نـَسل الغـَجـَّر || 𝑉𝐾

By suli1is

105K 5.7K 1.7K

اَميراً مَذلولاً انا وارقىٰ اِبناً لفاتنةِ الغجر وسأبقىٰ اين آلهُ السماءِ مني والمطرْ اين يا ترى السبيلُ ل... More

~تمهيد~
I
II
III
IV
V
VI
VII
VIII
IX
X
XI
XII
XIII
XIV
XV
XVI
XVII
XVIII
XIX
XX
XXI
XXII
XXIII
XXIV
XXV
XXVI
XXVII
XXIX
XXX

XXVIII

1.8K 108 16
By suli1is

قُطعت سبلُ النجاة حينما
قَطعتَ طريقي الى وصالك

"اخبر سموهُ انني على عجلةٍ من امري لمقابلته"
تردف اكينا معجلةً خطواتها للوصول الى ساحة التدريبات الخاصة بجلالة الامبراطور

حيث يقضي تايهيونغ معظم وقتهِ في هذه الايام ، يصب تركيزه على النقطة الحمراء وسط ذلك اللوح الخشبي ، يصيب تلك النقطة في كل مرة يضرب سهمه

لكنه ما زال يحاول، ما زال يتخيل تلك النقطة سبب عزله عن حبيبه ، السبب الذي لم يره ولم يسمعه ، السبب الذي اعادهما الى البداية وما قبل البداية حتى

يخطو هيو داي ناحية سيده ليطلعهُ على امر اكينا، خطواته بطيئة خشية ازعاج سموه ، كيف لا وهو قد امره بعدم مقاطعة تدريبه الا اذا كان امراً طارئاً ، لكن هيئة ونبرة اكينا قد بعثت في دواخله شعوراً سيئاً لذا تقدم ودون رجوع لينفذ ما أُمر به

"سموك.."
عُقد لسان هيو داي حينما تحول هدف سموه من ذلك اللوح الخشبي الى صدره ، نظرات سيده تخبره بأنه سيقتله بدمٍ بارد دون ان يرفَ له جفن او رمش ، ياللسخرية أهي نفس العيون التي كانت تبعث له الامل والبهجة؟

"سموك انني اجثو على ركبتي متوسلةً لك ان تستمع لي وان تترك هذا الرجل وشأنه"
اكينا وخلفها خادماتها تعلو وجوههن الصدمة ، سيدتهن صاحبة اللسان الارعن والمهنة الاكثر رعونة ، تلك التي لا تنحني الى رجل بل تجعل الرجال ينحنون لها هاهي الان تجثو ركبتيها امام سموه ولاجل شخصٍ بالكاد تعرفه؟

ينظر هيو داي الى يمينه ناحية اكينا ليمتثل هو الاخر جاثياً ركبتيه ، مائل الرأس الى الارض طالباً الرحمة من سموه
"هل يا ترى يستطيع سهمي اختراق رأسيكما سويةً؟ وبرمية واحدة؟ الامر يستحق المحاولة"

"تاي"
يعلو صوت الجدة وسط الساحة الشبه خالية والتي يقف وسطها سموه ، يحيط به اربعة اشخاصٍ ساكنين الارض راكعين ترابها ، شعور السلطة والقوة والتزمت يعتري جسد تايهيونغ ليبعث موجةً من النشوة داخله

لكن صوت جدته اعاده الى الواقع
لسهم تايهيونغ صفتان لا ثالث لهما ، فالاول انه لا يخطئ هدفه اطلاقاً والثاني انه في الثانية التي يخرج فيها من جعبة تايهيونغ لن يعود اليها ابداً.

أُطلق سهم تايهيونغ لكن يا ترى الى اين؟ الاجساد الجاثية الاربع لم يرو دماءاً تجري اسفلهم ولم يسمعو صراخ من قربهم لذا تأكدو انهم جميعاً احياء ، اللوح الخشبي لم يصدر صريراً دالاً على اصابته
اذاً اي روحٍ اصابه نبل سموه؟

لبرهةٍ من الزمن ظنت تاكارا ان حفيدها قد اصابها ، خلال تلك النصف ثانية او ربعها رجف قلبها خوفاً ورهبةً منه لكنها سريعاً ما اعادت نظرها ناحيته حينما تأكدت ان تايهيونغ قام بأصابة طائر السنونو الذي كان يحلق خلفها

"ليأتي كلٌ منكم ما بجعبته على حدة ، لا طاقة لي للتعامل معكم مرةً واحدة وان كان ما يخالج بالكم امرٌ ليس من ضمن اهتماماتي سيكون هذا اخر ما ستنطق به السنتكم قبل ان اقتلعها من جذورها"

