أنظر جيدًا (كارثة الحي الشعبي...

By FatmaMohmed890

3.2M 277K 47.7K

عائلية، كوميدية، اجتماعية More

مقدمة
الاقتباس الأول
الاقتباس الثاني
اقتباس+ ميعاد نزول اول فصل
تذكير+ الشخصيات
الفصل الأول
المواعيد💫
الفصل الثاني
الفصل الثالث
مساء الخير❤️
الفصل الرابع
الفصل الخامس
مساء الجمال والأناناس😂❤️
الفصل السادس
اقتباس
الفصل السابع
اقتباس
الفصل الثامن
الفصل التاسع
سالخير عليكم 💜
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
اعتذار
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
اعتذار..
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرون
مساء الخير❤️
الفصل الواحد والعشرون
الفصل الثاني والعشرون
الفصل الثالث والعشرون
مساء الخير💜💫
الفصل الرابع والعشرون
الفصل الخامس والعشرون
اعتذار
الفصل السادس والعشرون
اقتباس 💙
الفصل السابع والعشرون
الفصل الثامن والعشرون
الفصل التاسع والعشرون
الفصل الثلاثون
الفصل الواحد والثلاثون
الفصل الثاني والثلاثون
الفصل الثالث والثلاثون
الفصل الجديد
الفصل الرابع والثلاثون
الفصل الخامس والثلاثون
الفصل السادس والثلاثون
فصل جديد
الفصل السابع والثلاثون
مساء الخير 👀
الفصل الثامن والثلاثون
الفصل التاسع والثلاثون
الفصل الأربعون
الفصل الواحد والأربعون
الفصل الثاني والأربعون
الفصل الثالث والأربعون
الفصل الرابع والأربعون
الفصل الخامس والأربعون
الفصل السادس والأربعون
مساء الخير عليكم🖤
الفصل السابع والاربعون
الرواية الورقي
الفصل الثامن والأربعون
الفصل التاسع والأربعون
الفصل الخمسون
الفصل الواحد والخمسون
الفصل الثاني والخمسون
الفصل الثالث والخمسون
الفصل الرابع والخمسون
الفصل الخامس والخمسون
الفصل السادس والخمسون
الفصل السابع والخمسون
الفصل الثامن والخمسون
الفصل التاسع والخمسون
مساء الخير 🫂💜
الفصل الستون
الفصل الواحد والستون
رواية المعرض
الفصل الثاني والستون
الفصل الثالث والستون
الفصل الرابع والستون
الفصل الخامس والستون
الفصل السادس والستون
مساء الخير 🫂❤️
الفصل السابع والستون
الفصل التاسع والستون
الفصل السبعون
رواية جديدة
الفصل الواحد والسبعون
اعتذار
الفصل الثاني والسبعون
الفصل الثالث والسبعون
الفصل الرابع والسبعون
الفصل الخامس والسبعون
الفصل السادس والسبعون
مساء الخير👀❤️
الفصل السابع والسبعون
الفصل الثامن والسبعون
الفصل التاسع والسبعون
الفصل الثمانون
مساء الخير ❤️
الفصل الواحد والثمانون
اعتذار
الفصل الثاني والثمانون
الفصل الثالث والثمانون
مساء الخير ❤️
الفصل الرابع والثمانون
الفصل الخامس والثمانون
الفصل السادس والثمانون
الفصل السابع والثمانون
رمضان مبارك 💛
الفصل الثامن والثمانون
اعتذار🖤
الفصل التاسع والثمانون
الفصل التسعون
مساء الخير 💜
الفصل الواحد والتسعون
الفصل الثاني والتسعون
عيد مبارك ❤️
الفصل الثالث والتسعون
الفصل الرابع والتسعون
الفصل الخامس والتسعون
مساء الخير❤️
اعتذار
الفصل السادس والتسعون
صباح الخير❤️
الفصل الأخير
اقتباس من الخاتمة ❤️
الخاتمة

الفصل الثامن والستون

21.6K 2.2K 381
By FatmaMohmed890

أنظر جيدًا.
كارثة الحي الشعبي.
فاطمة محمد.
الفصل الثامن والستون:

ردت وعد بطريقة شبه ساخرة:
-لا بص إحنا عايزين أشرف..ينفع تجبلنا أشرف؟

آتاهم صوت جابر متحدث بمرح ارتسم على ملامحه:
-لا أشرف مش في المنيو والله....

