الأمِيرُ المُقنَع🎭

Av kami5kaze

10.5K 630 522

_هُنَاك رَجُلين،أحَدُهما أمِيرٌ و يكُون زَوجِي، و الآَخر صَائدُ جوَائِز خطِير و يُريدُني أيضاً. الفَرقُ الوَ... Mer

01:حرةٌ مِن جديدٍ
02:الملِكة بِينِي لَا يُستهَانُ بِها
03:الأَمِيرُ المُقَنَع و الفَتَاةُ فِي مِحنَة
04:مَا يقبَع خلفَ القِناعِ
05:تحتَ الحِمَايَة
06:أُحبُك و لكِن
07:لُغةُ الجَسدِ هِي لُغتنا اليَوم
08:الجَانِب الآَخر
10:تَفَاوُض،تَنازلَات،شُرُوطٌ ثُم اِتِفَاق
10.5:تَفَاوُض ،تَنازلَات ،شُرُوطٌ ثُم اتِفاق
لَمحةٌ من المَاضِي
11:إِنعِكَاسٌ
12:قُوةُ الحُب

09:اللِقاء المُنتَظَر

242 21 29
Av kami5kaze

▪️▪️▪️

يحارب الإنسان في حياته بدأً من اللحظة التي يأخذُ فيها نفسًا لأول مرةٍ، و يكمِلُ حياتهُ و هو يصَارعُ كل العقبات التي تسدُ سبيلهُ.

لكن هناك نوع من الصراع الذِي يستنزف الروح، يأخذ كل الطاقة و الرغبة، و القوة من الإنسان، إنه الصراع الأسوأ.

إنه الصراع الداخلي.

هذا لأنه يأتي من الداخل، حينها الإنسان يصارع ذاته في كل النواحي.

في بعض الأحيان تأتيه الرغبة في الإستسلام، لأن كفاحه كان طويل، و بعد دهر مديد من الألم و الصبر ينكسر الخاطر ثم تنجلي الرغبة، و ينبلج التعب.

لكن جيون جونغكوك وعد نفسه أنه طالما ما يزال يتنفس، فلن يستسلم أبدا. صراعه مع نفسه قصة عريقة إعتراها الغبار بقدمها. فمنذ ان كان صغيرا في السن، حياته كانت محض صراع.

قاتل و قتل.

تلوثت يداه بالدماء في أيام زهوره، حين كان بريئا و لم يكن يفهم الحياة جيدا لصغره.

طفولته، و مراهقته، لم يعشهما كما يفترض لشخص في مثل ذلك العمر أن يعيش. فقط رأت عيونه مشاهد صادمة، و عاش لحظات صعبة.

ترعرع في بركة من الدماء. و تخبط فيها حتى كاد يختنق.



وجهه كان عارٍ من القناع الذي يرتديه إذ انه كان في خلوته، فقد تُرك حتى يغرق في أفكاره لوحده، في غرفته.

كان يرتدي ثيابه إستعدادا للذهاب لأداء واجبه الملكي، فوقت تتويجه قد أقبل و لم يتمكن من استعادة زوجته الهاربة.

الأمر ليس صعبا عليه.

لو أراد، لبلغها، ثم لرفعها فوق كتفيه ليأخذها.

لكنه لا يريد للأمور أن تجري على هذا النحو، فهو يريد منها ان تأتي إليه بنفسه، فإن لم تفعل، سيذهب إليها حتى يحادثها، و ببراعته في التفاوض و تسوية الأمور، سيجعلها توافق.

لأنه إذا ضغط عليها، أو إذا حاول إرغامها على البقاء معه، فسوف تكرهه، و هذا ما لا يريده بالذات، هو خائف من أن تنفر منه.

غمس أصابعه في شعره الغرابي اللون و زفر، بعد أن نظم ربطة عنقه، لم يزعج نفسه بالنظر في المرآة لأنه لا يحبذ رؤية وجهه حتى.

طُرق بابُ غرفته، و سمح للطارق بالولوج، و لم يكن سوى حارسيه الشخصين، جايسون و مايسون.

أظهرا له إحترامهما بإحناء رأسهما، كما تعلما. فأومأ لهما ردا على إحترامهما له.

جايسون الذي يحمل ندبة صغيرة على عينه اليمنى إقترب من جونغكوك حاملا بين يديه سيفه، فمد كلتا ذراعيه ليعطيه إياه.

