قربان على مائدة الزواج المبكر...

By ManelBen727

2.5K 330 10

قربان على مائدة الزواج المبكر / الكاتبة بن الدين منال الرواية تحكي قصة شمس الاصيل ، تلك الفتاة التي تم تزويج... More

ملخص الجزء الاول من الرواية
اقتباسات من الرواية
شخصيات الرواية
الفصل الاول
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرين
الفصل الواحد والعشرين
الفصل الثاني والعشرين
الفصل الثالث والعشرين
الفصل الرابع والعشرين والاخير
مهم جدا

الفصل الثاني

112 15 3
By ManelBen727


 لحظات فقط حتى سمع محمود صوت محرك سيارة وهي تتوقف في ممر المنزل ،ولابد من ﺃن ذاك كان طارق ﺃخاه الاكبر عاد من المكتب المحاماة الذي يملكه ،في ذلك الوقت رفع رأسه من على سريره ثم توجه من اتجاه باب الغرفة وفتحه ، بغية النزول ﺇلى الطابق الأرضي .

فمحادثة صغيرة مع ﺃخيه الاكبر ستخفف عنه الضغوطات التى يزخر تحتها هذه الفترة ، وليس هذا فحسب فطارق لطالما كان ﺃول داعم للأصغر و بالرغم من ﺇختلاف شخصيتهما ﺇختلاف الليل والنهار ، ولكن كان دائما هذان الاثنان يحاولان ﺇيجاد نقطة لقاء .

وما هي إلا دقائق حتى وصل محمود ﺇلى قاعة الجلوس ، ﺃين كانت الاضواء خافتة وهناك ﺇقترب من مفتاح النور وقام بالضغط عليه ، لتعود الحياة مجددا لقاعة الجلوس ولحظات فقط حتى دلف طارق ﺇلى الداخل و كان بصدد الصعود مباشرة ﺇلى غرفته كي ينال قسطا من الراحة ، ولكنه عندما لمح محمود جالسا توقف وعاد ﺃدراجه ليحي ﺃخاه بسخرية

_مساء الخير دودة الكتب !

ضحك محمود على ذلك التعليق الطريف ولكن هل سيبقى ساكتا ، بالطبع لا فعليه رد الصاع ﺇلى الاخ الاكبر ليعقد حاجبيه ويقول بنبرة ﺇستهجان

_لا ! طارق لا تقل لي بأنك قد عدت ﺇلى لعب القمار ومعاقرة الشراب مجددا ،ﺃنا لا ﺃصدق هذا !

رفع طارق حاجبه عاليا على وقاحة الاصغر ، بينما ﺇنفجر محمود ضحكا على تراتيل وجه ﺃخيه المتعبة والتى تغيرت جراء تلك النكتة السخيفة ،ولم يشعر هذا الاخير إلا بوابل من الوسائد كان يلقيها الاكبر بدون توقف ،ليقول محمود مترجيا طارق بالتوقف

_ﺃنا آسف طارق ﺃنا آسف هاهاهاهاههاهاهاهههاااااا !

ﺃخذ طارق نفسا عميقا وتوقف عن ضرب ﺃخيه بالوسائد ، ثم عدل سترته وعاد لمكانه جلس بعد ذلك وضع رجلا فوق رجل وقال بغرور

_تأدب عندما تخاطب ﺃخاك الاكبر !و الآن ﺃخبرني ما ﺃخبار المقال هل ﺇنتهيت من كتابته !

قام محمود بترتيب تلك الوسائد في ﺃماكنها والأخيرة وضعها خلف ظهره ، جلس ﺒﺈعتدال فوق الكنبة ليضيف

_لقد وجدت ﺃخيرا ما كنت ﺃبحث عنه ،فتاة سجينة يبدو بأنها كانت ضحية زواج مبكر ، ﺇنتهى بطريقة سيئة سأذهب غدا لزيارتها في السجن وسنرى !

لم يكن طارق يفهم سبب تعلق ﺃخيه بهذا الموضوع بهذه الطريقة الرهيبة ،فهو لا يأبى الكتابة إلا حوله ،ومع ذلك كان يدعمه ويقف ﺃلى جانبه ويشجعه ، فهو اﻷخ الاكبر ، في ذلك الوقت تقدم بجسده ﺇلى اﻷمام ثم قال

_ الدخول ﺇلى السجن ليس باﻷمر الهين فأنت تحتاج للقيام ببعض الاجراءات ولذلك تعال غدا ﺇلى مكتبي لكي نباشر فيها !

ابتسم محمود ﺇثر سماعه لكلام طارق ، فكمية الدعم التى شعر بها للتو جعلته ينسى كل الصعوبات التى مر بها والتى لا يزال يمر بها ،ليقول ﺒﺈمتنان

_شكرا ﻹهتمامك ولكن نورا قامت بجميع الاجراءات فهي اتصلت بي منذ قليل وأخبرتني بذلك !

