كاتريكوس

By marselinewrite

6K 414 117

" أنا وحش." قلت بصوت مهزوز. " هل علمتِ الآن تفسيري؟ هل علمتِ لماذا أنا بهذا الشكل؟ هل تعرفتِ على أسباب كآبتي... More

|1| مُدخل.
|2| تذكّر أنني مستعدٌ دائماً.
|3| قطرة مطر.
|4| لا تشكريني، اصنعي لي باستا.
|5| لا تمزق نفسك فأنا لن ألصقك.
|6| أنا أقاتل في معركة.
|7| أنا مُتعب.
|8| لديّ طرقي الخاصة يا فتى.
|10| نشالتي العزيزة.
|11| مزيجٌ لاذع ومُر.
|12| أنتَ فاشل، أنا الفائزة.
|13| تستحق أن يحبك أحدهم.
|14| حضني مفتوح لاحتواء حزنك.
|15| عيناك غائرتان.
|16| لقد فسدت الليلة.
|17| سيدة غامضة.
|18| صديقي المقرب.
|19| طعام المطاعم الفاسد.
|20| ويسكي على الثلج، غروب الشمس وعناقيد العنب.
|21| سيد نموذجي.
|22| ألن تغنِ لي؟
|23|لا تحزن.
|24|يا لجمالها!
|25|منزل مهجور مليء بالأشباح.
|26| أنتِ هالكة!
|27| أنا الذي انتهى.
|28| هذا الوحش أصبح مولعاً بك.
|29| أريد تفسيراً.
|30| لا بأس على قلبك.
|31| مزعجة بطريقة تجعل قلبي يحبك.
|32| مجرّتي.
|33| مفاجأة.
|34| أقبل بك وأحبك.
|35| النهاية.

|9| دايفد بيكهام ... زوجي العزيز.

227 12 0
By marselinewrite


" السيد جيفري في اجتماع مع أحد المندوبين بلايث، خمس دقائق ويمكنك الدخول، لقد أخبرني أن تنتظره. هو يريد أن يخبرك بأمر ما." قالت كارن السكرتيرة خاصة السيد بالون عندما وقفت أمامها أسألها إذا كان بإمكاني الدخول.

و يبدو أن السيد بالون أصبج مشغولاً مع أحد المندوبين فجأة.

جلستُ على أحد المقاعد الجلدية في مكتب السكرتيرة وأنا انتظر بينما أهز قدمي بخفة. منذ أن وصلت إلى الجريدة  وعندما كنت لا أزال في المصعد، وقبل أن أصل إلى مكتبي وردني اتصال من كايسي تخبرني أن أتوجه إلى مكتب السيد بالون الذي سيكون بانتظاري بالفعل لأن يريد أن يخبرني بأمر ما.

لذلك بدلاً من الذهاب لمكتبي ها أنا ذا أجلسّ بالانتظار حتى يسمح السيد جيفري بالون لي بالدخول.

فتح الباب خاصة السيد بالون وخرج منه رجل مع حقيبة جلدية أنيقة، يرتدي ثياباً رسمية مكونة من بدلة سوداء وجاكيت خاص بها يمشي كالرجال الآليين. وأوه... أكره المندوبين لأنهم دائماً هكذا، ببساطة... كالآليين.

خرج ذلك الرجل  وتوجه للمصعد. يمشي بطريقة مضحكة، وآلية. " تفضل بلايث. السيد كارد بانتظارك." و.. ربما أكثر أسم غريب ستسمعه هو اسم السيد بالون، جيفري كارد.
اسم متناقض لا تعلم لماذا، فقط هو هكذا دائماً.

" شكراً لكِ كارن. ادعِ لي كي لا أطرد." قلت لتقهقه بخفوت وتشير لي للباب فأتقدم وأطرقه ثلاثاً ثم افتحه عندما أسمع صوته الكريه قائلاً. "ادخل."