جايسون هو التوأم الهادئ، الذي لا يتحدث كثيرا لكنه شخص مسؤؤل جدا و يمكن الإعتماد عليه دائما و في كل الحالات، يستجيب بسرعة و يفهم الأمور من أول مرة، لديه دهاء يفوق أخاه التوأم مايسون قليلا فقط.


مايسون ثرثار، و يحب التعرف على الناس، لكنه يتفوق على جايسون من ناحية القدرات القتالية و لكن الفارق ضئيل، كلاهما يكملان بعضهما مثل وجهين لعملة واحدة. و معا يشكلان فريق لا يملك عيوب.




لهذا تم اختيارهما عند إجتيازهما للإختبارت من أجل منصب الحراس الشخصيين. فقد استحقا هذين المنصبين بجدارة بعد أن اثبتتا ما يقدران على فعله معا.


بعد أن تناول جونغكوك سيفه من بين يدي جايسون تحدث إليهما أخيراً ليملي عليهما و يجب أن يفعلاه.

_سوف نذهب لزيارة مقر البحث و التقرير، بعد ذلك سأنظم إلى الإجتماع الذي عقده ُ لي "لويس كاڤيل" مع الجنرال فوليو.

رد التوأمين على سيدهما بالإنحناء له.




▪️▪️▪️




كلُ من كان يعمل في المقر انغمس في الحديث، الجو مليء بالضجيج، أصوات الأوراق التي تُقلبُ و التي تُختمُ، و الصناديق التي تُحمل من مكان إلى آخر.

كل ذلك الضجيج توقف حين أعلن الحارس أمام باب المقر بصوت عال أن الأمير قد وصل، فقد شحبت اوجههم من الخوف، و هرعوا لتنظيم الفوضى قبل أن يدخل.


لم يتغير أي شيء، المكان بقي مجرد فوضى عارمة بالرغم من محاولتهم للتخلص من بعض النفايات و تنظيمهم للأوراق المبعثرة، أصبح مركز التقرير مثل مخيم اللاجئين، فمنذ أن مات رئيس المقر السابق خسر هذا المكان هيبته و سمعته.

و جونغكوك لم يعد يتحمل رؤية ذلك الكم الهائل من الإهمال و انعدام المسؤولية، لا أحد يؤدي واجبه كما ينبغي، و بالنسبة له، ذلك يعتبر تقليل للإحترام اتجاه القانون و العدالة، لذلك كاد ان يفقد أعصابه حين إكتشف أنهم يزورون التقارير و يلفقون التهم و يلصقونها لأشخاص أبرياء.


قُتلَ الضجيج و طغى هدوء عظيم على الجو بعد أن ولج إلى المقر، أجسادهم استقامت و وقفت كالعواميد، نظراتهم مسهوبة أمامهم و لم يجرأوا على تحريك مآقيهم و لو درجة.




شعروا بالخوف، لأنهم قد أمسكوا بالجرم المشهود.


لقد مر وقت طويل على آخر مرة دخل فيها الأمير إلى المقر، و آخر مرة، كان فيها رئيس المقر السابق حيا يرزق، و كان يؤدي واجبه على أتم وجه، و كل الفوضى و الضجيج لم يكن له وجود هناك أصلا.



عقد الأمير ذراعيه خلف ظهره، سيفه تدلى من الحزام الذي حاوط خصره مثل الأفعى. و تفحص المكان بأعينه حريصا على عدم نسيان أي بقعة او ركن، و قد رأى كمية الفوضى و النفايات الموجودة و قبل أن يلج إلى المقر، سمع الضجيج الذي لا يحتمل من بعيد.



لم يعجبه المنظر، و لم يرق له إلى ما آلت إليه الأمور و كل الإنزعاج ظهر على ملامح وجهه المخفية تحت القناع، لم يتمكن أحد من رؤية وجهه، و ذلك أخافهم أكثر.


جايسون و مايسون كلاهما يقفان خلفه، و إلتزما الصمت، لكنهما شعرا بالقرف من الحالة.


في عز ذلك الهدوء المميت، تحدث جونغكوك جاعلا الجميع يهرع لتلبية الأمر

_أين هو رئيس المقر؟ أخبروه ان يأتي في الحال.

بدأوا يتحركون كالنمل في كل مكان بحثا عن رئيسم و بعد مدة تجلى جسده خلف أحدى الأبواب الموجودة في المقر.


هرع إلى الأمير ثم أنحنى له ليبدي له إحترامه المزيف، وجهه كان يحمل الخوف و القلق لأنه على دراية لما ينتظره من عواقب لأفعاله الغير مسؤولة و السيئة.

_سُموك...

نبس بنبرة مهتزة.

