أنظر جيدًا (كارثة الحي الشعبي...

By FatmaMohmed890

3.2M 277K 47.7K

عائلية، كوميدية، اجتماعية More

مقدمة
الاقتباس الأول
الاقتباس الثاني
اقتباس+ ميعاد نزول اول فصل
تذكير+ الشخصيات
الفصل الأول
المواعيد💫
الفصل الثاني
الفصل الثالث
مساء الخير❤️
الفصل الرابع
الفصل الخامس
مساء الجمال والأناناس😂❤️
الفصل السادس
اقتباس
الفصل السابع
اقتباس
الفصل الثامن
الفصل التاسع
سالخير عليكم 💜
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
اعتذار
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
اعتذار..
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرون
مساء الخير❤️
الفصل الواحد والعشرون
الفصل الثاني والعشرون
الفصل الثالث والعشرون
مساء الخير💜💫
الفصل الرابع والعشرون
الفصل الخامس والعشرون
اعتذار
الفصل السادس والعشرون
اقتباس 💙
الفصل السابع والعشرون
الفصل الثامن والعشرون
الفصل التاسع والعشرون
الفصل الثلاثون
الفصل الواحد والثلاثون
الفصل الثاني والثلاثون
الفصل الثالث والثلاثون
الفصل الجديد
الفصل الرابع والثلاثون
الفصل الخامس والثلاثون
الفصل السادس والثلاثون
فصل جديد
الفصل السابع والثلاثون
مساء الخير 👀
الفصل الثامن والثلاثون
الفصل التاسع والثلاثون
الفصل الأربعون
الفصل الواحد والأربعون
الفصل الثاني والأربعون
الفصل الثالث والأربعون
الفصل الرابع والأربعون
الفصل الخامس والأربعون
الفصل السادس والأربعون
مساء الخير عليكم🖤
الفصل السابع والاربعون
الرواية الورقي
الفصل الثامن والأربعون
الفصل التاسع والأربعون
الفصل الخمسون
الفصل الواحد والخمسون
الفصل الثاني والخمسون
الفصل الثالث والخمسون
الفصل الرابع والخمسون
الفصل الخامس والخمسون
الفصل السادس والخمسون
الفصل السابع والخمسون
الفصل الثامن والخمسون
الفصل التاسع والخمسون
مساء الخير 🫂💜
الفصل الستون
الفصل الواحد والستون
رواية المعرض
الفصل الثاني والستون
الفصل الثالث والستون
الفصل الرابع والستون
الفصل الخامس والستون
الفصل السادس والستون
مساء الخير 🫂❤️
الفصل السابع والستون
الفصل الثامن والستون
الفصل التاسع والستون
الفصل السبعون
رواية جديدة
الفصل الواحد والسبعون
اعتذار
الفصل الثاني والسبعون
الفصل الثالث والسبعون
الفصل الرابع والسبعون
الفصل الخامس والسبعون
الفصل السادس والسبعون
مساء الخير👀❤️
الفصل السابع والسبعون
الفصل الثامن والسبعون
الفصل التاسع والسبعون
الفصل الثمانون
مساء الخير ❤️
الفصل الواحد والثمانون
اعتذار
الفصل الثاني والثمانون
الفصل الثالث والثمانون
مساء الخير ❤️
الفصل الرابع والثمانون
الفصل الخامس والثمانون
الفصل السادس والثمانون
الفصل السابع والثمانون
رمضان مبارك 💛
الفصل الثامن والثمانون
اعتذار🖤
الفصل التاسع والثمانون
مساء الخير 💜
الفصل الواحد والتسعون
الفصل الثاني والتسعون
عيد مبارك ❤️
الفصل الثالث والتسعون
الفصل الرابع والتسعون
الفصل الخامس والتسعون
مساء الخير❤️
اعتذار
الفصل السادس والتسعون
صباح الخير❤️
الفصل الأخير
اقتباس من الخاتمة ❤️
الخاتمة

الفصل التسعون

21.9K 2.3K 304
By FatmaMohmed890

تفاعل حلو يا بنات ومتنسوش الفوت ❤️🫂

________________________

أنظر جيدًا.
كارثة الحي الشعبي.
فاطمة محمد.
الفصل التسعون:

ردت عليه بعد توتر ملحوظ ومكشوف له فبصرها كان يطوف من حوله، ولا تنظر داخل عينيه دلالة على كذبها:
-حضرتك بتقول أنك سمعتني وانا بكلم معاه وأكيد سمعت السبب وهو اني مش عايزة أكمل معاه.

