قربان على مائدة الزواج المبكر...

By ManelBen727

2.3K 312 6

قربان على مائدة الزواج المبكر / الكاتبة بن الدين منال الرواية تحكي قصة شمس الاصيل ، تلك الفتاة التي تم تزويج... More

ملخص الجزء الاول من الرواية
اقتباسات من الرواية
شخصيات الرواية
الفصل الاول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرين
الفصل الواحد والعشرين
الفصل الثاني والعشرين
الفصل الثالث والعشرين
الفصل الرابع والعشرين والاخير
مهم جدا

الفصل الثامن عشر

49 10 0
By ManelBen727


خائنة مع سبق الاصرار !

توقفت العاصفة وجفت دموع السماء الغزيرة ، وصارت تلك الغيوم الرمادية تتفرق من كبد السماء ،سانحة فرصة للشمس للخروج ولو قليلا قبل رحليها وراء الجبال ، كانت قرابة الرابعة مساءا وكان وقت خروج الموظفين من العمل .

في مقر الجريدة ،كان الموظفون يهمون بمغادرة قاعة المحاضرات ، بعد ﺃمسية شيقة ،كان المرشحون خلالها قد سلموا المقالات ﺇلى لجنة التحكيم ،والتي كانت مكونة من العديد من الصحفيين والكتاب المعروفين و الموهوبين ، حيث لم يستغرقوا وقتا طويلا ،وقاموا بإعلان الفائز بالمسابقة وبمنصب رئيس التحرير ، وبعدما احتفلوا واثنوا على جميع المتسابقين ،تفرقوا و كل شخص كان سيذهب في طريقه ، ومن بينهن طاهر ولكنه قد اضطر للوقوف مع بعض زملائه الصحفيين ، الذين حضروا اليوم تلك المناسبة المميزة ،

حيث كانوا يتحدثون عن المقالات ،التى وقعت بين ايديهم اليوم ،والتى كانت تبشر بمستقبل واعد للصحافة في البلاد ،وما هي إلا لحظات حتى تفرقوا ، وبينما طاهر كان بصدد الخروج من الباب لمح محمود ،وهو يتقدم منه وهو في حالة لا يرثى لها ليقول باستغراب

_محمود !

كان محمود يسرع كيف يلحق بطاهر ، قبل ﺃن يخرج من الجريدة وهاهو الحمد لله قد ادركه ،ولكن قبل ذلك ﺃراد استرجاع انفاسه ثم اقترب منه وبدﺃ بالشرح له

_ﺃنا اعلم بأنني لم اسلم المقال اليوم كما هو متفق عليه ، ولكنني تعرضت لحادث كما ترى ،واليوم استيقظت من سباتي وﺇن منحتني فرصة حتى يوم اعلان نتائج المسابقة ،سأسلمك اياه ﺃنا اعدك بذلك ﺃريد فقط فرصة واحد !

في ذلك الوقت رفع طاهر يده وأوقف محمود ، الذي لم يكن لديه علم بما حصل اليوم ،ثم مرر لسانه فوق شفتيه وأردف

_لقد استلمنا المقالات اليوم وأعلنا عن الفائز في نفس الوقت ﺃنا آسف جدا محمود !

لابد من ﺃنه يمزح ، هذا هو التفسير الوحيد لابد من ﺃنه يمزح ، ﺃو يريد ﺇخافته فقط ،اقترب محمود من طاهر وقد اظلمت عيناه حيث وضع يديه على ياقة قميصه ،وصار يرجه ويصرخ في وجهه في نفس الوقت

_لقد فعلت هذا عن عمد ﺃليس كذلك !

ركض زملائهم في الحال ،وصاروا يقومون بإبعادهم عن بعض ،ولكن محمود كان فقط في البداية ، فهو قد اكتشف للتو هوية من قام بدفع اللصين للإغارة على حقيبته ، ليقوم بدفع صديقه بلال على جنب ، ثم يعود مجددا ﺃمام طاهر ويرفع يده ويشير عليه

_ﺃنت من دفعت لؤلئك اللصين ليسرقا حاسوبي ، ﺃنت طاهر بن زعرور ﺃيها الحقير ، وعندما عرفت بأنني نائم في المستشفى قلبت كل شيء لما يخدم مصلحتك !

استدار الجميع ونظروا ﺇلى طاهر في تلك اللحظة ، طاهر الذي تصنم في مكانه ،وكأنه قد تم تثبيته بمسامير على تلك الارضية ، ولكنه لم يبقى على ذلك الحال مطولا لينفجر لاحقا بالضحك واستمر بذلك لعدة لحظات ،ثم قال

_ اذهب محمود اذهب قبل ﺃن اتصل بالشرطة واتهمك بالتعدي والضرب علي !

