خلف جدران المتاهة✓

By Merieme_vani

29.8K 1.5K 1.4K

اجتمع بها داخل جامعةٍ من جامعاتِ قسنطينة العريقة، فنشأت بينهما قصّة حبٍّ لم يكن الطرف الثالث فيها رجلًا أو ا... More

"حب مجهول"
"صدفة أم قدر!"
"ممتلكات القلب "
"أجنحة الواقع "
"النهاية "

"معا رغم الصعاب"

2.4K 202 68
By Merieme_vani

و يبقى الحُبّ أصعب شعور قد يساور الإنسان
إذ يجد فيه البعض حياةً ويلقى فيه البعض  الآخر موتين ..

••

°°°°°

لا تزال تلك الحسناء واقفة على شرفة الشقّة ؛ تتأمل القمر الذي بعث بضيائه على وجهها الجميل بينما تغوص بعقلها في سلسلة أفكار مُنهِكة كادت أن تفقدها صوابها ..  فقد كانت تفكر في الأمر الذي اكتشفته اليوم .. الأمر الذي جعل قلبها ينبض كما لم ينبض من قبل ..

ترى هل ما تشعر به الآن يعتبر حبّا أم إعجابا أم أنه مجرد حنين؟ ...

حرفيا هذا السؤال استوطن عقلها وأبى أن يخرج منه فهي لم تنجح في الوصول إلى إجابة محددة له بل على العكس من ذلك وجدت نفسها تغوص في دوامة تفكير أشد عمقا فاكتشفت فيها حقيقة واحدة كان مفادها أنّ آدم الصغير هو أقرب صديق لها بينما آدم الكبير هو الشّاب الذي يحمل مواصفات فارس أحلامها أجمع و منه فكرة اعتباره  مجرّد صديق أصبحت شبه مستبعدة من ساحة مشاعرها الآن ...

°°°

في صباح اليوم التالي
تحديدا في ذلك الحي الشعبي العتيق ..

كانت أميرة واقفة على مقربة من بيت أهلها المحترق تحدّق به بعينين دامعتين بينما ترسم مشاعر الحنين على وجهها الجميل فبدت بذلك أشبه بشاعرة باكية وقفت على أطلال كانت مأواها في زمن مضى  ..

لقد كان الوقت باكرا بالفعل فقد فضّلت الأخيرة زيارة الحي بدلا عن الذهاب إلى الجامعة و ذلك راجع لاشتياقها غير الطبيعي لهذا الحي..الحي الذي ترعرعت فيه و كبرت وسط شوارعه تلعب و تحتك بجيرانه الذين احتضنوها كما لو أنّها ابنتهم ..

ظلّت على حالها ذاك تنظر إلى حطام البيت الذي تحوّل إلى رماد بينما تتذكر ما عاشته فيه من ذكريات  إلى أن  اخترقت أنفها رائحة الخمر القذرة فاِلْتفتت بذعر لتجد كريم وهو واقف أمامها كالمختل إذ كان يضحك بطريقة أوضحت لها أنه بعيد كل البعد عن هذا الكون ..

"تبا هل أنا في الجنة..ما هذا الجمال"

كان هذا ما قاله  بنبرة ثملة لكن سرعان ما حرّك رأسه بغضب مردفا بغباء

"لا تفعل ماريو فقد تكون ابنة الحي"

أنهى كلامه ليتجاهلها مكملا سيره بميلان فتنهّدت أميرة براحة وأرجعت تركيزها على بيت أهلها  لتشعر بعد دقائق بأحدهم وهو يقترب منها فاعتقدت أن ماريو  قد عاد لذا التفتت ببعض من الخوف وياليتها لم تفعل فالتائج هذه المرة أفقدتها صوابها..كيف لا وقد ضربت صاعقة الحب قلبها بعد أن اصطدمت خضراويها بعسليتي آدم الذي كان يناظرها باستغراب ..

صدقوني للوهلة الأولى إصفرّ وجهها وشعرت بتوتر رهيب فهذا اللقاء كان أصعب لقاءٍ في حياتها..لقاء حطّم كيانها وجعل منها انثى ضعيفة أمام مشاعر جيّاشة اكتسحت ساحة قلبها  ..

"المنطقة لم تعد بذلك الأمان لذا أنصحك بالذهاب"

قالها آدم بنبرة هادئة كالموت ثم بمجرد ما التمس الاستعاب في أميرة قرر الإنسحاب كي لا تأخذ عنه نظرة سيئة فشتمت تلك الحسناء في سرّها وأوقفته بحزم:

"مهلا آدم انتظر لحظة"

الْتفت الأخير بصدمة ولم يجد نفسه إلّا و هو يقتحم عالم التساؤلات اللاّمنتهية..
عالم ساوره فيه شعور أنّ أميرته قد تذكرته بالفعل لكن فجأة عاد إلى واقعه فاحتلّته شكوك تمثّلت في أنّها قد سمعت اسمه بالخطأ لذا لم يشأ أن يبني أحلامه على أساسٍ كاذب  ..