-أيوة بس برضو سمعتك وأنتِ بتقوليله عرفتي ازاي هتفركشوا الخطوبة، يعني ده مش سببك الحقيقي، انا سمعت السبب المزيف اللي هتقولهولي، بس انا عشان أساعدكم عايز اعرف الحقيقة.

صمتت وابتلعت ريقها مبللة حلقها الذي جف، شاعرة بالحيرة والتشتت الكبير، فقد خرب مخططها وحديثها بعدما كُشف لها استماعه لمكالمتها معه.

رفع زاهر يديه تجاه وجهها، خاصة ذقنها مجبرًا إياها على النظر داخل عينيه والحديث معه بصراحة وأخباره ما يحدث معهم وسبب رغبتهم في إنهاء تلك الخطوبة وعدم إتمام الزيجة التي ستجعل والده في حالة غضب ليست بهينة.
-احكيلي يا أروى الحقيقة عشان أساعدك واوعدك اي كان اللي هتحكيه هبقى بسمعه بصدر رحب.

اماءت له برأسها وبدأت بالحديث متخلية عن أي شعور بالخوف، فقط تقص وتسرد معاناتها وما دفعها للحديث مع غريب مثل جابر عبر مواقع التواصل الاجتماعي:
-أنا بعد ما قرينا الفاتحة كلمت جابر وطلبت منه الجوازة دي متمش، عشان أنا مبحبوش يا أبيه، أنا كنت بتسلى أو تقدر تقول دورت على الاهتمام في المكان وبالطريقة الغلط..

ابتلعت ريقها كي تستطع المتابعة قائلة برأس مطرقة:
-محدش هنا بيفكر يكلم معايا أو يسألني عاملة إيه، ولو سألتوني بتبقى بأيدكم أو بالحزام، الحاجة الوحيدة اللي كانت بتنسيني اللي أنا فيه هو الشات والقاعدة ورا شاشة الموبايل..

توقفت عن الحديث مرة أخرى، عائدة إلى نقطة جابر مجددًا ومتابعة ما فعله معها بطريقة قد توحي لمن أمامها بأنها أكبر عُمرًا:
-جابر الوحيد اللي حسسني بالاهتمام، انا مشاعري ناحية جابر بعيدة كل البعد عن الحب والعشق والهوى، انا حبيته بس كأخ وسند ليا، ده غير أنه بيحب بنت تانية وكان مأجل كل ده بسببي، يعني ضحى واستنى عشاني عمل اللي محدش يرضى يعمله وقال يلا نفسي ومش مهم هي تولع.. بالعكس كان متفهم اوي يا أبيه، وكفاية اوي تقلت عليه ولازم يشوف نفسه وحياته ويتجوز اللي يحبها.

حل السكون والصمت الغرفة من حولهم عقب انتهائها من الحديث، مما جعل الدهشة الممزوجة بخوف وقلق من هذا الصمت يعتريها، فرفعت رأسها بتردد تخطف النظرات إليه وللصدمة لم تجد على محياه سوى الندم والضيق والتأثر من كلماتها وحديثها الذي لامس قلبه وجعله يشعر ببشاعته وطريقته الخاطئة معها والتي دفعتها لخطأ أكبر وليس بهين..
متمنيًا بتلك اللحظة لو أن بإمكانه العودة إلى تلك السنوات والتعامل معها بشكل وطريقة أخرى لن تجعلها تبحث عما تفتقده معهم..
مد يده التي طالما تطاولت عليها وجرحتها ولكن تلك المرة كانت مختلفة تمامًا فتلك اليد لم تهينها بل ضمتها وبثتها اطمئنان وآمان حلمت به وتمنته كثيرًا.
مستمعة لكلماته التى جعلتها تبكي رغمًا عنها وتبادله عناقه:
-حقك عليا يا أروى، حقك عليا، أنا مكنتش كويس معاكي، كنت بهيم وحيوان بيتعامل بأيده وحزامه، بس خلاص مش هيتكرر تاني، واعتبري الجوازة اتفركشت انا معاكي وجمبك.

__________________


-أنت هتهزر؟؟ مينفعش طبعا، فيه زباين بتيجي، ومينفعش يلاقوا المحل فاضي، ثم أنت هتعمل ايه بكل دول؟؟

انفعلت وئام بعد طرحه حديثه وإعلان رغبته بأخذ كل ما يتواجد.
حرك كتفيه مردد بلامبالاه:
-مش بتاعتك هعمل بيهم ايه، ثم أنا كمان زبون ومينفعش اطلب منكم اللي موجود وتقولولي لا، محدش بيقطع رزقه، ولو على اللي هيجوا ومش هيلاقوا حاجة ياخدوها تقدروا تقفلوا المحل وتروحوا.

