قربان على مائدة الزواج المبكر...

By ManelBen727

2.3K 312 6

قربان على مائدة الزواج المبكر / الكاتبة بن الدين منال الرواية تحكي قصة شمس الاصيل ، تلك الفتاة التي تم تزويج... More

ملخص الجزء الاول من الرواية
اقتباسات من الرواية
شخصيات الرواية
الفصل الاول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرين
الفصل الواحد والعشرين
الفصل الثاني والعشرين
الفصل الثالث والعشرين
الفصل الرابع والعشرين والاخير
مهم جدا

الفصل التاسع

55 12 0
By ManelBen727


يوم الزفاف .

في مجلة ﺃجنبية قاموا بوضع قائمة لعشرة اشياء من شأنها ابهاج الفتيات وجعلهم يرقصون فرحا ، ومن بين هذه الامور نذكر ثلاثا فقط ، التسوق ، التخرج من الجامعة والحصول على عمل جيد ومريح وأخيرا في يوم الزفاف .

فقد يصل الحال بالفتاة في يوم زفافها من شدة الفرح ، ﺇلى حد البكاء ،وهذا لأنها وأخيرا ستتزوج بشخص تعلق قلبها به تعلق الطيور بأعشاشها ،والمغتربين بأوطانهم ،وقد تبكي حزنا ﺃيضا على فراق عائلتها ومغادرتها لبيتها الى بيت جديد ،لا تعرف شيئا عن طباع سكانه إلا بعض المعلومات القليلة .

مثلما حدث اليوم ،مع شمس الاصيل في ﺃهم يوم في حياتها ،فهي قد بكت كثيرا بينما كانوا يلبسونها الفستان الابيض ،وبكت وهم يصففون شعرها وبكت وهم يدهنون تراتيل وجهها الفتي ،بشتى انواع مساحيق التجميل ، لكي تعجب العريس ولكن البكاء لم يكن من فرط السعادة بل من شدة الحزن ، وبالرغم من ﺃنه يفترض به ﺃن يكون يوما سعيدا ،إلا ﺃنها شعرت بالكثير من العجز والانكسار وهي بين اهلها .

بكت شمس الاصيل اليوم بسبب الكثير من الامور ،كان اولها وأهمها تفريط والديها بها ،بتلك الطريقة المهينة ،وتركها تذهب مع هذا الرجل الغريب ،الذي لا يعرفون عنه ما ﺇن كان سيتزوجها ﺃو سيذبحها !

بكت وهي جالسة على طاولة النكاح ،وبكت بينما سألها القاضي ما ﺇن كانت موافقة ﺃم لا ،وبكت عندما اضطرت للركوب معه في رحلة واحدة ،ﺇلى مصير مجهول ،وهاهي اﻵن محبوسة معه وجها لوجه في احد غرف الفنادق الفاخرة ، مرتدية هذا الفستان الابيض الذي يفترض به ﺃن يكون رمزا للفرح والسلام ، هراء !

وبينما كانت شمس الاصيل جالسة بذلك الفستان الابيض فوق الكنبة ، وترتجف مثل فرخ صغير وسط عاصفة ثلجية هوجاء ، فتح عدنان باب الغرفة و دلف ﺇلى الداخل ثم غاد لغلقه مجددا بهدوء ،بعد ذلك تقدم منها وهو يحمل بين يديه كيسا كبيرا ،ليجلس بجانبها اخيرا ويقوم بمسح دمعة كانت تنحدر بسرعة على خدها ، ثم سألها باستغراب

_لماذا تبكين يا شمس ،هل انت خائفة مني !

اغمضت شمس عينيها ،واستمرت بالبكاء بصمت بينما هو اقترب اكثر منها وقام برفع الطرحة على وجهها ، تأمل تراتيل وجهها الفتي للحظات ،ثم عاد لفتح الكيس وجذب علبة مربعة لونها ازرق ،وفتحها وأدارها لشمس

_انظري ما الذي احضرته لك ، ﺇنه مصنوع من الذهب !

