قربان على مائدة الزواج المبكر...

By ManelBen727

2.3K 312 6

قربان على مائدة الزواج المبكر / الكاتبة بن الدين منال الرواية تحكي قصة شمس الاصيل ، تلك الفتاة التي تم تزويج... More

ملخص الجزء الاول من الرواية
اقتباسات من الرواية
شخصيات الرواية
الفصل الاول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرين
الفصل الواحد والعشرين
الفصل الثاني والعشرين
الفصل الثالث والعشرين
الفصل الرابع والعشرين والاخير
مهم جدا

الفصل الحادي عشر

54 13 0
By ManelBen727

ن لم تنتهى عن هذا الجنون !

تغيرت ابتسامة محمود وتجهم وجهه ،عندما لمح على بعد مسافة قصيرة من الثانوية ، شابا قوي البنية يحصر فتاة في الزاوية ،ويقوم بصفعها بدون رأفة ﺃو رحمة بجسدها الهزيل ، ترى هل يكون الشاب اخوها وهو يعاقبها اﻵن ،على ذنب قد اقترفته سابقا من هذا اليوم ،ولكن لو كان كذلك لم يكن ليعاقبها هنا ﺃمام جميع الناس ،ربما لكان انتظر حتى ﺃوصلها ﺇلى البيت وفعل ذلك ،في ذلك الوقت قال محمود للسائق

_توقف !

لم ينتظر الصحفي الشاب حتى تتوقف السيارة ،حيث فتح الباب ونزل بينما هي لا تزال تتحرك ، ولكن لم يكن الامر بيده ،ليركض بسرعة من اتجاههما وما هي إلا ثواني حتى صار في مكان الواقعة ،وهناك امسك يد الشاب ، تلك اليد التى كانت تصفع الفتاة بدون توقف ليستدير هذا الاخير ويقول لمحمود

_من تكون يا هذا ، ﺃترك يدي !

نظرات الفتاة المليئة بالخوف والرعب ،كانت تعني الكثير وأولها هو ﺃن هذا الشاب ليس اخاها ، ربما كان سارقا ما يحاول الاغارة على ممتلكاتها ،في ذلك الوقت لكم محمود الشاب بكل قوة ،وعندما اختل توازنه وسقط على الارض ﺃمسك يد تلك الشابة وقال لها

_ اركبي في السيارة هيا ﺃسرعي !

وبينما كان محمود يحدث الفتاة ، تلقى ضربة قوية على رأسه ، جعلته يشعر بدوار ولكنه لم يقع بل التفت وهو يشعر بالكثير بالغضب والقلق ، ليرفع رجله ويضرب صدر خصمه رادا له تلك الضربة ، ثم وثب عليه مثل ﺃسد جائع وأكمل ضربه بدون توقف ، ولكن المعركة لم تكن ستحسم لصالح محمود ،حيث قام المعتدي بضرب الشاب الصحفي على بطنه ،ثم قلبه على الارض لاحقا ووثب فوقه وصار يقوم بلكمه

وهل كان محمود ليستسلم له بالطبع لا ، وربما لم يتعلم الضرب في مدرسة ،ولكنه تعلم كي يدافع عن نفسه جيدا ،ليقوم برفع رجله وضرب من كان يعتليه ﺇلى بطنه جاعلا ﺇياه يتراجع الى الوراء ،وهناك وقف محمود باحثا عن شيء يردع به هذا الدخيل ، الخسيس الذي سمح له لنفسه بتعنيف فتاة صغيرة ،ولكن حصل ما لم يكن في الحسبان ،حيث بدﺃت تلك المراهقة تصرخ وتقول

_توقف عن ضربه ﺇنه زوجي !

رفع محمود يده ،ومسح تلك الدماء المتسربة من ﺃنفه وبقي يحدق بالفتاة ﺒﺈستغراب ، ترى هل الضربة قد اثرت على عقله ﺃم ماذا

_زوجك ، هل ﺃنت مجنونة !

