الفصل الثلاثون والأخير.

5.3K 197 17
                                    

#الفصل_الثلاثون_والأخير.
#أحكام_القلوب.
"سبحان اللّٰه والحمد للّٰه ولا إله إلا اللّٰه واللّٰه أكبر ولا حول ولا قوة إلا باللّٰه العلي العظيم." 💛🌺
تحسنت حالة بسمة كثيرًا لخضوعها لجلسات العلاج النفسي غير إرادتها بالخلاص من كل هذا، ولذلك حاولت وحاولت حتى وصلت، ولكنها دائمًا ما تحس بالذنب تجاه أسامة، أتعبته معها وجعلته يحيا أيامًا صعابًا، حارب غريزته ومنع عن نفسه حقه لأجلها، وبكل غباء قررت.. الرحيل.
دخل بالوقت المناسب تمامًا فوجدها تجر حقيبتها خلفها وتستعد للخروج.
لم يعرها انتباهًا وجلس على الأريكة بأريحية، هو كان على علم مسبق بأنها سترحل، وهذا ما لمحت به كثيرًا.
_ رايحة فين يا شاطرة دخلي شنطتك دي جوه، وحضريلي العشا بسرعة.
برز صوته اللامبالي مما أصابها بالغضب، لم تكن تنتظر منه ردًا كهذا.
ما باله أسامة اليوم!
_ أنا ماشية على فكرة..
قطم جملتها وبقوله الجهور وهو ينهض ويتقدم منها حيث لم يفصلهما غير عنادها فقط.
_ بسمة قصري الشر وادخلي يا ماما واستهدي باللّٰه.
على عكس ما توقع بكت وهي تقول بألم جم:
_ خلاص يا أسامة باللّٰه عليك متوجع قلبي أكتر من كدا، أنت ملكش ذنب تعيش كل دا معايا، أنت استحملت كتير وكتير ومن حقك تفرح شوية.
غبية.. تظن بعد كل هذا أنها أتعبته معها، واللّٰه ما مر به من مُرٍ بجانبها حلو كالعسل يكفي وجودها معه، باسم زوجته وحبيبته، ولكنها تتعبه الآن بفكرتها للرحيل عنه، كأنها جاءت لتكافئه بعاقبها.
_ من حقي تكوني معايا يا بسمة، واللّٰه فرحتي بيكِ وبوجودك.
قالها بنبرة متقطعة جراء تأثره بكل كلمة صادقة ينطق بها، بكل حب يعتمر به قلبه، حبيبته الأولى والأخيرة، فلم يغزوه الحب قبلها ولا بعدها.
_ وأنا حبيتك يا أسامة بس.. بس كنت أنانية لما خليتك جنبي وأديتني كتير من غير ما أديك حاجة.
طار قلبه فرحًا من تصريحها بحبه، أقصى أمنياته وأجلها بعد كل ما حدث أن تحبه بسمة.
_ مش أنتِ مشكلتك إني أديتك من غير ما أخد؟
هزت رأسها بنعم رغم عدم فهمها كنه سؤاله ولحظات لم تستدرك ما قاله لتجد نفسها طائرة بالهواء بين ذراعيه فأحاطت عنقه بذراعيها.
_ أنت بتعمل أي يا أسامة؟
_ هاخد اللي أنا عاوزه...
ترك حديثه ليكمله بالفعل فلا مكان للحديث هنا، سيشفي علته بها وإن كان لها شفاءً!
يروي ظمأ شوقه لها ويخبرها كم أحبها وكم يحبها وسيظل أسيرًا لحبها لآخر نفس به.
أخذها بتمهل وروية رغم شوقه المجنون بها، تلهفه ليأكلها أكلًا ولكنه حجم من رغبته العتيقة بها وفي لحظة تخشب جسدها فابتعد عنها مرغمًا لراحتها ولكنها أعادته لها بشوق يماثله وحب يفوق حبه، فإن كان أحبها لسبب فهي أحبته لأسباب عدة.
_ أنا بحبك يا أسامة.
الجملة هذه كان كافية لإعادة شغفه وشوقه بها، وأخبرها بكل حبه لها وغرامه كم تعني له هذه الجملة.
__________________________________
تقبل مصطفى وجود أحمد في حياتهم من جديد، رغم غضبه منه لتركه لأمه وأخته بسبب فتاة أحبها، ولكن أمه رضت عنه ومن هو ليغضب.
خاصة أنهما كانا أصدقاء منذ الصغر، فصافحه بمودة وأحمد كان ممتنًا كثيرًا لمصطفى لأحتواءه لأمه وأخته بفترة غيابه.

رواية أحكام القلوب. بقلم مُنى عيد محمد. Dove le storie prendono vita. Scoprilo ora