Monster Game Online season 1...

By MarouaBaqasse

6.9K 3.5K 3.5K

ماذا ستكون ردة فعلك إذا وجدت لعبة إلكترونية جذبت انتباهك باسمها و قواعدها، ليسيطر عليك حماسك فتقرر تجربتها، ل... More

Intro
Part 01
Part 02
Part 03
Part 04
Part 05
Part 06
Part 07
Part 08
Part 09
Part 10
Part 11 'الجزء 1'
Part 11 'الجزء 2'
Part 12
Part 13
Part 14
Part 15
Part 16
Part 17
Part 18
Part 20
Part 21
Part 22
Part 23
Part 24
Part 25

Part 19

141 86 149
By MarouaBaqasse

هذا البارت إهداء للجميلة و اللطيفة MariamSaleh387
أتمنى البارت ينال إعجابك ❤

Enjoy 💜💖
*********************


"بعد لحظات، سيبدأ جسد يونا-سان بالتفتت."

نبست يوي بهذه الكلمات بصعوبة بالغة مع وجه مليء بالدموع التي لا تنفك عن النزول رغم محاولاتها لكتمها ..

مرت لحظات قليلة، بعد حديث هذه الأخيرة، سيطر خلالها صمت قاتل على الأجواء، فقد كان نامجون فارغ الفاه يناظر يوي بعدم فهم محاولا إستيعاب ما قالته، ليحرك شفاهه أخيرا يسألها بنبرة ضعيفة بالكاد استطاع صوته أن يكون مسموعا بسببها.

"ماذا .. تقصدين؟"

قضمت يوي شفاهها السفلية بقوة بينما تحكم الشد على قبضتيها، تدرك تماما صعوبة ما سوف تقوم بنبسه بعد ثواني، أخفضت رأسها حتى أخفت غرتها عينيها، تناظر الأرض بحزن شديد و عينيها لاتنفكان عن ذرف الدموع مع إصدار بضع شهقات من حين لآخر رغما عنها، أخذت نفسا عميقا ثم بدأت تشرح المقصد من جملتها.

"ما قصدته أن يونا-سان ستلقى حتفها بعد لحظات؛ عندما يموت لاعب ما داخل هذه اللعبة لا يتحول جسده إلى جثة بل يتفتت إلى جزيئات مثل الرماد المتطاير، ثم يحبس عقله بعدها كما تعلم."

وكأن دلوا من المياه المتجمدة سكب عليه للتو، هو كان يعرف أن هذا هو ما قصدته لكنه حاول إنكار ذلك، يشعر ببرودة مفاجئة بدأت تسري مع أطرافه، عرق بارد يتصبب من جبينه بينما جسده يرتعش غصبا عنه، شعور الخوف و النكران الذان سيطرا عليه فجأة لم يكن قادرا على التحكم بهما ..

بصعوبة بالغة استطاع ابعاد حدقتيه المرتجفة عن يوي ليوجهها نحو جسد يونا القابع داخل أحضانه، يتأمل ملامحها الساكنة بضعف، رفع ذراعه التي كان يلفها حول خصرها ليمد يده تجاه وجهها حتى حط بها على خدها يمسح عليه بلطف بإبهامه فاستشعر برودة بشرتها المنافية لما كانت عليه من قبل ..

أغمض عينيه للحظات يستنشق الهواء بعمق كي يسيطر على ارتجاف جسده قليلا، ثم أخذ يهز جسدها مرة أخرى بخفة بينما يناديها لعلها تستفيق بعدما فتح عينيه، فقد قرر أنه لن يتوقف عن المحاولة في جعلها تستعيد وعيها كي تقاوم المرض، على الأقل حتى يعود البقية ..

صكت يوي على أسنانها بينما تستمع لصوت نامجون الذي يحاول بجد جعل يونا تستفيق، تشعر بكم هي عديمة الفائدة في تلك اللحظة لعدم مقدرتها على علاج هذه الأخيرة، لذا رفعت رأسها الذي كان مطأطأ لتصرخ على الآخر.