ابتسمت ثراء رغمًا عنها...بينما عقبت وعد بطريقة مرحة مشابهة لأسلوب جابر:
-مش في المنيو إزاي..ده هو بذات نفسه مأكدلي أنه في المنيو..

علت ضحكات جابر وهو يسحب مقعدًا يجلس رفقتهم....رامقًا عابد بنظرات عابثة تحوي الكثير من المكر...قائلًا:
-روح انت يا عابد شوف شغلك..انا هقعد مع البنات عقبال ما أشرف يجي....

كز عابد على أسنانه وتحكم باعصابه بصعوبة...مستمعًا لبقية حديثه والذي بات موجهًا للفتيات:
-طبعا بتسألوا نفسكم عابد بيعمل ايه هنا..فـ أنا هوفر عليكم وهقولكم أن أبويا الحاج سلطان..حابب يفتح فرع جديد من المطعم ومش فاضي..وطبعا مش كل حاجة هتبقى عليا..الموضوع هيبقى صعب ومرهق..عشان كدة بابا قاله ينزل يساعدني.. وانهاردة اول يوم شغل ليه...

انتهى من سرد ما حدث بطريقة درامية...كوميديا...تثير الضحك...مطالعًا عابد والذي يتضح عليه أنه على وشك الانفجار مضيفًا:
-عبود..روح هات للبنات حاجة تشربها..تشربوا ايه أخواتي في الله..

هنا وارتفع حاجبي ثراء...وانتبه هو لما تفوه به...فصاح يصحح من جديد محدثًا كلا من وعد و وئام:
-طبعا انتوا اللي اخواتي في الله.. آنسة ثراء صديقة عزيزة على قلبي..مش هنسى لها أبدًا اللي عملته معايا ساعة ما الحاج طردني وكنت هتشرد.. حقيقي أنتِ طيبة اوي وبعزك جدًا...

انحنى عابد برأسه وعينيه لا تتزحزح من على معشوقته يهمس له بنبرة مخيفة:
-بقولك إيه ما تحكيلها قصة حياتك...قوم يا مهزق أنت بدل ما تجيب التهزيق لنفسك قدامهم واحرجك..

ابتسم للفتيات...ثم نظر لأخيه هامسًا له:
-وانت مالك أنت؟! وبعدين هتهددني ههددك آه.. وهقول لابوك انك خدت نضال ورحتوا كبارية واحكيله على بيبي فاكرها يا بتاع بيبي؟؟؟؟

ومن جديد يكز عابد على فكيه....محملقًا بـ وئام والتي تفادته تمامًا...مسح بعينيه فوقها وفوق ملابسها الواسعة المحتشمة وحجابها الخافي لنصف جسدها العلوي....

لمعت عينيه ببريق غريب...وقال:
-طيب حضراتكم تشربوا ايه؟

ترقب حديثهم فقالت وعد اولًا:
-بيبسي..

حدقت بها ثراء و وئام معًا...نظرت إليهم وابتلعت ريقها هاتفة:
-خليها قهوة سادة....

اماء لها عابد ثم حدق بـ ثراء متمتم بعملية:
-وحضرتك؟

-مش عايزة حاجة...

التفت براسه نحو وئام وقبل أن يستفسر منها..صاح جابر رافضًا رفض ثراء على طلب شيء مغمغم:
-لا كدة ازعل وربنا..لازم تشربي حاجة...ومتقلقيش على حسابي..مش هدفعك حاجة...

ابتلعت ريقها وقالت ببسمة وشيء من المرح:
-خلاص مدام على حسابك يبقى ممكن فنجان قهوة زي وعد...

هنا وتحدث عابد مثبت بصره على من تتسبب في آلامه:
-وحضرتك..

وبدون أن ترفع عينيها به ردت عليه:
-زيهم..

اماء لهم وتحرك خطوتان وقبل أن يخطي الثالثة صاح به جابر:
-خد هنا...انا مقولتش هشرب إيه...مش تسألني؟؟ ولا انا هوا في الجو..

