غُربة روح

By Coldsnow5

83.7K 6.4K 8.8K

آمال بمُستقبل مُزهر تم سلبه من حياتهم بليلة مُظلمة إختفى حتى نور القمر منها ! تم وئد أحلامهم قبل رؤيتها للنو... More

الفصل الأول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرين
الفصل الواحد و العشرين
الفصل الثاني و العشرين
الفصل الثالث و العشرين
الفصل الخامس و العشرين
الفصل السادس و العشرين
الفصل السابع و العشرين
الفصل الثامن و العشرين

الفصل الرابع و العشرين

1.7K 141 396
By Coldsnow5

قيل أن لا شيء أجمل من الصمت عندما تخيب الظنون !

رغم أنها ليست قاعدة لدى البشر ، فالبعض مِنا يثرثر و كثيراً لكن أياً من كلماته ما كانت مُتصلة بمشاعره و روحه ..

هكذا هي الحياة لا تمتلك معايير ثابتة كُل ما لديها مُتغير تماماً كطبيعة البشر !

الأيام عادت لتمضي بشكل روتيني تُجبرنا على المضي قدما رفقتها مهما حمل الماضي بطياته ..

مُقلتيه الزرقاء ركزت على مُدربه الواقف أمامه يستمع لتعليماته للتدريب التالي ، رغم أن ابتسامته الهادئة كانت قد عادت لترتسم على شفتيه إلا شيء من كيانه حُطم منذ يوم الجنازة !

بالنهاية جيرو أخبره أن يتابع وصية والدهما فحسب ، عليه أن يبقى على قيد الحياة ، الشيء الإيجابي ربما هذه المرة هو كونه يشعر بالقوة ..

لم يعد وحيداً بل وجد أسرته ، يمتلك رقم والدته التي يمكنه الاتصال بها عندما تُغلق الأبواب أمامه بالطبع هو يُدرك أن عليه بذل كل ما بوسعه لئلا يتكل سوى على نفسه لكن رغم هذا ما جعله يتماسك أسرع كان الشعور اللطيف الذي مُنح له بِفضلها و جيرو .!.

و بذات تلك القاعة الكبيرة التي كانت فارغة تقريباً حتى من المعدات وقف راي و بقربه مدرب آخر يساعده على استعادة لياقة جسده بشكل تدريجي لئلا ينهار جسده مرة أخرى ..

فهذه القاعة خصصت لإعادة تأهيل التلاميذ الذين يصابون أثناء التدريبات أو كحالات خاصة مثل راي و هيروشي ! ..

/////

رغم مرور عدة أيام على انتهاء تلك المهمة إلا أنه للآن لم تصدر الجامعة أي بيان رسمي حولها !

و لهذا تحديداً كان مدير الجامعة الذي قاد تلك المهمة يسير بين أروقة مبنى قديم إذ بدت الجدران تتآكل ، و الرطوبة تغرق أنف السائر بها ..

توقفت خطواته أمام باب كبير نوعاً ما لكنه و ككل البناء بدى مُتآكل و قد أصدر صرير مُزعج عند فتحه لكن الغُرفة التي ظهرت من خلفه بدت و كأنها قادمة من عالم مُختلف إذ كانت جُدرانها مطلية حديثاً باللون الأزرق الفاخر ، كانت كبيرة للغاية و تتسع ربما لمئة فرد حتى .

لكنها احتوت على ثلاثين شخص كانوا يجلسون بهدوء و من حولهم كان رِجال الشرطة يحيطون بهم ..

أول ما لفت إنتباه المدير كان التباين الكبير بالعمر ! ، بعضهم بدى كما لو أنه تجاوز الثلاثين بالفعل و آخرون ربما بعمر أقل من السادسة عشرة ..

هذا الإختلاف بالإعمار سيؤدي قطعاً لإختلاف الإجراءات القانونية اللازمة

_ :" الآن أنا هو الشخص الذي سيكون مسؤولاً عن بعضكم ! أولاً أريد منكم الإنقسام لثلاث مجموعات الأولى لكل من تجاوز عمره السادسة و العشرين ! و الثانية لكل من هو بعمر الخامسة و العشرين حتى الثامنة عشرة أما الثالثة ليتواجد كل من أصغر من ذلك "

و بالفعل بدأ الأشخاص بالانقسام حيث تواجد بالمجموعة الأولى أربعة عشرة فرداً و هذه المجموعة هو لن يكون له أي علاقة بها حقاً ! لذا حرك رأسه باتجاه بعض العناصر لإخراجهم و نقلهم لمركز الشرطة للتحقيق معهم فهو لن يضم أشخاص بأعمارهم للجامعة العسكرية قطعاً !!

بهذا تبقى بالغرفة رفقته ستة عشرة شخصاً خمسة منهم كانوا تحت السن القانوني و هم أيضاً كانوا خارج صلاحيته لكنه أرسلهم لإحدى المدارس العسكرية ليتولى مديرها أمرهم ..

بالتالي المسؤول عنهم هم أحد عشرة فرداً ، لذا تأملهم بنوع من الهدوء ، ملامحهم و ثيابهم و غيرها قبل أن يعود للحديث :" حسناً الآن لنقم بالتالي كل من يعرف أو يمكنه إخباري بهويته الحقيقية كاسمه و اسم أسرته و الظروف التي قادته للعصابة ليقف على الجهة اليُمنى و كل من لا يود الكشف عن اسمه الحقيقي و لا ظروف اختطافه حالياً ليقف على الجهة اليُسرى "

و بهذا عادت تلك المجموعة الصغيرة للانقسام ، حيث بات يقف على الجهة اليُمنى سبعة أفراد و أربعة على اليُسرى !

