خادمة الشيطان

By SHorouk_Hassan

1.5M 60.8K 6.4K

عندما تجد طوق النجاة في طريق أشبه بالصحراء القاحلة ليس به أي معالم للنجاة؛ يجب عليك أن تتمسك به حد الموت. وه... More

«المقدمة»
♡البارت الأول♡
♡الشخصيات♡
♡البارت الثاني♡
«مهم جدًا»
♡البارت الثالث♡
♡البارت الرابع♡
♡البارت الخامس♡
♡البارت السادس♡
♡البارت السابع♡
♡البارت الثامن♡
♡البارت التاسع♡
♡البارت العاشر♡
♡الشخصيات 2♡
♡الفصل الحادي عشر♡
♡الفصل الثاني عشر♡
♡الفصل الثالث عشر♡
♡الفصل الرابع عشر♡
♡الفصل الخامس عشر♡
♡الفصل السادس عشر♡
♡الفصل السابع عشر♡
♡الفصل الثامن عشر♡
♡الفصل التاسع عشر♡
♡الفصل العشرون♡
♡الفصل الواحد والعشرون♡
♡الفصل الثاني والعشرون♡
♡الفصل الثالث والعشرون♡
♡الفصل الرابع والعشرون♡
♡الفصل الخامس والعشرون♡
♡الفصل السادس والعشرون♡
♡الفصل السابع والعشرون♡
♡الفصل الثامن والعشرون♡
♡الفصل الأخير♡
♡خـادمة الشيطان♡
حلقة خاصة1
خادمة الشيطان

♡الـخـاتـمـة♡

32.9K 1.5K 201
By SHorouk_Hassan

دي الخاتمة والفصل الأخير من ختامنا بإذن الله، حبيت اقولكم إن العمل دا خد مني جهد كبير بالنسبالي، حتي لو مكنتش الرواية واو أوي بالنسبة ليكم، بس أنا فخورة بالإنجاز دا، وفخورة إني عرفت أطور من كتاباتي في الرواية دي عن الرواية الأولي، من حيث السرد والأفكار والشخصيات وكل حاجة، وفي النهاية بتمني إنه يكون نال إعجابكم، وإن شاء الله معاكم في عمل جديد كليًا ويبهركم بإذن الله.♥♥

متنسوش الفوت فضلًا.👀♥
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

«خــادمــة الشـيـطـان»
«الــخــاتــــمــــــة»

"بسم ﷲ الرحمن الرحيم"

لربما كانت الحياة غير ناصفة بالمرة، تتركنا غارقين في همومنا، لتتشكل غمامة من الحزن أمام أعيننا تمنعنا عن رؤية ملاذاتها، الحياة عبارة عن هاوية، فإما أن تعاود أدراجك لبناء مستقبل جديد، أو السقوط من أعلاها، لتقع وتتفتت إلي أشلاء، "كحال قلبك المحطم".

شعر منتصر بتصلب عروق أخيه، بل وتصنم جسده أيضًا، وكلما فكر في الإشفاق عليه، تذكر ذلك المقطع المرئي وصرخات هؤلاء الجنود الأبرياء تتعالي تطلب النجدة والمساعدة، فيتلاشي الإشفاق ويحل محله الغضب الأعمي، فهو الآن قد خسر كل الإحترام والتبجيل الذي كان تجاهه، همس له منتصر بهسيس مرعب، وكأن الروح النازفة داخله تحررت لتقضي علي كل من هو أمامه:
_الكلاب بتوعك باعوك، وهتبقي كلب ذليل محدش يعبرك.

تحولت نظرات كريم إلي الخبث كأنه لم يكن يرجوه منذ قليل، ليردف بتهكم وتهديد صريح:
_طيب نزل اللعبة اللي في إيدك دي علشان مخلصش يا منتصر.

انتهي من كلماته وانتهت في ذات الوقت مكانته في قلب الآخر، فالذي أمامه لم يكن سوي وحش بلا رحمة، ليردف هو الآخر بتهديد وازاه في الحدة:
_صدقتي هتندم، هخليك تتمني الموت ومتطلهوش يا حيواااان.