رفع جونغكوك حاجبه خلف قناعه، و قد تمكن من قراءة لغة جسده جيداً.

لغته الجسدية كانت تصرخ ب:مذنب!

_هل تدري لماذا أتيت؟


تظاهر بالجهل و نظر إلى سيده بوجه بريء و غير مدرك نابسا في نفس الوقت

_انا لا أدري سموك!

حتى نبرة صوته كانت تهتز، و وجهه إكتسب حمرة و العرق تقطر من جبينه لأنه يعرف تمام المعرفة أن أمره قد انتهى.


_سأعطيك فرصة أخرى، حاول مجدداً.

قال الأمير بكل هدوء.

المتهم شعر بالتردد، لم يرد ان يعترف بجرائمه خوفا من أن يكون مجرد فخ لجعله يفرغ كل شيء، و من جهة أخرى خاف ان يستمر في التظاهر بالتجاهل و الكذب و في الأخير سيزيد الأمور سوء لأنه سيعاقب أكثر لكذبهِ في وجه الأمير.


بلع ريقه بصعوبة، جسده بدأ في الإرتجاف من الخوف و صار تمثيله أسوء، لم يعد هناك أي مفر فاستسلم و اعترف بكل جرائمه أمام عماله و أمام الأمير و حارسيه الشخصين.


بعد أن أنتهى من الإعتراف، رفع رأسه حتى ينظر إلى عماله، و شعر بمعدته تتقلب بسبب المنظر، كانوا ينظرون إليه بقرف، بكره، و بخذلان، و أدرك في تلك اللحظة ان كل شيء قد انتهى بالنسبة إليه، و ما زاد الطينة بلة هو ما قاله الأمير في النهاية له

_شكرا على إعترافك بجرائمك، في البداية لم يكن لدينا أدلة ملموسة و كافية لإدانتك، و بفضل إعترافك الآن، أصبح بإمكاني إعطاء أمر لإلقاء القبض عليك.


تجرد وجهه من كل الألوان، و قلبه كاد يقع في معدته من الصدمة لأنه رمى بنفسه إلى التهلكة باعترافه ذاك و قد قضى على حياته بنفسه.


شُل لسانه، و تراكمت الكلمات في حلقه حتى اختنق عليها.

بإشارة واحدة من يد جونغكوك، تم القبض على الجاني.


واحد سقط، و آخر في الطريق.



▪️▪️▪️


طرقت بينيلوبي على باب مكتب إدوارد، فجاءها رد من حباله الصوتية يأذن لها بالدخول، ففتحت الباب ببطء على غير عادتها ثم إنظمت إليه في مكتبه.



راقبها بأعينه شاعرا بوجود إختلاف فيها، هناك شيء ناقص و أدرك ما هو حتى قعدت أمامه و عقدت رجلا فوق أخرى.


بدت قلقة، و هادئة.

فَهِم ان الأمر في غاية الجدية، فقام بترك عمله جانبا حتى يمنحها إهتمام الكامل، و كان هو الأول الذي فتح الحديث، و اسمعها صوته الأجش الذي صار أغلط بفعل التدخين.


_بيني، هل انت بخير؟ أهناك ما تحتاجين إليه؟



إبتسمت له بلطف، شاعرة بالإمتنان، فلطالما وقف بجانبها، و لطالما هرع لتلبية كل إحتياجاتها.

_لقد قررت أن أواجه مخاوفي، سوف أصح حدا لكل الأمور... و سأفعل ذلك اليوم.


اتسعت أعينه بغير تصديق بعد أن أدرك ما كانت تعنيه، تملكه القلق على الفور، و يده تلقائياً اتجهت نحو قبعته الكلاسيكية و خلعها عن رأسه كاشفا خصلات شعره الحريرية و الطويلة.



هو لا يخلع قبعته ابدا، إلا عندما ينام.

_هل انت متأكدة؟، ألا تعتقدين انك تقامرين بحياتك؟ فكري مجدداً، ربما قد تندمين!..... هل تريدين مني مرافقتك؟..... دعيني أرافقك؟!

صوته كان صاخب، على غير العادة.

قهقهت بخفة، و هزت رأسها رفضا، ثم تمتمت بصوت هادئ



_لا داعي لذلك، أنا أعرف ما أفعله، و انا واثقة بما انا مقبلة على القيام به، لقد فكرت في الأمر مرارا و تكرارا، و أدركت ان الهروب طريقة الجبناء في التعامل مع مشاكلهم، حان الوقت حتى أواجه مصيري، لقد تعبت من لعب لعبة المطاردة، و انا على علم تام بنتائج أفعالي سواء من الناحية الإيجابية او السلبية، أسوء ما يمكن أن يحدث لي هو خسارة حريتي.



