نـيـران الـغـجـريـة

By FATOM7TR

131K 5.5K 335

تتقاطع طرقهما و تتصادف الأقدار لتجمعهما معا .... في ظروف غامضة و خارجة عن المألوف .. بين طرفين معاكسين لبعضهم... More

المقدمة
الشخصيات
إقتباس 1
إقتباس من الفصل الأول
الفصل الأول : على نسق الإيقاع.
الفصل الثاني : جرح من الماضي.
الفصل الثالث : عصيان لأول مرة !
الفصل الرابع : تمرد يخبو بسرعة.
الفصل الخامس و السادس
إقتباس من الفصل الثامن
الفصل الثامن : أوبال.
الفصل التاسع : الخطر
الفصل التاسع جزء 2
الفصل العاشر : تهجم.
الفصل الحادي عشر : هوس قاتل.
الفصل الثاني عشر : إعترافات.
الفصل الثالث عشر : خيار واحد فقط.
الفصل الرابع عشر : إهتمام
الفصل الخامس عشر : لم يكن في الحسبان.
الفصل السادس عشر : قسوة.
الفصل السابع عشر : نوبة أشد
الفصل الثامن عشر : تقارب بدافع الهلوسة.
الفصل التاسع عشر : نزاع للعيش.
الفصل العشرون : غربة قلب
الفصل الواحد و العشرون : شائبة من الماضي
الفصل الثاني و العشرون : اليوم الموعود.
الفصل الثالث و العشرون : نيران الغجرية.
الفصل الرابع و العشرون : الوجه الجديد.
الفصل الخامس و العشرون : دمار شامل.
الفصل السادس و العشرون : التحدي
الفصل السابع والعشرون : صفقة للحفاظ على السر
الفصل الثامن و العشرون : حادثة إنتحار
الفصل التاسع و العشرون : زوجة صديقي
الفصل الثلاثون : العدو المتخفي.
الفصل الواحد والثلاثون : غيرة ليست في محلها.
الفصل الثاني والثلاثون
الفصل الثالث والثلاثون : مساعدة زائفة.
تنويه
الفصل الرابع و الثلاثون : إعدام الهوية.
الفصل الخامس و الثلاثون : الحياة العملية.
الفصل السادس والثلاثون : لطف مزيف.
الفصل السابع والثلاثون : إختطاف قانوني.
الفصل الثامن والثلاثون : المواجهة.
الفصل التاسع و الثلاثون : حرب صامتة.
الفصل الاربعون : تعرية الروح.
الفصل الواحد و الأربعون : معرفة مسبقة.
الفصل الثاني والأربعون : مشاركة نفس القدر
الفصل الثالث و الأربعون ( الجزء الأول ) : القرار لكِ.
الفصل الثالث و الأربعون ( الجزء الثاني ) : خطوة جريئة.
الفصل الرابع و الأربعون : خيانة من صديق ؟
الفصل الخامس و الأربعون ( القسم الأول ) : مواجهة الماضي.
الفصل الخامس والأربعون ( القسم الثاني ) : أول درجة فوق الصفر.
الفصل السادس و الأربعون : شريك السفر.
الفصل 47
الفصل الثامن والاربعون : حقائق مؤلمة.
الفصل التاسع و الأربعون ( القسم الأول ) : عاشق.
الفصل التاسع و الاربعون ( القسم الثاني ) : ما بعد الصدمة.
الفصل الخمسون ( الجزء الأول ) : فتيلة النار.
الفصل الخمسون ( القسم الثاني ) : خبث بريء.
الفصل الواحد والخمسون : إنشطار القلب
الفصل الثاني والخمسون
الفصل الثاني والخمسون ( القسم الثاني ) : سُكون.
الفصل الثالث و الخمسون : لا ينفع
الفصل 54
الفصل الخامس والخمسون : المواجهة.
الفصل السادس والخمسون ( القسم الأول
الفصل السادس والخمسون ( القسم الثاني ) : بداية حل العقدة.
الفصل السابع والخمسون ( القسم الاول ) : خطوة بدون حساب
الفصل السابع والخمسون (القسم الثاني)
الفصل الثامن والخمسون : جذور ...
الفصل التاسع و الخمسون : مفتاح الحقيقة
الفصل الستون ( القسم الأول ) : على نار هادئة.
الفصل الستون ( القسم الثاني )
الفصل الواحد و الستون ( القسم الأول ) : أسفل زخات المطر.
الفصل الواحد و الستون ( القسم الثاني )
الفصل الثاني والستون : أنى للماضي أن ينسى.
الفصل الثالث والستون : بوصلة ذات إتجاه واحد
الــفــصــل الأخــيــر : مخاطرة بقدر العشق.
الـــخـــاتـــمـــة ( القسم الأول )
الخاتمة ( القسم الثاني ) : طريق العشق.

