Eternal link 2 ... الرابط الأ...

By Aisha-kasem40

156K 8.4K 692

~إنها مخلوق جديد نادر وفريد إنها هجينة نصف مصاص دماء ونصف سليل ~مصيرها هو الموت المحتّم فما إن تبلغ الثامنة ع... More

لمحة عن الأبطال
1
2
3
4
5
6
7
8
9
10
11
12
13
14
15
16
17
18
19
20
فيديو تشويقي
21
22
23
Instagram account

24 والأخير

9.2K 395 105
By Aisha-kasem40

البارت الأخير انصدمتوا ما😁

هذا البارت برعاية هذه الأغنية😅👆
استمعوا لها وانتوا عم تقرأوا البارت لأنها مطابقة تقريباً للأحداث

{بداية حابة أطلب منكم طلب بليز محد يسبني🙏😅}

كانت هيا تحدق بإيزرا بصدمة فكيف له أن يكون حياً بعد أن قضت عليه ميرا فهمست بصدمة:

"إيزرا !!!!"

ابتسم إيزرا بخبث ليردف لها:

"اشتقت لك عزيزتي.."

"كيف ذلك؟ كيف لك أن تكون على قيد الحياة؟"

أردفت هيا باستنكار وخوف فقهقه إيزرا بمرح ثم أردف بسخرية:

"ما الأمر؟ لما أنت متفاجئة هل ظننت أنكم تستطيعون التخلص مني بسهولة؟"

ابتلعت ريقها بصعوبة لتردف بتردد:

"ولكن كيف؟ ميرا قضت عليك وأحرقت جسدك بالكامل"

ازادت ابتسامته الخبيثة وسعاً ثم أردف لها بخبث:

"أجل ما تقوليه صحيح هيا ولكنك لا تعلمين بأنني أنا من سمحت لها بفعل ذلك ..وإن ظننت بأن ابنتك الحمقاء قد استطاعت هزيمتي فأنت مخطئة فأنا من سمح لها بقتلي أو لنقل تدمير جسدي"

ارتجفت هيا بذعر وهي توسع عينيها بصدمة من كلامه وكأن عقلها يخبرها أمراً تحاول عدم تصديقه فسمعت كلام إيزرا الذي يؤكد ظنونها:

"أجل لا تتعجبي من ذلك هيا تذكري بأنني ساحر قبل أن أكون مصاص دماء وتذكري بأن هنالك ميزة للسحرة الذين يستخدمون السحر الأسود فهم يستطيعون أن يحموا قلوبهم ويتخلوا عن أجسادهم البالية ليحافظوا على شبابهم وقوتهم وهذا ما فعلت أنا"

انهار جسد هيا لتجلس على ركبتيها وهي تحدق به بصدمة وجسدها بدأ يرتعش بقوة فاقترب منها وانحنى نحوها ثم جلس قرفصاء وهو يردف بسخرية:

"ما بك عزيزتي هل تشعرين بالضعف؟ ألا تزالين تجهلين السبب لجعلك قوتك تختفي وجسدك يضعف بهذا الشكل؟"

نظرت إليه بضعف وخوف لتردف له:

"ماذا تقصد؟"

حدق بها بطريقة غريبة ثم أردف لها بخبث:

"قصدي واضح هيا هل تظنين أن ما حدث معك مجرد صدفة أم تعب عادي .. بالتأكيد عزيزتي لا فالأمر أخطر مما تتخيلين أجل فالذي تمرين به هي مرحلة النفاذ قبل الموت وهي نفاذ طاقة السللاء منك عندما تفشلين من إنجاب سليل جديد للعالم فسلالة النور هي هبة من الإله ويجب أن تستمر عبر الأجيال وإلا ستفقد هذه السلالة قواها وهذا ينطبق عليك عزيزتي فأنت لم تنجبي سليلاً كما كان من المفترض أن يأتي بل أنجبتِ بدلاً منه مصاص دماء ساحر لذلك سيبدأ من الآن عذابك هيا إلى أن يأتي سليل قادم وتظهر طاقته والذي قد يظهر في الجيل الثاني أو الثالث من سلالتك "

شهقت بخوف وتوسعت عينيها بصدمة فضحك إيزرا بشر ثم أكمل لها بشر وجنون:

"وهنا يأتي دوري سيدة هيا وهو أنني لن أسمح لسلالتك أن تستمر وقد بدأت بفعله منذ زمن وأنت لم تشعري بذلك"

ارتجفت شفاه هيا بخوف مما سمعته وما ستسمعه منه فأردفت بتردد وخوف:

"ماذا تقصد؟"

تنهد إيزرا بخفة ثم أردف بشر وهو يرفع حاجبه بسخرية:

"قصدي يا عزيزتي هو أنني بالفعل وضعت لعنة على ابنتك العزيزة ميرا تقيدها من اللحظة التي تَحمِلُ بها"

تسمرت هيا مكانها وتوسعت عينيها بخوف ليكمل لها بحقد:

"أجل هيا هذا كان عقابك على كسر تعويذة الربط التي قيدتك بي وإنشاء رابطتك الأبدية مع مصاص الدماء البائس"

أردفت له بدهشة:

"كيف علمت بها"

تأملها بنظرات غريبة لم تستطع فهمها للحظات ثم أردف لها بوعيد:

"صدقيني عزيزتي أنا أعرف أشياء أكثر منك بكثير لذا لا تستغربي أبداً، سيأتي الوقت المناسب وسأقف أمامك بجسد حقيقي وأخبرك بالتفصيل الممل عن خطة انتقامي منك ومن عدوي اللدود وإلى ذلك الوقت ستعانين من الألم والضعف الذي سيستمر لكثيرٍ من الزمن بسبب رابطتك مع حبيبك الأبدي وهنا يأتي وقت لعنتي لأشرحها لك .. "

استقام وهو يناظرها من الأعلى وأكمل:

"أجل ففي آخر هجوم ألقيته على ابنتك كان لعنة لتقيد جنينها بجدته السليلة فإن لم يكن سليلاً نقياً كاملاً سيقيد بزهرتي الذهبية التي ستمتدّ على طول ظهره وإن كان مصاص دماء ستمنعه زهرتي من شرب الدماء وأنت تعلمين بأن من المستحيل تخلي مصاص الدماء عن غذائه الرئيسي لذلك فالزهرة ستظهر في أعلى كتفه من الخلف وستكبر وتتمدد بقدر شربه للدماء إلى أن تصل للحد الأقصى وهنا ستقضي عليه نهائياً"

استقامت هيا بوهن وهي تستمع لكلماته التي تغرس بجسدها كالأشواك السامة فابتسم لها باستمتاع وهو يرى شحوب وجهها فوضع يده على وجهها وأردف لها بشر وجنون:

"وهنا نكون قد وصلنا للجزء المهم عزيزتي فموتها يعني موتك لأنني ربطتها بك وموتك يعني موت ماكسيس أيضاً وحتى إن لم يمت فهو سيخسر أكثر من نصف قوته حاله كحال ابنتك العزيزة وعندها أكون قد أكملت خطتي وحان وقت ظهوري"

ثم ابتعد عنها عدة خطوات وهو يرفع بديه ويبتسم بشر:

"أجل عندها سأختار جسداً قوياً لأتخاذه لي وبعدها أقضي على كل من يقف بوجهي وأحكم العالم بقيضتي"

نفت هيا برأسها وهي تتراجع للخلف ببطء وتتردد بذعر:

"مستحيل هذا لا يمكن"

اتسعت إبتسامته وهو يرى خوفها فأردف لها بنظرات غريبة ومختلة:

"لا ليس مستحيلاً فانظري إلي، أنا الآن واقف أمامك، وهذا يعني أن لعنتي قد نفذت ،وابنتك ميرا حاملٌ بجنينها الذي سيرتبط بك، وبقي خطوة أخيرة وأظن أنك علمت ما هي"

ابتلعت ريقها وهي تحدق إليه بصدمة وخوف عاجزة عن النطق بشيء ليكمل لها بشر:

"الوداع عزيزتي هيا أراكِ لاحقاً"

أنهى حديثه ليتحول إلى ضباب أسود ويخترق جسد هيا التي طار جسدها وارتطم بالجدار خلفها بقوة محدثاً صوتاً قوياً ثم وقعت على الأرض بعنف عاجزة عن إلتقاط أنفاسها..
_______________

FARAH POV

الحبّ إحساس رائع.. يشعل أجسادنا بطاقة غريبة ..
ربما هي السعادة..

فإن رأيت شخصاً يبتسم بشرود فتأكد أنه واقع بالحب ..

وإن كنت واقعاً بمصيبة فستجد حبيبك دائماً يزيل عنك حزنك وألمك..
ولن يستطيع غيره فعل ذلك مهما كان مقرباً منك..

ورحيله عنك يعني رحيل سعادتك وسبب إبتسامتك ..
لا أقصد إبتسامة السخرية أو الخبث..

بل الإبتسامة النقية التي تخرج من صميم قلبك..

وهذه كانت حالتي بعد أن فقدت سامر حبي الأول وصديق طفولتي ودرع حمايتي منذ أن خلقت..

قد تتعجبون من الأمر ولكن هذه هي الحقيقة..

فأنا وسامر كنا جاران في نفس القرية وتربينا معاً .. لعبنا معاً ..ضحكنا معاً وكبرنا معاً ..

لا أدري متى بدأ الحب بيننا رغم علاقتنا البريئة ..
ولكن أظن بأن سببه هو تعلقنا الكبير ببعضنا منذ طفولتنا إلى أن تحول لعشق كبير عند مراهقتنا..

سامر كان كل شيء في حياتي .. هو وحده من كان يسأل عن حالي .. يخاف علي .. ويتألم من دموعي ..

أجل فلا طالما قام بمسح دموعي وإحتوائي بين أحضانه بعد أن فقدت والدتي بعمر يناهز الخمسَ سنوات ..

كنت رقيقة وهشة وقتها أي كلمة وفعلٍ يؤثر بي ويضعفني لذلك كان سامر دائماً ما يشجعني ويواسيني عندما أتعرض لتعنيف أبي ..

أبي !! .. أو إن صحّ التعبير جلادي .. فقد كان قاسياً جداً علي وعلى أمي ..

لم يأخذني مرة في حضنه .. لم يقبلني .. لم يقل لي أي كلمة جيدة تفرحني ..

بل لطالما كان يشتمني ويهينني وغالباً ما كان يضربني لذلك كانت طفولتي مختلفة عن الجميع ودائماً كنت ألتجئ لسامر للإحتماء به من قسوة وجبروت أبي..

أما هيا فقد انتقلت لقريتنا عندما كنت في التاسعة من عمري ودرسنا معاً في مدرسة القرية..

وكانت لطيفة جداً معي وكانت الأخت تماماً أما عمي فهد فهو من أراني كيف يكون حنان الأب لابنته..

على الرغم من أن هيا ابنة شقيقه إلا أنه كان حنوناً ولطيفاً معها لأبعد الحدود..