حرفيا لقد أوشك على الجنون وهذا ما استطاعت أميرة تحصيله من ملامحه لذا ابتسمت بخفة ونبست

"ألم تعد تذكر صديقتك؟"

بعد سؤالها ذاك عاش آدم في صدمة لم يعشها من قبل و لم يجد نفسه إلّا و هو يحدّق بها بنوع من الدهشة و الغرابة ثم ما لبث أن أجابها باستنكار

"بل أنت من نسيتِ صديقك"

أقسم أن النبرة التي تكلّم بها الأخير حطّمت قلب أميرة و جعلتها تشعر بألم غريب.. ألم اكتسح داخلها بشكل لم تتوقعه حتى لذا أغمضت عينيها بقهر وأردفت ..

"أنا لم أتغير لكنك فعلت"

حجّتها هذه المرة كانت منطقية فآدم صديقها القديم في الثانوية يبعد كل البعد عن هذا الأسمر الطويل الذي يقف أمامها الآن ..
صحيح  أنّ ملامحه بقت نفسها إلّا أنّه اصبح مختلفا عن ذي قبل إذ اتّضح أنّ السنوات قد نجحت في تغييره بالفعل ..

ابتسم الأخير بسخرية بعدما خرج من دوامة أفكاره فأومأ لها بتفهم وتكلم بعد أن اخفض عينيه بنوع من الخجل

"كيف حالك أميرة؟ "

ضغطت أميرة على يديها بتوتر ملحوظ ثم أجابته بعد أن تنهدت بخفة

-"يمكن القول أنني بخير ماذا عنك؟"

-"الحمد لله، أنا بخير أيضاً .."

كان من المفترض أن ينتهي الكلام بينهما عند ذلك الحد لكن اتّضح أن أميرة لم ترد أن تفارقه من جديد بل أرادت البقاء بقربه لمدة أطول وكأنّها ترغب في استرجاع ذكرياتها معه  لذا تكلّمت بعفوية

"ما رأيك أن نذهب إلى الجامعة معا؟"

لقد كان آدم خجولا أكثر مما قد تعتقدوا مع ذلك هو لم يستطع الرفض ..لم يستطع أن يبتعد عن فتاته التي أحبّها منذ الصغر لذا أومأ لها بهدوء  ناقض حقيقة ما يحدث بداخله ثم تكلّم بجدية

"حسنا .. أرى أنّها فكرة جميلة"

ابتسمت أميرة بطريقة ساحرة أودت بقلب آدم إلى الهلاك ثم تقدمت نحوه ليبتعدا عن المنطقة إذ شقّا طريقهما نحو موقف الحافلات الذي كان يبعد قليلا عن الحي  ..

وصلا إلى هناك وشرعا في انتظار الحافلة كأي غريبين جمعهما القدر ثم ماهي إلّا دقائق حتى وصلت تلك العربة الكبيرة  المكتظّة فركباها ووقفا بداخلها من الخلف ليستقرّ كلّ منهما على حدة  ..

"أرى أنّك  حقّقتِ حلم والديك رحمهما اللّه و درستِ الطّب "

هذا ما قاله آدم بنبرة هادئة يحاول فتح موضوع ما مع أميرة فأجابته بدورها مبتسمة

"أجل لقد  تخلّيت عن حلمي و حقّقت رغبة والديّ رحمهما اللّه"

قهقه ذلك الوسيم بعدما تذكّر أحلام أميرته التي يحفظها عن ظهرِ قلب ثم تنهّد بخفة ونبس

"حلمك في أن تصبحي مُدرّسة فلسفة مجنونة؟ "

رمقته أميرة بدهشةٍ لا تصدّق أنّه يذكر حلمها الذي اعتبره الجميع حلما تافها ثم بمجرد ما تخطّت صدمتها علّقت دون وعي

"تبا أما زلت تذكر؟"

تنهّد آدم بقهر ثم ابتسم ساخرا وأجابها بنبرة استشعرت فيها مشاعر أعظم من الصداقة

"طبعا فأنا اذكر جُلّ أحلامك ورغباتك كما أذكر  كل كلماتك وأهدافك لأنني وببساطة  لم أنسَ شيئا يخصك "

ترقرق الدمع في عيني أميرة ولم تجد نفسها إلّا وهي تعلّق على كلامه بتأثّر

"أنا أيضا أذكر كل شيء يخصّك "

حسنا لقد كان كل شيء طبيعي إلى أن نطقت هي بتلك الجملة حيث أظهر ذلك الوسيم وجهه الآخر وانفجر ضحكا ليقول بسخرية

"بربك أميرة كيف تذكرين كلّ شيء عني وأنت قد نسيتِ أبسط أمر يخصّني ألا و هو شكلي "

قلبت أميرة عينيها بملل بعدما أدركت أنّ آدم لن يتخطى موضوع عدم معرفتها له إلّا بعد أن يفقدها صوابها فهزّت رأسها بقلة حيلة ونبست

"لا تزال حقودا سيّد لئيم ..
أقسم أنّ شكلك قد تغيّر كثيرا لذا لم أتعرّف عليك"

قهقه آدم مجددا بعد تذكّره للقبه القديم .. لقبه الذي اشتاق له بالفعل لكن سرعان ما توقّف عن الضحك معلّقا بسخرية

-"ألتلك الدرجة كنت بشعا؟"

-"لا تنعت صديقي بالبشع"

يبدو أن أميرة لم تتعب بعد من الدفاع عن آدم الصغير فقد تذكر بدوره كيف كانت تتقمّص حسناؤهُ دور محامية الدفاع وتقف في وجه كل فتاة تتنمّر عليه...