الفصل السابع : تعلق الروح.

1.8K 75 2
By FATOM7TR

حملت فريال الهاتف بسرعة تضغط عليه حينما كاد ينطفئ مبتسمة بظفر و سرعان ما زالت إبتسامتها عند رؤيتها لتلك الصور الحميمية لفتاة تنام عارية إلا من ملاءة تغطيها ، فغرت فاهها بذهول و صدمة غير مصدقة ما تراه عيناها و تطلعت الى تاريخ الصورة و كان نفس يوم غياب عمار عن القصر ..... اذا حقا هو قضي الأسبوع مع عشيقته التي رأتها ندى معه في المطعم ....
عمار لديه حبيبه و يقيم علاقة من هذا النوع معها !!!

تراجعت للخلف بوجوم وهي تتأمل الصور مجددا و تحفظ تقاسيم وجه الفتاة ، دخلت إلى سجل الإتصالات لكنها لم تجد رقما مسجلا بإسم فتاة إلا ندى و سعاد و بضعة من زبونات الشركة ...
إنتقلت إلى رسائل الواتساب و هناك وجدت عدة رسائل بينه و بين إمرأة مسجلة ب " The Gypsy "  و إتضح لفريال من كلامهما سويا أنها هي نفس المرأة التي بالصور وهي حبيبته.

كتبت الرقم على هاتفها بسرعة ثم أغلقت خاصة عمار و رمته على السرير هامسة :
- يعني عمار فاتح بيت لعشيقته و بيقضي معاها الليالي اللي بيبقى غايب فيها عن القصر و البنت حلوة كمان مصيبة والله مصيبة.

غادرت فريال الغرفة و وقفت بمفردها في الرواق محدثة نفسها :
- انا لازم احل الموضوع ده و اجوز بنتي لعمار في أسرع وقت قبل ما حبيبته ديه تضحك عليه اكتر مش بعيد يكون عماله يصرف و مخلص فلوسه عليها و سايب ندى بنت العز و الجاه و متجاهلها كده بسبب بنت الشوارع ...
بس ازاي هعمل كده ازاي الواضح انه بيحبها و الا مكنش مصورها وهي نايمة و قاعد يتفرج على صورها الله يخربيتك يا عمار انت اللي الكل فاكرك محترم تطلع منك العمايل ديه الله يخربيتك.

**** في الغرفة الأخرى.

أطلق عمار زفرة قوية وهو يراقب تحسن حالة جدته و انتظام أنفاسها بعد نوبة الربو التي عاشتها منذ قليل و لسوء الحظ كان الجهاز الخاص بها ضائعا ولم يستطع إيجاده ، لولا معرفته بمكان الجهاز الإحتياطي و الإسراع لأخذه الى جدته لكان الوضع ساء بشدة و ربما فقدها !

ابتسم عمار وهمس يعدلها على الفراش :
- حضرتك كويسة دلوقتي ؟

اماءت الجدة بتعب :
- الحمد لله يا ابني السن ليه حق وانا كبرت و الحالات ديه طبيعية مفيش داعي تقلقو عليا كده مش مستاهلة.

تدخل عادل في الحوار بإندفاع :
- مش مستاهلة ايه يا أمي ربنا عالم بغلاوتك في قلب كل واحد فينا ولو تعبتي احنا بنتعب اكتر و اكتر انتي ستنا و ست القصر كله.

أراحت رأسها على الحائط خلفها و تأملت عمار و ندى وهما جالسان بجانب بعضهما يطمئنان عليها ، إبتسمت بحنية و أمسك يديهما مرددة :
- و انا هبقى بخير طول ما انتو و احفادي بخير.

انتبه عمار لفعلتها وكيف قصدت تقريب يده من يد إبنة عمه لأسباب يعلمها تماما فتنحنح بثبات بعدما انتصب واقفا :
- حضرتك متأكدة انك كويسة لو محتاجة دكتور او ....

