Cockpit | Tk

By vatimvk

99.1K 7.7K 7.7K

قمرة القيادة cockpit أنا جيون جونغكوك و هدفي هو الوصولُ لقمرة القيادة.. " لم أكن أعلم أنَّ صعودي للسماء قد يج... More

+Cockpit+intro+
+Cockpit+2+
+Cockpit+3+
+Cockpit+4+
+Cockpit+5+
+Cockpit+6+
+Cockpit+7+
+Cockpit+8+
+Cockpit+9+
+Cockpit+10+
+Cockpit+11+
+Cockpit+12+
+Cockpit+13+
+Cockpit+14+
+Cockpit+15+
+Cockpit+16+
+Cockpit+About Persona+
+Cockpit+17+
+Cockpit+18+
+Cockpit+19+
+Cockpit+20+

+Cockpit+1+

6.9K 498 456
By vatimvk

الطائرةُ رقمَ مئةٍ و ثلاثةٍ و عشرون فئة جيم من شركةِ جيون للطيران تستعدُ لملأِ مقاعدها بالركاب، حيثُ ستقلعُ من سان فرانسيسكو في ولاية كاليفورنيا الأمريكية إلى واشنطن عاصمةِ الولايات المتحدة..

ستُ ساعاتٍ على أكثر تقديرٍ حتى تصل الطائرةُ نحو الوجهةِ المطلوبة ، و الجالسُ في مقعدهِ من الدرجةِ الأولى لا يستطيعُ تمالك ذاتهِ من عدم النفخ و الأفأفةِ المتواصلين..

ينظرُ إلى النافذةِ بجانبِهِ في غيرِ أناةٍ و يتحركُ بكثرةٍ في جلوسهِ غير مرتاحٍ لسببين..

الأولُ أنهُ لا يجلسُ بجانبِ النافذةِ مباشرةً بل يفصلهُ عنها مقعدٌ سَيُشغرُ بعد قليلٍ بالتأكيد ، و الثاني لأنَّ والدهُ أجبرهُ على التحضُّرِ باكرًا لهذهِ الرحلةِ قبل ساعةٍ من بدأ إستقبال المسافرين..

و هو الوحيدُ في الطائرةِ حالياً منذُ نصف ساعة!..

" اللعنة! ، لا أرى حتى المضيفين "

تذمَّر في مكانهِ ممتعضًا يغمغمُ بكلامٍ غيرِ مفهومٍ ، يسُبُّ و يتشمُ أشياءً غير معقولة!، كالكراسي الفارغةِ من حولهِ مثلاً!..

نظرَ قليلًا للمقعدِ بجانبهِ يُفكر ، و بعد لحظاتٍ نهضَ من خاصتهِ و تمتم..

" ليكن ما يكن ، سأجلسُ قرب النافذةِ رغمًا عن الجميع، إنها شركةُ والدي على أي حال "

ارتاحَ على المقعدِ قرب النافذةِ و أرجعهُ قليلًا نحو الوراءِ ، و من ثمَّ موضوعَ يدهُ تحتَ خدهِ يراقبُ الأجواء بالخارج..

كانَ العمالُ يقومون بنقلِ الحقائب داخل الطائرةِ التي لم تستقبل بعدُ أول مسافريها..

و فجأةً سرحَ ببالهِ لقبل يومين من الآن ، حينما دار حديثٌ طويلٌ بينهُ و بين والده..

...

" لكن أبي أنا بالفعل قد تخرجتُ و حلصتُ على جميع الإمتيازات، لماذا فقط لا تريدني أن أكون قبطان واحدةٍ من طائراتك الثلاثُ مائةٍ و تسعون؟! "

كان يدورُ في مكتبِ والدهِ يهتف بصراخٍ للذي أدار عيناهُ بضجرٍ من إبنهِ الدرامي، لقد كانت هذهِ المرةُ الخامسةُ و العشرون التي يفتح فيها نفس النقاش!، و هو لا ييأسُ أبدًا!..