مُقلتيه السوداء الداكنة حدقت بالأربعة أولاً قبل أن يجذبه ذاك الفتى الذي بدى بعمر التاسعة عشرة أو العشرين حيث كان مُصاباً بعدة إصابات و الشاش يلتف على خصلاته الحمراء الداكنة بينما إحدى يداه مكسورة ..

بدى بالنسبة له مألوفاً بطريقة ما و بذات الوقت لا يذكر أنه قابل بحياته شخص يمتلك مثل هاتان العينان الميتة !

و ريو الذي انتبه لنظرات الشخص أمامه أشاح بوجهه بتقطيبة بسيطة بينما شد على يده السليمة ، يتسائل كم مرة يجب أن يلعن ذاك المُختل بحياته ؟

هو السبب بكل المصائب التي وقعت على رأسه ، لا غير صحيح هنالك شخص آخر كان السبب و حقاً سينتقم و يضيفه لقائمة ضحاياه ! كان سبباً يتحويله لقاتل لذا ليكن آخر ضحية بسجله ..

أفكاره تم قطعها عندما نطق صاحب المكانة الأعلى بالمكان :" الآن أنتم تحت إمرتي أنا ! سأضمكم للجامعة العسكرية ، يمكنكم هكذا الدراسة و بذات الوقت سأكون مسؤولاً عن التحقيق معكم و لأجل صالحكم الخاص أفضل أن لا أكتشف أي كذب مفهوم ؟ "

صوته كان صارماً كما نظراته الحادة التي أربكت الجميع حيث أجابوا بلا إرادة بالموافقة !

هم بموقف غريب و مجهول ! ، يشعرون بعدم التصديق لكونهم تحرروا أخيراً أي شيء بالنسبة إليهم يبدوا كجائزة عظيمة حتى لو السجن ..

على الأقل جميعهم هكذا كانت أفكاره إلا ريو الذي أغلق عيناه ، لازال يتمنى لو أنه مات أولاً دون الوصول لمراحل سخيفة كهذه حتى لو كان ذلك يعني أن لا ينتقم ! ..

///////

أنهى توقيع آخر ورقة متواجدة على مكتبه قبل أن يتراجع للخلف مُغلقاً عيناه , هو انتهى تقريباً من العمل المكتبي و قبل دخوله للإجتماع التالي بِنصف ساعة تقريباً ...

لذا بدأ بمُراجعة الخطوط الأساسية للمشروع الذي سيكون محور إجتماعهم , يُفترض أن يصل تاكاشي أيضاً ففرع القرية هو من سيكون المسؤول الرئيسي لهذا المشروع !

بالنهاية مثل هذه المشاريع الضخمة يتم توقيع عقدها هنا بالمدينة من جهة أُخرى باتت الشركة بحاجة لتوسع أكبر من مجرد فرعين و يتم حالياً دراسة مكان الفرع الثالث بل و من قد يمكنه إدارته !!

عيناه فُتحت عندما فُتح باب مكتبه ليطل منه ضيفه الذي توقع قدومه بالفعل , حيث سار تاكاشي للداخل بنوع من الهدوء عيناه ذات لون الربيع الندي حدقت بالجالس على مكتبه بينما خُصلاته التي مُزجت ما بين البُن و العسل اللذيذ كانت مصففة للخلف بشكل رسمي ..

_ :" كالعادة تصل على الموعد تماماً تاكاشي ! ألا تفكر مُطلقاً بالقدوم مثلاً بوقت مُبكر أكثر و شرب القهوة أو الدردشة ! "

ابتسامة شبه ساخرة ارتسمت على شفتي الآخر الذي أجاب :" و ما هو الشيء الذي يفترض بي الدردشة به آيكو إن كنت أنت بالقرية مُذ أقل من شهر ! "

شيء من الملل المصطنع ظهر على ملامح المُضيف بينما يجيب :" أجل بالطبع , لأأساساً ماذا سيكون لديك للحديث عنه و أنت فقط مُهتم بالعمل و التلفاز فقط "

خلال حديثه كان آيكو قد وقف فالساعة بدأت بإطلاق تنبيه كون موعد الإجتماع قد بدأ ليتحرك الآخر أيضاً بينما يجيبه :" وهل الأطفال يسمحون لي بمشاهدة التلفاز حتى ! و إن لم يكن هم فأمهم , الشيء الوحيد الذي لا يمكنني فهمه هو كيف وقعت أنا بمصيبة كهذه حقاً ؟ "

ضحكة صدرت من بين شفتي آيكو بينما يحيط شقيق زوجته بإحدى يداه :" إحذر من أن يصل تذمرك هذا لسوكي لأن النتيجة لن تكون لطيفة , و أنت لا تزال شاباً على الموت "

قلب الآخر عيناه و هو يتمتم :" حينها ستدفن معي كونك الوحيد الذي سمع هذا التذمر ! "

و ضحكة آيكو السابقة تحولت لابتسامة ما و مع سماعه لذاك التهديد رمش قليلاً قبل أن يهمس ببساطة :" فقط بالنسبة لي لا أرى أن هذا سيء للغاية ! "

تاكاشي حول مُقلتيه له بنوع من الاستنكار دون أن ينطق و لو بحرف واحد , بالنهاية لا يمكن للمرء أن يسيطر على مشاعره كافة مهما كان قوياً فكيف إن حمل على عاتقه مسؤولية دعم أفراد أسرته دون أن يكون له داعم ؟!