ردت بهدوء مفتعل:
-عابد متعصبنيش.

قلد طريقتها قائلًا:
-وئام متتعصبيش.. أنا زبون زيي زي أي حد، مفيش داعي للعصبية اللي أنتِ فيها دي، ما تقولي حاجة يا أخت ثراء.

تدخلت قائلة:
-خلاص يا وئام، هو معاه حق و زبون منقدرش نقوله لا....

-يسلم فُمك يا شيخة، قوليلها تاني بقى.

قالها بأعين لا تنزاح من أعلاها سعيدًا بما يحدث..سعادة لم تدم متذكرًا تلك الكمية الهائلة الذي سياخذها وبما عليه فعله بها.

___________________


-ايه يا سنيورة؟ مروحتيش شغلك ليه وقعدة في وشي؟

طرحت عفاف حديثها على زينة التي كانت تخرج من دورة المياه بعد أن قامت بغسل وجهها وجعل المياه الباردة تلامسه، لتندمج مع دموعها التي سالت حزنًا وقهرًا على حالها بعد ما حدث من مواجهة معه.

لم تجيبها فهي تتمالك بصعوبة، ولو تبادلت معها أطراف الحديث من المؤكد ستنهار ولن يكون لصالحها فلا يشعر بها أحد وبما تعايشه من عذاب تشعر بأنه منذ سنوات وليس ساعات.
مرت من جوارها كأنها لا تنصت إليها، قاصدة غرفتها وهذا ما أثار استفزاز والدتها والتي مسكت بذراعيها صارخة بوجهها:
-هو أنا مش بكلمك يا بت أنتِ، ما تردي ما لسانك طوله مترين؟؟ إيه القطة كلته دلوقتي؟ ولا تكونيش بتحسي و زعلانة؟

سحبت زينة ذراعيها بهدوء، وعينيها تنظر بعين والدتها والتي تفرست وجهها ورأت آثار بكائها وانهيارها..

ارتفع حاجبي عفاف وقالت بعدم تصديق:
-لا ده أنتِ معيطة بجد وبتحسي على دمك اهو!! اومال ما حستيش على دمك مع الولية ليه ها!

وبكلمات بسيطة ردت عليها:
-أنا مش قادرة اتكلم ومش نقصاكي يا ماما، سبيني في حالي بقى.

دخلت غرفتها وصفعت الباب من خلفها، مضاعفة من استفزاز وغيظ والدتها والتي لم تصمت ولحقت بها، وفتحت الباب على حين غرة متابعة صراخها واهتياجها الغاضب الثائر:
-أنا عايزة افهم هو أنتِ اللي أمي ولا انا اللي امك، مين اللي بيربي مين بضبط فهميني.

ضغظت زينة على شفتيها السفلي محاولة الصمت والتحلي بالصبر وعدم الانفجار، قائلة بعد أن التفتت وباتت بمواجهتها:
-يا ماما عشان خاطري مش نقصاكي افهميني.

-وأنتِ مفهمتنيش ليه ها؟؟ الواد بيحبك وأمه طيبة، ومعاه قرش وهيستتك، ليه ضيعتيه ليه؟؟ ده أنتِ لو حد مسلطك عليا مش هتعملي معايا كدة يا شيخة حرام عليكي بقى، حـــــــرام..

لم تعد تتحمل ونفذ صبرها وقواها وانفجرت بها وهي تبكي وتذرف الدموع من عينيها:
-حرام عليكي أنتِ يا ماما، بقولك مش نقصاكي، وافهميني، انا مش مبسوطة، ومتفكريش أنه عادي، انا الكام الساعة دول عدوا عليا كأنهم كذا سنة، أنا حبيته يا ماما حبيته ويارتني ما حبيته ولا وافقت مكنش ده بقى حالي ولا كنت هتوجع كدة...

انهارت أكثر وأكثر بعد انتهائها واعترافها بأنها تحبه..
لان قلب عفاف وشعرت بالشفقة نحوها فبالنهاية هي «أم» وسيحن قلبها ويلين على ابنتها معها حدث ومهما فعلت..

