Every night

By Marceline__vk

559K 44.3K 34.4K

بِمرور لَيلَةٍ وَرَاءَ لَيلَة، تَجرَّعَ الحاكِم السُّمّ الحُلوُ ذُو الطَّعمُ المُر جُرعَةً تلو جُرعَة آخذاً... More

البارت الثاني
البارت الثالِث
البارت الرابع
البارت الخامس
البارت السادس
البارت السابع
البارت الثامِن
البارت التاسع
البارت العاشر
البارت الحادي عشر
البارت الثانِي عشر
البارت الثالث عَشر
البارت الرابع عَشر
البارت الخامس عَشر
البارت السادس عشر
البارت السابِع عَشر
البارت الثامن عَشر
البارت التاسع عشر
البارت العشرين
البارت الواحد و العشرين
البارت الثاني و العشرين
البارت الثالث والعشرين
البارت الرابع وَ العشرين
البارت الخامس والعشرين
البارت السادس و العشرين
البارت السابع والعشرين
البارت الثامن والعشرين "الأخير"

البارت الأول

54.9K 2.3K 2.2K
By Marceline__vk


هولا ؟ اشتقت جداً🥺!!
مضى وقت طويل شوي من أخر مره نزلت رواية جديدة بحيث ناسية شلون افتتح البارت😭

ما علينا
ركزوا لي بأول بارت زين و لا تنسوا تشوفوني تعليقاتكُم الحلوة عَليه💟.

. . . . .

كُلُ لَيلة ..

عِند بِداية أيُ سَنة جَديدة، يَتَخذُ المَلِك لَيلَتُها بَعيداً عن طَبِيعَة حَياتهُ وَ أيامهُ الدَائِمِية، بَعيداً عن مَسؤولِياتهُ ...بَعيداً عَن أشخاصهُ، بَعيداً عَن كُل ما يَربطهُ بِمَكانَتَهُ كَحاكِم لِبلاده

بِسنين قَليلة فَقط كانَ يَفعلها مِن دونِ سَبب مُعين، وَ لِراحتهُ الشَخصية، لكن الان أصبح المُتَسَبب الأساسِي لِفعلَهُ لِأمر كَهذا ..

هو أحد الفِتيان ذُوي البَشرة الحِنطِية وَ الشَعر الأشقر، وَ الذِي لا يَراهُ سُوى لَيلة بِداية كُل سَنة جَديدة، فَقد سَبق وَ حاول البَحث عنهُ عند أول مَرةً قد رأهُ بِها، لكن لَم يَكن هُناك أيُ أثرٍ لهُ كما وَلُو أنهُ غير مَوجوداً إطلاقاً !

وَ لَم يَكن قادِراً عَلَى أصدار أمر مَلكي لِلبحث عنهُ، إنما بَحث بِحد ذاتهُ أرجاء مَملكتهُ وَ الحاناتٌ عَلَى وجهِ التَحديد ...

فَكيف يُمكنهُ آمرهُم بِـ 'أبحثوا لِي عَن فَتى أشقر الشَعر لَم أراهُ سوى بِحانة تَحوي المِثليين جِنسياً' بِينما هو الحاكم هُنا وَ أمر كَهذا قد يُدمرهُ ما أن تَعلم رَعيتهُ عَنهُ فَلا يوجد مَكان آمن لِلمثليين فِي ما بِينهم !

وَ عِند لَيلة بِداية سَنة جَديدة أخرى ..
هَا هو ذَا المَعني يَنسحب مِن بين عائلتهُ المُحتَفِلين بِبداية السَنة، يَتَلَبسُ بِثياب تَجعلهُ يَبدوا وكأنهُ مِن رَعيتهُ، وَ يَشقُ طَريقهُ لِتلك الحانَة بِلِثام قَد أحكم لِفافتهُ جَيداً لا يُظهر سُوى أعينهُ المُتَخذة مِن حُلكَةُ اللَّيْلِ الكَثير كَحالُ شَعرهُ الكَثِيف