وحتى أنه أصبح يعاملني كهيا عندما رأى معاملة أبي القاسية وأصبح يهتمّ بي وكأنني ابنته..

في ذلك الوقت بدأت الحياة تمنحني القليل من السعادة كغيري من الأطفال ..

أنا و هيا و سامر كانت ضحكاتنا تملأ القرية فرحاً ..

ولكن لم تدم فرحتي كثيراً .. لأن والدي قرر الإنتقال من القرية للعمل في المدينة

وتلك كانت أكثر الأوقات ألماً بالنسبة لي عندما أجبرني على الذهاب معه وترك أصدقائي خلفي..

وقتها عانيت كثيراً على يديه وانكسرت بسبب إهاناته المتكررة حتى فقد الإيمان بنفسي ..

لا تستغربوا من الأمر فأبي قد أجبر على الزواج من والدتي وترك المرأة التي أحبها لذلك كان قاسياً علينا ولأنني أشبه والدتي كثيراً كان يغضب كلما وقعت عيناه علي ويهينني..

بقيت أعاني من الإكتئاب الحاد إلى أن وصلتي رسالة من سامر وهيا .. كانت أغلى ما أملك ..

أعاد ثقتي بنفسي من جديد وجعلني أزداد أملاً في الحياة وأنني سأبقى أفضل فتاة وأرق وأنقى وأوفى صديقة وحبيبة قد عرفها ..

أما هيا فقد أخبرتني أنها ستبقى معي ولن تتركني حتى وإن تزوجنا بالمستقبل وأنها ستحب أطفالي وتريبهم كأولادها تماماً وأنها ستحقق أحلامها معي ..

وحتى أنها كتبت لي أغنية خاصة لي ووعدتني أنها ستغنيها لي عندما تراني..

لأنني أفضل صديقة وأخت قد يحظى بها المرء...

تلك الرسالة التي أحرقتها في اليوم الذي تركتني به ميرا . أجل فنظرات ميرا الخائبة والمنكسرة يومها دمرت ما بقي من قلبي ..

فهي ابنتي وشقيقتي وصديقتي . أكثر من أن تكون ابنة صديقتي هيا ..

فهي حقاً غالية على قلبي مثل هيا تماماً بل أكثر منها أحياناً..

فكيف لي ألا أحزن عندما تحطم علاقتها بي؟!!..

انقطع شريط ذكرياتي بسبب صوت فتح باب وخطوات ستيف التي تقترب مني ..

أكره الإعتراف بذلك ولكنني بدأت أتعلق به بشكل كبير ..
وهذا أكبر ما يخيفني !..

لأنني منذ أن فقدت سامر وقد بدأت أخاف من التعلق بشخص آخر .. حتى لا أفقده ..

فإما أن يتركني .. أو أن أتركه..

لذلك كنت دائماً أشتمه وأصرخ به فأنا لا أريد أن يحبني ..
فأنا لا أستحق محبة أي شخص !!..

صحيح بأنني دائماً أتظاهر بالقوة وأكابر على نفسي ..
إلا أن داخلي يتحطم ويبكي كنفس الطفلة صغيرة ذات الخمسة سنوات التي فقدت والدتها ..

إلتمعت عيناي بالدموع عندما مرت تلك الذكريات التي حاولت دثرها داخلي منذ سنين..

"فرح هل أنت بخير؟"

صوت ستيف أعادني للواقع فأغمضت عيناي وأخذت نفساً عميقاً لتهدئة العاصفة داخلي ..

ثم رفعت رأسي وأردفت له باتزان وأنا أحدق به:

"بخير فقط بعض الذكريات قد شوشت تفكيري"

أومأ بخفة إلا أنني رأيت لمعة الغضب بعينيه .. ابتسمت بسخرية داخلي فأظنّ بأنني أعلم ما يفكر به ..

إنه يظن بأنني أفكر بسامر !!.

لا أنكر ذلك ولكن سامر ليس سوى جرحٍ واحد من عدة جراح أصيب بها قلبي ولا تسألوني ما هي فأنا لا أزال عاجزة عن قولها لنفسي .. فكيف أقولها لكم !!..

ومنذ أن أعطيت ستيف فرصة لإظهار حبه لي وأنا أحاول استجماع شجاعتي لاخباره بالحقيقة كاملة ولكنني لا أستطيع ..

وكم أكره نفسي عندما أرى نظرات الحب في عينيه لي ..

فأنا لست بهذا النقاء الذي يظنني به !..
ولا أستحق هذا الحب منه !..

أخفضت نظري للأرض وأنا أمسح دمعة خائنة من عيني قبل أن ينتبه لها .. سحقاً لي لقد رآها!!..

اندفع نحوي وأمسك أكتافي بخفة وهو يردف بصوتٍ القلق والخوف ظاهرٌ به:

"فرح بحق الإله!!، ماذا يحدث لكِ؟، أعلم أنك حزينة من أمر ما، ولكن ما هو؟ أخبريني به، أكاد أجن من ذلك، منذ أن عدنا من القلعة وأنا أراك ذابة وشاردة طوال الوقت .. أرجوك فرح تكلمي"

لم أستطع النظر لعينيه .. فعينيه تضعفانني ..فتحت فمي لأدخل أكبر قدر من الهواء لرئتاي لتهدئة نفسي ثم أردف له بتردد:

"علينا أن نتحدث ستيف .."

أحسست بنظراته القلقة سُلطت علي إلا أنني لم أجرؤ على رفع نظري إليه حتى لا أتراجع مرة أخرى..

لقد فكرت كثيراً بهذه الخطوة ولكنني بالفعل بدأت أخاف من ذلك بعد أن إلتقيت بميرا منذ أسبوع ..

فهي ظنت بأنني تقبلته وبادلته المشاعر نفسها .. وأنني سأعيش معه للأبد ..

لا أنكر أنني أنجذب له وأتعلق به كثيراً...

لكن لا أعلم إن كان الحبّ يكفي أحياناً لنكمل حياتنا مع الشخص الآخر..

لذا قررت أن أخبره بالحقيقة كاملة لأترك له الخيار..

سرت بهدوء وصعدت للشرفة فأحسست بلفحة الهواء البارد تضرب وجهي بخفة وشعري يتطاير للخلف

جعلتني أعود لرشدي و أرتب أفكاري وكلماتي قبل أن أبدأ بالحديث ..

بعد لحظات شعرت بوقوفه بجانبي وهو يحدق بي ..

بينما لا أزال أتهرب من نظراته فسمعته يتنهد بضيق عندما انتبه لحركاتي.. فابتلعت ريقي وأردفت بتوتر.

"آسفة إن كنت أغضبتك من تصرفاتي في الأسبوع الماضي .. ولكنني كنت غارقة في حيرة من أمري كنت مترددة من إخبارك عن نفسي أشياءً لم أخبرها لأحد من قبل .. ولكنك أخبرتني ماضيك بأكمله ومشاعرك الصادقة نحوي لذلك قررت أن أُخرج ما في صدري بعد كلّ تلك السنوات"

توقفتُ عن الكلام لأبتلع ريقي وأنا أشد قبضتي بتوتر فها قد بدأت بالفعل !

"هنالك الكثير من الأمور التي لا تعرفها عني ستيف كما لا يعرفها إلا القليل .. لا تظنّ بأن الحزن الذي بداخلي من أجل سامر وحسب ولكنني لن أنكر بأنه جزء منه أيضاً لذلك أنا آسفة لأنني أظهرت لك الأمر هكذا"

حدقت بعينيه المتفاجئة بكلامي .. أجل فقد انتبهت له جيداً هذه الفترة ..

فقد كنت أرى الغيرة في عينيه كلما لاحظ شرودي ظنناً منه أنني أتذكر حبي الأول لذلك قررت أن أبدأ بتوضيح ذلك له قبل أن أبدأ بسرد قصتي..

أبعدت عيني عن عسليتيه اللتان كانتا ستضعفاني من جديد ..

ولكن ليس الآن فلا أزال بالبداية .. ابتلعت ريقي للمرة الثانية وأنا أنظر أمامي للسماء المظلمة وأكملت بغصة:

"حياتي لم تكن بذلك الكمال كما تظن، فقد عانيت كثيراً منها ليس بقدرك ولكنها كانت كفيلة بجعل قلبي يمتلئ من الألم إلى آخر سنين عمري .. نشأت في قرية صغيرة مع أمي وأبي ، لم تكن تلك العائلة سوى بداية لكوابيسي، فأبي كان شخصاً قاسياً وظالماً لأبعد الحدود ودائماً ما كان يؤذينا أنا وأمي حتى قبل أن أتعدى الثلاث سنوات.. دائماً ما كانت والدتي تحميني منه إلى أن يفرغ غضبه بها حتى لا يؤذيني أكثر .. ولكن عندما قرر القدر أن يأخذها مني كان ذلك بداية انهياري، كنت بالخامسة من عمري عندما رأيتهم يدفنوها تحت التراب، في ذلك الوقت فقدت مصدر الأمان والحنان بالنسبة إلي وبدأ عذابي من الرجل الذي يسمى والدي، في تلك الفترة كان سامر معي، دائماً يحميني، ويقف بجانبي في وحدتي القاتلة، ولأننا نشأنا معاً ببيوت متلاصقة جعلني ألتجئ إليه أكثر الأوقات، هو وهيا أيضاً، كانا دائماً معي وسبب سعادتي ودرع حمايتي إلى أن كبرت، وشاء القدر ثانية أن يأخذ مني سامر كما فعل مع أمي من قبل، كانت خسارته أمراً صعباً علي وخاصة عندما رأيت جسده البارد مليء بآثار التعذيب، تلك اللحظة كانت السبب الرئيسي لتغيري لما أنا عليه الآن، وبدلاً من تحقيق حلمي لأصير صحفية أنهيت ثانويتي ودخلت لمجموعات الصيادين بسبب رغبتي للإنتقام من مصاص الدماء الذي قتل سامر، في تلك الفترة كنت قد انقطعت عن جميع معارفي ومنهم هيا بعد أن هربت مع ماكس، وزين الذي إلتفت لقطيعه الذي كان بحاجته وقتها .."

أغمضت عيني وأنا أحاول جاهدة تمالك نفسي وإكمال ما بدأت به بينما تلك الصور والأصوات تمر أمامي بسرعة خارقة..

اهتزّ كياني إثر هيجانها بداخلي فابتلعت ريقي الذي جفّ وفتحت عيني وأنا أعقد حاجبي وأردف بألم:

"بعد ذلك الوقت بدأت مهماتي في قتل مصاصي الدماء بعد أن أنهيت تدريبي، ولكنني كنت لا أزال قليلة الخبرة ولست صلبة بما يكفي لأقاتل مصاصي الدماء الأقوياء رغم أنني كنت أتدرب بشكل مكثف، إلا أن قلبي كان لا يزال ضعيفاً ولم يكن بهذه الصلابة كما الآن .. خوفي كان أكبر نقاط ضعفي والذي لم أتخلص منه بسهولة إلا بعد أن دفعت ما بقي مني ثمناً له .. وفي ذلك اليوم كانت نقطة تحولي لما أنا عليه الآن .. ذلك اليوم الذي لن أساه حتى أصبح تحت التراب كأمي وسامر..."