تخلت عن دور الجالدة، ودنت منها وبدأت بالتهوين عليها محاولة إيقافها عن البكاء وكل ما تهتف به ويتواجد على لسانها هو
"طب خلاص حقك عليا، متعيطيش"

_________________


-يلا ياض هو أنا هقعد اتحايل عليك كتير كدة عشان تيجي معايا؟؟ ما تقوم يا تنح! وبعدين مالك لازق في حضن ابويا هو ابوك وانا معرفش قوم ياض..

تلفظ جابر بتذمر وتهكم ملقيًا تلك الكلمات على وسام الذي يرفض النهوض والذهاب معه، فبعد انتهائه من تناول الإفطار رفقة العائلة اقترح على وسام أمام الجميع ولكن الصغير أبى الذهاب معه، ولجأ إلى أحضان سلطان مختبئًا بداخلهم من جابر.

ضم سلطان الصغير إليه بتعابير مستنكرة محدثًا جابر:
-والله ما في اتنح منك، جرا إيه هي عافية؟؟ ما قالك مش عايز يجي معاك؟

زفر جابر ثم ردد باحترام:
-معذرة أبي على حديثي هذا ولكن نعم هي عافية، وهو يرغب بالمجئ لكنه لم يدري هذا بعد، هيا يا صغيري، انهض معي.

هنا وتدخلت وعد، معقبة على كلمات جابر الأخيرة:
-لا، لن ينهض معك، ولن يأتي معك، وسيبقى هنا  معنا، أما عنك أنت فاتكل بقى وطرقنا لحسن كلت دماغ الـ mather حجي.

وضع جابر يديه على فمه بصدمة وقال بنظرات مستنكرة:
-ايه اللي قولتيه وعملتيه ده؟؟ أنتِ إزاي عملتي كدة يا قادرة!! فصحى وعامية وانجليزي في جملة واحدة!! ده أنتِ مش لازم تعيشي والمفروض يعدموكي في ميدان عام..

تدخل أشرف وقال يفك ما يوشك حدوثه من تشابك بالكلمات وربما شجار كبير بين وعد وجابر:
-خلاص بقى أنت وهي، وأنت يا جابر يلا روح هات اللي قولتلك عليه ومتعوقش؟

-مش رايح في حتة من غير وسام، يا نروح إحنا الاتنين يا نقعد إحنا الاتنين ها..

علق خليل ساخرًا منه:
-اه دي بضبط زي يا نعيش عيشه فل يا نموت إحنا الكل..

ابتسمت فجر على كلمات زوجها وكذلك نضال التي انطلقت ضحكاته وسخر هو الآخر من جابر مشاركًا الجميع في هذا..

أما عن داليدا فكانت تكتفي بمتابعة نضال، مفكرة في حل ما أو طريقة قد تجدي نفعًا وتعيد الماء إلى مجاريها معه.

علق وسام نظره بسلطان يطلب منه بطفولية:
-عشان خاطري يا اونكل خليني معاكم هنا وكلموا بابا انا عايز بابي.

هنا ومط جابر شفتاه أسفًا وقال بطريقة مسرحية:
-وآسفاه عليك يا وسام، ده أنا كنت خلاص جوزتك بنتي، بس خلاص بما أنك مش جدع، انا هجوز بنتي القمر لـ ابن أشرف.. أو بلاش أشرف عشان أمه هتبقى وعد خليه خليل..بس لا خليل لسة متريق عليا..

كادت وعد تجيب لكنها تراجعت احترامًا للجميع..

ضيق جابرعينيه بتفكير وعلى الفور ردد وهو يرمق وسام بنظرات أخيرة وقبل أن ينوي مغادرة المنزل كي يأتي بالفسيخ والرنجة:
-لقيتها بنتي لـ ابن عابد واهي متروحش لحد غريب ده توأمي واولى من الغريب.

هنا ودوى رنين هاتفه القابع بجيبه، اخرجه ونظر بشاشته وعلى الفور ابتعد كي يجيب، فوصل إليه صوت أروى مخبرة إياه:
-جابر، أبيه زاهر هيفركش الخطوبة يا جابر، واعتذرلي وحضني بعد ما حكيتله الحقيقة، طلع سمعنا الصبح ومعرفتش اكدب عليه، انا مبسوطة أوي..

لم يصدق ما سمعه وتهللت اساريره بهذا الخبر، فأخيرًا سينهي تلك الخطبة وسيسنح له بأن يكن مع من ملكت قلبه....
-أنتِ بتهزري، بالله عليكي هيساعدنا وهيفركش الخطوبة، أنا لو بعرف ازغرط كنت زغرط، الف حمد وشكر ليك يارب.