وَ مِن زُقاقٍ ضَيق إلى زُقاقٍ آخَرَ مُتَسع ...
وَصَل لِتلك الحانَة، يَدخلها وَ كَما كانوا قَبل السَنة الفائِتة ...يَحتفلُون مَع أحبائُهم مُتَبادلِين القُبلات المُشْبَعَة بِالعاطِفة وَ الأحادِيث اللامُنتَهية عَن أهدافهم لِسَنَتهُم الجَديدة مُستَقبلين إياها بِبسمة تَعلوا وجوهَهم وَ أهداف تَملأُ عقولَهم وَ أُمنيات تَغزو قلُوبَهم

لِيَدخل وَ أعينهُ باشَرت عَلَى الفَور تَبحثُ عَن مُبتَغاها، وَ ما هو إلا أشقر الشَعر وَ أسمر الجَسد وَ ضئيل الحَجم، لَكن لَم يَكن لهُ تَواجد بِين الحاضرِين ..

أو حَتى بِينَ الراقِصين الذِين يَعتلون المَنصة مُرتَدين تِلك الثياب التي خُيطت مِن القِماش الشَفاف الفاضِح لِتقاسيم أجسادهُم، وَ التي زُينت بِالسلاسِل الذَهبية وَ الفُضِية، يَتمايَلون تَحتَ أنغام تِلك الموسِيقى فَيَسحرون بِتَمايلهم كُل العَقولِ، إلا عَقلُ الحاكِم المآخوذ مِن قَبل مَن كان يَتراقص مَعهُم ذاتُ مَرةً ..

فَـ بِالسَنَة الثّالثة التي رَأَى بِها هَذَا المَلِكُ أَشقَر الشَعر، وَجَدَهُ بينَهُم حِينها، يُزين هو النَسِيجٌ الشَفَّافٌ وَ سَلَاسِلُ الذَّهَبِ بِسُمْرة جَسَدَه وَ مَيَلَانُ خَصرَه وَ قامَتُهُ لا القُمَاش وَ الذَّهَبِ مَا يُزَينه ..

أتَخذ المِقعد المُقابل لِساقِي النَبيذ العَتِيق بِأنواعِه الحُلوة وَ المُرة مِنهُ مُقرراً أن يَنتظرهُ، فَهذا مُبتغاهُ وَ ما يَصبر عَليهُ كُل سَنة لِيأتي وَ يَراه ..

ولا يَعلم ما السبَبِ تَحدِيداً ..

هَل هِي أَعيَنُ الفَتَى العَسَلِيّة ؟ أم ضَحِكاتهُ المُتَغنِجة وَ الودِية ..؟

شعرهُ الأشقر أم جسدهُ الأسمر ؟ تَمايل خِصرهُ أم تَحركات يَداهُ ؟

المَلك أحتار ..
فَكُل ما ذُكر كان قَد سَلَبَ مِنهُ أنفاسهُ حِينما رأهُ عَلَى الأخر، مِما جعلهُ يُفكر ...أن كان حُسْنُ القِوَامِ وَ مُغرِ الأعين ذَاك هَكذا مِنَ الخارِج، إذاً كِيف هِي رُوحهُ وماذا قَد يَنثُرُ لِسانهُ مِن أحاديث وَ أقاوِيل ؟

"تَفضل، فَيبدوا أن أنتظارِك لِلعَشِيق سَيَطول" الساقِي مَازَح الرَجل أمامهُ، غير عالماً هَويتهُ بِالفعل، فَتَبسم جونغكُوك مِن خَلف لِثامهُ يَحادثهُ "هل لِي بِسؤالك ؟" لِيومأ الساقِي فوراً وَ يَلتقطُ جونغكُوك الكأس قائلاً "مُنذُ مَتى تَعمل هُنا"

"مُنذُ أن تم أفتِتاح هَذه الحانَة، لِما ؟"
"سَأسألك عن فَتى ما إذاً ...لا أعلم مِن أين يَأتي أو ما هِي جِنسيتهُ، أشقر الشَعر وَ أسمر البَشرة، لا أراهُ هُنا سوى نِهاية كُل سَنة جَديدة، بِأحدها كان فَقط يَبدوا كَزَبون، وَ أخرى كَحالها، لكن التي بَعدها ...هو كان أحد الراقِصين هُناك، أتعلم مَن يكون ؟"

"لا يَأتوا لِهنا الكَثير مِن الفِتيان الشُقر أو أصحاب البَشرة السَمراء ...كما أن أيُ أحدٍ مِن الزبائن يَستطيع مُراقصة الفِتيان عَلَى تِلك المنصة" رَدهُ أحبط المَلك قليلاً، لِيومأ بِهدوء وَ يَحتسي مِن النَبيذ القليل بِينما أعينهُ ذَهبت لِتَجوب المَكان ..