\\\\\\

صوت الضحكات ملئ أرجاء غرفة قائد الفرقة هو كالعادة كان يجلس على فراشه و بجواره تاماكي و ناوكي !

بينما مقابلاً له جلس راي و بجانبه شو و هيروشي بينما جلست ساتومي بالمنتصف على الأرضية مقررة أنها تود رؤية الجميع و مراقبتهم ربما ؟ أما سايا فقد جلست على مقعد مكتب الدراسة الخاص براي ..

اجتماعهم كالعادة كان عبارة عن عدة مشاحنات و شجارات بلا فائدة ! ثم كان الحديث ينتقل حول كيف قضى كل منهم العطلة ؟!

ثم و بوسط هذا كله رمش هوشي فجأة عندما انقلبت الأجواء حيث نهض ناوكي أولاً ينطق بمرح :" فقط أيها القائد أعلم أنك لا تحتفل بعيد ميلادك لكن هلا سمحت لنا على الأقل بمنحك ما أحضرناه لك ؟ "

و المعني فتح فمه بتقطيبة ما ! هو حقاً يرفض الاحتفال أو تلقي الهدايا منذ السنوات الخمس التي مضت ..

لكنها أول مرة يحاول أفراد فرقته بها مخالفة رغبته !

قبل أن ينطق حقاً نهض راي ليقف مكتفاً يداه بنظرات هادئة و إن كانت نبرته عابثة تماماً :" سيادة القائد تداشي فقط لتعلم أنني من اقترح هذه الفكرة لأنني فكرت بمنحك عدة كتيبات تحتوي على نصائح حول النضج و أردت إيصالها بشكل لائق ! "

و هوشي شهق أولاً يقف مقابلاً له بحاحب مرفوع :" أنت فعلت ماذا ؟! من هو الذي يحتاج للنضج أيها الوقح المستجد لا أحد سواك ! "

الاستنكار بدا ظاهراً على الآخر الذي أجابه بذات نبرته :" لحظة واحدة ! أنت قطعاً لديك مشكلة ما فهل قارنتي بك تواً ؟ لما قد أحتاج أنا للنضج ؟ أأنا من يسبب المشاكل و يعبث هنا و هناك مهدداً بقائمته السخيفة تلك أم أنت ؟ "

الفرقة بقيت تحدق بهذان دون تدخل حقاً بل إنهم حاولوا قدر المستطاع منع ضحكاتهم من الصدور بشكل مرتفع لئلا تقاطع هذا الحوار، أو الشجار مهما كان !!

إلا أن القائد شهق مجدداً قبل أن يحيط براي يقربه منه :" لحظة واحدة ! فهمت الآن ألست تود منحي هدية ما لكوني قائد صبور و جيد و تشعر بالخجل ؟ حسناً موافق هذا العام سيكون استثناء لأجلك فحسب ! "

كلماته تلك جعلت عينا تاماكي تتسع بصدمة ، استثناء ؟ هو سرعان ما ابتسم بخفة فكما يبدوا هوشي حقاً بدأ يتعافى ؟ أولاً الدواء و الآن هذا !!

بينما راي داس على قدم الآخر يبعده عنه :" من هو القائد الصبور و الجيد ؟ أنت مثال سيء أساساً للقيادة !! "

و الى هنا علت ضحكات الجميع دون رادع حقاً ليلتفت كِلاهما لهم !

بالنهاية تاماكي وقف ينطق بنبرة مرحة :" إذن كونك منحتنا استثناء دعنا نقدم لك الهدايا قبل أن تغير رأيك مجدداً ! "

و بالفعل هو وجد نفسه فجأة مُحاطاً بفرقته التي على ما يبدوا جهزوا الهدايا منذ الإجازة حتى ! ...

لا يدري أي نوع من المشاعر أحاطت بقلبه لكنه و لثانية واحدة شعر بأن توأمه يقف معه بابتسامة ، قلبه نبض بقوة قبل أن يشد على يده مانعاً ابتسامته الموجهة لرفاقه من الزوال ، هم لا ذنب لهم بتقلباته هذه ..

لا فكرة لديه كيف يوضح نفسه ؟ أنه يشعر بالسعادة لهذه المبادرة اللطيفة و بذات الوقت قلبه ينبض بألم ؟

حرفياً لا يعلم مُطلقاً !! عيناه اتسعت تخرجه من افكاره عندما وضع راي هديته بين يداه يقرب وجهه منه هامساً له وحده :" امضي قدماً فقط "

_ :" ها ؟ "

هو رمش بعدم فهم حقيقي لتلك الكلمات قبل أن تقاطع أجوائهم هذه باستدعاء مدير الجامعة لهم جميعاً قبل أن يُتاح له المجال بمجرد التفكير حتى بمعنى كلماته تلك ! 

////////

بإحدى القصور الفاخرة بواحد من أرقى الأحياء بالعاصمة عاد سيد القصر لمنزله بعد طول غياب , إذ كان من النادر تواجده حقاً لدرجة أنه و رغم معرفة كل من بهذه المنطقة لبعضهم البعض إلا أن هذا القصر الذي توسط المنطقة تماماً كان لشخص بهوية مجهولة تماماً !!

