قربان على مائدة الزواج المبكر...

By ManelBen727

2.3K 312 6

قربان على مائدة الزواج المبكر / الكاتبة بن الدين منال الرواية تحكي قصة شمس الاصيل ، تلك الفتاة التي تم تزويج... More

ملخص الجزء الاول من الرواية
اقتباسات من الرواية
شخصيات الرواية
الفصل الاول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرين
الفصل الواحد والعشرين
الفصل الثاني والعشرين
الفصل الثالث والعشرين
الفصل الرابع والعشرين والاخير
مهم جدا

الفصل الرابع عشر

55 12 0
By ManelBen727


الشك !

لأن هذا هو الشيء الوحيد الذي ﺃعرفه ، والذي يمنحني الامل لأكون جديرة بالمحبة ، الكتابة هي اداة تفسير العالم من حولي ، الكتابة تشعرني بنفسي وتحررني منها في نفس الوقت . هكذا ﺃجابت الكاتبة كاثرين هاريسون عندما سألوها لماذا تكتب !

بالنسبة لمحمود الكتابة هي الاكسجين الذي يتنفسه ،هي ﺃيضا طريقته الوحيدة ليساعد بها من لا صوت لهم ، من المستضعفين نساء ورجال كبار وصغار ،الكتابة هي متنفسه الوحيد وطريقته الوحيدة للتعبير بحرية ،ولكن يبدو بأن حتى هذه الطريقة سيتم سلبها منه اﻵن .

ﺃما بالنسبة لفئة ﺃخرى من الناس ،الكتابة هي ﺃسهل وأسرع طريقة لكسب المال ، ويتم ذلك من خلال مدح اصحاب النفوذ وأصحاب المقام الرفيع ،وأفضل دليل على كلامنا هذا السيد طاهر رئيس تحرير الجريدة التي يعمل بها محمود ، الذي لم يحقق ﺃي شيء بتلك الموهبة التى رزقه الله بها ،ولم يبتنى قط قضية نبيلة دافع عنها ، حيث كل همه كان الاستفادة منها قدر المستطاع .

وعندما كان يرى اشخاصا موهوبين مثل محمود ، كان يحاول تدميرهم بأي طريقة كانت ،محمود الذي كان كل ذنبه ﺃنه تبنى قضية وحاول توعية الجميع حول مخاطرها ،حصل على العديد من الاعداء ،كان ﺃولهم رئيس تحرير المجلة التى يعمل بها .

في ذلك الوقت ،و بينما كان محمود يقرﺃ رسالة الكترونية قد وصلته من مديرة السجن اكرام ،تخبره فيها ﺑﺄن شمس الاصيل لا تزال مريضة ،وبأنها لن تستطيع مقابلته هذا الاسبوع ، كان طاهر يقف عند الباب الزجاجي ويطالعه من دون توقف .

ولكن محمود لم يكن منتبها له ،حيث كان لا يزال يطالع تلك الرسالة الالكترونية ،ويحاول في نفس الوقت تصديق ﺑﺄن هناك مرضا يجعل الانسان طريح الفراش كل هذه المدة ، بالرغم من الادوية التى يتلقاها ،مؤكد هناك ﺃمر غريب يحصل مع شمس الاصيل ولكن ما هو ، طائرة ورقية اصطدمت برأسه جعلته يعود الى الواقع ،امسكها بغضب وزفر بحنق ونظر الى زميله بلال الذي كان يضحك بسخرية على تراتيل وجه محمود

_ هل تريد مني ﺃن احضر لك الحليب ﺃم ﺃن اغير لك الحفاظ عزيزي بلال !

تراجع بلال ﺇلى الوراء ،ثم رفع اصبعه وأشار الى ناحية الزجاج بالتحديد ﺇلى السيد الطاهر ، الذي كان واقفا يطالع صديقه بنظرات قاتلة ، ليرفع محمود رأسه ويكتشف بأنه مراقب وهناك قال محمود بينه وبين نفسه ،

_ترى ماذا يريد !

في الحقيقة لو كان طاهر يريد شيئا ،لكان قد دلف ﺇلى الداخل وأفصح عنه ، ولكن يبدو ﺑﺄنه قد اشتاق اليه وأراد رؤيته فقط ،اغلق محمود الحاسوب وطالع ساعته وهناك اكتشف ﺃن الوقت قد تأخر ليبدأ بجمع اغراضه ، عندما انتهى من ذلك اعاد الطائرة الورقية الى بلال ، ثم تمشى من ناحية الباب فتحه وخرج ليقول بينما يغلق الباب ورائه

_ﺃهلا سيد طاهر كيف حالك !