"لا فائدة، لن ينفع كلامك في شيء، هي تقريبا غير واعية لعالمها الخارجي لن تستطيع سماعك."

أنهت كلامها ثم غطت وجهها بكلتا يديها تخفي دموعها، أما عن نامجون فقد عقد لسانه و ما عاد قادرا على الحديث، اكتفى فقط بمناظرة يونا بحدقتان تهتزان بخوف، عض شفته السفلى بقهر يلوم نفسه على عجزه و على عدم استطاعته لفعل أي شيء لإنقاذها، وضع كفه على رأسها يمسح على خصلات شعرها حتى وصل لخدها ثم ضم جسدها إليه يعانقها بكل ما أوتي من قوة، يشعر بفؤاده الذي يتقطع لأشلاء خوفا من خسارتها و بغصة تتكون في حلقه تعيقه عن التنفس ..

لقد حسم الأمر بالفعل، تأخر جيمين و هانا و يونغي كثيرا، الشمس ستغرب بعد لحظات قليلة ليحل الظلام بعدها و هم لم يصلوا بعد، فات الأوان على إنقاذها، يجب تقبل حقيقة أن عقلها سيحبس داخل اللعبة و أن الأمل في علاجها قد انعدم بالفعل؛ هذا ما كان يدور داخل ذهن نامجون من أفكار، كل ما كان يتحلى به من أمل قد تهدم بالفعل في هذه الثواني التي يعيشها و التي تمر عليه ببطء وكأنها دهر من الزمن، سيطرت الأفكار السوداوية على ذهنه و ما عاد هناك أي خيط أمل و لو كان رفيعا ليتشبث به ..








فجأة ..







فتح باب الكوخ بقوة جاعلا من نامجون ينتفض فزعا ليرفع رأسه ناظرا نحوه، فاتسعت عيناه بصدمة و تهللت أساريره فرحا عندما وقع بصره على هيئة جيمين و هانا الذان كانا يتكآن على الباب بينما يلهثان بتعب و وجهيهما و ملابسهما ملطخة ببعض بقع الطين ..

عقد نامجون حاجبيه بغضب بينما قد لمعت مقلتيه ببعض الدموع، لينبس موبخا إياهما بنبرة حانقة.

"أغبياء، لماذا تأخرتم؟!"

تقدم يونغي تجاهه سريعا بعدما أخذ الزهرة من يدي جيمين عندما أبصر حالة يونا بينما يكلمه.

"لا وقت لدينا للتوبيخ، فلنعالج يونا أولا قبل أن يبدأ جسدها بالتفتت ثم بإمكانك تأنيبهم كما تشاء .. ضع في قنينة المياه التي بجانبك أربع بتلات من الزهرة ثم رجها قليلا، و بعد ذلك اجعل يونا تشرب المياه."

أومأ نامجون برأسه لينفذ كلام يونغي، ثم قرب القنينة من فم يونا بعدما فتحه، فبدأ بسكب المياه التي اكتسبت لونا أحمر قرمزيا كما لون الزهرة داخل ثغرها يجعلها تشربها بينما كانت بضع قطرات تنساب على طول فكها و عنقها ..

في تلك الأثناء، ابتعد كل من جيمين و هانا عن الباب عندما استعادا أنفاسهما المسلوبة بسبب ركضهما لمسافة طويلة دون توقف ما إن لاحظوا اقتراب موعد الغروب، ليلجا لداخل الكوخ مقتربان من جسد صديقهما الجالس على الأرض ليجلسا أمامه ..

أبعد نامجون القنينة عندما نفذت المياه منها ليضعها بجانبه، ثم أعاد بصره يحدق بجسد يونا الذي بحضنه مترقبا كما يفعل الجميع ينتظرون أن يبدأ مفعول الدواء ..

مر بعض الوقت، و قد لاحظوا أن الشمس قد غربت بالفعل و ذلك بسبب ازدياد الظلمة داخل الكوخ، إلا أن الشيء الوحيد الذي كان يكسرها هو جسد يونا الذي مازال مشعا و لم يحدث له شيء ..