قال كلمته الأخيرة في نفس الوقت من تحريره مسددًا لكمة قوية في وجهه أدت إلي اختلال توازنه وسقوطه، وجد مجموعة أخري من الرجال الملثمين تتشكل حولهم، فباتوا جميعًا متحاصرين حول هؤلاء المجرمين، فما كان أمامهم سوا تنزيل أسلحتهم والإستسلام لذلك الحصار، والذي سينتهي للموت الحتمي بالتأكيد.

وقف كريم مرة أخري وهو يمسح جانب فمه ناظرًا لمنتصر بإستخفاف، مشيرًا لرجاله الموجودين بالمكان:
_شايف دول؟! بإشارة واحدة مني يخلصوا عليك وعلي اللي معاك.

ناظره منتصر من أعلاه لأسفله، قائلًا بإستحقار بائن في نبرته:
_ما انت بتتحامي في رجالتك الـ****.

نظر له كريم بإستهجان ولم يردف بكلمة واحدة، بينما ترك الرجل الآخر مصطفي عند شعوره بالأمان حين حاوطه أصدقائه، لينظر له كريم بغموض ومن ثَم رفع سلاحه تجاه رأسه، مُطلقًا رصاصة استقرت في رأسه، ليهوي علي الأرض الصلبة صريعًا في الحال.

فتح منتصر عيناه علي آخرهما، ليتأكد بأنه فقد أخيه للأبد ولا فرصة للعودة، خفق قلبه عندما استطرد الآخير حديثه:
_كلب وطلع خاين، يبقي لازم يتخلص عليه.

تلك المرة خرج عمر المذهول عن صمته، ليقترب من منتصر واقفًا بجانبه، موجهًا حديثه الساخر لكريم، صديقه السابق:
_قولتها بلسانك، الخاين لازم يتخلص عليه.

وجه كريم أنظاره لبئر أسراره سابقًا، والذي عَلِم مسبقًا بأنه عندما استمع لخبر وفاته، انهار كليًا، وتقاعس عن العمل لعدة أيام حِدادًا علي روحه، أجابه كريم بعد ثواني من الصمت:
_معاك حق يا صحبي، بس للأسف مش هتعرفوا تعملوا حاجة، وهتطلعوا من هنا زي ما جيتوا، يا إمااا....

لوي عمر شفتيه وبعيناه تتشكل نظرة قاسية تجاهه:
_يا إما إيه!!! هتقتلناا؟!! هنموت عادي وكل حاجة هتمشي زي ما كانت، بس انت هتكون مبسوط بدا!!! انا الحقيقة مش عارف إزاي ملحظتش عليك أي حاجة من وسا***، يمكن عشان كنت بثق فيك أكتر من نفسي!! بس للأسف طلعت حقير ومتستهلش أي حاجة.

رغم صعوبة الكلمات التي خرجت من فاهه، إلا أن الآخر استقبلها ببرود ظاهري، مردفًا بمقت:
_مكنش لازم تثق فيا، وزي ما قولت المصلحة بتحكم.

ناظراه كليهما بإشمئزاز واضح علي محياهما، فتجاهلها الآخر، لينظر لرجاله وهو يقول بفخر:
_عاش يا رجالة.

ثم نظر للجنود الصامتين بشكل أصاب ريبته، وكأنهم ينسجون شباكًا لإيقاعهم، وهذا أكثر ما أصابه بالخوف، أنحي تفكيره جانبًا ليعاود النظر لرجاله آمرًا إياهم بغموض:
_انتوا عارفين الخطوة اللي بعد كدا، خلصوا ونضفوا، مش عاوزين عوق.

تلك المرة خرج صوت منتصر الساخر مردفًا بحقد:
_كان علي عيني والله، بس للأسف مش هتلحق لا تخلص ولا تنضف عشان انت اللي هيخلص عليك دلوقتي.

