Eternal link 2 ... الرابط الأ...

By Aisha-kasem40

156K 8.4K 692

~إنها مخلوق جديد نادر وفريد إنها هجينة نصف مصاص دماء ونصف سليل ~مصيرها هو الموت المحتّم فما إن تبلغ الثامنة ع... More

لمحة عن الأبطال
1
2
3
4
5
6
7
8
9
10
11
12
13
14
15
16
17
18
19
20
فيديو تشويقي
21
23
24 والأخير
Instagram account

22

7.4K 351 44
By Aisha-kasem40

(ملاحظة: البارت طويل جداً ومليء بالأحداث فأرجو التعليق بين الفقرات حتى أعلم رأيكم في كل حدث🥺❤)

GENOS POV

أستلقي على العشب الأخضر وأنا أراقب غروب الشمس في إحدى الغابات وأفكر بما حدث مؤخراً من أحداث متتالية ..

كوني مصاص دماء وقد عشت عدة قرون جعلني أكتسب الكثير من المعرفة بجميع مجالات الحياة ..

فهذه الحياة الأبدية التي نعيشها مليئة بالتعاسة والحزن إن بقينا متمسكين بمشاعرنا

لذلك غالبية مصاصي الدماء يخمدون مشاعرهم وأحاسيسهم حتى يكملوا بحياتهم الأبدية بعيداً عن ألم فقدان الأحبة أو تأنيب الضمير

وكوني أحدهم جعلني أفعل ذلك منذ أن بلغت المئتي سنة الأولى ولكنني وجدت شغفاً باكتشاف الأشياء الغريبة والظواهر الغامضة في هذا العالم..

وقد كرست حياتي بأكملها لها وقد كنت من أوائل مصاصي الدماء العلماء الذين بدؤوا باكتشاف طبيعة الهجناء وكيف ينمون ويتغذون ويتأثرون بالشمس

لذلك فقد رافقتني شيلي كل تلك الفترة لأنني وجدتها في إحدى رحلاتي وأنا أجوب العالم عندها وصلت إلى قرية صغيرة فقيرة وتتبعت رائحة الدماء التي تعبق بالجو

فوصلت إلى منزل متطرف لأجد امرأة إنسية ميتة وبين قدميها طفلة حديثة الولادة وما إن وقع نظري عليها علمت بأنها هجينة وأن والدتها ماتت بسبب تعثرٍ في ولادتها

فأخذتها معي وبدأت بدراسة حالتها النادرة إلى أن اكتمل نموها بعد ستة سنوات عندها علم بيرو بها وكان يريد ضمها لحاشيته

ولكنني رفضت ذلك وقمت بالهرب منهم معها ومنذ ذلك اليوم وأنا أقاتل ضده

ولكن الآن تغير كل شيء الأحداث التي وقعت مؤخراً أشبه بالجنون!

فمن كان يتوقع أن يكون ماكسيس أمير مصاصي الدماء الثاني حيٌّ بعد أن فقدناه لثمان سنوات

لا أنكر أنني أكنّ له الكره منذ زمن بعيد إلا أنني أحترمه أيضاً لأنه ساعدني على الهروب من المحرقة عندما أمسك بي رجال بيرو ذات مرة

ورغم أنه مصاص دماء أصلي وقوي إلا أنه تنازل عن الحكم لبيرو وفضّل عيش حياته بحرية إلى أن وجد حبه الأبدي وسليلة عائلة النور

ولكن الآن بعد أن قتل بيرو قام مجلس مصاصي الدماء بتعينه ملكاً جديداً عليهم وبسبب أن زوجته هي السليلة جعله يوقف الحرب التي كادت تبدأ ضد البشر مع أن جماعة النور قد انتهت بالفعل

وهزيمة السحرة والمستذئبين ليس بالأمر المستحيل على مصاصي الدماء لكنه فضل السلام على الحروب الدموية

وهذا ما جعل الغضب ينتشر بين مصاصي الدماء المتعصبين فهم لا يرون به ملكاً لأنه أبقى على حياة السليلة عدوتهم الأولى والأخيرة

لذلك لا يزال الوضع غير مستقر تماماً بسبب حركة المعارضين إلا أنني متأكد بأن ماكسيس سيجد حلاً مناسباً يجعلهم يتقبلونه كما فعل البقية.

تنهدت بخفة وأنا أغمض عيني عندما أحسست بالنسيم البارد تضرب وجهي وشعري يتطاير معه..

عدلت خصلاتي خلف أذني بخفة ومن دون أن أشعر ارتسمت إبتسامة جانبية على وجهي عندما خطرت تلك المستذئبة ببالي

لا أدري لما أفكر بها مؤخراً .. أو لأقل أنها لا تغادر ذهني أبداً ..

تصرفاتها الغريبة تثير استغرابي فهي تهرب مني رغم أنني ألاحظ نظرات الإعجاب التي ترمقني بها ..

أجل فقد التقيت بها ثلاث أو أربع مرات وفي كل مرة أرى خجلها وتلعثمها أمامي إلى أن تهرب مني في أول فرصة متاحة لها ..

ولكن الذي أثار فضولي أكثر نظراتها الغاضبة والحاقدة التي رمقتني بها في المعركة الأخيرة جعلني حائر بأمرها ..

فأنا أعلم مشاعر الحقد المتبادلة بين مصاصي الدماء والمستذئبين منذ الأزل ورغم أنني أحاول أن أتعامل معهم بشفافية وفقط بما تقتضيه مصالحي الشخصية

إلا أنني أرى نظراتهم الحادة والكارهة لنا فنحن أعداء قدامى ولكني استغربت لطافتها معي فإناث المستذئبين يكنّ شرسات عندما يقترب منهم ذكور غير رفقائهم

وهذا ما أثار بعضاً من مخاوفي حولها ..

اعتدلت بجلستي ومررت أصابعي بين غصلات شعري وأن أهمس لنفسي بتصميم:

"حسناً غداً سأعرف الحقيقة منها كاملة"
_____________

في صباح اليوم التالي كانت سامانتا تجلس على الصخور في مكانها المفضل والذي ازدادت تعلقاً به بعد أن إلتقت برفيق روحها به

رفعت رأسها للسماء وهي تتنفس بعمق لعلها تستطيع إيقاف المشاعر السلبية التي تخالجها منذ أسبوع أي منذ المعركة الأخيرة

فقد أحرق قلبها رؤية أنثى تلاصق رفيقها الوسيم في تحركاته وليست أي أنثى بل مصاصة دماء قوية وجميلة

نزلت دموعها بغزارة للمرة المئة وهي تشتم حظها فهي بالكاد ظنت أنها ستجعله يقع بحبها ويتقبل الرابطة بينهما ولكن بسبب مصاصة الدماء تلك جعلت حلمها مستحيلاً

تنهدت بأساً وهي تمسح دموعها وتنهر ذئبتها التي تزيد وضعها سوءاً:

"يكفي آيلي فهو لا يفهمنا ولا يحسّ بمشاعرنا وبالرابط الذي يجمعنا ثم أليس ذلك أفضل من أن يرفضنا بعد أن يعلم الحقيقة كاملة"

غطّت وجهها بيديها الصغيرتين وعادت تنتحب بقوة وبعد مدة ليست بطويلة كانت قد توقفت عن البكاء وبقيت تحدق أمامها بحزن كبير إلى أن إلتقطت أنفها تلك الرائحة الجميلة التي انعشت حواسها

إنتفضت من مكانها تحدق حولها بخوف من أن يكتشفه حرس الحدود عندها سيقتله الألفا زين

ابتلعت ريقها عندما سمعت خطواته تقترب وضربات قلبها تعلو مع كل خطوة يخطوها لحظات وخرج من بين الأشجار وهو يرتدي رداء أسود طويل ويضع قبعته على رأسه وهو يحدق بها بعمق

رمشت عدة مرات بصدمة عندما أردف لها بهدوء:

"كنت واثقاً أنني سأجدك هنا"

ابتلعت ريقها وهي ترى خطواته تقترب منها ببطء فأبعدت عينيها عنه لتستطيع ضبط مشاعرها ثم أردفت بتلعثم:

"م.ماذا تفعل هنا؟"

"جئت لرؤيتك"

إجابته السريعة والواثقة أربكتها فحدقت به بصدمة وهي ترى إبتسامته الجانبية مرسومة وكأنه أعجبه منظرها المندهش بينما سمعت ذئبتها تهتف بسعادة:

《رفيقنا أتى ليرانا لا بدّ أنه اشتاق لنا ولا يريد رفضنا كما قلتي أيتها المغفلة》

حدقت سامانتا به بحزن وهي ترد على ذئبتها:

《لا أظنّ ذلك آيلي أشعر بأن هنالك شيء يخفيه》

تنهدت بعمق ثم أردفت له بهدوء:

"ولما تريد رؤيتي سيد ج.."

توقفت عن الكلام عندما أحست بهالة زين تقترب مع حرس الحدود ثوانٍ وكان الحرس يحاوطون جينوس وزين ينظر إليه بحدة بينما جينوس كان هادئاً وهو يراقب سامانتا التي بدأت ترتجف من الخوف

ثم وجه بصره نحو زين عندما أردف بصوته القوي:

"ماذا تفعل هنا في قطيعي جينوس؟ وأنت تعلم معنى ذلك في قوانينا"

إبتسم جينوس بجانبية ثم أردف له بسخرية:

"أعلم ذلك جيداً ألفا زين ولكني أتيت للتحقق من أمر يخصني وبما أنني تأكدت منه يمكنك معاقبتي وقتلي على تخطيّ حدود قطيعك"

عقد زين حاجبيه بشك من كلامه فهو يعلم أن هنالك سبب يجعله يأتي لها وحده إلا أنه فضّل مجاراته في ذلك فأشار لحراسه بمهاجمته إلا أن صوت سامانتا الخائف أوقف الجميع

حدق زين بها بصدمة وهو يرى خوفها وإرتجافها الواضح فأوقف الحرس عن قتله اقتربت سامانتا من زين بضعف ثم أردفت له بتلعثم وخوف:

"أرجوك ألفا لا تقتله أرجوك"

"لما تدافعين عنه سامانتا تكلمي؟"

أردفت زين لها بهدوء مع أنه علم الجواب داخله إلا أنه فضل أن يستمع منها فنظرت إليه سامانتا بخوف ونقلت عينيها إلى جينوس الذي ينتظر إجابتها بفارغ الصبر فأردفت بتردد وهي تحدق بعينيه بحزن وألم عميقين

"لأنه .. لأنه .. ر رفيقي"

إرتعش جسدها بخوف عندما رأت نظراته تزداد جموداً وحدة لتشهق ببكاء وهي تعلم بأنه سيرفضها فوراً فاقترب زين منها ليضع يده على كتفها بينما ينظر لجينوس الصامت

ابتعد الحرس عنه بعد أن أمرهم الألفا وقبل أن ينطق جينوس بكلمة انتفضت سامانتا تختبئ خلف زين وهي تهتف بذعر واختناق:

"أرجوك توقف لا ترفضني أرجوك آيلي لن تحتمل وستموت أرجوك لا ترفضني"

تألم جينوس عندما سمع كلماتها إلا أنه بقي حائر في أمره فهذه أول مرة يوضع في موقف كهذا وعندما رأى زين تردده فأمسك بيد سامانتا التي تتشبث بذراعه الاخرى ونظر إلى جينوس وأردف:

"حسناً بما أنني علمت السبب الحقيقي وراء مجيئك إلى قطيعي سأعفو عنك هذه المرة ولكن أمامك خياران عليك أن تتخذ أحدهما قبل أن تغادر الأول أن تقبل بالرابط الذي يربطك بسامانتا وتأخذها معك الآن"

حدقت سامانتا به بصدمة ثم نظرت لجينوس بخوف عندما أكمل زين:

"وإن لم تتقبل الرابطة فيمكنك الذهاب وأعدك بأنني لن أجعلك تراها مرة أخرى هكذا ستكون أنقذت حياتها مقابل حياتك التي عفوت عنها لتوي "

قبض جينوس على يده بقوة إلى أن ابيضت عروقه عندما أخبره أنه لن يسمح له برؤيتها لم يعلم لما غضب هكذا هل لأنه يريد رفضها ؟
أم لأنه يراها تختبئ منه خلف رجل آخر ؟
أم لأنه لن يراها مرة أخرى ؟

بقي يحدق بهما بحدة وغضب عاجزاً عن نطق أي كلمة فما كان منه إلا أن يغادر المكان بسرعة دون أن ينطق بشيء لتشهق سامانتا بألم وبكاء وهي تنظر لأثره

فربت زين على رأسها وهو يردف لها:

"لا تقلقي كل شيء سيكون بخير فالأحمق لم يرفضك بعد وهذا لصالحك"
______________

أما عند هيا التي لا تزال تحبس نفسها في جناح ماكس ولا تأكل إلا القليل بعد إلحاح ماكس الشديد بينما عيناها لا تتوقف عن ذرف الدموع

كانت حالتها النفسية منهارة تماماً فخسارتها لم تكن هينة فقد خسرت كل شخص مقرب لها وجنودها المخلصين الذين رأت ولاءهم لها طوال السنين السابقة

إضافة إلى ابنتها التي حاولت حمايتها طوال تلك السنوات

دخل ماكس لغرفتهما لينظر بألم لزوجته وعشقه الأبدي تجلس على الأرض مكورة نفسها وتحدق بشرود أمامها بعيون شبه دامعة

اقترب منها وجلس بجانبها وهو يحدق بها بألم مسح على شعرها برفق وهو يردف لها بحزن ورجاء:

"إلى متى ستبقين هكذا هيا أرجوك تكلمي انطقي بأي كلمة لا تبقي صامتة .. أرجوك"

ابتلع غصته وهو يراها صامتة وكأنها تسبح بعالم آخر فمذ تلك الليلة لم تكلمه بأي شيء بالكاد كان يستطيع إطعامها بضع لقيمات

سحبها إلى حضنه واضعاً رأسها على صدره ومطوقاً جسدها الساكن وأسند ذقنه على رأسها بينما يصر على أسنانه بغضب من عجزه..