__________________


يتحرك خالد بخفة وحذر شديد نحو الخزانة؛ كي لا تستيقظ ويقلق نومها، حريص على أن تنل قسط كبير من النوم، وتستيقظ بمفردها عندما تأخذ حاجتها من النوم..

مد يده وقام بفتح الخزانة بهدوء، مقتطفًا النظرات نحوها يتأكد من عدم استيقاظها.

وبعد لحظات كان ينجح في أخذ ملابس له مقررًا الذهاب إلى منزل سلطان وأخذ ابنه من صحبه جابر فقد استشعر عدم راحته بتواجده معه، مخمنًا أن جابر قد قام بازعاجه.

بارح مكانه متجهًا صوب المرحاض، وقبل أن يلج كان صوتها الناعس الناعم يصل إليه وهي تلقي عليه تحية الصباح:
-صباح الخير.

ابتسم والتفت لها مجيبًا على تحيتها بأخرى تقليدية، وبتلك الاثناء انتبهت هي لملابس الخروج التي تتواجد بحوزته فسألته دون تردد وباعين قد ضاقت:
-ايه ده أنت خارج ولا إيه؟

زادت ابتسامته اتساعًا وهو يجيب بمرح بسيط:
-أيوة بس مش هتأخر، هروح اجيب وسام وانفخ جابر لو مضايق ابني وراجع علطول، وبعدين خدي هنا أنتِ لمحتي وشوفتي الهدوم ازاي واستنتجتي امتى اني خارج، ده الواحد لما بيبقى صاحي من النوم بيبقى مش شايف قدامه.

تخطت الجزء الاخير ولم يجذبها أو يشغلها من حديثه باكمله سوى أنه ذاهب إلى منزل سلطان المقابل لمنزل والدتها التي لم تزورها حتى الآن واكتفت بالاطمئنان عليها عبر الهاتف.
قائلة بلهفة تشكلت على تعابير وجهها:
-طيب خدني معاك ربنا يسترها معاك يا شيخ دنيا وآخره، عايزة أشوف ماما والبنات وبابا وتيتا وكله كله ونرجع بوسام مع بعض.

ضحك على طريقتها العفوية والتي فاقمت من جمالها بعينيه، وعلق موافقًا:
-ماشي يا ستي قومي يلا اجهزي، معاكِ خمسة دقايق بحالهم.

رفعت جانب فمها وردت مستنكرة:
-خمس دقايق مين انت بتهزر.

-اه بهزر عادي، هو في بني آدمة بتخلص لبس في خمس دقايق.

هزت رأسها متمتمة بضحكة خافضة:
-اه في عادي، وعد كانت بتجهز في أربع دقايق كمان مش خمسة.

تنهد وقال قبل أن يتقدم من دورة المياه:
-طب احنا بنكلم عن البنات دلوقتي ايه دخل اخ وعد في الحوار.

عقدت ساعديها وقالت بحنق رافضة حديثه بهذا الشكل عن وعد:
-لو سمحت متكلمش عن وعد كدة.

اردك ضيقها وبمزاحه الثقيل معها وعن قريبتها، فالتفت لها وغمغم معتذرًا منها:
-طيب انا آسف، ودمي كان تقيل ومكنش يصح اقول كدة، ويلا بقى قومي الخمسة دقايق ضاعوا في الرغي واللت والعجن..

بعد قوله الأخير ولج دورة المياه تاركًا إياها تردد كلماته بدهشة:
-لت وعجن؟!

فتح باب المرحاض يجيب عليها بمرح:
-هو أنتِ مستغربة ليه؟؟ هو أنتِ متجوزة اجنبي ده أنتِ متجوزة محامي يعني اقول لت وعجن براحتي، ويلا البسي يخربيت رغيك، رغاية اوفر…

________________

آتى جابر "بالفسيخ والرنجة" من المتجر المخصص لبيعهم والسعادة تغمر قلبه وكل أنش بجسده بسبب تلك المكالمة التي آتت له من قِبل أروى..

استقل سيارته وبدأ بشق طريقه للعودة إلى المنزل مرة أخرى ولسانه لا يتوقف عن حمد الله عز وجل.