ارتخت ملامح هانا تحدق بجسد صديقتها، الذي لم يطرأ عليه أي تغيير، بأعين مهتزة بسبب الخوف و عدم التصديق لما تراه مقلتاها، و كل ما تفكر فيه هو أنهم قد فشلوا في إنقاذ يونا، فبما أن الدواء لم يعطي مفعوله فهذا يعني أنهم قد تأخروا كثيرا و فات الأوان بالفعل ..

عضت شفتها السفلى بقوة تشعر بتجمع الدموع داخل مقلتيها جاعلتا الرؤية تصير ضبابية بالنسبة لها، لتطأطأ رأسها حتى تساقطت بضع قطرات من الدموع على ظهر يديها التي تشد بها على قماش تنورتها، بلعت ريقها بصعوبة تشعر بتلك الغصة المتكونة داخل حلقها ثم فتحت ثغرها لتتكلم بينما تشهق من حين لآخر.

"ما الأمر؟ لما لم يعد جسد يونا-تشان إلى طبيعته؟ هل تأخرنا هل هذا يعني أنها س-"

نظر جيمين تجاهها بأعين حزينة يشعر بالذنب هو الآخر يلوم نفسه على تأخرهما، لكنه سرعان ما شهق بخفة عندما أعاد أنظاره تجاه يونا، ليضع يده على كتف التي تجلس بجانبه يهز جسدها بينما يقاطع حديثها قائلا.

"هانا، أنظري!"

نفذت المعنية كلام الآخر لترفع رأسها تناظر جسد صديقتها القابع داخل أحضان نامجون بعينيها المليئة بالدموع، لكنها سرعان ما مسحتها لتستبدلها بابتسامة واسعة عندما لاحظت أن جسدها قد بدأ لمعانه يخف تدريجيا حتى عاد لطبيعته ..

قهقهت هانا بسعادة لتعانق جيمين الجالس قربها كرد فعل عفوي منها جاعلة من الآخر ينصدم من فعلها بينما يشعر أن ضربات قلبه قد ازدادت من تصرفها المفاجئ، و مع ذلك لم يستطع منع ابتسامته من الظهور عندما أبصر سعادتها الواضحة لشفاء يونا فبادلها الحضن هو الآخر بينما يقهقه بسعادة، بينما الأخرى لم تتوقف عن ترديد هذه الجمل باستمرار فسعادتها قد وصلت عنان السماء.

"لقد نجحنا! استطعنا إنقاذ يونا-تشان! أنا سعيدة جدا!"

في حين أن نامجون كان يتأمل ملامح يونا النائمة بسكون داخل حضنه بذهن شارد غارقا داخل أفكاره بينما ابتسامة صغيرة تعلو ملامحه، يشعر براحة كبيرة قد غزت قلبه بعدما كان يسيطر عليه القلق و الخوف، يشعر وكأن حملا هائلا قد انزاح عن كتفيه بعد طول معاناة.

"الحمدلله، استطاع جيمين و هانا و يونغي إحضار الدواء في الوقت المناسب و نجحنا في إنقاذ يونا .. لكن، لماذا لم تستيقظ حتى الآن؟"

أزال ابتسامته عن ملامحه عندما أدرك أخيرا أمرا مهما، فيونا لم تستيقظ حتى الآن منذ أن شفيت و هذا جعله قلقا بعض الشيء، لهذا غير مجرى بصره تجاه يونغي ليستفسره عن هذا الأمر.

"يونغي، لما لم تستيقظ يونا حتى الآن؟"

توقفت هانا عن الضحك عندما سمعت سؤال نامجون لتبتعد عن جيمين الذي كانت تعانقه، لتقترب من مكان جلوسه تناظر جسد يونا النائمة ببعض القلق هي الأخرى ثم نظرت إلى يونغي لتحدثه.

"هذا صحيح، نامجون-كن محق، لما لم تستيقظ يونا-تشان حتى الآن؟"

ابتسم يونغي لهما بدفئ حتى يطمئنهما ثم أجابهما قائلا.

