فَتحتُ عيِنايّ ، قابلنيّ سَقف تِلكَ الغُرفة أنظُر لِمَعصميّ مَلفوفٌ بالقُماش ألأبيض ، لايُوجد شيءٌ هُنا سِواء السَريِر وكُرسيّ الحمام الصَغيِر .
إستقمتُ وكُدت أخرُج لَكن شيءٌ أوقفنيّ وهي تِلكَ السلاسِل ، بدأتُ بِالنِداء لا أحدَ يَسمعنيّ ولا حَتى أميّ! ،
" أخرجونيّ "
أخرجوني مِن هَذه الغُرفة وأخرجونيّ مِن أفكاريّ بدأت تؤلمني ، تؤلم ، تؤلم ، تؤلم ، تؤلم ، تؤلم ، تؤلم ، تؤلم .
أصرُخ كَطِفلٍ صَغير لا أتحمُل ذَلكَ ألألم ، ألمُ قَلبيّ ،
فُتحَ الباب سَريعاً دَخلَ أبي ، " مَتى إستيِقظتَ ؟ " ، لا أعلم ، " أخرجنيّ لا أريد البُقاء هُنا " ، لا أريد البُقاء ، " لَن تَخرُج وستبقى هُنا لِلشِفاء جونغكوك أنت لستَ بِكامل قِواك العَقلية " ، مَن هوَ جونغكوك؟، لستُ بِكامل قِوايّ العقليّه؟ كِيف؟ إنتظر لاتذهب إخبرنيّ ماذا يَعنيّ ذلك ! .
مَضت أربعُ أيام وتبقى القَليل لِذَلك اليوم ، أنظُر لِلنافِذة وبدأتُ بِقص قِصةٌ لِنفسيّ لَم تَكُن أمي تَقُص ليّ عِندما كُنت طِفلاً .
كانَ هُناك رسامٌ بِهذه القرّية وكُل مَا تقعُ عيناهُ على بقعةٌ رسم عليها فنّهُ وكان كُل ما يرسُم فاضتّ عيناهُ دمعاً لتذّكره لحبيبهُ و َعند إنتهائه مِن رسمه يبدأَ يُقبل رسُوماته لتواجِد رَائِحة مَعشوقه ، كانَ ذَلك الرسام يَسيّر مَع الريِاح لايَعلمَ إينَ يَذهَب وَ قَلبهُ مَغمورٌ بالحُزن، يَتحدثُ مَع نَفسه ويرسمُ كثيراً ، بَعد مَاأملى تِلكَ الصَفحة البيضاء بِرسماتٌ غَير مَفهومة لِغيرة وَ كان أمامهُ فَتى وفتحَ صفحة جَديدة وبدأَ يَرسمهُ ، ويَرسم ، تفاصيلُ وجهه، ويَرسم خُصيلاتُ شَعره ، ويرسم ، ويرسم ثُم يعود لِمنزلهُ الكئيب وَ يَستلقيّ عَلى فُراشِهُ ويَتذكرُ تفاصيل وملامح ذَلك الفتَى ، وتُمضيّ الأيام وَ الأشهر والسنوات وهوَ يَقعُ بِحُبه أكثر وأكثر وَذلكَ اليوم كانت قُبلتهُم الأولى تَحتَ الجِسر فيّ مُنتصف الليل مَع ضوء القَمر ، شِفاه فوقَ شِفاه ، أيديّ مُشتبكة ، كان ذَلكَ المَكان مَليء بِرائحِة الحُب .
بدأت عينايّ تُقفل تِلقائياً وعُدت لِعالميّ ، عالم الأحلام .
'
عُدتُ لِلمنزِل وأميّ كُل يومٍ تَسوء حالتُها وأبيّ يومٌ يَعمُل بالحَقل ويومٌ لا ومالهُ يَنفقهُ فيّ الحانات ونحنُ هُنا نَتضورُ جوعاً وهوَ لَا يُعيرَ لَنا أي إهتمام ، أعدُ العشاء لأُمي لَم تأكُل شيئاً مُنذَ الصباح ، داهمنيّ دوارٌ مُفاجئ وسقطت المَلعقة مِن يدي ، بدأ يؤلمني قَلبيّ ، أشعُر بالغثيان ،
أركضُ لِلخارج وبدأت بالتقيأ ، " تايهيونغ مابِك " ، إلتفتُ لأميّ ، " مَعدتيّ تؤلمني قَليلاً وهيّا بِنا لِلداخل الجوُ بارد " ، أومأت ليّ بِقلقٍ واضح ، وأكملتُ ماكنتُ أفعله ،
وضعتُ الطعام عَلى المائدة وبدأنا بالأكل وكان كُل تَفكيريّ حولَ جونغكوك لَم أراهُ مُنذ أيام بدأ يُخيفنيّ إختفاءهُ .
