رواية أحكام القلوب. بقلم مُنى...

By monaeidmo

247K 6.6K 802

إقتباس. _ عملتِ كدا ليه؟ بتهربي مني يا حنين بدل ما كنتِ بتهربي ليا؟ انطقي. زاغ بصرها وغامت عيناها بدموع ترثي... More

الفصل الأول.
إقتباس.
إقتباس ٢
إقتباس ٣
الفصل الثاني.
الفصل الثالث.
الفصل الرابع.
الفصل الخامس.
الفصل السادس.
الفصل السابع.
الفصل الثامن.
الفصل التاسع.
الفصل العاشر.
الفصل الحادي عشر.
الفصل الثاني عشر.
الفصل الثالث عشر.
الفصل الرابع عشر.
إقتباس.
الفصل الخامس عشر.
الفصل السادس عشر.
الفصل السابع عشر.
إقتباس وإعتذار.
الفصل الثامن عشر.
الفصل التاسع عشر.
الفصل العشرون.
إقتباس.
إعتذار.
النوفيلا "شقة إيجار بالنصب"
تنبيه.
مفاجأة. ❤️
إقتباس.
تحدي. ❤️
الفصل الواحد والعشرون.
الفصل الثاني والعشرون.
الفصل الثالث والعشرون.
الفصل الرابع والعشرون.
الفصل الخامس والعشرون.
الفصل السادس والعشرون.
عودة.
إقتباس.
الفصل السابع والعشرون.
إقتباس.
الفصل الثامن والعشرون.
الفصل التاسع والعشرون "قبل الأخير".
تنويه. ♥️
إقتباس من الرواية الجديدة.
إقتباس.
إقتباس.
إقتباس من الخاتمة.
الخاتمة.
الخاتمة.
الفصل الأول.
إقتباس.
إقتباس.
إقتباس.
إقتباس.
مشهد من رواية كوكب.
إقتباس من الرواية الجديدة.
رواية المعرض "كمائم الورد".
إقتباس من رواية نجع الغرباوي.

الفصل الثلاثون والأخير.