وقبل أن يستعيب الآخر حديثه، وجد مجموعة من الجنود المسلحين تهاجمهم، بل وقاموا بإطلاق النيران علي الرجال المجرمين مرة واحدة، ليسقطوا صرعي في الحال، دون حتي الدفاع عن أنفسهم، لم يتبقي منهم سوي كريم وعيناه الجاحظة من الصدمة، شحب وجهه وشعر بالبرودة تجتاحه، ليري وجه أخيه المبتسم بشماتة مرددًا:
_مش قولتلك مش هتلحق يا ***!!

وقبل أن يجيبه باغته بلكمة قوية في أنفه وقع علي أثرها فاعتلاه وهو يسدد له اللكمات الحاقدة، مما أدي إلي فقدان الآخير للوعي، قام من عليه وصدره يعلو ويهبط بعنف، ثم بصق عليه بغل، وكأن الذي أمامه ما هو إلا خرقة بالية لا داعي للحزن من أجله، أفسح الطريق للجنود لأخذ الفاقد للوعي إلي سيارة الشرطة، ونظراته تتابعه إلا أن اختفي عن أعينه، كم لعن نفسه لحزنه عليه وهو خائن!!

وضع عمر يده علي كتفه لمواساته، ليجد نظرات الآخر خالية تمامًا من الحزن كما كان يتوقع، تنهد براحة لرؤية معالم الراحة تتجسد علي معالم وجهه، قبل أن يستمع لحديثه:
_صدقني يا عمر لو مكنتش قبضت عليه، كان ممكن أعيش العمر كله ندمان، بعد ما شوفت قذارته دي عرفت إن خسارة فيه حتي الزعل، واللي هيحصل فيه مش هكون زعلان عليه، بالعكس هكون مرتاح.

ربت عمر علي كتفه مردفًا بتشجيع:
_خير ما عملت يا صحبي، وانا معاك وفي ضهرك وقت ما تحتاجني هتلاقيني ساندك.

عانقه منتصر بحب شديد، وكم حمد ربه كثيرًا علي وجود صديق وأخ مثله ليهون عليه مصاعب الحياة، كان مصطفي يتابعهم بتأثر، وكم ودّ وبشدة الحصول علي أصدقاء هكذا، دمعت عيناه من المشهد ومتحسرًا علي حياته التعيسة، ليشرد ويقرر البدأ وحده دون الحاجة لغيره.

نظر له كلًا من منتصر وكريم معًا، ليشير أحدهما للآخر بمراوغة، ويذهبا معًا تجاه وقوفه، انتشله من تفكيره أجساد ضخمة ترتمي عليه لإحتضانه، ليصيح بألم من هجومهم الشرس:
_ابعد يا حيوان انت وهو عني.

تحدث عمر بمزاح وهو ما زال محتضنه من جانب، ومنتصر يحتضنه من الجانب الآخر:
_الحق علينا يا سي صاصا، لقيناك واقف لوحدك قولنا نونسك!!

ليتابع منتصر بعتاب مصطنع:
_اخس عليك يا قاسي اخس، وابنك اللي في بطني!!

صمت عم المكان، يحاول استيعاب ما يحدث، ليخرجا من عناقه، فوجدوه ينظر لهم ببلاهة، ثانية.. ثانيتان وانفجر ثلاثتهم في الضحك، فرغم ما مروا به من صعوبات، لم يجدوا ما يهون عليهم سوي هم، رابط الصداقة رابط مقدس، فالصديق هو الذي ينتشلك من ظلامك ليقدمك للنور، شعر مصطفي بمشاعر جديدة تجتاحه، ألا وهي مشاعر الصداقة، نظر لهم بإمتنان حقيقي، ثم عاون إحتضانهم برفق، ليقول بحب حقيقي لهم:
_شكرًا.. شكرًا بجد علي وقوفكم جنبي رغم اللي عملتوا.

_متقولش كدا يا درش، انت غلطت اه بس خدت جزائك.
قالها عمر بمزاح وهو يمرر يده علي جروح مصطفي الظاهرة بعض الشئ، ليذكره بهجوم يزن الشرس عليه.