اقتربت الفتاة قليلا من الشاب ،وصارت تقوم بمسح الدماء من على وجهه بعناية وحب كبيرين ، وكأنه ليس الشخص الذي كان يقوم بضربها مثل البهائم منذ قليل ، بعد ذلك نظرت ﺇلى محمود وصرخت

_ﺃجل زوجي ولا تتدخل بيننا !

بقي محمود واقفا ويحدق بهما باستغراب ،هل هو حقا زوجها ولكن لماذا كان يقوم بضربها هنا ، لا هي تكذب ، وهناك حتما شيء تحت هذا الامر، وبينما كان يحاول فهم الامور ،صارت سيارة شرطة تقترب منهم ليفر ذلك الشاب هاربا تاركا الفتاة بمفردها ، وهذا ما زاد الموقف غرابة !

كيف يكون زوجها ،وعندما لمح سيارة الشرطة فر هاربا مثل قط صغير ،في ذلك الوقت توقفت المركبة بجانب مكان الواقعة ،ثم نزل منها ضابطين الاول اقترب من محمود ﺃمسكه من ذراعه بقوة ،بينما الثاني صار يسأل الفتاة

_هل انت بخير !

تغيرت لون وجهه الفتاة وغرقت في صمت ثقيل ، وكأنها قد ابتلعت لسانها ،ولكن الحقيقة هي ﺃنها وقعت في مأزق كبير ،وكانت تحاول البحث عن حل ما لكي تنقض نفسها من هذه الورطة ،لتنظر الى محمود وتشير ﺇليه مضيفة بنبرة صوت عالية

_لا لست بخير لقد حاول هذا الشاب سرقتي !

نظر الضابط لمحمود ،الذي صار يهز وجهه يمينا وشمالا نافيا للأمر ، ويحاول الدفاع عنه نفسه ولكن الشرطة لم تترك له مجال ولم يسمعوه حتى ، فهي قاصر وعلامات الضرب على وجهها تأكد كلامها ، في ذلك الوقت قاموا بجره ﺇلى السيارة ،بينما هو كان يقاوم ويقول في نفس الوقت

_ﺇنها تكذب لقد كنت احاول مساعدتها فقط ،اخبريهم عن الشاب الذي كان معك منذ قليل وفر ،بعدما لمح سيارة الشرطة !

لم يكن هناك ﺃي فائدة ، لقد صدقها الضباط ومقاومته هذه قد تأزم الامور اكثر ،وقد يصل بهم الامر ﺇلى جره جرا ﺇلى المركز ، فتوقف محمود عن الصراخ والمقاومة وصعد السيارة رفقة الضابط بكل هدوء ،بعد ذلك قام الشرطي الثاني باقتداء الفتاة ،هي الاخرى لسيارة الشرطة ،وذلك لكي يفتحا تحقيقا في هذا الموضوع الغريب .

ثواني حتى انطلقت المركبة ،متوغلة في الشوارع المكتظة بالناس من اتجاه المركز ، وكل ذلك الوقت كان محمود يتساءل لماذا قام بتوريط نفسه بهذه الطريقة ،ليته تركها تذهب ﺇلى نصيبها ، وفي نفس الوقت هو لم يكن يملك سلطان على رجولته وعلى نخوته .

التى دفعته ﺇلى النزول من السيارة ،و ﺇنقاضها من بين مخالب ذلك الجبان ،ولم يمضي وقت طويل حتى توقفت المركبة مجددا ،وهناك فتح ﺃحد الاعوان الباب وﺃمسك احدهما محمود ،الذي بعدما كان صحفيا صار مجرما ، في ذلك الوقت دلفا الى المركز ،وصار يتوغلا داخل المكان الذي كان يعج بعناصر الشرطة ،وبعض المجرمين ، بعد ذلك نزلا الدرج المؤدي الى السجن الاحتياطي وبمجرد ﺃن وصلا الى هناك ،قال الشرطي له

_اعطني هاتفك وحزامك هيا ليس لدينا وقت !