يَرَى تَبادل بَعض الرجال القُبلات فِيما بِينهم، وَ تلاصق أغلبهم وَ التمايل ضِد بَعضهم بِأعتيادية أو بِقَذارة، يوجد حَتَى مَن أخذ رَفيقهُ لِلغرف العُلية، فَقد كانت الحانَة كَبيرة رُغم سِريتها التَامة ..

تَنهد وَ باتَ يُراقب بَوابة الدُخول عَسَى ولَعَلَّ الأشقر يَأتي ...لَكن لَم يَأتي، لكنهُ عَلَى يَقِينٍ مِن أنهُ سَيَفعل، وَ سَيأتي، سَيراهُ وَ يَغرق بِكُل فِعل مِنهُ وَ كُل ضِحكة، بِكُل نَظرة وَ كُل كَلِمة ..

"لُو سَمحت"
وَ الصوت الذِي آتى مِن خلفهُ ...جَعلهُ يَلتفت فَوراً، لِيرى مُرادهُ ! فَها هو ذَا الأشقر يَنده السَاقي، وقد كان قَريباً مِنهُ، قَريباً لِلحد الذي رَفع نَبَض ما يَتخذُ أيسرهُ مَسكن، فَمَن آتى لأجلهُ هُنا !!

لِتنخفض أعين جونغكُوك مِن خُصلات الفَتى لِمحياهُ المُبتسم ثُم لِجسدهُ المُتَلبس لِتلك الأقمشة الخَفيفة بِسلاسل ذَهب عَديدة تُحيطهُ، كما وَلُو أنهُ أفتقد هَيئتهُ وَ أشتاق لِملامحِ وَجْهِهِ رُغم قِلة عَدد المَرات التي رآهُ بِها، وَ يَالغُربة الأمر ...

لِيَبتلع حِينما كان عَسلي الأعين قد نَظر ناحيتهُ، بِتلك الأبتسامة البَهية وَ الأعين الوِدية، إلا أنهُ أشاح أعينهُ بعيداً عن جونغكُوك ما أن آتى الساقِي بِما يُريدهُ مِن كأسين نَبيذ، وَ غادر بِقعتهُ ناحية أحد الطاولات مَع أحدٍ ما غير عالماً عن الكوارث التي إقامها بِصمتهُ بِحاكم البِلاد أجمَعِين ..

وَ لَم يتوقف جونغكُوك عن تَتبعه بأعينهُ، وَ تايهيُونغ لاحظ، لَكن لَم يعيرهُ الكَثير مِنَ الإنتباه ...فَفي نِهاية الأمر هو أعتاد عَلَى أن يَلفت حسنهُ الأعين وَ جَسدهُ الأنفس

"لا بُد وَ أنهُ مَن تَستفسر عنهُ ...صَحيح ؟" الساقِي هَمس يَطرح ما بِجعبتهُ مِن سؤال، لِيومأ جونغكُوك بِضياع وَاضح، فَأعينهُ لَم تُزحزح مِن عَلَى عَسلي الأعين

"يُدعى تايهيُونغ" فَصَح الساقِي عَن أسم المُلفت، لِيتمتم جونغكُوك مِن بعدهُ دون رُبع إدراك لِذاتهُ "تايهيُونغ .."