أجل فقد كان عاجزاً عن مواساة زوجته وعاجزاً إيجاد ابنته وإنتقاذها من قدرها المظلم تنهد بثقل ثم انحنى يقبل رأسها قبلاً عديدة ويدفن أنفه بين خصلات شعرها

"لقد كنت أعلم منذ البداية .. ورغم ذلك فشلت في إبعاد الأذى عنهم .. لقد نظرت لوجه عمي وأنا أرى موته أمامي وقدته إليه بيدي دون أفكر حتى بجعله يهرب منه"
أردفت هيا بصوت مخنوق متعب فتوسعت عينا ماكس بصدمة إلا أنه حافظ على هدوئه حتى لا يخيف هيا ويجعلها تفرغ كل ما في قلبها صمتت للحظات ثم أكملت وهي تحدق أمامها بشرود:

"لقد كان هناك .. لقد رأيته أمامي مرة أخرى .. قال لي بأنه نجح وأنني فشلت بتغير المستقبل.. لقد كان محقاً بذلك .. فرغم معرفتي بالأمر إلا أنني لم أستطع تجاوزه .. بسبب ضعفي وغبائي خسرت الرجال الذين وثقوا بي ورؤوا أنني أملهم الوحيد .. بسبب غبائي طفلتي الصغيرة الآن تتألم وحدها وتحتضر وحدها .. أنا السبب في ألامها أنا السبب"

"هشش.. يكفي"

أردف ماكس بألم بينما قطرات غزيرة هطلت من زرقاويه بينما يشد على جسد هيا بذراعيه فأردفت بغصة:

"ظننت أنني أحميها منه .. ظننت بأني سأجد علاجاً لها يجنبها تلك الآلام ولكني كنت مخطئة بكل شيء .. كنت فقط أزيد من آلامها حتى فقدتها نهائياً .. ولكني لم أقصد ذلك ..أقسم"

هطلت دموعها بغزارة وهي ترتجف بين أحضانه بينما كان يعض على شفته السفلية ليكتم صوته عنها وعيناه تذرف الدموع فانتفضت هيا مبتعدة عنه وهي تحدق به بضياع لثوان

ثم بدأت تصرخ به بهستيرية وهي تهزه وتضرب صدره بيديها بقوة:

"أقسم بأنني كنت أريد حمايتها منه ومن نفسها ..أنا لم أقصد الكذب عليها لم أقصد إيلامها لكنني لم أجد سوى هذا السبيل لحمايتها .. لقد كنت عاجزة .. لم أستطع تقبل فكرة أن ابنتي التي حملت بها تسعة شهور ستحرق .. ابنتي الصغيرة ستحترق بسببي .. لم أستطع حتى تخيل هذا . لم أستطع أن أخبرها أنني سبب هلاكها لأني لا أريد أن أرى نظرات الكره بعينيها إتجاهي .. هل أخطأت لأنني أردتها أن تعيش بجانبي سعيدة .. هل أخطأت عندما قررت المخاطرة وحمايتها .. كنت يومياً أبكي لهذا السبب كنت أبكي خوفاً من مجيء اليوم الذي ستنظر إلي بانكسار وكره .. ولقد أتى ذلك اليوم ماكس .. إنها تكرهني الآن ماكس ميرا طفلتي الصغيرة تكرهني ولن تسامحني أبداً"

"آااه هيا آااه.."

سحبها بقوة إلى حضنه ليوقف تخبطها بينما شهق بعجز وألم وهو يثبت رأسها بيده ويشعر بيديها تحرق جلده وتضرب على ظهره وهي تصرخ بقهر وألم

وبعد مدة أحاطت ظهره وأكملت بكاءها وهي تردد بين شهقاتها:

"لقد خسرت صغيرتي للأبد.. لقد خسرتها"

وبعد مدة ليست بقصيرة توقفت هيا عن البكاء فأبعدها ماكس عنه برفق ومسح دموعها بيديه بينما بالمقابل رفعت يديها المرتجفة ومسحت دموعه التي انتبهت لها وأحاطت وجهه بيديها وهي تردف بحيرة وعجز:

"ماذا علي فعله ماكس أجبني؟"

قبّل ماكس كفيها ثم أنزلهم عن وجهه وضغط عليهما برفق ثم أردف لها:

"سنجد حلاً أنا واثق من ذلك ولكن أخبريني كل شيء منذ البداية هيا"

أحكمت إمساك يديه وهي تحدق بهما بجمود ثم رفعت بصرها أمامها بشرود وعيناها تلتمع بالدموع وهي تتذكر أحداث ذلك اليوم وكأنه حدث أمامها.

______________

أما عند ميرا التي تزداد حالتها سوءاً وجسدها أصبح أضعف جلست تحت أشعة الشمس لعلها تدفئ جسدها البارد

رفعت يدها السليمة أمام أشعة الشمس بينما يدها الأخرى تحترق وتلسعها بقوة لكنها لا تتحول لرماد بل يتجدد الجلد ثم ينحرق مجدداً ليزيد عذابها

التقط أنفها رائحة ثعلب حولها فنهضت وأمسكت به بسرعة وانقضت عليه تمتص دماءه بشراهة إلى أن جفت بالكامل

رمت جثته أرضاً وتعمقت بأرجاء الغابة تبحث عن فريسة جديدة لحظات قليلة وشعرت بألم حاد في بطنها فانهارت على ركبتيها وهي تضعط على بطنها بقوة لعلها تخمد الألم

لكنها وضعت يديها على فمها عندما أحست بشيء يدفع خارج جوفها أنزلت نظرها وهي تحدق بيديها بصدمة

أطالت النظر ليديها بغير تصديق وهي تحدق بيديها المرتجفتين والمغطاتين بالدماء

لكنها صرخت بقوة عندما هاجت آلامها مجدداً لتسقط صريعة على الأرض وبقيت تتلوى من الألم إلى أن استقبلها الظلام برحابة صدر..

وبعد ساعات فتحت عينيها بضعف لتجد نفسها لا تزال مكانها لتتنهد بثقل بينما حاولت الوقوف بصعوبة وبعد عدة محاولات وقفت واتجهت نحو النهر القريب حتى تغسل وجهها ويديها من الدماء اليابسة

ثم اتجهت ببطء وجلست عند الحافة تراقب الغروب بعيون ذابلة وهي تنتظر موجة الألم القادمة

هكذا كانت تمضي أيامها .. وهي تحتضر ببطء ..

ارتسمت إبتسامة متعبة على وجهها الشاحب المتآكل ثم نظرت للخلف بضعف وهي تردف بهون:

"أرى أنك وجدتني أخيراً.."

نظرت لفرح التي خرجت من بين الاشجار تنظر إليها بصدمة من حالتها المزرية فابتسمت ميرا لها بضعف ثم أشاحت بنظرها للأمام تحدق بالشمس

اقتربت فرح منها ثم جلست بجانبها تطالعها بشوق وحزن ثم أردفت لها بعتاب:

"أيتها الأنانية كيف تختبئين مني في هذا المكان؟ قلبت العالم بحثاً عنك"

عقدت ميرا حاجبيها بانزعاج فأردفت فرح بسرعة:

"لا تقلقي لم أخبر أحداً بمكانك ولكنني كنت قلقة عليك ولم أستطع أن أجعلك تواجهين هذا الأمر لوحدك"

نظرت ميرا إليها بإمتنان وهي تبتسم لها فابتسمت فرح لها بينما عينيها تلتمع بالدموع لمنظر ميرا الضعيف إلا أنها قاومت البكاء حتى لا تزيد وضع صديقتها سوء

أشاحت ميرا بنظرها بحزن عنها بعد أن قرأت أفكارها وبقيا يحدقان بالغروب بصمت إلى أن كسره صوت ميرا:

"ماذا حدث بهما؟"

نظرت فرح إليها بطرف عينيها ثم أردفت لها بهدوء:

"لقد عينوا ماكس ملكاً لمصاصي الدماء وهو الآن يقيم في قلعة مصاصي الدماء مع هيا ..أما هيا تحبس نفسها بغرفتها وترفض رؤية أحد إنها منهارة تماماً فقد خسرت عمها ورجال النور في يوم واحد وخسرتك أيضاً"

"لقد كانت تعلم بخسارتي من قبل"

أردفت ميرا بغصة لتنظر إليها فرح بحزن ثم أكملت لها:

"لما أتيتِ؟"

ابتلعت فرح ريقها بصعوبة وهي تناظرها بحزن ثم أردفت بغصة:

"لم أستطع تركك لوحدك في هذه اللحظات لذلك قررت أن أبحث عنك "

كلماتها الصادقة لامست قلب ميرا المتعب فاندفعت ميرا محتضنة إياها وهي تنفجر ببكاء مرير وتهتف لها بألم:

"أنا أتألم فرح ..الأمر مؤلم جداً .. لقد حاولت الإنتحار قطعت أوردتي وغرزت الأوتاد والفضة بقلبي وقفت تحت الشمس ولكنني لا أموت فقط أتألم .. إنني اقتلع من الداخل .. الألم ينهش روحي وجسدي يرفض الموت تماماً ولا أعرف ما أفعل حتى أنهي هذا الألم .. حتى الدماء بدأ جسدي يرفضها ولم أعد أستطيع الصمود أكثر لقد تعبت ..تعبت بشدة.."

عانقتها فرح بقوة ودموعها الحارة تسري على وجهها مع الكلمات التي تنطقها ميرا خرج أنين متألم من فم ميرا لتهمس لها فرح بحزن:

"اهدئي كل شيء سيكون بخير .. أنا سأبقى إلى جانبك حتى النهاية أعدك .. "

بقيا على هذه الحال وميرا تفرغ آلامها وحزنها بينما فرح تستمع لها وتواسيها بقدر الإمكان

وبعد مدة توقفت ميرا عن البكاء وسكنت بأحضان فرح التي كانت تمسح على شعرها برفق لتهمس لها بهدوء:

"ميرا.."

لكنها لم تكن تعلم بأنها كانت تحارب جوعها ونهمها في قتل صديقتها وشرب دمائها حتى آخر قطرة بعد أن امتلأت رئتاها برائحة دماء فرح الشهي

ومن دون أن تعي شيء وبدأت هلوسات وصور غريبة بالظهور أمامها فخرجت أظافرها وأنيابها بتلقائية

"ميرا هل أنت بخير؟ .. ميرا ماذا تفعلين؟ آااه"

خرج أنين من فرح عندما أحست بميرا تعتصر كتفها بقوة حاولت الإبتعاد عنها عندما أحست بالخطر يهدد حياتها ولكن ميرا لم تسمح لها

طرحتها أرضاً بسرعة وجثت فوقها محاولة غرز أنيابها بعنقها بعد أن سيطر العطش عليها حاولت فرح دفعها عنها وهي تهتف لها:

"ميرا توقفي سيطري على نفسك أرجوك ميرا تحكمي بعطشك .. ميرااا.."

