هذه تكملة للفصل ١٠ لأنني لم أستطع الإستمرار في الكتابة بسبب ثقل الكيبورد، ما اعرف إذا المشكلة تكمن في الواتباد او لا.
المهم هذه هي التكملة، و اتمنى تستمتعوا بالقراءة 💙
◾◾◾
في قلب جونغكوك تتأجج نيران الغيرة و الغيض لم يسبق ان شعر بهذا الكم من الغيرة من رجل آخر في حياته كلها، فمجرد التفكير ان جاك أخذ مكانه، و تجرأ على حبها و لمسها كان كاف حتى يزداد كرهه اتجاهه.
تحدث مجدداً، يخبرها ما يعرفه.
_جاك بلاك ، ذلك الشخص الذي طمع في حبك و تجرأ على اخذ مكاني، و الشخص الذي سمحت لنفسك ان تحبيه... اريد ان اُعلِمك بأنه لن يفلت مني و بأنني سوف انتقم منه.
شهقت بسبب الخوف، هذا هو ما كانت خائفة من حدوثه، بمجرد التفكير فيما سيحدث ان تواجها كان كافيا ليضخ الدم في عروقها بقوة بسبب الأدرينالين و سرعة دقات قلبها.
_لا تدخله في الموضوع ارجوك...
قالت بصوت ضعيف. فرد عليها.
_هو بالفعل متورط، لقد ادخل نفسه بيني و بينك حتى مع معرفته بالعواقب. أريدك أن تعرفي يا بينيلوبي بأنني لن اسكت، و بأنني املك كل النوايا لإيذائه.
رفعت نفسها عن السرير بعجلة و يدها اتجهت نحو عينيها حتى تخلع ربطة العنق بسبب شعورها بالضيق ناسية انها سترى وجهها ان فعلت ذلك فسبقها في ردة فعله عن طريق مسك رسغيها و إلصاقهما على السرير.
كاد ان يفضح نفسه، لكن بفضل سرعته لم يحدث اي شيء.
أدارت رأسها إلى جانب، رغم ادراكها التام انه لا يستطيع رؤية عينيها و العكس صحيح لكنها تدرك ان عينيه تشاهدان وجهها، أحست كأنها عارية فأدارت رأسها حتى لا يبصره.
_لقد عقدنا اتفاقا بينيلوبي، الإتفاق كان يتضمن تركك تهربين مني حتى لا يعتقد شعبُك انك متورطة معي و انك خُنت والدك، ثم سآتي للبعث عنك و ارجاعك معي بعد أن اعثر عليك، و في ذلك اليوم الذي عقدنا فيه الإتفاق كنت راضية و قبلت بالشروط، أستتراجعين عن كلامك الآن؟
زمت شفتيها، لأن الأمور أخذت منحنى آخر بالكامل و ليس كما تصورتها. لكن رغم ذلك أجابته و أعلمته بما تفكر.
_حينها لم املك أي خيار جونغكوك، كنت في أكثر حالاتي ضعفا، كنت مجردة من السلطة و القوة، كنت وحيدة، و انت اغتنمت الفرصة، كان علي القبول. لكن الآن أدركت الخطأ الفادح الذي قمت به، و أتيت إلى هنا حتى نعيد الإتفاق، اريد ان نضع شروط أخرى.
_مالذي يجعلك تؤمنين بأنك في موضع يسمح لك بالتفاوض ووضع الشروط؟
لم ترد عليه مباشرة، أرادت ان تخبره انها ليست لوحدها هذه المرة، و ان هناك العديد من الناس ذوي النفوذ و القوة وعدوها بأنهم سيقفون معها، لكنها خافت إذا افصحت عنهم سيدفعون ثمن تدخلهم لأنها ليست واثقة من قدراتهم، و لأنها رأت ما يقدر جونغكوك على فعله.
لقد استولى على دولتين بحاكمين ساديين و دكتاتوريين ثم دمجهما ليصبحا مملكة واحدة تحت إمرته. و بعض من زعماء العصابات لن يتمكنوا من الإطاحة به.
