في غضون ذلك ، هدأ المطر.
كانت أمطار الربيع مجرد أمطار لم تستطع حتى أن تبلل أجنحة الفراشة ، لكن فينسنت ، الذي ركض في الملعب ، لا يبدو أنه يعتقد ذلك.
"آآآههههه!"
كان الطفل يدرك عمق الحب تحت أمر فيكتوريا ، "أركض بقدر ما تحب زملائك!" ، كان سؤالي كيف أصبح فينسنت ، الذي كان مثل كلب ضيق الفم ، ممثل الصف ، لكن بالنظر إلى الوجه الملِيء بالغضب ، استطعت أن أخمن تقريبًا.
أومأت برأسي لنفسي ، والتفت فيكتوريا إلي.
"الآنسة بيتي. لنتحدث لثانية واحدة."
الجميع ، باستثناء فينسنت ، الذي عوقب بدلا من زملائه ، غيروا ملابسهم بهدوء وعادوا إلى السكن تحت إشراف فيكتوريا.
إلا أنا.
أمرتني فيكتوريا بالبقاء مع فينسنت.
في ضوء عيون فيكتوريا التي ما زالت تشع بنظرة باردة ، أجبت بتوتر.
"نعم ، يرجى التحدث!"
ربما بدا الأمر مضحكًا للغاية ، لكن انتشرت ابتسامة باهتة حول فم فيكتوريا.
"الآنسة بيتي شخص خاص ، لذلك طلبت منكِ التحدث كصديقة. ليس عليكِ أن تكوني متوترة جدًا."
للتفكير في الأمر ، واصلت فيكتوريا مناداتي 'الآنسة بيتي' . هذا يعني أنها تريد إجراء محادثة اجتماعية مهذبة معي.
ومع ذلك ، فإن رؤية فيكتوريا في زي رسمي لن يغفر لأي اضطراب ، جعلني أشعر بالخوف إلى حد ما. نظرت في عيني وسألتها بتلعثم.
"نعم؟ م- ماذا يحدث..... ما الذي يحدث؟"
"الآنسة إيلينا مريضة جدًا."
بقول ذلك ، أخذت فيكتوريا رسالة من جيبها وسلمتها لي.
أنا ، التي تخليت عن تواصلي بإيلينا بعد ذهابي إلى دوقية يانوس ، فوجئت بما حدث. عندما نظرت إلى فيكتوريا لطلب شرح المزيد ، تحدثت ببطء.
"وكريستين ...."
لكن شفتيها سرعان ما أغلقت بإحكام.
لقد كانت لحظة قصيرة جدًا ، لكن المشاعر المعقدة والدقيقة حول كريستين مرت على وجه فيكتوريا.
ومع ذلك ، بعد محو هذه المشاعر ، تحدثت الأميرة ، التي عادت إلى فيكتوريا المعتادة وغير مشتتة وكريمة ، بنبرة متغطرسة.
"أنا لا أطلب منكِ أي شيء بالضبط ، لكنني أردت فقط أن تقرأ الآنسة بيتي الرسالة. إنها رسالة إلى بيتي. هذه هي نهاية العمل. الطقس ليس جيدًا ، لذا لن أحتفظ به لفترة طويلة."
خمنت أن إيلينا وكريستين كانا يواجهان وقتًا عصيبًا جدا ، لكن لا يبدو أنهما في حالة جيدة حقًا.
فيكتوريا تهتم باتباعها كثيرًا.
بمجرد أن تعتقد أنه أصبح من اتباعها ، سيكون لديها ميل قوي للانحياز وحمايته بغض النظر عما فعله. باستثناء تحدي سلطتها ، يجب أن يكون شخص يحافظ على ولائه حتى النهاية ، لذلك بمجرد انضمامه إليها ، يمكن أن تضمن له مستقبلًا مريحًا.
على الرغم من أنه في الآونة الأخيرة ، يبدو أن هناك بعض الخلاف مع كريستين ، لكن كريستين كانت منذ فترة طويلة اليد اليمنى لفيكتوريا ، رغم انقلاب الرأي العام ضدها ، إلا إنها قد ترغب في مساعدة كريستين حتى لو لم تستطع التعبير عنه علانية.
عندما رأيت ظهر فيكتوريا يتحرك بعيدًا عن المبنى الأكاديمي ، اتخذت خطوات أيضًا.
بينما كنت أسير إلى مكان السيارة بمظلة مع يوسي ، فتحت الرسالة وقرأتها بسرعة. كانت الفرصة الوحيدة عندما كنت وحدي مع يوسي ، ويكن لدي ما يدعو للقلق حول العيون والآذان.