عقد من الذهب و ما الذي ستفعله به ؟ هل ستبيعه لتشتري حريتها ودراستها التى ضاعت منها ،ﺃم ستلبسه وتتقن دور الزوجة المحنكة ،لتنظر اليه بانكسار وتقول بنبرة كلها رجاء

_لو سمحت يا سيدي دعني ﺃذهب لو سمحت اهئ اهئ !

كانت شمس تتوسل اﺇيه لكي يتركها الى حال سبيلها ، المسكينة ،لم تكن تعلم بأنها لن تخرج من منزله إلا وهي جثة هامدة ،ليقول بينما يقوم بنزع سترته

_ سيدي هاهاهاها ، ﺃنا زوجك اﻵن ولذلك نادني عدنان هذا ﺃفضل يا شمسي !

قامت شمس بإغلاق مقلتيها الزجاجيتين ،ظنا منها بأنها ترى كابوسا مزعجا ، ثم عادت لفتحهما ولكنه كان لا يزال واقفا هناك يستعد لتغيير ملابسه بكل برود ، ألا يشعر ألا يرى بأنها لا تطيق حتى النظر الى وجهه ، لتلقي ذلك العقد على جنب وتقف من مكانها صارخة

_ألا تفهم انا لا احبك ولكن أبي اجبرني على الزواج بك !

في ذلك الوقت استدار عدنان ونظر اليها ، بطريقة مرعبة لدرجة ﺃن شمس خافت منه ،وصارت تتراجع الى الوراء خشية من ان يضربها ،ولكنه حصل ﺃمر آخر تماما حيث بدء لون بشرته بالتغير ﺇلى البنفسجي ، ولم يتوقف الامر عند هذا الحد فلقد زاد طوله كثيرا ، وظهرت الكثير من الثآليل المقرفة على بشرته ،وتوزعت حول ذراعيه الطويلتين ،ليقوم بضربها على حين غرة على وجهها بقوة ،لدرجة ﺃنه اقتلع الجزء الايمن من وجهها بمخالبه ،ما جعلها تصرخ بقوة

_ااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااه !

صراخ صدح وسط هدوء الليل ، ولقد كان قويا وعاليا ،لدرجة ﺃنه قد ايقظ زميلات شمس الاصيل في الزنزانة من سبات عميق ،وليس هذا فحسب فالصراخ سمعته حتى الحارسات ، لتتقدم سلسبيل وتفتح نافذة الباب الصغيرة وتسألهن بفضول

_ماذا هناك من التى تصرخ !

احدى السجينات نهضت من فراشها ،ثم امسكت قارورة الماء البلاستيكية ،وسكبت قليلا في كأس بعد ذلك مررته ﺇلى شمس ،التى كانت انفاسها متسارعة اثر ذلك الكابوس الفظيع التى رأته لتوها ،لتضيف كوثر

_ﺇنها شمس الاصيل ويبدو بأنها قد رأت كابوسا مزعجا !

لم يكن مجرد كابوس عادي ، بل تجربة مروعة وليس هذا فحسب فتلك الليلة ، قد حفرت في ذاكرة شمس الاصيل ﺇلى الابد ، تلك الليلة التى بالرغم من كونها قد مرت وانقضت ،هاهي لا تزال تعيش تفاصيلها كل ليلة مرارا وتكرارا .

انتهت شمس من شرب الماء، ثم وضعت الكأس على الارض ولكنها لم تعد للنوم ، فهي لا تريد المزيد من الكوابيس ، حيث تمددت فوق السرير وأسندت رأسها فوق الوسادة ،وعندما بدأت اشعة النور بالتسلسل من وراء القضبان الحديدية ﺇلى داخل الزنزانة ، اخرجت شمس الاصيل من تحت وسادتها رواية ،كان محمود قد احضرها لها في آخر زيارة وعادت لإكمال قراءتها !

وبقيت على ذلك من الحال من التركيز ، حيث كانت تحلل كل حدث في القصة ،وتبحر بين سطورها مثل البحار الماهر الذي لا تخيفه عاصفة او تقلب جوي ، غرقها وتركيزها ذاك ،ﺃدهش زميلاتها في الزنزانة وجعلهن يتساءلن في ما بينهن ،عن السبب الذي يجعلها تقرأ لساعات دون كلل او ملل ولكنهن معذورات .