لا أحد يعرف عنه أي شيء , فقط أهذا قد يعتبر أمر محزن ؟ ربما لكن قطعاً ليس للرجل الذي دخل تواً من البوابة حيث إنحنى الخدم جميعهم كما لو كان أميراً من العصور الوسطى أو ربما من الخوف ؟!

بالنهاية هو ليس ذاك الرجل الذي يستطيع المرء الحديث معه بكل بساطة ! 

" دينزو ساتو "

و الذي يكاد يقترب من عقده الرابع بِخُصلات سوداء فاحمة و أعين تتميز بالخبث باللون الأحمر , حتى اسمه هو شيء غير معروف حقاً بين كل من يعرفونه !

أهو يحاول أن يحمي أي أحد ؟! لا لم يفعل , بل العكس ربما هو كان من قتل آخر فرد تبقى من أسرته , بصره انخفض على صورة عائلية قديمة مكونة من أربع أفراد حيث كان هو أحدهم يقف بجوار شقيقته التي كانت تبتسم بشكل شديد اللطافة ..

و هو غِرارها كانت ابتسامته منذ ذلك العمر الصغير مليئة بالخُبث , مذ طفولته المُبكرة كان يهوى إيذاء كل ما هو أمامه , حيوانات و نباتات ثم تطور الأمر للبشر قبل أن ينضم لإحدى العصابات بالنهاية و أصبح نائب قائدها و رجله المفضل لكون قلبه كان ميتاً لا يخيفه أي شيء ..

ضحكة  صدرت من شفتيه بينما ينطق بنبرة خافتة كما لو أنه يُحادث تلك الصورة حقاً :" لكن حقاً نيوكو أنتي طالما كُنتي عنيدة للغاية ! رغم هذا بعد وفاة والدنا أسرعتي بالزواج و الهرب من شاب ما ثُم هو تصرف بحماقة أيضاً عندما قرر الإلتحاق بالجامعة العسكرية "

حدق نحو الخادم الذي وضع له كوب من القهوة بينما يعدل من جلسته ليضع قدماً فوق الأخرى يتابع فور رحيل الخادم :" رفضتي العودة للمنزل رغم أنني حذرتك مئة مرة رُبما ! لذا حقاً لا أجد نفسي مُخطئ حتى بقتلك عزيزتي و أمام صغيراك حتى لأنهما كان لابد أن يعلما أن حياتهما ستكون شديدة الصعوبة ! لكن لا تقلقي أنظري سأرسل عزيزك إيساو لك قريباً جداً و بطريقة مميزة للغاية ! و من يعلم قد أرسل ذلك الطفل بعده ثم سأعتني جيداً بالآخر ! "

ضحك بينما يرتشف القليل من قهوته ثم نهض من مكانه يبعثر خُصلاته بعبوس طفيف :" و الآن بعد أن أرسلت ريو بدأت أشعر بالملل الحقيقي ! "

و حاله انقلب بثوان إذ باتت عيناه تحملان الكثير من الدهاء :" آوه , بالطبع هذا لوقت قصير للغاية ! لقد بدأ الحفل و كل القطع في مكانها المناسب تماماً "

قلب عيناه بملل تام :" حسناً الواقع عزيزتي نيوكو تعلمين أنا بحد ذاتي قد أتبعك و إيساو قريباً أيضاً ! يمكنك لك وله الإنتقام مني بالعالم الآخر صحيح ؟ "

/////////

_ :" توأمان !! ؟"

تلك الكلمة صدرت من أغلب أعضاء الفريق الذي وقف بغرفة مدير الجامعة حيث وقفوا جميعاً بصفين منتظمين إذ كان هوشي و تاماكي رفقة ناوكي و من خلفهم البقية إلا راي الذي وقف بشكل جانبي عند المكتب مباشرة و بِجواره تماماً وقف ريو !!

الصدمة كانت ظاهرة على ملامح القائد الشاب و ربما ليس وحده بل الجميع فحسب كانوا يحدقون نحو راي و الفتى الذي تم تعرفيه عليهم تواً ليكشف بعدها على الفور مثل هذه الحقيقة ؟

هيروشي فقط عيناه الزرقاوتين كانت مُتسعة بصدمة حقيقية ! ريو ؟ أساساً ماذا قد يفعل ريو في ذلك المبنى ؟ هو لا يحق له التواجد حتى بفرصة لينال العفو و هو رفيق لنائب القائد !

لكن شقيق راي التوأم ؟ ألم يكن على دِراية بإعدام شقيقه إذن ؟ على تعذيبه و كل ما يحدث له ؟ ألم يحاول الشفاعة له و لو مرة واحدة لماذا ؟ شيء ما بدى خاطئاً بدرجة كبيرة إلا عينا راي التي حدقت بعيناه بشكل مباشر كمن يتوسل له بالصمت أوقفته تماماً عن الإشارة نحو ريو و إخبارهم بحقيقته ...

و راي إكتفى بإيماءة صامتة بعد تأكده من أن هيروشي سيحافظ على سر ريو الآن فهو لن يفضح توأمه أليس كذلك ؟؟!

