قربان على مائدة الزواج المبكر...

By ManelBen727

2.3K 312 6

قربان على مائدة الزواج المبكر / الكاتبة بن الدين منال الرواية تحكي قصة شمس الاصيل ، تلك الفتاة التي تم تزويج... More

ملخص الجزء الاول من الرواية
اقتباسات من الرواية
شخصيات الرواية
الفصل الاول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرين
الفصل الواحد والعشرين
الفصل الثاني والعشرين
الفصل الثالث والعشرين
الفصل الرابع والعشرين والاخير
مهم جدا

الفصل السابع

63 11 0
By ManelBen727

الزيارة الثانية.

جاهل ، ﺃهبل ساذج وبطيء الفهم عصفور كان قد حلق فوق بستان يضم ﺃنواعا مختلفة من الزهور ، والذي سرعان ما تحول ﺇلى محطة قرر التوقف بها كي يستعيد ﺃنفاسه قليلا بعدما اعياه السفر الطويل ، و ﺃول ما لفت انتباه الطائر بمجرد ﺃن دلف المكان ، ورود الجوري الحمراء ،وبالتحديد تلك الزهرة التى كانت مغروسة في الامام وشامخة في السماء شموخ الجبال ، و في الحال اقترب منها وفي نيته قطفها لأخذها معه اﺇلى موطنه .

ولكنه بمجرد ﺃن اقترب منها ولسبب مجهول زال كل اعجابه بها ،ليتركها هناك وحيدة مكسورة الخاطر ويتوجه ﺇلى ورود التوليب البيضاء ، في الحقيقة هذا لم يكن يعني ﺃنها بشعة ﺃو كانت تفوح منها رائحة كريهة منفرة بالعكس فهي كانت جميلة ورقيقة .

ولكن كان للقدر رأي ﺂخر ومر الوقت وبقيت تلك الوردة وحيدة هناك ، حزينة ومكسورة مهمومة ، وعندما ظنت بأنها النهاية ،حلق طائر شهم شجاع نبيل فوق سمائها وبدون ﺃي تفكير ﺃو مقدمات خطفها من بين جميع الورود واصطحبها ﺇلى بستانه ﺃين زرعها وأغرقها اهتماما ورعاية ، وفي المقابل تلك الوردة الحزينة ازهرت وأشرقت وقد كافأته بعطور زكية لا مثيل لها .

وشمس الاصيل كانت زهرة جوري حمراء ، تأخر نصيبها ولكن كان ذلك لحكمة لا يعلمها إلا الله ، ويقول في كتابه العزيز "عسى ﺃن تكرهوا شيئا وهو خير لكم " ،وها نحن اليوم اجتمعنا هنا لنطلبها من والدها مصطفى على سنة الله ونبيه محمد عليه ﺃفضل الصلاة والسلام فما هو جوابكم !

بالرغم من ﺃن مقدمة اﻹمام كانت رائعة ومعبرة للغاية عن القضاء والقدر والنصيب ، إلا ﺃن سؤاله كان مضحكا بعض الشيء ،بالأخص عندما سأل مصطفى ما ﺇن كان موافقا على ﺇعطاء ابنته لعدنان ، فهو لولا خشيته من كلام الناس وماذا كان سيقال عنه لكان هو شخصيا قد ذهب بنفسه ﺇلى عدنان وعرض عليه ﺃخذ ﺇحدى الفتاتين .

ﺇلى جانب ذلك فهو كان متحمسا للغاية ، متحمس لدرجة ﺃنه لم يستطع انتظار حتى تشفى جروح ابنته التى تسبب لها فيها وذهب ﺇلى عدنان وحدد معه موعدا للخطبة ، في ذلك الوقت ابتسم مصطفى وهز رأسه بمعنى ﺃجل

_ و ﺃنا موافق !

ابتسم عدنان هو الاخر كونه كان يعلم بأن مصطفى لن يرفضه ابدا ، خصوصا بعد تلك العروض المغرية والمسيلة للعاب التى عرضها عليه يوم طلب منه يد شمس الاصيل ،ليتصافحا بقوة ﺇثر ذلك الجواب المبهج ، ليقول الامام بينما يقوم برفعه يديه الى الاعلى

_لنقرﺃ الفاتحة ﺇذا !

في ذلك الوقت رفع الثلاثة ﺃيديهم ،وصاروا يتلون الفاتحة في سرهم ، وما هي إلا لحظات حتى انتهوا ليقف مصطفى من مكانه ويتمشى من اتجاه المطبخ ،ﺃين كانت تقف فاطمة تقوم بتحضير القهوة والحلويات ،دلف ﺇلى الداخل ،وهناك وجدها منشغلة تقوم بتحضير الصينية ،حيث اقترب منها وقال بنبرة جافة

_احضري شمس لتتعرف على زوجها هيا !

توقفت فاطمة عن رص فناجين القهوة وهزت رأسها بمعنى ﺃجل ، ثم همت من اتجاه الباب لكي تنفذ الاوامر وهي تتحدث في نفس الوقت

_حاضر حالا !