،،،،،،،،،

قطراتٌ من العرق تتساقط من اعلى جبينه بينما يقوم بربط سرج جواده، يديه ترتجفان نتيجة الركض من داخل القصر الى الاسطبل او ربما من الخوف والرهبة  لم يسعه الوقت حتى ليأخذ الاذن من الامبراطور بالعودة الى كاسوغاي لم يسعه الوقت لتوديع اخيه تستوقف تلك الكلمة افكار روي بأكملها 'اخي'

"بِتُ لا اعلم ان كنت اخي حقاً ام لا تايهيونغ، كيف من المفترض ان ارتعش خوفاً من اخي الاصغر"

اروقة القصر التي استقبلت روي بالزينة والبهجة والفرح اصبحت تضيق عليه كلما مشى على سطحها، في كل خطوةٍ يخطيها يشعر بزوجِ عيون تطارده يستطيع الشعور بتلك النظرات القاتلة لكنه لا يراها لهذا حزم امره وشد لذام حصانه ، هو سيغادر الليلة لا محالة


"اذاً ما قالته الخادمات صحيح...انت ايضاً ستتركني روي"
صوت يملؤه الحزن والانكسار يقاطع روي بما كان يفعله ، يدير جسده تابعاً رأسه الى مصدر ذلك الصوت

يلين قلبه وجفن عيناه ومدمعه على حال قريبته التي اعلنت حياتها حداداً لروح حبيبتها ، ببسمة صغيرة تبعث مواساةً للواقفة امامه يرفع يداه ماداً اياهما ناحيتها يدعوها الى احتضان عميق او ربما يطلب منها ذلك الاحتضان

"لا تتركني روي ارجوك لم يعد لي احدٌ هنا"
"ايتها الغبية تايهيونغ هنا لاجلك دوماً"
"لم يعد كذلك!"
تصرخ ليسا بكل ما تبقى لها من قوة، رغم محاولاتها الغير متوقفة بأبعاد يدي روي عنها الا انه ما زال متمسكاً بها ، يستقبل روي ضرباتها على صدره، كتفاه ووجهه بصدرٍ رحب

ينظر اليها متمعناً ذلك الوجه الذي لم يكن يبيت الا والبسمة تعلو صفو خلقه والان؟ الان ما هو الا وجهٌ يرتسم الكآبة في ابهى صورها في محياه
"اذاً تعالي معي، لنعد الى الديار"

لأول مرة في حياته يتصرف روي بأنانية، دوماً ما كان يفكر بأخيه في كل مقتطع طريق في حياته، لكن الان الامر مختلف ليسا تحتاجه تايهيونغ لا يحتاجه هذا القصر لم يضق خناقه حول رقبته فحسب

"احزمي امتعتك سنغادر الليلة سأعود بخبرٍ الى الامبراطور عند وصولنا"
"ح..حسناً"

،،،،،،،،،

بين الاسطبل وغرفة الاجتماعات تتطلع الانظار الى الراقد على كرسي العرش الخاص بالامبراطور والذي يتخذه تايهيونغ مجلساً له

منذ وصولها اكينا وهي تعاين تصرفات تايهيونغ واقواله وحتى نظراته ، بدأت رويداً رويداً بالمقارنة عما كان تايهيونغ عليه سابقاً ، ولم يغفل عنها مشهد رداءه الغير مربوط بأحكام مظهراً صدره الابيض الذي لا يشوبه شائبة غير تلك القلادة الملعونة التي تحيط برقبته كأنها افعى تصدر فحيحها الى اذنيه

تستطيع اكينا بكل سهولة الحصول على انتباه تايهيونغ قبل الجميع لكنها اذكى من هذا، هي اذكى من ان تكون ضحيةً على يديه او على يدي تلك القلادة، ستنتظر دورها كأخر شخصٍ يتحدث مع سموه بغرض جمع اكبر قدرٍ من المعلومات عن هذه الشخصية الجديدة الي تستحوذ صديقها

"هاتِ ما عندكِ جدتي اكينا تنتظر ومن العيب ان ادع رفيقتي ومعلمتي في انتظارك"
"سأتغاضى عن حقيقةِ انك قمت تواً بمقارنتي مع بائعة هوى لكنني سأدخل صلب الموضوع ، الليلة ستمطر مطراً غزيراً"

ما ان نطقت العجوز بما في داخل جعبتها حتى توقفت تايهيونغ عن اللعب بسهمه لينظر اليها ، تكاد اكينا ان ترى لمعان وتوهج روح الاله في تلك النظرة
"وكيف علمتِ بهذا الامر يا ترى؟"
"لمحت احدى الغيوم تتحول الى اللون الداكن واظنها ستسبب لنا بعاصفةٍ جمة"