5.3K 198 17
By monaeidmo

#الفصل_الثلاثون_والأخير.
#أحكام_القلوب.
"سبحان اللّٰه والحمد للّٰه ولا إله إلا اللّٰه واللّٰه أكبر ولا حول ولا قوة إلا باللّٰه العلي العظيم." 💛🌺
تحسنت حالة بسمة كثيرًا لخضوعها لجلسات العلاج النفسي غير إرادتها بالخلاص من كل هذا، ولذلك حاولت وحاولت حتى وصلت، ولكنها دائمًا ما تحس بالذنب تجاه أسامة، أتعبته معها وجعلته يحيا أيامًا صعابًا، حارب غريزته ومنع عن نفسه حقه لأجلها، وبكل غباء قررت.. الرحيل.
دخل بالوقت المناسب تمامًا فوجدها تجر حقيبتها خلفها وتستعد للخروج.
لم يعرها انتباهًا وجلس على الأريكة بأريحية، هو كان على علم مسبق بأنها سترحل، وهذا ما لمحت به كثيرًا.
_ رايحة فين يا شاطرة دخلي شنطتك دي جوه، وحضريلي العشا بسرعة.
برز صوته اللامبالي مما أصابها بالغضب، لم تكن تنتظر منه ردًا كهذا.
ما باله أسامة اليوم!
_ أنا ماشية على فكرة..
قطم جملتها وبقوله الجهور وهو ينهض ويتقدم منها حيث لم يفصلهما غير عنادها فقط.
_ بسمة قصري الشر وادخلي يا ماما واستهدي باللّٰه.
على عكس ما توقع بكت وهي تقول بألم جم:
_ خلاص يا أسامة باللّٰه عليك متوجع قلبي أكتر من كدا، أنت ملكش ذنب تعيش كل دا معايا، أنت استحملت كتير وكتير ومن حقك تفرح شوية.
غبية.. تظن بعد كل هذا أنها أتعبته معها، واللّٰه ما مر به من مُرٍ بجانبها حلو كالعسل يكفي وجودها معه، باسم زوجته وحبيبته، ولكنها تتعبه الآن بفكرتها للرحيل عنه، كأنها جاءت لتكافئه بعاقبها.
_ من حقي تكوني معايا يا بسمة، واللّٰه فرحتي بيكِ وبوجودك.
قالها بنبرة متقطعة جراء تأثره بكل كلمة صادقة ينطق بها، بكل حب يعتمر به قلبه، حبيبته الأولى والأخيرة، فلم يغزوه الحب قبلها ولا بعدها.
_ وأنا حبيتك يا أسامة بس.. بس كنت أنانية لما خليتك جنبي وأديتني كتير من غير ما أديك حاجة.
طار قلبه فرحًا من تصريحها بحبه، أقصى أمنياته وأجلها بعد كل ما حدث أن تحبه بسمة.
_ مش أنتِ مشكلتك إني أديتك من غير ما أخد؟
هزت رأسها بنعم رغم عدم فهمها كنه سؤاله ولحظات لم تستدرك ما قاله لتجد نفسها طائرة بالهواء بين ذراعيه فأحاطت عنقه بذراعيها.
_ أنت بتعمل أي يا أسامة؟
_ هاخد اللي أنا عاوزه...
ترك حديثه ليكمله بالفعل فلا مكان للحديث هنا، سيشفي علته بها وإن كان لها شفاءً!
يروي ظمأ شوقه لها ويخبرها كم أحبها وكم يحبها وسيظل أسيرًا لحبها لآخر نفس به.
أخذها بتمهل وروية رغم شوقه المجنون بها، تلهفه ليأكلها أكلًا ولكنه حجم من رغبته العتيقة بها وفي لحظة تخشب جسدها فابتعد عنها مرغمًا لراحتها ولكنها أعادته لها بشوق يماثله وحب يفوق حبه، فإن كان أحبها لسبب فهي أحبته لأسباب عدة.
_ أنا بحبك يا أسامة.
الجملة هذه كان كافية لإعادة شغفه وشوقه بها، وأخبرها بكل حبه لها وغرامه كم تعني له هذه الجملة.
__________________________________
تقبل مصطفى وجود أحمد في حياتهم من جديد، رغم غضبه منه لتركه لأمه وأخته بسبب فتاة أحبها، ولكن أمه رضت عنه ومن هو ليغضب.
خاصة أنهما كانا أصدقاء منذ الصغر، فصافحه بمودة وأحمد كان ممتنًا كثيرًا لمصطفى لأحتواءه لأمه وأخته بفترة غيابه.