صرخت فرح بخوف عندما رأت ميرا تمسك بيديها وتثنيها للخلف مثبتة إياها على الأرض وبياض عينيها تحول لأحمر قاتم لتبدو مرعبة جداً

ومن دون أن تعطي أي مجال لها انقضت على عنقها تمتص دماءها بشراهة بينما دوى صراخ فرح في أنحاء الغابة..
______________

أما عند هيا وماكس الذي ينظر لزوجته وهي تقصّ عليه ما حدث قبل ثمان سنوات نظرت إليه بخوف وتردد ونطقت:

" الأمر بدأ بعد ولادتي لميرا بخمسة أيام .. في تلك الليلة كنت بالأسفل أحضر الطعام لعمي ريثما يعود للمنزل فجأة أحسست بحركة بالأعلى فهرعت لغرفة ميرا ظناً مني أنه أحد أتباع بيرو وعندما دخلت للغرفة وجدت امرأة متقشعة بالسواد ولا يظهر منها سوى أنفها وفمها كانت تقف عند سرير ميرا وعندما حاولت لمسها أخرجت كرة طاقة من يدي وضربتها بها لترتد للخلف ولكنها لم تؤثر بها أبداً وهذا ما جعلني خائفة فقواي تؤثر على جميع الكائنات حاولت معرفة جنسها ولكنني لم أستطع .. وعندما سألتها عن هدفها أجابتني بكلمات غريبة لم أستطع فهمها جميعاً"

عقد ماكس حاجبيه وأردف لها:

"وما الذي قالته؟"

نظرت إليه هيا للحظات وأردفت:

"أنا لست بعدوة ولا بصديقة ولكنني أتيت أحذرك من القادم ابنتك هجينة بين النور والظلام هي أول نسل خلق بهذه الأوصاف وتحمل طاقة قد تفوق كل القوى ولكن قوتها ستكون خطراً عليها قبل أي شخص .. لذلك ستكون هدفاً لسكان الظلام فاحذري من غدرهم وانتقامهم وإن كنت تريدين أن تتقي شرهم انتظري بزوغ القمر وأحرقي هذه الهجينة حتى تنجو من لعنتها"

نزلت دموع هيا وهي تحدق بملامح ماكس ثم أكملت:

"وحين اعترضت على كلامها أخبرتني بأن الحرق بالنار هو مصير ابنتي ومهما حاولت أن أتجنب ذلك فلن أستطيع تغير قدرها وبعدها اختفت من أمامي وكأنها سراب ولكن الأمر لم ينتهي هنا ماكس"

أمسكت بيديه ونظرت إليه بخوف وأكملت:

"مرت الأيام بعدها ولم أخبر أحداً بما حدث تلك الليلة وعندما بلغت ميرا سنتها الأولى كان حجمها بعمر الثلاث سنوات تركتها في الصالة وكنت أعدّ الحلوى حتى نحتفل بعيد مولدها الأول إلا أنني أحسست للحظات بهمس خلفي وعندما إلتفتت لم أجد أحداً تكرر الأمر عدة مرات مما جعل الخوف يتسلل لقلبي وخرجت بسرعة لأرى مكان ميرا ولكنني صرخت بقوة عندما رأيت ميرا تمد بيدها للنار وخلفها كان يقف إيزرا .. لقد كان يبتسم وهو يخبرها أن تمدّ يدها للنار فاندفعت بسرعة وأبعدتها عنها وقمت باستخدام قوتي وجعلها تنام عندها رأيته ينظر إلي ويضحك بشر"

FLASH BAKE

كانت هيا تحتضن جسد ميرا بينما تنظر بخوف إلى إيزرا وهو يضحك بقوة وعندما هدأ أردفت بتردد:

"ك_كيف .. كيف خرجت"

ابتسم بجانبية ثم أردف لها:

"لا تخافي عزيزتي فأنا لا أزال بمكاني ولكنني اشتقت لك لذلك قررت زيارتك لا تنسي بأنني لا أزال ساحر وأستطيع فعل ذلك بسهولة"

توسعت عينيها بخوف عندما تذكرت ظهور طيفه أمامها قبل أن تُكسر تعويذة الربط لتهتف له بجزع:

"كيف ذلك أنت مصاص دماء الآن هذا مستحيل "

رفع حاجبه وهو ينظر إليها بسخرية بينما شهقت هيا بخوف عندما تذكرت ما حدث بطفولتها فأردفت بصوت مرتجف:

"ماذا تريد الآن؟ تكلم ما هدفك؟"

"الإنتقام"

أردف ببرود وهو يحدق عميقاً بعيني هيا التي ارتجفت بشدة عندما أكمل لها:

"أتيت لإخبارك بأنني سأعود وسأنتقم منك ومن زوجك العزيز ماكس ولكن ليس الآن .. بل حين يأتي الوقت المناسب سأخرج إلى هذا العالم وسأتخلص من ابنتك أمام عينيك هيا"

سقطت دمعة من عيني هيا فصرخت بحدة وهي تضم جسد ابنتها إلى صدرها أكثر:

"لن أسمح لك إيزرا لن أسمح لك بإيذاء ابنتي سأحمي ابنتي منك حتى لو كلفني حياتي"

قهقه إيزرا باستمتاع ثم أردف لها:

"ومن قال لك أنني أنا من سأؤذيها أولاً عزيزتي المسكينة هيا ألم تفهمي بعد ما الذي سيحدث .. ابنتك التي تبلغ سنة واحدة هي الآن بعمر الثلاث سنوات رغم أنك حملتي بها تسعة أشهر فقط ومن المفترض أن يأتي ابن مصاص الدماء بعد واحد وعشرين شهراً وهذا لأنّ ابنتك لم تأتي مصاصة دماء فحسب بل هي هجينة خليط بين دماء السللاء ومصاصي الدماء وهذا ما جعلها فريدة عن غيرها"

عقدت هيا حاجبيها وهي تحدق به بينما أكمل:

"ماذا تتوقعين عندما تستيقظ طاقة السليل بجسدها؟ هل سيتقبل جزؤها السليل دماء مصاصي الدماء ويتحد معها؟"

انهارت هيا على الأرض عندما سمعت كلماته فأكمل لها وهو يحدق بشر

"سأخبرك الإجابة هيا جزؤها السليل سيرفض الإتحاد معها وسيدأ عذابها إلى حين هلاكها وعند ذلك الوقت ستكون تتألم بسببك وبسبب دمائك التي تجري بعروقها وعندها سيحين دوري هيا سأخرج وأخلصها من آلامها للأبد"

شهقت هيا وهي تنفي برأسها فتقدم منها إيزرا وانحنى أمامها وأردف بشر:

"سأنتقم منك هيا وسأحرق قلبك مع جسد ابنتك الذي ستأكله نيراني ولكن انتقامي لن يكون فقط لابنتك بل سيشمل الجميع سترين موت أحبائك أمام عينيك وتساقطهم واحداً واحداً وسترين الكره بعيني ابنتك بسبب عذابها وألمها وعندما سيحدث ذلك تأكدي بأن موعد خروجي قد حان وعندها ستأتي ابنتك إليّ بقدميها وسأحرقها بيدي أعدك بذلك هيا"

ما أن أنهى كلماته حتى اختفى من أمامها بلمح البصر تاركاً هيا تبكي بخوف وهستيرية وهي تضم ميرا لحضنها وتصرخ بخوف..

END FLASH BAKE

نظرت بألم لماكس وهي ترى معالم الغضب والقلق مرتسمة على وجهه فأكملت:

"بعد ذلك قررت أن أختم جسد ميرا حتى أمنع طاقتها من الظهور خوفاً على حياتها وأخفيت حقيقتها وكل شيء عني وعنك حتى لا يدفعها فضولها للبحث عنك عندها ستواجه الخطر وسأضطر لفك الختم عن جسدها وقد حدث ذلك فعلاً بيوم زواجها من كاي عندها أتتني رؤية غريبة رأيت بها ميرا تقف مع آرثار ومنذ ذلك الوقت علمت بأن الأمر إقترب ولكنني ظننت بأنني سأتدارك الأمر ولكنني الآن فشلت بكل شيء وقد حان موعد خروجه ماكس .. لقد خسرت ابنتي .. خسرتها للأبد"

مسح ماكس دموعها بحنان ثم أردف لها:

"اهدئي أعدك بأننا سنجد حلاً لذلك اهدئي حبيبتي"

أومأت له وهي تحدق به بعينيها اللامعة

فقبلها على جبينها ثم حملها إلى السرير ووضعها عليه بخفة وقام بتغطيتها وأردف لها:

"استريحي سأذهب الآن وسأعود بعد قليل فلدي عمل مهم"

أومأت له بهدوء فقبل شفتيها قبلة سطحية ثم خرج مسرعاً وهو يفكر بكلمات زوجته محاولاً أن يجد حلاً لذلك..
________________

أما عند فرح التي كانت تشعر بأن عنقها يكاد يتحطم من ضغط ميرا حاولت التملص منها ودفعها لكنها فشلت فأغمضت عينيها باستسلام وهي تعلم بأن ميرا لن تتركها حتى تموت

ولكنها لم تجد مشكلة بالأمر بعد أن عرفت بمعاناتها لم تعد تمانع بالموت على يديها لعلها تحصل على الراحة بذلك

لحظات وسمعت حولها أصواتاً حولها ففتحت عينيها عندما أحست بميرا تتوقف عن مص دمائها إلا أنها وسعتها عندما رأت ستيف يحيط بذراعه عنق ميرا بينما الأخرى تحاول قطع ذراعه بأظافرها

"ستيف توقف"

صرخت فرح بخوف عندما رأت عنق ميرا تذرف الدماء إلا أنها استطاعت ركله وقلب الوضع بعد أحاطت عنقه من الخلف وبدأت تحاول اقتلاع رأسه من مكانه

نهضت فرح وهي تحدق بهما بعجز فصرخت بقوة عندما رأت يد ميرا الأخرى تثبت رأسه وترفعه:

"ستيف احذرر.."

"اهربي بسرعة ولا تنظري خلفك هيّا"

صرخ ستيف من بين أسنانه ثم مد ذراعيه وأمسك ميرا وقذفها بعيداً عنه فانطلقت فرح تركض بأقصى سرعة تمتلكها وهي تمسك جرح عنقها

في حين حاولت ميرا مهاجمة فرح مرة أخرى فتصدى ستيف لها بسرعة وبدآ بالقتال معاً وعندما أحسّ بابتعاد فرح هدأ قلبه قليلاً

لكنه خرج من شروده على لكمة حطمت عظام وجهه ليقع على الأرض بينما اندفعت ميرا إليه توجه له العشرات من اللكمات المتتالية والسريعة

ولكنه باغتها وقام بكسر عنقها بسرعة حتى يتجنب قتلها أو إيذاءها أكثر فحدق بجسدها الهزيل بشفقة ليتنهد بثقل ثم إلتفت مغادراً حتى يبحث عن حمقائه التي لا تضيع فرصة واحدة لتعريض نفسها للخطر والموت..
_______________


بعد ليلة طويلة كان ماكس يقف في قاعة الإجتماعات وحوله مستشاريه وأتباعه يعقدون إجتماعاً يناقشون فيه الأحداث الأخيرة التي حصلت فأردف أحد المستشارين:

"جلالة الملك دانيال وجماعته لا يزالون يقاومون ويرفضون أي تفاوض أنت طرف به أظن أن علينا إيجاد حل آخر فهم لا يقتنعون بالمفاوضات"

"إذاً فلتخبره أن يواجهني في ميدان القتال وإن استطاع هزمي فيمكنه أخذ مكاني ويصبح الملك لمصاصي الدماء"

أردف ماكس ببرود وهو يحدق بمستشاره بكل قوة وثقة فابتلع الآخر ريقه وهو يحدق بمن حولهم

في هذه الأثناء دخل آرثار وديف إلى القاعة فنظر إليهما ماكس بهدوء ثم أردف:

"أظن بأن كلامكم إنتهى الآن لذلك من الأفضل أن يذهب كل شخص لعمله انتهى الإجتماع"

أنهى كلامه ثم خرج من قاعة الإجتماعات وتبعه آرثار وديف بهدوء فأردف لآرثار:

"هل أتت"

"أجل سيدي هي قاعة الضيوف"

أردف آرثار لماكس الذي أومأ له واتجه نحو قاعة الضيوف وقف في منتصف القاعة وخلفه تابعيه بينما يناظر إيزما بغضب وبجانبها أحد أتباعها وستيف ثم أردفت له بهدوء:

"ملك مصاصي الدماء الجديد يطلبني هل لي أن أعرف السبب"

"هل كنت تعلمين بذلك؟"

أردف ماكس ببرود فعقدت إيزما حاجبيها باستغراب فأكمل بصوت غاضب وهو يجز على أسنانه:

"هل كنت تعلمين بخروج شقيقك الحقير إيزرا"

توسعت عينيها بصدمة ثم حدقت بأتباعه الذين لا يقلّون صدمة عنها فأردفت باستنكار:

"مستحيل.. أعني كيف ذلك هو حبس في أطلانتس الرمال بعد تحوله ولن يستطيع أحد إخراجها سوى إذا كان ساحر قوي من سلالة صافية هذا مستحيل"

حدق ماكس بها بحدة ثم أردف لها:

"هذا ليس مستحيلاً بل حقيقة وستحدث عن قريب لا أدري كيف ولكن شقيقك الملعون وجد طريقة تجعله يتحكم بالسحر من جديد"

"يا إلهي!!"

