•|أورديليا-مملكة اللايكن|• •|...

By khaoulalaluna

1.1M 84.5K 20K

مرحبا بكم في رواية مالت بالحقيقة إلى الخيال و رسمت تفاصيله بصورة أخرى تحملك على الهروب من ضيق الواقع إلى عالم... More

1_البداية •ᴗ•
2_كوابيس⁦ಠ_ಠ⁩⁦
3-فراولة ⁦。◕‿◕。⁩
4-•~كــاثـــريــن⁦~•
5-الحقيقة ⁦⁦⁦ಠ︵ಠ⁩
6-•|منزل الغابة|•
7-•~رفيق~•
8-~رسالة~
9-•~أورديليا~•
10-•~اللقاء الأول~•
11- •~رحلة و ذكريات~•
12-~مصاص دماء~
13- ~ألم~
14-•| أنستازيا |•
15-غير مرحب بها!
16- ~انفصام~
17-~اتفاق~
18-~العودة إلى أورديليا~
19-~ساحر من النبلاء~
20-~ثلوج دامية~
21-~مهووس~
22-~إيثان~
23-~الجانب المظلم~
24-°~قُبلة إنقاذ~°
25-~تدريبات~
26-~|موت محتوم|~
27-•|-لمحة من الماضي-|•
28-•• داركـــنـــس ••
29-~ليلة الهجوم~
30-~رسالة دموية!~
31-~غشاشة!~
32-~أغار~
33-~تحققت مخاوفي...
34-~حُزن و سنَد~
35-•|لما هي قاسية؟ |•
36-~حدود~
37-~قُبلة شغف~
38-لأجل شَرطِي⁦( ꈍᴗꈍ)⁩
40-~حفلة الترسيم~
41-~تمرّد~
42-~رفض~
43-°مملكة هيستيا°
44-~اتحادُ نقِيضيْن~
45-•لعنةُ الرابطة•
46-~شوقٌ و عِناد~
47-~وسمُ الغفران~
48~لنصحّح ما فات!~
⭐ليس بارت✨🌙
49-قُبض عليه!
50-~قاتل ابن قاتل!
51-~ خطة انتحار~
52-جحيم الأرض:روهياسينثوس.
53~أول لقاء مع الشيطان~
54~مهمة إنقاذ قاتلة~
55-~روكـِـــنـســترا~
56-~الفصل الأخير:الحياة التي نستحقها~
~فصل إضافي~
ماذا هناك؟
اعلان رواية جديدة

39-~أسيرة~

16.4K 1.2K 205
By khaoulalaluna

بسم الله💜

استمتعوا و لا تنسوا مشاركتي آراءكم و تعليقاتكم💜
_________⁦(◍•ᴗ•◍)❤⁩_______

كنت مستمتعة بالمياه الدافئة و عطر الفراولة،مُسدَلة الجَفنين في عالم آخر.

فتحت عيناي على حين غرة،ثم أخرجت مخالبي و غرزتها في ذراع ڤيكتوريا لتتأوه ألما،ثم وقفتُ لأسحبها أمامي مباشرة و أغرق وجهها في الماء بعنف، أخذت من يدها سكين الفضة المشع و الذي يبدو مسمما، و ألقيته بعيدا عنها، أغرقت وجهها مجددا في الماء كي أقتلها، لكنني تراجعت في آخر لحظة و جعلتها تفقد الوعي فقط.

ألقيت جسدها بعيدا عني، ثم وقفت بثبات لأرتدي المنشفة، جلست القرفصاء قرب وجهها كي أفحصها، هي لا تمتلك أي رائحة و لا هالة مميزة حتى خاصة البشر الضعيفة، أمرها مريب حقا، لقد وثقت بها اللونا و جعلتها تعمل كخادمة و أمدتها بالحب.
بدَت أضعف من ارتكاب شيء كهذا.

ايعقل أنها هي من وضعت تلك الرسالة في غرفتي؟

تفاجأت بباب جناحي يفتح بعنف فالتفت لأرى اللونا شارلوت تدلف منه و القلق يساورها و تتبعها إيڤدوكيا التي سيطر الذعر على تعابير وجهها.

