وللقياك عبق ليس له من مثيل
كفى بالورود ريحاً فمحال ويستحيل
ان تجاري ريح عناقك ما وراء الرحيل
"اصنع الحب معي جونغوك"
.
.
.
-فلاش باك قبل اربع ساعات ونصف-
<تايهيونغ>
.
.
.
احتفال الكودو، قد يكون اكثر احتفال مميز في اليابان ،وربما المميز الوحيد الذي سأحضره اعتدت ان احتفل به برفقة جدتي ورفاق الساموراي كل سنة لم يكن مسموحاً لابن غير شرعي مثلي ان يحضره
لم يكن ابي من النوع الذي سيأخذني بحجره ويجوب العالم بي ، لم يكن من الذي سيشعل بخوراً برفقتي لننظر له سوياً ونستمتع برائحته
ترى كيف هو حاله، مازلت اكتب لزوجته كلما صحت لي الفرصة ،آخر ما سمعت عنه انه قد بدء بالخرف ،والمضحك انه قد بدء يهلوس بأسم والدتي، بعد فوات الاوان، بعدما كانت تترجى منك نظرةً لها في ايام حملها وايام عذابها اصبح يردد اسمها وهي ليست في هذا العالم
اي قلب تحمله ابتي، واي حظٍ عاثر تحمله والدتي، واي حياةٍ يمتلكها ابنكما ،استقطع فكري برؤية العم سابورو لنقوم معاً بالجولة الاستطلاعية على تحضيرات الكودو
"جميع الحكام قادمون؟"
"نعم سموك"
"جميع الحاضرين تم تفتيشهم والحرس في اماكنهم؟"
"نعم سموك"
"جميع التحضيرات جاهزة؟"
"كما امرت وكما اشرفت"
"اكينا قادمة؟"
"برفقة صديقاتها"
"سموك....هلا توقفت لحظة"
انظر اليه وكنت خائفاً لوهلة ان هناك شيئاً قد غفل عن تحضيره لكنه فاجئني
"سموك هل انت جاهز؟"
هل انا جاهز؟
"سمو الامبراطور سمو الامبراطور"
"ماالامر داي"
"سموك لقد لمحو موكب جلالته قادماً من الشرق سيصل خلال وقت قصير لقد كنت محقاً سموك"
اخطف نظرةً الى العم سابورو ليومئ لي مطمئناً اياي انه سيمسك زمام امور التحضيرات ريثما اجهز نفسي
تستوقفني خطواتي العاتية الى حجرتي لاقوم بالالتفاف الى جناح والدة جونغكوك، ما زلت ازورها كل صباح لكن انشغالي كان سبب غيابي عنها لثلاثة ايام ، ارجو ان تسامحني وارجو ان يسامحني هو
"مرحباً ايتها الجميلة"
"ابنك قد حقق نصراً ساحقاً على اراضي الصين، انا فخور به، الستي فخورة؟"
بلطفٍ وهدوء اتمسك بيداها الدافئتين وادفن رأسي والهموم اللاتي تحيطه بينهما
"اتمنى لو استطيع ايقاضكِ من سباتك ،ياليتني ساحر او مشعوذ كما يناديني البعض بسبب شكلي كنت عالاقل قد قدمت شيئاً له وكنت عالاقل قد احسست بحنان الام يوماً"
صمتٌ حلَّ على الغرفة التي لا يُسمع فيها غير صوت انفاسهما ، صمت لا يُحتمل ولا يُطاق ، صمتٌ قد جعل من تايهيونغ ان يتخذ قراراً ربما سيندم عليه لاحقاً
ومع نفسٍ عميق واغماض عينيه الحليبية لوهلة نظر اليها وشد على يديها الوثاق خائفاً ان يفتعل مصيبةً بحق نفسه وبحقها
"انا لم ارى والدتي يوماً، والدتي كانت متمردةً كحالي، كانت تسرق من خزائن ابي المؤن والكساء لتوزعه برفقة اصحابها الى الغجر المستضعفين في انحاء كاسوغاي ، انا وسعت عملها قليلاً، فبدل ان اسرق خزائن والدي فحسب اصبحت اسرق خزائن جميع الاغنياء والنبلاء والحكام في البلاد، وبدل ان اوزعها على الغجر فحسب كنت اوزعها على جميع من يحتاجها، اعلم ان ما افعله مخالف للقانون واعلم انني قد أُعدم لِفعلتي ،لكنني لن اعدل عن قراري ابداً ، لقد اقسمت لهم جميعهم بأنني من سأساوي جميع من في البلاد لاجعلنهم سواسيةً قابعين تحت القانون، لقد تزوجت ابنكِ لكي احقق جزءاً من هذا الحلم ،لأكون اعلى شئناً وازود رفاقي بالسلاح والمؤن المناسبة ليسهل علينا عمليتنا ،ايضاً يستطيعون التنقل من مدينة الى اخرى بشكل اسهل بسببي"