" صباح الخير سيد كارد. " ألقيت التحية كنوع من الاحترام فقط. في النهاية مهما سخرت منه رفقة كايسي أو سيا مؤخراً بظل مديري. صحيح؟!

" صباح الخير بلايث. اجلس." قال يشير إلى المقعد أمام مكتبه ويعود لكتابة شيءٍ ما كان يكتب به منذ أن دخلت إلى المكتب.

" شكراً." جلست.

" إذا؟ هل يوجد تبرير لغيابك؟" سأل ومن نبرته يمكن أن أتخيل نفسي أخرج من الجريدة بلا عمل.

" حسناً..." ابتعلت. " اعتذر لغيابي المفاجئ والطويل. لكن كان لدي ظرف طارئ واضطررتُ للسفر ولم أعد سوى البارحة مساءً وها أنا ذا امامك.." قلت وفتح فمه يريد الحديث لكن ليس هذه المرة..

" أعلم أنه من حقك طردي وأعلم أنك ربما تريد ذلك من البداية لكنني ومن بداية عملي في الجريدة لم أغب يوماً أو أتأخر، أو أنسى أحد تقاريري أو مقالاتي أو أتغاضى عن كتابتها، ولم أتأخر في تسليم أي نص من نصوصي. لذا أستحق على الأقل فرصة عن كل ما فعلته؟ أليس كذلك سيد كارد؟" سألت في نهاية ما قلته لأراه بنزع نظارته البشعة التي تتموضع فوق أنفع ويغمض عيناه للحظة ثم يفتحهما من جديد.

" حسناً. هذه المرة فقط. الآن اذهب لديك مقالات والكثير من العمل.  بإمكانك الخروج. ولا أريد أي تأخير. أريدها أن تنهي اليوم!" قال وصعقت لأنني أعلم كم العمل الذي سيكون بانتظاري بالفعل.

هو يريد الانتقام ولا طريقة سوى هذه. سيرهقني بالعمل ليجعلني العنه طوال الليل والنهار.

" حسنا. بالإذن." قلت افتح الباب وأغلقه خلفي وعندها رفعت كارن رأسها لي باستفسار لأرفع إبهام يدي اليمنى بإشارة لايك لتضحك وترسل لي إشارة مماثلة ويدها الأخرى لا تزال تنقر بها على الكومبيوتر.

هذه الفتاة لا تتوقف عن العمل!

توجهت إلى مكتبي المشترك مع كايسي وطوال الطريق من مكتب السيد بالون إلى مكتبي لم أتوقف عن رد التحية على كل من مرّ من أمامي. ببساطة اتضح أن الجميع يعرفني هنا، والجميع لم يتوقف عن إلقاء التحية لي وتمني عودة طيبة لي وأن أكون بخير بعد هذا الغياب الطويل والمفاجئ.

"مرحباً يا فتاة!" هتفت بكايسي التي انتفضت تنظر لي وتقف سريعاً لتنقض علي بعناق قوي شعرت به يكاد يحطم عظامي. " اشتقت لكَ أيها الوغد لن أسمح لك بالغياب عن عيني مرة أخرى." صرخت وقرصت ظهري انتفض على علو صوتها.

" على رسلك يا فتاة! لن أذهب لأي مكان. فقط ابتعدي قليلاً. أنا اختنق هنا بسبب عناقك كايسي." قلتها لتبتعد قليلاً وتخفف من شدة عناقها لكنها لم تفكه به لاتنهد براحة. " وانا اشتقت لكِ كايسي." أخبرتها معقباً لتبتعد عني أخيراً.

الرحمة، لم أعلم أنها تمتلك عناقاً قاسياً كهذا.

" حسناً لديك الكثير من العمل وأنا كذلك، سأذهب لأحضر الشاي لكلانا وانتظرني. ستحدثني بالكثير عن رحلتك بينما نعمل. بالمناسبة الكثير من الأعمال اللطيفة تنتظرك بلايثي." قالت وهي تشير لمكتبي ومن ثم خرجت لتحضر الشاي من البوفيه الخاص بنا.