" للمرةِ الخامسةِ و العشرون يا جونغكوك، أنا لن آتمنك على طائرةٍ من طائراتِ شركتي، نحنُ سمعةٌ جونغكوك، و لن يأتي حضرةُ السيد متهور ليشوه مسيرةَ جيون للطيران التي دامت لمئاتِ السنين "

تحدث والدهُ بهدوءٍ و هو يقوم بكتابةِ شيئٍ ما على حاسوبه دون الإهتمام لتعابير إبنهِ المستاءةِ و المغتاظة..

" حقًا أبي؟!، أنا لستُ طفلًا لتكذب علي بكلامك الهراءِ و الذي يُحدثُ فجوةً كبيرةً في نظر التاريخ!، لقد تأسس أولُ مطارٍ في العالم في سنةِ 1909 م، أي قبل بداية الحرب العالمية الأولى، وفيه تم تجربة قيادة أول الطائراتِ التابعة للحكومة الأمريكية، و يقع في ولاية ميريلاند الأمريكية و يعتبر كذلك أقدم مطارٍ لا يزال قيد العمل، أي منطقيًا، شركتك قد تأسست من مئةِ سنةٍ مضت على الأكثر ، لإن جد جد جدي الثالث كان رجلًا سياسيًا و ليس له علاقةٌ بالطائرات!، أبي لا تحاول أن تخدعني!، فقط استسلم، لقد قرأتُ جميع الكتب التاريخية المتعلقة بالطائرات "

فغر السيدُ جيون فاههُ على مصراعيهِ من سرعةِ كلام إبنه و كثرةِ المعلوماتِ التي يسردها!، إبنه مهووسٌ بشكلٍ غير طبيعيٍ بالطائرات، و يخلطُ كل أمورِ حياتهِ بها بأي وسيلةٍ ممكنة..

مسحَ السيدُ جيون على رأسه عندما شعر بأنه إنغمس في أفكارهِ عميقًا ، و قرر الرد هذه المرةَ على إبنه بروية، هو يرى جونغكوك فقط كطفلٍ صغيرٍ يحلمُ بأن يكون لديه جناحانِ للتحليق، لكنهُ مازال ليس مستعدًا بعد..

" جونغكوك لم عليك أخذُ الأمورِ دومًا من منظورٍ فلسفي؟، أنا لم أقصد كلامي بهذهِ الطريقة، أنا لا أشكُ في قدراتكَ و إجتهادك الذي بذلتهُ لتحقق ما تريدُ و تصبح قبطانًا عزيزي، لكنك في ذاتِ الوقت تحتاج دفعةً تكمنُ في بعض التدريباتِ البسيطة ، هل تفهمني؟ "

" لا ، ماذا يعني هذا؟ "

تنهد السيدُ جيون مستقيمًا من مقعدهِ و على محياهُ ابتسامة ، و اقترب جهةَ إبنهِ الواقفِ يربتُ على ظهرهِ بلطفٍ مستطردًا..

" لو أنَّ شركةً غيري تريدُ العمل بها لم تكن لتقبلك قبل عشرِ سنواتِ خبرةٍ على أقل تقدير، و أنت بالتأكيد مازلت خريجًا لم تكتسب أي خبرة، لذا و لأنني فقط والدك سأمنحك فرصة التدريب عندي، و عندما نتأكد من إمكانياتك التامة، لن تكون قبطان طائرةٍ من طائراتِي و حسب، بل و سأسجلها بإسمك "

لوح الوالد بيدهِ في الهواءِ و كأنه ينسجُ حلم إبنهِ أمامهُ، و جونغكوك قد لمعت عيناهُ بقوةٍ لذلك التخيل الجميل..

جونغكوك عاشقٌ لمجال الطيرانِ و الطائرات منذ كان طفلًا في المهد!..

أن يولدَ في عائلةٍ ثروتها الطائرات، كان بمثابةِ طريقٍ مفتوحِ الأبوابِ لهُ منذُ البداية ، و كأنَّ الدنيا أنجبتهُ ليصبح طيارًا..