"ألم تتعبي من الدفاع عن ذلك البدين؟ "

هزت أميرة رأسها بهدوء ثم منحته إجابتها بكل برود

" لم ولن أتعب فأنا أمتلك مع ذلك البدين ذكريات لم أحصّلها معك أيها الأسمر الطويل"

كلامها كان صحيحا إلى حدّ ما فقد عاشت أميرة مع آدم ما لم تعشه مع غيره....

استمرّ كلاهما في التكلم و تبادل أطراف الحديث إلى أن توقّفت الحافلة في محطّة قريبة من الجامعة فتكلّم آدم بجدية قبل أن ينزل

"إسبقيني إلى الجامعة فأنا لا أريد أن يرانا أحد ..
بالمناسبة هل يمكننا التحدث في موقع من مواقع التواصل؟"

أومأت أميرة بتفهم ثم أجابته وهي تنزل من الحافلة

"سأرسل لك صداقة عبر الفايسبوك"

نزل الأخير معها ثم تكلّم بسرعة
دون أن يظهر للغير أنّه يعرفها

-"حسنا إذا اتفقنا .. استوعدك اللّه"

-"استودعك اللّه آدم"

بهذا فقط شقّت تلك الحسناء طريقها نحو الجامعة وهي تبتسم كالمجنونة فلحقها ذلك العاشق المعتوه بخطوات هادئة وقد كان ضائعا في دوّامة غامضة اعتقد فيها أنّ ما حدث معه كان  مجرّد وهم جميل ...

°°°°

مرّت الأيّام بسرعة .. أيّام  تعلّقت فيها أميرة بآدم  كثيرا إذ لم تعد تراه كصديق طفولة افترقت عنه لسنوات بل على العكس من ذلك أصبحت تراه شيئا آخرا ..شيء جميل دائما ما يجعل قلبها يدقّ وكأنها في سباق دائم مع الحياة ..

لقد كانا يتواصلانِ كثيراً علما بأنّ محادثاتهما لم تتعدَ حدود الرسائل النصية لكن صدقوني محادثتهما كانت تعادل محادثات أشخاص أضافوا بعضهم البعض على الفايسبوك منذ سنة نظرا لطولها علماً بأنّ أغلب المواضيع التي تحدثا حولها كانت فلسفية وأدبية  ..

بالمختصر الشديد أميرة كانت واقعة لآدم وبشدة مع ذلك هي لم تستطع أن تدرك حقيقة مشاعرها لذا أصبحت في غاية الضياع والتشتت وهذا حتما ما لاحظته سيرين التي كانت جالسة معها في حديقة الجامعة تناظرها باستغراب بينما تقيّد كلامها الذي تريد قوله بتردد لكن بمجرد ما طفح بها الكيل طرحت سؤالها عليها بجدية

" لما أصبحتِ بهذه الغرابة يا أميرة ؟"

تنهّدت أميرة بخفة ثم ناظرت صديقتها بتوتر

"أنا أشعر بتوتر شديد .. تبا لا أدري لما طلب آدم رؤيتي فهو من النوع الذي لا يحبّذ اللقاءات أبدا "

صمتت سيرين لدقائق ..دقائق قصيرة أمضتهم في التفكير ثم بمجرد ما جمعت أحرف قادرة على تكوين كلمات جملتها نطقت بجدية

-"من الأخير أميرة ذلك الشاب يكنّ لك مشاعر أعظم من الصداقة لذا حاولي أن تمنحيه فرصة واحدة لربّما ستتطور علاقتكما في الحلال  كما حدث معي أنا و إلياس"

-"لا سيرين هو صديقي فقط"

-"كاذبة ..هيا اعترفي أنك واقعة له"

ضغطت الأخيرة على أسنانها ببعض من الغضب ثم أردفت باندفاع

" بحقك يا فتاة أخبرتك أنه صديقي فقط"

كما لا يمكن لأحد أن يقنع أميرة بحقيقة مشاعرها  لا يمكن لمخلوق أن يجبر سيرين على الاستسلام لذا  تنهدت بضجر ونبست بعناد

"إن كان صديقك بالفعل لما تستمرين في مراسلته  كالمجنونة ولما تستمرين في التحدث عنه بكل حماسة ثم لما تستمرين في قراءة رسائله القديمة كالمهووسة ؟"

لم ترغب أميرة في ادخال فكرة الحب إلى رأسها لذا استمرت في إبطال حجج صدقيتها بكل حدّة

"أرجوك سيرين لا أريد إدخال الأفكار السلبية إلى رأسي"

بقت سيرين على رأيها الأول حيث تكلّمت من جديد بنبرة أوحت للأخرى أنّها لا تمزح معها