لم التفت في البداية لأنني أعلم أن المكتب سيكون ممتلئاً بالملفات لكنني في  النهاية تنفست بثقل والتفت لتتسع عيناي بصدمة.

المكتب كان حرفياً متكدساً بالآلاف من الملفات. ليس الآلاف بالمعنى الحرفي لكنها كانت كثيرة للغاية. ولن انهيها قبل وقت قصير. والسيد بالون لن يسمح لي بالخروج من هنا قبل انهائها.

آه.. اللعنة.

اقتربت من مكتبي وحملت الكومة الكبيرة التي كانت على كرسيي لأضعها على الأرض بجانبي واجلس.

" تفضل شايك بلايث. كما تحب بالنعناع." قالت تفسح بالكاد مكاناً على الطاولة التي بالعادة تكون فارغة لكن الآن، لا مكان لأضع قلم.

" شكراً كايسي." قلتها لترفع لي يدها بمعني لا بأس وهي تجلس على مكتبها الفارغ من الملفات.

" لماذا يجب أن أعمل كل هذه الأشياء الغبية." هتفت بتذمر. وعلمت أنني بعد شهر من عدم العمل والراحة الدائمة وشبه التوقع من أنني سأطرد من قبل السيد بالون أصبحت كسولاٍ بشكل لا يوصف. لذا فقد تنفست الصعداء وارتشفت من كوبي رشفة كبيرة وأمسكت الملفات أبدأ بفرزها حسب تاريخها ونوعها ومدى أهميتها.

ساعة كاملة فقط للفرز وكانت عضلات جسدي قد تشنجت وبجانبي ومن حولي وحيثما نظرت بعيني كان هناك الكثير من الملفات.

لذا وقفت سريعاً واتجهت للبوفيه أشتري كوب الشاي الرابع على التوالي. ومع أنني لست من المدمنين على المشروبات كالقهوة والشاي وما إلى ذلك لكن عندما يتعلق الأمر بالعمل تجدني كل دقيقة أرتشف الملايين من الأكواب.

ولا تسألني عن كمية الأكواب التي تكون بغرفتي عندما أكون أشاهد فيلماٍ ممتعاً. ببساطة أنا أتمنى أن أجلب مخزوناً لا نهائياً من المشروبات حتى لا أضطر لقطع الفيلم وتجديدها مرة تلو الأخرى عند انتهائها.

عدت للجلوس وراء مكتبي وأمسكت بالملف الأول وأنا اقرأه. جيد أنني قمت بتنسيقها وفرزها لأن بعضها لا يحتاج سوى توقيعاً أو قراءة واطلاع وكتابة عدة ملاحظات.

كايسي كانت قد خرجت بالفعل للغداء وأخبرتها أن تحضر لي شطيرة برغر وكولا عند عودتها لترفع ابهامها وهي تضع سماعاتها وتخرج من المكتب.

عندما انتهى دوام العمل عن الساعة الثالثة اكتشفت أنه لا يزال لدي أقل من خمسة عشر ملفاً لذا وبكل بساطة بقيت في الجريدة رفقة بعض العمال الذين سينظفون مكاتبنا كما العادة بعد خروجنا.

وعند الساعة الرابعة والنصف كنتُ قد استقللتُ سيارتي الحمراء الجميلة _ التي أصبحت بحاجة لبعض التصليحات والتي بالفعل بحاجة للكثير وليس البعض فقط _ وقدتها عائداً للمنزل بتعب شديد لم يزيله سوى حمام طويل وقطرات تطرق بعنف على كتفاي.

إلى كايسي:

" مرحباً كايس يا فتاة!
ما رأيك أن نخرج سوياً لمكان ما؟ أشعر بالملل بعد كل هذا العمل اليوم." أرسلتُ الرسالة فور أن انتهيت من حمامي وارتميت على السرير بتعب.