في تلك الاثناء عاد مصطفى ﺇلى قاعة الجلوس المتواضعة ليكمل حديثه مع الرجال ، بينما فاطمة تمشت من اتجاه غرفة الفتاتين بسرعة ،حيث فتحت الباب ودلفت ﺇلى الداخل ثم نظرت ﺇلى سرير شمس ،ﺃين كانت لا تزال جالسة وتضم رجليها ﺇلى صدرها وهي على هذا الحال منذ اسبوع ، فهي كانت ممنوعة من الخروج حتى لفناء المنزل الصغير ،لتقول لها والدتها ﺑﺈستغراب

_ﺃلم اطلب منك منذ لحظات بأنه تجهزي نفسك ، يا فتاة ﺃنا اتحدث معك !

لم تنبس شمس بنبت كلمة واحدة ، ولم يكن السبب هو فقدانها القدرة على الكلام ،بل لأنه لم يعد هناك فائدة من الحديث اصلا ، لتقترب فاطمة بضع خطوات وترفع ذلك الفستان الوردي من فوق سرير روميسة ، ثم استدارت اليها وهناك وجدت دمعة تشق طريقها على خد شمس الاصيل الايمن .

تلك الشمس التى غربت وذبلت بسبب كل ما حدث لها ، تجاهلتها فاطمة وتجاهلت توسلاتها ،ثم صعدت قليلا فوق السرير وقامت ب ﺇلباسها ذلك الفستان رغما عن انفها الصغير ،مضحك للغاية وهل بقي هناك انف ﺃو شفاه ، فوجهها بالكامل كان مملوءا بالكدمات بل تشوه .

وكل ذلك بسبب الضرب الذي اكلته اخر مرة على يد والدها ،الذي من المفترض ﺃن يكون حنونا معها ويفهم احلامها ويساندها ،بعدما انتهت فاطمة من الباسها الفستان استدارت على اليمين ﺃين كانت عدة التجميل التى استلفتها سابقا من هذا اليوم من جارتها موضوعة على جنب ، فهي لم تكن تملك حتى ثمن رغيف خبز ما بالك بحقيبة كاملة من مستحضرات التجميل الغالية .

في تلك الاثناء فتحت تلك الحقيبة المملوءة بمساحيق التجميل ، وبقيت تفكر للحظات ثم ﺃمسكت خافي العيوب واستدارت ﺇلى شمس وصارت تقوم بدهنه على كامل الكدمات ، في محاولة فاشلة منها اخفاء تلك الضربات وبينما هي كذلك صارت تخاطب شمس

_لحسن الحظ انه لم يقم بقتلك ولحسن الحظ انني استلفت حقيبة مساحيق التجميل من جارتنا ام لطيف ،لقد نفعتنا جدا !

في ذلك الوقت نزلت دمعة ﺃخرى من عين شمس ، اليست البنت سر امها !لماذا لا تتعامل معها فاطمة على هذا الاساس ! لماذا لا تحبها كما تحب الامهات بناتها ولماذا لا تساندها في هذا الوقت العصيب !لتقول شمس بحرقة

_ليته قتلني ، ليته قتلني ... ليته قتلني !

زفرت فاطمة بحنق ،بعد ذلك وضعت ما كانت تحمله بيدها على جنب ،ثم ضعت يديها حول وجه شمس ،التى كانت قد وقفت من مكانها هربا من والدتها ، امها التي كانت تتصنع الغباء بسؤالها عن سبب رفضها لرجل غني مثل عدنان

_لماذا تتمنين الموت لنفسك ﺃنا لا ﺃفهم ، شمس ابنتي الزواج سنة الحياة ،والسيدة عائشة رضي الله عنها تزوجت وهي بعمر السادسة و،دخل الرسول عليه افضل الصلاة والسلام بها عندما بلغت التاسعة ﺃي انها كانت اصغر منك ومع ذلك لم تمانع ﺃن تتزوج وﺃن تنشئ اسرة ولم تقم بكل هذه الدراما !

صدمت شمس من حديث والدتها ، حيث استدارت والصدمة تعتلي ملامحها ، هل سيسوء الامر اكثر من هذا يا ترى ،فهي كي تبرر فعلتها صارت تتحجج بالدين لتجيب شمس

_كيف تقارنين رسولنا الكريم بذلك الرجل الكريه ها ، الرسول كان يحب السيدة عائشة لدرجة ﺃنه كان يلعب معها ، يتفهم نفسيتها ، ينام على حجرها شتان بينه وبين هذا الرجل ، ﺃصلا لا يوجد ﺃي وجه مقارنة بينهما !

ازدردت فاطمة ريقها ثم قررت تجربة طريقة ﺃخرى معها ، وقفت من مكانها واقتربت من شمس التى كانت تفضل الموت على الزواج بعدنان ، في ذلك الوقت وضعت يدها على ذقن شمس ورفعت لها وجهها قليلا ،وقالت بنبرة لطيفة

_عندما تتزوجين به ستحبينه يا ابنتي وصحيح انه ليس شابا ولا اسمرا و ملتحي ، ولكنه غني يمكنه ان يشتري لك كل ما ترغبين به !

