خادمة الشيطان

By SHorouk_Hassan

1.5M 60.9K 6.4K

عندما تجد طوق النجاة في طريق أشبه بالصحراء القاحلة ليس به أي معالم للنجاة؛ يجب عليك أن تتمسك به حد الموت. وه... More

«المقدمة»
♡البارت الأول♡
♡الشخصيات♡
♡البارت الثاني♡
«مهم جدًا»
♡البارت الثالث♡
♡البارت الرابع♡
♡البارت الخامس♡
♡البارت السادس♡
♡البارت السابع♡
♡البارت الثامن♡
♡البارت التاسع♡
♡البارت العاشر♡
♡الشخصيات 2♡
♡الفصل الحادي عشر♡
♡الفصل الثاني عشر♡
♡الفصل الثالث عشر♡
♡الفصل الرابع عشر♡
♡الفصل الخامس عشر♡
♡الفصل السادس عشر♡
♡الفصل السابع عشر♡
♡الفصل الثامن عشر♡
♡الفصل التاسع عشر♡
♡الفصل العشرون♡
♡الفصل الواحد والعشرون♡
♡الفصل الثاني والعشرون♡
♡الفصل الثالث والعشرون♡
♡الفصل الرابع والعشرون♡
♡الفصل السادس والعشرون♡
♡الفصل السابع والعشرون♡
♡الفصل الثامن والعشرون♡
♡الفصل الأخير♡
♡الـخـاتـمـة♡
♡خـادمة الشيطان♡
حلقة خاصة1
خادمة الشيطان

♡الفصل الخامس والعشرون♡

30.9K 1.6K 86
By SHorouk_Hassan

متنسوش الفوت⭐ يا كتاكيت.👀🦋♥

ــــــــــــــــــ

«الفصل الخامس والعشرون»
«خادمة الشيطان»

"بسم ﷲ الرحمن الرحيم"

والعينُ تَفيضُ دمعًا بالأسي عليكِ محبتوبتي، لكم إشتقتُ إليكِ ولضحكتِكِ صغيرتي، إفتحي نافذة عيناكِ أُريد رؤية بحورها، فلمعتها تُحيني كالهواء أشتمُها، يا من سموكِ دخيلة أصبحتي في قلبي تتربعي، وهتفت بإسمك لمراتٍ فلترحمي، إرحمي قلبي العاشق، ونبضي الخافق، وأوردتي التي تصرخ بإسمك كالتائه، هلَّا تُعيدي لي الحياة من فضلُكِ!!.
♡شروق حسن♡

ظهر الألم علي قسمات وجهه، مرت نصف ساعة كالدهر، قد تظهر بأنها دقائق قليلة، لكن بالنسبة له كأعوام عديدة، تنهد "بيبرس" للمرة التي لا يعلم عددها، قلبه يخفق بخوف من أن يُصيبها مكروه، هي آخر أمل لديه ليُحارب من أجله، لا يعلم متي تسلل حبها لقلبه، لكنه بات مُتيقن بوقوعه بها وبعشقها، تنبهت حواسه عندما شعر بمقبض غرفة العناية القابعة بها يُفتح بهدوء، ليظهر من بعدها الطبيب وهو يتخفي في زيه الرسمي، ليهرول "بيبرس" تجاهه متحدثًا بلهفة:
_جيسيكا.. أيها الطبيب طمئِن قلبي، كيف حالها!!

ابتسم الطبيب بود عندما رأي خوفه ولهفته الواضحة، ليقوم بخلع الماسك عن وجهه "الكمامة" ليظهر من خلفها وجهه المجعد قليلًا ولحيته التي يُزينها بعض الشعر الأبيض مما زاده وقارًا، ليردف بهدوء حتي يتمكن من تهدأته:
_لا تقلق بُني، فقط هي بعض الكدمات في جسدها وقمنا بتقطيب جرح معدتها، لذلك أخذنا كل ذلك الوقت، ستُنقل بعض قليل لغرفة عادية ومن بعدها يمكنك رؤيتها.