تحدثت شارلوت باهتمام و قلق بارزين:

"ألورا، هل تأذيت؟ ما الذي حصل؟"

أجبتها و أنا أعتدل في وقفتي و أعقد رباط منشفتي بإحكام:

"لم أتأذَ لحسن الحظ... توقعت حصول شيء كهذا بعد أن أعلنت نفسي،
الخائن يستغل كل فرصة ليذكّرنا بوجوده بيننا و أنه لا يفوت حدثا."
ه

تفت إيفدوكيا و قد تملكها الهلع و الخوف:

"لقد رأيت فيكتوريا تخبئ سكين الفضة المشع، لذلك كنت خائفة و أسرعت لأخبر اللونا شارلوت، لكنني كنت بطيئة، أعتذر عن تقصيري لونا."

أجبتها بهدوء لأطمئنها و أخلصها من خوفها المبالغ به:

"لا تقلقي إيڤا، أنا بخير الآن...
في اللحظة المناسبة شعرت بشعور مريب مصدره ذئبتي التي حذرتني فتحت عيناي لتقابلني المرآة التي عكست صورة فيكتوريا بينما هي تحاول غرس الخنجر في عنقي.لا أريد لأحد أن يعلم بالأمر، و لا حتى نايت لا تخبروه رجاء، لا أريده أن يقلق."

ردت شارلوت باستنكار:

"عليه أن يعلم ألورا، سيغضب إن اكتشف الأمر متأخرا"

"لا بأس، فقط لا تخبروه"

علمه بالأمر سيجعله غاضبا أكثر وحسب، و لا أريده أن ينزعج بسبب حادث تافه كهذا، خصوصا و أنه مر على خير.

"حسنا كما تريدين."

نادت اللونا شارلوت الحراس بحدة، و أمرتهم بدفن جثتها بعيدا، لكنني أوقفتها:

"هي ليست ميتة، لا تقتلوها اسجنوها في زنزانة القصر، سأستجوبها لاحقا."

حملوا جسدها الضئيل و ساروا بها نحو الزنزانة، بينما أنا حملت ذاك السكين المسمم و تفقدته بحذر ثم خباته بعيدا حتى أريه لماثيو لاحقا.

بقيت إيفدوكيا إلى جانبي، وهي تقف و تجمع يديها بارتباك واضح، حتى خرج صوتي بلطف:

"هل يمكنك مساعدتي في اختيار فستان الحفل إيڤا، أنا أثق بذوقك كثيرا"

اجابت بابتسامة واسعة و انحنت بخفة:

"أمرك آلفا"
ثم أسرعت نحو غرفة الثياب و استخرجت عددا هائلا من الفساتين

"ستجربينها جميعها"

لا أصدق أنها ستجعلني أجرب كل هته الفساتين!
حسنا ندمت على ذلك.

writer💜

في المطار، و وسط آلاف المسافرين الذين كانوا يتسارعون للّحاق برحلاتهم، كانت تسير الفتاة الباريسية بهدوء و أناقة، كعبها العالي يطرق الأرض.

حالما غادرت البناية الضخمة ضربت النسمات خصلات شعرها الداكنة و القصيرة فتطايرت بعنفوان، بأناملها الرقيقة نزعت نظاراتها السوداء لتطل زمردتيها الحادتين، ثم ابتسمت بهدوء و قالت بينما تأخذ شهيقا عميقا:

" موطني، لقد عدت إليك أخيرا"

جرت حقيبتها الذهبية ذات العجلات الصغيرة خلفها حتى استقلت سيارة الأجرة... مدت السائق بالعنوان فانطلقت المركبة و سارت بسرعة لمدة لا بأس بها لا تقل عن الساعة، حتى ركنت وسط شارع حيٍّ مملوء بالمنازل و الأشخاص، لم تتوقع أن شقيقتها قد تسكن في حيّ عامر كهذا لشدة حَذرِها.

نزلت بثقة من السيارة بعدما دفعت الأجرة، و ساعدها السائق في حمل حقيبتها فشكرته ليغادر، تقدمت نحو الباب لتضغط على الجرس، أتاها صوت رجولي يخبرها أنه قادم قبل أن يفتح الباب و يقف متفاجئا منها، بينما وقفت هي تبتسم بلطف تجاهه، ظل آدام يحدق بها و قد شعر بالاضطراب لبعض الوقت كونه ظنها شخصا آخر، حتى قاطعته أنستازيا التي حالما شعرت بوجود شقيقتها انقضت عليها بالأحضان و القبلات.