قاطعه رأفت بتريث :
- جدتك بخير الف حمد لله متقلقش عليها احنا هنفضل مراقبينها طول الليل عشان نتأكد من سلامتها مبيهمناش غير صحة أمي هنهتم بيها كويس.

لوى شفته بسخرية و نظر له بمعنى " هل ما حدث معها منذ قليل يسمى إهتمام ؟ " ثم أماء و خرج ، و بمجرد إجتماعهم في الأسفل نظر الأخير الى الممرضة المسؤولة عن جدته و صرخ بها :
- هو ده شغلك و إشرافك على حالة تيتا تقدري تفهميني انتي مكنتيش موجودة معاها في اوضتها ليه لما جتلها نوبة و ليه الجهاز بتاعها ضايع عارفة لو ملحقنهاش في اخر لحظة ايه اللي كان هيحصلها ؟

انتفضت بخوف من صوته و ردت بتلجلج :
- يا فندم انا نزلت المطبخ اجيبلها كوباية ماية و الجهاز كان خالص اصلا و نزلته معايا عشان ارميه و الله العظيم انا عمري ما قصرت في شغلي و حاطة الست الكبيرة في عيوني معرفش ايه اللي حصل فجأة صدقوني ديه آخر مرة.

تحدث رأفت بحدة :
- ديه فعلا آخر مرة لأنك مش هتقعدي في القصر ساعة زيادة يلا لمي هدومك و انا هديكي مرتبك بتاع الشهر ده و تمشي.

رمقه عمار بنظرة جانبية و صعد الى غرفته وقف أمام المرآة يتطلع لشكله وهو لا يزال بالفانلة الرياضية السوداء ثم تذكر ما حدث منذ قليل عندما شهد على إنقطاع أنفاس جدته و تدهور حالتها الصحية ...
ربما يعتقد من يراه أنه بليد المشاعر و لا يتأثر بما حوله لكنه في الحقيقة طفل ضائع ، طفل يخاف الفقدان و اعادة تجربته مع أمه التي لحد الآن يغضب من نفسه لأنه يحزن عليها و يشتاق لها ، لو حدث شيء لجدته اليوم لكان تدمر لن يستطيع تحمل ألم آخر.

تنهد يمسح على وجهه براحة يده و كم شعر في هذه اللحظة بحاجته إلى مريم و رغبته في رؤيتها و سماع صوتها ، و بدون تردد أخذ هاتفه الملقي على السرير و فتح كاميرا المراقبة المعلقة في الشقة ليركض بعينيه في كل جزء منها و أخيرا رآها ....

كانت جالسة على الأرجوحة في شرفة غرفتهما ترتدي بيجاما خفيفة و تلتحف بغطاء على كتفيها يحميها من الهواء البارد تقرأ من الكتاب الذي بين يديها بتمعن ، إنتابه الفضول حول ما تقرأه فكبر الصورة و وجدها رواية حب باللغة الألمانية ربما فمريم تلك الفتاة الغجرية خريجة كلية ألسن كما أنها تتقن التحدث بخمس لغات او أكثر ربما ، شيء غريب أن تكون مجتهدة الى هذه الدرجة رغم البيئة المترعرعة فيها و التي لا تسمح للكثير من الناس بالتفاني في الدراسة هكذا.

إفترت شفتي عمار عن إبتسامة هادئة وهو يدقق في ملامحها و شعرها تردد قليلا ثم حسم أمره و طلب رقمها ليجدها ترد بعد ثانيتين :
- ألو عمار.

تلجلج لوهلة و فقد ثباته و أحس بالندم لأنه إتصل بها لكن لم يشأ إظهار إنفعالاته هذه فحمحم مغمغما بصوت قاتم :
- ازيك.

ابتسمت مريم بغبطة و أجابت :
- انا بخير الحمد لله و انت ؟
- كويس.

رد عليها بخنق وقد بدأت حرارة جسده تزداد و رقبته تتعرق بتأثر من صوتها الهامس خاصة عندما سألته :
- انت مش من عوايدك تتصل بيا خير في حاجة ؟

رفع عمار يده يعبث بشعره و أجابها :
- عادي اتصلت اطمن عليكي ... انتي بتعملي ايه ؟

حولت نظرها الى الكتاب الذي كانت تقرأه و تتخيل نفسها جالسة مع عمار فإحمرت وجنتيها وهي تردد :
- كنت قاعدة ... بقرا كتاب بالألماني ... رواية ... أسطورة حب يونانية.