عض عابد على شفتيه وترقب طلبه..والذي جاء كالآتي:
-خليهم يعملولي في المطبخ عصير اوريو.....



*************


وصل «أشرف» رفقة أبيه و خليل ونضال المطعم....بحث بحدقتاه عنها فوجدها تجلس قبالة أخيه وبجوارها كلا من ثراء و وئام....
تناسى أمر عابد و وئام...وتملكه الحنق من لون خصلاتها الجديد....

عض على شفتاه من الداخل مستمعًا لحديث أبيه:
-اخوكم جابر أهو و البنات معاه..تعالوا نسلم عليهم..

تحركوا معًا نحو الطاولة...اتسعت عين وعد بسعادة وقالت بصوت عالي:
-عاش مين شافك يا أشرف...انا قاعدة مستنياك بقالي كتير..ازيك يا حمايا..ازيك يا خليل..ويا نضال.

قالت الأخيرة من بين اسنانها..فردوا عليها جميعهم وانسحب سلطان متقدمًا من المطبخ..جاذبًا أنظاره عابد الذي كان يتوارى عن الأنظار ويتابعهم..مرتديًا ملابس العمل…

قطب حاجبيه واندهش من وقفته تلك ومن ملابسه وصاح:
-أنت إيه اللي موقفك كدة؟ و ايه اللي انت لابسه ده...

رد عليه بحرج طفيف لامساكه به يختلس النظرات نحو طاولة الفتيات ويراقب وئام عن بُعد.....تخطى سؤاله الأول ورد على الثاني فقط:
-لابس لبس الشغل يا بابا...وبشتغل وبعمل اللي جابر قالي عليه..هكون بعمل ايه يعني؟!

-جابر قالك تلبس اللبس ده وتشتغل على الترابيزات؟

أكد له بشك:
-ايوة..هو أنا المفروض منزلش طلبات على الترابيزات صح؟؟ يعني محدش فيكم عمل كدة؟

التوى ثغر سلطان ببسمة خبيثة متمتم:
-لا بنعمل عادي...يلا كمل شغلك يا بطل...

انتهى متحركًا صوب المطبخ هامسًا مع ذاته:
"عفارم عليك ياض يا جابر.."

على الطرف الآخر...خرج نضال من المطعم وقرر الذهاب للمنزل...بينما لحق خليل بـ أبيه….

سحب اشرف مقعدًا فارغًا و وضعه جوار وعد متمتم بصوت خافض يتخلله الغيظ:
-اهلا مدام كركديه...

مالت برأسها للجانب قليلًا ناطقة بغنج وهدوء:
-ما ترسالك على بر بقى..انا رعد ولا كركديه؟ متحيرنيش معاك!

مط شفتاه وهو يستشيط مما تفعله به وبقلبه المسكين الذي لا يتحمل كل هذا الدلال والتبدل:
-أنتِ زفت على دماغك..وعد حالك مش عجبني...أنتِ ايه اللي جرالك؟

-فوقت..عرفت اني كنت رعد فعلا...وانا المفروض ابقى وعد..عشان كدة انا هنسيك رعد ده خالص..من انهاردة اللي موجودة هي وعد بس يا روحي...

تسارعت نبضات قلبه وابتلع ريقه يبحث عن حديث يغير به مجرى كلامهم..فلم يجد سوى السؤال عما حدث بين وئام وعابد:
-ايه اللي حصل؟؟ اتكلموا؟ ولا جابر سابك تعكي الدنيا..

نفت برأسها وقالت بأعين تشع حبًا وهيامًا:
-تؤ..هو مش سايبني هو سايبنا كلنا..ومعملش اي حاجة..غير أنه قاعد يتكلم مع ثراء..وانا بأمانه مسكة نفسي عنه بالعافية وعشان خاطرك...وعماله احشي في بُقي اكل لحد ما هفرقع والمفروض مأكلش عشان أنا عاملة دايت...بس مقدميش حل تاني....

وبدون إرادته ابتسم على طريقة حديثها التي تتبدل من حين لآخر ما بين النعومة..العذوبة.. العفوية..والحنق من أفعال شقيقه...فقال:
-وأنتِ عاملة دايت ليه؟ ما أنتِ حلوة كدة؟

اتسعت بسمتها وقالت بحب شديد:
-و ربنا ما في حد حلو غيرك..يا حلو يا قمر انت...