لوي شفتيه بضجر وهو يقول بسخط:
_بس متفكرنيش، دا كويس إني طلعت صاغ سليم.

استوسطهم عمر، ثم وضع ذراع علي مصطفي وذراع علي منتصر، ثم ذهبوا بعد أن أنهوا مهمتهم الشاقة، ليردف بغرور مصطنع:
_إحتفالًا بالإنجاز العظيم دا، أنا عازمكم علي الغذا في بيت يزن.

♡••••••••••••••••••••♡

في النفس الوقت.. في منزل والد ضحي.

نظر حمدي للواقفة أمامه بصدمة جلية علي وجهه، لم يخطر بباله وجودها أمامه مهما طال الزمن، فقد ظن بأنها ذهبت مع أولاده وتحررت من سجنه، ردد أسمها مرة أخري بذهول:
_كريمة!!

ظهرت من خلفه، ابنته المتمردة منذ صغرها، والمحبوبة أيضًا!! فقد كانت مدللتله وجزء من روحه كما كان يقول، ولكن جاء من جعله يزرع الشك بعائلته، ليهدم الود والوصال بينهم، ويحول بيده حياته إلي جحيم، خرج صوت ضحي الهادئ رغم خوفها:
_مش هتدخلنا يا بابا!!

أفسح لها الطريق بهدوء عجيب، وملامحه تعكس الإستنكار، يبدو أنه تذكر ما حدث مرة أخري، ولكن رغم مقتها لمعاملته معها، إلا أنها كانت تستمع من والدتها في الفترة الأخيرة إلي قصة حبهم الأسطورية، وبالرغم كل ما حدث وهجره ومقته لهم، إلا أنه لم يرفع يده علي والدتها ولو مرة واحدة، وهذا ما أشعرها بالفخر تجاه والدها، بالرغم من ضربه لها مرة ة في موجة غضبه، ولكن بالنهاية هو والدها، ويجب عليه أن يعلم ما حدث بالماضي.

_جايين ليه!!
هتف بها، لتجيبه تلك المرة كريمة وهي تنظر له بإمعان وهناك غصة تتشكل في حلقها:
_عشان تعرف الحقيقة اللي رفضت تسمعها زمان يا حمدي.

احتدت عيناه وقست تعابير وجهه، ليهدر عاليًا بغضب وتلك الذكري تحلق في ذهنه مرة أخري:
_مش عايز اسمع حاجة، مـــــش عايـــــز.

_لازم تعرف وتفهم الحقيقة يا بابا، للأسف انت موثقتش في ماما زمان وسمعتها، وجه اليوم اللي تسمعها فيه.

صاح عاليًا وتلك الأحاديث المشككة في شرف زوجته بات يتذكرها مرة أخري:
_قولتلك مش عايز، الحقيقة انا عرفتها زمان و...

قاطعته كريمة بصراخ ودموعها تهبط علي وجنتيها بقهر:
_كــــدب، كل اللي سمعته كـــدب ومحصلش.

صدره كان يهبط ويرتفع مدللًا علي غضبه الشديد، لتستطرد حديثها مبررة، وشعور الظلم يتغلل داخلها بلا رحمة:
_كل اللي سمعته من واحد حقير كدب، انت.. انت صدقته رغم إنك عارفني كويس، مستحيل اعمل حاجة غلط واخونك، بس انت صدقته، صدقت واحد الله يجحمه خرب عليا وعلي ولادي.

روت له كل ما حدث، ودموعها تتسابق علي وجهها، كان قلبه يدق كما كان عند النظر لوجهها، لذلك كان يقضي معظم نهاره بالخارج، يشرب الكحولات لنسيان ما يؤرقه، فكان يعود فجرًا لينام محله، ورغم ذلك كانت صورتها تقتحم أحلامه، فيستيقظ من نومه غاضب بشدة، فلا يجد ما يفعله سوي الخروج مرة أخري، أفاق من شروده علي شهقاتها التي تعلو كلما تذكرت الماضي الذي فرقهم، كان يستمع إليها بقلب ينزف، فهو برغم القسوة التي كان بها، لميستطيع كرهها، لم يستطيع التخلي عن عشق تمناه طوال فترة صباه ونضوجه، قلبه يجبره علي التصديق، وعقله ينفي ما تقوله، أصبح في صراع رفض تبينه، لذلك وقف بجمود بعدما انتهت، ليردف بصوت جعله ثابت قدر الإمكان:
_شرفتوا.