أشعر بارتجاف يدي كحال جسدي عندما تذكرت ذلك الأمر وكأنه يحدث لي من جديد.. فأحسست بيد ستيف تمسك خاصتي بحنان ليمدني بالقوة لأكمل كلامي..

الدموع تجمعت بعيني بينما كنت أجاهد حتى لا أدعها تنزل.. بينما أكملت بصعوبة:

"في ذلك اليوم كنت في أحد مهامي مع فرقة صيادين في الغابة كي نحاول قتل مصاصي دماء قد شوهدا بالمنطقة إحداهما فتاة وآخر رجل لم أستطع رؤية وجهه جيداً بسبب الوشاح الذي يخفي به ملامحه وعندما بدأنا المهمة تفاجأنا بظهور عدد كبير من مصاصي الدماء وبدؤوا بمهاجمتنا بوحشية، للحظة ظننت بأنني سأموت وأنني سأخلف الوعد الذي قطعته على نفسي ولن أنتقم لسامر من قاتله، ولكن فجأة ظهرت ذئاب من بين الأشجار وبدأت تهاجم مصاصي الدماء بضراوة إلى أن هرب مصاصوا الدماء بعد أن قُتل عدد منهم ،في ذلك الوقت رأيت بلاك لأول مرة أمامي وهو يحدق بي بهدوء إلى أن اختفى بين الأشجار، وتحول لزين الذي لم أره منذ أكثر من سنة، اطمأن علي وعالج ذراعي المصابة وأوصلني لمنزلي، بينما يسأل عن أحوالي، ومن حسن حظي أنني أخذت رقمه وحفظته بهاتفي قبل أن أودعه ... ولكنني بعد أن دخلتْ وجدت منزلي مليء بمصاصي الدماء الذين يحتجزون والدي بين ذراعيهم وعندها فقط رأيت وجه جحيمي الحقيقي متمثل بشكل مصاص دماء متوحش جداً"

سقطت دمعة خائنة من عيني وأحسست بتصلب جسد ستيف الملتصق بي ويده تشتدّ على يدي فأكملت بين دموعي:

"هل تعلم ما آلمني وقتها؟ .. عندما رأيت والدي الحقير يترجى مصاصي الدماء ليتركوه حياً بينما وبكل وقاحة أخبرهم أن يفعلوا بي ما يشاؤون وكأنني لست ابنته من صلبه !!.. بينما بقيت أنا متجمدة مكاني بسبب الرعب الذي دبّ بأوصالي وأنا أرى أبي قد تخلى عني من جديد وسلمني للجحيم بيديه .. ولأول مرة شعرت بالفراغ داخلي وأنا أرى زعيمهم يأمرهم بقتله .. راقبته ببرود كيف يمتصون دماءه بوحشية إلى آخر قطرة .. عندها علمت بأنني سأواجه ما هو أسوأ من مصاصي الدماء الذين يحاصروني"

خرجت شهقاتي مرغمة وأنا أتذكر كلماته لي في تلك الليلة وهو يتوعد لي بالجحيم لأنني تسببت بقتل فتاته..

أغمضت عيني بضعف وأنا أشعر بستيف يعانقني من الخلف، يعانق جسدي المرتجف لخاصته الدافئ وهو يضع وجهه بعنقي ويتنفس بسرعة وكأنه يحاول أن يتمالك أعصابه.

عضضت شفتي لأوقف شهقاتي وأكملت بصوت متقطع وبحرقة:

"لم يكن الأمر بهين علي .. لقد كنت ضعيفة جداً لدرجة أنني فقدت نفسي، ما رأيته بذلك الشهر كان كافياً لقتل قلبي وبراءتي وكل مشاعري، وأنا أخسر نفسي مراراً وتكراراً حتى وفى بوعده لي ودنس روحي قبل جسدي ... حاولت الهرب مراراً إلا أنني فشلت فعلمت حينها الفارق الحقيقي بين البشر ومصاصي الدماء ... ولكن في يوم من الأيام عندما حاولت الهروب من جديد استطعت الوصول لهاتفي صدفة ومن دون أي تردد بعثت رسالة لزين الذي وضعت كل آمالي عليه .. وأخفيت الهاتف منه حتى لا يعلم بالأمر وتفشل مخططاتي"

أوقفت كلامي وأنا أشعر بتفس ستيف السريع أصبح حارقاً ضد بشرتي لأعلم أنه في أوج غضبه وأكاد أجزم أن عينيه باتت حمراء !!..

"عندما وجدني رجاله أعادوني لجحيمي من جديد عندها عاقبني بشدة إلى أن تمنيت أن تغادر روحي جسدي حتى أرتاح من هذا الألم، كنت منهكة تماماً ومتخدرة لا أستطيع حتى إخراج صوتي من حنجرتي التي تقطعت حبالها من شدة الصراخ"

أكملت بمرارة وحقد:

"ولكنّ اللعين لم يكفيه ضربي وتعذيبي ، بل قرر أن يحولني لوحش مثله كعقاب لي، ولكن لحسن حظي قد وصل زين قبل أن أفقد آخر شيء بقي لي .. وهو إنسانيتي"

صمت للحظات وأنا أتذكر ذلك القتال العنيف الذي دار بينهما ثم أبعدت يدي ستيف عني وتقدمت للأمام وقلت بصوت بارد كقلبي:

"وبعد قتال عنيف دار بينهما، هرب ذلك اللعين بسبب أعداد الذئاب التي ازدادت بعد وصول أفراد قطيع سيمون، في ذلك اليوم أخذني زين إلى قطيعه وبقي بجانبي كالأخ الكبير إلى أن استجمعت نفسي مجدداً، ثم قام بتدريبي على يديه حتى أصبحت فرح القوية التي أمامك .. تدربنا معاً وعالجنا جراحنا معاً إلى أن أصبحنا أكثر صلابة من ذي قبل، وبعد ثلاث سنوات خرجت من قطيعه لأول مرة عندما أصبحت نداً حقيقياً لمصاصي الدماء حتى أبحث عن انتقامي من الشخص الذي سلب روحي وحطم كبريائي "

مسحت دموعي بقسوة وأنا أنهر نفسي لأنني ضعفت من جديد ثم إلتفت لستيف الذي يكاد يفقد رباطة جأشه وأكملت:

"هل علمت سبب حقدي على مصاصي الدماء ستيف هل علمت سبب عدائيتي معهم جميعاً ومعك أنت خصيصاً لأنني لم أكن أتقبل فكرة تقرب مصاص دماء مني، وفكرة حبي بمصاص دماء بعد أن فقدت كل شيء بسبب أبناء جنسه، صحيح بأنني أضحك وأمزح مع الجميع إلا أنني أخفي هذا السرّ بداخلي حتى هيا لا تعلم عنه شيئاً، أنت أول شخص أبوح له بذلك، لأنني لم أكن أريد خداعك .. لقد حاولت كثيراً استجماع شجاعتي وإخبارك ولكنني فشلت وضعفت لذلك آسفة لأنني خيبت ظنك ..فأنا لست بهذه القوة التي تراني بها .. فهذه القوة التي حصلت عليها الآن كلفتني قلباً بأكمله.."

أنهيت كلامي بألم واضح في عيني التي أرى بها ملامح وجهه المتجهمة وعينيه الحمراء المخيفة والعروق السوداء التي تظهر من أسفل عينيه إلى منتصف خديه كانت أكبر دليل على جنونه،

"من هو؟"

أردف بفحيح مخيف فعقدت حاجبي من كلامه فقد ظننت أنه سيصرخ بي ويخبرنني أنني خدعته كل تلك الفترة.. ولكن لا !!..

فأردفت بتردد:

"ماذا؟"

"من يكون ذلك العاهر؟"

أردف بصراخ وهو يجزّ على أسنانه فنظرت إليه بصدمة .. ألم يفرق معه ما حدث لي .. ألم يصبح يتقزز مني بعد أن علم بأن أحد آخر قد لمسني ..
فأردفت ببرود:

"ولما تريد أن تعلم؟"

اندفع نحوي وأمسكني من ذراعي وبدأ يهتف بوجهي بغضب جحيمي:

"لأنني سأحطم عظامه، أريد أن أمزقه بأظافري، أن أقطعه لملايين القطع ثم سأعيد تجميعه، وأن أضعه تحت الشمس ليحترق، سأذيقه الجحيم لأنه تجرأ وفعل بك ذلك، أقسم بأنني لن أجعل ميتته سهلة، وبدل ذلك الشهر سأجعلها مئات السنين من الجحيم قبل أن أقضي عليه ويذهب للجحيم الأبدي"

حدقت به بألم .. أإلى هذه الدرجة يحبني .. ألهذه الدرجة قد آلمه ما مرّ بي إلى أن قرر الإقتصاص لي ...
أليس لديه مشكلة بأنني لست نقية كما يعتقد ..

حدقت به بحزن وأنا عاجزة عن نطق بشيء لحظات وأنا أرى عينيه عادتا للونهما الطبيعي ..

ثوانٍ وكنت داخل أحضانه وهو يشدد على جسدي وكأنني سأتبخر منه بأي لحظة .. غارساً وجهي بصدره بقوة ..

كنت جامدة بصدمة من فعله لأرمش بغير تصديق .. فعلمت حينها أنني كنت أبكي بدون أن أشعر ...

"آسف .. آسف لأنني صرخت بك .. وآسف لما حدث لك فرح .. أنا حقاً غاضب جداً ولا أعلم ماذا سأفعل"

كلماته الصادقة كانت تدخل لقلبي كالخناجر .. لا أدري لما يزداد ألمي عندما أراه يعبر عن حبه لي ..

لا أدري لما أشعر بالدفء الذي فقدته منذ سنوات في صدره رغم هذا الألم الذي يحتل قلبي ..

أحقاً أنا أحبه لدرجة أن أتألم بحجم الحب الذي يمنحني إياه ..

أهذا حبّ حقاً ؟!!..

قُربه عذاب وبُعده عذاب ..

لا أعلم كيف بادلته العناق غارسة رأسي أكثر بصدره مطلقة العنان لألمي الذي كبدته سبع سنوات ..