نطقت إيزما بخوف ثم جلست على الأريكة بينما تستمع لكلام ماكس وهو يقصّ عليهم ما أخبرته هيا وبعد أن انتهى من كلامه جلس مقابلاً لإيزما وهو يحدق بنظراتها المصدومة

فأردف ستيف باستغراب:

"هذا غير معقول .. أعني مصاص دماء يتحكم بالسحر هذا لم يحدث من قبل "

"أنا واثق بأن هنالك تفسير لهذا الكلام فالسيدة هيا قد أخبرتنا بذلك منذ البداية أي أنها رأت إيزرا مصاص دماء ساحر منذ البداية"

أردف آرثار بتفكير فحدق به ستيف بغضب ثم شتم بين أنفاسه عندما أردفت إيزما بجديّة وخوف:

"لا أدري الخدعة التي استخدمها أخي ولكن إن كان مصاص دماء ساحر فهذه كارثة كبيرة فهو سيستطيع إخراج أطلانتس وهو داخلها واستخدام الطاقة السوداء التي تحتويها وتجنيدها لصالحه مع الأطياف وهذا سيجعله خالداً وقوياً لا يقهر وسيستطيع إخضاع العالم له بسهولة"

وقف ماكس لتقف إيزما أيضاً عندما أردف بصرامة:

"أرسلوا رسائل للمجلس الخاص بالمستذئبين والأجناس الأخرى وأخبروهم بالاستعداد جيداً فإن كان ظني صحيحاً فهذا يعني بأن خروجه سيكون يوم إكتمال القمر لذلك لديهم سبعة أيام فليحاولوا استغلالها جيداً وتحصين أنفسهم وأنت ديف استدعي المستشارين إلى قاعة الإجتماعات فلدينا حرباً علينا التخطيط لها"

أومأ ديف وانصرف بينما أردفت إيزما:

"وأنا سأستدعي الساحرات لمساندتكم في الحرب"

اقترب ماكس منها ووقف أمامها وأردف لها بتحذير:

"إياك والغدر إيزما فأنا لا أثق بك بمقدار ذرة واحدة ولولا اتفاقنا القديم لما بقي إيزرا إلى هذا الوقت حياً"

نظرت إليه إيزما بقلق ثم أردفت:

"أعلم أن إتفاقي معك هو من سبب هذه الكوارث ولكن أقسم بأنني لم أكن أعلم ما سيحدث الآن وفقط طلبت منك الحفاظ على روح أخي الوحيد ولكن إن كان سلام العالم وتوازنه يعتمد على موته فصدقني أنا من سيقتله بيدي قبل أن تفعل أنت"

أومأ ماكس لها ثم أردف لها بتحدير وغضب:

"إذاً احفري هذه الكلمات في عقلك وتذكري أنني أراقب تحركاتك جيداً وقبل أن تفكري في طعني بظهري أعدك بأنك ستجدين رؤوس جماعتك كلها أمامك"

_________________


أما عند ميرا التي استيقظت بعد ساعات من النوم فتحت عينيها لتجد الظلام قد خيم حولها رمشت عدت مرات لتمر ذكرى الليلة الماضية أمامها فأجهشت بالبكاء

رفعت جذعها بثقل ثم نظرت حولها بضياع ثم حدقت بيديها الملطخة بدماء صديقتها فغطت وجهها بيديها وبدأت تبكي وتصرخ بمرارة إلى ان غفت بسبب تعب جسدها

بعد عدة ساعات فتحت عينيها تحدق حولها بنظرات خالية حاولت الوقوف عدة مرات ولكنها فشلت فتنفست بثقل وزحفت إلى ان وصلت إلى شجرة قريبة منها ثم استندت إليها حاولت مرة أخرى الوقوف فنجحت في ذلك

مشت بخطوات متعثرة نحو النهر وما أن وصلت إليه حتى جثت على ركبتيها وبدأت تغسل يديها ووجهها الملطخ بالدماء أغرقت رأسها بالماء عدة مرات وأخرجته للتخلص من الرائحة العالقة بها

ثم جلست تحت إحدى الشجرات ريثما تستعيد طاقتها وهي تنظر أمامها بشرود إلى أن سمعت حركة حولها نظرت حولها بحذر وهي تسمع حركة الأغصان تقترب منها فهتفت بحدة:

"أعلم بأنك هنا اخرج من مكانك"

استقامت بخفة وأخرجت أظافر يدها إستعداداً للقتال لحظات ووقفت بصدمة وأردفت بأريحية:

"قط!!"

اقترب منها قطّ غريب أسود له فروٌ غزير حول رقبته ذو عينان صفراء كبيرة يتخللها خطوط خضراء ولكن ما جعلها تشعر بالصدمة هو أنه كان يمتلك ثلاث ذيول وكأنها خاصة لثعلب أكثر من قط

أخرج صوت مواء لطيف فابتسمت ميرا وجلست مكانها وهي تشير له بالإقتراب فاقترب منها بهدوء فحركت يدها على رأسه مداعبة إياه بينما بدأت تقهقه بخفة عندما سمعت مواءه المستمتع

حملته بين يديها ووضعته بحجرها بينما تمسح على راسه وتردف له:

"أنت لطيف جداً أيها الصغير .. أتعلم أنني أحب القطط كثيراً وحبيبي كاي وعدني ذات مرة بأنه سيحضر لي قطة بيضاء جميلة ذات عيون زرقاء تشبهني"

أوقفت كلماتها بسبب غصة احتلت حلقها فحركت رأسها وهي ترمش محاولة مقاومة دموعها التي لم تجف عن وجهها سوى نادراً

_________________

أما عند فرح التي كانت تقف على شرفتها وتحدق بالنجوم تنهدت بصوت مسموع وهي تضع يدها على جرح عنقها وتتذكر ما حدث معها الليلة الماضية

شتمت نفسها وهي تحدق حولها بضياع فهي تعلم ميرا ستكون منهارة تماماً بعد أن تتذكر ما حدث معها ولكنها خرجت من تفكيرها على صوت أقدام خلفها

فتأففت بضيق وهي تتذكر عندما حبست نفسها بغرفتها ورفضت رؤيته أو سماع كلماته وها هو قد عاد مجدداً لتردف له ببرود دون أن تلتفت:

"ألم أخبرك أن تذهب من هنا لما عدت"

تقدم بهدوء إلى أن وصل لجانبها ليقف ونظر إليها بشوق لم يخفى عنها ثم أردف لها بهدوء وعينيه مسلطة على الملصق الطبي الذي يغطي جرح عنقها:

"هل أنت بخير؟"

عقدت حاجبيها بغضب من كلامه فهو يتجاهل كل كلامها له عندما تأمره بالإبتعاد وإنما يزداد إلتصاق بها كالعلكة فزفرت الهواء بسؤم وهتفت له بغيظ:

"كما ترى أنا بخير تماماً ولكني أفكر أن أجعل من نفسي مركز التبرع الرئيسي لمصاصي الدماء فعلى ما يبدو سأقضي حياتي وأنا أتبرع لهم إلى أن أم.."


وضع ستيف يده على فمها مانعاً إياها من إكمال كلامها ثم صرخ بوجهها بغضب:

"إياك .. إياك ونطقها مرة أخرى هل تستمتعين بتعريض نفسك للخطر دوماً؟! هل حياتك رخيصة إلى هذا الحد؟ هل أنت مجنونة لدرجة أنك تذهبين لها وحدك دون حماية؟ وعندما هاجمتك بدلاً من أن تدافعي عن نفسك تستسلمين لها بكل سهولة!! هل تريدينني أن أفقد عقلي بسببك وبسبب عنادك وتهورك "

عقدت حاجبيها بغضب فأبعدت يده وهتفت به:

"إياك وأن توجه هذا الكلام والأوامر لي يا هذا هل تفهم ليس لديك الحق بذلك"

"لا بل لدي الحق"

"لا ليس لديك الحق"

صرخت به بغيظ متجاهلة نظراته المشتعلة وصوته الغاضب فأمسك مؤخرة عنقها وسحبها إليه ليلصق جسدها به فشهقت بقوة إثر حركته المفاجئة ثم أردف لها وأنفاسه باتت تحرق وجهها:

"أحذرك فرح من اختبار صبري يمكنك العناد بكل شيء إلا حياتك فأنا لن أقف مكتوف الأيدي وأراك تموتين أمامي هذا ما لن أسمح له بالحدوث .. أحولك لمصاصة دماء دون تردد ما إن أرى خطراً يهدد حياتك"

توسعت عينيها بخوف من كلامه فهتفت له وهي تحاول دفعه عنها:

"إياك لن أسامحك إن فعلت ذلك أنا لا أريد أن أكون مصاصة دماء"

"صدقيني إن حدث مكروه لك فلن أتردد في ذلك حتى وإن كرهتني للأبد ولم تسامحيني على الأقل سأكون قد سامحت نفسي ولم أكرر خطئي ثانيةً"

أردف بنبرة حازمة وهو يحدق بعينيها الخائفة فرفع يده الأخرى وبدأ يتلمس وجنتها صعوداً وهبوطاً لعنقها ببطء وهو يحدق بتعابير وجهها بدقة وهو يرى إرتباكها وخوفها

ابتلعت ريقها بصعوبة وهي تشعر بلمسته الحارقة فأحست بوجنتيها تتورد عندما رأت نظراته تنقلب لخبيثة والمستمتعة فأخفضت بنظرها عنه وأردفت بتلعثم:

"ت..توقف .. ماذا تفعل.."

"أعاقبك على صراخك وتعريض نفسك للخطر .. اهدئي جميلتي فأنا لم أبدأ بعد"

ابتسم باستمتاع عندما رأها تفتح عينيها الفضية بصدمة وهي تحدق به وتبتلع ريقها يإرتباك فأنزل إحدى يديه متقصداً لمس ظهرها ببطء إلى أن وصل لخصرها فلف ذراعه حوله وقربها له أكثر حتى يضمن تثبيتها

بينما الأخرى إنكمش جسدها إثر حركة يده المستفزة إلا أنها ثبتت عينيها عليه محاولة توقع ما سيفعله لها وهي ترى عينيه تحدق عميقاً في روحها ولمعة العشق والرغبة لم تخفى عنها فهمست بتردد:.

"أنت..."

قطع كلامها عندما دمج شفتيه بخاصتها وبدأ يقبلها بشغف وقوة فابتسم خلال قبلته عندما أحسّ بها تسكن بين يديه وتتمسك بقميصه بقوة دون أن تبادله

فابتعد عنها عندما أحسّ بإنقطاع أنفاسها لتشهق بقوة بسبب حاجتها للأوكسجين وهي تفتح عينيها وتحدق به بصدمة وضياع ولكن ما لبثت ثوانٍ حتى إندفع إليها بشكل أقوى من قبل محتجزاً شفتيها بين خاصته بقبلة عميقة متملكة

بعد أن فقد السيطرة على أفعاله فكم أراد أن يرتوي من رحيقها إلى أطول وقت متاح له أرادها له كما لم يفعل مع غيرها أراد أن يجعلها ملكاً له قولاً وفعلاً حتى تصدق بمشاعره وتعترف بها

ولكنه توقف عن ذلك عندما أحس بقبضتها الصغيرة تضرب صدره بخفة دليلاً على اختناقها فابتعد عنها مجبراً وهو يحدق بوجهها المحمر كالطماطم بينما كانت تحارب لإداخل الهواء لرئتيها بعد قبلته الهمجية

أخفضت رأسها بخجل بينما تحاول جمع شتات نفسها بعد أن بعثرها بقبلته الهمجية فأحست به يسند رأسه على خاصتها وأنفاسه تضرب أذنها لتنكمش إثر القشعريرة التي سرت بجسدها

لامت نفسها بسبب تأثيره الكبير عليها فقررت أن توقظ عقلها وتتقمص شخصية فرح القوية وليست الضعيفة الساكنة

فابتلعت ريقها وحمحمت له وأردفت بأكثر نبرة متزنة لديها:

"هل انتهيت من اللعب؟ ابتعد حالاً"

"لما العجلة جميلتي فنحن لا نزال في البداية واللعب الحقيقي لم يبدأ بعد"

همس ستيف بخبث بأذنها فوسعت عينيها بصدمة من وقاحته لترفع رأسها بسرعة وتهتف بغضب وإحراج:

"أيها المنح.."