نظرت له ضحي بأسي وهي تترجاه بعيناها:
_يا بابا عشان خاطري...

قاطعها بجمود وهو يذهب لفتح باب شقته:
_قولت شرفتوا.

ابتلعت كريمة غصة مؤلمة في حلقها، فبعد ما روته له ظنت إنه لا يصدقها، كُسر فؤادها مرات عدة، وها هو يُكسر تلك المرة بقوة أشد، جرت أحبال خيبتها لتخرج من المنزل، لتليها ضحي التي نكست رأسها للأسفل في أسي، ظنت بأنها ستعيد رباط الود بين والديها، ولكنها أخطأت بشأن ذلك.

أغلق حمدي الباب خلفهم بعنف، ثم ذهب لأساس المنزل ليقوم بهدمه بغضب شديد وهو يصرخ، لا يعلم أهو غضب أم حقد.... أم ندم!!!

♡•••••••••••••••••♡

مرت ثلاثة أشهر تغيرت فيهما الأحوال كُليًا.

*استطاع منتصر أن يمر من أزمته بمساعدة أصدقائه، وكم هو ممتنُ لهم.

*اعترف عمر لرزان بحبه، وكم كانت مصدومة حينها، فقد اعتقدت بأنه حب من طرف واحد، لتُصيبها الخيبة ويخيم عليها الحزن، في ذلك اليوم دخل عليها أخيها غرفتها ليعلمها بمطلب صديقه للتقدم لها، حينها صرخت بحماس وهي تجيبه بسعادة:
_قول وكتاب الله كدا!!! اناااا موافقة طبعًا.

_طيب اعملي نفسك حتي مكسوفة!!

لم تجبه، وإنما كانت بعالمها الوردي، تحدد موعد زفافها ولون الفستان الذي سترتديه في خطبتها، وبالفعل تمت خطبتهم في التو، وكم كانت سعيدة بل ستطير فرحًا عندما صارحها بحبه لها.

*قام مراد بعد عدة محاولات فاشلة بطلب يد آيات من أخيها، ولكنه كان يرفض بشدة رغم موافقة أبيه، متحججًا بأنها بهجة هذا المنزل ولن يستطيع التخلي عنها، وبعد محاولات أخري حاول إقناعه وافق علي مضض، رغم إنه يعلم عشقه المخفي منذ البداية لشقيقته، ولكن كان يريد التأكد أكثر، حينها أقبل عليه مراد يقبله ويحتضنه بسعادة، ثم صاح صارخًا بأنه حصل علي مراده أخيرًا، فقامت خطبتهم في نفس اليوم مع عمر ورزان.

*ساوم منتصر عمر علي خطبة شقيقته أية مقابل خطبته علي رزان، لينظر له بإشمئزاز وهو يجيب عليه:
_تصدق إنك حقير!!

جلس علي المقعد، ثم وضع قدم علي الأخري متشدقًا بغرور:
_والله دا شرطي.

جز علي أسنانه بغيظ وهو يلعنه بداخله، ثم ذهب لشقيقته ليُعلمها بتقدم منتصر لها، حينها وافقت بخجل، ليحتضنها بحب، لتتم خطبتهم مع الخطبتان السابقتان.
(انا للقُراء: انا لسه هشرح!!)🙂😂

*توطدت العلاقة بين الشباب جميعًا "يزن، منتصر، مصطفي، مراد، عمر، بيبرس" ليكونوا المعني الحقيقي للصداقة، رغم نفور مراد من مصطفي في البداية، لكنه اكتشف معدنه الطيب، ليصبح من أصدقائه المفضلين.