ﺃسمر وملتحي ، وهل هي قملة ﺃم بقة ستعيش في لحيته ﺃم ماذا ،ما هذا الهراء ومن يسمع كلام فاطمة عن الرغبات سيظن بأنهم كانوا يشترون لها كلما اشتهت به نفسها ، بينما هي لم تغير حذائها منذ سنتين لتصرخ شمس في وجهها مبتعدة عنها

_ولكنني لا اريد ﺇي شيء غير اجتياز شهادة التعليم المتوسط مع صديقاتي وﺃن اذهب ﺇلى الثانوية !

لم يكن هناك جدوى من التحدث معها وكان هذا واضح وجلي للغاية فهي لا تنفك تكرر هذا الكلام ، عادت فاطمة لتمسك كريم الاساس ثم اقتربت من شمس وقالت بصرامة

_لا جدوى من التحدث معك ، دعيني ﺃكمل تجميلك كما ﺃنني لا اناقشك انت ستتزوجين سواء اردت هذا ﺃم لا !

بشع ، رهيب ، شنيع فظيع هو شعور العجز ، ﺃجل ذلك العجز الذي كانت تشعر به شمس الاصيل في ذلك الوقت ، كان حقيرا للغاية ، فهو كبلها من كل جانب ولم يترك لها حتى مخرجا صغيرا كي تهرب من خلاله وتنقض نفسها من هذا المصير التعيس ، ﺃو ليس الزواج يتم برضى الطرفين ، ﺃظن ﺃن هذه احد شروط ليتم الزواج ، ولكنه اليوم سيتم بالرغم من ﺃنها غير راضية على هذا المشروع ،الذي تم ارغامه على الاستثمار فيه والذي ستنفق وتضيع كامل ايامها فيه ، وليس ايامها فحسب بل شبابها ودراستها وأحلامها .

مرت قرابة ربع ساعة ، عودة ﺃلى قاعة الجلوس ،ﺃين كان الاربعة يكملون النقاش بشأن المهر والزفاف وتلك الامور المادية ،التي كانت تهم مصطفى اكثر من سعادة ابنته نفسها ، وانضمت اليهم فاطمة لكي تخبر عدنان بما تحتاجه العروس ،ولكن قطع كل ذلك التفاوض والنقاش بمجرد ﺃن دلفت شمس الاصيل بثوبها الزهري وطرحتها البيضاء الى الداخل ، حيث كانت تتقدم بحذر خوفا من ايقاع الصينية التى كانت بين يديها ، ليقول مصطفى متصنعا الفرحة

_ها قد ﺃتت العروس تعال وسلمي على خطيبك !

في ذلك الوقت رفع عدنان رأسه ،هو الاخر كان متشوقا لرؤية العروس عن قرب والتعرف عليها ولكنه صدم بوجه شمس ،لدرجة انه فقد القدرة على الكلام للحظات

_ما الذي جرى لها وما به وجهها !

وضعت شمس الصينية فوق الطاولة ونظرت ﺇلى فاطمة وكأنها تقول لها اخبريه ما الذي حصل لي ، لو لديك الشجاعة اخبريه ،بأنكم قمتم بإرغامي على الزواج به وعندما لم اوافق قمتم بضربي وحبسي في البيت ،ولكن هذه الاخيرة لم تكن لتقول الحقيقة لتجيب بينما تضحك ببلاهة

_لقد وقعت البلهاء وهي في طريقها الى المدرسة ولكن الطبيب اخبرنا انها ستتعافى كما انني اقوم بدهن الجروح بمرهم سيجعل تلك الكدمات تختفى قبل الزفاف فلا تقلق سيد عدنان !

عاد عدنان لنظر ﺇلى شمس التى كانت خائفة للغاية ومتوترة من القادم ، ثم ربت على الكنبة القديمة داعيا اياها للجلوس بجانبه وقال

_تعال اجلسي بجانبي تعال لا تخجل مني !

لم تكن شمس ترغب بالاقتراب منه ،بالرغم من ﺃنه كان قد تأنق جيدا لهذه المناسبة السعيدة ،فهو كان يرتدى قميصا ازرقا ومزخرفا بنجوم صفراء صغيرة كانت مبعثرة يمينا وشمالا ، وذلك لظنه ﺃن ذلك اللون ،سيساعد على اخفاء بطنه ولو قليلا ،وسروالا لونه ﺃسود وقد قام بحلق لحيته البيضاء وصبغ شعره بالون الاسود لكي يظهر شابا ويعجبها .

نظرت شمس الى والدتها وصارت تترجاها بمقلتيها ،طمعا في ﺃن تتحجج فاطمة بأي شيء وتؤجل هذه الرؤية الشرعية ،ولكنها كالعادة انسحبت وتركت مصطفى يتصرف مع ابنته التى كانت في نظره جاحدة ولم تقدر الفرصة التي قدمت لها على طبق من ذهب ، حيث وقف من مكانه ولكزها بقوة من كتفها وكأنه يقول لها اجلسي و إلا قتلتك امامه ، في ذلك الوقت تحركت من اتجاه عدنان ثم جلست بجانبه .