"إنّها فكرة إجابية سأعمل على اقناعك بها"

صمتت لهنيهة من الزمن ثم أكملت كلامها بنفس النبرة :

"فكّري جيّدا مع نفسك وامنحي مشاعرك فرصة لتُعرِّف عن نفسها"

تنهدت أميرة بضعف شديد ..ضعف نتج عن صراعاتها الداخلية مع نفسها فقد كانت مشتّتة لدرجة غير طبيعية لذا صارحت صديقتها بذلك دون تردد:

"لا أدري سيرين أنا اشعر بالضياع"

أمسكت تلك الجميلة بيد أميرة تحاول تشجيعها ثم ابتسمت في وجهها ونبست

"كل شيء سيكون بخير أنت فقط لا تكابري .. على كلٍّ سأذهب الآن فإلياس ينتظرني أمام الكلية"

هزت الأخيرة رأسها بتفهم ثم عانقت صديقتها قائلة

-" أراك لاحقا إذا"

-"حسنا، إيّاك والتّأخر في المساء"

ابتسمت أميرة بخفة تخبرها انّها لن تتأخر فنهضت سيرين من مكانها وشقّت طريقها نحو الكلية لتبقى تلك الحسناء في مكانها تنتظر وصول آدم الذي وافاها إلى تلك الحديقة بعد دقائق قليلة حيث جلس مقابلا لها وتكلّم بهدوء

"مرحبا أميرة اتمنى أن لا أكون قد تأخّرت عليك"

مررت أميرة عينيها على مظهره الرجولي الأنيق ثم عبثت بشعرها تحاول إلهاء نفسها لتقول بنبرة طبيعية

"لا لم تتأخر أخبرني لما أردت رؤيتي"

أقسم أنّ من يراهما الآن لن يصدّق أنّهما أصدقاء طفولة و لن يصدّق أنّهما أكثر الناس جنونا على مواقع التواصل الاجتماعي فقد كانا في غاية الهدوء و التّوتر و أظنّ أنّ عدم سؤالهما عن أحوال بعض هو خير دليل على كلامي

"أميرة أتمنى أن لا تفهميني بطريقة خاطئة بعد كلامي هذا"

هذا ما قاله آدم بنبرة هادئة كالموت فابتلعت أميرة ريقها و نبست ببعض من الهلع

"طبعا آدم تكلّم"

ما سيفصح به الآن هو شيء أصعب من أن يقال ..شيء يحتمل يا إمّا الموافقة أو الرفض والخدلان بينما قلب ذلك العاشق لن يحتمل ثاني خيار..

"بصراحة أنا أكنّ لك  مشاعر أكبر من أن أحصرها في مدلول الصداقة..أجل أميرة أنا معجب بك و بشدة بل أحبك و أريدك حلالي"

بعد كلامه ذاك إحمر وجه أميرة خجلا فأخفضت رأسها تحدق بالأرض لدقائق دون ان تمنح ذلك العاشق أيّ اجابة أو إيحاء فابتسم بدوره بانكسار ثم نبس بعد أن زفر بهدوء

"لا مشكلة أميرة.. أنا لن أحزن إن لم تبادليني نفس المشاعر أنت فقط أجيبيني بصراحة كي أضع حدودا لعلاقتنا"

ظلّت الأخيرة مخفوظة الرأس تعيد كلام آدم في رأسها فمن جهة رأت أن طلبه كان سريعا ومن جهة أخرى استطاعت تفهم حقيقة أنّ سرعته هذه راجعة لقناعته بأن العلاقة بين شاب وامرأة لا تربطهما  قرابة هو أمر محرّم و منه أراد معرفة ما تشعر به نحوه كي يخطو خطوة إلى الأمام ..

بصراحة أميرة كانت مشتتة فهي لا تفهم مشاعرها جيّدا مع ذلك لا يمكن لأحد ان ينكر حقيقة إعجابها بآدم..أجل لقد أعجبت به قبل ان تعلم أنّه صديق طفولتها حتى فمن ذا الذي سيحمل صفاته وأخلاقه..
بالمختصر آدم كان مميزا ومختلفا عن غيره وهي لن تجد سعادتها إلّا معه لذا رفعت رأسها بكل ثقة وقالت

"لا أعلم بما سأجيبك لكن كل ما يمكنني قوله الآن أنّ السكوت علامة الرضا"

اجابتها  أوحت أنّها موافقة لكن ذلك الأبله الذي يعاني من الوسواس القهري علّق بنبرة يمكن اعتبارها ساذجة إلى حدّ ما

"لكنك تتكلّمين يا أميرة"

انفجرت أميرة ضحكا لا تصدّق ما يقوله ثم كي توصل إجابتها له ظلّت صامتة تحدّق به بعينين لامعتين بينما ترمش بخجل زائف ففهم قصدها أخيرا و ابتسم قائلا بسعادة

"هل اكّلّم أمي عن موضوعنا إذا؟ "

أومأت له بهدوء ثم أجابته بنبرة خافتة

-"أجل فلتفعل وأنا سأكلّم خالتي"

-"حسنا أذا أراكِي غدا إن شاء اللّه"

انتظرها أن تودّعه أيضا لكن ملامحها أوحت له أنّها تصارع لقول شيء ما وبصراحة هذا ما فعلته بعد أن أغمضت عينيها بتوتر

"و لما أنت مستعجل؟..انتظر قليلا بعد"

أومأ آدم ببعض من الإستغراب ليبقى في مكانه ينتظر سماع ما تريد قوله فمن الواضح أنّها أرادت أن تحدّثه حول أمر ما ..