أغمضت عيناي بألم عندما سمعت به يهمس:

"اهدئي أرجوك أعدك بأنني سأنتقم لك منه .. سأبقى بجانبك للأبد وسأعالج جراح قلبك وأعيد السعادة إليه أعدك بهذا حبي"

أخرجت نشيجاً متألم ثم ابتعدت عنه وأنا أصرخ به:

"لا تفعل ذلك ستيف أنت تؤلمني بكلامك .. أنا .. أنا لا أستحق هذا الحب منك لا أستحق ذلك .. أنا امرأة مدمرة لن أستطيع أن أعطيك الحب الذي تريده .. لا أستطيع أن أظلمك معي لا أستطيع "

أحاط وجهي بيديه وهو يردف لي:

"لا فرح أنت الفتاة الوحيدة التي تستحق حبي لها لا تظني بأن كلامك هذا غير رأي بك بل ازداد حبي أضعافاً مضاعفة بسببه .. أنت قوية فرح أقوى فتاة رأيتها في حياتي استطعت أن تستجمعي نفسك بعد أن حدث لك ذلك .. لا تظني أنك ناقصة أو مدنسة لا تستحقري نفسك فرح فأنت حقاً أطهر وأرق وأنقى فتاة رأيتها في حياتي .. فقط دعيني أعالج جراح قلبك بحبي وأعدك بأنني سأجعلك سعيدة للأبد"

هدأ بكائي مع كلماته التي دخلت لأعماق قلبي فابتسمت له بصدق بين دموعي ثم أردفت له بهدوء:

"أشكرك ستيف على كل شيء .. شكراً لك على مشاعرك الصادقة وعلى مواساتك لي .. ووقوفك بجانبي .. أنت تستحق أفضل فتاة في هذا العالم حتى تكمل معك حياتك للأبد"

"ولكنني لن أجد أفضل منك فرح"

أردف ستيف بحزن فأمسكت بيديه التي تحيط وجهي وأردفت له:

"لكنني أخبرتك ستيف لن أستطيع أن أعطيك الذي تريده مني .. أنا لن أستطيع أن أعيش معك للأبد"

حدق بي بصدمة وهو ينزل يديه للأسفل فابتلعت ريقي وأكملت:

"أجل ستيف أنا أثق بك وبحبك لي ولكنني لن أستطيع العيش معك للأبد لقد أخبرتك منذ قليل بأنني خسرت كل شيء ولم يبقى لي سوى إنسانيتي وأنا وعدت نفسي ألا أخسرها .. أريد أن أعيش وأموت بشرية ولن يوجد شيء يجعلني أخسرها لذلك أنا آسفة ... لا أستطيع فعلها .."

"فرح"

همس بصدمة وانكسار فأردفت له:

"لقد فكرت كثيراً بهذا الأمر صدقني لم أرد أن أجرحك ولكنني لم أستطع ذلك إنسانيتي هي أغلى وآخر ما أملك ولن أستطيع الإستغناء عنها .. لذلك أنا آسفة لا أستطيع أن أكمل بوهم مؤقت .. لا أريد أن نتعلق أكثر ببعضنا ولا نستطيع أن نعيش معاً إلا لوقت قصير .. لذلك يجب أن نتوقف لهنا"

"لا فرح أرجوك أنا"

"ستيف أرجوك لا تزد الأمر علي أنا لا أستطيع أن أكون مصاصة دماء ..عندها سأكره ذاتي وسأشمئز من نفسي للأبد عندها حقاً ستخسرني .. لا تظنّ بأن فراقك سيكون سهلاً فأنت الذي أنرت حياتي المظلمة بعد تلك السنين .. لقد أعدت ثقتي بنفسي بعد أن فقدتها ولكنني لا أريد أن أعذبك وأظلمك أكثر .. إنها النهاية"

عانقته للمرة الأخيرة ثم ودعته وخرجت بسرعة عندما رأيت جموده وألمه..

أعلم بأنني لن أسامح نفسي لأنني كسرت قلبه ولكنّ ذلك كان الحل الوحيد لنا.

فمن المستحيل أن يعيش بشري فاني مع مصاص دماء خالد ..
______________

أما عند ميرا التي كانت تجلس في المطبخ تأكل المربى بنهم وهي تتلذذ به مع كل ملعقة..

إبتسمت بسعادة وهي تتذكر مقلبها بوالدتها الذي جعلها تركض للغرفة خجلاً بعد أن فضحتها أمام الجميع بعد أن رأت عضة الحب بعنقها وهي تحاول إخفاءها بشعرها

تباً كم كان منظرها مضحكاً وكأنها مراهقة في السابعة عشر سنة

والذي أسعدها أكثر أنها باتت تتقبل والدها أكثر صحيح بأنها لا زالت تناديه باسمه وترفض مناداته 'بأبي' إلا أنها باتت تتحدث معه براحة كما كانت تفعل من قبل أن تكتشفه والدها

وكم راق لها عقله المنحرف الذي ينطبق على عقلها اللذان باتا يستخدمانه لإغاظة المسكينة هيا..

توقفت عن الأكل للحظات متجمدة بمكانها عندما أحست بحركة داخل بطنها!!

تأوهت بألم عندما أحست بالحركة تزداد قوة فنزلت عن الرف بصعوبة وهي تشعر ببطنها يتشنج بقوة وحاولت السير خارجاً إلا أنها إنهارت على الأرض وهي تشعر بالحركة تشتد داخلها بينما يخرج أنين متألم من فمها..

ثوانٍ وكان ماكس بجانبها بعد أن استخدم سرعته الخارق عندما سمع أنينها جاثياً على قدميه وهو يمسك كتفيها وهو يردف بقلق ولهفة:

"ميرا صغيرتي هل أنت بخير؟"

أما ميرا فقد كان عقلها يسبح في مكان آخر وهي تضع يدها على بطنها بعد أن زال الألم وتوسع عينيها بصدمة فعقد ماكس حاجبيه من جمودها .

إلا أنه وسع عينيه بصدمة عندما رآها تندفع إليه معانقة إياه لأول مرة بينما همست بلفهة:

"أبي..."

رمش عدة مرات وهو متجمد من الصدمة إلا أنه لم يشعر إلا وبادلها العناق وهو يستمتع بالمشاعر الدافئة التي غمرت قلبه فابنته أخيراً قد عانقته ونادته بأبي

خرج من شروده على صوتها المتوتر والمتفاجئ:

"أبي أنا أسمعه جيداً أنا لا أصدق حقاً "

لم يفهم ما أخبرته به فأبعدها عنه برفقك ونظر لعينيها اللامعة وملامحها المتوترة قد إنقلبت لسعيدة وهي تهتف له:

"أبي هل تستطيع سماعه؟.. أنا لا أصدق حقاً!! كاي سيطير من الفرح!!"

أنهت كلامها وهي تضع يدها على بطنها بخفة عندها فقط استطاع ماكس فهم ما تقصده ميرا فابتسم بوسع وأردف لها:

"أجل أستطيع سماع دقات قلبه مبارك لك صغيرتي سعيد من أجلك فقط أتمنى ألا يكون مشاغباً مثلك لأنه عندها حقاً ستُهدم القلعة فوق رؤوسنا "

قهقهت بسعادة عندما سمعت كلام والدها اقترب ماكس وقبل جبينها بسعادة لأن ابنته ستصبح أماً عن قريب وأنها عادت إليه بشكل كامل..

ولكن ما قاطع هذه السعادة بينهما هو لمعان الوشم في عنق ماكس فوضع يده عليه وهو يعقد حاجبيه.

حدق به ميرا بقلق وأردفت له:

"ماذا حدث؟"

"هيا"

نطق بتوتر قبل أن يختفي من أمامها متجهاً نحو هيا عندما أحسّ بالخطر الذي يهدد حياتها لتلحقه ميرا بسرعة

وعندما وصلوا للجناح سمعوا صوت إصطدام هيا بالحائط فهرعوا نحوها احتضنها ماكس لصدره وهو يرى صعوبة تنفسها بينما يتفحصها بقلق ثم أردف بخوف:

"هيا ماذا حدث؟ هل أنت بخير؟"

حدّقت به بضعف وهي تضع يدها على صدره ثم أردفت له بتقطع وضعف:

"م.ماكس..إ.إ.إنه..إ.إيزرا.."

وقبل أن تضيف كلمة أخرى فقدت الوعي بين يدي ماكس الذي إلتمعت عيناه بالأحمر الدموي غصباً مما سمعه فحملها ودخل لجناحه فحياة عشقه الأبدي أهم من غضبه وذلك الساحر القذر..
______________

في وقت لاحق كان الجميع على أُهبة الإستعداد ومتجمعين معاً فقد كان ستيف يقف بجانب آرثار وجينوس الذي قد وصل لتوه

وميرا التي تبكي بخوف في أحضان كاي عاجزة عن فعل شيء لوالدتها وهي تفكر بما فعله إيزرا لها

بينما ماكس كان يمشي ذهاباً وإياباً والقلق والخوف ينهشان قلبه فهيا لم تستطع أن تستيقظ من غيبوبتها لأكثر من ثمان ساعات

لذلك بعث لإيزما أن تحضر على وجه السرعة حتى يعلم ما هي المصيبة التي افتعلها شقيقها اللعين..

خرج من تفكيره على خطوات إيزما التي تدخل الصالة بوجه قلق اتجه نحوها الجميع ثم أردفت ميرا بين شهقاتها:

"ما بها أمي هل هي بخير؟"

حدقت بها إيزما وأردفت لها بحزن:

"بخير حتى الآن.."

انصعق الجميع بعد أن أخبرتهم بما حدث مع هيا وإيزرا بينما إلتمعت عينا ماكس بالأحمر ووقف وهو يصرخ بإيزما بنبرة مرعبة:

"عليك اللعنة بسببك أبقيتُ على حياة ذلك الحقير ألم تطلبي مني تحويله لمصاص دماء"

حاول الإندفاع نحوها لاقتلاع رأسها لكن يد ميرا التي تشبثت بيده أوقفته ثم هتفت له:

"توقف أبي أرجوك لا تقتلها فنحن بحاجة إليها الآن اهدأ أرجوك"

ضغط على أسنانه بغضب وهو يحاول تمالك أعصابه فكلام ميرا صحيح فأردف لإيزما بفحيح مخيف:

"اشكري الإله أنني لم أقتلع رأسك الآن ولكني أعدك بأنني سأفعل هذا إن اكتشفت أن لك يداً في ذلك"

بصعوبة أوقفت إرتجافها فهالته المخيفة التي ظهرت حوله جعلت الجميع يخاف منه ثم أردفت بأكثر صوت متزن عندها:

"أقسم بأنني فعلت ذلك فقط لمحبتي لأخي ولو أنني علمت بمخططه لكنت قتلته بيدي فإنهاء سلالة النور هي أكبر مصيبة قد تحدث للعالم وأنا لن أسمح للتوازن أن يختل مهما حدث"

"سيدي الملك من الأفضل أن تجلسوا وتفكروا بالحل لكسر لعنة إيزرا"

أردف آرثار بهدوء محاولاً تهدئة الجو المشحون بالغضب فأومأ له ماكس وسار مع ميرا وجلسا على الأريكة بينما إيزما تقابلهم على الاريكة الأخرى وكل شخص آخر أخذ مكانه ليبدؤوا بمناقشة الأمر بينهم ثم أردفت إيزما بعد تفكير طويل:

"اللعنة التي ألقاها إيزرا على هيا قد ربطت سلالتكما جميعها فإن ماتت هيا ستموت أنت وإن ماتت الطفلة قد تفقد ميرا وكاي جزءاً كبيراً من طاقتهما فإن كان سيخرج حقاً كما يزعم فهذا يعني بأنه سيتخلص منكم أنتم الأربعة عن طريق الطفلة الصغيرة"