"لا داعي للقلق، كل ما في الأمر أن جسد يونا قد استنزف الكثير من الطاقة ليقاوم المرض، لهذا فهو يسترجعها عن طريق النوم، سوف تستيقظ غدا صباحا لا تقلقا، لكن يجب عليها تناول بعض الطعام حتى تستعيد نشاطها."

تنهد كلاهما بعمق لشعورهما بالراحة بعد كلام يونغي المطمئن، ثم ابتسم كلاهما في ذات الوقت ..

ناظر نامجون يونا مرة أخرى بابتسامته التي تظهر كلتا غمازتيه ثم جعل جسدها يستلقي على الأرض حتى تنعم براحة أكبر، و ذلك بينما يعطي ظهره لكلا من جيمين و هانا ..

فور انتهائه، استدار لهما بتعابير مظلمة دالة على مدى غضبه في تلك اللحظة، ثم تكلم بنبرة حانقة و مخيفة دبت الرعب داخلهما.

"هلا تكرم أحدكما و شرح لي سبب تأخركم."

زم جيمين شفتيه بخط مستقيم يشعر بقشعريرة تسري على طول عموده الفقري بسبب نظرات الآخر، ليبلع ريقه بخوف بينما يحدث نفسه داخليا.

"تبا لقد نسيت أن نامجون-سنباي يصير مخيفا عندما يغضب."

~~~~~~~~~

"ماذا! أضاعت هانا خاتمها و كادت أن تقتل على يد ثلاثة وحوش!"

كان هذا صوت نامجون الذي عم أرجاء الكوخ إثر صدمته مما سمعه عندما انتهى يونغي من سرد ما مروا به من أحداث أثناء بحثهم عن الدواء، في حين أن جيمين و هانا كانا يجلسان أمامه منكسين رؤوسهم كأطفال مذنبين ينتظرون توبيخ والدهم، تفصل بينهم النار التي أشعلها نامجون ..

زفر هذا الأخير الهواء بتعب ثم وضع يده على جبينه يمسح عليه محاولا الحد من غضبه عندما أومأت هانا بالإيجاب تؤكد كلامه، أعاد نظره إليها و لم يستطع السيطرة على ملامحه التي أظهرت حنقه الواضح ثم قام بتأنيبها بنبرة حادة.

"هل تدركين مدى خطورة ما حدث لك؟! يجب عليك أن تكوني أكثر حذرا و مسؤولية، هذه اللعبة ليست كباقي الألعاب، الموت يحيط بنا من كل جهة، كما أن المستويات تصبح أصعب فأصعب، نحن مازلنا في المستوى الرابع من المرحلة الأولى و كدنا أن نفقد فردين بالفعل، فما بالك لو انتقلنا إلى المرحلة الثانية."

قبضت هانا على تنورتها بينما تعنف شفتها السفلى بأسنانها بقهر قبل أن تجيب بصوت منخفض.

"أنا أعتذر."

ناظر جيمين هانا بملامح حزينة، فهو يعرف تماما أنها تشعر بالذنب بما فيه الكفاية، ثم رفع رأسه يناظر صديقه بأعين معاتبة ليردف.

"لا تقسوا عليها هكذا، هي لم تقصد."

أرسل له نامجون نظرات حادة كحدة السيف ليرد عليه.

"جيمين، يجب أن تدرك أنه لا مجال للخطأ هنا، فخطأ بسيط حتى لو كان غير مقصود قد يكلفك حياتك، كما حدث لهانا، و أنا لا أعاتبها هي فقط كي تلتزم الحذر، بل كلنا يجب علينا ذلك، أ فهمت؟"

زفر المعني الهواء بقليل من الحزن قبل أن يومئ برأسه موافقا؛ ففي النهاية هو يعلم جيدا أن صديقه قلق عليهم لا أكثر، لذا لا يستطيع لومه ..

عم الصمت المكان للحظات، لا يكسره سوى صوت طقطقة الأخشاب التي تحترق، اكتفى خلالها الثلاثة بمناظرة النار أمامهم بذهن شاردة، قبل أن يفيقهم نامجون الذي وقف حاملا سلاحه متجها نحو باب الكوخ ..

فتح نامجون الباب لكنه توقف هناك لبضع دقائق مخاطبا جيمين و هانا دون أن يلتفت جهتهما قبل أن يغادر.

"سأذهب لجلب بعض الطعام لنتناوله، كونا حذرين حتى أعود و احرسا المكان جيدا .. يونغي، هلا رافقتني."

وجه حديثه الأخير ليونغي يطلب منه مرافقته فأومأ الأخير موافقا ثم تقدم تجاهه ليجلس على كتفه، ليغادرا الكوخ بعد ذلك غالقين الباب وراءهما ليعم الصمت أرجاء المكان مرة أخرى ..

حدق جيمين بباب الكوخ المغلق للحظات قبل أن يغير مجرى بصره تجاه هانا التي تجلس قربه و لم ترفع رأسها حتى الآن، أنزل حدقتاه ناظرا تجاه يديها التي مازالت تشد على قماش تنورتها، لينهض من مكانه ثم جلس القرفصاء أمامها قبل أن يمد كفيه نحو خاصتها و يمسك بهما ..

تفاجأت هانا من تصرفه لترفع رأسها و تنظر إليه فتلاقت حدقتاها مع خاصته التي ترمقها بنظرات دافئة، اضطرب نبض خافقها من ذلك التواصل البصري الذي خلق بينهما أولا و من قرب جيمين منها ثانيا، فأحست بتوتر شديد إثر إمساكه ليديها كما تكون طيف من الحمرة على وجنتيها ..