ظلّا جالسين على حدّة ولم يتحرك أحدهما ساكنا لكن بمجرد ما استجمعت أميرة طاقتها على الكلام تحدّثت بنبرة هادئة

"بما أنّ علاقتنا ستتطوّر وتصبح حلالا أخبرني ما هي الصفة التي راقتك في شخصيتي وما هي الصفة التي تود تغييرها بي"

حرفيا هذا السؤال أرادت طرحه على آدم مرارا وتكرارا فكلّما كانت تلمح نظراته العاشقة عليها تودّ لو تسأله هذا السؤال لكن خجلها دائما ما كان يمنعها ..

"أنا أحب كل شيء فيكِ أميرتي و لا أريد تغييرك بل أرغب في إضافة شيءٍ صغير إلى مظهرك .."

قالها آدم وهو يبتسم بخفّة فعقدت أميرة حاجبيها بعدم فهم ثم سألته باستفسار

"و ما هو هذا الشيء؟"

مجددا ابتسم آدم بجانبية ثم نبس بنبرة لم تسمع بصدقها

"أريد أن أراك متحجّبة.. ليس إرضاءً لي بل إرضاءً لربّ العالمين"

شعرت أميرة باحراج لم تشعر به من قبل وككل مرة أخفضت رأسها و شرعت في العبث بيديها كدلالة على التوتر ليبتسم آدم على شكلها بخفة:

"لا تخجلي أميرة فأنا أعلم أنك لم تجدي شخصا يرشدك لذا فلتضعي في رأسك فكرة أنني هنا من أجلك .."

بعد كلامه ذاك رفعت الأخيرة رأسها تعلّق عينيها صوبه وكأنّها تخبره بنظرتها تلك أن يحدثها عن الموضوع أكثر فحمحم بخفة ونبس

"الحجاب واجب على كل فتاة بالغة..الحجاب ليس حريّة شخصية كما يدّعي البعض بل هو رداء يستر المرأة العفيقة ويميّزها عن غيرها لذا أنصحك بالبحث حوله فالاقتناع به لا يأتي من عدم بل يأتي بمجرد ما تدركين حقيقة أنّ الحجاب فرض ديني وعدم ارتدائه هو استهزاء بدين اللّه "

اختلطت مشاعر أميرة في تلك اللحظة فهي لم تجد من ينصحها بهذه الطريقة من قبل لذا حاربت دموعها بكل ما امتلكته من قوة و قالت

-"سأفعل..شكرا لك آدم"

-"لا مشكلة أميرة..سأتواصل معك مساءً و ارسل لك بعض المحاضرات عن الحجاب لعلّها تفيدك"

أومأت له بامتنان ثم علّقت بنبرة خافتة

"و أنا سأنتظر ذلك"

رفع آدم يده ليتفحّص ساعته ثم نهض عن ذلك الكرسي قائلا

"صدقيني أنا أود البقاء معك لمدة أطول لكنني منشغل ببعض الأمور لذا أراكي لاحقا إن شاء اللّه كي نتّفق على موعد الخطوبة"

هزّت رأسها بتفهم ثم أجابته بهدوء

-"حسنا آدم إلى اللقاء"

°°°°

في المساء ..


كان ذلك الوسيم جالسا في صالون المنزل يقابل  والدته التي كانت شبه مستغربة فهي لم تره في حالة هدوء كتلك من قبل لذا لم تجد نفسها إلّا و هي تعلّق بجدّية

"أخبرني آدم..ماذا تريد؟"

تنهّد آدم بخفة ثم راح يشارك كلامه مع والدته

"أريدك أن تذهبي لرؤية فتاة من أجلي"

لمعت عينا مليكة بشكل مفاجئ فرؤية فتاة من أجل آدم كان حلما تعلّقت به طيلة السنوات الماضية لذا لم تجد نفسها إلّا وهي تقترب من الأخير قائلة

"ومن هذه؟"

تبا.. بمجرد ما تذكر الأخير من هي الفتاة التي سيخطبها ابتسم دون وعي ثم راح يتكلّم بنبرة أثبثت أنّه تجاوز كل مراحل الحب والجنون

"أميرة جارتنا القديمة..لقد التقيتها من جديد في الجامعة و قد اعترفت لها بحقيقة مشاعري فلم يتبقى سوى أن أخطبها و أتزوجها لتصبح حلالي"

شعرت مليكة براحة غريبة سرت إلى قلبها فأن يحصل ابنها على حب حياته بعد معاناة سنوات هو شيء أسعدها بحق لذا لم تجد نفسها إلّا و هي تتكلّم بعينين دامعتين