لكنني لا أريد النوم. الوقت لا يزال باكراً، الساعة لم تتخطى السادسة بعد والوقت يمر ببطء. لذا لا حل سوى الخروج مع كايسي لمكان ما للترويح عن نفسي بعد كل هذا العمل الجحيمي.

من كايسي:

" بالطبع بلايثي. سأكون بانتظارك لتقلني عند السابعة. سنذهب للسينما أو للمطعم لتناول العشاء. نقرر عندما نلتقي. أحبك." وصلني رد كايسي بعد القليل من الدقائق والعبث بهاتفي.

إلى كايسي:

"أنا موافق. نلتقي بعد ساعة. لا تتأخري، وبكل الأحوال ستنتاول العشاء سوياً اياً كان ما سنفعله سوياً، أحبك أيضاً يا منقذتي من الملل." ارسلت لترسل لي سمايلات وجوه ضاحكة وإشارات لايك لابتسم وارسل لها قلباً أحمر اللون وأغلق هاتفي.

هذه الفتاة رائعة، ولا تتوقف عن جعلي ابتسم بكل الطرق.

صداقتي وزمالتي في العمل بكايسي بدأت منذ زمن طويل ولم تتغير لأي شيء كان، فكايسي بالفعل تكن المشاعر لأحد الزملاء معنا في الجريدة وهو بالفعل لطيف جداً.

لذا ببساطة كايسي كالأخت كما ديانا والاثنتان لهما مكانة في قلبي لا أتوقع أن أتخطاها بأي شكل كان. ببساطة هما كل من أعرفهما في هذه المدينة رفقة ماريانا والجدة ليونا.

أما الأخيرة فأنا أموت شوقاّ لها.

فركت أذني بخوف عندما تخيلتها تمسك بها أو تصفع مؤخرة رأسي. يا ويلي لم أذهب لزيارتها منذ شهر، بالتأكيد ستقتلني وترمي لحمي للكلاب الضالة.

أرجو أنها بخير.

_____________

" هيا يا فتاة تماسكي ريثما نصل للسيارة." قلت اسند كايسي التي تتمايل يميناً ويساراً بعد أن ثملنا في أحد الحانات وأمضينا ليلة طويلة مليئة بالحماس.

"أنت وقح.. وحقير لا تعرف كيف تعامل الفتيات الرقيقات.. ابتعد عني أيها الكريه.. لا اريد رؤية وجهك القبيح." قالت بثمالة وببطء شديد وبالكاد يتحرك لسانها، ثم دفعتني لتسقط أرضاً بعد أن اختلّ توازنها وسقطت على وجهها بعنف.

"اوبس." همستُ وانحنيت ببطء نحوها لأجدها قد غفتْ!

حسناً.. كايسي متوقعة في هذه الأمور تغفو في أي مكان وزمان عندما يتعلق الأمر بالثمالة. حملتها بصعوبة فقد كانت كالأموات تميل جسدها وتتحرك بصعوبة، ومشيت قليلاً قبل أن أفتح باب السيارة وأدفعها على الكرسي واسندها في اللحظة الأخيرة قبل أن يسقط جسدها.

اوف. أكره كايسي عندما تثمل.

أعلقت الباب بعد أن أسندت رأسها على الكرسي للوراء وربطت لها حزام الأمان واتجهت للجهة الأخرى أركب سيارتي وأدير المحرك منطلقاً بها.

أمضينا وقتاُ جيداً تناولنا الغداء سوياً، وتمشينا قليلاً في أحد الحدائق ونحن نشرب القهوة قبل أن تقرر كايسي عني أننا سنذهب لحانة لأنه وعلى حسب قولها.. " لم نثمل منذ زمن." ومنذ زمن لم يكن فترة طويلة بل وأقل من شهر حتى ربما قبل ذهابي بعدة أيام. لستُ أذكر تحديداً.

تنهدتُ بخفوت وأنا أرى كايسي تهذي ببعض الأمور والكلمات وهي تتحرك في مقعدها لذا توقفتُ لحظة بالسيارة قبل أن التقط هاتفي وأفتح مقطع فيديو لأصورها.