「عزيزتي الأميرة فيكتوريا المحترمة ،
شكرًا لكِ على إرسال طبيب الرعاية الخاص بماتيا الليلة الماضية. بسبب لطف الأميرة ، انخفضت الحمى بشكل كبير.
إنه طلب وقح ، لكن أوراق الشاي التي يجب أن تأخذها كريستين بشكل دوري تكاد تنفد. آمل أن تنظري إلى الوراء على الصداقة القديمة مع كريستين.
لقد انخفضت حمى كثيرًا ، لذا لا تقلقِ. بعد تناول الأدوية الخافضة للحرارة التي وصفها الطبيب ، أشعر بالفعل بالانتعاش.
لم أكن أعرف أن تخطي الوجبات سيسبب قلقا كبيرًا للدوقة. من الآن فصاعدًا ، سأكون حريصة على عدم تخطي وجبات الطعام.
لذا من فضلك ، أتمنى ألا تحاولون إخباري بخيانة والدي.
تخبرني كريستين عن أحلامها كل يوم بينما أنا مريضة ، ولا يمكنني خيانتها.
حلمها يحتوي على كل شيء ، وآمل أن تتمكن الأميرة من سماع ذلك مرة واحدة أيضًا. لقد استمتعت كثيرا لدرجة أنني لم أكن أعرف لماذا لم أستمع إليه من قبل.
لديها مغامرات غير عادية في أحلامها ، مثل التجول في القارة وتصبح الذراع اليمنى القوية لأميرة الإمبراطورية.
فكيف لي أن أتخلّص بكل ما وعدتُ به أمام الطفلة بالطبع ، على هذا المعدل ، سأنزل إلى الأرض السفلى وأعمل.
بالطبع ، إذا كان بإمكاني أن أطلب منكِ معروفًا على الرغم من إحراجي ، فقد انخفضت الحمى كثيرًا بفضل نعمة الأميرة ،
هل يمكنكِ معاودة الاتصال بالمحامي الذي أرسله دوق يانوس؟ لم يكن من المفترض أن أرسل هذه الرسالة هكذا. لكنني فعلت. 」
بعد ذلك ، تغير خط اليد بشكل جذري وغريب. كان عليّ أن أخمن المحتوى بأكمله بناءً على جمل لم أتمكن من فهمها إلا بعد إلقاء نظرة طويلة.
「حتى الآن ، أريد طلب الرحمة من الدوق .... ظننت إنه مُجرد شيطان .... حقًا ، كانت لدي فكرة وقحة وغير مهذبة .... اعتقدت أنني لا أستطيع الوثوق بأحد ....
إذا كانت بيتي .... لأن الدوق يهتم بكِ كثيرًا .... ماذا بحق خالق الجحيم أقول ، فقط أنسى .... كيف يمكنني أن أطلب مثل هذه الخدمة .... ولكن إذا منحني الدوق فرصة أخرى ....
قد لا تكون الحياة في السجن سيئة كما أعتقد .... .لكنني لست مذنبة بأي شيء .... لكن الآن أدركت متأخرة ، كل شيء خطأي .... بيتي ، أنا آسفة حقًا لما حدث لكِ .... ألا يمكنكِ إخبار الدوق بهذا قليلاً .... بالتأكيد ، أنا أعاني من حمى شديدة ، وأصبحت نحيفة للغاية ... 」
من الواضح أنها كانت رسالة بدأت بـ 'عزيزتي الأميرة فيكتوريا' ، لكنني تمكنت من العثور على اسمي بخط يدها.
رسالة إيلينا ، التي كانت تطلب مني شيئا لفترة من الوقت ، توقفت فجأة.
تناوبت بين الحروف 'عزيزي الأميرة فيكتوريا' بخط يد الأنيق و 'بيتي' بخط اليد ممزق تقريبًا.
كانت الرسالة مكتوبة في الأصل للأميرة فيكتوريا ، لكن المستلم تغير إلي في الطريق ، ومنذ ذلك الحين ، قرر الكاتب فجأة عدم إرسال الرسالة في حيرة. ومع ذلك ، جاءت رسالة لم يتم إرسالها إلى يد فيكتوريا وتم تسليمها لي.
قبل قراءة الرسالة ، تصفحت المحتويات بسرعة ، ومزقتها إلى قطع صغيرة ورميها بعيدًا في المطر.
ومع ذلك ، لا بد أن السيدة الشابة للكونت قد بذلت قصارى جهدها الآن لاختيار أدوات مكتبية جميلة وتحريك قلمها بكل قلبها للحفاظ على خط اليد الأنيق.
وسقطت الرسالة في حالة من الفوضى بقدر الظروف التي أحاطت بتلك بالفتاة.