نظراته لها والتى كانت كما لو ﺃنه يتفحصها اشعرتها بالخوف وبالإهانة ،فهو كان يعاينها مثل بضاعة بل ﺃسوء من ذلك بكثير مثل بقرة يريد شرائها ، في ذلك الوقت كرهت نفسها وكرهت عائلتها ،والقدر الذي فاجئها بأمر لم يكن لا على البال ﺃو على الخاطر ،لتفر هاربة من اتجاه غرفتها جاعلة الباقي مستغربين من تصرفها الغريب ،ليسألهم عدنان عن السبب

_ترى هل قمت بشيء ﺃهانها !

كان مصطفى يهم للحاق بها ، وذلك لكي يكسر رأسها ولكن فاطمة قامت بجذبه من يده في محاولة منها تهدئة الامور فلم يكن اطلاقا وقت العقاب ،لتقول وابتسامة صفراء تعتلي تراتيل وجهها

_انها خجولة ولم تعتد عليك بعد ﺃعطها بعض الوقت !

الخجل يعني العفة ، ويعني طهارة القلب ، و يعني في نفس الوقت ﺃن شمس فتاة نقية لم تهب قلبها لأي شخص قبله وهذا ما جعله يتأكد من ﺃنه قد وفق في اختيار الزوجة الصالحة ، ولهذا سيقبل بردة فعلها الغريبة تلك ليبتسم ويقوم بهز رأسه ، ما جعل فاطمة ترتاح ولو قليلا ،

ثم تقدم قليلا ﺇلى الطاولة وامسك فنجان القهوة وارتشف منه ظنا بأن شمس هي من قامت بتحضيرها ، معذور فهو لم يكن يعلم بأنها لا تطيق حتى النظر ﺇلى وجهه ما بالك بتحضير قهوة له .

مر الوقت وجرفهم الحديث عن حفل الزفاف وتلك الامور ، ولكن عدنان رجل مشغول جدا ﺇلى جانب انه متزوج ولديه اولاد ولهذا قرر الرحيل ضاربا لهم موعدا ﺂخر .

في تلك الاثناء كان الرجلان يقفان ﺃمام باب المنزل ، ولكن قبل ركوب عدنان في سيارته كان ينظر ﺇلى نافذة غرفتها ويتحدث في نفس الوقت بصوت مرتفع كي تسمع كلامه

_ﺇن احتاجت العروس ﺇلى ﺃي شيء اتصلوا بي وسيحضر في دقيقة !

في ذلك الوقت تسائل مصطفى عن سبب رفض شمس لعدنان ونفورها منه ، ليته يفتح رأسها اليابس والمتحجر ويرى ما الذي يوجد فيه ليقول ﺑﺈمتنان كبير

_بارك الله فيك !

رفع مصطفى يده مودعا زوج ابنته المستقبلي ، الذي اندس في سيارته ثم ﺃقلع بعيدا عن المكان ، في تلك اللحظة تغيرت تراتيل وجهه ،حيث دخل ﺇلى المنزل وصفق الباب لدرجة ﺃن فاطمة ظنت بأنه قد خلعه من مكانه ، و لم يكتفي بهذا فقط فهو كان متوجها ﺇلى غرفة ابنته ويصرخ بأعلى صوته في نفس الوقت

_ﺃين هي تلك الغبية المدعوة شمس كيف تفعل ذلك !

ركضت فاطمة بسرعة ووقفت حائلا بينه وبين باب غرفة شمس ، ﺃولا لم يكن وقت شجار على الاطلاق ،ثانيا عليه ﺃن يهدئ قليلا لأنه ﺇذا ما استمر بضربها سيقوم بتشويهها ،ومن يتزوج بفتاة مشوهة لا ﺃحد

_دعك منها واخبرني هل تم كل شيء وهل وافق على المهر الذي طلبته منه !

زفر مصطفى بحنق ، لحسن الحظ ﺃن فاطمة هنا و إلا كان قد ارتكب جريمة في حق الفتاة ،بعد ذلك تراجع ﺇلى الوراء وقال بصوت عالي

_اجل وافق ولحسن الحظ ﺃنه لم يلاحظ قرفها منه ،الغبية !

من حسن حظهم انه لم يلاحظ ذلك ،وإلا كان قد غادر من دون رجعة ناهيك عن ردة فعله بعد ذلك ،والله يعلم ما الذي كان سيفعله بهم ،هكذا كانت تفكر فاطمة ولكنه كان تفكير داخلي فقط فهي لم تجرﺃ على مشاركة مصطفى ﺃفكارها ،كي لا تتعرض لنفس مصير شمس الاصيل ،ليضيف مصطفى لاحقا

_ ﺃنا ذاهب القهوة لتعديل مزاجي الذي افسدته ابنتك الغبية !

قال تلك الكلمات لزوجته ، ثم استدار ﺇلى الباب ﺃين كان معطفه معلقا ،سحبه بسرعة من العلاقة ثم فتح الباب وخرج وهو يلعن شمس في نفس الوقت .

الحاضر .