نظر له بسعادة ولم يشعر بذاته إلا وهو يحتضن الطبيب صارخًا بفرحة:
_شكرًا لك... شكرًا كثيرًا.. شكرًا حقًا.

قهقه الطبيب وعيناه تسير عليه بسعادة، ليقول بحنان أبوي صادق:
_تُذكرني بحماقة إبني يا فتي.

شعر "بيبرس" بالحرج من تصرفه الأهوج فرد عليه بود عندما قارنه بولده متذكرًا والده الحنون المتوفي:
_أدامه الله لك أيها الطبيب.

غامت عينيّ الطبيب بالحزن ليتشدق بحشرجة خرجت رغمًا عنه:
_هو في مكان أفضل بكثير الآن... لقد توفاه الله منذ سنوات قليلة.

نظر له بيبرس بحزن، فكلاهما مثل الآخر، هو فقد ابيه الحنون، والاخر فقد ولده العزيز، ليشعر كلاهما بالنقص، أحيانًا توقع بنا الحياة في أشخاص شبيه لحالاتنا، لكن الآن أصبح متيقن من ذلك، أجابه بحزن وهو يربت علي كتفه بحنان:
_رحمه الله... يمكنك أن تعتبرني كإبنك منذ اليوم وأنا أعتبرك أبي إن لم تُمانع بالتأكيد.

نظر له الطبيب بفرحة عارفة، لا يعلم لما شعر معه بكل تلك الألفة منذ رؤيته، حقًا يشبه ولده في كثيرٌ من الصفات، وأهمها حنانه، خلافًا عن عيناه التي تشبه الأمواج في تلاطمها كخاصته، لذلك أردف مسرعًا:
_بالطبع لا أمانع عزيزي.

احتضنه "بيبرس" بحنان طفل إفتقد الشعور بالأمان منذ صغره، ليبادله الآخر بحب وكلًا منهما أكتمل بالآخر، كم هي عجيبة تلك الحياة، تأخذ مِنا أشخاصًا لتُبادلنا بغيرهم لنتعلق بهم كتعلقنا بالأسبقين تمامًا.

ابتعد عنه "بيبرس" عندما وجد جسد "جيسيكا" موضوع علي العربة، ليربط الطبيب علي كتفه قائلًا:
_إذا احتجتني فأنا بمكتبي في أي وقت، وبعد الإنتهاء من رؤيتها تعال قليلًا.

أومأ له بحب، ليذهب خلف جسد معذبته للغرفة التي تم إحتجازها بها، انتهي الممرضون من وضعها علي الفراش بعد حرصهم علي وضع كل ما يلزمها بجانبها، جلس "بيبرس" علي المقعد المجاور لها، ممسكًا يدها بحب، ثم طبع عليها قبلة حنونة مطولة بث فيها خوفه وقلقه عليها كل تلك الساعات.

مسح بيده علي شعرها الأحمر الناري ليهمس في أذنها بوله بعدما أقترب منها:
_استيقظي شُعلتي، فقد إشتقت لكِ وبشدة.

لم يجد منها إجابة وهذا ما توقعه، لكن يريدها أن تفتح عيناها، يريد التأكد من أنها بخير، يريد التحقق بنفسه بأنها علي قيد الحياة ولم تتركه وحيدًا كالآخرين، هو أكثر من يعلم مرارة الفقد ويشعر بآلامها جيدًا، ولم يكن مستعدًا لخسارتها هي الأخري، شعلته الحمراء كما أسماها.

قبل يدها للمرة التي لا يعلم عددها، يلتمس من دفـئ كفوفها الراحة والإطمئنان، شعر بالنعاس يداهمه، فهو منذ ليلة أمس لم يذق طعم للنوم وبقي مستيقظًا طيلة الوقت، إنحني للأسفل ووضع رأسه علي كفها ناظرًا لها للمرة الأخيرة قبل أن يذهب في ثبات عميق وقلبه مُحمل بالراحة.