"لا يأتي لِهُنا كَثيراً، لكن رُغم قُلة زِياراتهُ لِلحانة، إلا أنهُ يَتبقى أكثر مَن يَشد الرِجال إليهُ دون فِعلهُ لأيُ شيء"

"أنا أرى هَذَا .." جونغكُوك همسها بِتنهيدة ثَقيلة، فَقد كان الأخر يَمتلك وجهاً لَم يَرى مَثيلاً لهُ مع أيُ مَلِك أو مَلِكة، أمِيرة أو أمير، غَني أو فَقير، كان وكأنهُ مُختَلف رُغم إدراكهُ التام أن خالقهُما وَاحد

"لا تَتحداني !" الفَتى الأشقر صَرَخ بِضحكة آسِرة لفؤاد المَلِك قَبل أعينهُ، وَ أيقن أن صديق الأشقر ذَاك تَحداه بِشيئاً ما، لِيجد أن الأسمر قد تَكتف بِحواجِب قد أرتفع وَ أبتسامة واثِقة أرتسمت عَلَى رَسمة ثُغرهُ، وَ لا يعلم جونغكُوك ...لا يَعلم جونغكُوك لِما لا يَستطيع أن يَكُف عَن مُراقبة أدقُ أفعالهُ

ضَرب الأسمر الطاوِلة بِباطن يَدهُ وَ وقف يَصعد تِلك المَنصة التي تَحتوي عن أكثر مِن فَتى وَ أخر كانوا وَ مِن المُفترض أن يَكونوا الأكثر جاذِبية وَ فُتنة هُنا ...إلا أن تايهيُونغ كان أشدهُم فَغطى عَليهم بِحسنهُ كما ولو أن لا وجود لَهم

أصابع الفَتى النَحيلة ألتفت حُول العامُود الحَديدي يَحتويهُ بِين ذراعيهُ وَ يَتراقص ضِدهُ فَترتفع أنغام مُوسيقى العازِفين لِرؤيتهم لِمن قَد أعتلى المَنصة هُناك ! تَعالى صوت الموسيقى بِشِدة كما ولُو أن تواجد تايهيُونغ فوق المَنصة شَغفها الضائع لِيعزفوا بِحب وَ إتقان مُشدد

لِيس ذَلِكَ وَ حسب ...بل أرتفع هِتاف الرِجال مِن حولهُ، مِما يجعل أبتسامتهُ تَتوسع شَيء فَأخر، فَصديقهُ قد تَحداه عَلَى أن يَسرق جَميع الأنظار ناحيتهُ، بل وَ أن يَشعل الحانة هُنا ..

غَير عالِم أنهُ أشعل فؤاد وَ رُوح الحَاكم أكثر لا الحانَة وَ ما بِها ..

حِينها أكتفى متوقفاً عن التَراقص ضِد العامود بِشكلٍ أظهر الكَثير مِن جَسدهُ بِشكلٍ مُغرٍ مُثير لِأشعال نَشواتهُم لا الحانَة وَ الجو وَ حسب ..

وحِينما نَزل مِن عَلَى المَنصة تَحت تِلك الأعين التي لَم تَتوقف عَن أتباعهُ ولا يَبدوا أنها سَتَتوقف طِيلة تَواجده ...كان أحد الرِجال أوقفهُ، مُعتقداً أنهُ بائع هَوى ...

حِينها أستقام جونغكُوك بِهيئتهُ، وكان لِيَتحرك ناحيتهُ غير مُحباً لِمحاولة الرَجل لِمحاولة إقناعهُ بِالذهاب معهُ، وما صدمهُ ..

هو أن تايهيُونغ قد لَكَم الرَجل لِحد جَعلهُ يَسقط أرضاً رُغم بُنيتهُ الضخمة !!

"لِيس فَقط لِرقصي فوق تِلك المَنصة يُبرهن لَك أنني بائع هَوى، وَسع نِطاق فِكرك يا جاهِل" ثُم هو فقط ..عادَ لِلجلوس مع صديقهُ الذِي أنخرط بِالضحكِ وكأنهُ لَم يَفعل شيئاً

عَاد جونغكُوك لِمَحلهُ وَ عادت الأجواء لِما كانت عليهُ قبل أن يَعتلي تايهيُونغ مَنصة الراقصين، يَحْتَسِي مِن كَأْسُ الْخَمْرُ بِينما ما يَثمَلهُ هو تايهيُونغ

الذِي وَ مُجدداً ..
وَجه أعينهُ ناحيتهُ، وَ بِهذا ...عاود وَ عَبث بِأوتار نَبض المَلك، دون أن يُحرك ساكناً ! فَهو فقط ...نَظر إليهُ