كان محمود يستمع لشمس ،وفي نفس الوقت كان يقوم بتدوير القلم فوق الطاولة وذلك لكي يتخلص من التوتر الذي كان يعيشه بينما كان يستمع للأحداث ، بعد ذلك قام بنزع نظاراته ووضعها على جنب ونظر ﺇلى مقلتيها الزجاجتين اللتان كانتا سرعان ما تمتلئان بالدموع بمجرد ﺃن تبدأ بسرد ﺃحداث الماضي

_يبدو ان والدتك كانت تحبك ويبدو ﺃنها لم تكن ترغب بكل ذلك وفي نفس الوقت كانت مجبرة !

لم تجب شمس بنعم ﺃو ب لا ، بل اكتفت بالصمت وإبقاء افكارها لنفسها ، فهي لم تكن تريد اهانة والدتها ﺃمام شخص غريب ، او حتى التحدث عنها بطريقة سيئة ،ولكن بالنسبة ما ﺇن كانت تحبها ام لا !

فكان ذلك سيظهر ،بمجرد ﺃن يخبرها مصطفى بأن رجلا اكبر منها ومتزوجا قد تقدم لخطبة ابنتها البالغة من العمر 14 سنة ، فهي كانت ستفقد صوابها وستثور في وجهه مهددة اياه ﺇن لم ينتهي عن هذا ستأخذ بناتها وترحل بعيدا ،ولكنها لم تحرك ساكنا ،بالعكس فرحت كثيرا لأنها كانت ستنال من الحب نصيب ، ليضيف محمود متسائلا

_ﺃلم يكن لديك اهل تلجئين اليهم مثلا جد ﺃو عم شخص كبير في العائلة لديه تأثير على والدك !

هزت شمس رأسها يمينا وشمالا بالنفي ، وهذا لأنه غالبا ما كان يزورهم ﺃحد من العائلة ، لدرجة ﺃنها كانت تظن ﺃن هناك من وضع لهم سحر نفور ﺃو تفرقة بينهم وبين ﺃقاربهم لتقول

_لا للأسف الشديد ،فأبي لم يكن يملك إلا عما واحدا فقط وقليلا ما كان يزورنا ،ﺃما بالنسبة لخالاتي وخوالي كانوا يأتون لزيارتنا بين الحين والآخر ولكن معاملة ابي السيئة لهم جعلتهم يتوقفون عن ذلك نهائيا !

ازدرد محمود ريقه ، مصطفى كان يبدو شخصا غير مسالم ، ولكنه ما الذي كان يتوقعه من شخص زوج ابنته وهي بالكاد تبلغ 14 عشر سنة ليعيد ظهره الى الوراء ويضيف متسائلا

_ومعلماتك في المدرسة الم يشعرن بغيابك ،الم يسألن باقي صديقاتك عن سبب عزوفك عن المدرسة !

في الحقيقة كانت هناك معلمة واحدة تحبها كثيرا وهي المعلمة لمياء ، وكانت هذه الاخيرة الوحيدة التى حزنت على فراق شمس وعلى ما حل بها ، في تلك الاثناء عادت شمس لتغوص في اغوار الماضي مرة اخرى

الماضي .

لقد مر اسبوع .

اسبوع فقط كانت قد تغيرت فيه الكثير من الامور في حياة شمس الاصيل ،كيف لا وهي قد تحولت من مراهقة عادية لا تفقه شيئا في هذه الحياة ، ﺇلى عروس حفل زفافها بعد اسبوعين فقط ، وطبعا كانت العادات لا تتسامح مع تجول العروس هنا وهناك كعنزة شاردة إلا لسبب وجيه .

ولم يكتفي مصطفى ب منعها عن مزاولة المدرسة فقط ، بل حبسها في غرفتها مثل السجينة ;بالرغم من توسلاتها الكثيرة لكي لا يفعل ذلك بها ، ولكنه كعادته عاند ونفذ فقط قراراته ضاربا رغبات الاخرين عرض الحائط !

المدرسة .

المدرسة ، بيت شمس الاصيل الثاني والمكان الوحيد الذي تشعر فيه بالراحة وليس هذا فحسب كانت المساحة الوحيدة التى فيها يمكنها التصرف على سجيتها ، والتعبير عن رأيها بحرية وأريحية عن ﺃي موضوع كان ،بدون ﺃن تحاسب على ذلك من طرف الاخرين ، وكان هذا ما كتبته في واجبها المنزلي عن المدرسة .

و لكن ﺇن كان الامر كذلك ، فلماذا تغيبت مرة ﺃخرى عن الصف ! ترى هل حدث معها شيء جعلها تغير رأيها! الكثير من الاسئلة كانت تدور في عقل المعلمة لمياء ،التى غرقت في دوامة من الاسئلة وبقيت على ذلك الحال ،حتى نهاية حصة الادب العربي وبينما كانت تقوم بجمع ادواتها وتودع الطالبات ب ابتسامة صغيرة رسمت على ثغرها الصغير ، لاحظت مقعد شمس الاصيل فارغا مجددا ، وهي التى حتى المرض لم يستطيع نأيها عن حضور الدروس.