بأبتسامةٍ جانبية صغرى قد قام بتقريب معصمها ناحية فمه وبدء بالهمس داخلها ليفتعل دفئاً خاصاً به لوحده
دفئاً قد لا يشعر به مرةً اخرى
بهدوء القى بمعصمها الدافئ اعلى رأسه وكأنه يحث جسدها النائم على تهدئته للنوم ، شئ كان لطالما قد حلم به ، لطالما راقب اخيه غير الشقيق وهو ينام داخل احضان والدته بهدوء وطمأنينة غير عالم بقلب اخيه المتألم الذي لا يمتلك يدين تحاوط جسده الصغير غير يديه
بدموعٍ القهر والاسى والمحبة آن للقمر ان يأوي الى سباته الخاص ، لربما سيأوي الى احضان والدته في الحلم كما كان يخبر نفسه قبل كل ليلة عندما كان طفلاً
،،،،،،،،،،
بستانٌ صغير وزهور الاقحوان ووالدته تصنع تاجاً من الزهور لاجله ولاجلها تنظر اليه كل برهة لتعطيه ابتسامة مطمئنةً اياه انه بخير
راح الطفل يلعب بكل مرح ، يطارد الفراشة الصغيرة التي تطارد هي بدورها تويجات الاقحوان الصغيرة
تتوق الى غذائها والى هتافات الصغير الذي يطاردها ويقاطع عليها عملها الصغير
اشعة الشمس تسطع فوق رأسه بطريقةٍ فردوسيةٍ تجعله يبدو كالملاك ، منظر الهي ان ترى شعاعاً ذهبياً صيفياً يسطع فوق تلك الخيوط الفضية لتعطيها مظهراً الهياً تجعلك تفكر في ابداع اي من كان قد خلقها
كل شئ مثالي حتى شعر ذلك الطفل المرح بريشةٍ تدغدغ خديه وانفه ، لكن من الذي يدغدغه ، والدته ما زالت تستظل الشجرة وتكمل عملها في صنع تاج الزهور ، دغدغةٌ اخرى حتى فتح عينيه ليلاقي اشعة الشمس نفسها لكن لا فراشة ولا بستان ولا والدته
يا له من بديل عجيب للحلم
ريشةُ طاووسٍ جميلة المظهر وجونغكوك
'مهلاً لحظة' يفكر تايهيونغ
"جونغكوك"
"قمري اظن جميع سكان طوكيو قد علمو بعودتي الى اليابان فقط من صرختك هاته"
يهمس جونغكوك والريشة ما زالت تداعب وجه الاخر بيساره ويمناه مشغولةٌ بأبعاد خصلات شعره البيضاء عن حسن وجهه البهي
"جونغكوك"
يقهقه المنادى على وضع الاخير حيث انه لم ينطق بكلمةٍ غير اسمه، حتى انه لم يرمش بعد ، ليس وكأن جونغكوك يمانع ، في الحقيقة هو سعيد برؤية نجمتي تايهيونغ المتلألأة لكنه فقط لا يود ان يصاب بالعمى من كثر تحديقه به
"طوال حياتي لم اسمع من ينطق بأسمي بهذه الحلاوة، اخبرني قمري اخبرني المزيد ، اسقِ نهر عشقي الجاف منذ سنوات"
"انت هنا حقاً انا لا احلم"
يميل اليه خليله الى الحد الذي لم يحتمله تايهيونغ الى الحد الذي اضطر ان يغمض بها عينيه خائفاً انه لربما ما زال يحلم ، ما زال في ذلك الحقل
ليشعر بقبلةٍ تتوسط اعلى جبهته وتتبعها اخرى اعلى جفنيه
كأنها طريقة جونغكوك الخاصة في طمأنته انه حقيقي
انه هنا بجانبه ، وسيبقى الى جانبه
كلاهما مغمض البصر ما زال وجه جونغكوك ملتصقاً بالاخير يداعب انفه بأنف زوجه ، يضع يمناه على صدره ليشعر بصخب خافقه
"كيف حالك يا كل حالي
كيف صبرت الايام والليالي
وكيف كانت لحظات الانتظار
من حسنك تستسقي البحار والانهار والابار
ولربما تردد اسمك قطرات الندى والامطار
كيف حالك يا كل حالي
كيف هو قمري وبدري وهلالي"
"اصنع الحب معي جونغوك"
~اكتمل~
———————————————————
<معلومة البارت>
زهرة الأقحوان هي الزهرة الوطنية لليابان وتم اختيارها عام 1869 كرمز للإمبراطور الياباني، حيث يظهر الشعار الزهري على الختم الملكي، والذي يصوّر زهرة أقحوان صفراء بستة عشر بتلة، كما أنشأ الختم الملكي الأقحوان رمز للنبل وطول العمر، وبمرور الوقت أكسب هذا الرسم الشهير العائلة الإمبراطورية اسم "عرش الأقحوان".