وَ قَطع تواصلهُ، وَ المُتسبب ذاتهُ، الأسمر، فَلُو بَقي الأمر لِجونغكُوك لِأكتفى بِالنظر إليهُ فَقط لِمَدى ما تَبقى مِن عُمرهُ المَكتوب، هو لَن يُمانع بَل لَم يُفكر فِي أن يَفعل مِنَ الأصل

حِينها وَدع الأسمر صَديقهُ وَ غادَر الحَانة، وكان وَ مِن المُفترض كَكُل سَنة مِن تلك الخَمسُ سَنين التي يَرى بِها المَلِك هَذَا الفتى، وهي أن يرحل هو الأخر ويعود هو لِقصرهُ لكنهُ ..

لَحقهُ !
لا يَعلم ما سَيقول، أو ماذا سَيفعل، هو فَقط أتبع قَلبهُ وَ لَحقهُ ..

كانت الأزقة مُظلمة، بل وَ هادِئة، فَقد كان الوقت قد تَعدى مُنتَصف الليل، وَ الأكثرية خَلدت لِلنوم بَعد ما أنتهى أحتفالهُم بِأستقبال السَنة الجَديدة ..

مِن زُقاق لأخر يَسير تايهيُونغ، وَ المَلك يَلحقهُ بِسِرية خَشْيةً مِن أن يُلاحظهُ الأسمر، وشيئاً فَأخر ...كان تايهيُونغ يَمرُ مِن أفرع ضَيقة مُظلمة، وبأحدهم، أضاع الملك طريقهُ !

حِينها هَربت شَهقة خافِتة مِن جونغكُوك ما أن كان يُحاصر ضِد جِدار الزُقاق الضيق بِخنجر مُوجه ناحِية عُنقهُ أستشعر حِدتهُ المُلامسة لِجلدهُ كما أستشعارهُ لِتلك الأنفاس الساخِنة ضِد وجههُ وَ الجسد الضئيل المُلاصق بِشدة لِجسدهُ ..

وكان يَستطيع أن يَعكس الأدوار، بل وَ بسهولة، لكن لأدراكهُ مَن أمامهُ ...أستسلم لأجلهُ يَخذل تَدريباتهُ التِي تَلقاها لِمُدة عَشر سِنين مِن قِبل أبيهُ شَخصياً، وَ لا يَعلم ما بالُ كُل الخضوع الذِي يُوهبهُ لِلأشقر هُنا !

"ما لَك بِلحاقِي يا أنتَ ؟" صَوت تايهيُونغ الهامِس والمُهَسْهِسَ اِختَرَقَ مَسامعهُ، ولا يَعلم جونغكُوك كم كان قَربَهُم شَديد، أو لأيُ حَد، فَقد كَانَ الظَّلامُ دَامِسٌ، وَ كُل ما هو مُتَاح ؟ هو الشُّعُورِ بِالآخَر ..

"تَحدث !" زَمَجْر بِهِ الأسْمَرَ وَ قَرَبَ الْخَنجَرُ مِن وَسَطَ عُنُقَهُ أكثر كَنَوع مِن تَخوِيفُهُ وَ تَّهدِيدهُ، فَابتَلَعَ جونغكُوك ماء رِيقهُ يُغلق أعينهُ غَير آبه لِكون الآخر قادِر عَلَى آذيتهُ عِند أيُ ثانِية آتِية ..

فَقد كان تائِهاً ما أن أَصْبَحَت رَائِحَة الفَتى تَنْبَعِثُ إليهُ وَ كأنها تُحِيطهُ، فَكَادَ يُقسِم أن لا طِيبُ كَطيبِ ما اِستَنشَقَهُ مِن عَبقَ رَائِحَةً الان، فَقد كانت حُلُوة لِرِئَتَيهِ وَ مَرغوبَة لِشَفَتيهُ، فَيود هو تَقبِيلُ كُل أنش مِن جَسد الآخر يَحملها، فَغَرِقٌ بِحَلاها كما ولُو أنهُ يَستَنشَقُ الهواء لِأولِ مَرةً فِي حَياتهُ ..