*أقام بيبرس هو وجيسيكا بمصر لفترة محدودة، بمنطقة قريبة من قصر الراوي، وقام بالزواج من جيسيكا، حيث كانت حفلة صغيرة بها يزن وأصدقائه، وتم الزواج بوجودهم بين فرحة عارمة من الجميع، ثم عادا إلي بلادهما هما الإثنان، علي وعد اللقاء مجددًا.

*تم القبض علي الزعيم من قِبل شرطة سينغافورة، ومحاكمتهم جميعًا بالإعدام ومن قبلها الأعمال الشاقة، تمت محاكمة كريم العامري وكان النطق النهائي للحكم، هو الإعدام، هاج وماج وظل يترجي الجميع بفك أسره، لكن لم يستمع له أحد، فهو في النهاية قاتل.

*تقدم مصطفي من فتاة أحبها وهي كذلك بادلته تلك المشاعر، ليقرر البدأ من جديد ويكون عائلة خاصة به، ترتبط في مشاغر الدفئ والحنان، لا الكره والبغض.

بعد خمسة أشهر، وسط سكون الليل، وهدوء المكان، تعالت صرخات ضحي المتألمة من معدتها، في البداية شعرت بوخز طفيف، لتستيقظ وهي تأن بصوت خفيض، جلست مكانها مغمضة عيناها بقوة للسيطرة علي الألم، لكن تصاعدت الضربات بمعدتها، لتهبط بيدها علي رأس يزن لإيقاظه وهي تصرخ بفزع وألم:
_قووووم قاامت قيــامتك انا بـــــــــولد.

اضطرب من مضجعه بفزع، ليجد شعرها مشعث، وثيابها واسعة، تفتح عيناها بقوة، فكان مظهرها أقرب لأبطال أفلام الرعب، وما زاد الطين بلة هو صراخها.

اقترب منها بهدوء مردفًا بتوتر عندما ازداد صراخها:
_مالك يا حبيبتي!!

امسكت معدتها بألم، لتمسك بالوسادة وتعضها مغمضة عيناها، ازداد توتره وهو يستمع لصراخها المكتوم، ليقول ببلاهة:
_اجبلك مية!!

امسكته من ياقة ملابسه وهي تصرخ به:
_بــــــــولد يا يــزن، بــــــولد.

_اه.. اه بتولدي، مبروك.

وجد الوسادة ترتمي علي وجهه بعنف، ليستمع لطرق الباب، فوجد فريدة تقف أمامه بقلق:
_مالها ضحي يا يزن، عمالة تصرخ ليـــه.

_هـــــــمــــــــوت الله يخربيتكوا، ودا وقتــــــــه!!

شقهت فريدة بفزع وهي توجه حديثها ليزن المصدوم:
_شيل مراتك يا يزن وديها المستشفي دي بتولد.

أومأ لها بقلق ليقول وهو يتجه لخزانة ملابسه:
_طيب هلبس الأول..

دخلت فريدة خلفه وهي تنهره بشدة:
_بقولك مراتك بتولد تقولي هلبس!! انت ايه اللي جرا لمخك يابني!!

وكأنه لم يسمعها من الأساس، لذهب تجاه خزانة زوجته ثم يجعلها ترتدي ثيابها بمساعدة والدته، ليحملها بعدها علي ذراعيه ويهبط بسرعة درجات السلم، ثم يصعد إلي سيارته منكلقًا بها بسرعة شديدة، وكأن عقله قد عاد إليه مرة أخري.

وصل للمشفي، ليلتقطها منه الأطباء، واضعين إياها علي الترولي، ثم أدخلوها غرفة العمليات، بعد أن ابلغوه بأنها حالة ولادة رغم إنها ما زالت في الشهر السابع، جلس علي المقعد أمام غرفة العمليات، والقلق ينهش بقلبه، ظل يردد اجميع الأدعية التي حفظها، وجد أفراد عائلته يدخلون من رواق المشفي، ليتجه عمر ناحيته وهو يربت علي كتفه مرددًا بتشجيع:
_متقلقش هانت يا صحبي.