" لكن أبي ماذا عن أن نتخطى فترة التدريب و أبدأ بالعمل مباشرةً؟..، سأبهرك أقسم! "

مازال يصِرُّ و يعاندُ و هذا الأمرُ كفيلٌ بجَلطِ والدهِ ، حديثهُ معهُ دومًا يكونُ مهبَّ الريح..

" لقد قدتُ الكثير من الطائرات في جامعتي و كنت كفؤًا لهذا و حصلتُ على الكثير من المديح، أرجوك "

صَفَقَ والدُ جونغكوك صدغه بيده و من ثمَّ تآوه بشدةٍ يلومُ نفسه، فمهما حاول إقناعهُ سيجدُ طريقةً أخرى لتحويرِ الكلام من جديدٍ في صالحه..

" جونغكوك نحنُ نعودُ لنقطة البدايةِ من جديد!، و لمئاتِ المراتِ قد أخبرتك بأن ما كنتم تقودونه في الجامعةِ ليست مركباتٍ حقيقية، إنها فقط مجرد محاكاة!، صدقني الوضعُ يختلفُ كثيرًا عندما يكون حقيقيًا "

" لكن أبي.."

قاطعهُ والده بغضبٍ نافيًا برأسه عندما سأمَ منه..

" ليس هناك لكنٌ جونغكوك، كلامي سينفذ!، إما أن تبقى على وضعك و تبحث عن شركةٍ غيري لن توظفك إلا بعد عشرةِ سنوات، و إما أن ترضى بالتدريب عندي حتى آتمنك على أرواحِ المسافرين "

فتح جونغكوك ثغرهُ للحديث لكنَّ والدهُ أغلقهُ سريعًا بنظرةٍ حادةٍ مستطردًا..

" ستصعدُ لإحدى طائراتي غدًا صباحًا، و ستدخلُ لقمرةِ القبطانِ عنما يستدعيك هو بنفسه ، و ستتبعُ تعليماته و تنتبه إلى نصائحه، لكن لا تفكر و لو بنسبةٍ صغيرة أن تتمرد و تقود الطائرة! ، حينها ستحلمُ حتى بأن ترى باب المطار! "

...

و هكذا انتهى بهِ المطافُ يُلبي أوامرَ والدهِ رغمًا عنه، فليس بيدهِ حيلةٌ سوى أن يتحمل شهرًا أو اثنان، و من ثمَّ ستكونُ هناك طائرةٌ له بأسمهِ فقط..

جونغكوك..

بشَّ وجههُ في سرورٍ و خالَ عقلهُ مشهدًا لهُ و هو يقودُ الطائرةَ و يخطفُ قلوب جميعِ المسافرين بروعته!..

" أبي لا يعرفُ قيمتي ، مسكين "

نفى برأسهِ يضحكُ بسخريةٍ و هو يصْفقُ الكفَّ بالكف..

حتى أخيرًا لفتهُ صعودُ عددٍ من أفرادِ الطاقمِ الخاصِ بالطائرةِ و تلاهُ العديدُ من الركابِ الذي يرمقونهُ بنظراتٍ اعتياديةٍ كلما مروا بجانبِ مقعده..

" هذا لأنني في الدرجةِ الأولى ، لو يعلمون أنها طائرتي ماذا سيحدث؟، هه "

تكلمَ في نفسهِ بغرورٍ لأنهُ تخيلَ كونهم يحسدونهُ بسببِ خدماتِ الدرجةِ الأولى ، درجةِ رجالِ الأعمال في العادة..

استمرَّ يحدقُ بالركابِ حتى فجأةً شعر بشيئٍ يقومُ بسحبِ بنطاله و شده..

" أيها العم، أيها العم "

أنزلَ عيناهُ للطفلِ الصغيرِ الذي مازال يحكمُ بقبضتهِ قماش البنطال..