زفر محمود بحنق ،ثم وضع يده في جيبه و اخرج النقال ومرره ﺇلى الشرطي ، بعد ذلك قام بخلع الحزام الجلدي من خصره ،وفعل به نفس الشيء وعندما انتهى قام الشرطي بدفعه الى الداخل وعاد لإغلاق الباب !

لغاية تلك اللحظة لم يكن محمود يصدق نفسه ، ترى هل فقد صوابه ﺃم هو يرى كابوسا سيئا ومزعجا ، نزل لكي يساعدها ، فانتهى به الامر مضروبا ومجروحا وفي مركز الشرطة ﺃيضا ، ومن يدري قد تفتح قضية ضده ، اللعنة في وقتما كان عليه الذهاب للقاء طارق ،من ﺃجل المستجدات التى تخص قضية شمس الاصيل هاهو يجلس هنا بين هذه الجدران وكأنه مجرم !

_اجل ،كان علي الاتصال بطارق قبل ﺃن اسلم النقال للشرطي !

في تلك اللحظة تذكر ﺃمر النقال الثاني ،وهناك جذبه من جيبه الخلفي ، نظر يمينا وشمالا ليتأكد من ﺃن لا ﺃحد يراقبه ،ثم بعث برسالة نصية لطارق يلخص فيها ما حصل له وأين هو اﻵن .

و مرت قرابة ساعتين ، وهو على ذلك الحال من اليأس والقلق والندم ﺃيضا ،ﺃجل الندم ، وكانت هذه ﺃول مرة يشعر بالندم ،لأنه حشر ﺃنفه في موضوع لا يخصه ولا يمد له بأي صلة ، ولكنه عاد مجددا الى نقطة البداية على ﺃنه لم يستطع البقاء مكتوفي الايدي ، فهو عندما رأى الشاب وهو يقوم بضربها ،فقد السيطرة على كل جسمه وتحكمت فيه رجولته ومبادئه التى تعلمها من والديه ،وبينما يجلس بين تلك الجدران القديمة ، عاد الشرطي وقام بفتح باب الزنزانة وقال

_لقد اتى المحامي الخاص بك اخرج !

محامي هل تطورت الاحداث لهذه الدرجة ! ليودع منذ اﻵن رخصة الصحافة والمسابقة ،فطاهر لن يضيع فرصة مثل هذه ﺃبدا لركله من الجريدة ،مثل كلب ضال ولكنه يستحق ذلك ، فهذا سيعلمه التحكم بنفسه مستقبلا .

وقف محمود من مكانه ،و تمشى الاثنين مع بعض ،وصعدا الدرج المؤدي الى الطابق الاول وبقي على ذلك حتى وصلا الى مكتب المحقق ،ﺃين كانت تجلس الفتاة ﺃمام طارق ،ليقول محمود بمجرد ﺃن دلف الى الداخل

_طارق !

كانت ملامح طارق متجهمة ،ويبدو على تراتيل وجهه الغضب ،و بمجرد ﺃن دخل محمود الى المكتب وهو في تلك الحالة المزرية ،ظن بأن عناصر الشرطة هم من اقدموا على ضربه ، حيث وقف من مكانه بسرعة واقترب من الاصغر وقال بشيء من الاهتمام

_هل انت بخير هل يؤلمك شيء ما اخبرني محمود !

هز محمود رأسه يمينا وشمالا نافيا الامر ،لا شيء يؤلمه غير ضميره ،الذي يستمر بالتسبب بالمشاكل له مرة بعد مرة

_صداع صغير وبعض الكدمات اخي ، لا تعاملني هكذا لست قطعة جبن !

اخذ طارق نفسا عميقا ، ولكن مع ذلك سيأخذه الى المستشفى لكي يطمئن على حاله اكثر ،وبينما كان يهم بالحديث ،دلفت امرأة ورجل كبيرين في السن الى داخل المكتب وقالا بقلق

_ما الذي حصل ما الذي تفعله ابنتي هنا ، ميليسا ابنتي !

