"أجنحة الواقع "

2K 176 71
                                    


حملت أميرة هاتفها بسرعة واتّصلت بآدم كي تتحدّث معه قليلا حول موضوع خطوبتهما فرّد عليها الأخير لتتكلّم  بدورها دون مقدّمات:

"أنا سعيدة آدم..سعيدة لدرجة لا يمكن وصفها"

قهقه آدم على حماسها الزائد بخفة ثم شاركها إجابته  بنبرة هادئة

"وأنا أسعد منك حتى ..لكن لا تنسِي يا أميرة أنّ ما حدث بيننا كان وعدا بالزواج فقط ومنه علاقتنا ستبقى ضمن حدود إلى أن يتمَّ العقد الشرعي"

كلامه كان صحيحا فالخطوبة وعد بالزواج لا الزواج بحدّ ذاته لذا وجب عليهما أن يُبقِيا علاقتهما ضمن حدود إلى غاية ما يصبحان زوجين شرعيين لكن أميرة لن تقدر على محادثة آدم كشخص غريب لمدة أطول فخلال الفترة الماضية كانا يضعان حدود بينهما وهي حتما تريد كسر تلك الحدود لذا شجّعت نفسها على التّحدث وعلّقت بجدية

"فلنقرب الأمور إذا ولنعقد زواجنا الشرعي فليس من الجيّد أن نطيل في فترة الخطوبة"

كان يرغب في ذلك بشدة حيث أراد أن يختطفها إلى بيته في أسرع وقت ممكن لكن ما يعيشه من حتميات عائلية واجتماعية ومادية جعلت منه إنسانا مقيّدا لا يصلح للسرعة لذا تنهّد بخفة ونبس

"أود ذلك بشدة لكن الزواج مسؤولية كبيرة علي تحملها لذا سأضطر إلى العمل أكثر فأكثر فأنا لا يمكنني التهرب من مسؤولياتي بحجّة أنّك تحبينني ولن تشترطي عليّ شيئا "

استطاعت الأخيرة أن تفهم قصده جيدا مع ذلك أرادت أن تغدو علاقتها به علاقة شرعية بشكل نهائي  لذا حمحمت بخفة وتكلّمت محاولة الوقوف كعائق أمام مخاوف آدم

"لا تهتم كثيرا آدم ودعنا نخطو خطوة إلى الأمام .. أنا لا أريد الكثير بل كل ما سأشترطه عليك هو الهناء لذا دعنا نعقد عقد زواجنا الشرعي ومن ثم يمكنك أخذ وقتك في التحضير للتجيهزات الأخرى .. حتى المهر لا تفكر به كثيرا فأنا أريدك أنت ولا أريد شيئا آخرا"

حرفيا هذا هو السبب الذي حثّه على الانتظار فهو لم يرد رؤية أميرة وهي تتنازل عن أبسط حقوقها فداءً لحبّه لذا اتخذ قراره قائلا بصرامة

خلف جدران المتاهة✓Where stories live. Discover now