ابتسم جيمين لها بينما يداعب ظهر يديها بإبهاميه جاعلا سربا من الفراشات يحلق أسفل معدة الأخرى من حركته التي وجدتها لطيفة جدا، أخذ هذا الأخير نفسا عميقا قبل أن ينبس.

"أنا أعتذر بالنيابة عن نامجون-سنباي، أرجو أن كلامه لم يزعجك، هو فقط شعر بالقلق عليك-"

هربت قهقهة خافتة من ثغره أثناء حديثه ثم أكمل.

"لا شك أنه يشعر الآن بالذنب لتوبيخه لك، فهذه هي طبيعته يوبخك لشعوره بالقلق ثم يعود للاعتذار إليك على الرغم من أنه يكون محقا."

ابتسمت هانا بخفة على كلامه، لتنزل بصرها تحبلق بيديهما المتشابكة تشعر بالدفء المنبعث من خاصته جاعلا إحساسا من الراحة يتسلل لدواخلها، ثم أجابته دون النظر له.

"لا بأس، أنا لم أنزعج من كلامه أساسا، فهو محق في النهاية."

تنهد جيمين براحة بعد سماعه إجابتها و مازال بصره عليها، فلم ينتبه أنه أطال التحديق في ملامحها بينما مازال يمسك يديها ..

انتبهت هانا لتحديقه الطويل فتحمحمت بخفة لتخرج جيمين من شروده، أفاق الآخر من سرحانه ناظرا إليها باستغراب، فأشارت بأبصارها لأيديهم المتشابكة بينما ترسم ابتسامة محرجة على ملامحها، ليفهم الآخر فورا ما تقصده فترك يديها ثم نهض عائدا لمكانه السابق و اكتفى بالتحديق بالنار المشتعلة بينما يشعر بالإحراج بسبب الموقف الذي وضع نفسه به، كما قامت هانا بنفس الشيء ..

خطفت هذه الأخيرة نظرة سريعة لوجه جيمين فظهر طيف من الحمرة مرة أخرى على وجنتيها، ثم أعادت أبصارها ليديها التي تشابكهما بينما تضعهما على حجرها فارتسمت ابتسامة صغيرة على ملامحها غصبا عنها ..

كسر جو الصمت المحرج القائم بينهما وقوف جيمين المفاجئ مما جعل هانا تجفل من تصرفه الذي كان على غفلة منها فحدقت به بتعابير مستغربة، حمحم هذا الأخير منظفا حلقه ثم حادث الأخرى دون النظر لها، و قد كان واضحا من نبرة صوته أنه يشعر بالإحراج.

"س-سأخرج لاستنشاق بعض الهواء و أيضا لانتظار نامجون-سنباي، إذا احتجتني في شيء فقط ناديني."

ليخرج بعد ذلك مباشرة من الكوخ دون سماع ردها، زفر أنفاسه المحبوسة ما إن صار خارجا بعد إغلاقه للباب، ثم قام ببعثرة شعره بكلتا يديه بينما يردد بصوت منخفض.

"غبي، غبي، غبي."

توقف جيمين عما كان يفعله ليجلس على العشب بينما يتنهد بخفة، اتكأ بظهره على جدار الكوخ ثم رفع رأسه يناظر سماء الليل الداكنة المرصعة بالنجوم غارقا في أفكاره.

"يا لي من غبي، وضعت نفسي في موقف محرج أمام هانا، ما كان علي أن أطيل في إمساك يديها، لكنني شردت دون قصد .. على ذكر الشرود، لاحظت مؤخرًا أنني صرت كثير الشرود خاصة إذا كانت هانا بقربي، كما حدث معي البارحة، و أيضًا أشعر أنني بدأت أنجذب لها، هل يعقل أنني ..؟ ربما، من يعلم."

"جيمين؟!"

قطع حبل أفكاره مناداة شخص ما له، فنظر أمامه لتبان له هيئة نامجون الواقف أمامه و الذي كان يحمل كيسا في إحدى يديه و في الأخرى يحمل أرنبا من أذنيه بينما يونغي يجلس على كتفه الأيمن ..

نهض جيمين بسرعة من على الأرض بينما ينفض ملابسه من الأتربة الملتصقة بها عندما بدأ الأكبر بالاقتراب منه، فرسم ابتسامة مرحة على محياه ثم رحب به.

"أهلا بعودتك نامجون-سنباي."

رد له نامجون نفس الابتسامة بينما يومئ برأسه ثم سأله.

"ما الذي تفعله هنا خارجا؟"

قهقه الأصغر بارتباك يضع يده على مؤخرة رأسه ليجيبه.

"آه لا شيء، فقط أردت استنشاق بعض الهواء، ما الذي يوجد داخل الكيس الذي تحمله في يدك؟"

مد نامجون ذلك الكيس نحو جيمين ليحمله هذا الأخير بدلا عنه، ثم أجابه الأكبر.

"أنقذت رجلا في الطريق من وحش كان يهاجمه فأعطاني هذا الكيس المليء بكعك الأرز كعربون شكر، على الرغم من أنني كنت مصرا أن أدفع له لكنه رفض، أما هذا الأرنب فقد اصطدته و سنتناوله الآن .. هيا للداخل."