"تجرئي واشتميني مرة أخرى ولن أتردد بإكمال ما بدأته"

قاطع شتيمتها وهو يهددها بحدة وخبث فلاحظ معالم الصدمة والخجل على وجهها ليقهقه بإستمتاع من منظرها اللطيف بعينيها المتوسعة اللامعة ووجهها الطفولي المحمر

بينما كانت هي شاردة بضحكته التي تسمعها لثاني مرة نابعة من قلبه فأحست بسرب من الفراشات تنهش معدتها فرمشت عدة مرات وهي توقظ عقلها الغبي الذي أسره ضحكته المميزة

فهتفت له بغيظ:

"يكفي توقف عن الإستهزاء بي أنت حقاً لئيم جداً ومستفز"


شتمت نفسها بسرها عندما تذكرت يهديده قبل لحظات

'أيتها المغفلة اللعينة كيف تنسين وتشتميه مجدداً ماذا سيفعل الآن؟'

رفعت نظرها بخوف وإحراج بعد أن أحست به يتوقف عن الضحك فرأته يرفع حاجبه وينظر إليها بسخرية وخبث فشتيمتها الأخيرة كانت دعوة حصرية لإكمال ما بدأ

وقبل أن يتكلم بحركة عفوية رفعت يدها ووضعتها على شفتيه وأردفت بإحراج:

"يكفي..توقف عن ذلك فأنا لا أحب هذه الأفعال وأنت تستغل الفرصة التي أعطيتك إياها باستفزازي وإحراجي هذا غير عادل"

أنهت كلامها بعبوس طفولي وهي تقلب عينيها عنه بينما تعقف يديها لصدرها متصنعة الحزن والغيظ بينما بداخلها تضحك على ملامحه التي إنقلبت وهي تكاد تقسم أنه الآن يفكر بطريقة يبرر لها أفعاله ويصالحها

وقد كان ستيف بالفعل يفكر بطريقة لإرضائها خوفاً من أن تغير رأيها في الإرتباط به فأفلت جسدها ورفع يده يحكّ عنقه من الخلف بينما تبتعد فرح عنه خطوات وتتصنع الغضب فأردف لها:

"آسف أنا فقط كنت أمزح معك لم أقصد إغضابكِ"

رفعت رأسها بصدمة عندما إعتذر فهي تخيلت الكثير من الجمل ولكن كلمة آسف كانت أول مرة تسمعها منه فابتسمت برقة وهي تحدق بملامحه اللطيفة فأردفت له بعد ان أخفت إبتسامتها:

"لا بأس سأسامحك هذه المرة لأنك أنقذتني البارحة ولكن أحذرك أن تزعجني مرة أخرى عندها لن أسامحك أبداً"

أنهت كلامها بإبتسامة لم تستطع كتمها فاستدارت بسرعة واقتربت من حائط الشرفة واستندت عليه وهي تشعر بالسعادة تلفّ قلبها فهي أخيراً وجدت شخصاً يهتم لمشاعرها ويراعيها ويخاف عليها

وضعت خصلة من شعرها خلف أذنها بعد أن طيره الرياح بينما تبتسم بحب وهي تراه يقف بجانبها ويراقب السماء وملامحه هادئة وسعيدة لأنه يتشارك لحظاته مع الفتاة التي يعشقها حتى النخاع

بقيا مدة يحدقون بصمت شاعري إلى أن كسره سؤال فرح الذي خطر ببالها:

"ستيف هل لي أن أسألك سؤال"

أومأ لها بهدوء وهو يضع يديه بجيوبه فأكملت له:

"لماذا تكره البشر؟"

عقد حاجبيه من سؤالها المفاجئ فأردفت له مبررة:

"عندما إلتقيت بك في البداية كنت قاسياً جداً بالتعامل ورأيت مقدار الكره والإحتقار الذي تكنّه للبشر أنا واثقة بأن هنالك سبب جعلك تكرههم هكذا سبب قوي كالسبب الذي جعلني أكره مصاصي الدماء فهل لي أن أعرف السبب؟"

أنهت كلامها وهي تدقق بملامحه الهادئة التي اكتسى البرود عليها بينما تضع غصلة شعرها التي طيرها الهواء خلف أذنها وتستمع لكلامه

تنهد ستيف بخفة وهو يتذكر ماضيه الأليم والذي تناساه منذ قرون عديدة ثم أردف لها وهو يحدق بها بهدوء:

"أظن بأنك أصبت بذلك.. فعندما يعيش الإنسان ظروفاً قاسية ومعاناة مستمرة تجعل قلبه يصبح أكثر قسوة ويزداد جفاءً وتتلبد مشاعره بطول القرون التي يعيشها"

أشاح بنظره عنها وهو يردف بهدوء وشريط ذكريات تلك الأيام الصعبة التي عاشها تمرّ أمام عينيه:

"ولدت في ماضٍ بعيد ومختلفٍ عن هذا الزمن الذي نعيشه الآن .. كان البشر هم الفئة المستضعفة في هذا العالم القاسي وفي إحدى القرى الفقيرة ولدت مع عائلة من خمسة أفراد وبدأت معاناتي للبقاء حياً في وجه ظلم وقسوة الوحوش التي كانت تحكم العالم وقتها .. كان مصاصوا الدماء هم من يحكون الأرض ويعيثون فساداً فيها فكلّ أرض تطؤها أقدامهم كانت تمتلئ بالجثث والخراب فطبيعتهم الهمجية كانت تسيطر عليهم وبحكم ضعف البشر كانوا طرائد ضعيفة يصطادونها بسهولة..

كنت في السابعة من عمري عندما هاجم مصاصوا الدماء على قريتي قاموا بقتل الرجال بوحشية مطلقة بينما كانوا يأسرون الأطفال لخدمتهم إلى أن يكبروا ويصبحوا إحدى وجباتهم والنساء لتسليتهم وكنا أنا ووالدتي وشقيقتي سالجان التي تبلغ الرابعة عشر من الأسرى بينما قتلوا أبي وأخواي بسبب دفاعهم عنا فامتصوا دماءهم حتى القطرة الأخيرة

ثم قادونا مع بقية النساء والأطفال إلى قلعة مصاصي الدماء التي كان يترأسها ستة مصاصوا دماء أنقياء ومن بينهم السيد ماكسيس وشقيقه بيرو وأربعة آخرين من النبلاء قضيت بعدها عدة سنوات في ذلك الجحيم وأنا أرى أمي وأختي يغتصبون في كل يوم على أيدي مصاصي الدماء اللعناء عدا الضرب والإهانات التي يتلقاها البشر على يد مصاصي الدماء والتي رأيتها وجربتها بنفسي

وبعد أن بلغت الخامسة عشرة من عمري حيث كان اليوم الأسوأ في حياتي .. في ذلك الوقت كان أحد مصاصي الدماء الأنقياء قد عاد من رحلته الطويلة وككل ليلة كان كل نبيل من مصاصي الدماء يختار فتاتاً ليقضي ليلته معها وقدر أختي السيء قد قادها لذلك النبيل نقي الدم "

صمت للحظات وهو يحكم قبضته بقوة وهو يتذكر ما حدث بقهر فأردفت له فرح بهدوء:

"وماذا حدث لها بعد ذلك"

"ذلك النبيل كان غير كلّ النبلاء لقد كان مصاص دماء قوي وقاسٍ وعنيف لأبعد الحدود يستمتع برؤية ضحاياه يصرخون بألم حتى تتمزق حناجرهم ولكن الأمر الذي لم أعلمه في البداية هو أنه يقتل كل محظية تدخل غرفته .. يقتلها بدون أي شفقة أو رحمة"

صمت عندما سمع شهقة فرح فأكمل وهو يحدق أمامه بغضب وحقد:

"وككل يوم كنت أقف قريباً من الغرفة التي تتواجد بها أختي حتى أساعدها بالسير وآخذها لغرفتنا حتى أضمد لها جروحها ولكن في ذلك الصباح بدلاً من أن أرى شقيقتي تبتسم بتعب بوجهي رأيت بقايا جسدها يساق بعربة خشبية خارج ذلك الجناح اللعين .. لم أستطع تصديق ما رأته عيناي ولحقت الحارس إلى أن وصل لغرفتنا وألقى بأشلاء أختي أمام أمي المرهقة وبسبب ضعف ومرض أمي لم تتحمل رؤية قتل أختي وفارقت الحياة فوراً

عندها تملكني غضب أعمى وأنا أحتضن جسد أمي ورأس أختي لذلك قررت قتل ذلك النبيل والإنتقام منه وبالفعل بحثت عنه إلى أن وجدته في حديقة القصر مع بقية مصاصي الدماء الآخرين .. بداية لم أشعر بالخوف والتردد منه بل تقدمت بكل شجاعة وأنا امسك سكين مطبخ عادي وطعنته عدة طعنات في بطنه وأنا اصرخ وأشتمه بغضب .. ولكن ما صدمني أنه كان يضحك بشر كبير وبلا أي صعوبة استطاع إبعادي عنه وهو يلفّ أصابعه حول عنقي يخنقي في تلك اللحظة كرهت ضعفي وقلة حيلتي أمام هؤلاء الوحوش وكرهت كوني بشرياً لعيناً لم يستطع إنقاذ عائلته من القتل أمام عينيه ولكن في الوقت نفسه لم أشعر بالخوف من الموت لأنني أعلم أني خسرت كل شيء بالفعل .. ولكن وقبل أن يحطم عنقي بلحظات تدخل السيد ماكسيس وانتشلني من يده وقام بأخذي معه ثم حبسني في غرفة مظلمة مهترئة إلى أن بلغت الثامنة والعشرون عندها قام بتحويلي إلى مصاص دماء وجعلني أحد أتباعه وبسبب تغيري لمصاص دماء بدأت الكثير من الأمور بالتغير داخلي وبدل الكره الذي كنت أكنه لمصاصي الدماء بدأت أكره البشر وأكره ضعفهم واستسلامهم وأشمئز منهم فامتنعت عن التعامل معهم لأكثر من قرنين

وبسبب مرور الزمن والقرون إزداد الأمر معي بعد أن أخمدت مشاعري التي بقيت تعذبني طويلاً بسبب عجزي عن إنقاذ عائلتي ليزداد نفوري وكرهي للبشر إلى أن إعتدت على هذا الأمر إلى أن إلتقيت بك"

إلتفت إليها وهو يحدق بعينيها بعمق وأكمل:

"لقد كنت مختلفة عن جميع الذين قابلتهم في تلك القرون وبعد أن عشت معك أحسست بالمشاعر الدافئة تعود وتسكن قلبي ولكني كنت أكابر على نفسي ولا أعترف بذلك لذلك كنت أصاب بالجنون والغضب عندما أراك أمامي وبعد أن ساعدتني وأعطيتني من دمائك ازداد تعلقي بكِ ومنذ ذلك اليوم وعدت نفسي بألا أؤذيكِ وأنقذك من الأخطار

ولكني فضلت البقاء بعيداً عنك حتى لا أزداد تعلقاً بك وأزداد عشقاً لك ولكنني في اليوم الذي رأيتك مع ذلك المستذئب أصبت بالجنون وأدركت أنك بالفعل قد جعلتني أقع لك وبقوة ومنذ ذلك الوقت وأنا أحاول جاهداً لجعلك تبادليني نفس المشاعر

لا أدري لماذا أنت من بين الجميع ولكن قلبي هو الذي اختارك وهو الذي أصبح أكبر مخاوفه أن يفقدك كما فقد أحباءه في الماضي "

حدق بها شارداً بعينيها الفضية اللامعة وهو يرى تركيزها مع كل كلمة قالها فأكمل:

"لذلك لم أقصد الإهانة عندما أخبرتك بذلك.. أنت الشخص الوحيد الذي نبض قلبي له لذلك لا أستطيع أن أفرط بك أبداً ..إن حياتك بالنسبة لي هي أثمن شيء أملكه ولن أستطيع تقبل أن تعرضيها للخطر لذلك أرجو أن تكوني فهمتني فرح"

أنهى كلامه مترقباً ردة فعلها فرآها تحدق به بنظرات غريبة ليست الشفقة ولكن هادئة لكن توسعت عينيه عندما رأها تقترب منه وتعانقه وإحدى يديها تلفها على كتفه والأخرى استقرت على عنقه وهي تمسح على أسفل شعره بخفة ثم أردفت له:

"لا بأس وأنا أيضاً آسفة لأنني كنت وقحة معك ولم أرى خوفك علي وتجاهلت اهتمامك لذلك أعدك بأنني لن أتهور مجدداً "

ابتعدت عنه وأردفت له بهدوء وصدق والإبتسامة اللطيفة تزين وجهها:

"وأشكرك لأنك وثقت بي وشاركتني بماضيك وألمك صحيح بأني لا أبادلك المشاعر نفسها ولكني حقاً أحترمك رغم أنني أنكر ذلك طوال الوقت ولكن احترامي لك قد إزداد بعد أن صارحتني بكل شيء بداخلك لذلك أعدك بأنني مقابل حمايتك لي سأحرص على إبقاء إبتسامتك هذه على وجهك وسأكون موجودة في أي وقت تحتاجه لأقف بجانبك"

أردفت له وهي تحدق بإبتسامته التي ارتسمت على وجهه بعد أن سمع كلامها وما إن انتهى كلامها حتى غرقت بعينيه كما هو غارق بعينيها

ولم تشعر بنفسها إلا وهي تقترب منه وتطبع قبلة رقيقة على فكه وهي تهمس له:

"تصبح على خير"

ابتعدت عنه وهي تحدق بنظراته المذهولة بتصرفها المفاجئ فتركته ودخلت لغرفتها دون أن تنطق بأي كلمة فهي لا تستطيع أن تبرر له سبب هذه القبلة التي أحست بأنها كانت نابعة من داخلها

بينما كان هو يمرر يده على فكه متلمساً مكان قبلتها وهو يبتسم ببلاهة ويحس بقلبه يكاد ينفجر فرحاً على تقبل فتاته لمشاعره ووعدها له بالبقاء بجانبه ..

__________________

أما عند ميرا التي لا تزال تضع القط بحضنها تلاعبه وبعد مدة أردفت له بحزن:

"ما اسمك أيها الصغير؟ .. لا تبدو لي قطاً عادياً هل أنت هجين مثلي أم ماذا؟ ما رأيك أن نصبح أصدقاء؟ اسمي ميرا وأنا هجينة .. نصف مصاص دماء ونصف سليل النور .. لم أكن أعلم بذلك منذ البداية كنت أظن أنني بشرية عادية وأمتلك حياة ومستقبلاً مثلهم..."