ضاع كل تعبه ضاع كل شيء ، ﺃجل بسبب هذا الحقير ضاع كل تعبه ومن ﺃجل ماذا ، لقد كان طاهر سيرحل ،في كلتا الحالتين سواء فاز محمود ﺃو لم يفز ، لماذا فعل هذا ﺇذا ،لحق محمود بطاهر ، الذي كان يتوغل وسط الممر المحفوف بالشجيرات من اتجاه حضيرة السيارات ،ثم سبقه قليلا ووقف ﺃمام باب سيارته مثل جدار منيع وقال

_لمن اعطيت المنصب ها ،اخبرني لمن تبرعت به !

_ﺃنا !

صوت انثوي مألوف صدح من وراء محمود ، ليستدير ويكتشف بأنها نورا ، صديقته وملاكه المنقض ،صدمتين في يوم واحد ،حسنا طاهر شخص حقير يكمن التكهن بتصرفاته الخالية من الرحمة ،ولكن نورا كيف تفعل هذا به ،ليقول محمود باستغراب

_ ﺃنت ،كيف حصل ذلك ﺃنا لم ﺃعد ﺃفهم ﺃي شيء !

في ذلك الوقت ،اجتمع تقريبا جميع زملائهم في المكان ،ووقفوا متفرجين على ذلك الجدال ، وهذا ما جعل نورا تشعر بالخجل وكأنها قامت بفعل مشين ، ولأنها لم تكن تعلم كيف ستكون ردة فعل محمود ، قررت اصطحابه الى مكان آخر لتشرح له كل شيء ، فاقتربت منه ووضعت يدها المرتجفة في يده وهمست له

_لنتحدث في مكان آخر لو سمحت !

سحب محمود يده من يد نورا ، وكأنها مصابة بمرض معدي وهذا ما جعلها تشعر بالخجل والكثير من الاهانة ،عندما حصل ذلك ، ولكنها وحتى تلك اللحظة كانت تعذره ، فهو تحت تأثير صدمة كبيرة ، ومع ذلك فهي لم تفعل ﺃي شيء خطأ لتقول

_ لقد شاركت مثل الجميع وكنت اعمل على مقال ويبدو بأنه كان الافضل ولذلك ربحت المنصب !

شعر محمود بصداع فضيع ،وكأن رأسه سينفجر في ﺃي لحظة ،متى حصل ذلك وكيف حصل ، ﺃين كان عندما حصل كل هذا ، ليسألها والكثيرة من المرارة تعتريه

_ولماذا لم تخبريني بأي شيء ، هل خفت من الحسد ﺃم ماذا ، ﺃليس من المفروض ﺃن يخبر الاصدقاء بعضهم البعض بكل شيء !

ضحك الحاضرون على تعليق محمود الساخر ،بخصوص خوف عسلية المقلتين من الحسد ! ولكن نورا لا تصدق ذلك النوع من التفاهات والهراء ،لتجيبه بنبرة يشوبها القليل من الانفعال

_لأنك لم تسألني محمود لأنك لم تسألني هذا هو السبب !

انفجر محمود بالضحك ، واستمر على ذلك الحال لبرهة من الزمن ، ثم استدار وهم بالذهاب ليلتقي بطارق في وسط الطريق والذي كان قد وصل منذ ثواني فقط ،انضم الصحفي ﺇلي اخيه الاكبر وهما بالرحيل من هناك ،ولكن نورا كان لديها المزيد لتخبره به لتقول له

_محمود انتظر !

في ذلك الوقت اتلفت محمود وصرخ في وجهها بكل قوة

_ماذا تريدين ماذا !

امتلأت مقلتي نورا بالدموع ،فهو لم يرفع قط صوته في وجهها ، وأكثر ما ﺃزعجها في الامر برمته هو ﺃنه فعل هذا ﺃمام طارق ذلك الشخص الذي لم يحبها قط ،ومع ذلك لم تكن لتجرح صديقها لتضيف

_لماذا ﺃنت منزعج ، لقد ظننت بأنك ستفرح من اجلي كما كنت لأفرح من ﺃجلك محمود !

لماذا هو منزعج حقا لماذا ، لماذا هو منزعج ، اقترب منها وصار يخبرها بسبب انزعاجه منها مركزا مقلتيه في مقلتيها

_لقد خدعتني هذا هو سبب انزعاجي ، اتصلت بي وأخبرتني هناك فتاة ستساعدني و صدقت كلامك مثل الابله ، ولكن في الاخير ظهر بأن كل شيء كان خطة من تنفيذكما ﺃنتما الاثنين !