♡•••••••••••••••♡

وللكلمات وقعٌ فعَّال علي النفس، فإما أن يؤثر عليه بالإيجاب وإما بالسلب، والخيار الثاني هو الأنسب عندما إستمع لحديث الطرف الآخر، لقد هرب عدوه اللدود "مرتضي الرفاعي" من سجنه، كل محاولاته للزج به داخل جدران السجن ليتعفن فيه ذهبت هباءًا، كان عليه قتله بدلًا من السير وراء ذاك القانون السخيف، هدر صارخًا علي الطرف الأخر:
_هِـــــرب إزاي يعنــــي!!! هو لعب عيــــــال!!

قطب صديقيه جبينهم بتعجب فتسائل عمر بحذر من حالته:
_مين دا اللي هرب يا يزن!!

لم تأتيه الإجابة سوي تحطيم "يزن" لهاتفه بغضب شديد وهو يصرخ به بحدة:
_مرتضي الرفاااعي هرب... هرب يا عمـــر.. فضلت تقولي خلي القانون ياخد مجراه ومتتصرفش بتهور، وأديه هـــــرب، يأخي طظ فيك إنت والقانون واللي مشغلينك.

ذهب إليه "مراد" محاولةً لتهدئته، ولكنه فشل أمام ثورته العارمة، كان الجميع ينظر لغضبه ولا يوجد شخصًا منهم يعلمُ ما يدور بخلده، عائلته بخطر الآن، ومن الطبيعي أن يحل بهم الأذي، زوجته... وااااه علي زوجته التي يحمل خوفها في أكتافه، لن يسمح لأحد بأذيتها حتي ولو كان الثمن هو حياته.

كانت "ضحي" تري غضبه الجم بمظهر تراه لأول مرة، توجست منه خيفة وهي تري عروق رقبته التي برزت من الغضب، وعيناه التي كانت كالشرار، غير صوته الذي كان يزأر كالأسد الجامح، لكن هي فقط من علمت أنه كان كالأسد الجريح، أصبحت تعلمه وتعلم جميع إنفعالاته، تعلم نقطة ضعفه ومصدر سعادته، بادت تحفظه عن ظهر قلب، وكيف لا تعلمه وهو من علمها أبجدية العشق لتسير علي نهجها!! هل لها أن تنسي قوانين عشقه التي وضعها بنفسه جاعلًا إياها تحفظها عن ظهر قلب!!

لعقت شفتها السفلي التي جفت من التوتر، مررت نظرها تجاهه وهو يتركهم متوجهًا لغرفتهم، حيث ملاذهم الأول والأخير، لذلك صعدت خلفه مسرعة وهي مستعدة لتحمل نوبة غضبه التي سيصبها عليها، لكن إذا كان ذلك سيريحه فلا بأس.

أمام بالأسفل... هبطت دموع فريدة بأسي وهي تتحدث بوهن:
_مش عايزين يسبوه في حاله... بعد كل السنين دي كلها لسه عايزين يأذوه، لسه عايزين يعذبوه ويرجعوا الماضي معاهم، الماضي اللي فضل أكتر من عشر سنين بيحاول يمحيه.. بس هما بيدمروه أكتر.

إحتضنها عصام من جهة وكذلك آيات التي تبكي علي أخيها ووالدتها من جهة أخري، بينما الصديقين إسود العالم من حولهم، ما يصيب صديقعهم يصيبهم بنفس مقدار الأذي بل أكثر، تلك العلاقة التي لا يفهمها الكثيرون، ولكن الذي يربطهم ما هو إلا رابط الدماء الذي يجري بعروقهم، ضغط عمر علي فكه بقوة، يحاول تهدأة ذاته عله يجد مخرجًا لتلك الأزمة، ليحيط به ذراع مراد التي التقت حوله كتفه وهو يقول بإصرار:
_كل حاجة وليها نهاية.. اهدي عشان نوصل لحل مناسب.