بقي طاهر يطالع الكدمات الزرقاء والبنفسجية ،التى كانت موزعة على تقاسيم وجه محمود بعد ذلك قال بنبرة سخرية

_الحمد لله على سلامتك ،كيف حدث لك هذا !

لم يكن سبب حضوره هو المقال ، بل ﺃمر آخر على ما يبدو ، وهو تقصي موضوع الكدمات وفي نفس الوقت السخرية منه وهذا واضح من نبرته الساخرة تلك ليرد محمود

_حادث سيارة ،كان سائق السيارة المركبة تحت تأثير المشروب وحصل ما حصل !

بقي طاهر يحوم حول محمود ويحاول تصديق موضوع الحادث ، ليعود محمود ليضيف مجددا

_ ﺇن لم تكن بحاجتي فاعذرني لقد تأخرت كثيرا على موعدي !

في ذلك الوقت ،ادرك طاهر بأنه كان يقف في طريق محمود ، والذي بمجرد ﺃن طلب اذنه للخروج ،ابتعد قليلا ليفسح الطريق له ، ومع ذلك بقي يحدق به وهو يتوغل وسط الرواق الطويل ،دقائق ﺃخرى حتى قرر هو الاخر المغادرة ،يكفي الاخبار التى تلقاها اليوم والتي عكرت مزاجه كثيرا .

فمحمود ،صبح يشكل مصدر ازعاج كبير له ، فهو لم يكتفي بتلك المقالات عن الزواج المبكر ،ولكن وصلت به الجرأة الى الذهاب للسجن ومقابلة سجينة كي تسرد له قصتها و تجربتها عن الزواج المبكر ، بين فكرة وأخرى كان طاهر قد وصل الى حضيرة السيارات ، وبينما كان يهم بفتح الباب لمح صديقا قديما آتيا من اتجاهه ،ليقول وابتسامة صغيرة مرسومة على ثغره

_نعيم ﺃين ﺃنت يا رجل !

في ذلك الوقت تصافح الرجلان بقوة ، ثم ابتعدا عن بعض ليضيف نعيم بنبرة سخرية

_اركض هنا وهناك وقد جئتك اليوم بسبق صحفي !

ﺃخرج طاهر علبة السجائر من جيبه ،ثم خطف سيجارة منها وأشعلها بعد ذلك وضعها بين شفتيه ،و بعدما ﺃخذ نفسا عميقا عاد لإخراج الدخان وقال بلا مبالاة

_بخصوص محمود صالحي ،لا داعي ﻓﺄنا اعلم كل شيء ، لقد سمعت من زملائه سابقا من هذا اليوم ،بأنه يزور سجينة في السجن كي تحكي له قصة حياتها ، وبأنه في ﺃحد الايام وبينما كان في طريقه ﺇلى هناك تعرض لحادث سير !

اشعل نعيم هو اﻵخر سيجارة ،اخذ نفسا منها ثم عاد لنفخه في السماء ثم قال وابتسامة خبيثة تعتلي وجهه

_ لقد كذبوا عليك ، وغيروا في الاحداث لكي لا يوقعوه في مشكل !

نظر طاهر ﺇلى صديقه باستغراب ، وبقي يحدق به للحظات ، تغيير الاحداث من اختصاصه هو ولذلك لن يسمح لأي شخص ﺃن يفعل ذلك من دون ﺇذنه ،وهناك سأل نعيم

_ما الذي حصل ﺇذا اخبرني !

نعيم لم يكن يحب محمود ولا مقالاته ، ولذلك اراد تسميم عقل طاهر بأي طريقة لكي يطرده من الجريدة نهائيا ،ويبدو بأنه لن يجد فرصة مماثلة

_فتاة كانت في موعد غرامي قد انتهى بطريقة سيئة ،فحبيبها انهال بالضرب عليها ولمحهما محمود بالصدفة وقرر التدخل ، وهناك تطورت الامور كثيرا حيث تبادلا الشابان اللكمات والشتائم ،ولكن بعدما اتت الشرطة فر الحبيب ،ليعتقلوا محمود مكانه ،وكان سيسجن بتهمة التعدي بالضرب على قاصر ، لولا تدخل طارق الذي غير جميع الاحداث !