~~~~~~~~~

كان الجميع يتناول طعامه في صمت تام بعد أن تركوا حصة يونا حتى تتناولها صباحا عندما تستيقظ، رفع نامجون بصره في تلك اللحظات ناظرا تجاه هانا التي كانت تتناول الطعام بشهية واضحة، ليتحمحم بخفة ثم نادى باسمها حتى يجلب انتباهها، فنظرت له كما فعل جيمين ينتظران ما سيقول، تجنب نامجون النظر إليها لشعوره بالإحراج ثم حدثها قائلا.

"أنا آسف لأنني وبختك بحدة قبل خروجي."

ابتسمت هانا بسعادة بسبب كلامه بينما تقهقه بلطف ثم أجابته.

"لا داعي للاعتذار نامجون-كن، فقد كنت محقا."

نظر لها نامجون بقليل من الإحراج ثم رد عليها.

"بالتأكيد أنا على حق."

قهقه جيمين بخفة على ملامح صديقه التي يملؤها الإحراج، فحادثه بنبرة خبيثة محاولا إغاظته.

"ما الذي تراه عيناي؟! نامجون-سنباي يشعر بالخجل، هل هذه نهاية العالم يا ترى؟"

رمقه المعني بنظرات حادة و مرعبة قبل أن يجيبه.

"إخرس أنت."