سعادتهما بلقاء بعضهما البعض فاقت حجم السماء، سمحت أنستازيا لها بالدخول ثم عرفتها بآدام الذي سمعت عنه كثيرا و أخيرا أتتها الفرصة للتعرف عليه.

"آدام هذه شقيقتي سارا، سارا هذا رفيقي آدام."

"سعيدة بالتعرف عليك آدام، لقد تصدّع رأسي و أنا أسمع حكايا عنك من شقيقتي المتيمة بك!"

ضحك آدام بسعادة حتى برز صف أسنانه بشكل جذاب،أما أنستازيا فشعرت بالإحراج من ذلك.
تحدثت أنستازيا بحماس واضح من ملامحا التي أشرقت:

"هاتي حقيبتك سأضعها في غرفتك فوق، و ارتاحي الآن لا شك و أنك متعبة من السفر"

رد آدام بتذمر:

"بحقك،وهل يتعب المستذئبون؟ أنا مذ تحولت نسيت معنى التعب"

علت قهقهاتهم جميعا.

بعد ساعتين و حينما تجهز الغداء جلس ثلاثتهم على الطاولة يتبادلون أطراف الحديث، أنستازيا تسخر من آدام ليلة تحوله، و آدام يعبر عن مشاعره بشدة، أما سارا فبقيت تنصت إليهما بانتباه و تضحك على عفويتهما و راق لها انسجامهما.

"عذرا سارا، لكن في البداية عندما رأيتك وجدتك تشبهين شخصا كنت أعرفه... صديقة قديمة، الشبه بينكما واضح للغاية لذا لم استطع عدم التصريح بذلك"

ردت أنستازيا بكل ارتياح:

"أجل، هي تشبه ألورا، يمتلكان نفس لون الأعين،لكن شقيقتي أجمل منها طبعا"

و ضحكت في نهاية حديثها ليتبعها الآخران.

انتهى الغداء و قامت نازيا لتجمع الأطباق،حاولت سارا مساعدتها لكن الأخرى رفضت بشدة، و حملت الصحون نحو المطبخ و شرعت في غسلها، تفاجأت بأيدي آدام تحيطها من الخلف فضحكت بخفة، ثم غرز وجهه في عنقها موضع الوسم و راح يقبله بروية. فأوقفته قائلةبإحراج:

"تمهل عزيزي،نحن لسنا بمفردنا "

رد بصوت رخيم كاد يفقدها توازنها:

"لا استطيع الإنتظار."

فضحكت بخفة و كانت ستدفعه خارج المطبخ فتفاجأت بسارا تقف عند الباب و قد تصلب جسدها و لم تدرِ أين تذهب لشدة خجلها.

حمحم الإثنان و نظرا لها كأنهما بريئين، فضحكت سارا على تصرفهما:

"سأخرج الآن، لقد اشتقت للمدينة سأعود قبل حلول الظلام"

لوحت لها أنستازيا قائلة:

"حسنا عزيزتي انتبهي لنفسك."

بينما آدام غمرته السعادة لأنه سيحضى بوقت مع رفيقته.

خرجت سارا ذات الشعر الداكن القصير و الأعين الزمردية، تسير في الطرقات و تحملق بحنين في المباني و تشعر كما لو أنها في عالم آخر غير المدينة التي عاشت بها.

قررت الغوص في الغابة، و تفاجأت أنها ما زالت تحفظ تفاصيلها، نفس الأماكن و الطرقات السرية التي عبرتها ذات ليلة خفية مع شقيقتها هربا منهم...

أيام و لحظات عجزت عن نسيانها، كانت هناك غصة عالقة في حلقها تدفعها للبكاء لكنها تماسكت..

ذئبتها تصدر عويلا مزعجا بداخلها تطالب بالسيطرة و التحرر، فخلعت ثيابها الرسمية الغالية و وضعتها جانبا كي لا تتمزق و تحولت لذئبتها ذات الفرو البني، و انطلقت تركض بخفة مستذكرة كل ماضيها الرمادي الذي عاشته بين هذه الاشجار.