" ماذا هناك؟، ثم ما عم هذه؟!، و توقف عن سحب البنطال إنه مكوي، سيتكرمش! "

لم يكن لديهِ أسلوبٌ أفضل من الصراخِ على الطفلِ الصغيرِ الذي فزعَ من أسلوبهِ المتعجرفِ رغم كونهِ بالغًا..

" إنه مكاني ، أنت تجلثُ في مقعدي "

كان من الواضحِ أنَّ الصغير لديهِ لثغةٌ في حرفِ السين ، لذا تجاهل جونغكوك كل كلامهِ و تشبثَ بها..

" تجلث؟، حسنًا إذا نطقتها بشكلٍ صحيحٍ أولًا سأفكرُ في تركِ المقعدِ لك "

تضاحكَ بابتسامةٍ خبيثةٍ جعلت من الصغير يعودُ لشدِّ بنطالهِ بعنفٍ و هو يبكي..

" ليث أنت أيضًا ، إترك مكاني ، أنا أريدُ الجلوث بجانبِ الشُباك "

كان جونغكوك معجبًا بالطفلِ اللطيف أمامهُ لكنهُ و قطعًا لن يتركهُ يقومُ بأخذِ مقعدهِ المميز..

" استمع ستجلسُ بجانبي هنا "

و أشار على المقعد الطرفي..

" لأنك مهما كنتَ لطيفًا و بديعًا لن أسمح لك بأخذِ مكاني المفضل "

تبسمَ و قرص خدهُ الأيمن بعنف..

لكنهُ ندمَ ما إن صدح صوتُ الصغيرِ الباكي أرجاءَ كاملِ الطائرة!..

كان مزعجًا كالصرير صمَّ آذانَ جميعِ المسافرين!..

" اللعنة! ، لن أقوم و لو تمرمغت بالأرض!، لقد حجزتُ المقعد قبلك "

واصلَ الطفلُ المسكينُ بالبكاءِ الذي تحول لعويلٍ جعل من إحدى المضيفاتِ المشغولةِ مع رفعِ حقائبِ الركاب أن تركضُ سريعًا لترى ما يحدث..

" يمكنكَ أن تركض في الطائرةِ عشر مراتٍ ذهابًا و إيابًا و رغمَ ذلك أيضًا لن أتزحزح "

و بكلِّ وقاحةٍ و عدم اهتمامٍ لمشاعرِ الصغير فتحَ هاتفهُ يرتدي السماعاتِ و يستمعُ لموسيقى الأوبرا التي تطربه..

أغمض عيناهُ في راحةٍ يحركُ رأسهُ و يداهُ مع الإيقاع..

و كان هذا المشهدُ كفيلًا بجعلِ المضيفةِ في عجبٍ من المنظرِ أمامها!..

أيهما الطفلُ هنا؟!..

" سيدي "

نادتهُ برفعِ صوتها قليلًا عندما رأتهُ يضعُ سماعاتِ الآذن ، لكن لا حياة لمن تنادي..

حاولت تهدأتَ الطفلِ الذي لا يتوقفُ عن الصياحِ بالتربيت على ظهرهِ لكنهُ ينفي برأسهِ و يهتفُ بأن المكان خاصته..

" سيدي من فضلك "

انتبه أخيرًا بعد أن قامت المضيفةُ بوكزِ كتفهِ فتحولت ملامحهُ المرتخيةُ بسعادةٍ إلى تكشيرةٍ انتصفت وجههُ مع عقدةِ حواجبهِ الحادة..

" إن الخدماتِ في هذهِ الطائرةِ تحت العادية، سأخبر أبي ليقوم بتسريحكم "

تمتم يكشو لنفسهِ و هو يخلعُ السماعاتِ عن أذنيه..

" ماذا هناك ؟ "

سأل بإمتعاضٍ و مازال الطفلُ صاخبًا و ينوح..

" سيدي ، رجاءً هلا أعطيتني التذكرةَ الخاصةَ بك؟ "

كرمش وجههُ بتعالٍ..