كان كل شخص منهما يبدو و كأنه مراهق يتحدث لأول مرة مع الفارس الذي زار أحلامه ليال طويلة و عند سماع صوته الآن اختفت الكلمات من لسانه و نبض قلبه بسرعة تسابق سرعة الخيول في السباق ..
خاصة مريم التي تلف حول نفسها بإرتباك و تشتم نفسها على كلماتها المرتبكة المتقطعة وكأنها لييت متزوجة به منذ سنوات ،  و عمار الذي يدلك عنقه بيده المتعرقة مستسلما لتأثير صوتها الرقيق ....

بعد حديث طويل في تلك الليلة نام الإثنان و استقبلا أحلامهما ، مريم نامت مبتسمة بحالمية و نبرته لا تزال ترن في أذنيها أما الآخر فنام بنفس الحالة لكنه إستيقظ على كابوسه الدائم ، أمه وهي تخون والده الذي أحبها مع ذلك الرجل الغامض و بقيت تخدعه لسنوات حتى أصيبت بمرض و توفت بعدها ..... لينتفض بفزع من حلمه الذي جاءه كتحذير مجددا و تنبيه على ما كاد ينجرف به ....

____________________

وقفت في شرفة غرفتها تتحدث مع صديقتها التي زارتها و الضحكة لم تغب عن شفتيها ، مر يومان على اتصال عمار بها و منذ تلك اللحظة و الأرض لا تكاد تحملها من شدة سعادتها و كأن بمكالمته حصلت على أكبر جائزة لها في حياتها.

تنهدت مريم و قالت :
- كأن عمار الاول اختفى و جابو مكانه عمار تاني .... اتخيلي من يوم اللي شافني برا و قولتله اني زهقت من قعدة البيت و عيطت قدامه اتغير معايا و حسيته ندم على حبسته ليا و فضل معايا اسبوع كامل ومن يومين اتصل يطمن عليا.

نظرت لها هالة بتهكم ولم تعلق فتابعت الأخرى بضحكة :
- يعني انتي خوفتيني من غير داعي لما قولتيلي خدي بالك منه و انا مش مطمنة لسكوته و ممكن يؤذيكي.

- و مع ذلك انا مش مطمنة من ناحيته .... صحيح انتو هتفضلو كده لحد امتى ؟

عقدت مريم حاجبيها بعدم فهم :
- كده ازاي يعني.

ترددت هالة قبل الكلام لكنها حسمت أمرها و أجابت :
- قصدي موضوع انكو متجوزين بالسر و مسكنك في شقة بعيدة عن قصر عيلته .... روما انتي عمرك ما سألتي نفسك عمار اتجوزك انتي بالذات و مخبي قصتك عن الناس ليه طيب و لو في يوم قرر يعمل عيلة و يتجوز ست من الطبقة بتاعته ايه اللي هيحصلك ؟
هيفضل متجوزك ولا يرجعك للقرية بتاعتك و يا ترى هتفضلي مستخبية كده طول عمرك و بعيدة عن الناس.

شحب وجه مريم و أخفضت رأسها تعيد كلام صديقتها في عقلها ، لقد مرت سنتان ونصف على زواجها و لكن لم تفكر لمرة واحدة في السبب الذي يجعل عمار يتخذها زوجة له بالسر و لم تفكر يوما في ماذا سيحدث مستقبلا و ما هي نهاية علاقتهما هل سيبقى معها أم يتركها ..... لحظة هل من الممكن أن يتركها ؟

ازدردت ريقها بصعوبة و هتفت بتلجلج :
- بس انا .... انا من الأول وافقت على شروطه و عمار مكدبش عليا هو فهمني علاقتنا هتمشي ازاي و انا معترضتش.

اندفعت هالة تمسكها من كتفيها مرددة بحزم :
- معترضتيش صح بس بعد سنتين من الجواز اعتقد بقى ليكي الحق تفكري في نفسك و انتي عارفة من جواكي ان ديه مش عيشة و لازم الأمور تتغير على الاقل تفهمي جوزك بيفكر ازاي ولو ناوي ياخد خطوة جدية معاكي يا مريم انتي مش هتقدري تكملي حياتك بالشكل ده لازم عمار يوضح هو عايز ايه عشان متتصدميش بعدين لو قرر فجأة يتجوز بنت من نفس مستواه و يعمل عيلة معاها.