"لا مانع لدي بني فمن المفرح أن أراك عريسا و من أكبر أحلامي أن أرى أطفالك و هم يحومون حولي لذا أنا سعيدة لأجلك "

نهض آدم من مكانه يقبّل رأس والدته ثم أمسك بيدها مقبلا إيّاها أيضا ليردف بعدها بسعادة

"سأتحدث مع أميرة إذا و سأخبرها أن تحدد الموعد مع خالتها"

أومأت له بتفهم ثم تذكرت غياب ابنتها منال فتنهدت بيأس و قالت

"تمنيت لو كانت أختك معنا مع ذلك لا بأس فأنا سأذهب مع خالتك"

قهقه آدم بخفة ثم أردف بسخرية

"كونان الآن في طريقها لتصبح سيّدة مستقلة..لقد كلّمتها البارحة وهي التي أقنعتني بفكرة الاعتراف"

°°°°°°

مرّت الساعات و حلّ الظّلام فجلست أميرة في ركن منعزل من الغرفة التي تتشاركها مع أروى و شرعت في قراءة القرآن مع التّدبر و الوقوف عند معانيه..

بصراحة أميرة لم تكن تقرأ القرآن كثيرا لكن و ككل مرّة آدم ذكّرها بنتائج هجر كتاب اللّه جلّ جلاله فما كان عليها سوى تخصيص وقت لقراءة القرآن الكريم بعد كلّ صلاة ..

هكذا و بعد ربع ساعة انتهت الأخيرة من القراءة فوضعت المصحف بمكانه ثم تسطّحت على السرير وأمسكت هاتفها لتدخل مباشرة إلى محادثتها مع آدم الذي كان قد أرسل لها بعض المقالات والمحاضرات عن الحجاب ..

ابتسمت بدورها بخفة ثم أخذت تقرأ ما أرسله لها لتدرك فجأة المعنى الحقيقي للحجاب..المعنى الذي كانت تجهله طيلة  السنوات الماضية  فاقتنعت في آخر الأمر أنّه يمثّل  هوية المرأة المسلمة ..

استمرّت في القراءة بكل حماسة و تأثّر إلى أن وقعت عينيها على فقرة جعلتها تشعر بالنّدم لعدم ارتدائها للحجاب من قبل ..
فقرة كتب فيها ما يلي:

(البعض ينظرون للحجاب على أنه مجرّد غطاء للرأس، لكنّ معناه أعمق من هذا بكثير، فهو دليلٌ على طاعة المرأة لربّها، وغيرتها على جمالها ومفاتنها من الأعين المتطفلة، خاصة أنّ الحجاب يُخفي جزءًا كبيرًا من زينة المرأة ولا يُظهرها إلّا على محارمها)

حرفيا هذا الكلام أثّر فيها و بشدة لذا عزمت على ارتداء الحجاب ابتداءً من يوم غد حيث فقزت من فراشها على أروى بشكل مفاجئ و تكلّمت بسرعة

"أروى أريد أن أتحجّب"

فتحت الأخيرة ثغرها بصدمة ثم شرعت في التحديق بتلك المجنونة تحاول التّأكد من جدّيتها و بمجرد ما علمت أنّها لا تمزح علّقت بعدم تصديق

"هل أنتِ جادّة؟"

أومأت أميرة بابتسامة هادئة و نبست

"أجل أروى فهذا أمر لا مزاح فيه..
أريد أن اتحجّب غدا،
ستعيريني حجابا صحيح؟ "

دمعت عينا أروى بسعادة ثم انقضّت على ابنة خالتها تعانقها بقوة

"لا أصدق أميرة..لطالما انتظرت هذا اليوم أكثر منك حتى.. الخزانة أمامك خذي منها ما شئتِ"

قهقهت أميرة بخفة ثم ابتعدت عن أروى ليشرعا في التّحدث عن آدم و عن مواصفاته و شخصيّته حيث أن الأخيرة قد فاتحت خالدة وأروى عن موضوع الخطوبة فإرتأتا أن يوم السبت هو يوم مناسب لمقابلة والدة آدم  ...

°°°°°°°

في صباح اليوم التالي..

و في تلك الحديقة التي أصبحت جزءًا لا يتجزّء من قصّة آدم و أميرة كان ذلك الأسمر الطويل جالسا على الكرسي المعتاد ينتظر وصول محبوبته فعادة ما تكون الحديقة ممتلئة في هذا الوقت و منه هما لن يكونا في خلوة  ...

استمر في الانتظار لدقائق اخرى إلى أن لمح أميرة وهي تدخل الحديقة بحجابها الشرعي الفضفاص ففتح فمه بصدمة لا يصدّق أنّ حبيبته قد تحجّبت بالفعل..