" و من أنتِ كي أعطيكَ التذكرة؟ ، صاحبةُ الشركة؟، لا، لكن ماذا عني؟، نعم ، أنا ابنُ صاحبِ هذه الشركةِ التي ستكون ملكي قريبًا بعد أن يأتي أجله ، و حينها ستكونين أول شخصٍ يُطرد! "

هتف في نهايةِ جملتهِ بغرورٍ كبير ، جعلَ من المضيفةِ تتسائلُ عن ما الذي يخطلُ بهِ هذا المتكبر! ، أرادت أن تتصرف معهُ لكن عملها لا يسمحُ لها سوا باحترامِ و تحملِ المسافرين حتى و إن كانوا على خطأ..

تنفست الصعداء و ابتسمت بهدوءٍ و تحدثت بلين..

" سيدي ، أنا أعتذرُ و لكني لا أعرفُ عن ماذا تتحدث ، لو سمحت فقط أريدُ التذكرةَ الخاصةَ بك لأعرفَ ما إذا كان المقعد يخصك "

تأفأف يبحثُ عن تذكرتهِ التي أضاعها و بعد ثوانٍ عديدةٍ التقطت عيناهُ التذكرةَ بالقربِ من حذائه..

لقد كانت على الأرضِ و تلوثت بفعلِ بعض الأتربة..

أمسكها يرفعها لفمهِ ينفخُ و يمحو الغبار عنها و من ثمَّ ناولها للمضيفة..

أمسكت بها ببعضٍ من التقززِ تقرأها..

" أعتذرُ جدًا سيدي لكنَّ المكان بالفعلِ يخصُّ الطفل الصغير هنا و أنت تشـ.."

" إن أردتم أن لا تقلع الطائرة ، يمكنكم الإستمرارُ معي في هذا الأمر و لن أقوم! ، لديَّ غراءٌ في حقيبتي و سألصقني بالمقعدِ و أنا لا أمزح!، المقعدُ بلا نافذةٍ كالقبطانِ بلا طائرة! "

صرخَ يتحدثُ بجديةٍ و هو يتخيلُ نفسهُ لو قضى معظم الست ساعاتٍ على المقعد الطرفي!..

سيكون كابوسًا!..

لكنَّ نغمةَ هاتفهِ جعلت منهُ يستقطعُ كلامهُ و يرى المتصل..

و لقد كان والده..

...

يزفرُ أنفاسهُ الساخنةَ بصوتٍ يترددُ صداهُ أنحاء المكان، يجعلُ من الركابِ يصابون بالصداعِ في محاولاتٍ فاشلةٍ للإسترخاء..

" اللعنةُ فقط! "

جلجلَ بحنجرةٍ شديدةٍ و التفتَ للطفلِ الصغير و السعيدِ الذي يتجاهلهُ و ينظرُ من النافذة يستعدُّ لإقلاعِ الطائرة..

عقلةُ اصبعٍ لا يعرفُ نطقَ حرف السين يتحداك يا جونغكوك ، رائع..، تبًا لك أبي..

استمر يشتمُ سرًا و هو مغصوبٌ على أمرهِ لأنَّ والدهُ قبل قليلٍ قد اتصل عليه ينبههُ من التصرفِ بشكلٍ جيدٍ على متن الطائرةِ و أنهُ سيحرصُ على التأكدُ من ذلك جيدًا من المضيفين و طاقم الطائرةِ بأكملها..

غيرَ أنهم صادروا الغراء منهُ لأنهُ ممنوعٌ على متنِ الطائرةِ و لا يعلمون كيفَ استطاعَ المرورَ به..

متى سيناديني القبطان، أم أنهُ نسى؟..

تسائلَ يتنهد..

كان سيذهبُ لهُ لولا أنَّ الطريق من الصعبِ المرورُ بهِ فالطائرةُ مازالت تمتلأ..

..

مرَّ الوقتُ أخيرًا لتعلنَ الطائرةُ أنها على وشكِ الإقلاع..