وضع إدوارد كلتا يديه على وجهه في قلق و عدم راحة، لم يرقه كلامها بتاتاً، و لم يصدق ان مثل تلك العبارات انزلقت من لسانها، ذاك الكلام ضد شخصيتها بالكامل.


_لا أصدق انك تقولين ذلك بيني، ألستِ تهوين الحرية؟، ألست الفتاة المشاكسة التي تثير المتاعب أينما وطأت أقدامها ؟، بيني، الحرية لا تقدر بثمن، إنها حق، لا يمكنك إعطائها لأي كان، لقد فقدت عقلك
فكري مجدداً و لا تستعجلي.

مجدداً هزت رأسها نفيا، و ابتسامتها اللطيفة و المليئة بالعزم و الثقة لم تفارق وجهها، و ردت عليه

_إدي، لقد فكرت في الأمر مئة مرة، تأملت و توصلت إلى حل واحد في كل مرة، انا لم افقد عقلي، أدرك تماماً في ماذا سأقحم نفسي، لو رأيت ان الأمر خطير فلما أتيت بهذا الحل.

_تعلمين أنني سأقاتل من أجلك؟ لا ترغمي نفسك على فعل شيء لا تريدينه!

_لكنني اريد ذلك إدي، ذلك الشخص... لن يُؤذيني.

هز رأسه بغير تصديق، فالبنسبة له، ما تقوله الآن مجرد أفكار تافهة.

_مالذي يجعلك تصدقين انه لن يؤذيك؟

لمعت أعينه بالغضب و الكره حين قال ذلك. و هي لاحظت ذلك.

_كنت اعرفه قبل أن نتزوج، لم نتحدث كثيراً، لكني أعرف أي نوع من الأشخاص يكون، كما اخبرتك من قبل، في يوم زفافنا تركني أهرب، لم يُؤذيني ابدا و لا أعتقد أنه سيفعل ذلك الآن، لقد وعدني بأنه سيجدني و قد فعل ذلك، و وعدني أيضا انه سوف يستعيدني لذا قبل أن يأتي إلي هو، سأذهب إليه انا، و سأتحدث معه و سأقنعه بالتخلي عن علاقتنا.


استمع إلى تفسيرها من وجهة نظرها، و وجد ذلك في غاية الفضاعة و التهور، هو يعرف حق المعرفة ان جونغكوك لن يتخلى عنها حتى لو انطبقت السماء على الأرض، سوف يستمر في مطاردتها حتى يستعيدها، و الأسوء لم يأتِ بعد، السر الكبير لا تعرفه بعد.

'لو فقط تعرف من يكون' فكر في عقله.


_لن تتراجعي مهما حاولت إقناعك أليس كذلك؟

سألها، فأومت له بكل ثقة.

_حسنا، افعلي ما تريدينه، لكن ضعي في بالك انني لن ابقى في مكاني إن ساءت الأمور، إن حدث لك شيء، سوف ارفع الجحيم من أجلك،و لا تهمني حقيقة انه الأمير و الملك المستقبلي، سوف اشن الحرب.


ترقرقت مآقيها بالدموع ،وقفت من مكانها و تقربت منه ثم حاوطت ذراعيها حوله و عانقته بامتنان.

فصلت عناقهما، و استمعت إليه بينما يتحدث إليها

_ سوف اتصل به و أعلمه عن رغبتك، ثم سنحدد موعد و مكان اللقاء، و سأرافقك أيضا. هل هذا مفهوم؟

أومأت ان نعم، بالرغم من انها ليست راضية في إقحامه لنفسه في القضية، جونغكوك لن يؤذيها كما تعتقد، لكن ليس هناك أي ضمان انه لن يؤذِي إدي، لهذا السبب هي خائفة على حياته.

عادت إلى مكانها و جلست لتشاهده يرفع الهاتف الأرضي و بدأ في تشكيل الرقم، وضع سماعة الهاتف على أذنه و انتظر لفترة، بعد بضع رنات رد أحدٌ ما على الهاتف، و صوت ذلك الشخص يعود إلى شخص كبير في السن و ذو لكنة راقية

_مرحبا سيد إدوارد لورنزو، هل بإمكاني معرفة السبب وراء اتصالك المفاجئ؟

حمحم إدوارد اولا قبل أن يرد على ذلك الشخص.