- هو .... هو ممكن يتجوز عليا واحدة في العلن و يعمل عيلة معاها ؟ طب .... طب و أنا ؟

همست مريم بضياع متذكرة ندى و تقربها الدائم من زوجها ، لو حدث و تزوجها لن تستطيع هي التحمل ، ستنهار و ربما تجبر على البقاء معه لأن عائلتها لن تقف بصفها و تسمح لها بالرجوع إلى البيت.

أردفت هالة بشفقة على حال صديقتها ولكنها مجبرة على إيقاظها من غفلتها  :
- اكيد هيجي يوم و يحب يعمل عيلة ولو مأعلنش جوازه منك يبقى هيتجوز ست تانية وانتي تفضلي عايشة في الشقة ديه مستنياه يطل عليكي مرة كل شهر .... حبيبتي انا عارفة انك بتحبيه و الله أعلم بطبيعة مشاعره ناحيتك بس متذليش نفسك اكتر من كده اقعدي مع عمار و اتكلمي معاه بخصوص علاقتكو.
الوضع ده مبقاش ينفع يفضل كده الوقت بيمر و أحلى سنين حياتك انتي مضيعاهم بين الاربع حيطان دول لازم تفوقي لنفسك و تعرفي حقوقك اللي أبسطها الناس تعرف انك متجوزة و مين هو جوزك و تطلعي و تدخلي براحتك من غير متخافي حد يعرفك و تتصلي بيه و تكلميه امتى ما تحبي .

طالعتها مريم بوهن لتتابع الأخرى وهي ترسم بسمة حانية على شفتيها :
- اوعى يا روما قيود عمار تنسيكي في حريتك و حقك صحيح هو بقى يعاملك كويس و ممكن انا فاهماه غلط بس الوضع ده ممكن ميدومش ممكن يقلب عليكي فأي لحظة و تحكماته تزيد ساعتها مش هتقدري تعملي حاجة .... ولا حتى انا هقدر اساعدك !!

________________________

تابعت مشيها على الرصيف بخطوات شبه راكضة و استندت على ذراع إبن عمها ممسكة به بقوة و الإبتسامة تشق طريقها لوجهها بإشراق ، من ينظر إليهما يظنهما عاشقان غارقان في بحر الحب ولا يرى أحدهما سوى الآخر فقط وسط هذا الاكتظاظ الغفير ، إشرأبت بعنقها للخلف تطالع الحارسين المكلفان بحمل ما تبتاعه و أوصتهما بأدب على الأكياس ثم استدارت تسأله :
- صحيح يا عمار مش انت قولتلي هتسجلني في الجيم بس لسه مسجلتنيش امتى بقى انا عايزة ابقى معاك.

رد عليها وهو ينظر لها بطرف عينه :
- بكره بس مش ف الجيم بتاعي هسجلك في جيم تاني.

نفخت ندى خديها بإستياء واضح عليها :
- ليه كده اشمعنا انت ....

قاطعها بشيء من الحدة :
- خلاص يا ندى  انا مش مستعد اخلي الناس تجيب كلام عليكي لما تلاقيكي معايا خاصة ان اللي مشتركين في الجيم لسانهم طويل زيادة عن اللزوم و انا مش ناقص.

كادت تتأفف لكن نظرة محذرة منه أسكتتها و جعلتها تشيح وجهها مرددة بداخلها " واحد خنيق " ثم إستطردت وقد وقع بصرها على إحدى المتاجر الكبيرة التي تبيع المجوهرات :
-  Oh My  god ، بص يا عمار احنا واقفين فين دلوقتي انا كنت ناوية من زمان اجيب اسوارة وكده و رجليا جابوني هنا يلا ندخل نشوف.

نظر الى ساعة يده بضيق :
- الوقت اتأخر ولازم اروح شغلي.

تعلقت ندى به وهي تحاول سحبه :
-  مش هنتأخر والله يلا ندخل بليز علشان خاطري.

زفر عمار ولم يستطع رفض طلبها أمام إصرارها هذا فأمسك بيدها و دخلا سويا و بمجرد رؤية صاحب المحل لهما نهض يرحب بهما بإحترام و لطف مبالغ فيه و يطلعهما على بضاعته.