وبتلك الأثناء لم يوقفه سوى رنين هاتفه معلنًا عن إتصال من عابد الواقف بزاوية المتجر بعيدًا عن أنظار وئام وثراء متمتم بهمس:
-واد يا جابر أنت فين؟؟

-طب قول سلام عليكم، مرحبا، أهلا وسهلا، مش واد يا جابر واد في عينك، بس اقولك مش هعلق وهرغي كتير عشان أنا مبسوط ومحدش مبسوط قدي دلوقتي قولي يا أخويا يا حبيبي يا توأمي عايز إيه؟؟

ومن بين أسنانه غمغمم بغيظ:
-أنت غبي ياض، كل ده ومش هترغي اومال لو هترغي، ثم أنا قولت عايز إيه مش بقولك غبي..

-الله! ما تلم لسانك يا جدع ولا هو سكتناله دخل بحماره..

زفر عابد والقى عليه ما اتصل من أجله:
-بس بس بطل رغي واسمعني، أنا دلوقتي في محل الحلويات تبع عيلة الحلواني وعايزك تجيلي على هنا عشان عايزك في خدمة.

رد عليه رافضًا:
-لا معلش مش فاضي، معايا فسيخ ورنجة ممكن يعفنوا، وانا ريقي جري وعايز اكلهم وابلبع بعديهم حاجة سقعة، ومتفتكرش حاجة سقعة دي يعني حاجة سقعة، لا حاجة سقعة دي يعني بيبسي وسفن اب و كدة يعني..

-يا بني بقولك عايزك في خدمة، الموضوع ضروري.

-يا حبيبي كان على عيني بقولك معايا فسيخ ورنجة وجعان..

نفخ عابد تزامنًا مع وقوع بصره على ثراء، فقال بنبرة ماكرة:
-ماشي تشكر يا رجولة انا هكلم أشرف يجي يساعدني هو ويجيب وعد معاه اصل وئام وثراء هنا و واقفين قدامي اهم..

ردد جابر بنبرة متلهفة عالية ينهره:
-اقسم بالله أنت مش جدع عشان عايز تنزل أخوك العريس يقضيلك خدمة، انا جاي مسافة السكة..

وبخبث وبسمة ساخرة سأله:
-طب والفسيخ والرنجة والجوع اللي مسيطر عليك والحاجة السقعة؟!

-مش هيطيروا ومش هيجرالهم حاجة متخافش.....

على الطرف الآخر، كانت وئام تردد بهمس مستنكر ومتذمر:
-أنا مش عارفة ايه التهريج ده، وهيعمل ايه بكل اللي هياخده ده؟

-يا ستي ملناش دعوة، احنا لينا اننا نبيع، وبعدين ده بابا هيفرح بينا اوي، مكملناش كام ساعة وبيعنا كل اللي في المحل.

كانت نبرتها مرحة، يظهر عليها مزاحها، سلطت وئام بصرها عليها قائلة:
-ممكن تسكتي عشان أنتِ منرفزاني، ومش عارفة أنتِ معايا ولا عليا؟

-معاكي طبعا ومعاه برضو، بصي أنا معاكم أنتم الاتنين.

نفخت وئام وقالت:
-اسكتي يا ثراء اسكتي..

قاطع حديثهم اقتراب واحدًا من العمال الرجال منهم، وتحدث مستفسرًا عن شيء ما من وئام..
وهذا ما جذب انظار عابد وجعل نيران الغيرة تشعل صدره، مفارقًا مكانه مقتربًا منهم، واقفًا جوار الشاب قائلًا ببرود وغلاظة تعمدها:
-خير يا كابتن مش شغال مع زمايلك ليه، انا مستعجل مش وقت رغي..خلصوني..

كاد الشاب يجيب عليه لولا وئام التي سبقته قائلة:
-والله إحنا مش بنلعب، و زي ما أنت شايف شغالين أهو، ومش من حقك تكلم اي حد فيهم وتتأمر عليهم كدة.

انتهت مطالعة الشاب محثة إياه على التحرك معها كي ترى وتسمع ما لديه ويخص العمل.

تابعهم عابد وعكست معالم وجهه ما يدور بداخله، كاد يتحرك من مكانه مقسمًا على مسك هذا الشاب واطاحته أرضًا والنيل منه..فأوقفته كلمات ثراء:
-مضايقش نفسك، مش بيحبوا في بعض، دول بيكلموا في الشغل وقدام عيونك، يعني مضايقش نفسك على الفاضي وتتهور، عشان لو اتهورت وئام هتضايق وانت هتندم والأمور بينكم هتتعقد اكتر..فنصيحة مني ليك خليك ريلاكس..