ارتفع حاجبيه وشعر بحرج بسيط من تغزلها الصريح به..بينما فاقت هي وأدركت ما زل به لسانها متأخرًا..

في ذات الوقت ارتفع رنين هاتف جابر فوجدها أروى..نهض من جلسته معهم وقال متعمدًا:
-عن أذنكم هرد على اروى وراجع...

غابت البسمة عن وجهه «ثراء» وتابعت ابتعاده ورده عليها....

-ده أنتِ بنت حلال..متصلة في وقتك؟

عقدت حاجبيها وتساءلت:
-اشمعنا؟

حدق بـ ثراء فوجدها تحملق به..وابعدت مقلتيها ما أن تقابلت مع عينيه التي تربصتها:
-اصلي كنت قاعد مع ثراء..لو تشوفي وشها اتقلب ازاي دلوقتي..هتقولي عليها بتحبني أوي..

-هي فعلا بتحبك وإلا مكنتش اضايقت..ارغي معايا خمس دقايق كدة وبعدين ارجع والضحكة من الودن للودن..خلينا نتقل العيار عليها شوية...

وافق على حديثها واستمر في حديثه معها…

شعرت الأخرى بالانزعاج سواء كان من حديثه معها ونهوضه عن الطاولة..أم من انزعاجها...فلما تنزعج؟؟ هذا ليس من حقها ؟

اغمضت عينيها لوهلة... ثم نهضت واخبرتهم:
-أنا هدخل الحمام وراجعة تاني..

هزت وئام رأسها لها...وخطفت نظرة نحو وعد وأشرف فوجدتهم يتهامسون فنهضت تاركة إياهم كي يتحدثون بأريحية...و فارقت المطعم واقفة بالخارج...ربُما تأمل بأن يتبعها ويأتي من خلفها وتتبادل أطراف الحديث معه فهي حقًا تشتاقه وتشتاق للحديث معه...................



*************


لمح «جابر» دخول ثراء دورة المياه كما لمح خروج وئام أثناء حديثه ولكنه لم يعيرها انتباهًا محولًا بصره نحو عابد الواقف بمكانه منذ أن تركه والده....ابتسم بسمة جانبية خبيثة شيطانية وخمن بل اقسم على انه سيتحرك الان ويلحق بها...ناهيًا المكالمة مع أروى:
-طيب سلام دلوقتي...

-ماشي بس ابقى كلمني وقولي عملت ايه مع ثراء.

-حاضر...

اغلق معها تزامنًا مع تحرك عابد قاصدًا الخارج وملاحقتها...وقف جابر عائقًا امامه مغمغم:
-أنت كنت واقف كدة ليه...مش وراك شغل انت ولا مش وراك شغل..ولا احنا بنلعب هنا....

أردف عابد بغل وسخط من تدخله وتحكمه به :
-اتلهي و وسع كدة...

رفض وصاح:
-مش هتلهي و مش هوسع..انت ايه فاكرها كوسة؟؟؟ لا يا استاذ هنا فيه نظام وقوانين...هنا فيه..

دفعه عابد من طريقه وهو يعقب بحنق جلي على قسماته:
-يا شيخ اتلهي وغور بقى...

تركه أخيرًا...وخرج عابد من المطعم فوجدها تقف وتوليه ظهرها..

اقترب منها حتى بات جوارها تمامًا....وتفرس وجهها بعاطفة جياشة…

التفتت براسها نحوه...واستمعت لسؤاله ونبرته الهادئه بعد أن تغلب عليه شوقه:
-عاملة ايه؟

وبغموض بسيط ردت عليه معتدلة بوقفتها لتصبح بمواجهته:
-انت شايفني عاملة ايه؟

-شايفك بقيتي أحسن من بعد ما سبنا بعض و ربنا هداكي.......

استنكرت كلماته الأولى وأنها بخير..وعقبت:
-بجد؟! يعني انت شايفني أحسن؟

أكد لها برأسه فقالت ببسمة حزينة:
-يبقى مش بتشوف يا عابد...