'مالذي يتحدثون عنه بحق الجحيم؟'
السؤال الذي يساور عقل كل من في داخل الحجرة غير سموه والجدة الكبرى، حقيقةُ انهم لا يعلمون انها شيفرةٌ سرية تستعمل فقط عندما يضطر احدهم ابلاغ سموه بأمور صقور الساموراي تجنباً للشبهات


"اقفلي النافذة جيداً وارتدي الرداء الاحمر الصوفي الذي صنعته لكِ تجنباً للمرض"
مع مغادرة الجدة تنتقل نظرات تايهيونغ الى اكينا
"مالذي اتى بمعلمتي يا ترى؟ أهناك درسٌ نسيتِ تعليمي اياه ام انكِ اشتقتِ الى جلساتنا سوية"

"القليل من كلاهما ، لكن الاهم الان هو شوقي اليك سموك"
"الزمي حدودكِ يا امرأة سهمي ما زال يتوسط اصابعي"
ابتسامة اكينا توسعت اكثر مع انحناءها اجلالاً واعتذاراً الى سموه ، الذي يمتثل امامها ليس تايهيونغ بتاتاً

"مع كامل احترامي لكَ سموك لكن حياتك على المحك وتلك القلادة هي السبب، ارجوك ان تستمع الي لعلِ اكون سبباً في انقاذك"

"دون مقدمات اكينا لا رغبةَ لي بسماع خرافات الاساطير"
"اخشى انها ليست خرافات سموك، والذي يثبت كلامي هو انت لا غير، الرجل الذي تلمع عيناه صفاءاً ونقاءاً لا وجود له مقارنةً بالذي يقبع امامي، الرجل الذي امضى وقته برفقتي يجهر بأسمي مفتخراً برفقتي يصرخ في وجهي الان ناهراً اياي وما اعمل سبيل لقمة العيش"

"اليست هي نفسها التي ترشد المرء الى طريقهِ الصحيح؟ كيف بها اذاً تقودني الى المحك؟ ام ان موتي هو الطريق الصحيح"
"ليُقطع لساني قبل ان اتلفظ بما يظن سموه، قلادة الكهرمان تتبع احاسيس مالكها، ان كان قلبك صافٍ لا يعتليه شعور سلبي ستحصد الطريق الصحيح وان كان العكس سيلتمس روح سموه روح الاله رايجين وان حدث هذا الامر فليس له من رجعة"

"ماذا سيحدث ان امتزجت روحي مع روحه؟"
تتفاجئ اكينا كلام الذي امامها لترفع رأسها من ارضية الحجرة الى وجهه، ظنت انه سيقوم بالاستهزاء على ما تتعلثم به من كلام ساخراً من عقلها الملئ بالخرافات لكنه فاجئها بسؤاله هذا
"ستصبح روحك حبيسة تلك القلادة للابد ويستحوذ الاله على جسدك ما حييت"

يغمض تايهيونغ عينيه مفكراً ، اكينا تشابك اصابع يديها مرتجيةً منه الخلاص من اللعنة التي تحيط عنقه اللعنة التي ان اختار تايهيونغ تقبلها ستحصل فاجعة في البلاد بلا استثناء

،،،،،،،،،

<ليسا>
.
.
اسرع خطاي اقوم بجمع ما احتاجه لملئ حقيبةٍ صغيرة تكفيني لايام السفر فقط، روي محق ليس لنا مكانٌ هنا وتايهيونغ ليس بوحيد جونغكوك معه

الصراع الداخلي الذي اعيشه مع نفسي وضميري سيقودني الى تدمير نفسي شيئاً فشيئاً، ان بقيت هنا ليلةً اخرى سأقوم بقتل نفسي ولا اود قتلها قبل ان اقتل قاتل جيني حينها.. حينها فقط سأستحم بدماء القاتل وامزجها بدمائي

تلك الافكار، حديثي مع نفسي، شوقي واشتهائي الى الانتقام، كل هذا واكثر رُمي بكل بساطة الى ما وراء اهتمامي حينما لمحت كيس عطر فقيدتي على الطاولة قد نسيت اننا كنا معاً قبل ان اخذها بيدي الى حتفها قد نسيت انها اختارت ان تتركه هنا ليعطر غرفتي برائحتها ريثما نعود معاً لنصنع الحب تحت اجواء الياسمين

"واي حبٍ قد صنع بنا الموت"
اتقدم بخطىً مبعثرة الى ذلك الكيس، احمله بين اصابعي اشم العطر الذي يكاد ان ينتهي مفعوله من بين ثنايا خيوطه