أومأ لها الجميع بصمت فقد كان كلامها صحيحاً فهم الأربعة أقوى مصاصي الدماء وسيكونون خطراً يهدد مصالحه

كسر ذلك الصمت صوت ميرا المتردد:

"وكيف عرفتي أنها فتاة؟"

حدق إيزما بميرا نظرات غريبة للحظات ثم نطقت:

"كان من السهل استنتاج ذلك فإنّ اللعنة التي ألقاها إيزرا معقدة من نواحٍ عدة فهي لا تتحقق إلا إذا تطابقت الأجناس والصفات"

"ماذا تعنين بالصفات"

أردف كاي باستغراب فحدقت به ثم نقلت عينيها لماكس بتوتر ثم أردفت له:

"هذا يعني بأنها ستكون متطابقة مع هيا بكل صفاتها أو لنقل نسختها"

انصدم الجميع من ذلك الأمر غير مصدقين ذلك فهل حقاً ستكون ابنة ميرا نسخة مطابقة لهيا مرتبطتان بالحياة والمصير السيء

في تلك اللحظة انتفضت ميرا واقفة وهي تبكي وتضع يديها على راسها وتهتف بخوف:

"انتقامه سيشمل الجميع .. كان علي أن أفهم ذلك منذ البداية لقد أخبرني بأنه يعلم كل شيء وأنه يخطط لكل شيء على هذا الأساس ولكنني لم أصدقه أنا حقاً غبية تباً لي"

استقام كاي بسرعة وعانق ميرا محاولاً تهدئتها فأردف له ماكس بهدوء:

"خذها لغرفتها حتى تستريح"

أومأ له وأخذ ميرا التي لا تتوقف عن البكاء لعله يستطيع إيقاف نوبة بكائها بينما أردف ماكس لإيزما:

"والآن ما هو الحل"

" لا أعلم ما هو الحل ولكني سأبحث عنه ولكن الآن أريد أن نتناقش معاً بأمر آخر .. بمفردنا"

أردفت إيزما بجدية فأومأ لها ماكس وذهبا لمكتبه وبعد أن دخلاه وتأكد أن لا أحد يستطيع التنصت عليهما أردف:

"تكلمي"

أومأت بخفة وأردفت:

"أتذكر ما حدث في المعركة الأخيرة؟ أطلانتس الرمال لم ترجع للأرض بعد أن احترق جسد إيزرا وهذا ما جعل الشكّ يساورني. إن كانت قوتها السوداء قد أصبحت بتحكم إيزرا .. فأنا أجزم بأنها انتقلت لميرا بعد أن أحرقته وهذا يفسر سبب بقائها على سطح الأرض ولم تغوص كما حدث سابقاً"

صدم ماكس من كلامها الذي وجده منطقياً فقد شهد رجوع أطلانتس الرمال مرتان تحت الأرض إلا هذه المرة..

"وما العمل الآن"

أردف ماكس بعد تفكير طويل فردت عليه وهي تشبك أصابعها ببعض:

"فعلياً لن نستطيع إخراج القوة السوداء منها ولكننا علينا إبقاءها بأمان من سحرة السحر الأسود فهي ستكون هدفاً لهم في المستقبل وعلينا جعلها هادئة وألا تغضب وتثور حتى لا تخرج الطاقة المكبوتة داخلها وإلا وقعنا في مشكلة كبيرة "

أومأ لها ماكس بخفة ثم تنهد بضيق وهو يعيد شعره الطويل للخلف بينما يستمع لكلام إيزما:

"هيا ستكون ضعيفة في الأيام المقبلة وخاصة عندما تلد ميرا طفلتها لذلك عليك أن تنتبه على مؤشراتها الحيوية فأنا أتوقع بأنها ستصبح تنام لساعات طويلة وقد تدخل في غيبوبات متعددة بسبب ضعفها ولكن الرابط الذي بينكما سيساعدها على العيش لذا عليك أن تتحلى بالصبر أما أنا فسأبدأ من الآن بالبحث عن حلٍ للعنة مع كهنة السحرة فهذا الخطر لا يهددك فقط .. بل يهدد العالم أجمع.."
______________

بعد ساعات طويلة فتحت هيا عينيها بصعوبة وهي تشعر بالألم والتشنج بأنحاء جسدها حدقت حولها ولم تجد ماكس بجانبها فتنهدت بثقل بينما تقلب جسدها للناحية الأخرى

مدت يدها ملتقطة إحدى الوسادات والتي كانت خاصة ماكس بالتحديد فضمتها لصدرها وهي تستنشق رائحته المخدرة لها بينما تتذكر ما دار بينها وبين إيزما بعد أن استطاعت إيقاظها لوقت قصير

لحظات والتفتت نحو الباب الذي فتح ودخل منه ماكس وميرا وفرح

اقترب منها ماكس وجلس بجانبها وهو يرجع خصلات شعرها لخلف أذنها وهو يردف بشوق:

"هل أنت بخير جميلتي؟"

أومأت له بخفة وأردفت بصوت مبحوح إثر النوم:

"أجل ولكنني متعبة كثيراً"

ساعدها ماكس على الجلوس بعد أن وضع الوسادات خلف ظهرها فجلست ميرا بالجانب الآخر من السرير وهي تنظر إليها بعيون ذابلة من كثرة البكاء وأردفت لها:

"أمي هل أنت بخير.. أنا.."

"لا تقلقي حبيبتي فأنا بخير لا تقلقي علي واهتمي بنفسك وبطفلتك"

قاطعت هيا كلامها وهي تبتسم لها بحنان رغم ضعفها فأومأت ميرا وعينيها تذرف الدموع من جديد ثم ارتمت لحضن والدتها تعانقها وتنتحب من جديد

بينما كانت تمسح هيا على ظهرها وتهدئها وبعد مدة ابتعدت عنها ميرا فقامت بمسح دموعها بأناملها المرتجفة ثم كوبت وجهها بيديها وأردفت:

"توقفي عن البكاء حبيبتي كل شيء سيكون بخير لا تقلقِ دعي إيمانك بإلهك قوي فالخير دائماً من يفوز في النهاية واهتمي بصحتك وصحة حفيدتي الجميلة"

أومات ميرا بإبتسامة حزينة ثم قبلت يدي أمها ونظرت لوالدها الذي أردف:

"هيّا صغيرتي دعينا نحضر الطعام لوالدتك فلا بدّ أنها جائعة"

أردف ماكس ذلك بعد أن رأى النظرات بين فرح وهيا وهو يعلم مدى قرب زوجته من فرح لذلك قرر أن يعطيهما مساحة خاصة لهما..

استقام الاثنان وخرجا تاركين فرح تحدق بهيا بصدمة من وجهها الشاحب والحالة التي وصلت لها وهي لا تكاد تصدق أنها ستخسرها أيضاً..

"فرح اقتربي"

اقتربت فرح ببطء وهي تبلع ريقها وتحاول منع دموعها من الخروج

جلست بجانبها وهي تحدق بها بألم فأمسكت هيا بيديها واردفت لها:

"فرح عزيزتي أعلم بأن الأمر صعب ولكنني لا أمتلك شخصاً آخر أثق به أنتِ هي أختي الوحيدة فرح"

تساقطت دموع الاثنتان فأومأت لها فرح وهي تردف لها بتقطع:

"أعلم .. أعلم هذا .. أعدك بأنني سأهتم بميرا وكأنها ابنتي ولكن أرجوك قاومي هيا لن أحتمل فراقك أيضاً"

حدقت هيا بها بانكسار وأردفت لها:

"ذلك شبه مستحيل فرح اللعنة لا يمكن كسرها وهذا ما يعرفه القليل .. إيزرا يعلم بما يحدث بالمستقبل بطريقة ما وسوف يعود وأريد أن تكوني بجانب ابنتي وتدعمينها مكاني إلى ذلك الوقت"

ازدادت دموع فرح فعانقتها هيا وهي تكمل:

"أحياناً يجب على المرء تقبل كل خطر أمامه ومواجهته بأي وسيلة ممكنة لديه لحماية المقربين منه .. حتى وإن كان صعباً .. يبقى اتخاذ القرار المناسب هو مفتاح الفوز"
_______________

مضت الأشهر بسرعة وكان الجميع بحالة يأس فإيزما عجزت عن إيجاد طريقة لكسر اللعنة

بينما أصبحت هيا أكثر ضعفاً وغالباً ما تدخل في غيبوبة لمدة أسبوع أو أكثر ثم تستيقط لوقت قصير حتى تعود لغيبوببتها من جديد

أما ميرا التي كانت تعاني من تقلبات في مزاجها بسبب حملها وموجات من الإكتئاب وهي ترى حالة والدتها تسوء كل يوم مما جعل ماكس يبقي فرح معهم في القلعة فهي الشخص الوحيد الذي باتت تستمع إليه

بينما فرح المسكينة بقيت تتجنب ستيف طوال تلك الفترة رغم ألمها من ذلك الأمر ولكنها فضلت فعل ذلك على إعطائه أملاً كاذباً وإيلامه أكثر رغم إحساسها بحبها له ولوم نفسها أنها سبب حزنه وكسر قلبه

لذلك كانت مترددة في العيش معهم في القلعة حتى تتجنب رؤيته قدر الإمكان ولكنه عند ذلك وعدها بأنه لن يضايقها أبداً طوال إقامتها معهم

وهذا ما فعله حقاً فقد أصبح يغادر المكان الذي تطؤه قدمها دون حتى أن ينظر لها كي لا يضعف وينسى وعوده لها ويجبرها على البقاء بجانبه

إلا أن آرثار كان يواسيه بأحزانه ويجعله ينفث عن غضبه بجسده الذي يتلقى الكثير من الضربات مما خفف الحمل قليلاً عنه فهما بالنهاية صديقان..

هكذا كانت حال أبطالنا طيلة الشهور التسعة التي مضت وبعد ساعات من التعب والألم المتواصل خرجت فرح من الغرفة تحمل ابنة ميرا الصغيرة بينما كان كاي وماكس يقفان أمام الباب ينتظرون ولادتها على أحرّ من الجمر

شقت الإبتسامة وجوههم بعد تلك الشهور الحزينة بمجيء الأميرة الصغيرة وقبل أن تنطق بأي شيء اندفع كاي للاطمئنان على ميرا بينما اقتربت فرح من ماكس وأردفت له بسعادة:

"سيد ماكس رحب بحفيدتك كيرا.."