ضحك طارق ﺒﺈستهزاء عندما سمع بان نورا هي من اهتمت بجميع التفاصيل ،ولكن تلك الضحكة لم تعجب محمود ، ليعقد حاجبيه طالبا من ﺃخيه التوقف عن ذلك

_لم تعجبني تلك الضحكة طارق وفيها الكثير من اﻹستهزاء بنورا !

جذب طارق سيجارة من علبة السجائر ثم وضعها بين شفتيه ،وقام بإشعالها بعد ذلك ﺃخذ نفسا عميقا منها وعاد لينفخ الدخان مجددا في الهواء ،ليقول بينما يعيد القداحة ﺇلى جيبه

_لقد انفصلتما لماذا لا تزال تلتصق بك مثل بعوضة ﺃنا لا ﺃفهم !

ﺃولا هما صديقان وﺇن كانت هذه العبارة لا تعجب الكثيرين من الناس ،الذين يقولون ﺃنه لا توجد صداقة بين الفتاة والولد ، ثانيا هي تساعده دائما و من دون انتظار أي مقابل ﺃو اطراء ،وهذا شيء نادر كثيرا في وقتنا هذا ، ليسأله اﻷصغر ﺒﺈستغراب عن سبب كرهه لفتاة لم تؤذه قط في حياتها

_ﺃنا لا ﺃفهم لماذا تكرهها بهذه الطريقة !

حسنا هو لا يكرهها ولكن فقط يراها على حقيقتها ، فهي لديها الكثير من اﻷهداف وراء تلك الطيبة والكلمات المعسولة ، في ذلك الوقت هز طارق كتفيه بلامبالاة وعاد لأخذ نفس آخر من السيجارة ليقول لاحقا

_ ﺃنا لا اكرهها بل ﺃراها على حقيقتها فقط واﺃرى نواياها الخفية تحت كل هذه المساعدة ، وﺇن لم تلاحظ عزيزي محمود الكاتب والصحفي الموهوب ،فهي تحاول الضغط عليك والتأثير عليك لكي تعيد النظر في علاقتكما ،وأنا اكره هذا النوع من الفتيات اللواتي يقمن بأي شيء من ﺃجل الزواج حتى ولو كان على حساب كرامتهن !

لا هذا ليس صحيح ،فنورا لديها كرامة وعزة نفس لم يرى مثلها قط ،ولكن محمود لم يكن يرغب ﺒﺄن يتطور هذا النقاش ﺃكثر من هذا ومن يدري قد يتحول ﺇلى جدال حاد و عنيف ، هو يعرف صديقته جيدا وهذا يكفيه ،في ذلك الوقت نهض من مكانه وقال

_ﺇن لم تتوقف عن معاقرة الكحول ستكون نهايتك وخيمة !

لم يكمل محمود جملته وفر هاربا خوفا من طارق الذي رفع منفضة السجائر الزجاجية ، وهم برشقه بها ولو تأخر الاصغر ثانية في الهروب لكان حصل ما لا يحمد عقباه ،وكل ذلك بسبب لسانه السليط الذي لا يستطيع السيطرة عليه ،صعد الدرج بخطوات سريعة ولكن قبل ﺃن يذهب الى غرفته توقف ، واستدار من ناحية غرفتها ،بحيث عندما وصل ﺃمام الباب فتحه بعانية ثم ﺃقى نظرة صغيرة عليها .

كان يريد الاطمئنان فقط ما ﺇن كانت والدته بخير وفعلا وجدها نائمة بسلام ، وهذا ما ﺃثلج قلبه ليعيد ﺇغلاق الباب بهدوء والذهاب ﺇلى غرفته ، و بمجرد ﺃن دلف ﺇلى مخدعه تمشى من اتجاه سريره والقى بنفسه فوق الاغطية المبعثرة ،حاول النوم ولكن لم يستطع فهو كان يفكر في والدته الحنون بلقيس .

وكيف اهتمت بهما بعد انفصالها عن جلال والده ، وصحيح ﺃن هذا اﻷخير كان يزورهم ﺒﺈستمرار وينفق عليهم ولكن بلقيس كانت شخصا استثنائيا للغاية ، فهي كانت ومازلت تحبهم حبا جما وتعتبرهم كل شيء في حياتها ،لدرجة ﺃنها قد رفضت الزواج فقط لكي لا يدخل شخص غريب ﺇلى حياتهما ويفسدها ،فعلا حنان اﻷم لا مثيل له !

مرر لسانه فوق شفتيه ثم ﺃمسك المحمول وشكل رقم طارق ، بقي للحظات يستمع ﺇلى الجرس وبعدما ظن ﺃنه لن يرد ، رد عليه اﻷخ اﻷكبر والذي قال بسخرية

_هل اشتقت ﺇلي ﺃم ماذا !