تجولت ندى بحماس حتى لمحت إسوارة راقية ذات شكل فخم ورقيق في نفس الوقت فشهقت بإنبهار :
-  My Cousin  ، تعالى شوف معايا.

انتبه لها الآخر و وقف بجانبها يرى ما انبهرت به ليقول البائع :
- الإسوارة ديه من الذهب الأبيض الإيطالي تصميمها نزل جديد ومش هتلاقو زيها في محلات تانية.

- انا عايزة أجربها !!

تأملها عمار بإبتسامة وهو يراها ترتدي السوار على معصمها ثم لف بجسده ينظر بغير إهتمام حتى وقع نظره على خاتم معين من بين كل المجوهرات قد أذهله و سلب لُبَّه ، اقترب من خلف الزجاج يتأمله عن قرب كان الخاتم مصنوعا من الذهب الأصفر مرصع بالألماس و يعلوه حجر الأوبال ذو تصميم يزيد بنصر من ترتديه رُقيا و جمالا بالتأكيد.

حملق فيه و عقله يرسم له يد إمرأة واحدة فقط تستطيع وضعه و بدون شعور منه راح يتذكر عندما كان ذلك اليوم في المطعم ندى و وليد الذي قال بمزاح مطالعا مريم الجالسة خلفهما " يا ترى هي مرتبطة لأني مش شايفها لابسة دبلة " فتصاعد غضبه وهو متأكد بأن جميع من يرى زوجته في الشارع يظنها عازبة لذلك إصبع يد مريم يجب أن يتزين بخاتمه عاجلا لكي لا يتكرر معه نفس الموقف.

أفاق من شروده على ندى وهي تمسك كتفه :
- انت بتبص على ايه ..... الله ايه الخاتم الحلو ده مش معقول.

شهقت بإنبهار وهي تتأمل الخاتم الذي لفت انظار إبن عمها ثم نظرت له :
- ياريت لو خطيبي في المستقبل يجيبلي واحد زي ده هبقى مبسوطة اوي اوي.

همهم عمار بحيادية و إنتبه الى كلام ندى وهي تريه يدها بلهفة :
- شوف انا اخترت ايه عجبك ؟

أماء بإيجاب مبتسما ثم أخرج بطاقته الإئتمانية ليدفع ثمن ما تقتنته ابنة عمه و خرجا سويا و في منتصف الطريق توقف هاتفا :
- ندى انا عندي شغل مهم هنا نسيت اعمله ارجعي انتي مع الحراس ولما اخلص هحصلك.

رفعت حاجبيها بدهشة :
- شغل ايه اللي هتعمله هنا ؟ تحب اجي معاك ؟

- لا مفيش داعي هخلصه و اجيلك .... يلا امشي.

زفرت ندى الهواء بضيق و ذهبت مع الحراس على مضض أما عمار فعاد الى المحل و طلب من البائع ان يريه الخاتم الذي لفت انتباهه منذ قليل ، حمله بين يديه يتأمله متخيلا ردة فعلها عندما تراه ثم تنحنح يستعيد ثباته و غمغم :
- الخاتم ده عجبني هاخده.

- أمرك يا عمار بيه.
أجابه البائع وهو يبتسم معتقدا انه سيقدم الخاتم الى ابنة عمه التي كانت بجانبه منذ قليل فهو يعرف عائلة البحيري تمام المعرفة و لطالما تعامل معها و سمع أقاويل عن علاقة الحب التي تجمع الإبن الأكبر و البنت الصغرى و ما يراه الآن خير دليل على ذلك ، مؤكد ان السيد عمار قرر الزواج بندى البحيري ومن حسن الحظ انه اختار محله لشراء الخاتم.

أخرج عمار بطاقته يدفع المبلغ الازم و قبل المغادرة أوقفه البائع متحدثا بمجاملة :
- الف مبروك يا بيه فرحتلكو من قلبي.

حدق به لبرهة من الزمن ليرفع حاجبه بإستهجان :
- الله يبارك فيك.

