قربان على مائدة الزواج المبكر...

By ManelBen727

2.3K 312 6

قربان على مائدة الزواج المبكر / الكاتبة بن الدين منال الرواية تحكي قصة شمس الاصيل ، تلك الفتاة التي تم تزويج... More

ملخص الجزء الاول من الرواية
اقتباسات من الرواية
شخصيات الرواية
الفصل الاول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرين
الفصل الثاني والعشرين
الفصل الثالث والعشرين
الفصل الرابع والعشرين والاخير
مهم جدا

الفصل الواحد والعشرين

46 11 0
By ManelBen727

       اللقاء الثاني .

مرت ﺃيام ،منذ آخر لقاء جمع شمس بطارق في مكتب المديرة اكرام ، لقاء واحد فقط خلف الكثير من الانطباعات الجيدة عند شمس ׃اتجاه حضرة المحامي الموقر صاحب النظرات الحادة والثاقبة ،ﺃما بالنسبة لطارق ،فبدون تأخر باشر العمل على هذه القضية الصعبة والتى كانت تشكل تحدي كبير بالنسبة له .

في بادئ الامر ،ﺃودع طارق طلبا لدى هيئة المحكمة العليا ،لإعادة فتح القضية من جديد متحججا بأن سلسلة تحرير الادلة لم تعالج بالشكل الصحيح ،و لأنه ذكي كان يعلم ان هناك من سيعترض ،على هذا الطلب ،بحجة ﺃن هناك الالاف من القضايا المتراكمة ،والسبب الثاني كان عمر القضية الذي قد تجاوز الاربع سنوات ،وعلاوة على هذا كانت ﺃيضا ذات حكم صادر من المحكمة .

ولذلك قام بأخذ موعد من القاضي ،وذهب ﺇلى مقابلته وجها لوجه ، حيث عرض عليه وجهة نظره والنقاط التى ستجعله يغير رأيه ،ويقتنع بفتح قضية شمس الاصيل من جديد ،وكعادته لم يخرج من هناك حتى حقق مراده .

قضية شمس الاصيل ،شكلت بالنسبة ﺇليه تحدي كبير ،بالأخص عندما درس تفاصيل الواقعة و لاحظ بأن هناك خلل ما ،بالأخص في ملف الطب الشرعي وليس هذا فحسب بل ،وجد الكثير من الاخطاء التى ﺃدت الى سجن شمس كل هذه المدة الطويلة ،ترى هل حدث ذلك عمدا ﺃم سهوا ؟

لا ﺃحد يعلم كيف تم التحقيق في الجريمة ،التى وقعت في حق عدنان ، ولكن لا بد من ان المحقق المسئول ، قدر ركز على ﺃمرين :الاول كان البصمات التى وجدت على سلاح الجريمة ،والتى كانت تعود لشمس الاصيل ،ﺃما الامر الثاني فقد كان شهادات اقربائه ،التى كانت جميعها متشابهة عن كون شمس الاصيل لم تكن راضية بهذا الزواج ،وكانت دائما تحاول التخلص من زوجها من خلال اثارة المشاكل !

جالس كان سوداوي المقلتين ، واضعا رجلا على رجل ويحتسي قهوته المرة بهدوء ، منتظرا قدومها بتوق لكي يخبرها آخر ما توصل اليه ، فهو لم يستطع الانتظار ﺃكثر من هذا ، وذلك لعلمه المسبق بأنها هيا ﺃيضا تحترق بنار الانتظار التى لا ترحم كبيرا ﺃو صغيرا ، وبينما كان يقوم بأخذ آخر رشفة من فنجان قهوته المرة ،فتح الباب ودلفت زجاجية المقلتين الى الداخل بفتورها ولا مبالاتها المعتادين ،ثم حيته باستحياء

_مرحبا استاذ !

وقف طارق من مكانه ،وانتظر حتى تقدمت زجاجية المقلتين وجلست امامه ، ثم عاد للجلوس ، ﺃول ما لاحظه هو ﺃن حالها افضل من المرة السابقة ،فهي تخلصت من الجبس ،ومن اثار الضرب التى كانت تشوه ذلك الملمح الفاتن ، ليقول حضرة المحامي سائلا عن حالها وأحوالها

_كيف حالك !

شعرت شمس الاصيل بالحر ،عندما سألها حضرة المحامي عن حالها ، كيف يمكن لسؤال بسيط ﺃن يفعل كل هذا ، ازدردت ريقها ثم ردت بينما تتفحصه هي الاخرى

_ بخير الحمد لله و ﺃنت كيف حالك !