في البداية كان متردداً من حملها ولكنه قاوم مخاوفه من سحقها بين يديه وحملها بخفة بعد أن علمته فرح طريقة حملها فقربها من وجهه طابعاً قبلة رقيقة على جبينها وهو يهمس بسعادة:

"هي حقاً تشبهها أهلاً بك أميرتي كيرا"

كيرا هو اسم اختارته ميرا فهو يجمع بين اسمها واسم حبيبها كاي لذلك منذ أن علمت بجنس مولودها باتت تناديها بكيرا أي أول طفلة من النسل الجديد لمصاصي الدماء

حدّق بها بلحظات إلى أن عقد حاجبيه وهو يردف:

"لحظة .. كيف ذلك إنها بشرية !!!"
______________

بعد مدة كانت ميرا تستريح على سريرها وكاي يجلس بجانبها ممسكاً بيدها بخفة

بينما يقف ماكس و فرح بجانب إيزما وكاهنة من السحرة قد أحضرتها معها تستطيع أن تقرأ الطالع

فاستقامت الكاهنة العجوز بعد أن أعادت كيرا لسريرها ثم حدقت بالحاضرين وهي تردف لها:

"هي بشرية مؤقتاً، أرى ناراً تنتظرها كالنار التي لفت حول والدتها، مصير غامض ينتظرها، وقوة سوداء ستحتلها، وممرٌ مظلمٌ أمامها وعليها اجتيازه بالدم سيكون بابه .. ستواجه الكثير من الصعوبات، ولكنها ستستطيع تخطيها بذكائها إلا أمام ظلامها فهو سيكون أقوى منها وسيسحبها داخله، الألم سيكون مرافقها والخيبة مستقرها .. إنه قدرها السيء"

شهقت ميرا بينما أردف ماكس بقلة صبر من ألغاز هذه العجوز:

"ما معنى ذلك تكلمي يا مرأة"

"سيد ماكس اهدأ فالكاهنة لن تستطيع تفسير الأمر لك فهي ترى أموراً متقطعة وتخبرنا بها ونحن علينا فهمها ولكن لدينا نقطة جيدة ستكون لصالحنا وهي أنها بشرية ولن تتحول لمصاصة دماء إلا إن احترقت كوالدتها وهذا يعني أن لدينا وقت أطول لإيجاد حلٍ للعنة فهي ستكون بخير طوال ما بقيت بشرية وعندها لن تحتاج للدماء وجزؤها الخاص باللعنة لم يفعّل بعد، لذا دعنا نذهب للسيدة هيا ونخبرها بما حدث قبل أن تعود لغيبوبتها"

أردفت إيزما موضحة لماكس فأومأ لها مرغماً وذهب الجميع بعد أن أصرت ميرا على مرافقتهم حتى تجعل والدتها تشاهد ابنتها لأول مرة

وفي جناح هيا حيث كانت تمسك حفيدتها النائمة وتقبلها بحنان بينما تجلس ميرا بجانبها تبكي بسعادة وحزن معاً فهي تمنت أن تعيش هذه اللحظة ولكن ليس ووالدتها تحتضر مع ابنتها..

وضعت هيا كيرا الصغيرة بحضنها بينما تستمع لكلامهم وهم يخبروها بكلام الكاهنة فحدقت هيا بشرود ثم نظرت للطفلة التي بين يديها وأردفت:

"أظن بأنني أعرف أين هو الممر المظلم الذي أخبرتكم عنه الكاهنة"

"أين هو أمي"

أردفت ميرا بفضول فنظرت هيا لماكس بنظرات غامضة وأردفت:

"كهف البحيرة"
______________

سنة أخرى مرت عليهم ولا يزالون عاجزين عن إيجاد حلّ للعنة وحالة هيا التي ازدادت سوءاً بعد ولادة ميرا لابنتها كيرا باتت تبقى في الغيبوبة لأكثر من شهر وهذا ما أثار جنون ماكس وأضعفه أيضاً

وقد استغلّ ضعفه المعارضون لحكمه بعد أن انتشر خبر مرض السليلة واللعنة التي وقعت عليهم بسبب خائن لم يستطع أحد كشفه

لتتوالى الضربات والصراعات بين مصاصي الدماء إلى أن حاولت مجموعة منهم قتل ميرا بعد أن قررت الإختلاء بنفسها قليلاً في الغابة

ولكنهم لم يكونو ندّاً لها فاستطاعت قتلهم بسهولة ولكنها بالمقابل جعلت جزءاً من القوة السوداء داخلها تخرج فأحرقت الغابة بأكملها ولم تستطع إيقاف قوتها إلا عندما تدخل كاي وأنقذ الموقف..

مما زاد الخطر حولهم بعد أن علم السحرة بأمر القوة التي داخل ميرا وحاولوا الوصول إليها

لذلك قررت إيزما صنع أربع توابيت لهيا وماكس وميرا وكاي ووضعهم في غرفة في كهف البحيرة الخاص بعائلة النور وإقفاله بتعويذة لا تنفكّ إلا بدماء كيرا التي سيبعدونها عن الأنظار إلى أن تكبر وتصبح شابة

وهكذا يكونون قد أنقذوا حياة هيا بعد أن كادت أن تموت ضعفاً لولا وجود رابطها بماكس في البداية اعترض ماكس عن الأمر

ولكن ستيف وآرثار قد أقنعوه بذلك فهو قد أصبح ضعيفاً جداً بسبب مرض هيا وخافوا من خروج القوة السوداء من ميرا لذلك قرروا أن يضعوها مع كاي في الكهف..

هكذا يستطيعون الحفاظ على أمان سلالتهم مؤقتاً إلى أن يحين وقت خروجهم

وبعد أن تم تجهيز المكان وتدربت إيزما وسالي على التعويذة التي سيلقوها معاً لقفل التوابيت الأربعة تمّ تحديد اليوم والوقت الذي سيفعلون به الأمر

وبهذا صدقت إحدى نبوءات التي أخبرتهم عنها الكاهنة وهي أن على كيرا أن تتخطى الممر المظلم في الكهف وتفتح بابه بدمائها...

وفي اليوم الأخير كانت ميرا وفرح تجلسان على الشرفة بينما تلاعبان كيرا معاً إلى أن نامت بأحضان والدتها للمرة الأخيرة..

تساقطت دموعها الحارة وهي تراقب وجه طفلتها الملائكي وتحاول إشباع نظرها منه لآخر مرة، احتضنتها لصدرها وهي تستنشق رائحتها التي تعلقت بها كثيراً،

ثم قبلت وجهها بقبلات متفرقة ثم تقدمت ووضعتها على السرير بخفة وجلست بجانبها تراقبها وهي تمسح على شعرها وتهمس لها:

"آسفة صغيرتي ولكنني مضطرة لتركك وحدك أرجوك سامحيني فأنا لا أملك خياراً آخر"

حدقت بفرح التي جلست أمامها وأمسكت بيدها وهي تبكي بصمت فلم تستطع أن تحتمل رؤية صديقتيها يبتعدان عنها معاً وأنها ستبقى وحيدة من جديد وقد لا تراهما مجدداً !!

عانقتها ميرا بقوة وهي تهمس لها:

"فرح أنا لا أريد أن أترك كيرا .. أنا خائفة أن تكرهني كما كرهت أبي في السابق... أنا لن أتحمل ذلك لن أتحمل رؤيتها تبتعد عني وتكرهني .. أستطيع أن أدفع عمري بأكمله فقط من أجل أن تناديني بأمي "

مسحت فرح على ظهرها وهي تهمس لها بحنان:

"لا تقلقِ كل شيء سيكون بخير أنا واثقة بأنها ستتقبل الأمر ولن تكرهك"

ابتعدت ميرا عن فرح وأمسكت بيدها وهي تردف لها:

"أرجوك فرح اعتني بها جيداً واحميها كما كنت تفعلين معي لقد كنتِ لي الأم والأخت والصديقة وأريد أن تكوني كذلك لابنتي أرجوك"

أومأت لها فرح وهي تمسح دموعها وتبتسم لها ثم أردفت لها:

"سأشتاق لك كثيراً فتاتي المشاغبة"

ابتسمت لها ميرا بحزن ثم أردفت لها:

"وأنا أيضاً"

بعد ذلك مسحت دموعها واستقامت بخفة وتقدمت من أحد الأدراج فتحته وأخرجت صندوقاً معدنياً صغيراً ثم عادت إلى إلى فرح التي تراقب حركاتها باستغراب

جلست أمامها ونظرت إليها بعيونها الذابة وابتسمت بحب ممزوج بحزن وهي تردف لها:

"في الماضي كنت لا أزال طائشة وغبية وظلمتك عدة مرات معي ورغم ذلك وقفتي بجانبي لم تنتظري مني إعتذار لم تنتظري مني أن أشكرك على أفعالك بل بقيتي بجانبي تسنديني ولم تتخلي عني بأضعف حالاتي .. لذلك أنا أشكرك ..أنا أشكرك من كل قلبي .. أنت أوفى صديقة عرفتها بحياتي فرح وتستحقين العيش بسعادة لنهاية حياتك"


مدت يدها لتفتح يد فرح ووضعت الصندوق المعدني بها وهي تكمل مودعة إياها:

"هذا هدية مني لك فرح هذا هو عربون إعتذاري وشكري لك أنا أحبك جداً ولن أنساك ما حييت ستبقى صداقتنا محفورة بقلبي للأبد"
_____________

في مكان غريب أشبه بحديقة عامة تسير هيا بدون هداً،توقفت مكانها عندما سمعت همساً باسمها،ذلك الصوت العذب الذي يخترق فؤادها بسهولة،فاستدارت للخلف فوجدت أمامها زوجها وحبيبها يبتسم بعذوبة وهو يحدق بها بنظرات عاشقة جعلت خافقها ينتفض سعادة بينما تسمعه يلاطفها:

《أحبك عشقي الأبدي》

ابتسمت بوسع وهي تسمع كلماتها العاشقة وكم أرادت أن تركض نحوه وتقبله بقوة وحب

ولكن قبل أن تتحرك سمعت همساً على يسارها وهو ينادي:

《رفيق..》

استدارت لتوسع أعينها وهي ترى أمامها زين يحدق بها بنظرات غريبة لم تستطع فهمها بينما يردد كلمة:

《رفيق..》

عقدت حاجبيها باستغراب وقد كادت أن تسأله عن حاله الغريبة

ولكن صدح صوت شتت حواسها وجعل الرعب يدبّ بأوصالها وهي تشعر بهالته السوداء

فالتفتت بتردد وهي تبتلع ريقها بخوف فتسمرت مكانها برعب عندما قابلت عينيها زرقاءه المظلمة والقاسية وإبتسامته الخبيثة جعلت جسدها يرتجف بشدة

بينما سمعته يردف لها:

《هاقد إلتقينا .. قطتي》
___
_
_________________

في مكان آخر مظلم تحديداً في أنفاق تحت قلعة مصاصي الدماء تصدر أصوات أقدام مسرعة تشق الطريق المظلم إلى نهايته حيث غرفة مقفلة بأكثر من عشرة أقفالٍ سحرية غير قابلة للكسر،

تقدم أحد الرجال مخرجاً مفاتيحها الخاصة بينما يفتحها واحداً تلو الآخر بينما الباقون يقومون بحمايته من أي هجوم غادر.

وما إن انتهى من فتح الأقفال حتى دفع البوابة بسرعة وتقدم مع آخر إليها وهما يتفقدانها..

