الفصل التسعون

21.5K 2.3K 301
                                    

تفاعل حلو يا بنات ومتنسوش الفوت ❤️🫂

________________________

أنظر جيدًا.
كارثة الحي الشعبي.
فاطمة محمد.
الفصل التسعون:

ردت عليه بعد توتر ملحوظ ومكشوف له فبصرها كان يطوف من حوله، ولا تنظر داخل عينيه دلالة على كذبها:
-حضرتك بتقول أنك سمعتني وانا بكلم معاه وأكيد سمعت السبب وهو اني مش عايزة أكمل معاه.

-أيوة بس برضو سمعتك وأنتِ بتقوليله عرفتي ازاي هتفركشوا الخطوبة، يعني ده مش سببك الحقيقي، انا سمعت السبب المزيف اللي هتقولهولي، بس انا عشان أساعدكم عايز اعرف الحقيقة.

صمتت وابتلعت ريقها مبللة حلقها الذي جف، شاعرة بالحيرة والتشتت الكبير، فقد خرب مخططها وحديثها بعدما كُشف لها استماعه لمكالمتها معه.

رفع زاهر يديه تجاه وجهها، خاصة ذقنها مجبرًا إياها على النظر داخل عينيه والحديث معه بصراحة وأخباره ما يحدث معهم وسبب رغبتهم في إنهاء تلك الخطوبة وعدم إتمام الزيجة التي ستجعل والده في حالة غضب ليست بهينة.
-احكيلي يا أروى الحقيقة عشان أساعدك واوعدك اي كان اللي هتحكيه هبقى بسمعه بصدر رحب.

اماءت له برأسها وبدأت بالحديث متخلية عن أي شعور بالخوف، فقط تقص وتسرد معاناتها وما دفعها للحديث مع غريب مثل جابر عبر مواقع التواصل الاجتماعي:
-أنا بعد ما قرينا الفاتحة كلمت جابر وطلبت منه الجوازة دي متمش، عشان أنا مبحبوش يا أبيه، أنا كنت بتسلى أو تقدر تقول دورت على الاهتمام في المكان وبالطريقة الغلط..

ابتلعت ريقها كي تستطع المتابعة قائلة برأس مطرقة:
-محدش هنا بيفكر يكلم معايا أو يسألني عاملة إيه، ولو سألتوني بتبقى بأيدكم أو بالحزام، الحاجة الوحيدة اللي كانت بتنسيني اللي أنا فيه هو الشات والقاعدة ورا شاشة الموبايل..

توقفت عن الحديث مرة أخرى، عائدة إلى نقطة جابر مجددًا ومتابعة ما فعله معها بطريقة قد توحي لمن أمامها بأنها أكبر عُمرًا:
-جابر الوحيد اللي حسسني بالاهتمام، انا مشاعري ناحية جابر بعيدة كل البعد عن الحب والعشق والهوى، انا حبيته بس كأخ وسند ليا، ده غير أنه بيحب بنت تانية وكان مأجل كل ده بسببي، يعني ضحى واستنى عشاني عمل اللي محدش يرضى يعمله وقال يلا نفسي ومش مهم هي تولع.. بالعكس كان متفهم اوي يا أبيه، وكفاية اوي تقلت عليه ولازم يشوف نفسه وحياته ويتجوز اللي يحبها.

حل السكون والصمت الغرفة من حولهم عقب انتهائها من الحديث، مما جعل الدهشة الممزوجة بخوف وقلق من هذا الصمت يعتريها، فرفعت رأسها بتردد تخطف النظرات إليه وللصدمة لم تجد على محياه سوى الندم والضيق والتأثر من كلماتها وحديثها الذي لامس قلبه وجعله يشعر ببشاعته وطريقته الخاطئة معها والتي دفعتها لخطأ أكبر وليس بهين..
متمنيًا بتلك اللحظة لو أن بإمكانه العودة إلى تلك السنوات والتعامل معها بشكل وطريقة أخرى لن تجعلها تبحث عما تفتقده معهم..
مد يده التي طالما تطاولت عليها وجرحتها ولكن تلك المرة كانت مختلفة تمامًا فتلك اليد لم تهينها بل ضمتها وبثتها اطمئنان وآمان حلمت به وتمنته كثيرًا.
مستمعة لكلماته التى جعلتها تبكي رغمًا عنها وتبادله عناقه:
-حقك عليا يا أروى، حقك عليا، أنا مكنتش كويس معاكي، كنت بهيم وحيوان بيتعامل بأيده وحزامه، بس خلاص مش هيتكرر تاني، واعتبري الجوازة اتفركشت انا معاكي وجمبك.

أنظر جيدًا (كارثة الحي الشعبي) Where stories live. Discover now