لكنها تذكرت أيضا أنها وعدت إيدي بأنها ان احتاجته ستلجأ إليه، و انها ستضع فيه كل ثقتها. لذلك أخبرته و بلا تردد.
_أنا لست وحدي، لدي رفاقي الذين سيقفون معي، سوف يفعلون المستحيل من أجلي و انا أؤمن بهم.
وجد ذلك في غاية الضعف، يعرف جميع أصدقائها و يعرف كل نقاط ضعفهم و نقاط قوتهم، حتى لو اجتمعوا معا ضده فلن يشكل ذلك فرقا، لأنه يستطيع الإطاحة بهم جميعا، لكنه لم يخبرها ذلك، لم يرغب في جعلها تفقد شجاعتها و عزيمتها لذا وافق على الإستماع لشروطها.
_هيا إذا، أطلعيني على شروطك.
_أعرف أن موعد تتويجك قد أقبل، و انك لن تصعد إلى منصب الملك من دوني، لذلك أنا مستعدة للبقاء معك حتى تتويجك، لكن بالمقابل سنتطلق بعد أن تستقر أمورك. ما رأيك؟
إنتظرت منه أن يرد عليها، فقد أطال السكوت لأنه لم يرقه كلامها، هي تظن بأن كل ما يريده هو السلطة لكن ذلك غير صحيح، ألم تر حبه؟
شعر بقلبه ينجرح، كلامها كان قاسيا، لذلك لم يرد عليها فوراً. كان يحاول تعاطي المعلومات و الوصول إلى رد مناسب.
و أخيراً بعد أن لملم شتات نفسه، أجابها.
_انت لا تفهمين، انا لا ابحث عن السلطة، لو اردت لارتفعت إلى منصب الملك منذ وقت طويل، ما أريده هو انتِ، ألا ترين؟
تثاقلت أنفاسها، و الآن كل حلولها و شروطها ذهبت عرض الحائط، و كل آمالها جرتها الرياح.
_لماذا أنا؟... يمكنك الحصول على أي إمرأة تريد!؟
شعرت بأنفاسه التي تلفح وجهها دليل على تقريبه وجهه من وجهها، وضع جبينه على صدغها و همس لها بحب، و لأول مرة بعد سنوات.
_اريدكِ انتِ، ربما انت لا تعطين لزواجنا أي قيمة لكنني أقدسه، زواجنا بالنسبة لي مقدس و مميز و أحترمه كثيراً، تزوجنا معا بعد قبولك، و انا أردتك ان تكوني ملكتي، و أمرأتي.
جاءتها الدموع و تراكمت في عيونها، فسمحت لها النزول مما أدى إلى تبلل ربطة العنق التي تحيط جفنيها.
رأى دموعها فحرص على إخبارها المزيد
_عودي معي، و أعدك بأنني سأعتني بكِ، ستكونين المرأة الوحيدة التي سأدعوها بزوجتي، فقط وافقي و لن تندمي أبدا، أو على الأقل إلتزمي بالوعود التي وضعناها في يوم زفافنا.
عضت شفتها السفلية بقوة، شعرت بمدى سوئها و شعرت بأنها خائنة، كاذبة و مخادعة. لأنها كسرت وعودها و خانته مع رجل آخر. شعور الذنب إستولى عليها و لم تقدر على تحمل قساوته، ذلك كان أكبر مما تقدر على تحمله.
و انهارت حين قال بهمس خاتما كلامه
_لقد انتظرتك لأربع سنوات بلا كلل، ألا تذكرين كيف عبرت لي عن إعجابكِ لي قبل زفافنا. أين راحت مشاعرك الآن؟.. هل قدمتها لشخص غيري؟
أدركت إلى أي مدى هي مخطئة، و انها يجب أن تصلح أخطاءها. فوافقت على العودة معه.