الصمت حل بعدها قبل أن يقاطعه الأعلى مكانة :" إذن تداشي هوشي ريو أيضاً سينضم لفرقتكم ! و المسؤول عنه سيكون ناوكي لذا سيتم نقل غرفتك و شو إلى غرفة أخرى ثلاثية لكونه سيشارك كِلاكما الغرفة "

لم يبدوا أي اعتراض على وجه المعني إذ أنه أولاً انكمشت ملامحه بخوف من القادم إن تم نقل شو من غرفته أو ما شابه كان ليقيم حرب ما ! لكن أن ينضم فقط لهما فلا بأس بشيء كهذا أليس كذلك ؟!

و صوته رفقة صوت قائده هتف معاً بعبارة ' أمرك سيدي ' 

إلا أن الاعتراض تمثل على ملامح الشاب المُصاب الذي هتف فجأة بنبرة مُعترضة :" لكن لحظة ألا يمكن لي مثلاً التواجد رفقة راي بذات غرفته ؟! يمكن للشخص المسؤول عنه أن يكون مسؤول عني أيضاً "

و حسناً أي منهم لم يتخذ كلماته على أنها شيء وقح فهم ربما تفهموا أنه يود البقاء مع من يرتاح معه ؟ أو لأنه لم يقابل توأمه منذ زمن كما قال كِلاهما تواً يريد التواجد قربه خاصة و أنه كان مرعوباً من كونه قتل ؟؟

إلا أن المدير اكتفى بالرفض دون أي أسباب لتغادر الفرقة المكان بعدها بينما أعاد يوشيكو أوساموا ظهره لكرسيه بخفة !

الحقيقة لم يكن لديه أي سبب ليرفض ذاك الطلب من الطالب الجديد لكن بطريقة ما لم يرغب بوضعه و راي بذات الغرفة ليس على الأقل رفقة هوشي , لا يود أن تسوء حالة تداشي , تنهد مُغمضاً عيناه لا يستطيع المرء الهرب من كل ما يؤلمه بهذه الحياة مُطلقاً 

\\\\\\\\\\

واحدة من أكثر من المقولات صدقاً و التي قيلت ذات يوماً هي :' أتعتقد أن من خلق الظلام بعينيك سيعود عند قبرك مُعتذراً ؟ '  

من أوجد تلك المنحنيات بحياتك مُتعمداً , مُلقياً بك بين أمواج البحر الهائجة لن يعود مُعتذراً و إن وصلت إلى نهاية طريقك أو و إن أوصلت نفسك إليها بيدك !!

بل هو سيراقبك تغرق ببطء مُستمتعاً بما وصل له أخيراً , لذا المقاومة بأي طريقة كانت ألن تُعتبر نجاح ؟! لن تمتع من فعل هذا بك بالنجاح ! 

بالنهاية لو لم يكن هناك أي ظلام بهذا العالم أكان من الممكن أن نحب النور ؟! لابد من القليل منه لتدرك قيمة ضوء النهار الذي سيأتي بالنهاية ...

الصمت كان مُطبقاً بتلك الغرفة كونه ما تواجد بها سوى فرد واحد فقط إذ تواجد هوشي على فراشه جالساً يحدق بالفراغ  , ملامحه كانت مُختفية خلف تلك الخُصلات الشقراء المُتمردة ! 

لكن لماذا ؟ لماذا هو الآن يتصرف كالأطفال تماماً ؟ ألم يتعرف سابقاً على يوجي و ياما ؟ لم يشعر حقاً بأي شيء مشابه لما يشعر به الآن ! 

هو كره المدعو ريو فحسب و بسببه يشعر بأنه لا رغبة لديه برؤية راي أيضاً , لكن بما يمكنه أن يفسر هذا ؟ وجه بصره بإتجاه الهدية التي ألقاها هو أرضاً بألم ماذا يفعل هو بحق الإله ؟

نهض من مكانه مُتقدماً بإتجاه تلك الهدية ليجلس بالقرب منها ثم هو حملها بين يداه ليقوم بفتح العلبة التي كانت باللون الأسود , هو توقع أن تكون ساعة ما ؟

إلا أن عيناه اتسعت بقوة عندما شاهد قلادة مفاتيح فضية نُقش على الوجه الأول ' كُن سعيداً ' بينما الوجه الآخر نُقش عليه وجه باسم ؟!

فقط ما نوع هذه الهدية السخيفة ؟ دموعه تساقطت فجأة ليرفع يده يُلامسها بلا تصديق فقط ما به ؟ الآن لما هو يشعر برغبة عارمة بإحتضان هذه القلادة ؟ و كأنها تشعر بكل ما يؤلمه لا ألا يبدوا كما لو أن صاحبها من يفعل ؟

لكن لماذا قد يشعر راي به تماماً ؟ بل ما بال تلك العبارة المُريبة التي نطق بها ما إن منحه الهدية منذ البداية!

_ :" إمضي قُدماً فقط ! "

لسبب ما تلك الجملة سببت له الكثير من الألم ! أشعرته أن لا أمل بعودة من ينتظره و هذا قاسٍ للغاية ..

فقط ليته يفهم سبب تلك التقلبات التي تُصيب روحه ، تلك القبضة التي يشعر بها تضغط على قلبه كما لو كانت تود تفجيره !!