وضع "عمر" رأسه بين كفيّ يده بعدما جلس علي مقعد قريب منه وهو يتنهد بألم:
_كنت فاكر إن كل حاجة خلصت يا مراد، بس دلوقتي بهروب مرتضي من السجن يعني الراس الكبيرة بقت علي علم باللي حصل للشحنة وبيع يزن ليه ومش هيسيبه لا هو ولا إحنا.
جلس "مراد" بجانبه يحاول مواساته ولكن صمت عندما بدأ القلق ينهش به بلا رحمة.

♡•••••••••••••••♡

صعدت "ضحي" خلفه مسرعة تحاول اللحاق به، لتلحقه قبل أن يدخل الغرفة، لتجده يقف أمام الشرفة الكبيرة المطلة علي الحديقة الخلفية للقصر، اقتربت بهدوء وهي تشجع نفسها علي الإقدام، فهي متأكدة بأنه لن يقوم بآذيتها نهائيًا، وضعت يدها علي كتفه فلم يكلف نفسه حتي للإلتفاف لها، ضغطت علي شفتيها بتوتر ثم أقتربت لتحيط ذراعه القوي بخاصتها، ثم أردفت بحنان:
_ممكن أعرف إنت متعصب ليه!! مش معني إنه هرب إن الدنيا وقفت.. هيتقبض عليه تاني ومن كلامك واضح إنه متوصي عليه جامد.

ماذا تقول تلك الحمقاء!! هل تظن أن الأمر بكل تلك السهولة!! بالطبع، هي لا تعلم بأنها مرتضي أحد أعضاء رجال المافيا الأكثر خطورة بالعالم، لا تعلم بأنه نقد عهده معهم، ومن الممكن أن يكون الثمن هو حياة أحد من أفراد عائلته، أو ربما هي!!

إستدار لها بجمود ليتخطاها ولكنها لن تتركه هكذا، هي تعلم أنه حزين ولكن يُظهر عكس ذلك بحالة الجمود التي يؤديها، اوقفته بسرعة لتقف أمامه مرة أخري متحدثة بحنان:
_يزن اتكلم.. قول أي حاجة.. متفضلش ساكت كدا.. انت بتوجع قلبي بسكوتك دا.

_عايزاني اتكلم أقول إيه يا ضحي، عايزاني اقولك إن هروبه دا مش حاجة سهلة زي ما انتي مفكرة!! عايزاني اقولك إن حياتك وحياة كل فرد في العيلة دي في خطر!! عايزاني اقولك إني ممكن أنام وأصحي ألاقي حد فيكوا مقتول!! عايزاني اقولك إن دي شبكة مافيا ممكن بسهولة يخطفوا حد من العيلة دي ويعيش نفس اللي عيشتوا زمان!! عايزاني أقولك إيه ولا إيه بس.
كانت الكلمات تصعد من فمه بثقل وكأنه كان يحملها علي قلبه ولا يستطيع التنفيس عنها.

ص

ُدمت هي من حديثه، لم تكن تتوقع أن الأمر بتلك الخطورة، وكيف لها أن تعلم وهي عاشت حياتها كلها بعيدًا عن كل هذا!! هي كأي فتاة كانت بعيدة كل البُعد عن حياة الأغنياء، وكـ كثيرًا من الفتيات كانت تتمني أن تعيش حياة القصور، ولم تكن تعلم ما بداخلها أو بالمعاناة التي تواجههم، وما الذي سيعانوه أبناء القصور وهم بكل هذا النعيم!! هكذا كانت تُحَدِث نفسها، والآن علمت ما يحدث، أحيانًا يكن المال نقمة في حياة الإنسان وليس نعمة، حينها يكون الفقر أفضل بكثير مما يتمنوه.

حاولت إخراجه من حزنه وهي تضرب كتفه بكتفها قائلة بمزاح:
_ما خلاص بقا يا يزونتي.. سبتلي إيه كدا لما انت تنكد عليا كل شوية!!

علم بأنها تحاول إخراجه من مزاجيته السيئة لذلك ابتسم بهدوء مقررًا السير معها، ليردف بمشاغبة:
_ما انتي طول عمرك منكدة عليا.. سبيني براحتي بقا.