تلك المعلومات جعلت طاهر يستشيط غضبا ، ذلك الخبيث الكاذب لقد كان يقف ﺃمامه ويكذب عليه من دون حتى ﺃن يرف له جفن ، كز طاهر على ﺃسنانه وقال

_اللعنة ،السبب الوحيد الذي يجعلني ﺃبقي عليه في الجريده هو عمه حيدر صديقي لا ﺃكثر ولا ﺃقل !

جذب نعيم نفسا آخر من السيجارة ، ثم عاد لنفخ الدخان في الهواء ،ليضيف سما اكثر ﺇلى الطعام المقدم الى صديقه الذي كان باديا على تراتيل وجهه الانزعاج والقلق

_صحيح ﺃنه شاب طموح وموهوب ولكن ماذا ﺇن فاز بالمسابقة وصار رئيس التحرير الجديد للجريدة !

هز طاهر كتفيه بلا مبالاة ، آخر همه من سيفوز بالمسابقة ومن سيكون رئيس التحرير الجديد ،لأنه قد حصل ﺃخيرا على ما كان يتمناه دائما وآخر همه الاخرون

_لا يهمني لأنني سأكون بعيدا في ذلك الوقت ،وكما قلت لك حيدر لديه نفوذ في البلاد و سيدعم ابني كثيرا في الانتخابات ،وأنا لا ﺃريد معاداته !

ازدرد نعيم ريقه بصعوبة ، اللعنة طاهر سيفلت من بين يديه ،عليه ﺇيجاد حجج مقنعة ﺃكثر ، ﺃكثر من هذه ،صمتت للحظات ثم قال

_اجل ﺃنا افهم ذلك ولكن ماذا سيحدث ان ترشح ابنك للانتخابات ، انا سأخبرك ما الذي سيحصل ، المرشحين الباقيين سيبدؤون بالتحقيق عن ماضيه ،وسيستغلون ﺃي شيء مهما كان صغيرا ،حتى عملك هنا كرئيس تحرير ،وما ﺇن وجدوا مقالات محمود عن الزواج المبكر ، سيقولون بأنك كنت تسمح بنشر مقالات تناصر المرأة ،وتشجع الرذيلة والانحلال الاخلاقي في المجتمع ، كيف سيكون شكلك في ذلك الوقت فكر جيدا طاهر في الموضوع !

بضع كلمات فقط ،جعلت طاهر يعيد التفكير في ﺃمر ابقاء محمود في الجريدة ،و في الحقيقة نعيم لم يخطئ في شيء ونصف كلامه كان حقيقة بحتة ، الانتخابات ﺃشبه بحرب ولكن الفرق الوحيد فيها بينها وبين الحرب الحقيقية ،هو ﺃن المرشحين لا يستعملون أسلحة ،ﺇنما معلومات ضد بعضهم البعض ، وهو لا يريد ﺃن يخسر ابنه لأي سبب من الاسباب ،ﺇذا عليه ﺃن يفعل شيئا ما بخصوص هذا الموضوع !

Continue Reading

You'll Also Like

1M 27.9K 18
افوت بشارع اطلع مِن شارع وماعرف وين اروح المنو اروح ويضمني عنده صار بعيوني بيت خالته وساسًا ما عندي غيرها حتى الجئ اله اابجي واصرخ شفت بيتهم مِن بع...
386K 36.7K 23
تَبدأ حِكايتِنا بَين بِقاع اراضٍ يَسكنُها شَعبّ ذا اعدادٍ ضئيلَة ارضٌ تُحَكم مِن قِبل ثلاث قِوات و ثالِثُهم أقواهُم الولايات المُتحدَة | كوريا الجنوب...
327K 15.6K 23
مًنِ قُآلَ أنِهّآ لَيَسِتٌ بًآلَأمًآکْنِ کْمً آشُتٌآقُ لذالك المكان الذي ضم ذكريات لن تعود
186K 11.7K 16
لكلّ شيء ثمن، وكلما عزّ المراد ارتفع ثمنه. كأن همًّا واحدًا لا يكفي، أو كأنّ الهموم يستأنس بعضها ببعض، فلا تنزل على الناس إلا معًا. العمر حين يطول يق...