحابة صدر ليأخذها معه بجولة أخيرة مميزة، حملها ليصل بها للفراش ليضع جسدها عليها برقة بدأت تختفي شيئا فشيئا و هو يهمس لها ببحة رجولية مثيرة:

_ لكي ما طلبتي يا أميرتي و وعد من فاروق المسيري ليلة الوداع ستكون أكثر روعة من أول ليلة جمعت بيننا، ذكرى و بصمة كلما نظرتي إلى المرايا ابتسمتي و نطقتي حروف اسمى بكل عذوبة.

بعد مدة انتهى منها و عاد إلى ترتيب ملابسه من جديد، المرأة الوحيدة التي رفض الإقتراب منها بتلك الطريقة المرأة المصرية، ربما يوجد سور منيع يمنعه بقوة من الإقتراب إليها أو على الأقل التفكير بها، آخر سيجاره ساندا ظهره على الفراش مغلقا عيناه... هدوء مرسوم على ملامحه، وضعت رأسها على صدره متسائلة بحزن:

_ فاروق لما ترفض قضاء شهر آخر بأمريكا؟! أشعر أنني اعتدت على وجودي بجوارك دائماً و أحببت طريقة الرجل الشرقي بكل شيء.

خرجت من بين شفتيه ضحكة مرحة مجيبا عليها:

_ لا يا عزيزتي هناك فرق كبير بين طريقة الرجل الشرقي و طريقة فاروق المسيري، بعد ذهابي خوضي التجربة مع رجل شرقي آخر و حينها فقط ستعرفي الفرق، أما وجودي لشهر آخر شبه مستحيل أتيت هنا من أجل العمل و انتهى عملي و إنتهت أيضا متعتي.. لذلك لا يوجد داعي للبقاء، لكن وعد مني إذا أشتقت اليكي سأترك عملي و أتى لهنا.

عضت على شفتيها بحزن شديد قائلة:

_ و إذا أشتقت إليك أنا كيف أحصل على طريقة أصل بها لبيتك بالقاهرة؟!

قرص أنفها ببعض الحدة مع نبرة جامدة أخافتها من تحوله الغريب:

_ منزلي بالقاهرة مملكتي الخاصة يستحيل لأي إمرأة دخولها إلا بإرادة مني، إذا آلمك نيران الإشتياق اذهبي لأي رجل لأني غير متاح دائماً يا جوليا و ربما أكون غير متاح لكي من جديد.. رغبتي إنتهت من أول يوم بالشهر، إلا أني أشفقت عليكي و ظللت معك حتى الآن، بكلا الأحوال كانت فرصة سعيدة.... حقوق المدة ستكون بين يديك مع صعودي إلى الطائرة... عائد إلى حياتي الأكثر لذة، و أوراق الطلاق لدى المحامي تنتظر توقيعك.... فرصة سعيدة جوليا.

______شيماء سعيد_____

حفل زفاف بأجواء صعيدية مميزة، الأضواء هنا و هناك و صوت النساء بالأغاني التقليدية الرائعة ترن بالمكان تزيد الزفاف روعة، زواج إبن كبير البلد عثمان المهدي على إبنة عمه فرحة... بداية لعشق عاش بالصمت سنوات منذ الطفولة.

يقف شقيق العريس الممثل المشهور فارس المهدي بجلباب من اللون الأبيض عليه عباية من اللون الأسود مع عمة رجالي جعلته أكثر وسامة، على شرفة البيت الكبير تقف نساء العائلة و البلد بأكملها تشاهد فتى أحلامهم الوردية.

بإبتسامة جذابة حرك يده على ظهر والده قائلا:

_ ألف مبروك يا حاج.

أبتسم إليه والده بفخر رغم حياته بوسط صعب البقاء بدخوله دون أخطاء إلا أنه جدير بالثقة، ارتفعت الطلقات النارية ليجد أخيه عثمان يلقي عليه العصا قائلا بمشاكسة:

_ فارس المهدي لسة يعرف التحطيب و الا نسيه في البندر؟!

التقط العصا بمهارة مجيبا بصوت خشن يغلب عليه المرح:

_ لا يا ولد أبوي بس بخاف تخسر محدش جدي.

بدأت اللعبة وسط الطلقات النارية مع زغاريد النساء الحماسية، أخذ يدور حول أخيه بلياقة عالية حتى إنتهت اللعبة على سقوط العصا من يد عثمان ليقترب منه فارس يضمه إليه بحب، ثم همس بإذنه بكلمات بسيطة:

_ فارس أنا هموت و أشوف فرحة غطي عليا بدل ما الحاج يقيم عليا الحد على ما أرجع.