_ مش عارف أشكرك أزاي يا مصطفى على طول الفترة دي اللي أخدت بالك فيها من أمي وحنين.
لم يكن مصطفى يحتاج لثناء على ما فعله، فهما جزءًا لا يتجزأ من عائلته، فابتسم له قبل الغضب العاصف من باقي جملته.
_ وعشان كدا تقدر تطلق حنين أنا خلاص رجعت وبلاش تتعب نفسك أكتر من كدا.
_ نعم ياخويا! هي كانت أمانة وعاينتها معايا وجاي دلوقتي ترجعها، فوق دي مراتي ومستحيل تبعد عني.
قالها بكل عنفوان وحق يدافع عنه يسترده بالقوة، فليس بعد أن أدرك حبه لها وكونها كيانه الخاص وحياته التي فقدها والآن يسترجعها.
وما زاد الطين بلة قول حنين لإغاظته أكثر ولتثبت لنفسها بأن محاولاتها وتضحياتها وحبها لم يضيعوا هباءً.
_ أيوة يا يسطاا مصطفى أخويا أحمد عنده حق، أنت تعبت معايا كتير أوي، وكتر خيرك لحد كده..
جذ جملتها جذًا وهو يشدها له من جانب أخيها وهو يهدر بغضب:
_ نعم يا ستي أنتِ كمان! تعالي هنا واخرسي خالص، يا تقولي حاجة عدلة يا تنقطينا بسكاتك.
كتمت حنين ضحكتها على وجه مصطفى الغاضب وتمسكه بها، فقد أحبت من يستحق، حاربت لأجل هدفها الذي تفوز به الآن.
_ بص يا أحمد أنت أخويا وصاحبي بس هتيجي عند حنين ممكن أقلب عليك وأنا غضبي وحش وأنت عارف.
أراد أحمد التأكد بأن أخته لم تكن حملًا ثقيلًا على مصطفى، وأن ما يفعله ليس بدافع الشهامة والرجولة بل لأنه يحبها ويريدها هي.
_ يا مصطفى مينفعش تورط نفسك عشانا، وأنا مش هزعل واللّٰه كفاية عليك لحد كدا وكأن ما حصلش حاجة.
فكرة فراقها عنه إجتثت قلبه بأكمله، قبضت على روحه قبضة من حديد يستعر، فهي تمثل له راحته، ركنه الهادئ وملجأه من أوجاع الحياة التي تتدافع عليه.
في بعدها وجيعة لقلبه ودمار.
_ يا أحمد صل على النبي كدا، اللي أنت بتقوله دا مش هيحصل وعلى جثتي حنين تطلع من بيتي.. لأنها هي بيتي.. وكمان أنا بحبها.
كان خاتمة حواره مع أحمد قبل أن ينسحب بحنين جاحظة الأعين فاغرة الفاه، يجرها خلفه ويقبض على كفها بتملك جلي.
فتعالى صوت والدتها بالدعاء لهما من خلف ابنها أحمد الواقف فاقد النطق تقريبًا من تصريح مصطفى، فهذه تعتبر معجزة.
___________________________________________
لم تقنعها كلماته منذ قليل، تريد المزيد والمزيد، صبرت كثيرًا ولن تستطيع الصبر أكثر، فكل طاقتها انتهت.
دخل الغرفة فكانت تفترش الأرض بنظراتها شاردة وقد التف شعرها حول وجهها الفاتن.. وقف للحظات يتأملها بشغف وحنين، حنين لوطنه الذي يمكث بأحضانها، فقد ألف الاختباء بها.
_ ماله الجميل زعلان؟
رفعت بصرها له ترفرف بجفنيها غير مصدقة لغزله لها وإن كانت كلمة.
بدا يفاجئها بأفعاله خاصة عندما اقترب منها وشدها لتقف مقابله ليزيح خصلات شعرها الطويل للخلف ليتنعم برؤية وجهها..
همست بخفوت وجسدها يرتجف:
_ براحة عليا يا مصطفى اللّٰه يسترك.. حاسة إنه هيغمى عليا.
ما كان منه إلا أن اهتزت الغرفة بصوت ضحكته الصاخبة.
فمال على وجهها ولثم جانب شفتيها وهمس:
_ هو أنا لسه عملت حاجة يا حنين!
تعلقت بقميصه في ارتجاف شديد وقلبها ينبض بصخب معلنًا عن فرحته لخوضه تلك المشاعر مع حبيب روحها.
_ لا كفاية كدا، أنا مش قد كل دا..
ضحك مرة أخرى وهذه المرة وهو يحملها للفراش فرجت الغرفة بصرختها العالية فأنزلها سريعًا مكممًا فاها.
_ أهدي يخربيتك هتفضحينا.
صمتت بعبوس في حين وقف هو لثوان شاردًا في اللاشيء وسرعان ما قال:
_ بصي مفيش حل غير إننا نقضي الليلة فـ الأوضة اللي فوق السطوح، هي صغيرة بس أحسن من هنا.