توقفت عن الركض حينما شعرت أنها على مقربة من حدود إن تجاوزتها ستفقد روحها، حدود قطيعها الذي كان في يوم مضى مشرقا ومفعما بالحياة، كيف أصبح الآن كالمقبرة و مصدر رعب لها؟

عادت لهيئتها البشريةو ارتدت ثوبها الخفيف الاحتياطي، ثم تسلّقت الشجرة العالية برشاقة و جلست على أحدِ أغصانها، تتذكر أيامها هنا، على هذه الأرض، و كان ما شغر حيزا كبيرا من تفكيرها هو رفيقها الذي لم يحاول حتى البحث عنها لمجرد أنها فرَّت من والدِه الظالم... رفيقها الذي لم يتفهّم خوفها على عائلتها و بدل حمايتها نفّذ أوامر والده و حاول قتلها، لازالت للآن عاجزة عن فهم ما سبب تركه لها على قيد الحياة؟ ما الذي دفعه لتصويب مخالبه بعيدا عن قلبها بإنش؟ ألأنّه شعر بالذنب أو ذئبه من منعَه؟
كل الأسباب وردت في ذهنها عدا سبب واحد،و هو الحب.

لم يجعلها ذلك تكنّ الكره له، و بدل ذلك اشتاقت له حد الغفران، و لوعاد لها معتذرا لقبلت و عاشت معه كأن شيئا لم يحصل،لذلك لم ترفضه و انتظرته لأعوام.

ترقرقت الدموع في عينيها استعدادا لتذرفها، فها هي قد مرّت الساعة و هي فوق الشجرة تحرقها أشعة الشمس تنتظر أن يشعر بقربها و وجودها وأن يظهر أمامها الآن، لكن لا فائدة من الجلوس على غصن شجرة قرب حدود روهياسينثوس و انتظار رفيقها!

مسحت الدمعة الفارة من عينيها بعنف ثم وقفت مكانها لتقفز من أعلى الشجرة و تحطّ أقدامها على الأرض، و كادت تغادر لولا أن حركة مريبة في المكان استوقفتها، كأن شخصا ما يركض بسرعة فائقة في الأجواء يمنعها من رؤيته رغم نظرها الثاقب، لكن سرعان ما وقف ذلك الشخص و ارتكز أمامها يحيط عنقها بيديه بقوة، جعل رأسها يرتطم بالشجرة خلفها بقوة و استمر يخنُقها حتى كادت تموت.

و قبل أن يُغمى عليها تمكنت من فتح التخاطر مع أنستازيا و أخبرتها بسرعة و دون مقدمات:

"تم القبض عليّ في حدود روهياسينثوس، أنقذيني نازيا."

جرّها ألسكندر من ذراعها بقوة وهي خائرة يكاد يغمى عليها بسبب ضرباته العنيفة التي أدْمَت وجهها.
استمر يجرها بإذلال على أرض روهياسيثوس ليراها الجميع و بقوا يحملقون بها بأسف عاجزين عن إنقاذها.
وصل إلى القصر المظلم، حيث كان آرثر يعقد اجتماعا مع الشياطين وقائد الروجز،حالما انتهى و انصرفوا، دخل ألكسندر و ألقى سارا أمامه بإهمالٍ،رفعت بصرها تحدق به بحنق و تجز على أسنانها فقد كادت تمزقه لولا ضعفها الآن. تقدم منها آرثر بخطوات متباطئة مليئة بالتكبر.

ثم جلس القرفصاء عندها، أمسك غرة شعرها القصيرة و سحبها للأعلى ليرتفع وجهها، ثم بصقت في وجهه بقوة، حتى أتتها ضربة منه أفقدتها توازنها... أسرع ألكسندر يمسح وجه سيده بثيابه كالكلب المطيع.

ثم عاد آرثر ليقِف قُبالتها مجددا بعد أن تماسكت.

"بسببك أنت أيها القذرة تخلى عني ابني، بسببك فقدت وريثي أيتها العاهرة"

"لا أعلم عما تتحدث،لا تقحمني في أشياء لا علاقة لي بها"

ضحك آرثر بصخب ثم أجاب و الغضب سيطر عليه:

"أنتِ و ذلك الكلب أفسدتما كل شيء، كان يفترض أن تموتي، أن يقتلك ذلك اليوم لأنتهي منك، لكن ابني كان أحمقا متساهلا، لم يكن مثلي أبدا"

"و هذا شيء يكسبه الشرف، ابنك لم يكن وغدا مثلك أو مجرما"

صفعها مجددا بعنف:

"اغلقي فمك القذر".