كان محمود سيشرح لهم ،بأن ابنتهم في عوض ،ن تدرس ،كانت طول النهار تتسكع مع رجل غريب ،لينتهي بها الامر مضروبة ،ولكن قاطعه طارق الذي قال

_ الفتاة تعرضت للسرقة ولحسن الحظ ﺃن موكلي كان في عين المكان واستطاع انقاضها في اخر لحظة !

نظر طارق الى الفتاة التى اكدت صحة كلامه وذلك لكي لا تقع في المشاكل ، حيث وقفت من مكانها واقتربت من والديها بعد ذلك هزت رأسها وقالت

_ ﺃجل لحسن الحظ انه كان هناك !

في ذلك الوقت بعد تأكد الوالد من ﺃن ابنته بخير ،رفع رأسه و نظر الى المحقق ثم سأله باستغراب

_وما الذي تفعله ابنتي هنا عوضا عن السارق !

المحقق الذي كان صديق طارق منذ ﺃيام الجامعة ، قرر ﺇسداء صديقه معروفا ،وذلك بالتكتم على الحقيقة ، فقام بتغيير طفيف في وقائع الحادثة ،بما يخدم مصلحة الطرفين ،وكما قلت سابقا كل هذا كي يسدي خدمة لصديقه العزيز ،حيث تقدم قليلا بجسده ﺇلى الامام وقال

_لقد حصل سوء تفاهم ،وظننا بأن السيد محمود هو من قام بمهاجمتها ،فأحضرناهما ﺇلى هنا وذلك لكي تقدم الفتاة شكوى ضده ﺇن ارادت ذلك ،ولحسن الحظ انها شرحت لنا ما حدث ،ولكن لا تقلقا يمكنها الرحيل متى شاءت !

لم يصدق محمود ما الذي تسمعه ﺃذنيه ، ترى هل الضربة الذي تلاقها من ذلك الشاب ،اثرت على قدرته في الاستيعاب ، تقدم من طارق وقال

_ ما الذي يحصل هنا اخي !

كان طارق يرغب بإكمال ما بدأه الرجل الاخر ، بمجرد ﺃن سأله محمود ، ذلك السؤال الغبي ولكنه تحكم في اعصابه في آخر لحظة ،لكي لا يتهور ويقوم بفعل غبي ويفسد الامور حيث همس في اذن الاصغر

_لحسن الحظ المحقق يكون صديقي وإلا كنت ستسجن بتهمة تعدي وضرب فتاة قاصر ، لذلك اصمت ولا تتفوه بأي كلمة حتى نخرج من هنا !

شعر محمود بالكثير من المرارة والإهانة ،في ذلك الوقت ، هل هو المخطئ في كل ما حصل ! ليته لم يتدخل ،ولكن هل كان من المفترض به ﺃن يبقى مكتوف الايدي يا لسخرية القدر ، في وقت ما كان عليهم اخبار والدي الفتاة بما حصل حقا ، بدأ في تلفيق الاكاذيب لحماية الفتاة ،التى من المؤكد بأنها لن تقطع علاقتها بذلك الشاب ،بل ستعود للقائه مجددا ومن يدري ما الذي قد يحصل ،فربما سينتهي بها الامر مقتولة في ﺃحد زوايا المدينة في يوم من الايام !

مضى كل شخص على افادته ، واستلم محمود اغراضه وتم اغلاق ملف القضية ،ﺇلى الابد ،ثم غادر الاخوين مكتب المحقق ، ولكن عندما وصلا ﺃمام المركز ،اراد الصحفي الدفاع عن نفسه وإخبار الاكبر بما حصل حقا ،ولكن طارق رفع اصبعه وقال له بصرامة

_لا ﺃريد سماع ولا كلمة لدينا بيت سنتحدث فيه هيا اركب!

هز محمود رأسه يمينا وشمالا ،مستهجنا ردة فعل اخيه ، الذي لم يغير جميع احداث الواقعة لما يخدم مصلحته الشخصية ، بل يحاول التحكم فيه ﺃيضا كما لو كان طفلا صغرا ، في الخامسة من عمره وليس رجلا في مقتبل العمر ،في ذلك الوقت اندس في المركبة بجانب اخيه ،لينطلق هذا الاخير بسرعة من اتجاه المستشفى ثم المنزل !