_أعتذر على هذا الإتصال المفاجئ سيد لويس، لكن الأمر طارئ، أحتاج إلى إعلام الأمير على الفور.

في الجهة الأخرى من الهاتف، لويس داعب شاربيه الطويلين الذان يكسوهما بعض الشيب، هو يحترم إدوارد كثيراً لأنه رجل مثابر و يقوم بأعماله بشكل مثالي، يتصل في الوقت المحدد دائما و إذا حدث و اتصل في موعد لم يحدد فهذا يعني ان الأمر يستحق.


_انا أصدقك سيد إدوارد، حتى سمو الأمير أمرني بالإجابة عن اتصالاتك مهما حدث، مما يجعلني أؤمن أيضا بأنك شخص قد استقطاب انتباه سموه و انه يضع فيك بعض الثقة، فكيف سأرفض؟


_شكرا لك سيد لويس.

_لا شكر على واجب، سوف أقوم بتحويل الإتصال إلى سمو الأمير فوراً، بالرغم من أنه حالياً في اجتماع بالغ الأهمية.

لويس كاڤيل إعتقد ان سبب الإتصال يستحق مقاطعة إجتماع الأمير مع الجنرال فوليو. و لم يتردد في تحويل الإتصال إليه في مكتبه الفسيح.



▪️▪️▪️

جونغكوك كان يجلس على مقعده أمام مكتبه الخشبي ذو الجودة العالية، أمامه قبعَ الجنرال فوليو الذي يرتدي نظارة ذات دائرة واحدة تتدلى منها سلسلة ذات لون ذهبي لامع.

جونغكوك لم يضيع وقته في المقدمات، و قام بتوزيع الملفات التي تحتوي على أدلة حول الجرائم و التزويرات التي قام بها الجنرال فوليو مع رئيس المقر

بعيدا عن المكتب، و في ركن واحد كان رئيس المقر يقف و رأسه للأسفل، شاعرا بالعار و الحرج حول أفعاله القذرة.

و بالطبع فوليو لم يحتج إلى الشرح، هو ذكي و فهم كل شيء في اللحظة التي وقع بصره على رئيس المقر المرعوب.

_فوليو،انا حقا محبط من أفعالك، لقد طعنتني في الظهر.

قال جونغكوك بكل صراحة.

عكس رئيس المقر، فوليو لم يظهر اي علامة من علامات الندم، الخوف و القلق، بل العكس، وجهه كان يحمل الفخر و الثقة.

_سوف أكون صريحا سموك.... أنا لا احبذك، و لا أطيق وجودك، في الحقيقة، لطالما كرهتك، كرهت العمل تحت إمرتك، إلحاق الأذى بك يعطيني شعور لا متناهي من المتعة، حتى لو كان ألما معنويا، للأسف لا استطيع إلحاق الأذى الجسدي عليك نظرا لكوني افتقر إلى الخبرة التي تمتلكها في القتال، و افتقر إلى الذكاء الشديد الذي تمتلكه أيضا، فوجدت ان طعنك في ظهرك بشكل مجازي سيكون افضل من عدم القيام بأي شيء.

فوليو المسكين كان يتسائل كيف يبدو وجه الأمير أثناء إعترافه بكرهه الشديد له، كان يتسائل أي نوع من الملامح يحملها وجهه تحت ذلك القناع.

انتظر من جونغكوك ان يعبر عن مشاعره، ان يعبر له إلى مدى هو مجروح الآن.

فجأة تداعت توقعاته حين سمع صوت قهقهة تهرب من حنجرة جونغكوك، اكتافه كانت تهتز أثر ضحكته الجذابة، تلك كانت أول مرة يسمع فيها فوليو الأمير يضحك، و في تلك اللحظة أيضا ،راوده شعور اول مرة يحس به.

جسده إقشعر، و قلبه بدأ في ممارسة الرياضة في قفصه الصدري، بلع ريقه بصعوبة و نبس ببعض من الإنزعاج

_ما المضحك في الأمر؟

جذب ربطة عنقه التي صارت فجأة تضيق الخناق على حنجرته.

_فوليو،ليس لديك اي فكرة عما ينتظرك.

انعقد لسان فوليو، لقد ظن أنه قد ألحق الأذى به عن طريق خيانته، لكنه وجد نفسه الآن يُسخر منه و من أفكاره، بدى مثل المهرج، و ووجد نفسه أخرس الآن بينما يحدقان ببعضها البعض.