تتراقص الدموع محيا وجنتي متذكرةً كم ان العطر لا يعني لي شيئاً قدر ما كان يعني لي معقوداً حول خصرها، كيف لابسط الاشياء ان تقودني الى الانهيار فقط لانها تذكرني بها

اقوم بتقبيل ذلك الكيس واضعةً اياه في جيبي، امسح دمعي الذي جفَّ على وجهي تاركاً اثاراً خشنة على سطحه لترتوي عيناي تلك الورقة البالية الملطخة بدماء حبيبتي

والتي ربما كانت سبب وفاتها ، الورقة..رسالة جونغكوك الى تايهيونغ منذ سنين، الرسالة التي ضحت جيني لاجلها بحياتها وانا اود رميها بعيداً ورمي كل ما اهتمت به محبوبتي لأجل نفسي؟

جيني عَلمت بأنها ستموت ان استمرت بهذه العملية لكنها لم تهتم لانها ارادت نشر البسمة على محيا جونغكوك وتايهيونغ مجدداً وتبرئتهما امام بعضهما وانا؟ انا التي اود الهرب من كل ما ضحت به لاجل نفسي وراحتي؟

كلا..لست ممن يتهرب من مسؤوليةٍ ما ولست اقبل ان تضيع روح فقيدتي هباءاً، سأقوم بأكمال ما بدأنا ما بدأت هي حتى وان كان مصيري مشابهاً لها
فيالحظي ان يمتثل قبري جانبها
.
.
<ليسا>

،،،،،،،،،

تلك اللحظة المُعذبة التي تعتري اكينا وهي تنتظر جواباً واحداً يملئ كل اسئلتها، قوطعت بكل استسهال بصوتِ الباب وهو يُفتح على مصرعيه كاشفاً وجوه الحرس وهم يشهرون سلاحهم ضدها؟ كلا مستحيل

الاسلحة ليست بأتجاهها وايضاً انظارهم انها تتجه نحو
سموه
لكن كيف ذلك؟ كيف لها ان تصدق شيئاً منافياً للعقل كهذا؟ هل علم الامبراطور بأمر القلادة وظنو ان سموه يمارس امور السحر والشعوذة؟

ظهور جلالته شخصياً وهو ينظر الى تايهيونغ والدموع تسيل على وجنتيه ، بشعره المنسدل على جسده وهيئته المبعثرة لا يرى امامه غير تايهيونغ ونظرات الخيبة تعتلي وجهه

'مالذي يحدث؟'
"تايهيونغ"
صرخةٌ انثوية يعلو صداها وسط الصمت المرعب الذي يملئ المكان
سمو الاميرة ليسا؟ مالذي تريده يا ترى؟

"ليسا عودي الى غرفتكِ"
"جلالتك عذراً.."
"عودي الى غرفتكِ"

تنظر اكينا ناحية تايهيونغ لتجد تفسيراً منطقياً لما يحدث ، لكن المفاجأة كانت انه كان يبتسم
لم تكن ابتسامةً عريضة لكنها كانت واضحة للعيان ابتسامة فخرٍ وانتصار هذا هو الوصف الوحيد لما تراه امامها

"سمو الامبراطور جيون تايهيونغ انت مقبوضٌ عليك بتهمة الخيانة العظمى واغتيال الاميرة جيني"












~اكتمل~

-قلادة الكهرمان-
———————————————————

<معلومة البارت>

في الممارسات الدينية والطقوسية اليابانية، يمكن تقسيم السحرة عادة إلى فئتين: أولئك الذين يستخدمون الثعابين كقرناء أو شياطين، وأولئك الذين يستخدمون الثعالب
__________________________

Continue Reading

You'll Also Like

235K 28.2K 31
- مُكتـملة- تدُق ٱجراسُ ٱلمعَابد و ترتَفع التَراتِيل تقْرع الطبُول و تَتعالى الاهَازيج أمام ضَريح الألهة كان الامِير يؤدِي رقصَة بهاكتِي.. المسيطر :...
79.8K 3.2K 40
"كنت انا ابن جيون وانت الفرنسى الان انت بجعتى البيضاء " جيون جونغكوك " ولم اتخيل وقعى فى حب البجعه السوداء بدلا من الامير" كيم تايهيونغ *مكتمله ...
11.6K 712 8
حَارِسُ القَمرِ..♪مُكتَمِلة♪ "أنا قَارص أكثر مِن صَقيع ديسمبر، كَيف تُريد مَني أن أُذب ثَلوج قَلبك؟". " بِدفئ قَلبك.. " نُبذة .. sᴛᴀʀᴛᴇᴅ : 22.06.25...