ﺇذا فالخبر الذي يتداول هنا وهناك صحيح ; و سيتم تزويجها قريبا ولكن هل هذا كان بإرادتها الحرة ام هي مجبرة على ذلك ! حسنا بعض الفتيات بكامل ارادتهن الحرة يتزوجن ،هربا من الفقر ومن سوء المعيشة ولكن شمس ليست من هذا النوع ابدا ،فهي تعشق دراستها وحلمها هو ﺃن تصبح جراحة اورام في المستقبل ،وبالرغم من ظروفهم الصعبة والقاهرة لم تتذمر يوما وكانت دائما تقول انه يجب علينا ﺃن نحمد الله على كل شيء فغيرنا لا يملك حتى ثمن رغيف خبز !

فالبصر نعمة والصحة نعمة غيرنا لم يطلها ولو كانت تباع ﻷشتروها ، فقط الحكم والمواعظ كانت تتسرب من بين تلك الشفاه الصغيرة !

تحكمت فيها غريزة الامومة التى لم تجربها يوما بسبب تأخر النصيب ،وراودتها رغبة ملحة في الذهاب ﺇلى منزل تلميذتها المفضلة ،والاستفسار عن سبب تغيبها عن المدرسة،وﺇن كان صحيحا وسيزوجونها بالرغم عنها ،لم لتكن لتبقى مكتوفة اليدين طبعا ، بل كانت ستحاول فعل ﺃي شيء لأنقاض الصغيرة من هذا المصير التعيس !

ومرت الساعات منذ ﺃن خرجت من المدرسة ،و لم تشعر بنفسها إلا وهي تقف عند باب منزل شمس الاصيل العائلي ، جمعت كل قوتها وشجاعتها و اقتربت اكثر ثم قامت بطرقه ،برفق ليأتيها صوت من الداخل يسأل عن هوية الطارق وهناك قالت

_ﺃنا لمياء و اكون معلمة شمس الاصيل !

صمت ثقيل خيم على المكان ، وكأن سكان المنزل قد رحلوا تاركين ورائهم إلا الصمت ولكنها ردة فعل متوقعة منهم ، فوالدتها بمجرد ﺃن سمعت بأن معلمة الشمس هي الضيفة ، قررت عدم استقبالها ، في ذلك الوقت استدارت لمياء كي تعود ﺃدراجها ولكن تفاجئت ب شخص ما قد فتح الباب ،وهناك توقفت والتفت لترى من هو وكانت تلك فاطمة والدة شمس ، لتقول بنبرة حادة

_تفضلي يا ﺂنسة هل هناك مشكلة !

استغربت لمياء كثيرا من تصرف فاطمة ;التى لم تكن فقط قاسية ولكنها فضة ايضا ،ولا تفقه ﺃي شيء في ﺃداب الضيافة واللباقة ولكن ما الذي كانت تنتظره منها ، ولكن المعلمة كانت امرأة ناضجة لدرجة ﺃنها لم ترد الاساءة بالإساءة والإهانة بالإهانة ،حيث قالت بكل ﺃدب

_ﺃود التحدث معك على انفراد لو سمحت!

زفرت فاطمة بحنق ، فهي لم تكن تطيق لمياء التى كانت لا تتوقف عن حشو رأس شمس بالترهات ليل نهار ،وعن كونها ما ﺇن استمرت على هذا المنوال من المثابرة والاجتهاد ستصير جراحة اورام مشهورة في المستقبل ، ولن نتحدث عن تلك الكتب التى كانت تعيرها لها بالفينة والأخرى.

والتى كانت بعدما تنتهي شمس من قراءتها ، تشن حملة تمرد عليهم ومع ذلك كانت تريد سماع ما الذي تريده قوله الانسة لمياء وهناك ابتعدت فاطمة قليلا عن الباب و اشارت لها بالدخول

وفعلا دلفت لمياء ﺇلى داخل ذلك البيت المتواضع ،وبقيت تنظر يمينا وشمالا في ﺃمل ان ترى شمس ولكن لا ﺃثر لها ،بعد ذلك تمشيا في خط مستقيم حتى وصلا الى قاعة الجلوس ، ﺃين جلست ربة المنزل وأشارت الى الضيفة بالجلوس ،لتجلس المعلمة لمياء ﺃمامها واضعة حقيقتها على جنب لتقول بدون لف ﺃو دوران

_لقد سمعت بأن شمس الاصيل ستتزوج هل هذا الخبر صحيح !

ﺇذا هذا هو سبب مجيئها ﺇلى هنا ، لقد سمعت بالخبر ، و ﺃتت كي تتأكد من صحته ، في الحقيقة قد توقعت هذه الزيارة منذ زمن طويل، هزت فاطمة رأسها بمعنى نعم ثم قالت بتبجح والكثير من الغرور

_ﺃجل ، لقد خطبها رجل غني للغاية لديه الكثي من الاملاك والسيارات ونحن وافقنا عليه !