مرت ساعات النهار على عجل، وهاهو الليل يسدل جلبابه الاسود ويغطي صفحة السماء ، في منزل عائلة صالحي ،كانت بلقيس جالسة رفقة نورا في قاعة المعيشة في انتظار حضور ولديها ، كان النقال بين يديها وكانت تنظر ﺇلى الساعة بين الفينة والأخرى ،ولكن بدون فائدة ،فلقد تركاها اولئك المستهترين ولم يكلفا نفسيهما حتى ﺇرسال رسالة نصية صغيرة لطمأنتها !

_لقد تأخرا كثيرا !

اخذت نورا نفسا عميقا ،ثم مررت يديها على وجهها في محاولة منها تهدئة نفسها ، فهي اتصلت ببلقيس لتسألها عن محمود ،الذي لم يكن يجيب على اتصالاتها ،لتفاجئها الخالة بذلك الخبر عن كونه اعتقل من قبل الشرطة

_لا تقلقي خالتي لا بد من ﺃن الاجراءات قد اخذت وقتا طويلا ولكن اخبريني كيف عرفت بالموضوع !

زفرت بلقيس بحنق ، كلما تتذكر الموضوع تشعر بأنه سيغمى عليها ، التفت الى نورا الى كانت هي الاخرى قلقة وتنتظر بلهفة عودة محمود ﺇلى البيت ، ثم قالت

_عندما اعتقلت الشرطة محمود ،ارسل رسالة نصية ﺇلى طارق ولكنه اخطئ في الرقم من شدة قلقه ،وأرسلها لي عوضا عنه ، وهناك اتصلت انا بأخيه وطلبت منه ﺑﺄن يفعل شيئا !

لحسن الحظ ﺃن محمود قد تذكر ﺑﺄن يرسل خبرا ،وإلا كان بقي في الحبس المؤقت الى حد الساعة ، صوت توقف سيارة صدح من الخارج ،وهذا ما جعل الفتاتين تقفان من مكانيهما ،وعلى حين غرة فتح الباب ، دلف محمود ﺃولا ،وركض من اتجاه الدرج من دون حتى ﺃن يحي والدته ،ودخل ورائه مباشرة طارق الذي امسكه من ذراعه وجذبه ﺇلى الاسفل وقال صارخا

_ﺇلى ﺃين انت ذاهب ها !

نظر محمود ﺇلى يد الاكبر ،التى كانت تمسك ذراعه بقوة ، وكأنه ليس طارق الذي كان يركض هنا وهناك بين الفحوصات والتحليل ليتأكد من انه بخير ، فلقد تحول ﺇلى وحش ، ﺃخذ الاصغر نفسا عميقا وقال

_ما الذي تريده طارق الم تنتهي !

ترك طارق بسرعة ذراع محمود ،التي كان يمسكها بقوة ويحطمها بين مخالبه ،وهذا لأنه لم يتجرا ابدا و يفعل هذا قط ، ثم ابتعد عنه قليلا وقال

_اسمعني جيدا محمود هوسك بالكتابة عن الزواج المبكر في كفة ،والذي حصل اليوم معك في كفة ﺃخرى ولذلك اخي عليك التوقف عن هذا الجنون وإلا ..

اقترب محمود من طارق ،ونظر في عينيه الحادتين والمملوءتين بالغضب ، هل وصل الامر الى التهديد ثم قال بتحدي هو اﻵخر

_وإلا ماذا اخي هل ستحبسني في مزرعتك وتقطع عني الاكل والشرب ﺃم ماذا !

نظر طارق الى بلقيس ،التى كانت واقفة وتطالعهما من دون ﺃن تحرك ساكنا ، ليقرر الاستنجاد بها فهي اكثر شخص لديه تأثير على محمود وقال

_تحدثي معه لو سمحت امي ﻓﺄنا تعبت منه ومن لا مبالاته !