ثم ضحك بداخله وهو يتخيل ردة فعل والده رأفت اذا علم أن إبنه إشترى خاتما باهض الثمن لإحداهن بالتأكيد سيرتفع ضغطه او يصاب بنوبة قلبية .....
خرج و اتجه الى سيارته يركب و بينما هو يقود لمح عبر المرآة الأمامية سيارة سوداء خيلت له أنها تتبعه أينما يذهب عبس عمار يتمعن النظر و لاحظ ان أي طريق يسلكه تأخذه تلك السيارة أيضا دقق النظر عبر المرآة وأراد التأكد فدخل في أحد الأزقة الضيقة و بالفعل وجد الأخرى تلحق به.

زفر بعنف و همس من بين اسنانه :
- رأفت بيه رأفت بيه انت لسه بتبعت رجالتك ورايا رغم انك قولتلي معدتش تعمل كده بس الحق عليا انا اللي صدقتك ... ماشي.

_______________________
في قصر البحيري.

دخلت فريال الى غرفة إبنتها ووجدتها تجرب الفساتين التي إشترتها فإبتسمت و قالت :
- اتبسطتي في خروجتك مع ابن عمك يا حبيبتي.

استدارت لها تجيبها بحماس :
- اوي اوي يا مامي عمار وداني الملاهي وبعدين اتغدينا وبعدين عدينا على كل المولات و جابلي حاجات كتيرة و فساتين حلوة و الإسوارة ديه كمان شوفيها.

أرتها السوار بسعادة ثم نظرت في المرآة تعدل شعرها و فريال تطالعها بإبتسامة خفيفة و خيالها ينسج لها الكثير من الأحلام عن زواج إبنتها بحفيد العائلة.
غريب من يرى ندى و عمار و هما يتعاملان بود مع بعضهما يظن أن هناك علاقة حب تجمعهما لكن في الحقيقة ان طفلتها للأسف لا تفكر بهذا الموضوع إطلاقا أما الآخر فلديه حبيبته التي يقضي معها لياليه ، تنهدت و غادرت متجهة الى غرفتها و بعد دقائق دخل زوجها عادل ملقيا التحية.

نظرت له بصمت وهو ينزع ربطة عنقه  ولاحظ عادل ذلك فسألها :
- في ايه يا فريال مالك باين عليكي مدايقة.

- انت عملت اللي طلبته منك ولا لسه ؟

- اعمل ايه ؟

ضيقت حاجبيها مجيبة بتجهم :
- مش انا قولتلك ان عمار عنده حبيبته وانت لازم تدور وراه و تعرف هي مين و عايشة فين عشان نقدر نبعدها عنه و نجوزه لندى !

تأفف منها و التفت اليها ينهرها :
- لا مدورتش ولا عايز اعرف ديه حياته الخاصة و محدش ليه حق يتدخل بعدين انتي بجد فاكرة اني ممكن اجوز بنتي لواحد مبيحبهاش و عنده علاقات مع ستات **** و بيكره أبوه و مبيطيقش يشوفه بقى بنت عادل البحيري تتجوز راجل بالصفات ديه ليه انا لقيتها في الشارع ولا ايه ؟!

تنهدت فريال في سخط و هتفت مبررة :
- عمار عنده بنت بيتسلى معاها و ايه يعني ماهو راجل وديه حاجة مش بتعيبه ولا هتأثر عليه و لو كان بيحب عشيقته ديه كان اتجوزها من زمان بس اكيد هو بيضيع وقت معاها لحد ما يلاقي زوجة مناسبة و ندى عزيزة عليه يعني لو كتب كتابه عليا مش هيبص على ست غيرها تاني ..
اما علاقته بأبوه ف احنا ملناش دعوة بيها اساسا انت اكتر واحد عارف ايه اللي خلى الأب و إبنه ميتفقوش بس عمار شاب وسيم و ناجح و شخصيته قوية و في ورث كبير مستنيه حرام يروح لواحدة تانية و بنتنا موجودة.

لاحت إبتسامة ساخرة على وجه عادل قائلا :
- ليه حاسك بتكلميني وكأن عمار طلب ايد ندى و مستني موافقتي يا بنت الناس الراجل معتبرها أخته ولا عمره بصلها بعين زايغة ولو كان ناوي يحبها و يتجوزها ليه معملش كده ما هي قدامه من زمان.

كادت فريال تتكلم لكنه أوقفها بإشارة من يده :
- الكلام ده انا مش عايز اسمعه تاني عمار اتقدم لبنتي تمام هفكر في الموضوع متقدملهاش الله يسهل عليه في مليون راجل بيتمنى ظفر ندى و كفاية بقى متفتحيش السيرة ديه تاني.