دموعه و مخاوفه ! فقط يستطيع أن يقسم بكون هذه المشاعر لا تنتمي له وحده ، هو لا يشعر بكل هذا بمفرده بل يمكنه القسم على كون مشاعر يوشي ترافقه و هي ما جعلت حالته النفسية أسوء لكن من سيصدقه ؟؟

//////

الصمت كان يحيط بتاما الذي جلس على فراشه مُحدقاً بهيروشي بتقطيبة ما !

كل شيء ينهار تدريجياً بشكل أسوء منذ ظهورهم ، فقبل قليل فقط اجتمع الجميع بغرفة القائد كالعادة و بدأ الحديث الصاخب ثم تحول الأمر لإحدى مناقشات راي و هوشي العدائية المُعتادة مع تغيير واحد فقط ..

هوشي كان العدائي هذه المرة بينما حاول راي امتصاص غضبه فحسب ثم ماذا ؟

تلك المحاولات جعلت القائد يغضب و قبل أن يدرك أي منهم ما يحدث كان وجه راي بالفعل قد التف لجهة أخرى بعد أن دوى صوت تلك الصفعة بالغرفة كلها !!

لم تكن صفعته مزحة فالفتى كاد يسقط حتى و شفتيه نزفت ! ، لكن هذا ما دفع هوشي للانسحاب بل هو هتف بشكل صاخب بعبارة ما مثل ' أكرهك '

ألقى هدية المستجد أرضاً ثم طرد الجميع من الغرفة !

ريو و هيروشي رغبا بالتدخل لكن يد راي أوقفتهما حيث كان أول من انسحب من المكان ليتبعه ريو و بشكل غريب فأن هيروشي انسحب للغرفة أيضاً !؟

لا ، ربما هو يود منح بعض الخصوصية للشقيقان ؟ هذا ممكن بالنهاية ...

تنهد بينما يبعثر خصلاته بحيرة أيمكنه ترك هوشي وحده بتلك الحالة ؟ أهذا بسبب تركه للدواء هل يتعرض لانتكاسة جديدة ؟؟

تلك التنهيدة تكررت مرة ثانية ليرفع هيروشي بصره باتجاهه رغم أنه لم يعلق حقاً ! هو بحد ذاته لا يفهم أي شيء و مُطلقاً ..

بل بطريقة ما و رغم أنه أراد التدخل بذاك الشجار الذي كان من طرف واحد فقط رغب بشكل جاد بتوجيه لكمة ما لرفيقه أيضاً ...

لا فكرة لديه لما هوشي صفعه و نطق بتلك الكلمة لكنه يعلم تماماً لما هو راغب بلكمه ، لما يشتعل من الغضب حالياً و الخذلان !؟

ريو ؟ أليس هذا هو الذي تواصل معهم عندما كادوا يمسكونهم عند هربهم ! و ماذا قال وقتها هيروشي سيتم عقابه ثم نقله للفرقة المخطط لها بينما راي ستتم استضافته لدى نائب القائد و لديه !

و هل حقاً ذلك الوغد قد يغفر لراي دون قتله ؟ أكان ليسلم توأمه للموت ؟ أو أهو عقد صفقة حقيقية ليصفح عن حياة راي و جعله يبقى معه ؟

لكن لازال ذلك غير منطقي البتة بالنسبة إليه ، كيف أصبح ريو بالقمة و راي بالقاع ؟

حرك يديه على رأسه لمنع الصداع من الانتشار أكثر و أغلق عيناه ، رفيقه هذا هو يدهش جدياً منه منذ هروبهم لدرجة أنه ما عاد واثقاً بأنه يعرفه إطلاقاً .. 

///////////

مُقلتيه الصفراوتين حدقت بسقف غرفته الجديدة بهدوء تام ، ربما هو متوتر حقاً من تواجد طرف ثالث معهم بالغرفة !

و بذات الوقت هو يفكر بأنه توأم راي و الأخير كان لطيفاً معه و أنقذه عدة مرة حتى من التنمر و تم عقابه بسببه إذن سيكون هذا الآخر شخص لطيف ؟

تنهيدة حزينة صدرت من قلبه مباشرة لكل ما حدث قبل قليل !

قائده إنسان مذهل ، هو طالما ساعد الجميع و أنقذهم و يمكنه بث الروح المرحة بقلوبهم عندما يضحك و يعبث لذا رؤيته يُعاني هكذا كانت أمر مؤلم ..

عيناه بالوقت التي صفع به راي كانت على وشك ذرف دموعها بشكل نادر للغاية! كانت متوسعة و كأنه بحد ذاته لا يصدق ما حدث ...

و هذا يذكره بذلك اليوم الذي التقى به الأثنان لأول مرة أمام البحيرة بالمعسكر ، هو يومها و ما إن تقابلت عيناهما شعر بأن كلاهما تجمد بمكانه كما لو كان جسدهما استجاب لشيء غير ملموس .. لم يفهم الأمر لكن الآن يشعر بذات الأمر !

أهو يبالغ بأفكاره هذه ؟ ربما حقاً يفعل لا يعلم بجدية !

لكن راي لا يستحق ذلك أيضاً ، و هو لا يمكنه فعل أي شيء كونه لا يفهم أساساً ماذا حدث هناك تماماً بالبداية كان حوارهما مضحك كالعادة لكنه انقلب بعدها لشيء غير متوقع ...