____________________


استقبلت دلال خالد وأبرار والذي قام وسام بالإستماع إلى أصواتهم مما جعله يركض تجاهم مرتميًا باحضانهم يشكرهم على مجيئهم هذا:
-بابي...شكرا عشان جيت تاخدني، مش انتوا هتاخدوني صح؟؟ مش هتسبوني مع جابر تاني.

تساءل خالد بقلق:
-هو كان بيكهربك ولا إيه؟؟

-ياريته كهربني يا بابي ياريته ده شاممني شرابه...

اشمئز وجه خالد وكذلك أبرار فصاحت دلال مدافعة عنه:
-ده بيهزر يا واد، وبعدين ده شراب نضيف صدقني، ابني جابر بيقلع شرباته ريحتها مسك صدقني..

وبذات الاشمئزاز رد خالد:
-صادقة يا طنط صادقة.

صاح الصغير يكذبها:
-لا مش صادقة يا بابي، ده ريحته معفنة انا كنت هرجع، وبعدين ده بيشخر طول الليل، و زهقني وكرهني فيه و في بنته وفي الجواز وفي كل حاجة..اقولك على حاجة يا بابي؟ اقولك على حاجة يا أبرار؟

ردت عليه:
-قول يا حبيبي.

-ده كرهني فيا وفيكم... خدوني من هنا لو بتحبوني وإلا هقتله زي ما هو هيقتل اونكل مروان أبو ثراء..

جاء في هذا الوقت أشرف و وعد وداليدا التي كانت تبحث عن نضال لكنها لم تجده بالمنزل بأكمله وخمنت خروجه وكذلك آتت فجر وخليل ورحبوا بهم وسعدت الفتيات برؤية أبرار خاصة داليدا.

وبعد دقائق رغبت أبرار في الرحيل و رؤية باقي أهلها في المنزل المجاور فمنعتها دلال قائلة:
-لا خليكي مش هيطيروا، وبعدين عايزين ناكل كلنا مع بعض عيب تيجوا وتمشوا من غير ما ناكل سوا..

دنت وعد من دلال على ذكر الطعام وسألتها:
-بمناسبة الاكل وكدة، إيه رأيك نجيب رنجة وفسيخ وبصل ونقضيها، اقسم بالله اكله دمار هتنيمنا يوم بحاله بذات بعد البصل..

لوت دلال شفتيها وردت عليها:
-بقولك إيه يا وعد؟

-ايه يا حماتي يا قمر؟

-لو عايزة تطفشي ابني قوليلي يا بنتي، وهساعدك والله بس بلاش رنجة وفسيخ..مفيش عروسة يا ماما بتاكل رنجة وفسيخ وبصل....



________________



وصل جابر أمام المتجر وصف السيارة أمامه وخلف سيارة أخيه، ثم ترجل منها وتحرك نحو الباب..
وطأت قدميه للداخل، وعلى الفور تهلل وجهه ما أن سقط بصره على ثراء، فقد اعمى بصره عن الجميع، ولم يرى سواها مثل قلبه تمامًا.

ابتسم ببلاهة وقال متخطيًا اخيه:
-يا مساء الحلويات على ا

كاد يكمل لولا عابد الذي مسك به وانتشله من تلابيبه من الخلف مسببًا تراجعه متمتم:
-اسكت وارحمني انا مش جايبك تشقط.

أزاح يده وقال بحنق معدلًا عليه:
-أنا مش جاي اشقط، انا واحد بيحب ولسة مطالش وعيب أوي تقول لاخوك الكبير كدة.

كز على أسنانه وقبل أن يتحدث كانت وئام تتقدم منهم تشكو إليه عابد وما فعله وثراء تتقدم من خلفها هي الأخرى:
-كويس أنك جيت، بذمتك ينفع اللي هو بيعمله ده؟؟

كانت عينيه لا ترى سوى تقدمها بالخلف فقال بتيه:
-عمل إيه؟؟ عمايله كتير.

-بنلفله كل الكميات اللي في المحل..

اتسعت عينيه وانتبه مردد بصوت عالي:
-نــــعم !!! يعني كل العلب الملفوفة دي بتاعته؟

-شوفت، قوله حاجة بقى.

نظر نحو أخيه وقال:
-أنت متخلف يا بني، هيجيلك السكر لو كلت كل ده..

-وربنا ما حد متخلف غيرك! وهو أنا هاكل كل ده ليه..دول هخرجهم صدقة.