حدقت أمامها بشرود بينما تكمل بألم:

"كان لدي رجل أحبه وأعشقه بجنون وصديقة وفية تتقبلني بعيوبي و أم جميلة تحبني وتخاف علي كثيراً .. عشت أسعد أيام حياتي بينهم ... ولكن سعادتي انتهت في يوم زواجي عندما اكتشفت حقيقتي .. أنني مصاصة دماء "

هطلت دمعة من زرقاويها ثم أكملت بصوت مهزوز:

"في تلك اللحظة أحسست بأني هويت في حفرة مظلمة تمنيت أن يكون الأمر مجرد كابوس ولكن لا كان حقيقة ورغم ألمي وحزني قررت أن أقف من جديد وأتقبل ماهيتي وبالفعل قاومت لأبدأ حياتي مع الناس الذين أحبهم ولكن للحياة كان رأي آخر حيث توالت علي بصفعات متتالية جعلتني أفقد رشدي وثقتي بمن حولي .. خذلني الجميع .. إبتداءً من خروج المسمى والدي إلى أن علمت بأن كل الحياة التي عشتها من قبل كانت عبارة عن كذبة .. كذبة كسرت آخر جزء من قلبي وها أنا الآن أعاني وحدي وأعاقب بسبب أخطاء من يفترض أن يكونو عائلتي وملجئي .."

تساقطت دموعها بغزارة لتتوقف عن الكلام بقيت مدة هكذا إلى أن أحست بآلامها تشتد مرة أخرى فصرخت بعجز بينما تتلوى من الألم وتنتظر أن يسحبها الظلام من جديد..

____________________

أسبوع آخر مضى ..

وهو لا يعلم أي شيء عن زوجته وأميرة قلبه وهذا ما آلمه ..

خرج من الحمام وهو يضع المنشفة على جزئه السفلي بعد أن استحم بالماء البارد لعلها تطفئ نيران قلبه المحطم ..

فكم حزن بعد أن علم بآلام أميرته وفهم السبب الذي منعها من وعده أنها ستبقى معه للأبد ..

لأنها تحتضر ..

خرج من غرفة الملابس بعد أن ارتدى بنطالاً قطنياً فقط وبقي عاري الصدر

فخرج إلى الشرفة وهو يحدق بحزن وألم بالقمر المكتمل وهو يتمنى أن يرى أميرته مجدداً ولو كانت المرة الأخيرة ..

مسح دمعة فرّت من عينيه وهو يتخيل معاناة زوجته ووحدتها فضرب سياج الشرفة بيده بغضب ..

ثم استدار وهو يسير ذهاباً وإياباً بضياع وضيق وهو يرى أنه عاجز على إيجادها وإعادتها لحضنه من جديد ..

فنظر إلى المنضدة التي أمامه ليتجه لها ويقوم بقلبها مسقطاً الأكواب الزجاجية على الأرض

مسببة صوتاً عالياً صدح بأرجاء الحديقة والمنزل ..

فرفع رأسه واستدار عندما سمع صوت غراب يطير في السماء مبتعداً عن منزله ...

تنهد بثقل ليرفع رأسه للسماء ويدعو إلهه بأن يحمي زوجته ويجمعهما معاً من جديد ..

________________

أما في مكان قريب من قصر مصاصي الدماء كانت جيسي تحاول التخلص من أحد مصاضي الدماء المعجبين بها

فهي على الرغم من عدم مسامحتها لآرثار إلا أنها لم تستطع أن تتقبل لمسة رجل آخر على جسدها وهذا ما كان يزيدها غضباً

أرخت رأسها على جذع الشجر وهي تردف مغمضة العينين:

"ألا تستسلم ميشيل لست بمزاج للقتال"

"ومن قال أنني أريد قتالك تعلمين أنني معجب بك وأريدك ان تكوني حبيبتي فلما تعاندين هكذا"

أردف الرجل ميشيل لها فزفرت الهواء بثقل ثم أشارت له وهي تردف له:

"وقد أخبرتك أكثر من مئة مرة أنني لست مهتمة بك البتة أنت من تعاند في ذلك"

"تريديني ان أستسلم وأنت حتى لا تملكين حبيباً وتعيشين لوحدك ثم أنسيتِ ما حصل مؤخراً لقد كنت لطيفة وسعيدة معي وساعدتني في أعمالي ثم تقربك مني أيضاً كل أفعالك تلك كانت دافعي لأعود وأحاول مجدداً"

أردف بغضب لها فهزت رأسها بقلة حيلة فهي لا تريد أن تخبره بأنها فعلت ذلك فقط لتغيظ آرثار وتغضبه وتجعله يجنّ من غيرته فأردفت له ببرود:

"ليس الأمر كما تراه أعلم بأن بأفعالي الغريبة جعلتك تشك بمشاعري إتجاهك أنا آسفة لقد كنت أمزح وأتسلى فحسب أنا آسفة حقاً"

شتم ميشيل بغضب وتقدم منها ممسكاً إياها من ذراعيها بقوة وهتف لها بغضب:

"أنا لست لعبة لديك جيسي تتقربين مني متى ما أردت وتبتعدين عندما تريدين ذلك لا تظنين سأدع الأمر يمر هكذا سأجعلك تعلمين ما ثمن اللعب بي"

حدقت به بحدة واستخفاف فهو يظن بأنها ستكون ضعيفة أمامه ولكنه لا يعلم بأنها تستطيع قتله بلحظات وقبل أن تنطق سمعت صوتاً غضباً يأتي من خلفهما:

"ابتعد عنها ميشيل إن كنت تريد البقاء حياً"

إلتفت الاثنان إلى آرثار الذي يعقد حاجبيه بغضب لبيسم ميشيل بسخرية ويردف له:

"الأفضل لك أن تذهب من هنا يا دودة الأفكار فليس لدي نية لأتشاجر معك فلدي أمر أهم"

أنهى كلامه وهو يحدق بجيسي بخبث فبقيت ساكنة تنظر لآرثار التي إلتمعت عيناه بالأحمر الدموي وخلال ثوانٍ كان يثبت ميشيل على إحدى الأشجار وهمس له بفحيح مخيف:

"اقترب منها مرة أخرى وأعدك بأنني سأنتزع قلبك بيدي أيها المقزز"

أنهى كلامه ليقذفه بعيداً عنه وهو يمسك آخر ذرات صبره على قتلك بعد أن قرأ أفكاره المنحرفة ثم نظر إليه بحدة وهو يراه يستقيم عن الأرض فشتم بغضب وهرب من أمام آرثار

وجه عينيه الحمراء إلى جيسي التي تنظر إليه ببرود وهي تكتف يديها لصدرها اقترب منها بغضب وأمسك بذراعيها مكان يدي ميشيل وأردف لها وهو يضغط بقوة على ذراعيها:

"إياك وأن تفعلي ذلك جيسي أحطمك إن فعلت ذلك أقسم اكرهيني اشتميني ولكن إياكِ وأن تدعي أحداً يلمس ما هو لي وإلا لن أتردد بقتله على الفور إياك جيسي أنت لي أنا فقط احفري ذلك بعقلك العنيد"

"لا تظنّ أنك ستخيفني بكلامك هذا أنا لست لك آرثار وعليك أن تقتنع بذلك"

إبتسم آرثار وهو يحدق بعينيها ثم أرخى يديه وأردف لها بعد ان عادت عينيه للونهما الأزرق وأردف لها بهدوء:

"واضح جداً رأيت ذلك جيداً يمكنك أن تنكري ذلك جيسي ولكن جسدك يعلم صاحبه جيداً ..لأي شخص ينتمي ولم تخفى علي نظرة التقزز منه وإلا صدقيني ما كنت تركته حياً إلى هذا الوقت"

حقدت حاجبيها بغضب ثم أردفت له بخيبة:

"صاحبه؟! لا تجعلني أضحك آرثار ماذا سأفعل بصاحبٍ حقير وخائن أخبرني هيّا"

"لا جيسي أنا لم ولن أكون خائناً لطالما كنت وفياً لك أقسم لك بأنك أول وآخر واحدة تدخل لحياتي وقلبي ولكن كانت الظروف أقوى مني استمعي إلي أولاً وبعدها سأقبل بأي حكم تطلقينه علي"

نظرت إليه بحزن وهي تحاول مقاومة رفضه إلا أن قلبها كان يطالب بجواب على أسئلتها فأردفت له بهدوء:

"تكلم"

ابتسم آرثار لها بحب وإمتنان لمنحه الفرصة لإخبارها الحقيقة فجلس الاثنان تحت الشجرة وبدأ بسرد كل شيء حدث له ولها بينما تتابع كلماته الصادقة ودموعها بدأت تسيل بخفة..
______________

استعد ماكس مع ثلاثين رجل من رجاله واتجهوا إلى صحراء الجزيرة حيث المكان الذي ستظهر به أطلانتس الرمال..

بينما فضل إبقاء جيشه في القلعة ومحيطها بسبب الإضطرابات التي تحدث في قلعة مصاصي الدماء وعندما وصل الجميع كان الليل قد حلّ بالفعل

حدق ماكس بإيزما التي تستعد مع أتباعها من السحرة لظهوره فنظرت إليهم بهدوء وألقت التحية عليهم
ثم حدق بهيا وهو يراها تنظر حولها بضياع

فأمسك ماكس بيدها عندما لاحظ إرتجافها فنظرت له بخوف من القادم فابتسم لها بخفة وأردف لها بحنان:

"اهدئي هيا كل شيء سيكون على ما يرام"

أومأت له بخفة بينما نقلت عينيها إلى الذئاب التي وصلت لتوها وزين و سيمون يترأسهم

ضيق جينوس عينيه بغضب عندما رأى سامانتا تقف بجانب والدها البيتا وما أن إلتقت عينيها بخاصته اختبأت خلف والدها بخوف

بينما تقدم زين بضع خطوات أمام قطيعه وهو يحدق بماكس وهيا للحظات ثم أردف لهما بصوته ببرود:

"إنها ليست معركتكم فقط بل معركة الجميع وأنا أتيت لأؤدي واجبي كألفا"

أومأ له ماكس بخفة ونظر لهيا التي تحدق به بحزن من تعامله الجافي وقسوته معها

فأغمض عينيه وزفر بضيق محاولاً كتم غيرته القاتلة فعلى الرغم من أن هيا أخبرته بأنها ليست رفيقه ولكنه بقي يشعر بالغرابة والشك بهذا الأمر

لأن من المستحيل أن تخطئ الرابطة عند المستذئبين لذلك ترك هذا الأمر للزمن حتى يكتشف الحقيقة كاملة

لكنه قطع تفكيره بسبب الزلزال الذي حدث تحتهم معلناً عن بدء الأمر فأمسك بخصر هيا عندما أحسّ بها ستقع بسبب الإرتجاج العنيف للأرض بينما نظر لإيزما التي أردفت:

"استعدوا لقد بدأ الأمر"
_______________

أما عند ميرا التي فتحت عينيها بتعب بعدما أحست بالقط بلاك يلعق وجهها حتى استيقظت من غيبوبتها التي تكررت كثيراً في هذا الأسبوع

ولكن ما خفف عنها هو القط الصغير الذي أصبح رفيقها في الظلمة لذلك سمته بلاك

جلست بترنح بينما تجمع شعرها خلف ظهرها وهي تبتسم بتعب لبلاك الذي توسط أحضانها وهو يصدر مواء لطيفاً

وبعد مضي الوقت وهي تحدق بغروب الشمس بدأت طاقتها بالتجدد فقررت أن تجد شيئاً تأكله هي وقطها وبعد مدة ليست بطويلة كانت تغسل وجهها من آثار الدماء العالقة ثم حدقت ببلاك الذي يلعق فروه بعد ان ملأ معدته

إبتسمت له وهي تداعب رأسه ثم أردفت له:

"إذاً كما كنت أتوقع أنت لست قطاً عادياً أتساءل إن كان هناك آخرون مثلك أم أنك الأخير من فصيلتك"

أصدر بلاك مواء وكأنه يكلمها أيضاً فقد اكتشفت بأنه يستطيع التحول لشكل آخر ليصبح ضخماً بحجم أسد ويزداد طول أنيابه وشراسته وسرعته حتى كاد أن يتعداها بسبب سرعته الكبيرة وهذا ما جعلها تتسابق معه عائدة للنهر

لحظات وأحست بحركة قادمة فوقفت بينما ترى بلاك يتحول ويقف إستعداداً للهجوم على الشخص القادم

عقدت حاجبيها وهي ترى شعلات زرقاء تطفو بالهواء وتظهر أمامهم من العدم ومن ثم اختفت عندما وجدت سالي تخرج من بين الأشجار وتقف أمامها وهي تطالعها بقلق وحزن

"سالي .. كيف وصلتي إلي"

أردفت ميرا بصدمة فابتسمت لها سالي بإشتياق وركضت نحوها وعانقتها بقوة بادلتها ميرا العناق وبعد أن أشارت لبلاك بالهدوء ثم ابتعدت سالي عنها وهي تمسح دموع فرحها وأردفت لها:

"استطعت الوصول إليك بسهولة لا تنسي بأنني ساحرة الآن وأستطيع أن ألقي تعاويذ جيدة "

ضحكت ميرا بخفة بينما سحبتها وجلستا على الصخور قرب النهر وبدأتا بالتحدث عن حياتهما فأردفت لها ميرا:

"إذاً أصبحت اللونا لقطيع الذئاب البرية"

لمعة القلق والحزن إلتمعت في عيني سالي ثم أردفت لها:

"حالياً أجل ولكن ما سيحدث لاحقاً يقلقني ولا أعلم إن كان صمت المجلس المؤقت سيكون لصالحنا أنا وسيمون.. أنا خائفة جداً عليه ويراودني شعور سيء بسببهم ولا أعلم ماذا سأفعل ميرا كيف سأجعلهم يتقبلوني"

حدقت بها ميرا بشرود ثم اردفت لها:

"أخبريهم بحملك عندها سيصمتون"

"حملي؟! ماذا تعنين؟!"