و قد تمَّ التنبيهُ على الجميعِ بضرورةِ ربطِ أحزمةِ الأمان ، لكنَّ جونغكوك هنا قد تجاهلَ التنبيهَ خاصتهم و لفهُ على خصرهِ يضعهُ فقط دون أن يُحكمه..

كان مستاءً لأنهُ لم يحظى بفرصةِ مشاهدةِ النافذةِ حينما صعدت الطائرة، و كأنهُ لم يرى ذاتَ المشهدِ العديد من المراتِ قبلًا..

تأملَ بمللٍ الطفلَ بجانبهِ لتخطرَ ببالهِ فكرةٌ جعلت منهُ يبتسمَ بخبثٍ و سخريةٍ لينادي على صاحبِ اللثغة..

" بس ، هاي ، أيها الصغير ؟ "

نظرَ الصغيرُ لهُ بإستغرابٍ لكنهُ التفت مجددًا يتأملُ الخارج من النافذة..

" هل تسائلت يومًا لماذا تكونُ جميعُ نوافذِ الطائراتِ بيضاويةً أو دائريةَ الشكل؟ "

لكنَّ الصغير تظاهر بأنهُ لا يستمعُ إليه ، و جونغكوك كان ذكيًا كفايةً ليفهم ذلك..

" طبعًا أنتَ لست الطفل العبقري جيون جونغكوك الذي فكر في هذا السؤال و طرحهُ على والدهِ عندما كان صغيرًا "

نظرَ لهُ الطفلُ بفضولٍ فاستطردَ يمدحُ في نفسهِ رافعًا شعرهُ بيدهِ اليمني مع تحريك حواجبهِ بنرجسية..

" ببساطةٍ لأنها لو كانت على أي شكلٍ هندسيٍ آخر كانت ستسقطُ و نموت! ، عوو "

صرخَ بحماسٍ يخرجُ صوتًا مخيفًا جعلَ من عينا الصغيرِ تلمعُ بالدموعِ و من عقلهِ يتخيلُ الأمر كما لو أنَّ الطائرةَ ستسقطُ بالفعلِ و سيموتون..

و فجأةً عادت نوبةُ بكاءهِ من جديدٍ تزعجُ الركاب و تؤرقُ راحتهم و هم في بداية الرحلة..

جميعُ من في الطائرةِ اشتكى للمضيفينَ يتشاجرونَ معهم و كأنهمُ المسؤولين عن العقلِ الصغيرِ الذي يمتلكهُ الراكبُ جونغكوك..

تحركَ بسرعةٍ فردٌ جديدٌ من أفرادِ الطائرةِ و هذهِ المرةَ كان رجلًا بديعًا و آيةً في الجمال، يتلقى الكثير من المضايقاتِ بفعلِ المسافرين لوسامتهِ و هو حقًا لا ينقصهُ مزيدٌ من الضوضاء..

كانَ الأمرُ صعبًا عليهِ أن يمرَّ للمقاعدِ الخاصةِ بدرجةِ الأعمالِ لأنَّ الطائرةَ تهتزُّ و مازالت لم تستقرَّ في الجوِّ على مسارٍ معتدل..

و بعد المكافحةِ استطاعَ الوصول أخيراً لصاحبِ الثغرِ الثرثارِ الذي يتلو على طفلٍ بعمرِ الرابعةِ تقريبًا فزياءً متعلقةً بالطائرات؟!..

المصيبةُ أنَّ الطفل يبكي و هو مستمرٌ في هرائه!..

" إنَّ الإطارات الرباعيةِ الزوايا للنوافذ هي عرضةٌ للضغطِ الكبير للغاية، و تزيدُ من احتماليةِ تصدعِ النوافذ وانكسارها أو تشققها وتسرب الهواء المفاجئ واختلال الضغط داخل الطائرة في الجو، و على العكس من ذلك ، فإن استدارة إطارات النوافذ تساعد على تبديد الضغط حولها، لذلك لا يوجد ضغطٌ جويٌ هائلٌ على زجاج النوافذِ بهذا الشكل ، حيث تكون محدبة قليـ.."