النقود والأملاك هذا كل ما يهم مصطفى وفاطمة ،ولكن ﺃين هي رغبة شمس في هذا الموضوع برمته ﺃم هي مجرد لعبة يفعلون بها ما يشاءون بحجة ﺃنها ابنتهم ،وأنهم اكبر منها ويعرفون مصلحتها اكثر من ﺃي شخص ﺂخر وهذا ما جعل لمياء تقول ﺒﺈستهجان

_ولكن هل هي من ﺃرادت ترك الدراسة والزواج ﺃم انتم من قمتم بالضغط عليها !

ها هي تبدأ خطابها المشهور عن رغبة المرأة ،وعن كونها انسانة من لحم ودم وما ﺇلى غير ذلك من الترهات التى لا تسمن ولا تغني من جوع ، هزت فاطمة كتفيها وقالت

_رغبتها ليست مهمة فهي لا تزال صغيرة ولا تفقه في هذه الامور وأنا ووالدها قد ارتأينا ان الزواج ﺃحسن لها من تضييع وقتها في الدراسة !

انفجرت لمياء ضحكا على تعليق فاطمة ،وبقيت تضحك مثل المجنونة ،ما هذا التناقض يا الله !تارة تقول بأنها صغيرة وتارة ﺃخرى سيزوجونها لرجل غني ، لتعود ملامحها الى الجدية ثم قالت

_صغيرة وفي نفس الوقت ستزوجونها لرجل غني ، ثم اخبريني سيدتي منذ متى كان العلم تضييع وقت ها ! اخبريني سيدة فاطمة من الذي يفحصك عندما تمرضين !ومن الذي يبيعك الادوية ،ومن الذي يعلم اولادنا الصلاة والقران والخطأ والصواب والحلال والحرام !

رفعت فاطمة حاجبها عاليا ، لقد اتت المعلمة لمياء بحجج جديدة ، تطور ملحوظ للغاية ولكن لا يهم فهي تملك الجواب المناسب لها لترد ب سخرية

_اسألي نفسك ﺃيتها المعلمة ،فأنت افنيت سنوات عمرك وشبابك في سبيل العلم والتعليم ومضى العمر بك سريعا وها انت قد قاربت على بلوغ الاربعين ولم تتزوجي بعد ولم تسمعي كلمة "ماما" لغاية اﻵن ، اخبريني ماذا اعطاك العلم في مقابل كل هذا التعب !

جواب كلاسيكي من امرأة مثل فاطمة ، عندما لا تجد جوابا تقوم بضرب خصمها تماما في نقاط ضعفه ولكن لمياء لم يكن يزعجها ذلك ابدا ، فالزواج رزق والرجل الصالح رزق وهي تثق في عدل الله وحاشاه ﺃن يظلم عبدا من عباده ،لتقول ب نبرة كلها ارتياح

_لم اخجل ﺃبدا من هذا الامر !هل تعلمين لماذا ؟ ﻷن الزواج قسمة ونصيب و هو رزق من عند الله وﺇن كان على الزواج فحتى الحيوانات تتزاوج كل موسم ، ولكن المهم في كل هذا ﺃن اتزوج شخصا يخاف الله فيني ويقدسني ويدللني كما لو كنت اميرة هاربة من قصص الخيال ،لا شخصا يجعلني اتسول من ﺃجل اطعامه بينما هو يجلس في المقهى من الفجر حتى المغرب !

تجهم وجه فاطمة وتغيرت ملامح وجهها اثر تلك القنبلة التى القتها لمياء للتو في الاجواء ، وفي الحقيقة كان نصف كلامها صحيح ،فمصطفى لا يحب العمل ولطالما عملت هي كخادمة تنظف البيوت لكي توفر له نقود السجائر والقهوة ولكن لمياء لم تتوقف عند هذا الحد لتضيف مرة ﺃخرى

_كما ﺃنني لا ﺃدرس بسبب حاجتي للمال ،فأنت تعلمين جيدا بأنني ابنة عائلة مكتفية ماديا ، بل ﺃدرس لأنني ﺃحب ذلك ، فلطالما تمنيت بأن اصبح مدرسة في المستقبل و الحمد لله قد تحقق ما كنت اتمناه دائما ولا ﺃظنك ستفهمين ذلك ﺃبدا !

ذلك الكلام ﺃزعج فاطمة كثيرا ،فهي تعمل منظفة في بيوت الاخريات لتطعم ذلك المدعو زوجها ومن ﺃجل ماذا ، من ﺃجل ﺃن ينعلهم صباح مساء ،وعلاوة على هذا فهو طوال السنوات الماضية لم يشتري لها حتى خفا صغيرا بلاستيكيا بينما هي تقوم بسرقة اللقمة من بين شفتي الاخرين وتضعها بين شفتيه ،في تلك الاثناء كان قد طفق الكيل بها بحيث وقفت من مكانها وقالت بغضب

_ﺇن كنت قد ﺃتيت للتحدث في موضوع شمس فدعيني ﺃخبرك بأن الامر قد حسم وهي ستتزوج والآن تفضلي ﻓﺄنا لدي الكثير من الاعمال تنتظرني !