وغد؟ أعلم.

"إذا كايسي من هو أجمل شخص في الحياة؟" سألتها لتضحك بثمالة وتفتح عينيها قليلاً قبل أن تعود لإغماضهما.

"أنا بالطبع." قالت تضحك لأكتم ضحكتي لأنني بشك أو بآخر توقعت الإجابة. " ومن الرجال؟" سألتها لتضحك مجدداً قبل أن تقطع ضحكتها بفواق في المنتصف. "ليوناردو.." فواق. "دي." فواق. " كابريو." فواق. قالت من بين فواقها لأضحك على كلماتها.

"حسناً يا فتاة! ما اسم زوجك ؟" سألتها لتضع يدها على فمها تمثلُ الخجل. " دايفد بيكهام.. زوجي العزيز." لم أستطع أقسم أنني لم أستطع وانفجرت ضاحكاً بعد أن أوقفت الفيديو عن التصوير تمالكتُ نفسي وعدتُ لوضع التسجيل قبل أن أنكز مرفقها لتفتح فمها وتغلقه قبل أن تفتح عينيها وتنظر لي.

" ما الذي تريده مني أيها الوسيم؟ أخبرتك أنني لا أحبك أغرب عن وجهي. أنا متزوجة بالفعل سأخبر زوجي الجميل أن يوسعك ضرباً لأنك تتحرش بي." قالت ترفع أصبعها بتهديد لاضحك بخفوت.

"زوجك دايفد بيكهام؟" سألتها لتنظر لي بثمالة وتنفي بيدها.

"ما الذي تهذي به إنه حقير تلاعب بقلبي وتطلقت منه البارحة ألا تراني ثملة.. لكنني تزوجت واحداً أجمل منه.." قالت قبل ترخي رأسها من جديد على المقعد خلفها.

"ومن هو؟"

" جوني ديب." قالت وانفجرتُ بالضحك عندما سقطت نائمة لأقفل التسجيل وأعود لتشغيل سيارتي قبل أن انطلق بها.

كان هذا ممتعاً بحق. سأبتزها به حتى ترى أحفاد أحفادها. يا لي من صديق مخلص.

وصلتُ لشقتي وحملتها مجدداً بعد أن ركنت سيارتي وبالكاد وصلتُ إلى شقتي وفتحت الباب قبل أن أرميها على الأريكة وأنا اتنفس الصعداء. في كل مرة واحد منا يثمل والآخر يتكفل بالأمور. وهذه المرة وقع الدور عليّ.

ذهبتُ لآخذ حماماً سريعاً وأضع لكايسي غطاءاً بعد أن ضبطتُ نومها جيداً وخلعت لها حذائها وسترتها، وضعتُ لها حبتي أسبرين وكأس ماء لأنني أعلم أنها ستعاني من الصداع عندما تستيقظ قبل أن أضبط المنبه على وقت الدوام وأستلقي لأنام مجهداً أنا الآخر من هذا اليوم الطويل.

________________

"بلايث.. أين كنت طوال اليومين الفائتين؟" كان أول ما قالت دي في وجهي عندما رأتني أصعد الدرج عائداً إلى المنزل. " لا شيء كنتُ في العمل الذي كان متراكماً لشهر بفضل أحداهن التي كانت رائعة للغاية وجعلتني أُمضي يومي كاملاً في حلّ معضلة هذا الع.." قلت اؤنبها بطريقة مبطنة ولكنها كالعادة لا يمكن أن تصمت لمن يزعجها.

" اخرس لقد كان سؤالاً وأجبتني بجريدة، لا عجب أنك تعمل في صحفية." قالت تستدير وتعود لشقتها وأنا أخرجتُ مفتاحي أفتح باب المنزل وأدخل إليه.

