مرحباً يا رفاق،
انا مدركة لحقيقة ان كل الحجج التي سأقولها الأن بسبب غيابي الطويل ستبدو سخيفة وغير مفيدة بالمرّة،
لكنني سأقولها على ايةِ حال، لأنكم تستحتقون ان أُبرر لكم ما حدث،
هل تذكُرون الأمتحان الذي حدثتكم عنه في الجزء الأخير الذي حملّتُه هنا؟ قبل عام ونصف ربما؟
حسناً، لم احصل على العلامة التي استحِقُها، لقد حصلت على علامة جيدة لكنها لم تكن كافية لدخولي تخصص الطب،
هذا حطم من معنوياتي كثيراً، ان تبذل كل جهدك لشيئ معين، ان تدرس لأكثر من ثلاثة اشهر، مُنقطعاً عن العالم الخارجي كله حتى تنجح، ثم بطريقة او بأُخرى تفشل، هو امر صعب ومحطم للمعنويات جداً،
كان هذا سبباً اولّي بفقداني الشغف اتجاه الكثير من الأشياء بحياتي، اولها الكتابة،
ومع مرور الأيام، ومحاولتي لإستعادة شغفي نحو الكتابة، كتبت جزء من البارت القادم، الا انني كلما احاول ان أُكمل اتعسر بالكتابة واتوقف،
ولكي لا افقد الأمل من نفسي، اعطي نفسي فرصة نقاهة اخرى، ربما تعود الشرارة من جديد،
عندما بدء مستقبلي يتضح امامي ( بعد معاناة وصلوات وبكاء وسهر كبير بسبب المستقبل المجهول بعد انتهاء الثانوية العامة🤧)
وعندما بدئت حياتي تبدو منطقية قليلا،
وفي منتصف شهر رمضان المبارك،
بوووم،
اندلعت الحرب في بلادي،
لا حاجة لأن اشرح معنى ان تكونَ في وسط حرب، صحيح؟
ان تستيقظ على صفارات الإنذار وان تغفو على دعائك بأن لا يزداد عدد الضحايا عند استيقاظك،
واخيراً، انتهت الحرب، مع مئات الشهداء، وعندما اعني شهداء، انا اقصد:
مئات الأرواح، مئات الدعوات، مئات الصلوات، مئات الذكريات، مئات قصص الحب، مئات الرقصات الفرحة، مئات الإبتسامات،
كل هذا الدمار والقلق من حولي، أثر سلباً علي، حوّل داخلي الي مكان اخر، مكان غيّر الذي كان قبل الحرب، وأنا اعنيها،
بعد مرور القليل من الوقت، بدأت بالدراسة من جديد، نعم يا رفاق، انا دودة كتب، وانا اكرهُ هذا🙂،
درست للأمتحان الى ما يِقارب الثلاثة اشهر، و تراراا،
نجحتتتتتت🤧🎉🎉🎉
واخيراً خبر مُفرح بعد كل هذه الأحزان،
قُبلت في كلية الطب🎉
وها هنا انا الان، احاول مرة اخرى ان اكتب، محاولة ان اكسر الحاجز بيني وبين عسر الكتابة هذا، انا أُحاول جاهدة اقسم لكم،
انا في وسط كتابة بارت جديد، أشعر وكأنني في حربٍ معه، اتمنى ان أفوز بها،
قد يبدو للبعض كل هذا أمرٌ سخيف، كما كنت اظن انا ايضا عندما ارى حجج الكاتبات بعد مرور زمن على الكتابة،
لكنني اقول لكم بكل صدق، لا يوجد كاتب على هذا الكوكب لا يريد ان يُنهي كتابه، ان يُكملَّهُ وأن يرى نجاحه،
لكنها المشاعر، الظروف، المعنويات، كل هذا يوقف قدرة الانسان على الكتابة وفعل ما يحب،
انا اعتذر على كل رسالة لم اجيب عليها، صدقوني لم املك القدرة على ان اتصفح قصصي المفضلة حتى،
كل ما كنت افعله هو محاولة تكملة القصة وعندما كنت افشل بهذا، أُصاب بالإخباط وأخرج من كل التطبيق،
سوف اقوم بالرد على كل رسائلكم، شكرا على كل هذا الحب بلا مقابل،
بالنهاية أريد ان اعتذر مرة اخرى، انا اسفة لأنني لم اكن شخصاً مراعياً هذه الفترة، لقد ادركت خطئي بأنني كنت يجب ان أخبركم بكل هذا من قلل ، سأحاول ان أُعوضكم ونفسي❤️
ومرة اخرى، انا ممتنة لكل كلمات الحب والدعم، هذا يعني لي العالم،
أدعوا ان انهي لجزء بسلام، بلا ان انتهي انا😂
لقد ارفقت اغنية انا مدمنة عليها هذه الايام، استمتعوا بها كما افعل انا،
هذا مُوجز حياتي لهذه الفترة،
دمتم بحفظ الحي الذي لا يموت،
لَيان| 16.02.22