"زجوا بها في السجن، حتى أقبض على ذاك الكلب الأجرب... هما يستحقان موتا من طراز خاص"

صرخت سارا بشدة بينما تقاوم أياد الحراس التي كبلتها من كل جهة:

"لن يدوم طغيانك هذا للأبد آرثر، ستموت يوما بأبشع طريقة، ستنال ما تستحق"

ضايقه حديثها فركل الكرسي أمامه و حطمه.
تخبطت و قاومت دون فائدة، كانت سارا تمتلك شخصية ثائرة و مقاومة، ليست بالضعيفة أبدا.

زج بها في الزنزانة،كانت ستتحول لذئبتها لتستخدم جزء من طاقتها و تنتزع الباب،لكن فورما سطعت عيناها باللون الذهبي شعرت كأنها تحترق و سقطت أرضا خائرة القوى...

"الزنزانة عازلة للقوى، لذا لا تتعبي نفسك في المحاولة، لقد فعلها من سبقوك"

التفتَت لتبحث عن صاحبة الصوت الأنثوي الضعيف و المهزوز، فظهر لها جسد قابع في زاوية الزنزانة المظلمة، فاقتربت منها بحذر و جلست على ذلك الكرسي الحديديّ الصلب إلى جانبها... تنفست الصعداء، ثم تلمست جروح وجهها بتألم و هي تنزف لأن قدرة الشفاء خاصتها قد تعطلت.

"سحقا لهم".

"لم يحضروا سجينا جديدا منذ مدة... أنا حتى لا أمتلك الحق في أن أسألك عن سبب تواجدك هنا، فالكل في هذا السجن بريء"

وجّهت سارا نظراتها نحو المرأة التي ارتدت ثوبا أبيض قد تلطخ بالدماء و الغبار حتى اختفى لونه الحقيقي، و قد كان ممزقا لا يقيها البرد، كانت نحيفة للغاية حتى برزت عظامها بشكل مخيف، شعرها الأشقر تبعثر و تشعّث. إلا أنها و رغم ذلك كانت تضع ابتسامة باهتة على ثغرها الجاف.

"حتى إن قاومتِ و صرختِ، لن يُنصتوا لك، و بل عادتهم مع السجناء الجدد، أنهم كلّما سمعوا لهم صراخا و إصرارا أتوا لضربهم و اغتصابهم... لذلك كلفتنا الملكة فاسيليا بإخبار السجناء الجدد عن هذا و تحذيرهم كي يلتزموا الصمت... ليس تقبلا للذل و إنما كي نقي أنفسنا ما احتُمل من شرهم."

"هناك مئات الزنازِن التي لا يبصر سكّانُها النور، و السخيف في الأمر أن سكانها هم في حد ذاتهم سحرة نور"

أنهت المرأة حديثها بسخرية متألمة.
أما سارا فأخيرا انتبهت لما تلفظت به المرأة قبل ذلك. فسألت باهتمام شديد و حيرة:

"هل قلتِ أنه الملكة فاسيليا كانت تحذر السجناء الجدد؟ هل قصدتِ بها ملكة السحرة و اللونا فاسيليا بعينها؟"

"إذا أنت مستذئبة من روهياسينثوس... إذ أنك ناديتها باللونا"

ابتسمت أثناء حديثها ثم أردفت:

"اللونا فاسيليا تعيش هنا في زنزانة متفردة في نهاية الممر، لم نعد نسمع لها حسيسا، لا شك و أنها ضعفت للغاية، و ما عادت تقاوم"

اتسعت عينا سارا و دق قلبها بحماس و أمل، حتى أن عينيها غرقتا في الدموع.