بادله ابتسامة باهتة وعقله مشغول بالتي تصرخ في الداخل، تخالطت صرخاتها مع صوت صرخات الصغير، يتحول قلقه إلي سعادة عندما استمع لصوت طفله البكري يصدح في الأرجاء، فإختفت صرخاتها، لتخرج ااممرضة وبيدها طفله ملتف بفراش صغير، فأعطته إياه وهي تقول بإبتسامة بشوشة:
_ولد زي القمر، يتربي في عزك.

اخذه منها وترتسم عليروجهه معالم سعادة والإنبهار بصغيره، وقفت فريدة وبجانبها زوجها عصام وهي تهتف بفرحة عارمة:
_ما شاء الله، الف مبروك يا حبيبي.

_الله يبارك فيكي يا ماما.
أجابها وعيناه تتجولان علي وجه الصغير، شعر بفؤادهينبض بشدة، وغامت عيناه بالسعادة الشديدة، ليقبله بحنان شديد من جبينه، وهو يردد بخفوت:
_نورت حضن أبوك يا حبيبي.

جاء إليه عمر ليتطلع للصغير بفرحة وهو يردد بزهو:
_أكيد هتسميه عمر، صح؟!

طالعه يزن بإشمئزاز وهو يقول بنفور:
_ليه عايز ابني يطلع اهطل؟! غور يلا من هنا، قال عمر قال.

ثم تركه وذهب إلي غرفة زوجته وبيده الصغير ذو الملامح البريئة، والذي يشبهه إلي حدٍ كبير، بينما وقف عمر مكانه بصدمة وهو يردد ل:
_انا أهطل!! احم.. دا أكيد قال كدا من الصدمة وميقصدش.

دخل يزن إلي زوجته، ليجدها نائمة بإنهاك، ليضع طفله علي ذراع، وباليد الاخري مسد علي خصلاتها برقة، فتحت عيناها بوهن لتتحدث بضعف:
_فين ابني!!

اعدل الصغير ليضعه بحذ علي صدرها وهو يردد بحب:
_مبروك علينا يا حبيبتي.

ادمعت عيناها بسعادة، لتضع قبلة صغيرة علي وجنته، مزامنة مع تربيتها علي ظهره بخفة، ضجر يزن وهو يقول بحزن زائف:
_اي دا هو هياخد مكاني ولا إيه!!

ضحكت بخفة، لتغمز له بمشاكسة:
_دا انت الحتة الشمال يا يزونتي.

_عندي خبر ليكي حلو.

تنبهت حواسها لتسأله بإهتمام:
_ايه هو!!

أجابها وعيناه تجول علي ملامح وجهها:
_انا اتعالجت، يعني مفيش مخدرات تاني.

نظرت له بسعادة شديدة، وتلك المرة بكت فرحًا وهي تحتضنه بشدة، لتردف بعشق خالص:
_بحبك، بحبك أوي.

بادلها الضحك، ليقبل جبهتها وهو يقول براحة:
_وانا كمان بعشقك، حمدالله علي سلامتك يا عيوني، نورتي مملكتي انتِ و "سليم يزن الراوي".

♡••••••••••••••••••••♡

مرت عشرة سنوات....

كان كل من بالقصر يعمل علي قدم وساق، فاليوم هو عيد ميلاد حفيدهم البكري العاشر، زُين القصر بأبهي صورة، رغم أن الحفلة ستكون علي الأقارب فقط، ولكن سلسلة الأقارب قد كبُرت، وكل عائلة بات لها أطفالها، جاء الليل، ليهبط الجميع للأسفل، مُلتفين حول الطاولة الكبيرة، وامامهم العكعة الكبيرة المزينة بالشموع الزاهية، وجميع أنواع المأكولات أيضًا.

أتي عمر ومعه زوجته رزان، وعلي ذراعه ابنه ذو الثلاثة أعوام يمسكه من أذنه رغم ضجر الآخر، ورزان تمسك بيدها ابنتها ذات الثماني أعوام.