رفعت حاجبها بإستنكار وهي تلوي شفتيها بسخط:
_الحق علياااا... وانا اللي بفرفشك وبنعنشك ومخلاياك ولا علاء الدين في زمانه.

_يا بتتتتت.
نطق بها مستنكرًا، لتؤكد له وهي ترفع رأسها بكبرياء:
_انكر بقا خلينا نخسر بعض.. دا انا اللي عاملة للبيت المنيل دا حِس والله.

اصدر صوت من فمه يدل علي السخرية متشدقًا:
_انتِ وسُمية ما شاء الله.. بتصحوا الواد عمر بصريخ وتنيموه بصريخ.

رفعت كفها أمام وجهه تمنعه من إسترسال حديثه وهي تقول بغضب:
_لو سمحت يا أخ يزن.. كله إلا سُمية.. وكمان صحيح فكرتني، بقالها يومين حاسة إنها تعبانة نبقي ناخدها ونكشف.

_اه.. كنت خلفتها ونسيتها انا.
_جراااا اييييه يا يززن.. بقولك ايه كله إلا سمية، لو حصلها حاجة طلاق تلاتة منك لأخرب البيت دا علي كل الموجودين.

ضحك بشدة علي حديثها، فمعاملتها لـ"حيتها" أفضل بكثير من معاملتها لأخيها، وكأنها إبنتها البِكر وأول فرحتها، ليتحدث ضاحكًا:
_ومالو.. نكشف لسمية إحنا لينا بركة إلا هي!! المهم الجميل ميزعلش.

ابتسمت ببلاهة لحديثه وكأنها لم تكن غاضبة منذ قليل ليهز رأسه بيأس من تصرفاتها الصبيانية، آخذًا إياها بأحضانه قبل أن يقول بهمس:
_مش عارف من غيرك كان مين اللي هيهون عليا.

_الــلـــه.. الـــلــــه.. يا استاذ انت وهي.

♡•••••••••••••••♡

من قال أن البُعد يقلل من المحبة فهو مُغفل، بل البعد يزيد الإشتياق، الأمان، الحنان، وأخيرًا الحب.

لم ترهُ منذ ثلاثة أيام كاملة، لم تسمع صوته، وأحاديثه، ومزاحه، الآن باتت متأكدة بأنها وقعت في شباك حبه، تنهدت "رزان" وهي جالسة علي طاولة الطعام مع والدتها، ليتبادل أخيها مع والدتها النظرات المتعجبة من حالة الشرود التي أصبحت تلازمها منذ عدة أيام، سألها أخيها متعجبًا:
_مالك يا رزة.. عاملة ولا كأنك عندك كومة عيال ومش قادرة علي تربيتهم.

تنبهت له ولحديثه، لترفع حاجبها بإستنكار متشدقة:
_حِل عني يا منتصر الله يستر عرضك.

نظر لها شزرًا معقبًا علي حديثها:
_انتي يابت بتجيبي الألفاظ دي منين.. أومال فين رقة البنات!!
_في الحمام يا خفة.

نظر لها بقرف وهو يلوك الطعام بفمه مردفًا:
_اخييي عالقرف اخييي.

تحدثت والدتهم بعد أن كانت تتابع مشاكستهم الدائمة في ملل، لتقول بعد أن وجهت حديثها لرزان:
_كنتِ سرحانة في إيه يا روزا!!

أجابتها بلامبالاة مصطنعة وهي تتصنع تناول الطعام:
_ولا حاجة يا ماما.. بفكر بس في الدراسة عشان أنا آخر سنة السنادي.

طالعها أخيها بنظرات متفحصة أدت إلي إرتباكها وكاد أن يتحدث بشك، لكن صدح هاتفه برنينه ليجيب عليه بمزاح عندما لمح إسم صديقه عمر ينير شاشته:
_وحشني والله يابو الصحاب، ليك وحشة يا بيبي.

نظرت له رزان بقرف لتقول بسخط علي حديثهم:
_ما تتعدل ياخويا منك ليه.. دانتوا عالم مقرفة.