قُطع الهدوء بسبب رنين الهاتف الأرضي فوق المكتب فنقل جونغكوك عينيه من فوليو إلى الهاتف، و قبل أن يجيب، نظر أولا إلى حارسيه الشخصيين، و في تواصلهم البصري حدث تفاهم و كأنهم يقرأون عقول بعضهم البعض.



رفع جونغكوك الهاتف و وضع السماعة على أذنه ثم تحدث للمتصل

_ماذا هناك لويس؟ هل حدث شيء يستحق مقاطعة إجتماعي المهم؟


نبرته كانت هادئة و محترمة حين لفظ كلماته، و حين رد عليه المتصل، عرف أنه حقيقة، ليس لويس كاڤيل من اتصل به، بل إدوارد.


_إدوارد لورنزو على الخط، و أجل، إن الأمر يستحق مقاطعة أي كان ما تفعله.



إدوارد إعتاد على إحترام الأمير جونغكوك قبل أن يرى وجهه، لكن بعد أن كشف له عن وجهه، إختفى كل الإحترام الذي يحمله إتجاهه و أصبح يخاطبه و كأنه شخص عادي من العامة.


_ماذا هناك إنزو؟


سمع إدوارد يأخذ نفسا عميقا ثم زفره، بعد ذلك تكلم بهدوء تام.


_بينيلوبي تريد لقائك.


ثقل نفس جونغكوك، لم يتوقع ان يحدث شيء مماثل أبدا، لا يمكنه ان يترك فرصة كهذه تضيع من بين يديك.


_متى؟

_اليوم إن أمكن، حتى لا تغير رأيها، بالرغم من أني اتمنى ان تتراجع.



قال ذلك بكل جرأة، و بدون خوف.


_هل هناك أي مكان محدد تريد أن نلتقي فيه؟



سأل جونغكوك، مزاجه أصبح أفضل بعض الشيء بعد هذا الخبر السار.





_ليكن اللقاء هنا في الحانة، حيث سأكون قادرا مراقبتكما.


جونغكوك إصطك أسنانه بانزعاج، هو لا يريد أي جمهور حين يلتقي بها، يريد أن يختلي بها و يتحدث معها براحة في أمورهما الشخصية.


_سوف أكون هناك، على الساعة التاسعة تماما، و سيكون اللقاء بيننا فقط، لا اريد اي دخلاء، حتى لو كان انت.



_سوف نرى.


أجابه إدوارد و دون اي كلمة زائدة أغلق الخط في وجهه بوقاحة، و بيني كاد ان يغمى عليها طوال المحادثة، بسبب طريقة إدوارد في مخاطبة الأمير

بيني فكرت انه ربما يرغب في الموت.





أعاد جونغكوك الهاتف إلى مكانه ثم أكمل إجتماعه المهم مع الجنرال فوليو.



_ذكرني أين كنا مجددا؟



نبس جونغكوك متظاهرا بالجهل. في حين انه يحفظ كل شيء بالتفاصيل و لا ينسى ابدا.






▪️▪️▪️




أسدل الليل ستائره، فامتلئت الحانة بالناس بالرغم من وضع إدوارد للافتة في الخارج تقول بأن الحانة ستقفل على الساعة الثامنة تماماً.


حانة إدوارد هي أفضل حانة في المدينة، ربما ليست الأفضل من ناحية الشكل، لكنها الأفضل من ناحية الشراب و التنظيم و بالطبع الأكل.



تردد الناس على الحانة ليغتنموا الفرصة و يشتروا مشروباتهم الكحولية قبل أن تبلغ الساعة الثامنة و بيني كانت تنتظر في مكتب إدوارد لوحدها.


قررت أن تتزين قليلاً، لأن مظهرها كان كارثي بالنسبة إلى ما تعتقده، وجهها الجميل كان يحمل الهالات السوداء تحت أعينها، بشرتها شحبت بسبب التوتر الذي لا تستطيع السيطرة عليه.



كانت ترتدي سروالا أسود و بوتس بنفس اللون، إضافة إلى قميص أبيض يحتوي على مشد مصنوع من الجلد. شعرها الطويل ذو اللون البني الكستنائي سقط على كتفيها في تموجات.


أصابعها كانت متشابكة، و شفاهها راحت ضحية أسنانها التي ما انفكت تعض عليها باستمرار.



مر الوقت بسرعة، و الناس بدأوا في مغادرة الحانة حتى صارت خالية.


حينها قررت أن تخرج حتى تحصل على شراب لتهدأ من روعها.


جلست أمام البار ثم طلبت من النادل ان يعطيها كأسا من التكيلا، فسألها النادل أي نوع تفضله. هو جديد هنا لذلك لا يعرف أي نوع تحبه، فلو كان أحد النادلين القدماء لما احتاجت ان تشرح.