رآها تهينه وتتعمد إذلاله لادراكها بعشقه فقال بنبرة قد تبدلت تمامًا:
-لا أنتِ اللي بتشوفي أوي..أنتِ اخر واحدة تكلمي..عشان أنتِ عارفة كويس اوي أنتِ عملتي ايه فيا....وازاي لعبتي بمشاعري...الهانم فاكرة ولا تحب افكرها؟

بللت شفتيها وعلقت محافظة على هدوئها:
-لا أنا فاكرة كويس أوي...بس انت اللي ناسي..ناسي اني حبيتك واعترفتلك بـ ده...انا مش مغلطاك على اللي عملته على فكرة ولا زعلانة منك علشان طلقتني..ده رد فعلك على فعلي...انا بس زعلانة انك مش مصدقني وظالمني في حتة خونتك دي....عشان أنا مخنتكش..انا بس غلطت و دلوقتي بدفع تمن غلطي....

-بضبط..ومتستنيش مني اني اصدقك..انا فقدت ثقتي فيكي...ومش هقدر بعد كدة اصدقك..بقيت شايفك كدابة...



*************


بالداخل كان «جابر» يترقب خروج ثراء من المرحاض...وما أن فعلتها وابتعدت عدة خطوات حتى وجدته يظهر لها من العدم...متمتم بمرح:
-ازيك؟

انزوى ما بين حاجبيها وقالت مدهوشة:
-ازيي إيه..ما أنا كنت لسة قاعدة معاكم واتكلمت معايا كتير...

اتسعت بسمته والتي رأتها بلهاء متمتم:
-ايه ده بجد...اومال انا مخدتش بالي ازاي؟؟ المهم ازيك تاني...

ورغم غيرتها التي كانت تنهش بها منذ قليل إلا أنها ردت عليه ببسمة:
-الحمدلله وأنت؟ بقالي كتير مشوفتكش...

ارتخت ملامحه وتابع بمرحه المعتاد:
-لا كدب مبحبش..انا كنت لسة قاعد معاكم على التربيزة....

تبخرت بسمتها بالهواء وأشرفت على التحرك ومفارقة مكانها لولا وقوفه أمامها مدافعًا عن ذاته:
-بهزر..وربنا بهزر...استني..

استجابت لطلبه وقالت:
-نعم..

عصر ذهنه محاولًا إيجاد جواب...واخيرًا وبعد لحظات خطر بجاله هذا السؤال فلم يتردد بطرحه عليها مغمغم:
-قوليلي اللي اسمه زاهر المتوحش ده شوفتيه تاني؟ أو حتى ضايقك؟

برقت عينيها بشيء من الخبث وقالت:
-لا..بس كلم بابا وحابب يجي يتقدم و يتجوزني..

وبانفعال وغيرة شديدة قال:
-اتجوزته حرباية وافعي البعيد...شيلي فكرة انك توافقي عليه دي خالص...أنتِ سامعة...

ارتفع حاجبيها وتلذذت بتلك الغيرة الواضحة...واستطردت:
-اصلا بابا رفضه...

-احسن في داهية.

مطت شفتيها بتفكير والقت عليه تلك الكلمات الصادمة مرددة:
-قولي هو انت عرفت إزاي قبلي انه عايز يتجوزني؟

اتسعت عيناه بذهول ليس حقيقي وقال مشيرًا نحو ذاته:
-انا كنت عارف؟!!! وانا هعرف منين انا؟

-لا والله؟؟ يعني انت مكنتش عارف وعشان كدة عملت الفيلم الهندي اللي انت عملته قدامنا ده واللي محدش فينا اصلا صدقه..وكنا حاسين أنه وراه سبب...

وضع يده على فمه وقال بصدمة حقيقية تلك المرة:
-بتهزري؟؟؟؟ هو أنا كنت مفضوح اوي كدة !!!

أكدت له:
-كنت مفضوح اوي اوي..

كرر كلماتها باستهزاء من ذاته:
-مفضوح اوي اوي..يا خيبتي...انا مش عارف دماغي وأفكاري الجهنمية بيروحوا فين معاكي معأنهم علطول شغالين وبفكر للعيال اخواتي...وسبحان الله باجي عندك ودماغي بتعطل مش فاهم في ايه؟؟؟

أثارت كلماته فضولها وتساءلت:
-بتفكرلهم في ايه مش فاهمة؟

-بفكرلهم ازاي يطلعوا من أي مصيبة يقعوا فيها واقربهم الواد نـ

هنا وابتلع البقية وأدرك ما شارف على فعله من فضح أمر أخيه....ضيقت عيناها بشك وقالت مخمنة:
-نضال ؟!!!