كنتُ قبل قليل بزيارة الجدة ليونا التي كانت متعبة قليلاً وكالعادة نسيتني ولكنني ذكرتها بنفسي بطرقي الخاصة. حدثتني عن قصتها مع الجد هاك الذي لا أعرفه سوى من قصصها الجميلة ووصفها المبدع لشخصيته التي أحببتها بسبب الجدة ليونا، وحبها الكبير له.

يُقال أننا نبقى خالدين بعد موتنا إن كان هناك من يذكرنا ويحكي عنا لشخص آخر، كانت الجدة ليونا تحيي الجد هاك بطريقتها، بحديثها الدائم عنه وحبها الكبير له وتذكرها الدائم لحياتهما معاً.

وها أنا ذا بعد يومٍ آخر شاق أعود للمنزل، أمسكتُ هاتفي أقررُ إيصاله بالتلفاز بعد أن طلبتّ بيتزا على الهاتف من المطعم القريب من هنا، وبعد المأكولات والمشروبات اللذيذة لأتسلى بها أثناء مشاهدتي لأحد الأفلام.

ولكن قبل أن أصل هاتفي بالتلفاز رنّ بنغمة أعرفها، أحدهم يتصل ولقد كانت سيا. " بلايث أيها الوغد. اشتقت لك، عد إلى هنا سريعاُ." قالت بنبرة حزينة وجادة بالوقت ذاته تجعلني ابتسم فها هي سيا ذات الابتسامة الدائمة والضحكات الكثيرة تتحدث معي بطريقة حزينة.

سجل أيها التاريخ.

"أهلا سيا، وأنا أيضاً للأسف لا أستطيع، خمني لماذا؟" قلت لها لتزفر من وراء الهاتف بنفاد صبر. " لماذا ؟" قالت وشعرتُ أنها حقاً حزينة.

" أتعلمين ما الذي فعله بي السيد بالون الغبي ؟ لقد كان يحضر لي مفاجأة رائعة، الملايين من الملفات كانت بحاجة لأن أقوم بكتابها والانتهاء منها، والآن يريدني أن أسافر للمدينة المجاورة لأجل سبق صحفي مهم. اللعنة عليه!" قلتّ لها أحاولُ أن أخرجها من جو الكآبة التي أدخلت نفسها به.

" حسناً، سأصدقك." قالت بنبرة عادية لابتسم على الأقل ذهبت تلك النبرة الحزينة التي تغلف صوتها. " ما الذي تفعلينه أيتها النشالة؟" سألت لتصرخ بي وأضحك عليها.

"ألن تتوقف عن مناداتي بهذا  اللقب الغبي؟" صرخت لأضحك بشدة عليها. " أبداً سيا أبداً." ومن خلف الهاتف سمعتها تبعده قليلاً عن أذنها وتشتمني.

عندما كنتُ لا أزال في الريف حيث منزل والد ديانا سألتها لماذا نشلت محفظة ذلك الرجل فأخبرتني بشيء جعلني أضحك وأشعر بسعادة في الوقت ذاته.

" إن هذا الرجل الذي تدافع عنه ليس نبيلاُ كما تظن بلايث، لقد قام بحرمان رجلٍ من ماله الذي يستحقه فقط لأنه لم يتكلم معه بنبرة تعجبه، ولو أنك رأيت كيف كان الرجل يكلمه بنبرة كلها احترام ولكنه وغد حقير لذلك نشلتُ محفظته لأعطي الرجل حقه، إنها مرتي الأولى ولن أعيدها أبداً." هذا ما أخبرتني به وقتها بالحرف لا زلت أذكر كلماتها التي دخلت إلى قلبي فعلاً إنها رائعة.

يومها أخبرتها أنك لا يمكنك تحقيق العدالة بنفسك، ففي السماء من يقوم بذلك دون تدخل منا، أخبرتني وقتها أنها فكرت بذلك ولن تعود لهذا الفعل مجدداٍ، لكنها ستحقق العدالة بأي شكل كان لأجل الأشخاص الجيدين.