اللعنة ، هل وصل به الامر ﺇلى هذا الحد ، يتهمها بأنها كانت تدبر خطة مع طاهر ، اللعنة وهي التى لم تفارقه لحظة واحدة وهو راقد في المستشفى ، نظرات الاتهام التى كانت في عينيه جعلتها تنفجر في وجهه مثل بركان كان خامدا لسنوات

_لماذا تظن بأن الجميع ضدك لماذا ! لقد كنت اساعدك محمود وفي حال لم ترى ذلك ، لقد كنت اساعدك ﺃكثر من ﺃن اركز على نفسي وكنت افرح لفرحك وﺃحزن لحزنك ، بينما ﺃنت انزعجت لأنني فزت في مسابقة تافهة ولعينة !

هز محمود رأسه يمينا وشمالا باستهجان ، فهي لم تفهم سبب غضبه منها لغاية اﻵن ، ثم توقف عن ذلك و قال بينما ابتسامة صغيرة تعتلي تراتيل وجهه

_فوزك غير مهم ولكن ﺃكثر شيء ازعجني هو حياكتك للأمور من وراء ظهري ،وتركي في المستشفى مرميا مثل القتيل وذهابك للاحتفال بنصرك ﺃنت وشريكك ! ﺃنت خائنة مع سبق الاصرار نورا وأنا لن ﺃسامحك ابدا !

كلامه كان جارحا ﺃكثر من شفرات السكاكين ، شكه بها كان مهينا ﺃكثر من ذلك اللقب الذي كان يلقبها به طارق ،كلما رآها ملتصقة به ، فهي تحملت الاهانة والمهانة الالقاب الجارحة فقط لأنها تحبه ،لا الحب قليل عما تحمله له من مشاعر في قلبها ، فهي تهيم به عشقا لتقول بخيبة

_في الحقيقة ﺃنا التى لن ﺃسامحك ﺃبدا ، ﺃيها الاناني السطحي الذي لا يفكر إلا بنفسه وبسعادته ، كنت سأتنازل لك عن المنصب ،ولكن بما ﺃنك تتهمني بالباطل ومن دون ﺃي دليل ،سأقبل به فقط لكي ﺃرى تراتيل وجهك ، وأنت تعمل تحت امرتي يا من تدافع عن حقوق المرأة !

لم يكن سبب انزعاج محمود هو عمله تحت امرت امرأة ، ولكن الامر الذي ازعجه هو خيانتها له بتلك الطريقة ،الخالية من الرحمة ، فهو لطالما كان في صف المرأة وسيبقى دائما كذلك ، في تلك الاثناء نظر ﺇليها من رأسها ﺇلى اخمص قدميها ،بطريقة مهينة ومشينة للغاية ،ثم استدار وهم بالرحيل ، عندما عرض طارق طريقه قال محمود محذرا

_دعني و شأني دعني و ﺸﺄني طارق فهذا ليس وقت القاء المحاضرات على الاطلاق !

تنحى طارق من طريق محمود ،الذي تمشى بخطوات سريعة حتى وصل ﺇلى سيارة الاجرة ،التى استقلها للوصول الى هنا ، اندس فيها ثم طلب من السائق الرحيل عن ذلك المكان اللعين ، ذلك المكان الذي لطالما شعر كلما تواجد فيه بالغربة والوحدة ، فهو كان يتحمل قسوة طاهر ونفاق الباقيين ،فقط لكي يوصل ﺃصوات المستضعفين ولكن تحمله وصبره ،عكسا صورة ﺃخرى عنه ،وأعطوه مظهر الضعيف بينما هو اشجع شخص في هذا العالم كله .

Continue Reading

You'll Also Like

1.4M 129K 37
في وسط دهليز معتم يولد شخصًا قاتم قوي جبارً بارد يوجد بداخل قلبهُ شرارةًُ مُنيرة هل ستصبح الشرارة نارًا تحرق الجميع أم ستبرد وتنطفئ ماذا لو تلون الأ...
613K 28.5K 31
كان القلب فارغ وحاضري اراه يشبه ماضي،، الحب لم اعرفه ولم اعشه اتاني فجأه كهديه من السماء وعرفت ان العمر هو مجرد رقم لايتحكم بالقلب ولا بالروح عندما...
5.9M 167K 108
في قلب كلًا منا غرفه مغلقه نحاول عدم طرق بابها حتي لا نبكي ... نورهان العشري ✍️ في قبضة الأقدار ج١ بين غياهب الأقدار ج٢ أنشودة الأقدار ج٣
1M 31.3K 43
لقد كان بينهما إتفاق ، مجرد زواج على ورق و لهما حرية فعل ما يريدان ، و هو ما لم يتوانى في تنفيذه ، عاهرات متى أراد .. حفلات صاخبة ... سمعة سيئة و قلة...