_ريبوسادو و قطعة من الليمون لو سمحت.


أومأ لها ثم شرع في تجهيز مشروبها.

قدم لها كأس صغير الحجم، مع قطعة الليمون، ثم ارتشفتها دفعة واحدة مما جعل حنجرتها تحترق بسبب حمضيته.



أقنعت نفسها ان كأس واحد كافٍ.

ثم طلبت كأس من عصير البرتقال.


جلس شخص بجانبها فأدارت رأسها حتى ترى من يكون، فرأت هوسوك الذي ابتسم لها ببطء. لقد أتى حتى يواسيها رغم غضبه منها لأنها أخفت عنه كل تلك الأسرار.


وضع يده على كتفها ثم أخبرها


_لا تخافي بيني، انا هنا من أجلك، إن حدث اي شيء سوف اقاتل من أجلك.

ذلك جعلها تضحك، لأنها تعرف جيدا ان هوسوك جبان و لا يحب العنف، و حين يرى الدماء يفقد السيطرة على نفسه و يدخل في نوبة من الهستيريا و في النهاية يفقد وعيه.




و مع ذلك شعرت بالإمتنان، لأنه جاء ليواسيها.


_شكرا سُوكا،انت لطيف جدا.

ابتسم لها مجدداً ثم قال

_لكن عديني بأنك سوف تخبريني كل شيء بعد انتهاء اللقاء.


لقد كان جدي في كلامه، لقد شعر بالحزن لأنها لم تثق به حتى تخبره بأسرارها، حتى إدوارد اللئيم يعرف و هو لا، ذلك كسر قلبه.


_أعدك.

قالت له، و قد عنت ذلك بالفعل.

_سوف انتظر هنا مع إدوارد.

أومأت له ثم وقفت حتى تذهب إلى الغرفة التي عاشت فيها لسنة في الماضي عندما تعرفت على إدوارد لورنزو الذي ساعدها و آواها.


▪️▪️▪️


كانت تجلس على حافة السرير، يديها على حضنها و تلاعبت بأصابعها في توتر، الساعة بلغت التاسعة إلا خمس دقائق.

خمس دقائق فقط تفصل بين لقائها مع جونغكوك، و لحسن الحظ، طرق ادوارد على باب الغرفة ثم دخل حتى يتحدث معها قليلاً قبل أن تنتهي المدة.



وقف أمامها ثم قال لها بكل هدوء



_انه هنا، سوف يدخل إلى الغرفة بعد أن تصل الساعة التاسعة تماما، و جئت حتى أُطمأن عليك ِأخبريني كيف تشعرين؟، إذا كنت تريدين التراجع يمكنك، ما زال بعض الوقت.


هزت رأسها ثم قالت له


_لا بأس لا تقلق علي، انا مصرة على لقائه، و لا انكر انني أشعر بالتوتر، لكنني لست نادمة على قراري.


إقترب منها ثم وضع يده على رأسها و نبس لها

_حسنا بيني، إن احتجت إلى أي شيء ناديني، و سآتي على الفور.

أومأت له، ثم سألته



_هل أتى جاك؟

إلتزم الصمت لفترة، ثم هز رأسه نفيا. فلاحظ تعابير وجهها التي تجهمت. ربما كانت تظن بأن جاك سوف يأتي، لكنه لم يفعل، و ذلك جعله يشعر بالغضب منه.


ذلك الوغد!، ألا يفترض به أن يكون هنا.


رفع إدوارد يده حتى يقرأ الساعة على معصمه فرأى ان الوقت قد نفذ و ان اللقاء سوف يبدأ، فودع بيني بعناق ثم أغلق باب الغرفة خلفه حين خرج.




فور خروجه، فُتح الباب مرة أخرى ببطء، فتجلى جسد جونغكوك، وجهه كالعادة مخفي تحت القناع و ملابسه أنيقة و مرتبة، و شعره الغرابي كان مصفف للخلف و كان طويل قليلاً من ناحية خلفية العنق



قلبها فقد وتيرة دقه العادية، و صار يسابق، ثقل نفسها و ازداد توترها.


شاهدته في صمت تام بينما يغلق الباب خلفه ثم لان بظهره عليه، و كفيه جمعهما في جيوب بنطاله.

بعد ذلك نظر إليها ملازمة الصمت، أراد تأملها اولا قبل أن يبدآ في الحديث، و في كل مرة، مثل هذه المرة تجعل قلبه ينبض بسرعة، و تجعل دمه يضخ في عروقه بقوة، إنها تسلب أنفاسه دائما، خاصة عندما تناظره بمحجريها الواسعين.