"لِيس لَدِي شَيء ...أنا فَقط لَحقتُك" جونغكُوك صَارحهُ بِصدق تَام، لِيكتسب هَمهمة مِمن أبعد الخِنجَر بَهدوء وَ سَخر مِنهُ "يَبدوا إنك أتبعتَ رَغبة قَضيُبك فَلحقتَني" ثُم هو غَادر الزُقاق تاركاً خَلفهُ مَن يُحاول فَهم مَقصدهُ وما يَرمي إليهُ تَحديداً بِقولهُ ذَلِكَ ..

فَفهم ! وكان تايهيُونغ يَقصد أنهُ حالهُ كَحالُ بَقِية الرِجال الذِين يُلاحقونَهُ لأجلِ رَغبتهُم بِمُضاجَعتهُ، فَلحقهُ فوراً وَ بِسُرعة لِتصحيح فِكرَة الأخر عَنهُ فَهو لِيسَ كَذَلِكَ قُطعاً !

وَ لَم يَكن تايهيُونغ يَبعد عنهُ بِالكَثير، فَمَشى خلفهُ يَتحدث مُبرراً مَوقفهُ "لَستُ كَذَلِكَ ! لِما لا تَقول أنني أتبعت رَغبة مِن رَغبات القَلبُ ...لا رغبة عضو تَناسلِي !"

"أوه إذاً .." تايهيُونغ تَمتمها وَ توقف عن السِير تزامناً مع مَن فعل مَعهُ، فَألتفتَ لِلرجل المُلثَم خلفهُ يَقترب بِأبتسامة صَغيرة مِنهُ لِيَقف عَلى مَقرِبَة مِنهُ ولا يَفصل بِينهم سُوى اِنشات، فَأكمل ساخراً بِتواصل بَصري مُباشِر لَم يَتم إستقطاعهُ مِن قبل أيُ طرف هَذه المَرة "إذاً هَذَا أسوء بِكثير، صَدقني"

فَأبتلع المَلِك رِيقهُ ...لِما هو اسوء ؟

إلا أنهُ لَم يَستفسر عن ذَلِكَ مُستَغلاً تَجاوب الأخر معهُ بِسؤالهُ ما هو أهم لَديهُ "هل ...هل أنتَ مِن هُنا ؟"

"أنا مِن كُل مَكان وَ فِي كُلُ مَكان ...سُمو المَلِك" ثُم تايهيُونغ أطلق ضَحْكَةٍ خَفيفَةٍ بِلا صَوْتٍ أثر أعين الأخر التِي تَوسعت، وَ غَادر يَترك الأمبراطور بِقلب صاخِب وَ مَشاعر مُبعثرة يَبتلع ريقهُ مراراً وَ تكراراً ...

كيف عَلم أنهُ المَلك !

. . . .

كان المَلك يَغطس بِين طيات مِياهُ حوض حَمامهُ المُزين بِالزهور المُعطرة بِينما ذِكراهُ تَعود لِما حَدث قَبل أقل مِن ثلاث ساعات مَع أشقر الشَعر، يَستذكر تَحركاتهُ، قُربهما بِذَلِكَ الزُقاق الضِيق ثُم ...شعورهُ بِأنفاسهُ القَريبه وَ رائحتهُ التي كان يَود أن يَستنشق المَزيد مِنها حَد الشَبع

وصولاً لِمعرفتهُ أنهُ المَلك دون حَتى أن يرى وجههُ كاملاً ...وَ هَذَا الشيء أخذ الحَيز الأكبر مِن تَفكيرهُ، فَكيف عَلم ! هل هو يَعمل بِالقصر ؟ فَلا أحد مِنَ العامَة يراهُ كثيراً، فَقط مَن هُم بِالقصر مِن عائلتهُ وَ الوزراء وصولاً لِلمُساعدين وَ الحَرس !