فهن لا يعرفن بأن التى تجلس امامهن كانت تأكل الكتب اكلا في الماضي ،و دقت الثامنة صباحا ، وهناك فتح باب الزنزانة وقالت الحارسة بنبرة عالية

_ادخلي !

في تلك الاثناء ،دلفت الى الداخل امرأة اربعينية الى الزنزانة ، كانت ممتلئة قليلا ، شعرها ﺃسود طويل منفرد على كتفيها ، ﺃما وجهها كان في حالة لا يرثى و السبب هو كثرة مساحيق التجميل التى كانت تضعها ،والتى لم تزدها إلا بشاعة .

وكانت كما لو ﺃنها قد اعطت اقلاما ملونة لطفل صغير ،وطلبت منه ﺃن يبدع في وجهها ، فحاجبيها كانا مرسومين بقلم ﺃسود ،اعطاهما شكلا مخيفا وحادا للغاية ،ووجنتيها كانتا مطليتين بلون وردي فاقع وكأنه لا ﺃحد قد اخبرها بأن هذه الموضة قد ولت منذ زمن بعيد ، ولن نتحدث عن شفتيها وتلك الهالة المرسومة بجانبهما !

ولكن يبدو بأن لهذه السيدة وزن كبير في السجن ، لأنها بمجرد ﺇن دلفت الى الداخل اقتربن منها السجينات وصرن يحيينها بكل احترام ،كما لو كانت عضوة في البرلمان ،و شخصية مشهورة ،بينما هي تجاهلتهن جميعا وصارت تتقدم من الطاولة ،حين وصلت الى هناك ،جذبت الكرسي ثم جلست ووضعت رجلا فوق رجل لتضيف بينما تدليك صدغيها

_رﺃسي يؤلمني كثيرا ، ﺃريد فنجان قهوة وفي الحال !

ﺃحد السجينات هزت رأسها ،وهمت بسرعة لإعداد القهوة ،بينما امرأة اخرى جلست بجانبها ومررت اليها قطعة حلوى

_سعيدة لرؤيتك صديقتي كلثوم ولكن ما الذي حصل لماذا عدت ﺇلى هنا بهذه السرعة ،فلم يمر على خروجك من السجن إلا 9 اشهر !

كانت منزعجة ،ولكنها انزعجت اكثر عندما نادتها تلك المرأة المدعوة "فتيحة" بذلك الاسم ، لتضع قطعة الحلوى على جنب وتتوجه اليها

_قلت لك الف مرة اسمي كاتيا ، اللعنة افسدت مزاجي !

نظرت فتيحة يمينا وشمالا ،ثم وقفت من مكانها ،ودلفت الحمام ، ،ﺃين غابت بضع ثواني ثم عادت مجددا لتجلس بجانب كلثوم ، نظرت يمينا وشمالا مجددا لتتأكد من ،ن كل شيء على ما يرام ومن ﺃن لا ﺃحد يراقبها لتمرر ﺃخيرا سيجارة وقداحة الى صديقتها

_تفضلي هذا سيعدل مزاجك !

ابتسمت كلثوم بمجرد ﺃن ناولتها صديقتها الهدية ، ثم امسكت السيجارة وأشعلتها ، بعد ذلك جذبت نفسا عميقا وعادت لنفخ الدخان في الهواء ، صحيح ﺃنها لم يكن افضل نوع ،ولكنها ستقبل به حتى تصلها الامدادات ، لحظات حتى بدأت بسرد سبب عودتها ﺇلى السجن مجددا

_ كانوا يقومون بمراقبتي منذ مدة ،ولأنهم لم يستطيعوا امساك ،ي شيء ضدي ،قاموا باستدراج فتاتين تعملان تحت امرتي ،وعندما وقعتا الغبيتين بين يدي الشرطة لم تقاوما بل اعترفتا بكل شيء ، الغبيتين !