_ بس دي مش نضيفة خالص يا مصطفى.
كانت تلقي نظرة خاطفة للغرفة المتربة بضيق وحنق، تنعت حظها العثر في الحياة.
متى سيكتب لها الفرح؟!
التفت ذراعي مصطفى حول خصرها من الخلف وقربها لصدره المرحب بجسدها تواقًا لها مثل قلب صاحبه وهمس بأذنها بنبرة حارة شغوفة:
_ وأنتِ هيهمك في أي النضافة! بصي ركزي أنتِ بس معايا وسيبك من كل الدنيا دي.
كما وعدها تمامًا، أبحر بها في عالم آخر، عالم منهما فقط لا يوجد به غير مشاعرهما المتصاعدة.
حيث إلتقيا جسديهما كالتقاء قلبيهما ليعلنا عن قصة حب ولدت من رحم المعاناة.
________________________________________
وقفت بتوتر في هذا الحمام الصغير الملحق بهذه الغرفة، تقضم أظافرها فقد نسيت ثيابها بالغرفة وتخجل من خروجها هكذا عارية وبذات الوقت تخجل من نداء مصطفى ليحضر لها ثيابها.
أتاها صوت مصطفى من الخارج.
_ يلا يا حنين بتعملي أي دا كله؟
أخرجت رأسها من الباب وهتفت بتقطع من احراجها:
_ طيب ممكن تناولني الهدوم بتاعتي.
_ تؤ تؤ.. اطلعي مش هجيب حاجة.
قالها بنبرة متلاعبة يشاكسها بها، فقضمت شفتيها وقالت بنزق:
_ مصطفى أخلص بقا عشان ننزل قبل ما نيرة تصحى.
ما إن ذكرته بهذا الأمر حتى قفز من السرير وسحب ثيابها سريعًا وأعطاها إياهم، وأكمل هو ارتداء ثيابه.
بعد دقائق.
سندا ظهريهما على الباب وانخرطا بالضحك كسارقان يسرقا لحظاتهما الحلوة معًا.
وصلا قبل استيقاظ نيرة بدقائق فقط.
التفت لها في خضم ضحكاتها التي تحاول كبتهم براحة يدها واقترب منها بابتسامة مفترة على وجهه تزينه، يعترف لنفسه أنه وقع بهذه الفتاة وانتهى أمره، عرف السعادة والحياة معها هي فقط بعفويتها وحيويتها، بحبها وقلبها الذي لم يمل حبه.
أكبر خطأ بحياته عدم إدراكه الحب في وقت أبكر.
انتبهت حنين له وهو قريب منها لحد تقبيلها فاسدلت كفيها بجانبها تضغط الباب بقوة من خجلها وخطر اقترابه.
_ بحبك يا حنين قلبي.
______"-"________" - "_________" - "___
عصفت الحياة بها، وأذاقتها مرارتها ورغم هذا تقف تواجهها بقوة ضارية، تبتسم بوجهها، بأنه بذات وقت ستلتقي بفرحتها.
سخرت من الحياة وهي تتذكر ما حدث منذ أيام، فقد تقدم لها من عاشت تحلم به حبيبًا ولكنه أحب حنين بدلًا منها، ومنذ أيام تقدم لها للزواج بها ولكنها رفضته، لأنها لم تعتاد على أخذ الفتات.
تنهدت بتعب وهي تصعد الدرج فمنذ الصباح خرجت للسوق وتوها عادت، وقد أصرت هي على الخروج بنفسها حتى تخرج عن حالتها الكئيبة قليلًا.
اصتدمت بجسد أحدهم فكادت أن تنزلق قدمها على الدرج لولا يد قوية سحبتها لتقبع بين ذراعي رجل، فلم يكن غير أحمد شقيق حنين.
_ مش تفتح يا أعمى أنت كمان، هو الواحد ناقص أشكالكم.
_ أنا آسف يا آنسة مش قصدي واللّٰه، أنتِ كويسة؟
كل هذا ولم ترفع نظرها له تسبه بعصبية مطلقة، فهذه عادتها تندفع بلا منطق، وما إن رفعت جفونها لتراه فعرفته فورًا.
أحمد! اسمه مرتبط بوجع كبير، ذكرى مؤلمة لصديقتها حنين التي طالما بكت بأحضانها عليه، وخالتها سامية التي كلما تراها تجدها ممسكة بصورته تتأملها بأمل في اللقاء.
اسمه مرتبط بكرهها له، لأنه مسبب أوجاع صديقتها.
خلصت نفسها من ذراعيه بعصبية وهي تصيح:
_ ابعد عني كدا، ومتورنيش وشك نهائي.
تركته مصدومًا من رد فعلها العدائي تجاهه، فهو لم يتذكرها للآن.
ظلت الأسئلة تتكاثر حولها، من هي؟ ولماذا لمح الكره في حديثها له؟
عدل عن طريقه وعاد لشقته مرة أخرى، بلهفة يسأل والدته.
_ أمي. في بنت كانت طالعة دلوقتي وباين كدا دخلت شقة مصطفى..
استغربت أمه لهفته لمعرفة هذه الفتاة.
_ معرفش، طيب هي شكلها أي؟
_ بصي هي قصيرة شوية ومدورة كدا، بنت زي العسل.
ضحكت أمه على وصفه وتركت قطف الملوخية وقالت باهتمام:
_ طيب تعرف نيرة أخت مصطفى؟
_ أيوة، البنت الصغيرة دي..
بترت أمه باقي جملته بضحكتها مرة أخرى وهتفت:
_ يبقى متعرفهاش، نيرة دلوقتي تبارك اللّٰه بقيت عروسة زي القمر.
قفز أمامها بغتتة وشد كفها يلثمه وهو يقول بحماس ولهفة:
_ وأنا عاوز العروسة اللي زي القمر دي بقا.
وبالفعل لم تنتظر أمه وأخبرت حنين بالأمر والتي بدورها أخذت رأي مصطفى فرحب به، ولكنه طلب الوقت لاستشارة نيرة.
_ لا يا مصطفى.. أنا مش موافقة.
حاول معها لإقناعها بالعدول عن رأيها، فأحمد رجل لا يعوض، وهو يثق به.
_ ماله أحمد راجل كويس و..
_ ساب أمه وأخته يا مصطفى من غير ما يسأل فيهم، مش صعب عليه يسبني وأنا زهقت ياخويا ومليت ومش عاوزه حد وخلاص، عاوزة حد يحبني بجد وأبقى مرتاحة وأنا بكمل معاه.
عانقها مصطفى بحنان يربت على ظهرها، فاستندت حنين على إطار الباب وقد اغرورقت عيناها بالدموع، فلاحظت نيرة وجودها لتبتعد عن مصطفى واعتذرت من حنين:
_ آسفة يا حنين.. مش قصدي أقول كدا بس.
أشارت لها حنين بأن تصمت وتقدمت منها لتجلس بجانبها وهي تقول برفق تعذرها:
_ أنا عذراكِ يا حبيبتي، بس أحمد واللّٰه مش كده هي بس اللي كانت السبب اللّٰه يسامحها.
احتضنتها هي الأخرى وشاركتها البكاء، واحترمت رفضها لأخيها.
___________________________________
دخل ككل ليلة وجدها نائمة، انشغلت عنه كثيرًا الفترة الفائتة وهو لم يعتاد منها على هذا، طوال النهار مع والدتها وأختها لحل مشكلة أختها مع زوجها ومساء ترتمي على الفراش مرهقة وقد تناسته تمامًا.
_ هدى هدى..
أرغمها على الاستيقاظ له، فجلست على الفراش تضع ركبيتها تحت جسدها ومسحت وجهها بتعب:
_ خير يا محمود في حاجة؟
_ أيوة يا هدى في حاجات مش حاجة.
غضبه أفزعها فانتفض جسدها وجحظت عيناها وقالت:
_ مالك يا محمود، متعصب كدا ليه يا حبيبي.
_ أيوة هي دي.
صرخ بجملته هذه عاليًا ففزعت للمرة الثانية فلكمته بصدره في غضب:
_ براحة عليا يا حمودة، أنت بتقول أي؟
_ حبيبي.. عارفة الكلمة دي مسمعتهاش بقالي قد أي؟ عارفة بقالك كدا أي مشغولة عني وساكت وبقول عشان مشكلة أختها وأهي اتحلت يعني خلاص.
للآن لم تفهم ما يريده بالضبط منها، فمحمود للمرة الأولى يكون غامضًا.
_ أنت عاوز أي طيب دلوقتي.
اقترب منها حد الإلتصاق بها وأعاد خصلاتها خلف أذنها وهمس:
_ وحشتيني يا سُكر.
اتسعت ابتسامتها فألقت بجسدها بين أحضانه تشد ذراعيها حول خصره القوي وهو تقول بلوعة المشتاق:
_ ياااه وأنت كمان وحشتني أوي يا حمودة، سامحني يا حبيبي انشغلت عنك الفترة دي، بس كنت مرهقة أوي.
شدد من احتضانه لها ومال بها على الفراش يبث لها شوقه الطاغي. ولكنها دفعته عنها بنفور سرعان ما تحول لقيئ.
ركضت للحمام فركض خلفها وأسندها بذراعه حتى أفرغت ما بمعدتها حتى ارتاحت.
_ لا أحنا لازم نروح لدكتور أطمن عليكِ.
رفضت ذهابها للطبيب لأنها قليلًا وتتحسن صحتها، وحاولت طمأنته:
_ متخافش يا حبيبي، الظاهر أخدت شوية برد فـ معدتي..
لم تنه جملتها وعاودها الغثيان مرة أخرى.