"تايهيُونغ ..." تَمتم أسمهُ وَ أمتدت يَدهُ لِحيث وسط عنقهُ، عند المَنطقة التي تَمركز بِها خنجر الأشقر، لِيبتسم بِهدوء وَ يُتمتمَ "سَنَلتقي مُجدداً، فَلَك سِحراً عَليَّ وَ لا أحد ...لا أحد سَبق وَ لَفتني كَما فَعل سِحرُك"

أستكمل حمامهُ سَريعاً لِينده مُساعدهُ وَ حارسهُ بِذات الوقت وَ المَدعو بِـ دِيفيد، وَ الذي سُرعان ما كان أمام المَلِك مُطأطأ لِرأسهُ وَ قائلاً "كُلي آذان صاغِية مَولاي المَلك"

"غداً ...صِف لِي جَميع المُساعِدين بِأحد ساحات قَصري، جَميعاً دونَ أستثناء"

"أمرك سُمُوك، لَكِن هَل مِن ضَرراً يا مَولاي ؟ أن كان فَسَيَتِمُّ إِصْلاحِهُ سَريعاً !"

حِينها تَبَسَّمَ المَلِكُ خفيَةً نافياً، فَاِستَأْذَنَ مُساعدهُ لِلذهابِ، فَتَنَهَّدَ هو فور ذَهابهُ يَعود بِجَسَدَه الْمُتَغَطِّي بِرِدَاءٌ اِستحمامه لِلخَلَفَ يَتَمدَّد وَسَط أغْطِيَة سَرِيرِهِ الحَريرية مُحَدقاً فِي سَقفهُ لِبُرهة قبل أن يُغلق أعينهُ يُتَمتِم بِـ"أن الضَرَر يَكْمُن فِي أيْسَر صَدرِي وَ لن يُصْلِحهُ سِوى مُسَبِّبهُ يا دِيفيد .."

صَباح يومِ التالي ...
أستغرب جَميع مَن يَعيشون أرجاء قَصر المَلِك لِتجمع جَميع المُساعدين بِساحَة واحِدة، بل وَ دون إستثناء !

لَكن المَلِك لَم يَهتم، وَ لَم يُصرح عن السَبب، إنما أتجهُ لأين ما تَجمعهم، يَقف قُبالتهم جميعاً فَيَعم الصَمت عليهم وَ تَنخفض رؤوسهم بِحضرتهُ ..

"أرفعوا رُؤوسكم"
أمرهم بِصوتٍ ثابِت وَ بارد فَفعلوا يَرفعون رؤوسهم لا عُيونهم خَشيةً مَنهُ، لِتَنتقل أعينهُ مِن عَلَى وجوههم بِتركيز باحثاً عن مُبتغاهُ، لكن لَم يكن مِن بينهم ..

فَتحرك يَمر مِن بينهم يَبحث عن كُثب خصوصاً لَدى الصفوف الأخيرة فَهي كانت الأبعد عن أعينهُ مفكراً أنهُ وَ لَرُبما بينهم لكن ...لا شيء

"دِيفيد" نَده مُساعدهُ فَتلقى "أوامرك مولاي ؟" فَطرح سؤالهُ "هَل جَميع المُساعدين هُنا ؟"

"أجل مولاي ...بدايةً مِن مُساعدين الأميرات وَ الأمراء، وصولاً لِلوزراء، ثُم المُنظفِين وَ الطباخين دون أستثناء"

فَتنهد بِنوع مِنَ الخِيبة ...لكن لديهُ شُعور كَبير أن الفتى هُنا، بِقصرهُ، فَكيف قد عَرِف هويتهُ ؟ خصوصاً أنهُ لَم يَراهُ بِتلك الحانة دُون لِثامهُ !!

فَمَرت الأيام ..
مَرت وَ لا يَزال المَلِك بِعقل مَشغول وَ قَلب مَأخوذ مِن قِبل مَجهول الهوية ذَاك، وَ يكاد لا يُصدق نَفسهُ، فَالأخر لَم يَفعل الكَثير ...بل إنما القَليل لِيغدوا حالهُ هَكذا، فَأكلهُ التَفكير بِأذاً ماذا وَ أن فعل ؟ كَيف سَيغدوا حالهُ حِينها ؟