_hello, butterfly.




تحدث سامحا لها أن تسمع صوته ذو النبرة الجذابة و المثيرة، لطالما أمتلك صوت جميل و ساحر، و مهما حاولت لا تستطيع نسيان صوته.


هذه المرة صوته كان طبيعي، لأن قناعه لم يحتوِ على الطبقة المزدوجة في منطقة الفم التي تجعل الصوت يتغير أثناء الحديث، و هي تعرف صوته جيداً و تستطيع تمييزه.


_مرحباً.

أجابته، خدودها تلونت بالحمرة، ذكرياتها من الماضي صارت تضرب في عقلها مثل الأمواج العاتية التي تضرب الصخور بعد أن تأتي باندفاع فتاك.


_لقد فاجأتني... ظننت أنك ستستمرين في الهروب مني.

قررت أن تضع خجلها جانبا و تجيبه.

_لا يمكنني الهروب إلى الأبد، في نقطة ما كان علي التوقف.

اومأ بتفهم، ثم وضع مسافة بينه و بين الباب، يديه في جيوبه، ثم راح يقترب ببطء منها و مقلتيه لم تتوقفا عن مشاهدة تصرفاتها ردات فعلها.


توقف أمامها تماما، و كانت تنظر إليه من الأسفل لفرق الطول، أعينها الكبيرة كانت ترمق له و وجهها أحمر اللون إثر الخجل. لقد كان راضيا على ما يسببه لها من تغيرات.

هو يعرف انه يملك تأثير كبير عليها.

إنحنى على ركبة واحدة فصار وجهه أمام وجهها، أرادت ان تكتشف بشدة ما يقبع خلف ذلك القناع و أرادت ان تزيح ذلك العائق الذي يبقيها في الظلام حول شكله.



نظر إلى يديها المتشابكين، و ابصر الخاتم الملكي الذي ألبسه إياها بنفسه في يوم زفافهما، ثم رفع أعينه و عاد إلى النظر في وجهها، ثم نبس بهمس لها


_هل تريدين رؤية وجهي؟

لمع الفضول في عينيها، و اعترفت له.

_بشدة.

_ألست خائفة مما يوجد خلف هذا القناع؟

بلعت ريقها بصعوبة ثم اجابته.

_انا خائفة جدا، لكن لا خيار لدي.

ببطء مد يده اليمنى ثم وضعها على خدها، الحرارة كانت تنبعث من بشرتها و اللون الأحمر فيها لم يختفي حتى.

_سأسألك سؤال، و إجابتك ستقرر ان كنت سأدعك ترين وجهي أم لا، فراشة.









▪️▪️▪️▪️▪️

هيلوو💙



اتمنى انكم استمتعم بالفصل؟

_ما رأيكم في الأحداث؟

_لماذا جونغكوك يخفي وجهه؟

_هل ما زلتم تعتقدون ان جاك هو نفسه جونغكوك؟

_هل تعتقدون ان بينيلوبي اتخذت القرار الصحيح؟

_ لماذا لم يأتي جاك؟

_هل يذكركم اسمع"لويس كاڤيل" بأي شيء؟

_اذا أردتم ان تحصلوا على إجابة عودوا إلى فصل المقدمة _

_ما رأيكم بشخصية الأمير؟ هل هناك إختلاف بين شخصية جاك و شخصية جونغكوك؟

_من هي شخصيتك المفضلة؟

Fortsätt läs

Du kommer också att gilla

27.8K 1.3K 18
كل شيء رائع و مثالي في حياة أزميرالدا الهادئة،من إستيقاضها في الصباح حتى قضاء الليل مع اصدقائها في النادي الليلي.تنقلب حياة أزميرالدا بعد مشاهدتها لج...
52.9K 2.7K 44
هيلاري وجين اخوة يعمل أباهم كعالم آثار مما يجعل جين هو المسؤول عن اخاه الاحمق
154K 8.6K 67
ترجمة للكاتبة : _microcosmo_ كيم جونغكوك صغير عائلة كيم، والذي يكبره ستة إخوة يفرطون في حمايته ويكونون صارمين في بعض الأوقات. كيف ستكون في حياته معهم...
12.1K 1.8K 17
لمسه كان يسبب الإدمان وكان النيكوتين هو الإدمان الوحيد الذي سمح لـنفسه به TAEKOOK FANFICTION JK TOP The Cover By @_luvMEME_