"أين ذهبت بلايث؟ هل نمت؟" قالت سيا لأعود لأرض الواقع. " لا، لقد كنتُ شارداً فحسب. لم تخبريني ماذا تفعلين ؟" سألتها أغيرُ الموضوع سريعاً لتتغاضى عما أفعله وتخبرني أنها لا تفعل شيئاً تستلقي على سريرها وتريد النوم لأن لديها عملاً في الغد.

" حسناُ، تصبحين على خير سيا." أخبرتها لأشعر بابتسامتها من خلف الهاتف. "تصبح على خير بلايث." قالت وهي تنتظرني لأقفل الخط وأنا أنتظرها لتقفل أيضاً ولكن كلانا متكاسل ليفعل ذلك.

" أقفل الخط بلايث." قالت لأضحك. "أقفليه انتِ." قلت لها ولكنها لم تجب. "سيا؟ هل نمتٍ؟" سألتها ولم تجب، هل يعقل إنها غفت أم ماذا ؟ ابتسمت على سرعة نومها وأنا أفتح هاتفي وأقفل المكالمة أخيراً تزامناً مع رنين الجرس لأنهض سريعاً. إنها البيتزا خاصتي العشق الثاني لقلبي من بعد الباستا.

وصلتُ هاتفي على التلفاز أفتح نتفلكس وأبحثُ فيه عن أي شيء جميل أتابع أستقررتُ في النهاية على فيلم لا أعرفه ولكن أعجبني شكله الخارجي. كان رعب وكايسي ستقتلني أن علمت أنني أتابع فيلماً بدونها.

ولكن من يهتم؟ لا أحد.

بعد القليل أو ربما الكثير من الوقت كنتُ أشعر بالنعاس الشديد بعد أن أقفلتُ هاتفي بصعوبة وقفتُ على قدمي مترنحاً وبالكاد وصلتُ إلى سريري أسحبُ اللحاف والتف به كشرنقة وأنام.

___________________

"استيقظ أيها الوغد افتح لي الباب." صوت صرخاتها من خلف باب المنزل جعلني استيقظ، لماذا هذا الإزعاج من الصباح. " اللعنة عليكِ." صرختُ أنا الآخر أضع الوسادة فوق رأسي وأنا أحاول العودة للنوم ولكن كلا. " استيقظ." صرخت وهي تضغط على جرس الباب وتطرقه بعنف بقدمها.

وقفتُ متثاقلاً وأنا أجرجر قدماي بنعاس. "أفتح الباب أيها الكسول." صرخت بصوت عال تعود لضرب الباب بقدمها، لأفتح الباب بقوة فتسقط على الأرض أمامي وهي تشتمني.

"ماذا تريدين دي؟" قلت لها وأنا أراها تحاول الوقوف على قدميها وهي تضرب يدي التي مددتها لها. " لماذا لا تزال نائماً؟" قالت لأنظر لها بغرابة. "ساعة كاملة تخبطين على بابي لأجل هذا السؤال ؟" ما الذي يحصل معها؟ هل فعل توم لها شيئاً؟ أم أنه والدها مرة أخرى؟

"كلا." قالت وهي لا تزال تقف أمام الباب. " ادخلي." أخبرتها ادخل وهي تدخل خلفي تغلق الباب خلفها. "تريدين قهوة ؟" سألتها وأنا أتوجه لغلاية الماء أشغلها وأمسكُ كوبين أضعُ في كل واحد منهما ملعقة من من القهوة. "همم.." لم أفهم ولكنني اعتبرتها موافقة، يبدو أنها لا تريد الحديث، سحبتُ الغلاية التي قد أعطت صوتاً بأن الماء قد غلى لأسكب الماء في الكوبين وأنا أحرك القهوة بملعقين حتى ظهر لونها.

"الرائحة في قلبي." علقت دي وهي تسحب كوبها مني تجاهها وأنا أجلس أمامها على طاولة المطبخ. وأنا أرها ترتشف القهوة ببطء وتشرد بكوبها.