و ناوكي إنتهى من وضع حاجياته بالخزانة ثم تقدم من قريبه بابتسامة لطيفة :" سيكون كل شيء بخير أعدك ! لا أحد منا يعلم ما حدث لكن أنظر هما راي و هوشي بالنهاية كل ما يفعلانه منذ لقائهما الأول هو الشجار فحسب ، لا أعرف كيف لازال كلاهما حي لليوم و هما بغرفة واحدة ! "

رغم أنه يؤمن بكلمات ابن عمه هذه فلا القائد سيء و لا راي كذلك لذا سيتصالحان قطعاً لكنه لازال يشعر بألم ما إن يذكر نظرة كلاهما للآخر بوقتها ! .. هي أشعرته بأن قلب كل منهما ينزف ..

///////////

الصمت كان مُحيطاً بذلك السطح حيث جلس راي على الحافة يحدق بالمنظر أسفله بهدوء تام !

السيجارة كانت مشتعلة بيده اليمنى حيث بدى كما لو أنه يود قتل الأكسجين النظيف من رئتيه تماماً عله ينهي كل هذا ...

هو للمرة الأولى منذ بدأ لعب دور راي يسمح لنفسه برؤية صور من الماضي الذي يبدوا له بعيداً للغاية ..

كالسماء تماماً اشعر أنها قريبة للغاية منك لكنك لست بقادر على الوصول لها مهما فعلت !

_ :" أنت لا تنوي إلقاء نفسك من هنا صحيح؟ "

مُقلتيه اتجهت نحو ريو الذي نسي وجوده حتى قبل أن يعيد بصره للأسفل بهدوء مطلق:" ما الفرق ؟ لن تكون المحاولة الأولى على أية حالة! "

هو تنهد بينما يردف:" ثم ستظهر أمامي شجرة ما أو مكب نفايات حتى يمنعني من الموت و كل ما سأكسبه هو المزيد من الرقابة و المزيد من مشاعر الذنب الذي ستحيط بقلب هوشي "

و ابتسامة ساخرة تحولت لضحكة صدرت من ريو الذي جلس بِجوار رفيقه هذا :" أجل مكب للنفايات يمنع الموت بآخر لحظة نهاية مثالية للقصة ! "

الآخر حدق به بطرف عيناه فحسب لينطق الثاني :" ماذا ؟ أنت من بدأ عزيزي تقول ما الفرق هي ليست أول مرة بينما أنا أعرف تماماً الحقيقة أأنت تحاول الكذب علي الآن ؟ "

ابتسامة عذبة ظهرت على ملامح راي الذي نظر للآخر بصدق حقيقي :" لا ! بالنهاية كان كل ذلك بفضلك أنت ريو ، مهما فعلت لن يمكنني رد معروفك هذا أبداً "

ابتسامة ساخرة ارتسمت على شفتيه بينما عيناه ذات لون الزمرد كانت قد ذبلت قليلاً :" عندما يحين الوقت و لم أقتل بعد أيمكنك أن تشهد ضدي ؟ طالبهم بعقوبة الإعدام أرجوك هذا كل ما أتمناه "

و عينا المعني اتسعت باستياء مُطلق لكنه و قبل أن ينطق و لو بحرف واحد تابع الآخر و قد ابتعدت ابتسامته :" على خلاف هذا أنا سأعيش بمشفى للمجانين ! سأموت مئة مرة باليوم ، حسنا هذا كله يمكنني احتماله لكن أرجوك لا أحد بهذا العالم عليه معرفة من أنا حتى بعد موتي ! و ألا حياتي ستصبح مرعبة فقط "

عض راي على شفته بقوة و كأنها بحاجة لهذا لتعود الدماء للتدفق منها ، فقط بحق الإله لماذا ؟

أجل هو لو كان مكانه لقتل نفسه بيده دون لحظة تردد واحدة إن انتهى الخطر و كشف أمره ، سيعيش بلا أمل و برعب دائم لكن هو لا يريد هذه النهاية له !

_:" آيز... "

لم يستطع حتى إكمال جملته تلك عندما حطت يد الآخر على فمه بينما اتسعت عيناه الزمردية بشكل مرعب هستيري ينطق :" لا تفعل ! إياك ! أحذرك مئة مرة قبل التلفظ بشيء كهذا من كدت تناديه تواً مات قبل سنوات طويلة للغاية عندما كان يقضي إجازة العيد رفقة أسرته عصابة ما قتلته و قطعت جثته ثم ألقته بمقبرة جماعية لتختلط أشلائه مع آخرين .. "

هو أخفض يده إلى جوار جسده :" أرجوك راي إياك "

و المعني نفث الهواء من صدره بقوة أليمة ! هذا ليس عادل مهما فكر بالأمر ما كان ذنبه و هو لم يكن سوى طفل !؟ لما عليه التعايش مع هذا الذنب و الألم القاتل ؟

ذلك الوغد نائب القائد هو عليه حرفياً أن لا يسمح لأي منهم بالموت ليس قبل التأكد من قتل أو إلقاء القبض على من أفسد حياتهم بهذه الطريقة !

لم ينتبه حقاً لنظراته التي أصبحت حاقدة و لا لتلك السيجارة التي أطفئت لهيبها بكف يده عندما قبض عليها فالنيران المُستعرة بداخله أقوى بكثير للغاية ..