ومن بعده هبط مراد ومعه آيات، ومعهما توأمهما ذو الخمسة أعوام، فقد أتوا بعد معاناة كبيرة من تأخر الإنجاب، وقفوا بجانب يزن واسرته، ليأتي من بعدهم ساهر وزوجته رضوي ومعه ثلاث فتيات من أعمار مختلفة، ومنتصر الذي دخل مؤخرًا مع أية وابنه ذو التسع أعوام وابنته ذات الخمسة أعوام، ودخل مصطفي مع فتاته الهادئة كوالدتها تمامًا، وأخيرًا جاء الغائب عن الجميع بيبرس، رحب به الجميع بحفاوة شديدة، وذهبت ضحي والفتيات لإحتضان جيسيكا، ليتجه إليها سليم وهو يهتف بمغازلة:
_حلاوتك يا رمان لما تستوي.

ضحكت جيسيكا بقوة، وهي تقوم بإحتضانه مردفة بيأس:
_مش هتبطل قلة أدب ابدًا!!

أجابها وهو يوجه أنظاره لإبنتها روما والتي تأخذ جميع صفاتها:
_وحد يقول للكيوي لا.

_سلــــــيم.
نداء والده الحاد أفزعه ليجيبه بخوف:
_جاي يا كبير حالًا.

ضحك عليه الجميع بشدة، ليبدأوا حفلة عيد الميلاد بجو من المرح والحب والألفة التي تجمع بين جميع أفراد العائلة، والإنسان لا يريد شئ سوي عائلة تحبه، وأصدقاء يساندونه، وحياة هادئة. ينعم بها بسلام.

أخذها علي جانب صغير، ليحتضن يزن ضحي بحب وعشق يتزايد مع مرور السنوات، عشق ينضج حتي وصل إلي منتهاه، دفن وجهه في نتوء عنقها متشدقًا بإمتنان وصوت خافت:
_لولاكي مكنش زماني كدا، انتي النور اللي دخل حياتي، هتفضلي انتي الحاجة الوحيدة اللي بحمد ربناا عليها ليل نهار، الكلام مش هيوفيكي حقك، بس انا بحبك أوي.

استمعت إليه بأنفاس مضطربة، ورغم سماعها لتلك الكلمات من قبل، إلا أنه عند اعترافه لها، تُخيل لها بأنه يقولها لأول مرة، بادلته العناق بقوة أكبر وهي تردف بصوت مملوء بالحنين:
_وانا بعشقك يا يزن، وهفضل احمد ربنا علي وجودك في حياتي.

وهناك علي الجانب الآخر بعيد قليلًا، كان سليم ينظر لإبنة مصطفي بغموض، يبدوا بأن هناك قصة من نوع آخر علي وشك البدأ.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

رأيكم🌚👀

لو عايزين جزء تاني من الخاتمة قولوا، وانا هكتبه بكل حب♥♥♥🦋

انتظروني في العمل الجديد، بحبكم♥

نسيت اقولكم اني عملت جروب علي الفيس خاص بيا وبرواياتي، وهناك بنزل اسكريبتات ومواعيد التنزيل وكله، هتلاقوا اللينك في البايو.

شروق حسن.







Continue Reading

You'll Also Like

843K 17.5K 27
سنكتشف الحقيقة معآ...🤝
124K 7.8K 52
عبر المصادفة تعرفت عليه وطلبت منه المساعدة، فتفاجأت أن للمساعدة مقابل بل مزيد من العطاء... 👈الفائزة بأسوة 2020 من ضمن القائمة الطويلة. December 2019...
248K 14.2K 32
ندخل انا وياكم و نفتح الابواب عن حياة أنفال و المطبات الي مرت فيها بحياتها و هل وقفت عند هاي المطبات ولم تكمل حياتها ام هناك شخص أمسك بيدها لكي يكون...
1.7M 100K 54
في إحدى البيوت العراقيه من الزمن القديم وفي ضواحي بغداد الهادئه .. هناك اسرار تختبىء خلف جدران البيت تخفي بداخلها مشاعر أفراد هذا البيت ايا تكن هذه ا...