حلَ الصباح وأعددتُ الإفطار وَلم أرى أبي أظنهُ لَم يأتي مُنذ أمس ، خَرجتُ مِن المَنزل ومَررتُ عَلى خالتيّ وسألتُها عَن ويليام لَم أراهُ إيضاً مَنذ بِضعة أيام ، " صباحُكِ خالتيّ هَل ويليام مُستيقظ ؟ " ، كانت تُنشِر الغَسيل ، " صباحُك إيضاً بُني نعم مُستيقظ سأندهُ عَليه " ، أؤمأت لها ،
" ويليام تَعال تايهيونغ هُنا يُريدُك " ، صوت أقدام ، " أهلاً تايهيونغ " ، نتبادُل الأحضان ، " هَل أنتَ مُتفرغ لِلذهاب لِلسيّر؟ " ، بدأ يُفركَ يديه بِبعض ، " لا أستطيع تايهيونغ أبي هُنا " ، نَسيتُ أمرَّ أبيه ، " لا بأس ويليام " ، لا بأسَ حقاً .
أعملُ بالحَقل وكامِل نَظريّ حولَ مَنزل جونغكوك أنتظر خروجه ، مَرت ثلاث ساعات وَلم يَخرُج ، " يافتى أمسّك وأحرُث جيداً " ، أفزعنيّ صوتهُ ، " حسناً " ، إنتهى وقت العَمل هُنا وأنزلتُ المِعدات وخرجت مِن المكان مُتجه لِعمليّ الأخر ، غَربت الشَمس وحلَ الظلام وَلم يَشتريّ أحد وَلم يأتيّ جونغكوك .
أعود لِلمنزل بدأت بِمُناداة أمي ولم تُجيب غَريب لَم تأخُذ حَقيبتها إن كانت ذاهِبة لِلعَمل ! ، " أمي لَقد عُدت "
، لا صوت ، " أمي إينَ أنتِ " ، إيضاً لا جواب ، بدأ قَلبيّ يَنبُض سَريعاً ، " أمي إين أنتِ أجيبي " ، بدأت بالبُكاء ،
فَتحتُ باب غُرفتها ورأيتُها مُستلقية بِسلامٍ تام أنظُر لِصدرها لا يَرتفع ، لاتَتنفَس ، " أمي حَل الليل وانتِ نائِمة لِلان " ، إقتربت وحقاً لا تتنفس ، " أمي " ، بدأت بالصُراخ ، " أمي أجيبي " ، لا جواب ، أهزُ جَسدها أضعُ يدي عَلى قَلبُها لا يَنبُض ، وبدأت يَدُها بالتدلدُل ، ، " أمي أرجوك إستيقظيّ " ، " لا تذهبيّ " ،
" تايهيونغ مابِك " ،
" لا تتحرك أمي أنظُر إليها لا تتنفس " ، إقتربَ أبي سريعاً ، " عَزيزتي " ، بدأ يُحرك يديها ، " أبي أرجوك لا تُقلها " ، بدأ يَبكي مِثلي ، إقتربَ وحضنيّ ، " لا بأسَ تايهيونغ " ، ماذا لا بأس أبي لَم تَعُد أمي موجودة .
كَان لايَسمعُ هُنا بِهذة الغُرفة سِواء صوتَ البُكاء والصُراخ .
اليوم الأول ، ذَهبت أمي .
اليوم الثَاني ، ذَهبت أمي .
اليوم الثَالث ، ذَهبت أمي .
اليوم الرَابع ، ذَهبت أمي .
اليوم الخَامس ، ذَهبت أمي .
اليوم السادِس ، ذَهبت أمي .
اليوم السَابع ، ذَهبت أمي .
مَرّ عَلى وفاة أمي ثلاثة أشهُر .