"ماذا حدث؟ لماذا من الصباح تصرخين؟" سألتها أرتشف من كوبي أنا الآخر أراها تلعب بأصبع يدها على حافة كوبها. " لا أعلم، لكن أشعر أنني متعبة، لم أكن معتادة على هذا الاهتمام من والدي وكارلا التي تتحدث معي يومياً وتطمئن على حالي. أشعر بغرابة ليست طبيعية، أريدُ أن أعود لخلافي مع والدي حتى لا أشعر بهذا الشعور الغبي." قالت وشعرت بقلبي يغرق للأسفل، ألهذا هي تبدو غريبة اليوم ؟ لقظ جعلتني أحزن لأجلها.

"و جوي الصغيرة للآن لا أنسى يوم ذهابنا لهناك عندما قطعت لي نصف الشكولاتة خاصتها، لا أريد شفقة من أحد أنا وحيدة وهذا يعجبني سأتصل بهم وأخبرهم ألا يتكلمو معي بعد هذا اليوم لا أريد اهتمامهم الزائف.." لم أعد أستطيع  التحمل.

" توقفي دي، أولاً أنتِ لستِ بوحيدة أنا وتوم موجودين لأجلك، كلنا معك، وكذلك كارلا وجوي ووالدك. بعيداً عن كل شيء، حتى عائلة توم كذلك بجانبك، ألا ترين كم يحبونك، ولكنك فقط تريدين أن تكوني سلبية. توقفي عن ذلك ديانا. نحن جميعاً بجانبك وهنا لأجلك لا تكوتي بهذا الحزن والنكران لا أحد يكرهك أو يشفق عليك حتى جوي، هم لا يريدون أن يروك أهتمامهم الزائف هم يريدون أن يظهروا لك حبهم، لا شفقتهم." لم أشعر أني كنتُ أصرخ إلا عندما سكت.

وديانا التي كانت تنظر لي متفاجأة من ردة فعلي الغريبة وصراخي في وجهها بهذه الجدية. لم تتكلم وعي تنزل رأسه للأسفل بعيداُ عني وكأنها أدركت صحة قولي.

"سحبتُ كرسيي باتجاهها فأصدر صوتاً مزعجاُ ونظرت لي. "ماذا؟" قالت لأفتح يدي لها واحتضنها فتضحك وتبادلني الاحتضان.

"والآن أنتِ تدينين لي ب.." ضربت ظهري قبل أن أكمل لأضحك فهي تعلم تماماً ما أريد. " باستاا باستاااا باستااااا." ضحكت على طريقة غناءها لها لتبتعد عني وهي توقفت عن غناءها تشرب كوبها سريعاً وهي تقف تنظر لي بنظرة غريبة، "هيا لنصنع الباستا خاصتنا." قالت وضحكنا واخيراً عادت دي خاصتي.

_______________

Continue Reading

You'll Also Like

407K 16.3K 54
عندما تتعثر كريسيلدا على أرض الجليد الاسود لإنقاذ صديقتها، تصادف رفيقها ظنت أنه سوف يركض نحوها ويحملها بين ذراعيه ويقبلها بشغف . لكن لا شيء من هذه ال...
163K 15K 33
( منتهية ) قيل دائمًا بمجتمعها أن المراة محدودة التفكير ،غبية، تحتاجُ لرجل كي يقودها للطريق الصحيح، و ظنَّت هي كذلك حتَّى بلغت سنَّ السابعة عشر و أصب...
240K 27K 51
لسنا مختلفين عن بعضنا البعض، نحن مجموعةٌ من الكائنات التائهة، تُسيِّرنا رغباتنا الدفينة، والوحوش القابعة في أعماقنا، تدفعنا نحو الشر أو الهلاك، ولكني...
82K 5.5K 51
عشت حياتي اعرف كل من حولي يشعرني بالطمأنينه معرفه ان لا مفاجات في الطريق ولكن مالذي يفعله هو هنا ؟