فبلع جيمين ريقه بتوتر و خوف من نظراته، ليعود لإكمال طعامه و لم يضف بعدها حرفا واحدا أبدا ..

~~~~~~~~~

في صباح اليوم التالي، فتحت يونا عينيها ببطء مستيقظة من نومها العميق، ليكون أول وجه يقابلها فور اتضاح الرؤية لديها هو وجه صديقتها هانا التي كانت تحبلق في جسدها تنتظر استيقاظها بلهفة واضحة ..

رسمت هانا ابتسامة واسعة على وجهها تشعر بسعادة غامرة عندما استيقظت صديقتها و هي بصحة جيدة، فقامت باحتضانها فورا بعدما ساعدتها على الجلوس و لم تستطع السيطرة على دموعها فبدأت بالبكاء، استغربت يونا من تصرفها مع ذلك فقد بادلتها العناق و انتظرتها حتى هدأت و توقفت عن البكاء لتبتعد عنها بينما تقوم بمسح دموعها، فلم تنتظر ثانية أخرى و قامت بسؤالها.

"ما الأمر هانا؟ لما تبكين هكذا؟ ليس وكأنني كنت على حافة الموت أو ما شابه."

ناظرتها هانا بأعين مستغربة لترد عليها بسؤال آخر.

"أ لا تعرفين ما أصابك؟"

قطبت يونا حاجبيها من سؤالها الغريب من وجهة نظرها، فغيرت مجرى بصرها تجاه نامجون لتلتقي حدقتاهما في تواصل بصري، ففهم الآخر من خلال نظراتها أنها تطلب تفسيرا لما قالته صديقتها، فما كان منه إلا أنه زفر أنفاسه بقلة حيلة، ثم أردف.

"حسنا، أنا آسف يونا لأنني أخفيت الحقيقة عنك، لكنني لم أرد من حالتك أن تزداد سوءًا."

ما إن أنهى جملته حتى بدأ يقص عليها الحقيقة كاملة و ما حدث لها فعلا ..

ناظرت يونا الفراغ بشرود بعدما انتهى نامجون من سرد ما حدث، ثم نبست بصوت منخفض.

"هكذا إذن، لهذا شعرت أنه يخفي أمرا ما."

رمقتها هانا بتعابير قلقة بسبب ملامح وجهها الغير مفهومة لتسألها.

"يونا-تشان، هل أنت بخير؟"

أومأت المعنية برأسها إيجابا ثم شردت في أفكارها للحظات.

"لا أصدق أنني كنت على مشارف الموت، لو لم يأتي جيمين و هانا في الوقت المناسب لكان عقلي قد حبس داخل اللعبة."

.......
يتبع
------
رأيكم في البارت 😊

2791 كلمة

في الأخير يونا لم تمت و أنقذوها في الوقت المناسب 😉👀

صراحة ما عندي أسئلة، بس راح أكتفي بسؤالكم عن رأيكم في الشخصيات :

نامجون

يونا

جيمين

هانا

يونغي

يوي

أنا؟

أي ملاحظات حول أسلوب الكتابة سواء إيجابية أو سلبية؟

و فقط 😊

Purple you all 💜

Sayonara 💜🌸

Continue Reading

You'll Also Like

24.6K 2.6K 21
لمسه كان يسبب الإدمان وكان النيكوتين هو الإدمان الوحيد الذي سمح لـنفسه به TAEKOOK FANFICTION JK TOP The Cover By @_luvMEME_
249K 9.7K 22
"انه لشيءٌ لطيف أنني استطعت جعلك تضحك وسط ممارسة الجنس تايهيونغ" BL NOVEL TAEKOOK TOP JK ©All rights belong to @vkoo__k_
1.3M 40K 17
لا يمكن التنبؤ به وبأفعاله، غير مستقر، كان كل الاشياء السيئه شعر اسود فوضوي ، ندوب مغطاه بالوشوم ساديه مثل ميوله ، كان كل الاشياء العنيفه اصبع جاهز...
47.1K 3.8K 12
☆السبب في أني لم أفي بتلك الوعود، ليس أني لم أعد أحبك؛ بل لأني رجل قد ضاعت به الحياة في سراديب متاهتها لترميني بقسوة إلى ماضٍ كنت فيه ليس أنا☆ #جيون...