ازاح طارق انظاره من على فاتنة الملمح، ثم فتح حقيبته الجلدية السوداء وجذب ملفا ، فتحه ثم وضعه على الطاولة الصغيرة التى كانت تفصل بينهما ليقول

_ بخير ، و لنقل بأنني توصلت لشيء ما بخصوص القضية ، وهو بأن شخصا ما قام بقتل عدنان والسبب الذي جعلني اشك بهذا ،هو اثار حذاء مجهولة قد وجدت في الغرفة التى وقعت فيها جريمة القتل ،والتى لم تكن لعدنان ، ولكن قبل الجزم اردت التأكد منك فاخبريني شمس هل كان لعدنان ابن ذكر يزوركم في البيت !

لقد كانت متأكدة من ﺃنه قتل على يد شخص آخر ، وأي كان فهو ورطها وفر من مسرح الجريمة ،ولكن لا بد من ﺃن الحق سيظهر ،بدون تفكير قالت

_ اجل المرحوم كان لديه ابن يبلغ من العمر خمسة وعشرين سنة ولكنه كان يلتقي بعدنان خارج المنزل ، كما كانت علاقتهما طيبة للغاية !

هز طارق رأسه مفكرا ، ثم اخرج صورة من وسط الملف ووضعها نصب مقلتي شمس ،وأشار بإصبعه فوقها وقال

_ﺇلى جانب اثار الاقدام وجدت هناك مادة غريبة على سجاد الغرفة ، عندما تم تحليلها وجدوا بأنها ثنائي هيدرات كبريتات الصوديوم وهي ﺃحد مكونات الجبس ، هل لديك فكرة من ﺃين اتت هذه المادة !

بقيت شمس تفكر للحظات ، ولكنها لم تصل الى نتيجة ، فهي كانت تنظف السجاد تقريبا يوميا بالمكنسة الكهربائية ،ولنقل بأن عدنان هو من نقل المادة في حذائه ولكن كيف حصل ذلك ، لتجيب بأسف شديد

_ﺃنا آسفة للغاية ،ولكن لا فكرة لدي من اين قد اتت هذه المادة فحتى زوجي كان يعمل في مكان نظيف ، ويتنقل طوال الوقت بالسيارة ، ولنقل ان المادة كانت في حذاء اختي ،ولكن السؤال الذي يطرح نفسه من ﺃين لها بها فهي كانت نادرا ما تخرج من المنزل !

في تلك الاثناء خيم صمت كبير في المكان ، بالأخص على طارق ،الذي شعر بأنه قد اصدم بجدار في آخر المطاف ، ولكن تغيرت الامور 360 درجة عندما كسرت شمس ذلك الصمت وقالت

_ في الحقيقة هناك امر آخر ولكن لا اعلم ﺇن كان لديه علاقة بالقضية ﺃم لا !

رفع طارق رأسه ونظر ﺇلى مقلتيها الزجاجتين ، اجل يا صاحبة الملمح الفاتن ، تذكري ﺃي شيء يمكنه ﺃن يساعد في حل هذا اللغز

_تفضلي ﺃنا اسمعك !

عادت لتضع شمس مقلتيها الزجاجتين ،في سوداويات المحامي ، وللحظات بقيت تحدق به شاخصة في تفاصيله ولم تعد ﺇلى الواقع ،إلا بعد رفع حاجبه عاليا ، وكأنه يسألها هل سنبقى على هذا الحال طويلا ،وهناك استعادت رباطة جأشها وقالت

_سمعت مرة ﺃن عدنان كان ينوي دخول مجال الانشاءات ، وكان ذلك بعدما عرض مهندس عليه مخطط مدينة سكنية صغيرة ،وقد اعجب بالمشروع كثيرا ولكن ..

كانت شمس تسرد للمحامي وقائع الحادثة ،ولكنها توقفت فجأة ، وهناك رفع طارق مقلتيه وسألها بفضول

_اكملي لماذا توقفت !

توقفت عن الكلام لأن ذلك المشروع لم يتم ، وها هما يعودان ﺇلى نقطة البداية من جديد ، خيبة كبيرة اصابتها لتقول بفتور

_ولكنه انسحب من المشروع قبل اكتمال البناء بدون ﺃي حجة ﺃو سبب واضح !

دون طارق بعض الملاحظات ،في مذكرته الالكترونية ، ثم اعادها الى جيبه ، من مقلتيه كان يبدو متفائلا ليقول بعد ذلك

_حسنا كان هذا كل شيء لنهار اليوم !

لقد مر الوقت بسرعة ولم تشعر به ، ليته يبقى اكثر فهو يعطيها شعورا بالأمان ، في ذلك الوقت وقف مكانه ومد يده لها ، وهذا ما جعلها تستيقظ مما كانت فيه لتقول برجاء

_ﺃتمنى ﺃن يخرج شيء ما من تحت هذا !