حرفيا لقد ظلّ على صدمته لدقائق لا تعدّ و لا تحصى إلى أن جلست أميرة على الكرسي الذي يقابله قائلة

"أعتذر على التأخر آدم فقد فوّتت الحافلة الأولى"

لأوّل مرة لم يستطع ابعاد عسليتيه عنها حيث تكلّم دون أن يرمش حتى

"لا بأس بذلك أميرة و بالمناسبة تبدين أجمل بالحجاب"

احمرّت وجنتي تلك الحسناء خجلا ثم ابتسمت بحياء و نبست

"شكرا لك..دعنا نتحدّث الآن عن موضوعنا الرئيس"

أومأ لها بتفهم ثم راح يشرح لها ما حدث معه البارحة

"لقد تحدّثت مع والدتي حيالنا وهي تنتظر اليوم الذي يساعدكم كي تزور بيت خالتك"

هزّت أميرة رأسها بالإيجاب ثم شاركت آدم ما حصّلته هي من نتائج حول الموضوع

"و أنا تكلّمت مع خالتي فاقترحت عليكم يوم السبت كيوم للزيارة "

" حسنا أظنّ أن يوم السبت أنسب يوم للاتفاق "

بادلته أميرة الابتسامة بسعادة ثم فجأة هبّ الريح في الحديقة فتزعزع خمار الأخيرة واعوجّ قليلا لينبّهها آدم على الأمر فحاولت أميرة أن تثبته لكنّها فشلت في ذلك لذا قرّر هو مساعدتها دون أن يحسب حسابا لشيء لكن أميرة نفرت منه بسرعةٍ جعلتهُ يعلّق بهدوء

"لما تنفرين مني .. أبرأيك انني على اذيتك قادرٌ!"

نفت الأخيرة برأسها ثم مرّرت يديها على خمارها معدّلة إيّاه لتتكلم بعدها بصدق

"انا لا انفر منك آدم لأنك قد اقتربت بالفعل..اقتربت لدرجة خطيرة جعلتك في قلبي مستقر.. لكنني افضل ان تكون علاقتنا في ما يرضي اللّه.. انا احبك و انت عالم بأمري لكن هذا لا ينفي حقيقة اننا في علاقة محرمة.. علاقة لم يكن يعلم بها  ذوينا حتى .. لذا فلتبقى بعيدا الى ان اصبح حلالك و يصبح لمسي حق شرعي يُبطل على غيرك"

أومأ لها بتفهم ثم لعن في سرّه بعدما أدرك أنّه كان على وشك ارتكاب خطيئة و ما إن لاحظت أميرة انزعاجه من نفسه تكلّمت مغيّرة الموضوع

"ألا تزال ذو ميول أدبي؟ "

أومأ لها بهدوء ثم أجابها دون أن يرفع رأسه

"طبعا و قد زاد شغفي بالشّعر بعد دراستي للأدب العربي كتخصّص في الجامعة"

ابتسمت أميرة بخفة وقد شعرت ببعض من الفرح لكون أنّ آدم درس التخصص الذي أراده دون أن يأبه بشيء ثم قبل أن تطيل الصمت تكلّمت بنبرة هادئة

"جميل ستشاركني ما حفظته من شعرٍ إذا.. تبّا
أتذكر عندما كنّا نتحدّث بلسان الشعراء في الماضي"

قهقه آدم كالمجنون بعد تذكره للأيام الجميلة ثم نبس بسخرية

"أخبرتك من قبل أنني لم أنسَ أي شيء يخصك"

ابتلعت الأخيرة ريقها بتوتر ظاهر:

"فلنعد الكرة إذا.."

لقد فهم قصدها جيّدا لذا شابك أصابع يديه  ببعض وأردف

"حسنا أسمعيني ما لديك "

أومأت له تخبره أنّ لا مانع لديها ثم شرعت في التفكير بما ستقوله للتكلّم بتحدي

"كن لي عنترة وسأكون لك عبلة كن لي أبا العتاهية وسأكون معوضتك عن عُتبة.. "

جملتها تلك لامست قلب آدم بشكل من الأشكال لكن ككل مرة كان الأخير وغدا يعشق إغاظتها لذا قهقه بسخرية ونبس

"ماذا لو كنت لك امرأ القيس من ستكونين انت؟ "

قلبت أميرة عينيها بملل ثم أجابت بغيظ

"حسنا آدم.. انتهت اللعبة"

أعذروها و لكن كيف لها أن لا تنهي اللعبة و  زوجها المستقبلي قد حدّثها لتوه عن امرئ القيس .. الشاعر الذي عرف بفُحشه قبل شعره..

صحيح أنّه أول من وقف و استوقف و بكى و استبكى و ذكر الحبيب و المنزل و صحيح أنّه أول شاعر ذكر مغامراته الغرامية بأسلوب قصصي طوره فيما بعد كلٌّ من الأعشى و عمر بن أبي ربيعة إلّا أنّ  هذا لا ينفي حقيقة أنّه كان زير نساء لذا قال آدم
ماذا لو كنت لك امرأ القيس من ستكونين أنت..
الوغد طرح هذا السؤال عمدا نظرا لكثرة حبيبات امرئ القيس فما كان على أميرة سوى أن تشعر بغيظ شديد مما جعل آدم يضحك كالمجنون و يعلق بسخرية

"لا تحزني أنا أحبك اغاظتك فحسب، أعدك بأنني سأحبك حبًّا أعظم من حبّ الشعراء حتى"

كتمت أميرة ضحكتها بصعوبة ثم نبست ببرود

"سنرى أيّها الأديب.. سنرى"

مجددا شرع آدم في الضحك كالمجنون  ثم ما لبث أن ودّع أميرته و عاد إلى العمل لتتجه الأخيرة إلى كلّية العلوم السياسية أين تنتظرها سيرين فالغبية أرادت أن تفاجئها بارتدائها للحجاب ...