فقد كانت غرفة مهترئة جداً جدرانها من الصخور الصلبة حتى تقاوم تلك الأزمان دون أن تنهار وداخلها عدة تماثيل مخيفة تعود لمصاصي دماء متحجرين

ويتوسطها تابوتين باللون الأبيض يملؤهما الغبار وتحيطهما السلاسل السميكة ..

اندفع الرجلان بسرعة نحو التوابيت يتزيلان السلاسل من حولها ثم فتحاهما وابتعد عدة خطوات للخلف بينما يراقبان ذلك النائم منذ قرون ينهض بثياب بالية وشعر حالكٍ طويل أشعث ولحية طويلة تكاد تصل لمنتصف صدره

وما أن وقعت عيناه القاسيتان إليهم انحنوا جميعاً له باحترام بينما قال أحدهم باحترام:

"أهلاً بعودتك سيدي"
____________

أما في كهف البحيرة حيث كانت إيزما وسالي قد بدآ بالفعل بترديد العويذة وكان كلٌّ من ماكس وهيا وميرا وكاي في تابوته يغطون في نوم عميق

بينما تقف سالي وإيزما من طرفي التوابيت التي تصطف داخل دائرة داخلها نجمة خماسية كبيرة داخل كل قسم منها يوضع تابوت بحيث تكون رؤوسهم بجانب بعضها تشكل التوابيت الأربهة نجمة رباعية جناحها الخامس محفور بالأرض إلى أن يصل للبوابة التي ستغلق عندما ينتهيان من أداء التعويذة

بينما يقف آرثار وشيلي وستيف بجانب البوابة يراقبون الأمر إلى أن يتم بينما ينتشر آخرون خارج الكهف يحرسونه من أي دخلاء

وبينما يحدق الثلاثة بتركيز إلى التوابيت التي بدأت تغلق ببطء في حين أن أصوات إيزما وسالي بدأت ترتفع أكثر وهما منغمستين بترديد التعويذة

ولكن فجأة صدم الثلاثة عندما سمعوا شهقة خرجت من فم هيا وهي تفتح عينيها بذعر

حدقت حولها بخوف وهي تشعر بجسدها وصوتها مقيدان ولا تستطيع تحريك حتى إصبعها الصغير فنظرت نحو شيلي التي همست باسمها بصدمة

أحست شيلي بخوف هيا وأن هنالك أمر مهم عليها أن تعرفه فما كان منها إلا أن تستخدم سرعتها وتمسك بيد هيا مستعملة قدرتها على قراءة الذكريات لتعلم ما الأمر الذي تحاول أن توصله هيا لهم

ولكن آرثار اندفع نحوها شاداً إياها بقوة ضارباً ظهرها بالحائط بعنف قبل أن تحترق بلمسة هيا..
______________

أما في مكان بعيد عن الكهف تقف فرح بجانب النافذة وهي تحدق بابنة ميرا كيف تلعب مع أقرانها في الميتم ..

أجل .. فقد كانت خطتهم أن يضعوها في الميتم حتى يبعدونها عن أنظار مصاصي الدماء والحاقدين على ماكس بينما يقومون بمراقبتها وحمايتها خفية

تنهدت فرح بحزن تحكم إمساك الصندوق الذي أعطتها إياه ميرا بقلق وهي تعلم جيداً بأن التعويذة قد بأت بالفعل وقد وقعت على عاتقها مسؤولية كبيرة

ألا وهي حماية كيرا..

إلتفتت للنافذة تحدق للسماء المظلمة بشرودٍ انقطع عندما رأت أعداداً لا تحصى من مصاصي الدماء يتجمعون حول الميتم

شتمت بين أنفاسها ونظرت للحراس الذين معها وقد بدا عليهم القلق فكيف لخمسة أشخاص ردع جيش من مصاصي الدماء !!!

فأرسل أحدهم الرسالة للمجموعة القريبة منهم بينما استعد الجميع للقتال ومن بينهم فرح

ثم نظرت للمعلمات اللواتي يقفن بين الأطفال ونظرها معلق على كيرا ثم هتفت لهم:

"إياكم والخروج من هنا مهما حدث في الخارج"

ثم اندفعت للخارج مع مصاصي الدماء عندما رأوا أعداءهم بدأوا بالتقدم إليهم..

"سحقاً.."

شتمت بصوت عال وهي توجه مسدسها نحو أحدهم وأطلقت عليه في منصف قلبه ثم أسقطت آخرين إلا أنها تجمدت مكانها عندما لمعت النار أمام عينيها..

"يا إلهي!!!!"
________________

أما عند آرثار الذي سحب شيلي ودفعها بقوة للحائط لأبعادها عن حلقة التعويذة بينما أردف وهو يجز على أسنانه وبيده يحيط عنقها بحركة دفاعية حتى إن قررت التقدم من جديد:

"هل جننت؟ كدت تفسدين الأمر وتخسرين حياتك!"

عقد حاجبيه من جمودها وهي تحدق بتابوت هيا الذي أغلق لتوه معلناً على نجاح التعويذة

"ما بك لما أنت جامدة هكذا؟"

أردف آرثار بقلق من أفكارها المشوشة وجسدها المتسمر من الخوف فأردفت له بارتجاف بعد أن استيقظت من صدمتها:

"كارثة !! .. كارثة آرثار"

حولت نظرها عن التابوت إلى عيني آرثار ثم أكملت برعب:

"السيدة هيا .. لقد رأت رؤية .. لم أستطع معرفتها كلها .. ولكنني رأيت وجهه في ذاكرتها .. إ.إنه . غورغياس"

"ماذا؟!!"

هتف ستيف بغضب بينما بقو يتبادلون الأنظار بخوف وصدمة

فظهور مصاص الدماء الأصلي غورغياس دون وجود ماكس لردعه سيكون أكبر كارثة يتعرض لها الكوكب بأكمله!!

في هذا الأثناء اقتحم جينوس المكان وهو يهتف بغضب:

"مصيبة قد وقعت يا رفاق الخونة من حرس القلعة استغلوا غيابنا وساعدوا المعارضين في التسلل للقلعة وقاموا بتحرير اللعين غورغياس الذي دمر القلعة فور خروجه"

"يا إلهي"

هتفت إيزما بخوف عندما رأت تحقق رؤية هيا السريع ثم حدقت بستيف الذي بدأ يشتم بصوت عالي فهم الآن في وضع لا يحسدون عليه أبداً

نظر آرثار بتوتر نحو تابوت سيده وهو كان يتمنى أن يكون معهم الآن ثم تنهد بثقل وأردف بحزم:

"علينا إحضار الأميرة كيرا لفتح التوابيت"

"هل جننت بالكاد استطعنا إغلاقهم"

أردفت إيزما بقلق وتوتر فأجابها آرثار بغضب:

"وهل لديك حلّ آخر لن نستطيع الوقوف في وجه غورغياس وحدنا سينهينا جميعاً بلحظات سيفتعل المذابح من جديد ولا تظني أنك سنتجين منها أنت وقومك"

ابتلعت ريقها إيزما وهي تحدق بخوف فكلامه صحيح تماماً رغم أنها تعلم أن إخراجهم قد يزيد الأمر سوءاً

فجأة سُمع صوت وصول رسالة لهاتف جينوس الذي أخرجه من جيبه ويشتم بغضب:

"اللعنة عليهم ماذا حدث أيضاً وكأنّ هذه المشاكل لا تكفينا"

لكنّ ملامحه تبدلت وبدى على وجهه القلق عندما قرأ الرسالة فنظر للبقية وأردف بصدمة:

"الميتم.. لقد هاجمه دانيال ورجاله"

توسعت عينا ستيف بخوف ليهمس لرعب قبل أن يبدأ الركض بأقصى سرعة لديه:

"فرح!!"
___________________

بعد أن انتهت تلك المجزرة الدموية القاسية ،وبين الركام والجثث منها ما هو محترق ومنها ما هو مقطع بوحشية يقبع جسدها الضعيف،

وهي تحتجز بين ذراعيها طفلتها تحميها بجسدها من ألسنة النار وأعين الشر

عينيها بالكاد تستطيع فتحها وهي تتنفس بضعف من فمها وهي تجاهد بإبقاء نفسها مستيقظة حتى لا تفقد الطفلة الصغيرة..

صوت خطوات كسر الصمت وهو يقترب منها فرفعت نظرها بصعوبة وهي تهمس بتقطع:

"أ.أرجوك..احمها..خ.خذها..بعيداً..س.س.سيقتلونها.."

أراحت رأسها على على الأرض بضعف وهي تحسّ به يقترب منها بصمت ويحمل الطفلة بين يديه ويذهب..

نظرت إلى وجهه قبل ذهابه لعلها تحفظ ملامحه إلا أنها لم تنتبه سوى لعيونه الزرقاء الباردة..

في تلك اللحظة وصل ستيف وآرثار مع مجموعتهم ليقفوا بصدمة أمام مبنى الميتم الذي لا يزال يشتعل بأكمله

تقدم الجميع للبحث عن ناجين من بين الجثث التي قتلت بوحشية وأكثرها من الأطفال

بينما تخطى ستيف الجميع وهو يبحث عنها بعينيه ويتمنى أن ما يقوله له عقله خاطئ وأنه لم يخسرها أيضاً..

رائحة الدخان والدماء يملآن المكان مما جعل البحث عنها أكثر صعوبة

توقف فجأة عندما إلتقطت أذناه صوت أنفاس متقطعة ليندفع مسرعاً نحو مصدرها

شهق بخوف عندما رأى جسدها الصغير يفترش الأرض وتحته بركة كبيرة من الدماء بينما يستمع لنبضها الضعيف وأنفاسها المتقطعة

"فرح"

هتف بلوعة وهو يندفع نحوها رافعاً جذعها وهو يحدق بإصابتها منتصف صدرها ثم لوجهها الشاحب عندما سمع شهقتها فنفى برأسه وهو يراها تجاهد لتتنفس من فمها الذي يخرج منه الدماء

بينما وجهها وجسدها مصاب ببعض الحروق بعد أن اقتحمت الميتم الذي تمّ حرقه لاستدراج الجميع للخارج

دخلت بسرعة كي تبحث عن كيرا قبل أن تتأذى فحملتها بسرعة وجعلت من جسدها درعاً لحمايتها من النار إلى أن خرجت من الميتم

أردف ستيف بإنهيار:

"لا لا لا فرح .. إياك وأن تستسلمي إياكِ وأن تتركيني .. أرجوك فرح لا تتركيني"

إلتمعت عينا فرح وهي تحدق به بحزن ثم همست بتقطع:

"ل.ل.لقد..أ.أخ.أخذ..ها..ال.الر.جل.."

"يكفي واللعنة لا تجهدي نفسك أكثر"

هتف ستيف بجنون ومن دون أن يتردد غضّ يده ليجرحها وقربها من فمها لتشرب من دمائه

إلا أنه تفاجأ عندما بدأت تخرج الدماء من جوفها بغزارة فنفى برأسه والدموع بدأت تتساقط بغزارة من عينيه وهو يهتف:

"لا لا اللعنة لا تفعلي ذلك بي فرح .. لا تذهبي أرجوك .. لا ليس مجدداً .. ابقي معي لاتتركيني.."