سقطت قطرة من أمطار الربيع فوق الخط الأنيق.
لم أستطع تمزيق الرسالة لأن الحبر كان ينتشر بلا مبالاة.
***
"أعتقد أنك كنتِ على علاقة سيئة مع تلك الطفلة الصغيرة."
"ب- بالتأكيد .... قبل أن تلفت انتباه الدوق ، كنت أمزح معها وأفعل أشياء أخرى."
قدمت آن الأعذار بوجه خجول عند استجواب العقيد الشاب.
"ألن يكون الأمر سهلاً مثل إقناع طفلة؟ أليس كذلك؟"
"سأحاول حقًا ، سأحاول."
"نعم ، بما أننا قريبون بالفعل ، أليس من الصعب سؤال هذا؟"
"..... و- ولكن في هذه الأيام بيتي مشغولة للذهاب إلى الأكاديمية ..... ولا يمكنني إيجاد وقت."
عندما قدمت الأعذار بصوته يرتجف ، أصبح وجه العقيد الوسيم أكثر برودة بشكل ملحوظ. أذهلت آن ، وسرعان ما انشغلت في محاولة التفكير بما تقوله.
"لكني، لكني سأبذل قصارى جهدي. لأجلك ...."
"على أي حال ، سيكون كذلك. أنا واثق بكِ لأنكِ ستبلين بلاءً حسنًا. إذا تم حل هذا ، فستنتهي معاناتك."
خجلت آن كما لو أن تلك الكلمة الواحدة تحتوي على كل الخلاص.
"أنا..... أحبك ، إيفان."
"نعم ، أنا أيضًا."
"..... عانقني."
لم يكن لدى العقيد الشاب خيار سوى عناقها برفق عن طريق لف ذراعيه حولها. حاولت آن الاستمرار في التمسك به ، على أمل الحصول على بعض الطمأنينة.
ومع ذلك ، بدا العقيد غير راغب للغاية ، ربما بسبب مشاعره المعقدة. كان من الواضح أنه لم يصدق آن.
لم تستطع آن أيضًا طلب المزيد لأنها لم يكن لديها ما تقوله حتى لو كان لديها عشرة أفواه ، لذلك تبعته خارج المستودع.
بصوت فتح الباب وإغلاقه.
تلاشى تدريجيًا صوت خطى آن البطيئة وهم يمشون للأمام.
يوسي ، الذي كان بجانبي ، سأل فجأة.
"لماذا يقبّل الكبار بعضهم البعض هكذا؟ هذا مقرف."
قلت له ما يمكن أن أقول له.
"يقول البالغون إنهم يريدون تقبيل بعضهم البعض عندما يحبون بعضهم البعض."
"واغغ."
كمرجع ، من وجهة نظر الأطفال ، لم تكن القبلة أكثر من شيء مثير للاشمئزاز.
يوسي ، الذي كان يخرج لسانه ويتظاهر بالتقيؤ ، سأل بنبرة جادة للغاية.
"هل سنكون هكذا عندما نصبح بالغين؟"
كان لطيفًا بسبب تعبيره الجاد بالسؤال.
'يا صديقي ، انظر كيف سيكون حالك بعد ثلاث أو أربع سنوات.'
لكنني أحببت براءة يوسي الفريدة ، لذلك خرجت من مكان الاختباء وركضت في الرواق.
كنا مقيدين بحبل على أي حال ، لذلك لم نتمكن من الركض لمسافة تزيد عن 3 أمتار ، لكننا تجولنا في الردهة كما لو كنا نلعب الغميضة.
بعد العودة إلى القلعة من الأكاديمية ، تم منحني وقت فراغ.
كان يومًا دون الذهاب إلى البئر لجلب الماء ، وغسل الأطباق ، والقيام بوظائف متنوعة من مساعد المطبخ بطيئًا حقًا.
في الأصل ، بمجرد عودتي إلى القلعة ، كان على يوسي تسليم الحبل الحريري إلى الدوق يانوس ، لكن لم نرى الدوق حتى الآن ، يبدو أنه يتم إبلاغه بعد أن فصلنا قد انتهى في وقت أبكر مما هو مخطط له.
بفضل هذا ، كنا نتجول حول القلعة ونلعب بحرية. لا ، كنا نتجسس من مكان إلى آخر عن طريق سحب يوسي تحت ستار اللعب.
علمت اليوم بنوع من المؤامرة بين آن والعقيد.
العلاقة بين الاثنين ، والتي بدت وكأنهم مجرد عشاق جميلين فقط للوهلة الأولى ، تم رسمها بوضوح كما لو كان يمكن استيعابها.