في الحقيقة لم يكن الاشتياق السبب الذي جعل محمود يتصل به ، بل التعب والإرهاق اللذان كان باديان على وجه اﻷكبر عندما كان جالسين في اﻷسفل ولهذا اتصل اﻷصغر لكي يسأله عن السبب ، ولم يتسنى له ذلك وهو جالس ﺃمامه لأن طارق كان يحاول تشويه اﻷصغر بأي طريقة

_ تبدو متعبا للغاية ما الذي حصل معك !

وضع طارق السيجار في المنفضة ثم مرر ﺃصابعه فوق صدغيه وصار يدلكهما ، بعد ذلك فتح عينيه وﺃرجع ظهره ﺇلى الوراء وقال

_قضية معقدة بعض الشيء تخص شخصين كانا قد تبنيا طفلة من الميتم منذ قرابة سبعة سنوات ،كان كل شيء على ما يرام حتى ظهرت اﻷم الحقيقة في ﺃحد الايام وطالبتهما بإرجاع الفتاة لها !

ﺇزدرد محمود ريقه وبقي صامتا للحظات ، كانت قصة حزينة ولكن السؤال الذي يطرح نفسه مع من يقف طارق مع الفتاة ﺃم من بالتحديد ،ليسأله بفضول

_ ﺇذا هل ستدافع عنها كي تسترجع صغيرتها !

انفجر طارق بالضحك وأستمر على ذلك الحال لعدة ثواني فسؤال محمود كان نكتة بمعنى الكلمة ، ليتوقف عن الضحك لاحقا وتتغير ملامح وجهه وتصير جدية

_ ﺃدافع عن تلك المجرمة التى قامت برمي فلذة كبدها على ناصية الطريقة ، هل جننت محمود !

محمود قام بفرك جبينه بعصبية ، ثم رفع رأسه من فوق الوسادة وقال مدافعا عن الفتاة

_ ربما تعرضت ﻟﻼغتصاب ﺃخي طارق لا تحكم عليها !

هز طارق رأسه يمينا وشمالا نافيا الامر ، ﺇلى جانب ﺃنه لم يكن هناك دليل على تعرضها لمثل هذا الفعل الشنيع

_ لا يوجد ربما محمود ، فالله رزقنا بنعمة العقل ، لو كانت حقا قد تعرضت للاغتصاب كما زعمت ﺃنت ، كانت توجهت ﺇلى السلطات و ﺃبلغت عن اﻷمر ،ﺃو استشارة شخص ما ،ولكن هذه الفتاة قد كانت من عصابة المستهترات اللواتي ﺃتين ﺇلى الجامعة للحصول على رجل لا للدراسة ،و لا يهم ﺇن كان استاذا طالبا ﺃو فلاحا ،المهم هو ﺃن تتزوج !

كان محمود يعارض بشدة كلام اﻷكبر ، الذي كان يتحدث كما لو ﺃنه كان معها ،وعلاوة على هذا في الجامعة يوجد ﺃصناف عديدة من الفتيات ،هناك المحجبة والمتبرجة وهناك الجدية والمستهترة

_ البعض منهن فقط ، فلا تعمم لو سمحت !

بالنسبة لطارق كان قد حسم الامر ، ولن يغير رأيه مهما حدث ، في ذلك الوقت نظر ﺇلى الساعة التى كانت تشير ﺇلى الرابعة صباحا ،ثم نهض من مكانه وقرر ﺇنهاء المكالمة

_تأخر الوقت ، ليلة سعيدة محمود !

ﺃقفل طارق السماعة في وجه محمود ، الذي كان يحاول جعله يعدل عن رأيه بأي طريقة كانت ،ثم صعد الدرج متوجها الى غرفته ،لكي ينال قسطا من الراحة ، ﺃما الاصغر فقد وضع المحمول جانبا وعاد لوضع رأسه على وسادته ،وما هي إلا لحظات قليلة حتى سرقه الوسن .

Continue Reading

You'll Also Like

3M 64.4K 64
تعالت همسات الجميع من حولها منهم المشفق منهم الشامت بينما هي تجلس مكانها جاحظة العينين غير مصدقة انه فعل بها هذا لقد غادر بوسط الزفاف تاركاََ اياها ت...
27.2M 1.1M 70
ساقفل جميع النوافذ التي تؤدي الى التسامح فلا تراجع عن الثأر ..
253K 19.5K 19
عاشت حياتها كفتاة مسلمة محبة لدينها حتى يتضارب الواقع مع ما تعتنقه ، فهي بين ليلة وضحاها وجدت نفسها ابنة عائلة مين المفقودة الذي حاولوا جاهداً جعلها...
10.7M 232K 13
"الحقيقة أغَـرب مِـن الخَـيال دائماً" #الكاتبة_سارة_الحسن #الأشيب #ملجأ_الغرباء