ضحك طارق بسخرية مستهجنا كلام الاكبر ، ترى ما الذي فعله هل قتل هل سرق ام اغتصب ، لقد دافع عن فتاة وهو أمر طبيعي ، كان سيقوم به ﺃي شاب ،شهم بمجرد ﺃن يرى منظرا مشابها

_لا مبالاتي ! ما الذي فعلته يا ترى ها ﺃم انك تقصد محاولتي ﺇنقاض فتاة من بين مخالب ذئب بشري ،كان سيفتك بها !

من ﺃين يأتي بهذه العبارات يا ترى من ﺃين ، ولكن السؤال الاهم ،من ﺃين يأتي بهذا البرود ليفقد طارق ﺃعصابه وينفجر في وجه محمود

_ﺃنت لست والدها ﺃيها الغبي ،ﺃنت لست والدها كما ﺃن تلك الفتاة التي تقول بأنها ضحية ، قد ﺃلقت بنفسها بين ذراعي جلادها بكامل ارادتها ،ولم يجبرها ﺃحد على ذلك حاول ﺃن تدخل ذلك في رﺃسك السميك محمود !

كلامه صحيح ،فهي غير جميع اقوالها عندما رأت الشرطة وكادت تسبب له مشاكل كثيرة ، ولكن حصل ما حصل لماذا يعاتبه اﻵن ، ليضيف طارق

_ﺃنت لست ولي امرها ،وهذه اخر مرة تتدخل فيها في ﺃمر لا يعينك فأنت اليوم لم تأذي نفسك ،فقط بل كدت تؤذيني ﺃنا ايضا وكدت تشوه صورتي هل نسيت انني محامي !

وضع محمود يديه فوق خصره ،وبقي يحدق بطارق ، الذي قد باح للتو بالسبب وراء غضبه هذا ليقول محمود باستغراب

_كل ما يهمك هو مكانتك وصورتك في المجتمع ،كل ما يهمك هو المال والسيارات والمنازل والساعات الفاخرة،اخبرني اخي هل كان لديك قط في هذه الحياة قضية نبيلة غير جمع المال ،ﺃم الحياة الفاخرة جعلتك تنسى حتى القيم الانسانية !

هل سيعلمه هذا الغر كيف يتصرف ! ﺇلى جانب ﺃن السيد محمود في عوض الاعتذار ،عن الغباء الذي اقترفه اليوم هاهو يتبجح امامه ، اقترب طارق منه وقال

_ ﺃنا لا ﺃملك ﺃي قيم اجتماعية ولا حتى مبادئ هل ارتحت اﻵن ! ليست لدي ﺃي قيم انسانية وكل ما يهمني هو المال ، في الحقيقة ﺃنظر لنفسك ،فأنت وضعت نفسك في موقف سخيف للغاية اليوم ، فأنت عزيزي محمود لا تتوقف عن كتابة مقالات ،عن فتيات قاصرات مسكينات ،حرمن من الدراسة و ﺃجبرن على الزواج في سن صغيرة ، ولكنك اليوم قد رأيت بأم عينك ، بأنه لا ﺃحد يجبر ﺃحد على فعل شيء !

تراجع محمود الى الوراء ،وبقي يحدق باستهجان لأخيه ، الذي بسبب موقف صغير ظهر على حقيقته ولكن هل انتهى طارق لا لم ينتهي بعد ليضيف

_و ﺃفضل مثال على كلامي هو تلك الفتاة التى كانت تتسكع مع ذلك الرجل بسرية تامة ،ترى هل ﺃجبرها على ذلك !لا لم يجبرها ،بل بكل ﺇرادتها الحرة استيقظت الصباح جهزت نفسها ،وارتدت اضيق قطعة في خزانتها ،وخرجت من المنزل بحجة الدراسة ولكنها عوضا عن ذلك ذهبت للقاء حبيبها ،الذي ﺃوسعها ضربا لاحقا ، ولو كنت مكانك محمود لفكرت جيدا في موضوع الزواج المبكر هذا ، فالناس صاروا يقولون بأنك كافر ،فأنت تحرم الحلال وتحلل الحرام واقصد بهذا ،تجول الفتيات مع الصبيان حلال ولكن تزويجهن لتجنب الوقوع في مثل هذه المشاكل حرام !