وصلت الأخيرة إلى هناك فوجدت سيرين وهي تتحدث عبر الهاتف بغضب ثم ما لبثت أن فصلت الخط لتتكلّم أميرة بدهشة

"لما الغضب يا فتاة"

التفتت سيرين نحوها بغضب لكن سرعان ما لانت ملامحها و تكلّمت بعدم تصديق

"أميرة! تحجبتي يا أختاه! "

قهقهت أميرة بخفة فانقضت سيرين عليها تعانقها تارة و تبارك لها تارة أخرى فغيّرت الأخيرة الموضوع قائلة

"لما كنتِ غاضبة؟"

قلّصت سيرين عينيها ببعض من الغيظ ثم شاركت السبب مع صديقتها بنبرة ملأها الحقد

"بسبب الوغد إلياس فقد وعدني أن نلتقي اليوم لكن بمجرّد ما اتّصلت به أخبرني أنّه نائم"

قهقهت أميرة بخفة ثم تكلّمت بجدية

"لا مشكلة سيري من المؤكّد أنّه مشغول بالتجهيزات فعقد زواجكما الشرعي سيكون بعد أسبوع بينما  الزفاف بعد شهرين"

فكرة اقناع تلك المجنونة كانت فكرة أشبه بالمستحيل فلا وجود للأعذار في سياسة الحياة خاصّتها لذا رفعت كتفيها باستحقار و نبست

"أنا أيضاً مشغولة لكنني استطعت أن اخصص وقتا له..على كلٍّ اتركينا منه الآن و دعيني اهتم بك قليلا يا أختاه فبما أنّ نوايا آدم أصبحت واضحة علينا أن نبدأ في تجهيز العروس"

غمزتها آخر كلامها بخبث فابتسمت أميرة بحماسة وأخبرتها  أنّها توافقها الرأي فما كان على سيرين سوى معانقتها من جديد لا تصدق أنّهما على وشك الزواج في سنة واحدة ...

°°°°°°

جاء يوم السّبت بعد طول انتظار فزارت مليكة منزل خالدة رفقة أختها لتتفقا على عدّة أمور أمّا بالنسبة لآدم فقد تحدّث مع حميد بحكم أنّه رجل العائلة فتمّمت الخطوبة بطريقة شرعية ..

حميد لم يحاول الوقوف  وجه آدم  وأميرة لأنّ خالدة لم تقصّر في تهديده..أجل لقد هدّدته بقتله ليلا إن اعترض على الزّواج أو اشترط شيئا قبل الميعاد فما كان عليه سوى الخضوع و تصنّع دور العاقل الاخلاقي ...

كانت هذه أوّل خطوة نحو الحلال و من هنا ستتضاعف المسؤوليات و سيبدأ وقت الجد كي يحصل آدم على اميرته و يجعلها تعيش عيشا كريما...

و على ذكر الأخيرة فقد كانت كعادتها تقف على شرفة الشقة تتأمل القمر بنظرات عاشقة ككل مرّة بينما تتذكر آدم و ما أحدثه من تغيير في حياتها ..آدم الذي لن تجد رجلا بشخصيّته مهما بحثت

صحيح أنّه لم يكن كاملا لكنها رأت فيه كل ماهو جميل و اكتفت به دون ان تبحث عن احرف تملأ بها ذلك الفراغ الطويل .. لقد اعتبرته شمسها في صباحٍ غطت سماءه السحاب و اعتبرته بدرها في ليل اكتسحه الظلام ..

°°°°°

نهاية الفصل♡

الرواية قصيرة لذا ستجدون أنّ علاقة الأبطال قد تطورت بسرعة لكن هذا لا ينفي وجود الحبكة...

Continue Reading

You'll Also Like

1.1K 97 4
في القصص الالمانية هنالك مشاهد شيقة تجعلك متحمسا ،مخللة نسيجا من الدراما لرجل بارد غامض يدفع القارئ بتحليل مستندات القصة.. لكن هنا يختلف طابع هذه الق...
125K 9.4K 19
" كوني لي برداً وسلاماً وسأكون الوطن لأجلكِ" " كُن لي وطناً وسأكون برداً وسلاماً لأجلكَ " ‎بينما هي تصلي الخمس صلوات في اليوم كان هو لا يعلم ما معنى...
1.7K 155 10
عندما يجتمع كل زعماء المافيا حول العالم رغبة في اخذ إقليم استراليا من تحت قبضة الميدوسا ظنا منهم انهم اختفوا و اختفت قوتهم معهم يأتيهم الرد منهم بتف...
135K 7.9K 22
«لا تناظرني بعينيك الجميلة فهي لن تجعلني اغفر لك» «كدت تشتمينني سابقا وها انت الان تمدحينني، يا فتاة انت حقا تركيبة غريبة يا صغيرة» «العائلة للفرد...