سمعها "عمر" من الناحية الأخري، ليطرق قلبه طربًا لها، فقد ظل أكثر من يومان لم يراها بهم، وللحقيقة فلقد إشتاق لها حد اللعنة، ليجيبها بمراوغة:
_خلي اختك البومة دي تسكت يا منتصر.. كل ما اجي اخد خطوة في موضوعنا يحصل مشكلة.

قطب منتصر جبينه بعدم فهم مرددًا:
_خطوة إيه مش فاهم!؛
ثم نظر إلي رزان يهتف:
_بيقولك أسكتِ يا بومة.

شهقت رزان بعنف وهي تقول بردح:
_ألوان بيتكلم.. أول مرة أشوف ألوان بيتكلم.

جز عمر علي أسنانه بغيظ وهي يهتف بصوت هادئ سمعه منتصر:
_يخربيت لسانك اللي زي المبرد.. مغلطش لما سميتك بومة.

قهقه منتصر عاليًا وهو يستمع لحديثه مما أدي إلي غيظ رزان وشعورها بالإنفجار تجاهه، وإن جاءت للحق فهي أيضًا قد اشتاقت لمشاكسته، أو ربما إشتاقت له هو!!

ابتعد منتصر عنهم وهو يستمع لحديث عمر الجدي بعدما تغيرت نبرة صوته إلي الصرامة:
_منتصر إنت الحمد لله بقيت كويس وهتفك الجبس بكرة، عايزك تجيلي بعدها علي طول.

_في إيه يا عمر!! حاسس إن فيه حاجة إنت مخبيها عليا.
تنهد عمر بحرارة ليتأكد منتصر من شكوكه، بدأ عمر بسرد ما حدث وتلك الشحنة الكبيرة التي قاموا بالقبض عليها أثناء فترة مرضه ونجاحهم في ذلك، بل وقاموا بالقبض علي أكبر المهربين ومن ضمنهم مرتضي الرفاعي وينتهي من سرده عن قوله:
_ومرتضي الرفاعي هرب النهاردة ويزن قالب الدنيا زمش هيسكت غير ما يقتله.

كان يستمع له والصدمة ألجمت حواسه، كل هذا حدث وهو لا يعلم عنه بشئ إلا الآن؟! صرخ بغضب وهو يردف:
_ومقولتليش ليه يا عمر!!!! جاي تبلغني دلوقتي!! افتكرتني بعد ما خلصتوا!!! إنت أكتر واحد عارف إني كنت مستني المهمة ي من زمان عشان اجيب حق اخويا.

أغمض عمر عينه بقوة يحاول السيطرة علي أعصابه المتلفة، أيكفيه ما حدث بيأتي منتصر الآن ويزيد الطين بلة بصراخه؟! تنفس بعمق ثم تحدث علي مهل:
_يا منتصر حالتك مكنتش تنفع إني أقولك.
_لــيــه شايفني مشلول!!
_لا كنت شايفك متعافتش بشكل كامل عشان اقولك، ولو كنت قولتلك كنت هتأذي نفسك وتصمم تيجي، وكان ممكن للمرة التانية اخسرك.

ابتلع منتصر ريقه بألم وهو يحمل نفسه الذنب، فحق أخيه المهدور لم يأخذ هو بثأره ولكته انتبه لحديث عمر القائل:
_المهم يزن دلوقتي طالب مننا نتجمع كلنا عشان شكلنا هنطلع الطلعة دي تاني بعد هروب مرتضي الرفاعي، وكل الأسرار هتتكشف بس الخطر هيبقي أزيد.

ظهرت أنيابه واحتدت عيناه وهو يقول بتصميم:
_هعدي عليك بكرا وانا راجع من عند الدكتورومش هتأخر.

_تمام يا صحبي.. صمت ثم أكمل ممازحًا:
_وبالمرة نزيد حبل الوِد ونقرب أكتر يا بيبي.