خرج من العيادة بعد الساعة الثانية عشر صباحًا من عند الطبيب بعدما أيقظه حمودة ليفحص زوجته بهذا الوقت المتأخر.
طوال طريقهما للمنزل يكرر سؤاله مرة بعد مرة بغير تصديق:
_ أنتِ حامل صح؟ قولي واللّٰه.
ضحكت هدى بصخب وهي تلكزه في صدره:
_ أي يا حمودة هغنيها يعني، واللّٰه حامل واللّٰه حـــامل.
___________________________________
بعد مرور تسعة أشهر، يوم "سبوع" ابن هدى وحمودة وأهل الحارة بأكملهم تقريبًا في شقتهما الصغيرة.
يقومون بكل طقوس هذا اليوم وتعالت الزغاريد والأغاني الخاصة بهذا اليوم.
وقفت حنين تستند لصدر مصطفى وبين ذراعيها حمزة الصغير الذي يشبه أبيه في وسامته.
_ بسم اللّٰه ما شاء اللّٰه.. شبه أبوه أوي.
قالها مصطفى وهو يميل عليه يقبل جبهته الصغيرة، فابتسمت حنين له ضاحكة وهي تقول:
_ تخيل ابننا هيطلع شبهك ولا شهبي.
مرر مصطفى راحة يده على بطن حنين المنتفخة قليلًا وخطف قبلة لوجنتها مجيبًا:
_ عاوزها بنت وتطلع شبهك كدا، فـ حلاوتك.
لكزته بمرفقها في صدره تزجره بحب:
_ مصطفى، حد ياخد باله.
قبلها مرة أخرى وضمها لصدره قليلًا وهو يقول بمكر غامزًا بطرف عينه:
_ وسط الزحمة دي أراهنك لو حد خد باله من اللي جنبه أساسًا.
قطعت لحظتهما الرومانسية هذه هدى بصوتها العالي وهي تقول:
_ ربنا يكرمك يا حنين يا رب، معلش بقا هاتي حمزة أمي هتهزه.
أعطتها حنين حمزة واستأذن مصطفى بالخروج قبل أن يهمس لها:
_ خلي بالك من نفسك تمام.
اومأت له واندمجت مع الموجودين تشاركهم الإحتفال بهذا اليوم.
الفرحة الكبرى كانت من نصيب حمودة وزوجته هدى، فحمزة هدية اللّٰه لهما، وما أجملها هدية قد من اللّٰه عليهما بها، فهي ثمرة حبهما، حاربا طويلًا ليصلا لهنا، لهذه اللحظة تحديدًا.