في ذلك الوقت كانت القهوة قد صارت حاضرة ، استدارت فتيحة وأمسكت الصينية ،ثم ضعتها فوق الطاولة بعد ذلك رفعت فنجانا، ومررته ﺇلى كلثوم لتسألها لاحقا

_ما الذي ستفعلينه الان !

امسكت كلثوم فنجان القهوة ،ثم ارتشفت منه بعد ذلك اعادته فوق الطاولة ، جذبت نفسا عميقا من السيجارة ثم نفخت الدخان في السماء ،لتتكون هالة ضبابية فوق رأسها لتضيف

_ سأكمل عملي بالطبع ،غدا ﺃو بعد غد ستصلني هواتف ذكية عالية الجودة ،ومن ثم سنكمل مشوارنا ،ﺇلى حين ذلك ،اريدك ﺃن تساعديني في العثور على فتيات يناسبن المهنة انت تفهمين قصدي !

بالطبع ستفهم قصدها ، وضعت فتيحة يدها فوق يد كلثوم وقالت بنبرة اشبه للهمس

_حاضرة مثل العادة ،ولكن اريد نصيبي !

عن ﺃي نصيب تتحدث هذه الساذجة ، حسنا سترمي لها بعض الفتات وانتهى الامر ، وبينما كانت كلثوم تنهي سيجارتها ،لمحت شمس الاصيل وهي متجهة من ناحية الباب ، وقد كانت الفتاة الوحيدة التى لم تحيها عندما دلفت ﺇلى الداخل ،ولكنها اعجبتها كثيرا تلك العينين الزجاجتين ،وذلك الجسد الممشوق المثير الذي كان مناسب جدا لذلك المشروع ،الذي كانت بصدد دخوله بينما هي محبوسة بين هذه الجدران ، لتقول لفتيحة

_ ارى وجوها جديدة هنا !

لم تكن فتيحة تطيق شمس الاصيل ، بل كانت تكرهها وذلك لظنها بأن شمس متكبرة ،وأنها ترى نفسها ارفع منهم مقامة منهن ،لتقول لصديقتها

_متكبرة تظن نفسها ﺃحسن من الباقي ، لا تحدث ﺃحدا ولا تبتسم حتى ، تمسك ذلك الكتاب من طلوع الفجر حتى نزول الليل وهل نحن في مكتبة هنا !

انفجرت كلثوم ضحكا على تعليق فتيحة الساخر ، ربما كانت صديقتها طماعة ،ولكنها تملك حس الفكاهة ، في ذلك الوقت ارتشفت اخر قطرة من فنجان القهوة وقالت

_سنروضها لا تقلقي ﺃنت ابدا !

قالت تلك السيدة متوعدة شمس الاصيل ، التي لم تكن متكبرة ﺃو ﺃي شيء من هذا القبيل ، بل كانت تحاول فقط تفادي المشاكل ،ولكن يبدو ان المشاكل تحبها و لا تطيق الابتعاد عنها .

Continue Reading

You'll Also Like

4.1M 61.3K 66
تتشابك أقدارنا ... سواء قبلنا بها أم رفضناها .. فهي حق وعلينا التسليم ‏هل أسلمك حصوني وقلاعي وأنت من فرضت عليا الخضوع والإذلال فلتكن حر...
504K 38.2K 63
من رحم الطفوله والصراعات خرجت امراءة غامضة هل سيوقفها الماضي الذي جعلها بهذة الشخصيه ام ستختار المستقبل المجهول؟ معا لنرى ماذا ينتضرنا في رواية...
1M 27.9K 18
افوت بشارع اطلع مِن شارع وماعرف وين اروح المنو اروح ويضمني عنده صار بعيوني بيت خالته وساسًا ما عندي غيرها حتى الجئ اله اابجي واصرخ شفت بيتهم مِن بع...
485K 11.2K 39
لو إلتقينا في عالم آخر لوقعت.. لغرقت وتهت في حبك ولكن ولدنا هنا في عالم انتِ القاتلة وانا السجان واه من حرقة الإنتقام ولهيبها تهنا معًا في هذا الظلام...