وعلى الفور قال ينفي هذا:
-نوو...كنت هقولك نو يعني لا بس بالانجليزي اصلي بدأت اتعلمه...بقولك ايه يلا نروح نقعد معاهم أحسن...



*************


تتحدث «أبرار» مع خالد عبر الهاتف.. والذي كان يعاتبها على نومها كل هذا الوقت واستيقاظها للتو....

فأخبرته بهدوء بأنه سبب هذا:
-طب ما أنت السبب..مش أنت اللي كلمتني لما روحت امبارح وقعدت ترغي معايا بالساعات ومخلتنيش نمت غير وش الصبح...

ضحك معقبًا بتأكيد:
-أيوة انا بشحمه ولحمه..بس انا نشيط عنك مش كسول زيك...قفلت معاكي من هنا وقمت خدت شاور وبعدين لبست و خرجت وصلت وسام المدرسة وبعدين رجعت نمت كام ساعة بس واول حاجة عملتها لما صحيت بصيت على الموبايل اشوفك متصله أو بعتالي اي رسالة ملقتش....فسبتك براحتك خالص...وروحت المكتب عقبال ما ميعاد خروج وسام يجي.. وخلصت شوية حاجات وبعدين روحت جبته و روحنا..وحاليًا انا في اوضتي....

اتسعت عيناها وقالت:
-كل ده عملته؟؟؟

-أيوة..قري بقى..بقولك ايه تخرجي بليل؟

-اخرج منخرجش ليه....

في ذات الوقت خارج حجرتها..تقابلت فجر التي خرجت من غرفتها عندما شعرت بالضجر من المكوث بداخلها والاستذكار كل هذا الوقت..ومرت على غرفة وعد ولم تجدها.....مع داليدا والتي كانت تتحدث مع نضال عبر الهاتف…

اوقفتها متسائلة:
-داليدا مشوفتيش وعد؟

-خرجت مع ثراء و وئام....

اماءت لها وصعدت داليدا إلى حجرتها ...ظلت فجر مكانها حائرة بين العودة إلى غرفتها وبين البحث عن أي شيء آخر تفعله...وبالنهاية قررت صعود حجرتها..

صعدت بعض الدرجات...ولكنها تسمرت فجأة وهي تستمع لصوت والدها وهو يودع أحدهم وصوته يقترب من الباب:
-تمام استنى مني مكالمة..وربنا يقدم اللي فيه الخير...

ابتسم الشاب له...والتفتت فجر بحركة سريعة متناسية انها لا ترتدي نقابها.....

صُدمت وبشدة وهي ترى والدها يودع «أنس» والذي لم يراها وكانت كلماته الأخيرة والتي اخترقت أذنيها..وجعلتها تخمن ما فعله:
-بامر الله...وهستنى حضرتك تكلمني وتبلغني بقرارك..واتمنى حضرتك توافق...حقيقي هبقى سعيد جدًا اني اناسبكم وبجد مش هلاقي زي آنسة فجر بنت حضرتك...

وببسمة مجاملة هز له رأسه و ودعه....وقبل أن يراها أبيها ركضت لغرفتها لا تصدق وقاحته والتي وصلت لهذا الحد.................



*************



عادت «وئام» وجلست معهم مرة أخرى...بملامح لا تبشر بالخير جعلت جابر وأشرف يتبادلون النظرات القلقة......بينما تابع عابد عمله وانشغل به....

وبتلك الأثناء كانت هناك طاولة مقابلة لطاولة الفتيات..جلس عليها أربع شباب حضروا للتو...وبدأوا بتفحص قائمة الطعام... وبعدما استقروا اشاروا لإحدى الشباب العاملين...استجاب الشاب لندائهم و وقف أمامهم متحدث باحترام جلي:
-اتفضلوا..ايه طلبات حضراتكم..