خرج منتصر من حالته ليضحك بخفة وهو يقول بمرح:
_حاسس إن البت رزان معاها حق.. اللي يسمعنا يشك فينا فعلًا.

_مش قولتلك عشان تبقي تسمع كلامي يا معفن.
نظر خلفه فوجد شقيقته تمسك بثمرة من الجزر وتقضمها بعنف وكأنها تحارب معها بينما تنظر تجاهه بسخط، لتكمل حديثها مردفة:
_انا مش عارفة انتوا مش بتخافوا ربنا!!!

تحدث عمر بضجر من الناحية الأخري عندما استمع لحديثها:
_اختك دي عايزة خنجرين عشان نرتاح منها.

ضحك منتصر بعنف وهو يستمع لمشاكستهم الدائمة، لتخطر بباله فكرة خبيثة عندما أغلق عمر الهاتف بعدما ودعه بود، ليتصنع منتصر الحديث معه وهو يقول بسعادة مزيفة:
_اي دا بجد!!!! وأخيرًا هتعملها يا برنس.... هتخطب!!....... ومين تعيسة الحظ دي بقا!!

كل ذلك الحديث المزيف ورزان كانت تقف بصدمة محلها، شعرت بأن الأرض تميد بها ولا تستطيع التحرك، جف حلقها وشحب وجهها وزاغ بصرها مما استمعت لتوها، لاحظ منتصر ما يحدث لشقيقته، فتيقن مما يفكر به، أخته تخفي بعض المشاعر لعمر، ويبدو أنه كذلك، ذهب ناحيتها وجذبها لأحضانه دون أن يفتح فمه ببنت شفة، لتجفل هي وتحمحم بإرتباك متصنعة الضحك وتردف:
_هو.. هو عمر بجد هيخطب!!

لم يرد إحزانها أكثر من ذلك والإكمال بخطته السخيفة، هو الآن تيقن مما برأسه، هل تظنه مغفل لا يعلم بأقل تحركاتها؟! بل هو يعلمها أكثر من ذاته، هي شقيقته الصغيرة وابنته المتدللة، كيف لها أن تخفي مشاعرها عنه، لذلك هز رأسه نافيًا وهو يجيبها:
_لا دا طلع بيهزر يا روزا.

استمعت رزان لحديثه ومن ثم عادت الحيوية لوجهها لتدفعه بغضب وهي تصرخ:
_طب وسع كدااا... وسع عشان مشلفطش وشك دلوقتي.
ثم نظرت له شزرًا تاركة إياه ينظر لأثرها بصدمة، ضرب كفاه علي رأسه وهي يهمس بيأس:
_جاية من زريبة والله.

♡•••••••••••••••♡

وما الحب إلا للحبيب الأول، تعطيه كل الإهتمام ويبادله هو معك، تنهد عمر بعمق بعدما انتهي من مهاتفة صديقه وسماع صوت تلك الثائرة الصغيرة، لينشرح قلبه وتعود الحيوية لجسده وكأن لسحر صوتها رغم لزاعته مفعولٌ خاص.

قرر الصعود لغرفة يزن لرؤيته والإطمئنان عليه، ليصعد درجات السلم ثم يسير في الممر المؤدي لغرفته ليجده هو وضحي علي وضعهم، حيث كان يحتضنها بحنان وهي تبادله كذلك، ليقول بصوت عالي أفزعهم:
_الــــــلـــــه... الــــلـــــه... ايه اللي بيحصل هنا دا يا أوستااذ إنت وهي.

_وإنت مالك!!
كانت تلك الكلمة تصعد من فم "ضحي" وهي تحدق به بغيظ لقطعه خلوتهم الجميلة.

ليجيبها بسخط وهو ينظر حوله:
_لا مالي ومال خالي ياختي... ومالي يا عنيااا.. مالي يا ست.

ليأتيه الرد هذه المرة من يزن وهو يبادله نفس نظرات ضحي الساخطة:
_يابني بطل تتعامل علي إنك من أهل البيت دا... إنت معندكش دم؟!!