قامت هي بتوزيع الحلوى للأطفال بسعادة وشغف، فهي تنسى نفسها معهم، تلعب معهم كأنها بسنهم.
_ يا أبلة نيرة أنا كمان عاوز كيس.
تعالى صوت طفل بهذه الجملة فتعالى صوت آخر وآخر.
_ حاضر.. كله هياخد متخافوش.
_ وأنا كمان يا أبلة نيرة.
برز صوت رجولي خشن فارتج جسدها وأغمضت جفنيها للحظات وفتحتها مرة أخرى والتفتت له راسمة الضيق على ملامحها وبسمة مقتضبة:
_ حاضر.
كادت أن تتحرك من أمامه فأمسك بكفها وسحبها بعيدًا عن هذا التكدس، وهتف بعنفوان ونفاذ صبر منها، فهو يلح عليها طوال التسعة أشهر الماضية لتقبل به ولكنها ترفضه، ومازال لديه الأمل بتقبله.
_ حرام عليكِ بقا يا ستي، مش هتقبلي بيا بقا.
_ تؤ تؤ.
ردت ببرود وبسمة مستفزة على وجهها، واستدارت لتبتعد فأمسك بمرفقها مرة أخرى وهذه المرة بعنف جلي.
_ نيرة باللّٰه عليكِ بقا أنا تعبت.
_ يعني هتعمل أي؟ سبني فـ حالي يا أخي.
أقترب منها قليلًا لتنكمش حول نفسها بخوف من نظرته الغامضة، وهتفت بخوف حقيقي ورفعت سبابتها في وجهه:
_ عارف لو قربت مني هعملك أي؟
_ لو موافقتيش يا نيرة قسمًا باللّٰه هعلي صوتي وهخلي كل اللي بره يدخلوا علينا بوضع مخل.
توقع خوفها وقبولها سريعًا حتى لا ينفذ تهديده، ولكنها ربما تفهمه وتعرف طباعه فهي وصغيرة كانت ملتصقة به، لا تفارقه أبدًا وهو كان يحب إلتصاقها هذا كطفلة محببة لديه.
ولكنها ضحكت بصخب حتى خشي هو من تهديده الذي سيقع ضده.
_ أنا موافقة، مش علشان تهديدك لا.. عشان أنت صراحة صعبت عليا.
كل قصص الحب تنبع من قلوب محبة، تتطلع للحياة وتبحث عن أجمل ما فيها، وأجمل ما فيها وأجلها الحب، والحب محله القلوب ولكن للقلوب أحكام.
                                        _ تمت بحمد اللّٰه.
                                            أحكام القلوب.
                                               مُنى عيد محمد.

