الفصل الأوَل- لا تبقى مستيقِظاً لفترَة طوِيلة
☕️
أطلق تشانقبين نفساً مرتاحَاً، كانت السَاعة الرابعَة صَباحاً حَالياً، ومَا زال تشانقبين لم يغلِق المَقهى الخاص بِه.
سبّ نفسَه بعد أن خلع مئزره، عادة مَا يغلِق المَقهى فِي السَاعة السادِسة إلى السَابعة مَسائاً، لكِن مَجموعَة مِن الحافلات دفعَت له الكثِير من المَال لأداء أعمالهِم حَتى الساعة الثانِية صَباحاً.
فـ كيف يَقول 'لا' لهَذا العَرض؟
لقد ندم عَليه بالتأكِيد، كان تشانقبين منهكاً، عَلى الرَغم مِن أن هَذا لم يَكن مهماً حَقاً لأنه كان يَعلم أنه لن يَنام عندمَا يَعود إلى المَنزل.
قبل إطفاء أنوار المَحل، ألقى نَظرة بـ واسطة الزجاج.
"اللعنة، إنهَا تمطِر."
أخذ تشانقبين مِظلة كَانت مخبأة فِي مَكتبه، لم يَستطع إلا أن يلاحِظ شَخصاً آخر تحت المَطر.
كان صَبي نحِيف جَالساً عَلى الرصِيف خارج المَقهى، لم يَكن مَعه مظلة، لذلِك بَدا غارق مِن المَطر.
خوفاً عَليه، خرَج تشانقبين وأمسَك المظلة فوق الصَبي، كانت كتفيهِ ترتجفَان، لذلِك إفترَض تشانقبين أن الآخر كان يَشعر بالبَرد.
عندمَا إقترب، أدرك أن الفتَى كان يَبكي، حمَل تشانقبين المظلة فوق كليهمَا، نظر بحدة إلى الفتَى، شيء مَا عَنه يَبدو مألوفاً جِداً.
شعَر الصبي بتوقف المَطر، نظر إلى الأعلى، مرتبكاً، فقط ليَرى تشانقبين يَنظر إليه.
إتسعَت كل مِن أعين تشانقبين والآخر.
"ه-هيونجِين؟"
لم يَقل هيونجين كلمَة وَاحدة، ولا يَزال مندهشاً لرؤية تشانقبين، تنهَد، أمسك تشانقبين بمعصَم هيونجين وسَحبه داخِل المَقهى.
منذ سنوَات، إعتاد هيونجين وتشانقبين أن يَكونا أعز الأصدقاء في المَدرسة الثانوية بسبب حَقيقة أنهمَا كانا مَهووسان بالقهوَة.
كان هَذا كل شيء حَتى ترك هيونجين تشانقبين لأصدِقاء مختلفِين.
قامَ تشانقبين عَلى الفور بإعدَاد قهوَة لـ هيونجين، وتسلِيمها للصَبي المرتعِش. يقلبهَا هيونجين، يَأخذ رَشفة طويلة.
"لمَاذا؟"
نظر هيونجين لـ تشانقبين عَلى سؤاله المفاجئ، كان يميل رأيه وكان مشوشاً. "لمَاذا ماذا؟"
"لمَاذا أنت هنا؟ لمَاذا أنت غارق؟ لمَاذا كنت تبكِي؟"
سعَل هيونجين ليتوقف تشانقبين.
"أنا هنا لأن هَذا المَكان الوحيد التِي تضاء فيه الأضوَاء، أنا غارق في المَاء لأن السمَاء تمطِر، وكنت أبكي بسَبب.."
تلاشى صَوت هيونجين حَيث كانت عَيناه تتجهان للأرض، تنهَد تشانقبين وَجلس بجانب هيونجين "أعلم أننا لم نعد مقربين، لكِن مَا زال بإمكانك إخبَاري."
اومأ هيونجين برأسه.
"وَالداي.. طردونِي."
كان صَوته مكتوماً، لكن كان مَا يزال تشانقبين يفهَم مَا يقوله، عَبس تشانقبين، غاضِب وفضولي، لمَاذا يطرده وَالداه؟
"لمَاذا..؟ ولمَاذا ما زلت تعِيش مَع والداك؟"
تردد هيونجين للحظَة، قبل أن يَهمس "اللعنة"، إكتسب الشجَاعة للنظر في عَيني تشانقبين.
"أنا أعِيش مَع والداي لأن أصدقائِي الذين كنت أمتلكهم بَعد أن تخليت عَنك إستخدمونِي فقط من أجل أموَالي حَتى لم يَعد لدي أي أموَال، كنت مفلِساً تمَاماً ولم أستطِع تحمل نفقات العَيش بمفردِي."
نطر تشانقبين لـ هيونجين بشكل مخيب للآمَال لعَدم إجابتِه عَلى السؤال الأكثر أهمِيَة، لكِنه لا يَزال مفتوناً بالموضوع الذِين يَتكلمون عَنه حَالياً.
اومأ برأسه، مستمعَاً إلى كل كلمة أُعطِيَت لَه. "لمَاذا تخليت عَني.. لأجلِهم؟"
قامَ هيونجين برَفع شَعره، مما جَعل قطرات المَاء تتساقط عَلى الأرض "لا أستطِيع أن أقول الآن، أنا آسِف حَقاً.. رَغم ذلِك، أنا جَاد ولكِن، أرجى أن تتفهَم أن لدَي سَبب، قد لا يَكون أفضل سَبب.. لكِنه لا يَزال سَبباً."
نظر هيونجين لـ تشانقبين بعيون متفائلة.
"حَسناً، لن أقبَل إعتذارك إلا إذا أخبرتنِي لمَاذا تمّ طَردك."
لم يَكن تشانقبين بـ كل الوَسائل يحَاول إجبَار هيونجين عَلى إعطاء الإجَابة. لكِنه كان فضولِياً جداً للترَاجع عَنه الآن.
نظر هيونجين لـ تشانقبين لـ ثانِية قبل أن يأخذ نفسَاً عَميقاً "أنا.. أنا مثلي، لم يَقبل والداي بذلِك.."
جَفل هيونجين لـ تشانقبين، كان مستعداً للتحَدث عَن الصراخ فِي وَجهه أو ضربِه أو بَصق الكلمَات السَامة.
لكِن بدلاً مِن ذلك، عَانق هيونجين قليلاً.
إبتعَد هيونجين إلى الوَراء متفاجئاً.
"أنا أيضاً."
كان هيونجين فِي مفاجأة أكبَر الآن.
"ووالداك مهملان لأنهمَا طردوك بسبب ذلِك."
ضحِك هيونجين بشكل محرِج، ناظراً للأرض. أخفت عَيناه الحزن والأمل، تشانقبين قرر تجَاهله.
أمسَك بالمظلة المبتلة الآن، ومَد يَده لـ هيون.
"حسناً.. إعتذار مَقبول، مَاذا لو ذهبنا لمنزلي الآن؟"
-
الفِيك برجع لـ -SEUNGG 🤍.