ارتفع حاجبي جابر وعلق ساخرًا:
-صدقة؟! اول مرة أشوف كدة بصراحة، يعني هتدي الناس علب حلويات شرقي صدقة، لا جديدة، انا طول عُمري اسمع عن الخروف اللي يدبح ويتوزع لحمته، بس حلويات من بسبوسة وكنافة ورموش الست أول مرة اسمعها بصراحة..

ايدته وئام مرددة:
-قوله..هو بس عايز ينرفزني لو سمحت يا جابر امشوا من هنا..كفاية حرقة دم بقى.

نفخت ثراء وقالت واقفة جوار عابد:
-على فكرة بقى عادي، وفكرة جديدة، أنا معاك يا عابد وبرافو عليك..

هز جابر رأسه وردد محدثًا إياها:
-عابد ده دماغه الماظات، وافكاره جهنمية، الفكرة فعلا تجنن وجديدة برافو عليك يا عابد..وعلى فكرة دي فكرتي كنت قايلاها مرة زمان قدامه..مش كدة يا عبودي؟

ابتسم عابد من حديثه المتناقض، بينما تحاشت وتجنبت ثراء الرد عليه واكتفت بالحديث مع اختها:
-أنتِ مكبرة الموضوع ليه يا وئام؟ اعتبريه زبون عادي الله!

ردد جابر ذات الكلمات:
-آه، أنتِ مكبرة الموضوع ليه يا وئام؟ اعتبريه زبون عادي الله! دي مبقتش عيشة.

همس له عابد مردد:
-استاذ بغبغان ممكن تسكت شوية؟ ويلا شيل وحول على العربية عقبال ما احاسب.

هز رأسه بموافقة وقال:
-وماله حاسب ده ابوك هيشلوحك.

تساءل عابد بخفوت:
-وهو هيعرف منين يا غبي؟

رد عليه قبل أن يهم بحمل العلب الكرتونية وتوقف عن مطالعة ثراء ساخطًا من ذاته لارتكابه نفس الذنب مرارًا وتكرارًا:
-مني طبعًا.

بعد وقت انتهو من تحويل العلب إلى السيارة، واودع عابد ثراء وتجاهل وئام، أما عن جابر فقام بتوديع وئام وتجاهل ثراء...
وقبل أن يستقل كلا منهم سيارته، اتفقوا على خط سيرهم، مقررين توزيع تلك العلب مثلما اتفقوا ويدخلون البهجة على قلوب الناس.
وهذا ما فعلوه بالفعل وقبل أن يعودوا إلى السيارات سأل جابر باهتمام:
-لسة برضو محنتش عليك؟

-لسة، انا تعبت، بس مش هفقد الأمل املي في ربنا كبير ومتأكد أنه ده الصح والخير لينا..

ربت جابر على ظهره، وهو يهز رأسه متمتم:
-ونعمة بالله..بقولك إيه تعالى نشوف اي جامع قريب من هنا ونصلي الضهر..

استحسن تلك الفكرة وقال:
-يلا بينا.

تساءلوا و وجدوا مبتغاهم وأدوا صلاتهم، وما أن خرجوا وارتدى كلا منهم حذائه، حتى اتسعت عين جابر وقال مقترحًا عليه:
-واد يا عابد، أنا جتلي فكرة هي مجنونة وممكن أبوها يولع فيك لو عرف بس مش مهم المهم ترجعوا............

-فكرة ايه قول بسرعة؟؟

-هــقــولـك..

يتبع.
فاطمة محمد.
رأيكم وتوقعاتكم ويا ترى إيه هي فكرة جابر.😂❤️🫂











Continue Reading

You'll Also Like

961K 94.1K 31
في وسط دهليز معتم يولد شخصًا قاتم قوي جبارً بارد يوجد بداخل قلبهُ شرارةًُ مُنيرة هل ستصبح الشرارة نارًا تحرق الجميع أم ستبرد وتنطفئ ماذا لو تلون الأ...
1.6M 29.7K 67
نتحدث هنا يا سادة عن ملحمة أمبراطورية المغازي تلك العائلة العريقة" الذي يدير اعمالها الحفيد الأكبر «جبران المغازي» المعروف بقساوة القلب وصلابة العقل...
320K 13.5K 17
النوفيلا عمل مشترك بيني و بين الكاتبه عز الدين ❤ رومانسية و اجتماعية و كوميديه نوفيلا العيد 💜💜💜💜 ************* نور فتاه مستقيمه قررت في يوم تك...
6.4K 115 4
اللي فاكر ان الجزء دا فيه محن.. أحب اقوله بلاش تتصدم!