******
- انت كدبت عليا !

قالها عمار بصوت عال و غاضب بعدما اقتحم غرفة أبيه الذي كان جالسا يرتشف من فنجان القهوة فنهض الأخير يردد بحدة :
- انت ازاي تدخل اوضتي كده في ايه ؟

لوى شفته بإستنكار من إدعائه البراءة و قال :
- انا خدت بالي النهارده من رجالتك اللي باعتهم ورايا كل مرة بكشفك و بترجع تبعتهم انت ايه مبتزهقش من تصرفاتك ديه أذيتني وانا صغير و بردو مش عايز تسيبني فحالي وانا كبير انت عايز ايه مني فهمني !!

جحظ رأفت عيناه بإتساع غير مصدق لما يسمعه و اتهام إبنه له بأنه يود أذيته لكن أكثر ما حطم قلبه هو رؤية نظرات الكره التي تنضح من عينيه و ملامحه الغاضبة ، ورغم ذلك تمالك نفسه مغمغما بجدية :
- انا عند وعدي و مبعتش حد وراك من آخر لقاء بيننا ومش فاهم انت بتتكلم كده ليه.

تهكم عمار ساخرا :
- بلاش تنكر لأني شوفت الرجالة اللي كانت ورايا يا رأفت بيه بس تعرف حاجة كل اللي بتعمله ده على الفاضي لأن محدش بيقدر يعرف مكاني لو مكنتش انا عايز.

فقد الأخير أعصابه فصاح وهو يقترب منه :
- احترم نفسك و متنساش أنك واقف قدام أبوك قولتلك اني مبعتش حد وراك اساسا لو كنت عملت كده مكنتش هكدب عليك انا مش هخاف منك يعني.

في هذه اللحظة دلفت سعاد وعندما سمعت صوتهما العالي إقتربت منهما بتوجس :
- ايه اللي بيحصل هنا في ايه.

ولأن عمار يحترمها ولا يستطيع رفع صوته في وجودها ألقى نظرة أخيرة على والده و غادر بينما هتف رأفت بنزق :
- الباشا جاي يعلي صوته عليا و بيقول إني باعت وراه ناس تلحقه.

زفر بعصبية و مسح على شعره مكملا :
- مع إني قولتله مبعتش حد وراه بس هو معند و مصمم و بدل ما يدور على اللي بيلحقه جاي ليا انا.

عقدت سعاد حاجبيها مستغربة :
- متأكد ؟ يعني عمار مش هيتهمك كده من غير سبب.

- ايوة متأكد انا نبهت الرجالة بتوعي محدش يمشي وراه تاني و.....

توقف فجأة يدير كلام إبنه في رأسه بتعجب فهو متأكد من أنه لم يرسل أحدا خلفه بل أصدر أوامره على رجاله بعدم اللحاق به لكن عمار يقول أنه رأى من يتبعه ...... هل هذا يعني أن هناك شخصا غيره قد أرسل رجالا خلف سيارة إبنه لكن من هو و ماذا يريد من ولده ؟!

______________________________
ستووووب انتهى البارت
رايكم وتوقعاتكم
فريال هتبطل تحاول تجمع بين عمار و ندى ولا تكمل في خططها ؟
مين اللي بيراقب عمار ؟

Continue Reading

You'll Also Like

102K 3.5K 48
الرواية فيها احداث كثيرة من ضمنها شاب يخسر اصحابه بيوم واحد! ، وفتاة بسبب تمردها وعنادها حياتها تنقلب رأس على عقب، واخرى تكون ضحية لثراء والدها وطمعه...
1M 39.6K 50
تقدمت عليه واني احس الخوف والرعب احتل كل جسدي وقلبي أحسه توقف واني اشوفه جالس گدامي مثني رجله وخال عليه ايده والايد الثاني ماسك رأسه متوجع قربت عليه...
902K 39.9K 30
🔹أنا لها شمس🔹 دوائر مُفرغة،بتُ أشعرُ أني تائهة داخل دوائر مُغلقة الإحْكَام حيثُ لا مَفَرّ ولا إِدْبَار،كلما سعيتُ وحاولت البُزُغُ منها والنأيُ بحال...
1.3M 60.2K 68
سنكتشف الحقيقة معآ...🤝