أومأ إليه بهدوء و عاد ليقف بجوار أبيه ليرى صفية إبنة عمه تشير إليه من خلف الشجرة، زفر بضيق من تصرفاتها الغير لائقة بالمرة... وقف أمامها قائلا بصرامة:

_ خير يا أم فارس.

قال لقبها لتعلم أن الباب بينهما مغلق من ليلة زفافها، هذة المرأة التي يكره النظر إليها لا يصدق أنه كان يموت بها عشقا، تخيلها بيوم من الأيام ملاكه الحارس و بالنهاية تزوجت من رجل ضعف عمرها لمجرد لقب زوجة العمدة، شعور بالاختناق مسيطر عليه بقربها الأكثر من قذر بالنسبة له، انتفض جسده و اتسعت عيناه بصدمة مع لمسة شفتيها السامة إلى شفتيه تقبله بجنون.

لهفة مجنونة لرجل حلمت بالقرب منه و النوم بداخل أحضانه منذ نعومة أظافرها، لم تفعل حساب لرؤية أحد لهما أو على الأقل لرد فعله فقط تشفي روحها بتلك القبلة بدل ذلك العجوز الذي أفنت حياتها معه.

فاق من صدمته و أبعدها عنه بكل قوته صافعا وجهها بغضب مغلف بالتقزز، آخر ذكرى بينهما سقطت أمامه الآن على الأرض لتصبح ألف قطعة، رفع يده مبتعدا عنها عدة خطوات إلى الخلف قائلا بعدما بصق بجواره:

_ الرخيص بس هو اللي بيقدم نفسه لأي حد بتمن أو من غير.. الحشرات دايما بتكون على الز.بالة المكشوفة، روحي شوفي جوزك يا مرات العمدة و شرفه.

صرخات عالية منعتها من قول أي كلمة، تركها و ذهب مسرعا ليعلم ما حدث إلا أن جملة واحدة قالها أبيه جمدته مكانه:

_ أخوك هرب و ساب الفرح يا فارس.. بنت عمك هتتفضح.

توقف عقله عن العمل... كيف يهرب عثمان و هو عاشق لفرحة هذا مستحيل، ساعة كاملة مرت دون فائدة الجميع يقف بإنتظار العريس و لا يوجد عريس، كارثة أو ليكون أدق فضيحة للفتاة و العائلة بالكامل، رفع عينيه للشرفة ليرى إبنة عمه بثوب الزفاف الأبيض و وجه غارق بالدموع.

شعور بالعجز و عدم الاستيعاب مسيطر عليها تسند جسدها على والدها بعين مغلقة ترفض النظر لأي شخص حياتها أصبحت عار.

انتفض جسدها على عودة الطلقات النارية و دلوف المأذون و كلمات فارس الحاسمة:

_ أكتب يا شيخنا أنا العريس.

____شيماء سعيد_____

الجزء الأول من أول حلقة نزلنا من كوكب سنمار لحي المغربلين يا رب الفصل ينال إعجابكم..
استغفروا لعلها ساعة استجابة

Continue Reading

You'll Also Like

959K 38.8K 46
حقوق الطبع محفوظة للناشر يمنع اعادة نشر رواية على القلب سلطان بأي شكل سواء مدونة او موقع الا عن طريق الكاتبة بنيتُ قلعتى وشيدتّها جيداً لكي لا اقعُ...
1M 22.1K 30
احبته رغم صغرها .. فاصبح حلمآ في يقظتها ومنامها برغم علمها بانه حلمآ مستحيلا .. فهي تعلم جيدآ بانها لاتليق به .. وانه لايراها سوا الطفلة التي ترعت ام...
2.9K 210 8
فتاه لم تتجاوز العاشرة تتخلي عنها امها مرغمة لتنقذ إخوتها الصغار تذهب الفتاه اللي المجهول تخوض تجارب كثيرة تحبث في ملجاء ثم تتبناه أسرة صغيرة تعود ب...
707K 15.6K 33
توفى زوجها وظلت على ذكراه وهى سعيدة بهذه الذكرى ولكن واجهتها مشكلة وكان حلها الوحيد ان تتزوج من آخر فماذا تفعل هل تخون ذكرى زوجها . . . . . مبدئيا...