أردفت سالي بصدمة من كلام ميرا فأردفت ميرا لها بسخرية:

"ماذا لا تخبريني أنك لا تعلمين بذلك"

أومأت لها بلا وملامح وجهها جامدة فقهقهت ميرا بخفة وأردفت لها:

"أنت حقاً ساذجة سالي كيف لم تنتبهي أنت وزوجك الغبي فمنذ أن رأيتك استطعت تمييز دقات قلب طفلك"

"دقات قلب طفلي؟!"

أردفت بنبرة حالمة وهي تضع يدها على بطنها لتبتسم بوسع وتنظر لميرا بعيون لامعة فعانقت ميرا بقوة وهي تردف بسعادة:

"ميرا أنا حامل أنا لا أصدق أنا سعيدة شكراً لك صديقتي"

بادلتها ميرا العناق وهي تبتسم بهدوء ولكن انقلبت ملامحهما عندما شعرا بزلزال قوي تحتهما

فنظرت سالي بفزع إلى ميرا التي تحاول معرفة سبب خوفها فأردفت لها:

"اهدئي سالي كل شيء بخير إنه مجرد زلزال"

نفت سالي برأسها واردفت والدموع تتجمع بعينيها:

"لا ميرا أنت لا تعلمين شيء هذا ليس زلزالاً عادياً إنها دليل على أن المعركة بدأت"

"أي معركة"

"أخبرني سيمون بأنهم يواجهون ساحراً قوي وشرير قام الألفا زين والملك ماكس بحبسه منذ زمن طويل والآن سيخرج من جديد ويخرج معه مدينة سحرية مدفونة لذلك تجمع الجميع هناك للتصدي له"

أردفت سالي لها بقلق ثم تابعت سرد الأحداث لها وما إن انتهت حتى حدقت بميرا الصامتة بشكل مخيف ثم أردفت لها:

"ميرا فيما تفكرين؟"

وقبل أن تتكلم وقفت بسرعة ونظرت إلى غراب يتجه إليهما وهو يفرد جناحيه ويحاول الإنقضاض عليهم وبلا أي معاناة قامت ميرا بقطعه لنصفين باستخدام أظافرها

لكن توسعت عينيها عندما رأت ورقة غريبة تظهر بعد قطع جسد الغراب وبدل أن تقع قطعه على الأرض تلاشت وكأنها سراب

إلتقطت ميرا الورقة قبل أن تصل للأرض وقامت بفتحها وبدأت بالقراءة فاستقامت سالي أيضاً حتى ترى ما تحويه الورقة فنظرتا ببعض بخوف واكملتا القراءة:

{ كيف حالك أيتها الهجينة الصغيرة

أعلم بأنك لا تعلمين من أكون ولكني أعرف جيداً من ومما تتكونين
لذا أريد رؤيتك حالاً حتى نتعرف وجهاً لوجه ..
ورغم أنني أعلم أنك عنيدة مثل والدك الحبيب ولن ترضي تلبية دعوتي لذلك قمت بمفاجأة صغيرة لك

إن كنت تريدين إنقاذ حياة حبيبك كاي فالأفضل لك أن تسرعي
فكما تعلمين أن الدماء البشرية لذيذة ويصعب مقاومتها..

أنتظرك في أطلانتس الرمال أتمنى ألا تتأخري.. }

فتحت ميرا فمها بصدمة مما قرأته ثم أفلتتها بسرعة عندما رأت ناراً تشعتل بها فأمسكت بها سالي وهي تهتف بخوف:

"لا ميرا أرجوك لا تذهبي إنه يكذب فقط من أجل أن يستدرجك أرجوك"

حدقت ميرا أمامها بضياع وخوف على كاي فسمعت صوت قرينتها في عقلها:

《إنه لا يكذب كاي في خطر تحركِ بسرعة》
______________

أما في صحراء الجزيرة حيث بدأت الأرض بالتشقق وبدأت الرياح تهب بقوة مشكلة تيارات دائرية إلى أن إلتقت معاً مسببة إعصاراً كبيراً

نظر الجميع برهبة إلى هذا المنظر المخيف بينما بدأت إيزما وجماعتها بتلاوة الطلاسم لعلهم يوقفون خروج المدينة

ولكنهم فشلوا في هذا الأمر حيث بدأت الأرض تهتز بعنف وبدأت معالم القلعة بالظهور ليشتد الإعصار ويزداد قوة فتمسك الجميع بالأرض حتى لا يطيرون ويبتلعهم الإعصار

وهنا بدأت تظهر أمامهم ثقوب لامعة في السماء إلى أن توسعت هذه الثقوب تزامناً اشتعال النار السحرية في الإعصار

مكونة تيارات دائرية من اللهب المحرقة فارتجفت هيا وهي تنظر لما يحدث وقلبها يكاد ينفجر من التوتر

لحظات وبدات تخرج من الثقوب مخلوقات سوداء أشبه بالأطياف تمتلك أنياباً كبيرة وفكاً حاداً وأعين أرجوانية وانطلقت تهاجم أي شخص أمامها

فصرخت إيزما وهي تحرك أصابعها وتطلق شعاع طاقة قام بتفجيرهم

"احذروا إنها الأطياف عليكم إصابة رؤوسهم دون باقي أجزاء جسدهم"

بدأت المعركة بينهم وبين الأطياف وفي هذه الأثناء تقدمت هيا واقتربت من الإعصار وبقيت تراقبه عن قرب وبشرود وكأن عقلها أصبح بمكان آخر

فصرخ ماكس منادياً لها:

"هيا تراجعي"

في هذا الوقت إلتفتت هيا تنظر لمكان بعيد بخوف فشهقت بصدمة لتلفت نظر ماكس والبقية ونظر للمكان نفسه

ليروا ميرا تمتطي بلاك وخلفها سالي وتتجهان نحو الإعصار بسرعة فصرخت هيا بفزع:

"ميرا توقفي"

حاولت هيا اللحق بها ولكن ماكس أمسك بها ومنعها بينما يحدق بميرا بغير تصديق وهو يهمس:

"آردير !!"

وما إن وصل بلاك للإعصار حتى أخرج هالة طاقة أشبه بالنار التي أحاطته معهما ثم تقدم بسرعة مخترقاً الإعصار ومتوغلاً بداخله

بينما صرخت هيا بخوف:

"ميرااااااا"
___________________

توقف بلاك فنزلت ميرا و سالي عنه بخفة تقدمت ميرا وهي تتفحص المكان حولها بحذر وبلاك بجانبها بينما سارت سالي خلفهما بخوف

تقدمت الفتاتان بحذر وهما تتفقدان المكان حولهما فقد كانت ميرا تحاول الوصول لكاي من خلال رائحته العالقة في المكان بشكل طفيف

بينما تجمدت سالي بمكانها وهي تحدق على الحائط المزغرف برسومات غريبة بينما تسترجع ذكريات الكابوس الأخير الذي رأته

إلتفتت ميرا إليها لتراها ترتجف بخوف فأردفت لها بهدوء:

"سالي هل أنت بخير؟"

"ميرا دعينا نعد أرجوك المكان خطير أرجوك ميرا"

أردفت سالي لها برجاء بينما تجمعت الدموع بعينيها فعقدت حاجبيها وأردفت لها بحزم:

"مستحيل لن أخرج بدون كاي"

أنهت كلامها لتمشي وتتخطى سالي فلحقها بلاك بسرعة فما كان من سالي إلا أن تلحقهما وهي تتمنى أن يسير كل شيء على ما يرام وتذكر نفسها بأنه مجرد كابوس

توقفت الفتاتان أمام البوابة الكبيرة بعد أن أنهيا الممر المظلم الطويل نظرت ميرا إلى سالي التي بالكاد تحبس دموعها فهزت رأسها بالنفي وهي تكاد تموت من رعبها

ولكن ميرا لم تهتم بخوفها وفتحت البوابة وتقدمت بضع خطوات وهي تحاول تفحص المكان بصعوبة بسبب الظلام الكثيف به

وفجأة هبّت رياح قوية عليهم فوضعت ميرا يدها على وجهها حتى تحميه من الغبار ثم إلتفتت إلى سالي التي تتشبث ببلاك بقوة

لحظات وتوقفت الرياح وبنفس اللحظة إشتعلت المشاعل من تلقاء نفسها فرفعت ميرا رأسها وهي تحدق بالمكان باستغراب فقد وجدت نفسها في ساحة للقتال تبدو غريبة ومن عصر قديم جداً وتحيطها سبع مشاعل نار

فعقدت حاجبيها وهي تشعر بأقدام تقترب من أعلى المدرج الحجري بينما رفعت رأسها تنظر لذلك الشخص الغريب وشعرها يطير بفعل الرياح

وقف إيزرا وهو يحدق بها من الأعلى ثم أردف لها:

"أهلاً بالهجينة الصغيرة سعيدٌ لأنك لبّيتِ دعوتي فقد فقدت الأمل بقدومك للوهلة الأولى "

"أين هو كاي؟"

أردفت ميرا باندفاع بعد أن علمت أنه هو الساحر الذي حوله والدها لمصاص دماء فرأت إبتسامة شر ترتسم على وجهه فنبض قلبها بعنف عندما أردف لها بخبث:

"غريب ألم تشتمي رائحته حتى الآن أم أن حاسة الشم لديك قد تعطلت مع قواك الأخرى"

اختنقت ميرا بغصة وهي تحس بتلك الرائحة المألوفة تغزو رئتيها فتجمعت الدموع بعينيها عندما رأت إيزرا يسحب جسد كاي الساكن فاقد للوعي من ياقة قميصه الممزقة والممتلئة بالدماء

فتحت فمها بصدمة من منظره وهي تشعر بنبضه الضعيف وأنفاسه الثقيلة البطيئة وما إن همّت بالتحرك نحوه حتى أردف إيزرا لها بتحذير بينما يلف قبضته على عنقه وينحني خلفه:

"إياك التقدم أيتها الهجينة وإلا أنهيت حياة رجلك البائسة"

نفت برأسها وهي تهتف له بخوف على كاي:

"لا لا أتركه لا تقتله فهو لا ذنب له بما حدث اقتلني أنا افعل ما شئت بي ولكن اتركه أرجوك"

أطلق إيزرا ضحكة ساخرة بينما يستقيم ثم أردف وهو يحكم إمساك عنقه ويرفعه للأعلى:

"أتعلمين أنني أستمتع بقتل الرفقاء أكثر من الجميع لأنهم يحاولون إنقاذ حياة شريكهم من الموت حتى وإن كان الثمن حياتهم ولكنهم لا يعلمون بأنهم لم ينقذوهم منه بل قد غيروا طريقة موتهم التي ستزداد ألماً وبشاعة"

تجمدت ميرا بمكانها وهي تحدق به بخوف فأكمل لها وعينيه تزداد قتامة:

"هذه هي حقيقة هذا العالم والذي لا يعلمها الكثيرون للأسف فإن كنتِ حقاً تريدين النجاة فلا تضحي بحياتك لأي شخص فجميعهم خونة ولا يستحقون الشفقة"

ما إن أنهى كلامه حتى قذف جسد كاي في الهواء فانتفضت ميرا راكضة وقفزت بسرعة حتى تلتقط جسد كاي وتحميه من الوقوع على الارض

إنهارت على الأرض بينما تحتضن جسده لها وهي تهتف بلوعة:

"كاي حبيبي افتح عينيك أرجوك .. لقد أتيت لإخراجك من هنا .. أرجوك أرجوك افتح عينيك"

وعندما لم تجد منه أية ردة فعل سطحت جسده على الأرض برفق ثم قامت بجرح يدها وبيدها الأخرى فتحت فمه لتجعله يشرب من دمائها وهي تردد باسمه مراراً وتكراراً

ثم أبعدت يديها عن فمه ثم ضغطت على صدره برفق وهي تشعر بدموعها الحارقة تهطل على وجهها بغزارة حاولت إخراج الطاقة من يدها وهي تردف بحرقة:

"هيّا كاي افتح عينيك ولا تستسلم أرجوك .. عد إلي حبيبي .. أرجوك عد إلي"

إبتسم إيزرا بوسع بينما ينزل عن المدرج وهو يردف لها بسخرية:

"لا تحاولي أكثر فأنت عاجزة عن إنقاذ حياته يا للأسف فدماؤك وطاقتك لا فائدة منها"

صرخت ميرا بعجز وهي تحني رأسها على صدره وتبكي بمرارة فهي تعلم بأنها فقدت طاقتها ولكنها كانت تتأمل بأن تحدث معجزة وتستطيع إنقاذه ولكنها فشلت حتى في هذا

بينما جلست سالي تنظر إليها بحزن ودموعها تسري على وجنتيها بغزارة إلا أنها رفعت رأسها عندما سمعت إيزرا يردف بنبرة غريبة:

"جميعنا نخلق وكل منا له سبب معين وقدر محتوم وإن كان أحدنا مختلفاً عن قومه ينبذ بكل سهولة رغم أنه لم يكن ذنبه أنه خلق مختلف عنهم ليعيش حياته في صراع للنجاة بينما يرى أمامه موت كل من يحب وعندما يقرر أن يقف على أقدامه مجدداً تكسر آخر قطعة في قلبه وتكسره معها بعد أن يكتشف خيانة الجميع حوله عندها فقط يتحول لرماد متطاير"

تجاهلت ميرا كلامه بينما تتابع بكاءها وهي تحتضن صدر كاي ثم تابع:

"ولكن عندما يتحول رماده لبركان هائج عندها سيكون الوقت قد حان لانتقامه من كل شخص خانه أو جعله يتعذب وليس ذلك فحسب بل سيشمل الإنتقام الجميع وكل شخص مرتبط بهم بعلاقة
وهذا هو ذنب هذا الشاب البائس فقدره قد ربطه بابنة الرجل الذي بسببه سجنت أكثر من ألفي سنة والمرأة التي خانتني من أجله"

رفعت ميرا رأسها وهي تحدق به بحقد وغضب جحيمي فمسحت دموعها بقسوة وأردفت بحدة بينما تقف على قدميها:

"اخرس...أنا ..سأقتلك"

ابتسم إيزرا بشر وهو يرى ميرا تندفع إليه بسرعة وتسدد ضربة قادرة على إسقاط أقوى مصاصي الدماء
ولكن ليس هو..