وقفَ المضيفُ يوسعُ ثغرهُ من كمِّ المعلوماتِ التي يحشو بها هذا البالغُ عقلَ الصغيرِ الخائف!، كان و كأنهُ يتلو عليهِ منهاجًا دراسيًا كامل!..

" سيدي؟ "

لكنَّ المندمجَ في حديثهِ لم يلقي بالًا أو لم يستمعْ أصلًا لأنَّ حنجرتهُ كفيلةٌ بأن تنافس مكبرَ الصوت..

" سيدي أرجوك اـ.."

"ماذا هناك مجـ.."

التفت و كان ينوي الشجار مع الذي يقاطعُ فلسفتهُ لكنهُ صمتَ يحدقُ في الجذابِ و الساحر الأنيقِ الذي يقفُ بكلِّ إحترامٍ أمامهُ..

" س..سيدي؟ "

استغربَ المضيفُ صمتَ جونغكوك و تحديقاتهِ غير المريحةِ و الجريئة ، صحيحٌ هو يتعرضُ للمضايقاتِ لكن ليس على هذا النحوِ المفضوح..

كانت عينا جونغكوكُ تبرقان! ، تبدأُ في الفحص من الأعلى للأسفلِ و من ثمَّ بالعكسِ تتأملُ كلَّ إنشٍ بالمضيفِ الذي يحاولُ تمالك قبضتهِ من هذا المتحرش كما يعتقد!..

و نقيضًا للمضيفِ الوسيمِ جونغكوك كانَ قلبهُ يطرقُ بقوةٍ و بسرعة!..

حتى زاد الطين بلةً عندما ابتسمَ بوسعٍ معَ عضِّهِ لشفتهِ السفليةِ و قولِهِ بنبرةٍ مثيرةٍ و ساحرةٍ تحملُ شيئًا من التعجب..

" لم أكن أعلم أن صعودي للسماءِ قد يجعلني أرى الملائكة! "

.

.

.

___________________________________________

'2184كلمة'

الشروط : 50 ڨوت 60 تعليق = بارت جديد

جونغكوك أحلا من يجيب العيد😭🤌..

تخيلوا كيف بتكون الأحداث الجاية؟ ، ذا و هو لسة ما كمل ساعة بالطيارة!..

انطباعكم عن البارت الأول الطويييل و حماسكم كيف؟..

شكل تيتي بالرواية نفس الغلاف يا حلوين🤏..

حققوا الشروط و إن شاء الله البارت إلي بعده أنزله سريع، أعطوا الرواية كل الحب🥺💛..

وبس يلا سي يو💞..

Continue Reading

You'll Also Like

206K 8K 36
رجال آلقوة.. وآلعنف آلغـآلب آلمـنتصـر.. وكذآلك آلعقآب لآ نهم ينقضون على صـيده بــكسـر جـنآحـيهم آي بــضـمـهمـآ آوبــكسـر مـآيصـيدهم كسـرآ آلمـحـطـم آ...
5.2M 152K 104
في قلب كلًا منا غرفه مغلقه نحاول عدم طرق بابها حتي لا نبكي ... نورهان العشري ✍️ في قبضة الأقدار ج١ بين غياهب الأقدار ج٢ أنشودة الأقدار ج٣
821K 24.3K 39
لقد كان بينهما إتفاق ، مجرد زواج على ورق و لهما حرية فعل ما يريدان ، و هو ما لم يتوانى في تنفيذه ، عاهرات متى أراد .. حفلات صاخبة ... سمعة سيئة و قلة...
1.5M 31.7K 83
اشد الجروح الما ليست التي تبدو اثارها في ملامح ابطالنا بل التى تترك اثر ا لا يشاهده احدا فى اعماقهم. هي✨ لم تخبره بمخاوفها ...ولكن نقطه نور فى اعم...