وقفت لمياء من مكانها ونظرت مطولا ﺇلى فاطمة ، تلك المرأة التى لم تتحرك شعرة فيها من ﺃجل ابنتها ، ألا يزال هناك اشخاص هكذا عديمو الضمير والأخلاق ، في ذلك الوقت ارادت ﺃن تجرب لآخر مرة معها

_هل هذا ﺂخر كلام لديك بخصوص هذا الموضوع !

بالطبع لم تكن فاطمة لتضيع فرصة ﺃن تصير غنية من وراء هذه الصفقة المربحة ، في تلك الاثناء رفعت فاطمة يدها وأشارت ﺇلى الباب وقالت بنبرة حادة تنم عن الكثير من الغضب والكره للمياء

_ﺇلى اللقاء !

في تلك الاثناء رفعت لمياء حقيبتها وهمت بالخروج من ذلك المنزل ، ﺃو ﺇن صح التعبير ذلك السجن وبينما كانت في طريقها ﺇلى الباب ، فتحت شمس باب غرفتها صدفة لتتفاجئ المعلمة بوجه تلميذتها المتورم ، وهذا ما جعلها تستدير و تنظر الى فاطمة ﺒﺈستغراب لتضيف هذه الاخيرة

_ الباب من هنا تفضلي !

لم تشعر لمياء بنفسها ولا برجليها من تلك الصدمة التى تعرضت لها ، كيف يمكنهم فعل ذلك وبأي حق ، ربما شمس ليست ابنتهم ربما قد وجدوها على قارعة الطريق ، وإلا ما كانوا نكلوا بجسدها بتلك الطريقة البشعة والخالية من الرحمة ، عادت المعلمة ﺇلى الواقع عندما قامت شمس بفتح نافذة الغرفة المطلة على الشارع وهمست ﺒﺈسمها

_معلمة لمياء ، معلمة لمياء ﺃنا هنا !

قامت لمياء بمسح دموعها بسرعة وصارت تقترب من النافذة ،وفي نفس الوقت كانت تبحث في حقيبتها عن شيء ما ولحظات هي حتى وجدته ، رفعت المعلمة رأسها ومررت النقال لشمس التي لم تفهم ما الذي ستفعل به ، لتضيف لمياء

_اسمعيني جيدا شمس لأنه ليس لدينا الكثير من الوقت ، قومي بجمع اوراقك هذه الليلة ثم غادري المنزل بمجرد ﺃن اتصل بك ولا تقلقي سأكون في انتظارك في سيارة اجرة !

بقيت شمس تحدق بمعلمتها و تتسائل في نفس الوقت ، كيف ستفعل كل هذا ووالدها في المنزل ، نظرت وراءها لكي تحقق من ان فاطمة منشغلة ،بعد ذلك قالت نبرة اقرب ﺇلى الهمس

_وماذا ﺇن لم افلح في ذلك وماذا ﺃن امسك بي ﺃبي !

عجبا لا تزال تسميه ﺃبا وهو يريد بيعها ، عادت لمياء لتكرر نفس الكلام ، فهي كانت اخذت عطلة مرضية وكانت ستعود ﺇلى منزلها غدا ، وبالطبع يستحيل ﺃن تترك ﺃحسن تلميذة في قسمها تعاني كل هذا التعسف والظلم

_ لا تخافي شمس ، وافعلي كل ما طلبته منك بالحرف الواحد !

_شمس الاصيل تعال لمساعدتي هيا !

صدح صوت فاطمة من الداخل طالبة من شمس المجيء لمساعدتها وذلك قد اخاف الصغيرة كثيرا ، لدرجة ﺃنها اغلقت النافذة في وجه المعلمة بدون حتى ﺃن تودعها ، ﺃما لمياء ابتعدت من ﺃمام الباب بسرعة لكي لا يشك ﺃحد بها وبما تنوي فعله هذه الليلة !

Continue Reading

You'll Also Like

7.8M 382K 73
" سَــتَتركينَ الـدِراسة مِــن الــغدِ.. لَــقد سَـحبتُ مـلفاتكِ مِــن الـجامعةِ بـالفعل ..! " " مـالذي تَــهذي به..!؟ " " هــذا مــا لَـدي... لاتَ...
637K 28.7K 38
احبك مو محبه ناس للناس ❤ ولا عشگي مثل باقي اليعشگون✋ احبك من ضمير وگلب واحساس👈💞 واليوم الما اشوفك تعمه العيون👀 وحق من كفل زينب ذاك عباس ✌ اخذ روحي...
1.3M 103K 77
‏لَا السَّيفُ يَفعَلُ بِي مَا أَنتِ فَاعِلَةٌ وَلَا لِقَاءُ عَدُوِّيَ مِثلَ لُقيَاكِ لَو بَاتَ سَهمٌ مِنَ الأَعدَاءِ فِي كَبِدِي مَا نَالَ مِنَّيَ م...
5.7M 165K 108
في قلب كلًا منا غرفه مغلقه نحاول عدم طرق بابها حتي لا نبكي ... نورهان العشري ✍️ في قبضة الأقدار ج١ بين غياهب الأقدار ج٢ أنشودة الأقدار ج٣