املوا عليه طلباتهم بطريقة متعجرفة ثم غادر العامل…

هنا وانتبه واحدًا منهم إلى تلك الفتاة صاحبة الخصلات الحمراء....

وعلى الفور غمز بعيناه لاصدقائه نحوها....ونحو ثراء و وئام...

ضحكوا سويًا ولم يترددوا بأظهار متابعتهم لهم.....

وبعد دقائق بدأ جابر وأشرف ملاحظة نظراتهم التي تلاحق الفتيات وغمزهم نحوهم....

تسلل الغضب الناري إلى جسد أشرف وشعر بأنه على وشك ارتكاب جريمة....في ذات الوقت اقترب الشاب العامل من طاولة الشباب واضعًا المُقبلات فأستمع لبعض كلماتهم الوقحة التي تخص زوجة ابن صاحب عمله والاثنان الأخريات....

شعر بالضيق هو الآخر وتحرك يبحث عن عابد..وبالفعل تقابل معه فاوقفه يهمس له:
-الشباب اللي قاعدين في ترابيزة ستة مركزين مع البنات اللي قاعدين على ترابيزة حضراتكم..وبيكلموا عليهم.

تملك الغضب من عابد واسودت عيناه وأخبره بهدوء ما يسبق العاصفة:
-طيب روح انت وانا هتصرف معاهم....

تحرك نحو طاولتهم و وجدهم بالفعل يحملقون بالفتيات وتحديدًا وعد...مستمعًا لكلمات غزل غير برئ يعبر عن وقاحتهم...
وببسمة بسيطة واعين مخيفة قال:
-بمنتهى الهدوء والأدب...هتقوموا دلوقتي وتتفضلوا من غير مطرود..يلا....

رمقه أحدهم باستهزاء وتحدث بسخرية:
-وانت مالك يالا...غور شوف شغلك..بدل ما اقطع بعيشك يلا....

زاد الظلام داخل مقلتيه....ونهض أشرف و جابر عن الطاولة منتبهين لما يحدث مقتربين من الشباب واقفين جوار أخيهم…

أردف أشرف اولًا بأعين لا تقل غضب وإظلام عن عابد:
-في إيه؟؟؟

رد عابد بنبرة غاية في الهدوء:
-مفيش حاجة ارجعوا تربيزتكم...وانا بتكلم وبتفاهم معاهم....

وبذات الاستهزاء والسخرية عقب شاب منهم:
-واحنا مش بنتكلم معاك..وغور عشان بجد هنقطع عيشك...

ضرب عابد بكف يده على الطاولة وصاح بزمجرة:
-طب قوم يا حيلتها انت وهو وبرة.....

نهض شاب منهم وهو يصيح بانفعال:
-ونطلع برة ليه بتطردنا من مطعم أبوك؟؟؟؟؟؟

خرج صوت جابر يؤكد:
-أيوة بضبط..هو فعلا مطعم أبوه..انت كدة مش بتشتمه..ومش مطعم أبوه لوحده..لا ده مطعم ابونا كلنا...وقوموا عشان مطلعوش السرسجي البلطجي اللي جوايا يلا...........

وبرفض و تحدي رد اخر عليهم:
-مش هنقوم وأعلى ما في خيلكم اركبوه........

هنا وقام عابد بانتشال هذا الشاب من ملابسه وقال وهو ينهال عليه باللكمات المباغتة السريعة والعنيفة صاببًا به غضبه:
-يبقى انت اللي جبته لـ نفسك يا حيلتها...............................

يتبع.

فاطمة محمد.

رأيكم وتوقعاتكم ويارب يكونوا الفصلين عجبوكم واتفاعلوا حلو بقى. 💜💫


Continue Reading

You'll Also Like

39.7K 1.4K 23
نوڤيلا كوميدي اجتماعي
428K 41.9K 56
اجتماعي رومانسي.. تاريخ
21K 1K 25
إنهُم قوة لبعضهُم لبعض ، هُم ليسُ مُجرد أفراد عائلة يسكنون معًا في مكانًا وأحدًا؛ بَل هُم أكثر مِن ذلِك بالنسبة لبعضهُم ، إنهُم سَند وقوة لبعضهُم رغ...
6.4K 115 4
اللي فاكر ان الجزء دا فيه محن.. أحب اقوله بلاش تتصدم!