هل سَيغدوا مهووساً ..؟

أحتسى كأسهُ الخامِس لِلنبيذ وَ أعينهُ تَجوب تِلك الأجساد المُتراقصة لِلجوارِي بِبرود قاطِع مَع بَقية مَن يحاوطوهُ مِن وزراء وَ أمراء، لا يَهوى هو حَفلات كَهذه لكن بِذات الوقت ...هو لا يَستطيع الرَفض حِينما يَقيمها أحد الأمراء أو الوزراء وَ تَتم دَعوتهُ، فَعدم رَفضهُ يَكون كَنوع مِن القِناع، قِناع يُخبأ خلفهُ حَقيقة مَيولهُ، وَ حقيقة أن لا إمرأة بِحسنها وَ فُتنها جَذبتهُ

فَعادت ذِكراهُ لِذُو الجَسد الأسمر المُحاوط لِلعامود الحَديدي وَ تراقصهُ مع تمايلهُ ضِدهُ، أو أن أصح القول ...العامود المَحظوظ، فَتايهيُونغ كان يَتلاحم مَعهُ بِحَميمية، وَ ذَلِكَ أغوى المَلِك بل وَ أثارهُ وَ دَفع خيالهُ لِذات لِيلة أن يَرسم جَسدهُ بدلاً عن قطعة الحديد تِلك، فَرُسمت لهُ صُورة أشعلت رُوحهُ قبل جَسدهُ ..

حِيث كان تايهيُونغ يَتلاحَم مَع جسدهُ، وَ يحيطهُ هو بِين ذِراعيهُ جَيداً وَ يَستكشف ما يَحلو لَهُ وَ يَرغب ...

"أجمل الجُواري وَ أكثرهُم جَاذبيى أعينها تَكاد تأكُلك، سُموك" أخيهُ الأوسط مَازحهُ لِيبتسم هو مُسايراً الوَضع وَ مُحتسياً المَزيدُ مِن نَبيذهُ دون حَتى أن يَعلم مَن التي يَقصدها ؟

"اوهه !" كَبيرة قَد أصدرها أكثرية المُتواجدين حِين حَدث ألتواء لِكاحِل مَن كان يَقصدها الأمير لِتسقط أرضاً مُتَألمة فَتَتوقف بَقية الجوارِي عَن الرَقص بِتنهيدات صَغيرة علماً منهم أنها مُتعمدة، فَهي أخبرتهن قائلة أنها تُريد جَذب أنتباهُ المَلك، أن لم يكن بِالرقص أو جمال مِحياها ؟ فَبِطريقة أخرى، وَ يبدو أنها الطَريقة الأخرى

"هِيه ! أنده تايهيُونغ !" طَلب أحد الجواري عَلَى الحَرَس جَذب أنتباه المَلِك بل وَ عبث بِنَبضهُ ! لكنهُ حاول أن يهدأ مِنه معتقداً أنهُ تَشابه أسماء لا أكثر لكن ...دُخول الأسمر القاعِة بِحد ذاتهُ أثبت العَكس، بل وَ صدمهُ ...

. . . . .

سو تتوقعون شنو شغلة تيتي بالقصر ؟

متحمسة اشاركم الرواية خصوصاً اني كاتبه اكثر من بارت لانها من نوعي المفضل، ايضاً ...مستحيل اخلي الشتاء يعدي بدون لا اكتب شي تاريخي😔

Continue Reading

You'll Also Like

1.7M 94.1K 41
بسبب قبلة عرضت بالفيلم و بسبب لمسات مثلت أمام المشاهد دوامة جذبت جيون جونغكوك لتوقعه بحب عميق مع الممثل كيم تايهيونغ -مكتملة- First published : Jul 2...
323K 17.6K 22
"مُكتَمِلة " ... "لآ آحـتآج شـيئآً غـيرك في هذه آللحـظـة لن آحـتآج لغـيرك لبــقية حـيآتي " .............. آلمـُسـَيطـِر:تايهيونغ الخاضع:جونغكوك ...
35.9K 1.7K 17
مُكتملةً. رُغم كونِك لم تسقي تِلك الاغصانّ بداخليِ إلا أنها نمت حُباً وهياماً لكّ وحدكّ يا عزيزيّ
44.5K 3.2K 62
أنا الزهرة اللتي تُحيي ما مات في داخلك. Vk 12 @thvtt19