و تلك النظرات و الملامح جعلت ريو يميل برأسه بخفة قبل أن يحدق للسماء بهدوء :" رابطتك و هوشي قوية بالفعل ! "

تلك الكلمات جعلت راي يندر باتجاهه قبل أن يغلق عيناه بقلة حيلة و ألم :" تلك الرابطة ستودي به للهاوية ! لو أنني ميت حقاً لما تدهور هكذا لكن أنا من يؤثر عليه سلباً ، مشاعري و أفكاري و محاولاتي التمثيلية للانتحار كلها ترتبط به بشكل لعين و الآن هذا ... "

رفع يده يضعها على خده بينما يبتسم بألم :" هو قلبه تمكن من معرفة الحقيقة و إن لم يكتشفها عقله بعد ، رغم أنني حاولت البقاء بعيداً للغاية عنه لكن بدى ذلك يؤتي ثمار عكسية مذ رأيته علمت أن كل ما بنيته بتلك السنوات سيتم هدمه بسهولة أيمكن لي تجاهله هو بالذات ؟"

ضحكة ما صدرت من ريو الذي قفز للسطح ينطق :" فقط بشكل كُلي سينهار البناء بعد قليل من ثِقل ما نحمله نحن ! "

و الآخر شاركه الضحك بينما قفز هو الآخر ليقف بجواره :" إذن دعنا نختم لقائنا هذا و يعود كل منا لمعايشة همه الخاص دون شكوى ! أنت و حظك أرسلك لغرفة ناوكي و شو دون غيرهما و أنا أرسلني حظي لهوشي مباشرة و السلام على كل ما خططنا له "

و بتلك الجملة ختم كلاهما مزاحهما السوداوي ذاك ليتجه كلاهما كما قال راي تواً ليعيش معركته الخاصة وحده كالعادة ، رغم أن كلاهما يدرك ما هي إلا مسألة وقت و ستبدأ المعاناة الحقيقية لهما ...


///////

_ :" أبي هل ستطول مهمتك هذه المرة ؟ "

نطق ذلك الفتى ذو السادسة من العمر جملته هذه بملل و عبوس طفولي ! هو طالب والده بالخروج لرحلة ما قريبة لمدة طويلة خارج المنزل فهو و يوجي يشعرات بملل قاتل و لكن هاهو ذا والده يغادر المنزل وحده كالعادة !

_ :" سأعود قبل شروق الشمس "

و عينا الصغير مُلئت بالرضى حينها ليطبع قبلة على وجنته :" جيد إذن تُصبح على خير أبي أراك صباحاً ! "

و الأكبر احتضنه بلطف قبل أن يحمله ليضعه بالفراش الخاص به ثم اتجه لصغيره الثاني ليطبع قبلة على جبينه و يغطيه جيداً :" إعتنيا بنفسيكما جيداً و اخلدا للنوم مباشرة مفهوم !؟ "

كلاهما أومئ له ليغادر هو الغرفة و بالفعل هي ما كانت سوى عدة دقائق حتى نهض ياما من فراشه ليقبل توأمه الذي ابتسم له بخفة ينطق :" تُصبح على خير يوجي "

هو احتضنه بلطف ثم سار إلى فراشه مُجدداً و سرعان ما دخل كلاهما لعالم الأحلام ..

ربما بذاك الوقت عقارب الساعة كانت تشير للعاشرة مساءاً ، و كل شيء كان طبيعياً للغاية..

الحراسة متواجدة كالعادة بينما عمل عدد من الخدم ليلاً لئلا تهدأ حركة المنزل ربما لمزيد من الأمان ؟!

بدت الأجواء بالخارج هادئة إذ كان الثلج يذوب بشكل تدريجي رغم برودة الجو التي كانت بساعات الصباح الباكر و المساء شديدة !

ذاك الهدوء الذي عصف بالمنزل كان أشد مما يجب أن يكونه ، إذ اختفت حركات الخدم و خطوات الحرس و حديثهم الجانبي ..

أصوات مكتومة كانت تصدر لثوان ثم تختفي ليتبعها صوت خطوات متجهة للطفلين الذين كانا بعالم آخر تماماً غير مُدركين لما يحدث حولهما حتى !!

و عقارب الساعة التي تلوثت بالدماء كسائر المنزل أشارت للواحدة بعد منتصف الليل تسجل تاريخ وقوع هذه المجزرة ...

~ نهاية الفصل ~

قراءة ممتعة

و كالعادة التأخير حقا بسبب ظروف خارجة عن السيطرة !

توقعاتكم ؟

و حسنا جميعكم علمتم من يوشي و اين هو لذا سننطلق أخيرا للعاصفة ...

Continue Reading

You'll Also Like

86.2K 3.9K 19
الجزء الثاني من روايه موسي غاليتي صراع بين السلطه و العشق
5.6M 429K 95
عائله بسيطة تهب رياح الظروف لتسرق سعادتهم وتختبر صبرهم بأعز ما يملكون فكيف سيكون الصراع بينهم وبين تلك الظروف ؟ يتبع ...
3.9M 96K 165
ادخلي يلاا ملك بعيط. ونبي روحني وانا هشتغل واللهي وهدفعلك فلوس اللي اخدها جوز اميي بس روحني يلاا بق ادخلي وكفاية عيط ملك. طب م. مش حرم عليك. تتجوزني...
144K 4.3K 54
معزوفتي الاولـى : « بكره توقف من اللهفه على بابي » نفسك من الشوق والحرمان منتله روايه تجمع مابين { الغموض ، الكره ، الاكشن ، والعفويه ، والحب } ...