◾◾◾
فُتح باب الغرفة، فرفع إدوارد رأسه على الفور ثم نظر إلى بينيلوبي التي خرجت و خلفها جونغكوك الذي أعاد قناعه إلى وجهه.
لاحظ عيونها الحمراء فعرف أنها بكت، فهرع إليها حتى يواسيها و لكي يستجوبها، و لم ينس ان يعطي نظرة غاضبة لجونغكوك.
_هل انت بخير؟... هل أذاك؟
هزت رأسها ان لا ثم ابتسمت له.
_مالذي حدث؟
سألها.
_لقد قررت أن أعود مع جونغكوك، حان الوقت حتى اتولى المسؤولية.
شعر بالغضب يرتفع في داخله، لا يعرف كيف استطاع جونغكوك ان يجعلها توافق من الأساس و شك في انه ربما قد هددها لذلك خاطب الأمير بنبرة غاضبة و مهددة
_مالذي فعلته لها؟، هل قمت بتهديدها؟
وضعت بينيلوبي يدها على صدر إيدي و دفعته قليلاً لتبعده عن جونغكوك، لأنها إن لم تفصل بينهما فستحدث كارثة عظيمة.
_أهدأ ايدي، انا التي وافقت على العودة معه. هو لم يفعل أي شيء.
أمسك يدها ثم أخذها بعيدا تحت أنظار جونغكوك الذي انزعج من تصرفه. و لكنه لم يهتم له. و حين دخل مكتبه، إلتفت إليها و تحدث بغير تصديق
_لماذا وافقت؟.. ألست تحبين جاك؟.. ألم تهربي منه كل هذه السنوات للإبتعاد عنه؟، مالذي تغير الآن؟
_قبل أن آتي إلى هنا، أخبرت جاك بكل شيء، أخبرته بأنني سألتقي بجونغكوك و أخبرته بأنني ربما لن أعود إليه إذا ارجعني بالقوة، لكنه لم يعترض، لم يطلب مني البقاء، و لم يأت حتى. ما يعني انه استسلم، و لا يريدني بعد الآن.
وضع إدوارد يديه على وجهه و مسح عليه بنفاذ صبر ثم أجابها.
_حتى لو تخلى عنك، هو ليس محور حياتك بينيلوبي، لأنك حين هربت من جونغكوك، لم تهربي منه من أجل جاك، هربت منه من أجل نفسك و من حريتك، فلماذا تجعلينه الآن محور كل شيء؟
إقتربت منه بينيلوبي حتى صارت تقف أمامه، ثم وضعت يديها على كتفيه و قالت.
_لقد أهملت واجباتي الملكية، هربت و تركت شعبي و تركت كل الأشخاص المقربين مني هناك، تزوجته بملأ إرادتي و أعطيت له وعوداً و بعد ذلك هربت ثم خنته مع رجل آخر بالرغم من انني ما زلت زوجته. لقد قللت من قيمة زواجنا، و آذيته كثيرا.
كلامها كان منطقي، وجد صعوبة في الحكم عليها لأنه مر من هناك، قد لا تكون تجربتها نفسها، لكنه ضحى بحبه من أجل تولي المسؤولية، و هي قررت أن تضحي بحبها من أجل تولي المسؤولية أيضاً.
ابتسم لها لا إرادياً ثم سحبها في عناق قائلا
_إفعلي ما ترين أنه صائب. و انا سأدعمك.
◾◾◾
مرحبا💙
كيف حالكم؟
ما رأيكم في الفصل؟
هل انتم مع أو ضد قرار بينيلوبي؟
ماذا عن جاك؟
إدوارد بالنسبة لي أفضل شخصية في هذه الرواية 😍
هل تعتقدون ان جاك سوف يحارب من أجل بينيلوبي؟
شخصية جونغكوك و جاك ما تزالان غامضتين، لأنه لا توجد الكثير من التفاصيل، لكن تبقى الأمور كذلك لأني سوف أحكي اكثر عن ماضيهما.
اتمنى انكم استمتعتم بالفصل❤️