هو الاخر كان يتمنى ذلك ، صافحها طارق ثم ابتعد عنها ،وهم من اتجاه الباب ولكن قبل ﺃن يفتحه وينسحب من المكان استدار اليها وسألها

_اخبريني هل نالوا جزائهم .. اولئك الذين تسببوا لك في هذا !

قال طارق تلك الجملة ، بنبرة ممزوجة بالسخرية وبعض الاهتمام والكثير من النية الطيبة ، لتبتسم فاتنة الملمح من دون ﺃن تشعر وتجيبه ،كي تروي فضوله اتجاه الموضوع

_ عاقبتهم المديرة برميهم في الحبس الانفرادي ووضعتني في زنزانة ثانية ،لكي لا يتعرضوا لي مرة ﺃخرى !

كم كان سماع ذلك الجواب من زجاجية المقلتين مريح ، اﻵن سيذهب وهو مطمئن ،هز طارق رأسه ثم هم بالمغادرة ، وبينما كان مغادرا خطر على باله الاصغر وكيف كان متعلقا بذلك المقال ، عجبا لقد ﺃصبح مثله تماما وهو الذي كان يسخر منه ، وفي الحقيقة وضعهما كان مختلف فالأصغر ،كان يركض خلف المقال والمعلومات ، ﺃما حضرة كان يبحث عن الحقائق ،وعلاوة على هذا فهو منذ الازل لم يصادف قضية صعبة بهذه الطريقة !

سرقه التفكير في فاتنة الملمح ،وتفاصيلها المبعثرة ولم يشعر إلا وهو امام سيارته ، فتح الباب واندس بداخلها ،ثم وضع حقيبته في الكرسي الخلفي ، لينطلق بعد ذلك من اتجاه مكان آخر ،وفي نفس الوقت كانت يتصل بمساعدته لبنى ،وهاهي لم تستغرق إلا ثواني وقد ردت وقالت بصوتها المعسول

_مكتب الاستاذ طارق صالحي للمحاماة ، كيف يمكنني مساعدتك !

في تلك اللحظة ادرك طارق ،بأنه لم يخطئ ابدا عندما قام بتوظيفها في المكتب ، ﺇلى جانب كونها ذكية وماهرة في عملها ،فصوتها كان يجعل ﺃي شخص يرغب بالتعامل معه فقط لرؤيتها ،ليقول طارق بينما يضع نظراته الشمسية

_اتركي كل شيء من بين يديك ، وابحثي في سجل عدنان العدلي ،عن ﺃي قضية او مخالفات او مناوشات مهما كانت صغيرة ﺃو تافهة ،اريدها ﺃن تكون جاهزة فوق مكتبي بعدما اعود من العاصمة !

دونت لبنى اوامر طارق ثم قالت

_حسنا ، هل تؤمرني بشيء آخر استاذ !

_هذا كل شيء الى اللقاء !

ودعها ثم اغلق السماعة ، ووصل الهاتف الذكي بالمكبرات الصوتية وذلك لكي يستمع اغنيته المفضلة ، ﺃثناء رحلته الى العاصمة ،كان طارق في مزاج جيد لدرجة انه كان يرغب بالاحتفال حتى الفجر ، ولكن ليس بعد ، فعندما يجد القاتل ويحل هذه القضية الصعبة سيتسنى له الاحتفال رفقة محمود طيلة الليل !

Continue Reading

You'll Also Like

1.1M 72.7K 106
" فرحات عبد الرحمن" شاب يعمل وكيل نيابة ويعاني من مرض اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع مع ارتباط وثيق باضطراب النرجسية مما يجعله ينقاد نحو كل شيء معاك...
185K 4.2K 68
حياةٌ اعيشها يسودها البرود النظرات تحاوطني أواجهُها بـ صمود نظراتٌ مُترفة .. أعينٌ هائمة ، عاشقة ، مُستغلة ، عازفة ! معاشٌ فاخر ، صوتٌ جاهِـر اذاق...
1M 31.1K 43
لقد كان بينهما إتفاق ، مجرد زواج على ورق و لهما حرية فعل ما يريدان ، و هو ما لم يتوانى في تنفيذه ، عاهرات متى أراد .. حفلات صاخبة ... سمعة سيئة و قلة...
173K 10.7K 15
لكلّ شيء ثمن، وكلما عزّ المراد ارتفع ثمنه. كأن همًّا واحدًا لا يكفي، أو كأنّ الهموم يستأنس بعضها ببعض، فلا تنزل على الناس إلا معًا. العمر حين يطول يق...