Continue Reading

You'll Also Like

576K 26.5K 37
احبك مو محبه ناس للناس ❤ ولا عشگي مثل باقي اليعشگون✋ احبك من ضمير وگلب واحساس👈💞 واليوم الما اشوفك تعمه العيون👀 وحق من كفل زينب ذاك عباس ✌ اخذ روحي...
1M 100K 32
في وسط دهليز معتم يولد شخصًا قاتم قوي جبارً بارد يوجد بداخل قلبهُ شرارةًُ مُنيرة هل ستصبح الشرارة نارًا تحرق الجميع أم ستبرد وتنطفئ ماذا لو تلون الأ...
384K 31.4K 13
في عالمٍ يملأهُ الزيف غيمةً صحراويةً حُبلى تلدُ رويدًا رويدًا و على قلقٍ تحتَ قمرٍ دمويْ ، ذئبا بشريًا ضخم قيلَ أنهُ سَيُحيى ملعونًا يفترسُ كلُ منْ ح...
98.7K 6.9K 11
لكلّ شيء ثمن، وكلما عزّ المراد ارتفع ثمنه. كأن همًّا واحدًا لا يكفي، أو كأنّ الهموم يستأنس بعضها ببعض، فلا تنزل على الناس إلا معًا. العمر حين يطول يق...