سقطت دمعة من عيني فرح وهي تحدق به بضعف وتشوش ثم رفعت يدها بصعوبة حتى تلمس وجهه للمرة الأخيرة

إلا أن يدها هوت للأسفل بسرعة فنظر ستيف بغير تصديق وهو يشعر بجسدها يرتخي بين ذارعيه فأمسك برأسها بيده وضمها لصدره بقوة وهو يصرخ حزناً على فراق محبوبته وهو يبكي لأول مرة بعد أن تحول لمصاص دماء

شعر بقلبه يتوقف وهو ينظر إلى عينيها المغمضة ونبضها الذي توقف فانحنى نحوها مقبلاً رأسها وهو عاجزٌ عن التوقف عن البكاء

فها هو يعاد المشهد من جديد ولكن بإختلاف أن من تقبع بأحضانه ليست أمه أو أخته .. بل هي امرأته وحب حياته..

بينما كان جينوس وآرثار يحدقان به بحزن وشفقة وهم يرونه منهار بهذا الشكل لأول مرة ...
_____________
______
__
_

في أحد الشوارع الخالية يسير ذلك الرجل ويحمل كيرا بيديه ..

خطواته الهادئة والواثقة وهالة الظلام التي تحيطه تزرع الرعب بقلبك حتى قبل أن تنظر لوجهه..

إلى عينيه الزرقاء الباردة.. الخالية من الشفقة..

وجسده الممشوق ذو العضلات المنحوتة ..

وتفاصيل وجهه الوسيم التي قد تجعلك تظنّ أنه ملاك وسيم بعيون زرقاء تقدح من بين شعره الأسود الطويل..

إلا أنكم لا تعلمون بأنه شيطان .. بل من أكثر الشياطين وحشية وقوة ..

وقف في حديقة عامة ثم حدق بالطفلة التي بين ذراعيه بعد أن استيقظت وبدأت تبكي..

كم أزعجه صوتها فأردف بصوت حازم:

"اصمتِ"

وكأن كيرا كانت منومة مغناطيسياً ، فقد نفذت أوامره وتوقفت عن البكاء فوراً ثم حدقت به بعيناها الكبيرة الطفولية وبدأت تضحك وتخرج أصوات مستمتعة وهي تلعب بأطرافها بلطافة

بينما هو يحدق بها ببرود وقسوة وكأنه خُلق بدون إبتسامة ثم أردف لها:

"أخيراً رأيت حفيدة ماكسيس الصغيرة .. لست سيئة كما كنت أظن.. ولكنك غريبة أيضاً .. احفظي وجهي جيداً أيها الصغيرة لأنني سأكون كالظل الذي سيراقب تحركاتك"

أمال رأسه جانباً ثم أكمل بخبث:

"لا تقلقِ لن أقتلك الآن .. ولكنني سأنتظر لتصبحي شابة جميلة عندها سأستمتع بجعلك تصرخين بينما أتسلى بك قبل أن أقضي عليك وأمحو فرصة ماكسيس الأخيرة بالخروج وسأريه أن أسوأ شيء فعله في هذه الحياة هو أنه قام بمعاداتي"

ابتسم إبتسامة مظلمة تزرع الرعب في النفوس وهو يضع إحدى يديه على عنق كيرا الصغيرة وضغط بشكلٍ آلمها فأصبحت تبكي وتصرخ بقوة لحظات ورفع يده عنها وأمسكها جيداً بعد أن كانت تتخبط وأردف لها بخبث:

"أتعلمين بأنك ذات حظٍّ جيد لأنني وعيت على نفسي قبل أن أنسى إنتقامي وأفصل رأسك الصغير عن جسدك... أنت أول شخص أتراجع عن قتله بعد أن أمسك بعنقه..امممم تبدين كالقطة الصغيرة بسبب حركتك هذه"

نظر بعينيها بعمق وأكمل لها:

" توقفِ عن بكاء قطتي فما زال الوقت مبكراً على ذلك سأنتظرك لأن تكبري كما أخبرتك من قبل لا تقلقِ فأنا جيد بالانتظار أما الآن أراكِ لاحقاً .. قطتي"

أغمضت كيرا عينيها نائمة بين يدي عدوها الأكبر وكأنه نومها مغناطيسياً وجعلها تنام بعمق

مشى بخطوات طويلة إلى أن وقف أمام منزل عادي للبشر وهو يستمع لأحايثهم من مكانه ثم اقترب وطرق الباب عدة طرقات

ففتحت له امرأة في ثلاثين من عمرها وقبل أن تتكلم استخدم قدرته وسيطر على ذهنها وأردف بهدوء:

"كيف حالك أيتها البشرية الضعيفة اسمعي جيداً لما سأقول أمسكِ بهذه الطفلة وربيها لديك كأنها أحد أطفالك وأخبري زوجك أنك وجدتها أمام بابك وعامليها جيداً ريثما أعود وآخذها وانسي أنك رأيتني الآن"

واختفى أمامها وكأنه شبح بينما اقترب ابن السيدة الذي يبلغ خمس سنوات وهو ينادي والدته..

"أمي أين أنت؟ لما تأخرتِ هكذا ؟"

حدقت به والدته بحنان وأردفت له:

"لا تقلق صغيري أنا قادمة ولكنني رأيت هذه الطفلة الجميلة أمام الباب نائمة هيّا دعنا ندخل ونريها لوالدك"

عاد بأقدامه إلى الحديقة بعد أن نفذ ما بعقله إلى أن وصل للحديقة وجلس على أحد المقاعد الخشبية بينما يحدق بهذا العالم الذي تغير جذرياً عما كان عليه قبل أن يُحبس

ثوان وأحسّ بآردير قطه المفضل والوفي يخرج مواءً خافتاً وهو يحك جسده الصغير بقدمه وكأنه يعبر عن اشتياقه لمالكه

ابتسم الآخر بخفة وهو يحمله ويضعه في حجره يمسح فراءه وهو يردف بهدوءٍ يسبق العاصفة:

"آردير ظننت بأنني لن أرك مرة أخرى صغيري لقد مرّ وقت طويل بالفعل وأرى أن هذا العالم قد ازداد مللاً عمّا كان عليه .. أظنّ بأن علينا استرجاع أيامنا الخوالي"

أخرج آردير صوت مواء وكأنه يوافق على كلام سيده وبعد لحظات من الصمت وصل ثلاث رجال من أتباعه وانحنوا أمامه بينما أردف أحدهم..

"سيد غورغياس الآنسة روز ماري غاضبة جداً وتريد الخروج من الشقة"

أدار رأسه وهو يحدق بهم ببرود ثم أردف له بحزم:

"دانيال جد لي منزلاً في هذه المدينة فقد أعجبني هدوءها وتكفل بإحضار شخصٍ يعلم أختي العادات الغريبة لهذا القرن حتى تتسلى به ريثما تعتاد على وضعها الجديد"

أومأ له دانيال باحترام ثم سأله بفضول:

"سيدي إلى ماذا تخطط الآن والطفلة ماذا تنوي فعله بها"

ابتسم غورغياس بشر وهو يحدق بالأبنية الي بدأت تصل بعلو السماء ثم أردف بشر:

"لقد أخفيتها بمكان لن يخطر على بال أحد من أتباع ماكسيس إلى أن تكبر وأقتلها لجعل ماكسيس وسلالتهةيحبسون للأبد بذلك الكهف وفي هذا الوقت سأتعلم ما يجعلني أنخرط في هذا العالم الغريب ومن ثم سأبدأ بإنشاء عالمي الخاص الذي قاطعني ماكسيس وبيرو عن إنشائه في الماضي"

استقام وهو يتقدم بعدة خطوات وعينيه تمر على محيطه بشر ثم أردف بخبث:

"سأبدأ بإنشاء امبراطوريتي الخاصة وسأنتقم من جميع الذين وقفوا أمامي يوماً، سأستمتع بقطيع أجسادهم وسأعيد المجد لمصاصي الدماء من جديد بعد أن أدخل لوني الأحمر المفضل لهذا العالم الممل سأجعل الدماء تنتشر في كل مكان

وسيعرفون ما معنى أن ينتقم غورغياس نيديلس ؟..
استعدوا فالحرب بدأت للتو.."
____________
_______
___
_
يتبع...

🥳🥳🥳🥳🥳🥳

وأخيييييراااااا خلصتتت😅

كيف كانت نهاية البارت الأخير صادمة ما😈😈

وشو رأيكم بشريرنا الجديد 😎

وللمرة التانية بقلكن بليزز ما تسبوني 🙏🙏

وقبل ما تسبوني روحو شوفو فيديو الإعلان عن الجزء الثالث والأخير من الرابط الأبدي بعنوان:

لعنة الزهرة الذهبية》

وهاد غلافه أنا نزلته مع البارت الأخير❤ منشان تكتشفوا شوية أحداث بتتعلق بأبطالنا المساكين😅

أنا كتير مبسوطة أني خلصت الجزء الثاني من الرابط الأبدي وحبيت كتير أشكركم على تفاعلكم ومحبتكم للرواية ❤❤❤❤❤

يمكن أغلبكم شعر بالحزن من النهاية المأساوية للأبطال بس لا تخافوا مخبيتلكم كتير مفاجآت بالجزء القادم ..🔥🔥🔥🔥

بتمنى أنو روايتي تكون نالت إعجابكم وأني حسنت أوصل شعور الأبطال الحزينة قبل السعيدة بتمنى أنو تكونوا استمتعتوا بزيارتكم لعالم الرابط الأبدي وحبيتو تفاصيلا الكبيرة قبل الصغيرة.😊

والنهاية حابة أشكر كل شخص صوّت أو علق ولو تعليق بسيط وساعدني على التكملة للنهاية..

وأشوفكم بخير بالجزء القادم..😘😘

Continue Reading

You'll Also Like

10.1K 664 23
مقطع مقتطف: لوسيانا باستنكار: أليس هذا عالم آخر خيالي؟! ......: سواء كان يبدو لكِ عالم آخر خيالي أم لا فهذا المكان الذي يفترض أن تكوني به!! لقد جذبت...
3.2K 296 5
[مكتملة] - السيد ييشينغ.. زوجكِ؟ - لقد تعرض لحادث.. - من.. أنتِ..؟! هل.. أعرفكِ؟! - أنا شايو، حبيبته، تشرفنا.. - عائلتكِ.. أليس لديكِ عائلة؟ - بلى...
19.5K 1.2K 4
رحلة تخييم في اعماق الغابه تجمع الشاب جيون جونغكوك بأرق مخلوقاتها . _جيون, المسيطر _الغلاف من صنعي _امبرغ _فتى×فتى _فكرة raahed@
1.4M 74.4K 48
لم أرك يوما و لكن الصدفة جلبتك لي لإنقاذي رغم جهلي بك من تكون أحسست برابطة و لا أعلم إن كان الأمر كذلك و لكن هل لملكنا و ملك جميع القطعان بقوته و هيب...