انصدم محمود من كلام طارق ، فهو لم يحرم ﺃي شيء ولم يحلل ﺃي شيء ، ولم يذكر هاتين الكلمتين قط في مقالاته ،بل كان يتحدث بالأدلة والبراهين على ﺃن الزواج المبكر لديه نتائج سلبية على المجتمع وعلى الفتاة مثل الطلاق وتشرد الاطفال ،ولكن لماذا كل هذا الغضب ، هل هناك سبب آخر وراء كل هذا الغضب وكل هذا الجدال ،مرر محمود لسانه فوق شفتيه وقال

_لقد بت ﺃعلم السبب وراء كل هذا الغضب يا طارق !

رفع طارق حاجبه ﺇلى اعلى وقال متسائلا

_ترى ما هو هذا السبب يا اخي العزيز!

في تلك اللحظة اقترب محمود من طارق ،ووضع ﺇصبعه على صدره ،وصار يقوم بلكزه وفي نفس الوقت يتحدث بمرارة

_انت تفعل هذا ،لأنك لا تريد استلام قضية شمس الاصيل وهذا لأنك لن تلقى ﺃجرا في المقابل ،ولذلك كما تشاء ،ﻓﺄنا سأبحث عن شخص اخر كفئ يستلم قضيتها ،فأنت عزيزي طارق كما تعلم ،لست آخر محامي على الكرة الارضية ،وبالنسبة لموضوع الزواج المبكر ، ﻓﺄنا لن اتوقف عن الكتابة حوله ،حتى ولو انطبقت السماء على الارض ليكن في علمك ﺃيها السطحي !

قال تلك الكلمات لطارق ،ثم استدار وصعد الدرج بسرعة ، عندما وصل ،لى غرفته دلف الى هناك وصفق الباب بقوة ، بعد ذلك القى بنفسه فوق السرير وحاول اغماض عينيه ،ولكن الموقف الذي حصل معه اليوم كان ثقيلا للغاية ،لدرجة ﺃنه لم ولن يستطيع تخطيه !

كما ﺃن نصف كلام طارق صحيح ،الذي حصل اليوم افضل دليل ،على ﺃن الفتيات بملء ارادتهن الخاصة يلقين انفسهن في التهلكة ، ولكن هناك ﺃيضا نوع آخر من الفتيات ،سيفعلن ﺃي شيء للحصول على فرصة ليثبتن انفسهن في المجتمع ،ولكن من سيفهم ذلك من !

Continue Reading

You'll Also Like

1M 28.1K 18
افوت بشارع اطلع مِن شارع وماعرف وين اروح المنو اروح ويضمني عنده صار بعيوني بيت خالته وساسًا ما عندي غيرها حتى الجئ اله اابجي واصرخ شفت بيتهم مِن بع...
4.1M 61.4K 66
تتشابك أقدارنا ... سواء قبلنا بها أم رفضناها .. فهي حق وعلينا التسليم ‏هل أسلمك حصوني وقلاعي وأنت من فرضت عليا الخضوع والإذلال فلتكن حر...
489K 11.3K 39
لو إلتقينا في عالم آخر لوقعت.. لغرقت وتهت في حبك ولكن ولدنا هنا في عالم انتِ القاتلة وانا السجان واه من حرقة الإنتقام ولهيبها تهنا معًا في هذا الظلام...
688K 30.4K 39
احبك مو محبه ناس للناس ❤ ولا عشگي مثل باقي اليعشگون✋ احبك من ضمير وگلب واحساس👈💞 واليوم الما اشوفك تعمه العيون👀 وحق من كفل زينب ذاك عباس ✌ اخذ روحي...