"ظننا أنها قُتلت،طوال تلك السنوات و اللونا فاسيليا محتجزة و تعذب! إلهي لما الحياة قاسية بهذا الشكل؟ لما ينعم الآخرون بحياة هنية بينما نحن نقاسي هكذا؟"

أخذت الدموع مجراها على وجنتيها و علت شهقاتها، أما المرأة فتنهدت بأسى و كانت تتمنى لو وجدت من يواسيها بدل أن تواسي الغير وهي أصلا محطمة، قالت بصوت هادئ طغت عليه الحكمة:

"كل واحد منا ولد بقدره الخاص و أخذ نصيبا معينا من السعادة و الشقاء... ما أنا متيقنة منه،أنه لا أحد سعيد بشكل كامل في هذه الحياة...لقد حان الوقت لتعيشي أسوء فترة في حياتك، تمني أن تمر بسلام."

-
-
-

كانت أنستازيا بين أحضان رفيقها، حتى تفاجأت بذئبتها تطرق ذهنها بعنف تريد التواصل، فسمحت لها بذلك، لتستقبل رسالة أختها... هرعت لتلحق بشقيقتها، لكن آدام أوقفها مستفسرا:

"مابك نازيا ما الذي حدث؟ لما اضطربت هكذا فجأة؟"

ردت باكية:

"أختي سارا لقد قبضوا عليها في روهياسينثوس، قبضها آرثر الذي قضينا حياتنا كلها هربا منه، إلهي علي أن أنقذها الآن..."

سارت في الغرفة ذهابا و إيابا و القلق ينهشها، ثم جلست على حافة السرير و هي تشد على رأسها بكلا يديها و صرخت بانفعال:

"لكن كيف كيف و اللعنة كيف؟"

"أرجوك اهدئي حبيبتي، سنجد حلا، سننقذها"

"أنت لا تفهم آدام، أنت لا تعرفهم، من يدخل هناك يستحيل خروجه حيا، روهياسينث الجحيم بعينه"

انعقد حاجبا آدام بقلق أكبر،ثم راقب رفيقته وهي تقف بسرعة تأخذ سترتها و على وشك مغادرة المنزل:

"إلى أين نازيا؟ أرجوك اهدئي، ذهابك سيزيد الأمر سوء، لن تتمكني من إنقاذها بمفردك أخبرتني أنهم وحوش...
لن يحدث لها شيء ثقي بي، اهدئي الآن ل
نفكر بحل أمثل لإنقاذ سارا"

سحبها لحضنه لتغرق في صدره و هي تبكي بتألم على ما أصاب شقيقتها، قلبها يحترق فهي تعرف معاناة ذلك السجن.

جلست تتكئ على آدام لمدة طويلة حتى هدأت و فكرت جيدا، ثم وقفت فجأة و توجهت نحو خزانتها... أخرجت فستان سهرة و وضعته على السرير تتأمله تحت نظرات آدام المستغربة،ثم أردفت بحزم:

"لن نجد فرصة أمثل من هذه كي نرى الآلفا و نطلب مساعدة منه."

"لم أفهم قصدك؟"

________⁦(✯ᴗ✯)⁩_______

انتهى البارت💜

ربما كان قصيرا بعض الشيء 🙊

لكنه تمهيد لما هو قادم

لذا مجددا استعدوا🔥❤️

آراءكم؟

فيكتوريا ما قصتها مع الورا!؟

نازيا و آدام؟

سارا🙁💔؟

❤️✨

Continue Reading

You'll Also Like

67.2K 2.4K 42
عندما اخبرك بأننا لا نعلم ما يجبو في هذا العالم وان من الممكن ان نجد اشياء تصدمنا فهل ستصدقني ؟ هذه القصة ليست الا لمحاولة ان اعبئ وقت فراغي وليست ا...
2.4M 107K 46
في ليلة غير كل الليالي حيث كان القمر المكتمل هو بداية لكل شيء كانت فتاة شابة تجلس أمام نافذتها وهي تحدق به ككل ليلة إلا أنها لم تعلم بأن هذه الليلة س...
19.3K 1K 18
"سليلة سيلين" "تقصد نجمة القمر" ©الرواية من تأليفي الخاص لا يسمح بالإقتباس. أو السرقة و أي تشابه مع رواية أخرى يرجى إخباري...
692K 55.4K 29
سابقًا: الجرو المزعج الظريف. | الحياةُ ليستْ سهلة، خطوة خاطئة واحدة قد تؤدي إلى تغيير مجراها إلى ما لم تتوقعه أبدًا. كان خطأ ماركوس هو أنه تأخّر في...