فقد أمسك بيدها بسهولة وقام بتسديد ضربة قوية لمعدتها لتطير في الهواء وتقع بقسوة على الأرض فبصقت الدماء من فمها بينما تسمه يردف لها بسخرية:

"لقد أخطأتِ أيتها الهجينة الصغيرة فلا يجب أن تهاجمي عدوك من الأمام لأنك ستكونين مكشوفة له تماماً وعندها سيستطيع صدك بسرعة لذا عليك إلهاؤه أولاً ثم تسديد ضربة خاطفة"

"اصمت يا هذاااا"

صرخت ميرا بغضب ثم اندفعت إليه وهي تسدد له المئات من الضربات المتتالية والسريعة ولكنه كان يصدها بسهولة دون أن يخدش بخدش واحد ثم بحركة سريعة ركل ميرا بقوة على بطنها لتقع على الأرض ثم نظرت إليه وأردفت لسالي التي تقف بجمود بجانب كاي:

"سالي خذي كاي واخرجي من هنا بسرعة"

وما إن أنهت كلامها حتى اندفعت نحوه تهاجمه من جديد إلا أنه وجه لها ضربة اسقطتها مجدداً فنظرت لسالي التي كانت تسحب كاي بصعوبة

وابتلعت ميرا ريقها وهي تتمنى أن تستطيع الخروج به من هنا لعل ماكس ينقذ حياته هذا ما أرادته وكانت تأمله ثم نظرت لإيزرا ولم تجد شيئاً تفعله سوى أن تلهيه وتستفزه فهتفت لإيزرا:

"ماذا تريد مني؟"

"الانتقام"

أجابها بدون أي تردد فعقدت حاجبيها وهي تستقيم ببطء ثم سمعته يردف بشر:

"لقد كنت ساحراً عظيماً في الماضي لذلك كنت أخيف الجميع بقدراتي منهم والدك العزيز لذلك قام بحبسي في تابوت حجري لأكثر من ألفي سنة وعندما خرجت وقررت إخراج أطلانتس الرمال منعني من ذلك وقام بتحويلي لمصاص دماء لعين وقبل أن يكتمل تحولي قام بحبسي هنا في أكثر مكان في العالم إظلاماً وقتامةً لذلك قررت أن أنتقم منه ومن والدتك التي اختارت صفه وكسرت الرابط الذي بيننا"

عقدت ميرا حاجبيها بصدمة فأكمل لها إيزرا:

"لقد كنت أحتاج قوتها حتى تساعدني في إخراج أطلانتس الرمال وحكمي للعالم فقد كنت أعلم أنها السليلة منذ البداية ولكن مصاص الدماء الأحمق ذاك كان يجهل السبب الحقيقي لإختيارها وبالمصادفة علمت بأنه خليلها الروحي لذلك لعبتُ لعبة لا تخطر على بال أحد ووضعت عليها تعويذة للربط حتى لا يستطيع أن يحصل عليها حتى أسمح أنا بذلك وحتى يعلم بأنني عدت للإنتقام منه"

تقدم بخطوات بطيئة نحوها وهو يكمل:

"ولكنه أقدم على أغبى فعلٍ له في حياته اللعينة وهو أنه حبسني هنا في أطلانتس الرمال ظناً منه أنني فقدت سحري للأبد"

أنهى كلامه ليفرد ذراعه ويشير للبوابة التي كانت سالي قد وصلت لها ثم تمتم بكلمات فانغلقت البوابة فجأة من تلقاء نفسها وبقوة فشهقت ميرا وسالي بصدمة لحظات وأردفت سالي برعب:

"ميرا انتبهي إنه يستطيع استخدام السحر"

وفي هذه اللحظة قام إيزرا بالإتفاف خلف ميرا بسرعة لم تستطع ملاحظتها بعينيها ثم قام بإمساك كتفها وذراعها ثم همس لها:

"ألم أحذرك ألا تهجمي على خصمك من الأمام مباشرة و أخبرتك أن تقومي بإلهائه ومباغته هكذا ومن ثم تسددين له ضربة خاطفة"

ما إن انهى كلامه حتى دوى صوت صراخ ميرا عندما حطم ذراعها وكتفها معاً ثم قام بركلها بقوة حتى وقعت وتشققت الأرض تحتها

"ميراااااا"


صرخت سالي بخوف عندما رأته يفعل ذلك فقهقه إيزرا باستمتاع وأردف:

"لقد استعدت سحري بل ازدادت قوتي أضعاف مضاعفة وهذا ما لا يعرفه سوى القليل ورغم أني كنت أستطيع الخروج بدون أن يعلم أحد ولكنني فضلت الظهور أمام والدتك وإخبارها بخروجي لأني أستمتع بمراقبهم وهم خائفين مني بينما يحسبون الأيام والليالي حتى قبل أن يبدأ انتقامي منهم"

استقامت ميرا بضعف وهي تمسك يدها المصابة وهي تحدق به بحقد فأردف لها بينما يفرد ذراعيه في الهواء:

"لقد تسليت معك كثيراً وحان الآن موعد موتك"

فجأة ظهرت المئات من الأشواك تطوف في الهواء ثم انطلقت إليها ورغم أنها حاولت أن تتجنبهم إلا أنها فشلت فانهارت على كبتيها بتعب وألم بينما تنظر لكسر ذراعها الذي لم يشفى بعد

فنظرت لسالي عندما سمعتها تصرخ برعب:

"ميرا انتبهِ خلفك..."

استدارت وهي تسدد له ضربة بيدها السليمة لكنه أمسك بيدها بسهولة فانتفض قلبها برعب وهي ترى تحول عينيه من الأحمر الدموي إلى الأرجواني القاتم فصرخت لسالي:

"سالي اهربي بسرعة "

ولم تشعر سوى بيدها تتحطم كسابقتها ثم وجه لها ضربات متتالية وألقاها في منتصف الساحة ثم أردف لها:

"لا تحاولي التحرك أيتها الهجينة لأنك لن تنجحي أبداً فقد وضعت تعويذة قبل وصولك تمنع شفاء جروحك والآن حان الوقت الذي سأفي فيه بوعدي لوالديك وهو أنني سأنتقم منهم وسيشمل انتقامي جميع من حولهم ولذلك خططت لأن تكونِ الأولى رغم أنني كنت أفضل أن تكون والدتك معنا وهي تراقب نهايتك ولكن لا تقلقي أيتها الهجينة الملعونة فقد أريت والدتك مشهد موتك"

اقترب منها ببطء إلى أن وصل إليها فصرخت بألم وهي تتلقى ركلة قوية منه لتسعل بقوة إلى أن خرجت الدماء من فمها ثم سمعته يردف بحقد وشر وهو يسير حول جسدها المدمى:

"ذنبك الوحيد هو أنك ابنتهما لذلك عليك لوم من كان السبب في آلامك رغم أنني أخبرت والدتك بما حدث ولكنها لم تستمع مني وضعت ختمي عليها لأجعلها لي ولكنها كسرته وجعلت مصاص الدماء خاصتها يحولني لمسخ مقيت هل تعلمين ماذا فعل والدك قبل أن يحولني لمصاص دماء؟ قام بتحطيم أطرافي كلها دفعة واحدة"

أنهى كلامه ليضغط بقوة على ركبة ميرا إلى أن حطمها بوحشية لتصرخ ميرا بصوت عالٍ إلى أن أحست بحبالها الصوتية تتمزق

ثم تابع حديثه وهو يلتف للجهة الأخرى وهو يكمل ببرود وشر:

"قام بتحطيم أطرافي لشل حركتي ثم ألقاني هنا ولكنه لم يتوقع بأنني سأعود لقد اقسمت على الإنتقام منهما وبالفعل خططت لذلك أولاً سأقتل الابنة التي انتظرها منذ قرون ثم سأحطم رابطه الأبدي وأقضي على السليلة وبعدها سأقوم بحبسه لألفي سنة لعينة وبعدها سأستمتع بتمزيق جسده كما أفعل مع خاصتك"

دوت صرخة أخرى من فم ميرا عندما قام بتحطيم قدمها الأخرى فرفعت عينيها لسالي صديقتها وهي تراها تجلس على الأرض وتراقبها وتبكي بقوة

"لذلك حان وقت النهاية أيتها الهجينة الملعونة"

أردف بشر وحقد كبيرين ثم رفع يده وهو يتمتم بكلمات غريبة لتظهر نار أرجوانية في الأرض ثم إلتفّ حول نفسه ثلاث مرات ليصنع ثلاث دوائر من النار السحرية تحيط به وبميرا

"ميراااا"

صرخت سالي برعب عندما رأت تحقق كابوسها فاندفعت للأمام وهي تحاول إطفاء النار بتعاويذها إلا أنها فشلت في ذلك وبدل أن من تطفئها ازدادت حدة لتحرق يدها التي كانت تمدها فأمسكت بيدها وهي تأن من هذا الألم البسيط

ثم رفعت رأسها تنظر لميرا التي تنظر حولها بخوف وما أن وقعت عينيها على عيني صديقتها هتفت لها بأقوى ما عندها:

"سالي اهربي بسرعة بلاك اخرجها من هنا هيّااااا"

وبتردد كبير صعدت ظهره وبيدها الأخرى بدأت تتمتم بتعويذة حتى فتحت البوابة بينما تبكي بخوف وحزن على صديقتها التي كانت عاجزة عن مساعدتها

"كان حريّاً بوالدتك أن تستمع لكلام تلك المرأة"

أردف إيزرا آخر كلماته بطريقة غريبة ثم خرج من بين النار بسهولة ثم جلس على المدرج يشاهدها كيف تبتلعها النار

بينما كانت سالي على ظهر بلاك والذي يتجه بها لنهاية الممر فنظرت خلفها مرة أخيرة عندما سمعت صراخ ميرا ارتفع فوسعت عينيها برعب وهي ترى النيران تأكل جسدها وصوتها دوى في المكان بأكمله

أحياناً نمضي حياتنا بالهرب من شيء مخيف ولكننا لا نعلم أننا نتجه له بأقدامنا

لنكتشف بعدها انه نهاية قدرنا والذي لن نستطيع تجاهله
دون الغوص في أعماقه..
______________

أعتذر على التأخر ولكن هذا البارت أكثر بارت اتعبني من حيث تجميع الأفكار والحوارات المناسبة

كيف كان البارت

إن كان قد اعجكم لا تنسوا ان تصوتو وتكتبوا رايكم بالتعليقات وتوقعاتكم للبارت القادم

Continue Reading

You'll Also Like

10.2K 664 23
مقطع مقتطف: لوسيانا باستنكار: أليس هذا عالم آخر خيالي؟! ......: سواء كان يبدو لكِ عالم آخر خيالي أم لا فهذا المكان الذي يفترض أن تكوني به!! لقد جذبت...
Crime By Mays

Mystery / Thriller

7K 1.1K 138
النُبذة مالذي يَحدثُ فيَ هَذا العالمِ الموحِش؟ الناسُ أصبح هَدفُهم قتل بَعضِهم البعض والأطفَال أصبحوا ضحَايا بدونِ حُروب و أنا أُدعى ببطلِ العدالة...
122K 8.6K 40
الجزء الثاني من مافيا الذئاب الأساطير التنبؤات لاتخطئ ابدا فمهما كان هناك شر في العالم سوف تتجدد وتمنح الحياة أمل جديد واسطورتنا هنا تتحدث عن الإمبر...
51.7K 2.5K 40
..."هجِينة ، إبنة سآحر وجنّية ..يتنآفس أمرآء الجآن على كسب حبّها .. فيقع إختيار قلبها على أحدهم !!!، ثم تقوم حرب من أجلها°.." .. الكآتبة .. ~سونيا_رش...