تأفف عمر بقوة وهو يجيب بضجر:
_سمعت الكلام دا كتير غيره بليز يا فوكس.

لم يجد إجابة سوي نظراتهم الحانقة ليكمل:
_كنت طالع اتطمن عليك واديك زي القرد اهو.. تشاو بقا.
ذهب بضع خطوات ليتوقف قبل أن يقول:
_وصحيح منتصر هيجي النهاردة.. العواف معطلكوش.

تحدثت ضحي بعدما ذهب وهي تقول بوله:
_كنا بنقول إيه!!

ضحك عليها وهو يقول بخبث:
_هقولك كنا بنقول إيه.

♡•••••••••••••••♡

خارج القصر..
هناك من يقف يراقب كل تحركاتهم ويمسك بيده بندقيته، مصوبًا تجاه شخصًا ما، ليبتسم بخبث وها قد حصل علي هدفه، ليطلق الرصاص علي هدفه ويصدح المكان بصوت الصرخات، لتنتهي حياة شخص آخر.

♡•••••••••••••••♡

داخل المشفي، ظل بيبرس جالس بجانب جيسيكا عدة ساعات كاملة دون أن يتركها أو يغفل له جفن، كانت نظراته مثبتة عليها بحزن وزاكرته تعود للخلف، حيث مقتل والده العزيز، ذلك الأب الحنون، الصديق والرفيق، كان يمثل له كل شئ، حتي جاءته طلقة غادرة اودت بحياته ليتركه يتحمل مسؤلية عائلته، والتي كانت تتكون من والدته وشقيقه الاصغر وشقيقته الكبري، وبعدها بأشهر قليلة تم قتلهم هم أيضًا ليصبح بلا مأوي.

(قصة بيبرس واللي حصل زمان هتتشرح بالتفصيل بس الصبر)😌😂👍

أحس بململتها وضغط أصابعها الرقيقة علي كفه، لينتبه لها بكافة حواسه، مقربًا وجهه منها وهو يقول بلهفة:
_جيسيكا.. عزيزتي هل تسمعيني!!

وصل صوته لقلبها قبل أذنها، ذلك العاشق الولهان، لتفتح عينها ببطئ وتراه ماكثًا أمامها ينظر لها بخوف، لتتحدث بإنهاك وصوت منخفض:
_متي ستتزوجني يا أحمق؟!

♡•••••••••••••••••♡

خلصت إمتحانات وفضيالكوا عالاخر😂😂
بس متنسوش تحطوا الفوت⭐ يا كتاكيت.
البارت الجاي يوم الخميس بإذن الله.♥

معكم_في_آخر _حلقات_رواية_"خادمة الشيطان". ♥

وشكرًا علي الألف فولورز🥺♥

|دمتم سالمين|
♡شروق حسن♡

Continue Reading

You'll Also Like

2.5K 178 23
هي انثي ولكن ليست مثل كل انثي هي انثي تفرغت فقط للأخذ بثأرها لتصبح دائما نجمة عالية، وهو رجل ولكنه كا كل رجل لا يقبل ان يكون في المرتبه الثانيه، رحلة...
13.3M 915K 40
حياةٌ اعيشها يسودها البرود النظرات تحاوطني أواجهُها بـ صمود نظراتٌ مُترفة .. أعينٌ هائمة ، عاشقة ، مُستغلة ، عازفة ! معاشٌ فاخر ، صوتٌ جاهِـر اذاق...
1.9M 123K 42
في مَنتـصفُ كائنات الصَفاء كَانت هناك قواريرُ ابريَاء لكل مَنهم جَانبً يشـعَ كـ الهلالِ شعورهم بلأمان أصبح كـ خيـالِ.. حاربُ!! لتنجو، لتثبت أنك قوي...
2.4M 117K 37
ودون أن أدري، كنت أهوى بكلمتي لنفس الموضع الذي هوى إليه إبليس حين رأى أنّه خير من آدم... لا احـلل اخذ الروايـه ونشرهـا وغيـر مبـري الذمـه ...